Skip to main content

Full text of "عصر الثورة إريك هوبزباوم"

See other formats




إريك هويزباوم . . 


عصرالثورة 


أورويا (1789 - 1848) 


ترجمة:د. فايزالصياغ 
تقديم: د. مصطفى الحمارنة 








توزيع: مركز دراسات الوحدة العربية 


عصر الشورة 











عزيز العظمة (منسقاً) 
جميل مطر 

جورج دقرم 

خلدون التقيب 
السيد يسين 


علي بالكر 


و » 000 
© ©ه٠»ه‏ >« 2 


5 2 5 زه 
إريك هوبرباوم 


عصر الشورة 


(أوروبا 1789 1848) 


ترجمة د. فايز اله 
ا 
تقل : 

يم د. مصطفى الحمارنة 


الفهرسة أثناء النشر ‏ إعلاد المنظمة العربية للترحمة 
هويزباوم » إريك 
عصر الثورة (أوروبا 1789 1848)/ إريك هوبْرْباؤم؟ ترجمة فايز الصّبّاغْ ؛ 
39) فو 2 (علوم إنسائية واجتماعية) 
ببليوغرافية: ص 585 - 606. 
يشتمل على فهرس . 
9953-0-0761-6 1518201 
1. أوروبا_تاريخ . 2. الثورةالصناعية. أ. العنوان. ب . الضّيّاعْ» فايز(مترجم) . 
ج. الحمارنة» مصطفى (مقدّم). د. السلسلة. 
2. 940 
«الآراء الواردة فى هذا الكتاب لا تعبّر بالضرورة 
عو للترجمة» 


1716 
لة حصراً ل: 


جمه 
--115 
لبنان 
11105) 
0كط1 ناتهمك 
حقوق الترحمة العربية محفوظة ل: 
مؤسسة ت رحمان 
ص. ب: 141363 عمان 11814 الأردن 

يصدر هذا الكتاب بدعم من البنك الأردني الكويتي وشركة أرامكس 


توزيع: مركز دراسات الوحدة العربية 

بناية «سادات تاور» شارع ليون ص.ب: 113-6001 
الحمراء ‏ بيروت 2090 1103 - ليئان 

تلفون : 4 869 - 801582 - 801587 (9611) 


برقياً: «مرعريى» - بيروت / فاكس: 865548 (9611) 
01.1.كتلوه.1717/177// تطصااط تعتزك ماع11 - طا1.ع:1ه.كنتهه (م مكط1 :الهم 





الطبعة الأولى: بيروت» كانون الثانى (يناير) 2007 


تقديم الطبعة العربية اسعم ع مد مع م اال 0 
تقديم المؤلف للطبعة العربية 000 
تصدير 10 1[ [ز[1[1[ [ز[ز[ز [زؤز[ز[ز[ز[ز[ز ز ؤز زذ 111111 
المقدمة 1[ [ 200 


التتضطضورات 


الفصل الأول: العالم في ثمانينات القرن الثامن عشر 


الفصل الثانى : الثورة الصناعية 0000 
الفصل الثالث: الثورة الفرنسية 00 
الفصل الرابع : الحرب 0000 
الفصل الخامس: السلام ا 
الفصل السادس : الثورات ع لم د ل ا د 
الفصل السابع : القومية ا 000 
الم الثاني 
النتائيج 
الفصل الثامن: الأرض واج اا سا ساي 


الفصل التاسع : نحو عالم صناعي ا 


الفصل العاشر: المهن تفتح أبوابها للمواهب 3 
الفصل الحادي عشر : الكادحون الفقراء 220 
الفصل الثاني عشر: الأيديولوجيا: الدين 00 
الفصل الثالث عشر : الأيديولوجيا: العَلمانية 6 
الفصل الرابع عشر: الآداب والفنون 0 
الفصل الخامس عشر: العلوم 000 
الفصل السادس عشر: الخاتمة: نحو العام 18ظ3] 
الخرائط ا ل 0 
الثبت التعريفى تج تجرف ان لاط ا ةل اجا ا 
المراجع 100 151 1#1[أ5771[171'(( 
المراجع المساندة 000000 
الفهرس لمم وس يوالم هروس ا نعلا عليز ولو ع بوموص لسعم ع عدا يا ب ع رلوم يوا 2 وك 


تقديم الطبعة العربية 


ثمة ما يشبه الإجماع في أوساط الدارسين المعاصرين على اعتبار 
إريك جون بلير هوبزياوم واحداً من أشهر المؤرخين المعاصرين في 
بريطانيا وأوروبا؛ بل إن الباحثين اليساريين ينزعون إلى اعتباره أبرز 
مؤرخي هذه الأيام في العالم أجمع» أو أفضل مؤرخي القرن العشرين. 
وتميل الفئة الأولى إلى التركيز على جدارته العلمية» ونهجه الموضوعي 
المعمق الشامل المتعدد الأبعاد في دراسة التاريخ الحديث» بينما تضيف 
الفئة الأخيرة من المراقبين سلسلة أخرى من السمات التي تميز منهجه 
الفكري» ومن بينها منظوره الماركسي المادي الحدلٍ في نتحليل الظواهر 
التاريخية» والتزامه التعايش مع واقع العالم المعاصر السياسي 
والاجتماعي» واستمراره» حتى وهو على مشارف التسعينات من 
عمره» فى التعبير عن مواقفه وآرائه الحريئة إزاء أحداث الساعة. 


ولا بأس» في معرض الحديث عن منظور هوبزباوم ودراساتهف 
من الإشارة إلى أننى تعرفت عليه» فكرياء منذ بواكير دراساته المنشورة» 
أيام كنت طالب دراسات عليا في قسم التاريخ في جامعة جورجتاون 
منذ أكثر من حمس وعشرين سنة. ففي خريف عام 21979 إذا لم تخني 
الذاكرة» كنت أعد دراسة عن الحركات الفلاحية» وكان كتاب هوبزياوم 
المتمردون البدائيون (اءطءع1 1/:6ة27) المنشور عام 29» مصدرا 
أساسياً للبحث الذي كنت أقوم به. وقد بهرني ذلك المؤرخ منذ تلك 
الأيامء وتواصل اطلاعي المعمق ودراستي لمؤلفاته منذ ذلك الحين حتى 


7 


سيرته الذاتية أزمة لافتة : حياة فى القرن العشرين :3717705 ج1أادء©101) 
(ع/تط رسع زاء أ اتتء 1 4 (2000) وعلى الرغم من ان هويزياوم كان 
شيوعياً» إلا انه لم يكتب كالشيوعيين في ذلك الوقت. لقد كان ماركسي 
المنهج» لكنه أنتج دراسات مختلفة عن الكتابات اليسارية المألوفة آنذاك؛ 
فهو لم يكن كبعض أقرانه من الماركسيين الذين يحمّلون كتاباتهم نصوصاً 
أيديولوجية للتدليل على واقعة أو ظاهرة تاريخية ماء بل إن هوبزباوم 
كان يستعمل الأدوات والمفاهيم الماركسية في إطاره النظري بسهولة 
ومرونة وذكاء» ما يجعل تأثيره على القارئ عميق الوقع. 


ولا يسعني إلا الإقرار بأن منهجه في التحليل التاريخي قد أسهمء 
إلى حد كبيرء في بلورة نظري» كمؤرخ اجتماعي سياسي. إلى التاريخ 
العربي المعاصرء ومقاربتي لمجمل القضايا الواقعية التي نواجهها في 
الوطن العربي. 


جانب من سيرته 

ولد هوبزباوم في الإسكندرية عام 1917 لآب بريطاني وأم 
نمساوية» وانتقل إلى فيينا بعد وفاة والده ليعيش مع والدتهء ولمتابعة 
دراسته في برلين. واضطر للرحيل إلى بريطانيا عام 21933 إثر تعاظم 
النزعة النازية والفاشية في ألمانياء والنمساء وإيطالياء ومناطق أخرى في 
أوروبا الوسطى. وكان لمعاصرته صعوةّ الفاشية وفشل الليبرالية أثر كبير 
فى تكوين آرائه السياسية اليسارية واقترابه من الماركسية» كما أن هذه 
التجربة أثرت في اهتماماته البحثية لموضوع الهويات وظواهر التعصب 
العرقي والديني والإثني. 

وفي لندن» أكمل دراساته الجامعية وحصل على الدكتوراه في 
التاريخ من كينغز كوليج في جامعة كامبريدج. وعمل محاضراً في 
جامعة لندن - كلية بيربك» وأصبح أستاذا للتاريخ الاقتصادي 
الاجتماعي عام 0 وزميلاً في الأكاديمية البريطانية عام 1978. وفي 


8 


العام 21998 قُلّد وسام الشرف في بريطانيا والكومنولث. وعلى الرغم 
من أنه كان شيوعياً منذ العام 1936, إلا أنه ندد بالغزو السوفياتي 
لهنغاريا عام 1956» وعدل عن الحزب الشيوعي البريطاني إلى الحزب 
الشيوعي الإيطالي» وظل محافظأً على منظوره الماركسي العريض في 
توجهاته الفكرية وممارساته العملية. 

ويعمل هوبزباوم الآن رئيساً لكلية بيربك ‏ جامعة لندن» وأستاذاً 
زائراً فى عدد من كبريات الجامعات الأوروبية والأمريكية والآسيوية. 
وبالأضافة إل أن ؤلفاقة الأساشية فرعت إلى أكتن اللتعانك الحية 
(ربما باستثناء العربية)» فإن ما أسهم في تأثيره الفكري هو إتقانه لعدد 
من اللغات وأبرزها: الإنجليزية» والفرنسيةء والألمانية» والإيطالية 
والإسبانية. وعلاوة على اهتماماته الأكاديمية والفكرية والسياسية» فإنه 
عازف ماهر لموسيقى الحاز» وله دراسات وكتاب مطبوع في هذا 
المجالء وآخر عن الترابط بين الجاز والمقاومة والاحتجاج. ويقيم 
هوبزباوم مع زوجته وأبنائه في لندن. 


هوبزباوم . مؤرخا 

درج إريك هوبزباوم على التأكيد في المقدمات التمهيدية لكل 
أعماله في الكتاب الذي بين أيدينا كما في غيره ‏ على أنه لا يسرد 
التاريخ» ولا يعيد صياغته. ولا يؤرخ لوقائعه أو يصف أحداثه كما 
تفعل جمهرة "المؤرخين' مين قدامى وععدثين عل السدواء. إنه. كما 
يقول» إنما يتوجه إلى القارئ والمراقب والباحث الذكي المتعلم فحسب» 
فيدرس ظواهر التاريخ الأساسية والأحداث الكبرى المؤثرة في حياة 
الناس في المجتمعات البشرية» ويحلل أسبابها ونتائجها المباشرة وغير 
المباشرة» ويربط بعضها ببعض على نحو متكاملء» في المجالات 
السياسية» والاقتصادية» والاجتماعية» والثقافية دون استثناء» بحيث 
تكون الحصيلة النهائية صورة نابضة بالحياة للواقع البشري في مرحلة 
معينة» تتسلسل على نحو جدلي مع ما يسبقها وما يليها من مراحل. 


9 


وفي سياق الإطار الفكري الجدلي العام الذي يتحرك فيه 
هوبزباوم» فإنه يستهل أول مؤلفاته المهمة المتمردون البدائيون بمقولة 
أعتقد أن المؤرخين العرب المحدثين هم في أمسٌ الحاجة إليها لدراسة 
الماضي والحاضر على حد سواء. فهو يرى في هذا الكتاب أن الحركات 
الاجتماعية التي حدثت في غرب أوروبا وجنوبها في القرنين التاسع 
عشر والعشرينء وقام بها فلاحو الأندلس في إسبانياء وعمال المناجم 
لباتركا تي رطان وحتى المافيا في صقليةء تكن وردان يدن 
التكين بياغ أو أحداثا ميتة الصلة يما 'قيلها وبعدها وحولها: كما أأنا 
ليست من التفاهة إلى حد دفع اقفن الورطين: إل منويفيا أو اعدارها 
فورات عرضية ة وحالات عابرة من التمرد التلقائي الفاشل . (وتلك. في 
مااآرق>..هي المقاربة التي ناقشن ها أغلب المورحين الغرب ظواهر مهمة 
في التاريخ العربي الإسلامي قبل حركة القرامطة» وثورة الزنج 
وغيرهما). ويرى مويرياوم أن هذه الحركات» 0 
أصول ريفية أو فلاحية أو برز في المراحل ما قبل الحضرية وقبل 
الفيعاعية» غدل احتجاجاً عنيفاً على القمع» والفقر: إنها صرحة للثأر 

من الطغاة ومن أصحاب الثروة والجاه» وحلم غامض لتقليم أظفارهم 
وانتزاع أنيا همء وإزالة أخطائهم وخطاياهم ضد الناس البسطاء العاديين. 
وكان 0 هذه الحركات» في جوهره. غاية في البساطة» وهو أن 
يعيش الناس لا في عالم جديد متكامل. بل في عالم تسوده روح العدل 
والإنصاف ويعامل فيه الناس على قدم المساواة. إلا أن هذه الحركات 
التي تتشابه؛ من حيث طبيعتهاء مع جوانب من حروب العصابات 
الحديثة. كانت جميعها تفتقر إلى عنصرين جوهريين لازمين هما: 
أيديولوجية متماسكة تهدد الأهعداف والمرامى القريبة والبعيدة. وتنظيم 
مترابط ب يضم أطراف الحركة ويحدد 500 الأعضاء فيها ودرجات 
انتمائهم 02 عملهم. 

وعلى الرغم من ذلك كلهء فإن هذه الحركات تظل مسالكٌ جانبيةً 
ومؤشراتٍ بارزة على مسيرة المجتمعات في المستقبل» ومكونات رئيسية 


10 


فى القوة الدافعة التي تحرك مسارات التاريخ خ البشري. والأهم من ذلك 
كله أن هذه الحركات الاجتماعية 500 على ما بينها من اختلاف» 
تمثل آخر الأمر روافد مؤثرة تعزز التوجه نحو التغيرات الكبرى التي 
تتجل في التاريخ الحديث في سلسلة من المنعطفات والثورات الحاسمة 
في العالم» ومنها الثورات الصناعية» والفرنسية» والأميركية» وأخيراً 
الروسية. ويعتقد إريك هوبزباوم» في هذا السياق» أن ما قاله المفكر 
الإيطالي اليساري أنطونيو غرامشي عن الحركات الفلاحية في جنوب 
إنطاليا فى الخشريباك من المرت التاميع عشر» يصندق عل فيز .من 
الجماعات في عالمنا المعاصر؛ لقد كانت جماهير الفلاحين» في نظره» 
ل و بيد أنها بصفتها كتلةً جماعية» كانت 


تفتقر إلى قوة مركزية تعبر عن تطلعاتها واحتياجاتها". 


وش متناف اوروياو كز اميم الاتتصاتي التكادل فيه في 
وتات :اللاحتمالس يياول:قبها احماية العيال الزراعين فى ترب 
وشرق إنجلترا عام 1830 (الكابتن سوينغ (0/4د5 «نهامه©) 1969), 
والسين التسيانسة والتكرية الله من توان النررة العقرية قوان: مقالكت 
معاصر 5 (تتروسحط مده :تمحرسع اسم :كع عدم رامن ) (1973). وسلسلة 
من الدراسات عن الحركات العمالية في بريطانيا وأوروبا. 


وفي جميع هذه الدراسات التحليلية للحركات والأوضاع والظروف 
الممهدة للتغيرات الاجتماعية الكبرى في التاريخ الحديث» يكون إريك 
هوبزباوم قد ارتاد سبيلاً جديداً في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي» 
تبلور بعد ذلك فى مقاربات جيل من أبرز العلماء الاجتماعيين في 
المقي اك جياه مو :القوق الاضى لققانا التقير لاعن 
واطركاق الاشعمام والسليل الحارعي تارق رسن م شولا : 
تشارلز تيللى (10لثة وعامتقطع)ء وثيدا سكوكبول (أهصعماك دلعط1)» 
وأنتون بلوك 81010 دمنصخ). وينطلق هؤلاء وغيرهمء على العموم, 
من عدد من المفاهيم التحليلية التي أرقن هويزباوم دعائمها في 


11 


الدراسات التحليلية» ومن بينها مفهوم 'العصيان الاجتماعي". وما 
كانء بموجب التعريف "الرسمي". يُدعى 'الجريمة الاجتماعية". 
ويفسر هذان المفهومان كثيراً من الأنماط المختلفة السائدة في التاريخي 
والاجتماعي السياسي ا متباينة وفى عصور مختلفة. وكانت 
معظم ظواهر العصيان هذه تُعرّفه حتى عهد قريبء, وفق المنظور 
التقليدي. حتى في المؤسسات التعليمية» ٠‏ بأنبا حركات تمرد تقوم بها 
ناماه من الاصو مآد ارسي أو المهمشين من طفيليات مسيم 
وجاءت هذه المدرسة الفكرية الجديدة ذ في العلوم الاجتماعية لشخرج هذه 
الحركات من نطاق الرؤية التقليدية» وتُدخلها في عداد مظاهر الرفض 
والاحتجاج على جوانب محددة في الواة قع الاجتماعي المؤسسي» وفي 
سباق تاو مده 


ترتكز منهجية هوبزباوم في التحليل السياسي الاجتماعي على 
قاعدة معرفية موسوعية حول جميع مناحي الحياة في أوروبا وبقاع كثيرة 
من العالم في الفترة الممتدة بين بدايات القرن السابع عشر ومطلع القرن 
الحادي والعشرين في مجالات الاقتصاد. والسياسة» والثقافة» والفنون. 
وهو يرى أن مهمة المؤرخ هي "اكتشاف الأنماط والآليات التي حولت 
العالم من حال إلى حال". ولا تقتصر هذه المهمة» في رأيه. على 
اكتشاف الماضي» 'بل تتجاوز ذلك إلى تفسيره» ومن تم إيجحادٍ رابطةٍ 
ننه إل اناف 


وفي هذا الإطار الذي يتحاشى ره الوصفي» ٠‏ ويركز على 
التفسير الاجتماعي الحركة التاريخ ‏ أئ ' "امو الأسفل للأعلى " ٠»‏ تمكن 
هوبزباوم منذ عقود من وضع سلسلة من الدراسات المغالمنة في تحليل 
التاريخ الحضاري لازنا وليل جانب هذه الدراسات» نشر هوبزباوم 
مخطوطة كارل ماركس (51215 16211) التشكيلات الاجتماعية ما قبل 
البحر امتهم يسالية 0 "2 اتعراعدةاعقاماتممء! "عل قل ,اتعدوورم]) 
(:»«[مع7 076 (1964) مترجة إلى الإنجليزية» بعد أن وضع لها مقدمة 


12 


تطلرية“وقطليلة مويتعة غين. أتباطالإنعاخ قبل الرأسمالية. وكانت هذه 
المقدمة وتلك الوثيقة إضافة نوعية متميزة إلى الآدبيات الماركسية لتحليل 
المشاعات الاجتماعية القديمة وتبيان أثرها على البنية الاجتماعية. كما 
أبا كانت تمثل خروجاً عن إطار الماركسية السوفياتية التي حولت إلى 
نماذج جامدة متحجرة ة أنماط الإنتاج الخمسة المعهودة (وهي: المشاعية 
البدائية» ونمط الرق والسخرة» والنظام الإقطاعي» والنظام الرأسمالي» 
وهذه الأنماط هي التي قامت قبل حلول النظام الخامس المدشود: 

الاشتراكية والشيوعية). 


وقد تخللت هذه المؤلفات دراسات مهمة من بينها الصناعة 
والإمبراطورية (ع«نومرظ سه ترماىيهس1) (1964) عن الثورة الصناعية فى 
بريطانياء والأمم والقومية منذ العام 1780 (1990): وكتب أخرى. إلا 
أن إنجاز هوبيزباوم الأهم والأكثر شهرة وذيوعاً في الأوساط الفكرية 
والأكاديمية في العالم يتمثل في ما أصبح يسمى " الثلاثية " » عن التاريخ 
الحضاري لأوروبا منذ الربع الأخير من القرن الثامن عشر حتى مطالع 
القرن العشرين» واشتمل ذلك على ثلاثة مؤلفات مرجعية هي عصر 
الثورة: أوروبا 1789 1848 (1962): وعصر رأس المال 1848 1875 
(1975)» وعصر الإمبراطورية 1875 1914 (1987). وفي عام 1994» 
استكمل هوبزباوم هذه السلسلة» التي تحولت إلى "رباعية" » بإصدار 
عصر التطرف : القرن العشرون القصير 1914 1991: عن تاريخ العام 
منذ الحرب العالمية الأولى حتى انبيار الاتحاد السوفياتي وأنظمة الكتلة 
الشرقية في أوروباء وتغوّل الهيمنة الأمريكية على الساحة الدولية. 


و لو ا ل ا 
ا ديم أ لاس لي شيل جا مد الف 


13 


الذي أشرنا إليه» يتطرق هوبزباوم في الجزء الأول من الكتاب إلى 
التطورات الأساسية التي شهدتها هذه الفترة ة على الصعيدين الأوروبي 
والدولي. . ثم يتحول في القسم الثاني إلى مناقشة المعالم البارزة لطبيعة 
المجتمع الذي أنتجته تلك الثورة المزدوجة» مع ربط كل واحد من 
أبعادها وجواتبها بالآخر. وبعد أن يتحدث عن الخنطوط العريضة لهاتين 
الثورتين» وما تلاهما من حروب, بما فيها الحروب النابليونية» وثورات 
وحركات سياسية في مختلف أنحاء أوروباء ينتقل إلى تضاريس مجتمع ما 
بعد الثورة الحديد» ويتحدث» بأمتلؤت موسوعي شامل» عن التغيرات 
الذرية التي طرأت بعد الثورة الزدوجة على البنية اللبقية والتنظيم 
السياسي في أوروباء والتحولات التي تجاوزت يجحالات الصناعة 
والاقتصاد والسياسة لتشمل الجوانب الأيديولوجية (بما فيها الدين 
والنزعة العلمانية), ثم العلوم والآداب والفنون. ويمضي بنا هذا 
الكتاب ليضعنا على أعتاب د النصف الثاني من القرن التاسع عشرء عندما 
كان هدير الموجة الثانية من الثورات يتصاعد من أعمق أعماق الأرض 
في الممالك الأوروبية كافة» توطئةً للاتفجار العظيم عام 1848. 


وعصر الثورة» شأنه شأن عصر رأس امال وعصر الإمبراطورية» 
القارئ والباحث والدارس العربي قيمةٌ متميزة» لسببين على الأقل. 


يتجلى الأول في حرص المؤلف على استعراض الآثار والتداعيات 
التي انداحت على بقاع العالم الأآخرى» وبخاصة عل المنطقتين العربية 
والإسلامية. جراء الثورة الفرنسية» والثورة الصناعية» وحمللات 
نابليون» والتوسع الاستعماري الأوروبي» وبدايات التفاعل الثقافي 
والعلمي والسياسي الحديث بين العرب وأوروبا. 


فنا السبب الثانٍ فهو ما يؤكد عليه هوبزباوم في المقدمة التي 


وضعها خصيصاً لهذه الترجهة العربية لكتاب عصر الثورة وللسَفرين 
الآخريّن اللذيْن سيصدران بالعربية تباعاً في هذه السلسيلة. فمنذ القرن 


14 


السابع للميلاد» وعلى مدى ألف عامء كان "الغزاة" يداههمون أوروبا 
من الشرق لا من الغرب. وعى الرغم من أن التبادل التجاري كان 
موصولاً بين الطرفين» إلا أن التحولات المثيرة في أوروبا منذ اندلاع 
الكورتين الفرنسية والصناعية قد عكست اتهاه الغزو. قمع توسع 
الأوروبيين الاقتصادي والعسكري» تصاعدت في أرجاء العالم الإسلامي 
وغواتة تذكن فو المقاومة للغزو الأجنبي» وتحض على الإصلاح 
الداخلي والتحديث في آن معأء وذلك ما سيتطرق له هوبزباوم بمزيد 
من التفصيل في كتابيه الآخرين: عصر رأس المال وعصر الإمبراطورية. 


ملاحظات ختامية 


ترك إريك هوبزباوم بصماته الفكرية والمنهجية على علم التاريخ 
الحديث» وأسهم إشهاماً كبيراً في تطوير أساليبه وتوسيع افاقه. وقد 
حقق إنجا زاته في هذا المجال ذ فى أجواء أكاديمية أوروبية لا ترحب» 
بالضرورةء بأمثاله من المفكرين» بل تواجههم بالعزوف أحياناء بل بما 
يشبه العداء في أحيان أخرى. إلا أن هوبزياوم» على الصعيدين المنهجي 
والملوضوعي في كتابة التاريخ» كان وما يزال موضع احترام وتقدير 
كبيريُن فى الأوساط العلمية كافة. 


ومقابل هذا الاحترام والتقدير لإنجازه العلمى» عانى هوبزباوم 
الكنجر كسمت آرائه السياسية؛ فعلى سبيل المنال» تأخرت ترقيته 
الأكاديمية إلى رتبة أستاذ حتى العام 1970, على الرغم من إنتاجه 
العلمى الرصين وقيامه بالتدريس لمستويات جامعية متقدمة أكثر من 


وما يزال هوبزباوم يواجه حتى اليوم مفونا كس نهذ انهه لا شان 
لها بالنزاهة الأكاديمية أو الأمانة العلمية. وتصدر هذه الانتقادات 
لأسباب واعتبارات سياسية في ال لتحليا الأخيرهء ومن مصدرين قل 


15 


يبدوان متعارضيّن في الظاهر إلا أنهما يتقاطعان ويلتقيان في أكثر من 
باح 
ع ل 0 ان 
الحزب الشيوعي رغم شجبه للمواقف السوفياتية أكثر من مرة. وتاك 
عليه البعض كذلك أنه لم يندد "'بما فيه الكفاية " بفظائع ستالين في 
الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. ٠‏ وتتلخص حيجة بهويزباوم ضد 
هذه الانتقادات بأن الحركة التي انتمى إليها هي التي أدت» في المقام 
الأول» إلى 2 الفاشية والنازية في أوروبا. ويضيف اساي 
اه نحبهم - وعلى أيدي رفاقهم 
حبنا- في سبل قضة شريفة ول عياء وهر 0 
روسيا وأواسط وديا راسد عط ساف الي ال 


أما المصدر الآخر للنقد الموجه إلى موبوياية فإن دوافعه السياسية 
لا تخفى على أحد؛ فهوء باعتباره مفكراً علمانياً ايا بالدرجة 
الأولء يمحمل منذ زمن موقفاً معروفاً ومشهوداً من إسرائيل 
والصهيونية؛ وخلال السنوات الأخيرة» أدى تشدده في موقفه من 
إسرائيل إلى تعاوم الحملات الصهيونية ضده. ففي لقاء مطول أجرته 
معه صحيفة : الأويزرفر 0 البريطانية في سيرتمير/. أبلول عام 
2 يقول هوبزباوم بمنتهى الصراحة والوضوح: "ل أكن صهيونياً 

قط. ولكن بعد أن قامت إسرائيل واستقر فيها اليهود» لم تعد فكرة 
إزالتها وإزالتهم واردة. ولم أكن أبداً من الداعين إلى تدمير إسرائيل أو 
إذلالها. . نعمء إنني بهودي. ولكن ذلك لا يعني أن علي أن أكون 


16 


صهيونياً ولا مؤيداً بأي شكل من الأشكال للسياسات التي تنتهجها 
الآن حكوية إسرافيل )موه سياسات كار نبة "شريو إنيا نياسانه 

ستؤدي بطبيعتها إلى التطهير العرقي في أراض محتلة. والسياسات 
الرسمية للأحزاب البهودية التي تحكم إسرائيل الآن تعتبر منطقتي 
اليهودية والسامرة جزءاً مما أعطاه الله للإسرائيليين» وأعتقد اعتقاداً 
جازماً أن على اليهود أن يقولوا إن بوسع المرء أن يكون بهودياً دون أن 
يكون مؤيدا لإسرائيل'. 

وبين هذا الفريق من النقاد وذاك. يمضي إريك هوبزباوم قدماً في 
ما تبقى من أيامه الحافلة بالإنجازات العلمية والفكرية والمواقف 
السياسية. ويظل» فى كل وقتء يردد عبارته المشهورة: "لقد أنجزت 
ما أنجزت دون أن أقدم أية تنازلات أو أساوم على الإطلاق ' 


ا مصطفى ال حمارنة 


مركز الدراسات الاستراتيحية ‏ الجامعة الأردنية 


17 


كقدوة المؤ لقب للحليقة العريية 
عصر الثورة وعصر رألس المال 
0 6 


وَضعتٌ هذه المؤلفات الثلاثة» التي استكملتها بكتاب رابع عن 
تاريخ العالم منذ الحرب العالمية الأولى حتى سقوط الاتحاد السوفياي» 
ليقرأهاء كما تقول مقدمة الكتاب الأول 'المواطن الذكي المتعلم الذي 
لا يسعى إلى إشباع فضوله لمعرفة الماضي فحسبء بل يريد أيضاً أن 
يفهم كيف ولاذا أصبح العالم على ما هو عليه الآنء وإلام سيؤول". 
وتعالج هذه المؤلفات الأربعة كلها الفترة الأكثر أهمية في تطور البشرية 
منذ ما اصطلح على تسميته "ثورة العصر الحجري الحديث"» قبل نحو 
عشرة آلاف سنةء التي شهدت بدايات الزراعة» واستخدام المعادن» 
ونشوء المدن» والسجلات المدونة للنشاط والفكر الإنسانيين. إن التقسيم 
الزمني لمراحل التاريخ البشري عملية مختصرة بمعايير علوم الإحاثة» 
والآثار» وطبقات ا نيك أن الفترة التي تتناولها هذه المؤلفات» 
0 قرنين ونصف القرن تقريباً» تغطي أجيالاً بشرية قليلة» وهي 

ة قصيرة على نحو كافٍ لأن تستوعبها ا عائلة واحدة. 


وقد لا تكون ثمة حاجة لإيضاح التحول امثير الذي طرأ على 
(#) نُصدر المنظمة العربية للترجمة» ترحمة عصر رأس امال وعصر الإمبراطورية (المنظمة) . 


19 


الحياة الإنسانية خلال هذه الحقبة» حتى قبل أن تتسارع خطوات 
الماضي. إلا أن بوسعنا أن ندلل على ذلك بواحد من أقدم الأنشطة 
التقليدية في العالم الإسلامي. هو الحج إلى مكة. فقد كان» قروناً 
عديدة» يتم بصورة أساسية بَرَاً بواسطة القوافل أو سيراً على الأقدام. 
غير أن تقانة القرن التاسع عشر ‏ الممثلة في قناة السويس» والسفن 
البخارية والسكة الحديدية» وافتتاح سكة الحجاز عام 1908 (بالتقويم 
الزمني الغربي) التي بنيت أساساً لتيسير أداء فريضة الحج - قد تضافرت 
جميعها لإهاء عهد القوافل. ذلك أن آخر القوافل المهمة غادر القاهرة عام 
3 («بالتقويم الغربي). كما أنها يسّرت لمسلمي جنوب شرقي آسيا أن 
يشاركوا في الحج مشاركة فاعلة مهمة من الوجهة السياسية. وبحلول 
العام 1900» كان عدد الحجيج قد وصل إلى ما يتراوح بين ثمانين ألفاً 
ومئة ألف في السنةء وهو رقم لم يكن مكنا تصوره حتى ذلك الحين. 
وتغد الخرب العالمية الثائية كانت الأثار الى تركتها تفانة "القن 
العشرين على المواصلات البرية» وبصورة خاصة الخنطوط الحوية» أكثر 
ثورية؛ إذ ارتفع عدد الحجيج إلى ما يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين 
حاج في السنة. 

أرجاء الشرق الأوسط عملية تطوير لغة حديثة نموذجية للمتعلمي" 
الناطقين بالعربية» مقابل اللغة الفصحى من جهة. واللهجات المحلية 
المتعددة التي يصعب التواصل بها من جهة ثانية. وحيث إن الأفلام 
والتلفاز ينبغى أن تكون مفهومة فى أوساط الملايين من الناس على امتداد 
بلدان عديدة» فإنها قد خلقت. ربما للمرة الأولى في التاريخ» لغةّ محكية 
مفهومة عموماً فى أرجاء بلدان المغرب والشرق الأوسط. 


ويما أن التغيّر والتحول قد أصبحا من الخصائص المميزة لهذه 
البلدان» فليس من المستغرب أن تكون حتى الحركات المنادية بحماية 


20 


التراث أو العودة إليه تطورات تاريخية مستجدة. ومن الخطأ الاعتقاد أن 
السبب في اختلاف بلدان العالم الإسلامي كثيراً عن الديمقراطيات 
الدستورية في الاتحاد الأوروبي» مع استثناءات هامشية» هو أن هذه 
البلدان لم تتغير. فقد كان "الإخوان المسلمون" في مصرء وسيظلونء 
"حزبا سياسيا حديثا". له شكل من التنظيم السياسي ومج في 
اجتذاب الأنصار» وبرنامج سياسي حافل بالفرضيات المستقاة من ميدان 
العمل السياسي الوطني»؛ خلافا لكل ما قام في العالم الإسلامي منذ 
قرنين» حتى وإن كانت أهدافه تتمثل في إقامة نظام اجتماعي قوامه 
الشريعة الإسلامية. وقد رأى البعض أن نهجا تقليديا في ظاهرة مثل 
"الحكومة الإسلامية" التى اختطها آية الله الخمينى». قد غدت قابلة 
للتصديق والتصور "بفعل شروط الدولة والعمل السياسي" التي لم تكن 
موجودة في العالم الإسلامي قبل الثورة الفرنسية”". 


إن هذه المؤلفات تصف مرحلة حرجة فى تحول هذا الكوكب» 
بفقل السق الاجنبافي ١‏ الاقتصادى التجد كار يا :الذذى شماه 
كارل فاركس “المجتمع البورجوازئ" © 'واكان. أول .من درك ممنطويائه 
الثورية على الصعيد العالمي. ويبدأ التاريخ الذي أتناوله هنا بالاختراق 
المزدوج الحاسم الذي وقع في أواخر القرن الثامن عشرهء والمسمّى 
'الثورة الصناعية" في بريطانيا. فهي التي مهدت الطريق للنمو 
الاقتصادي الرأسمالي» وللتغلغل العالمي» وللثورة السياسية الفرنسية - 
الأمريكية التي طرحت نموذجاً مثالياً متقدماً لمؤسسات المجتمع 
البورجوازي. وقد تحددت الملامح العامة لتاريخ المئتين والخمسين سنة 
الماضية جراء الآثار العالمية المتزايدة لهذا النسق. وبنمطه المتميز بالتنمية 
من خلال عدم الاستقرار» وبفترات متتالية من النمو السريع الذي 


(1) ممعءل1 لمعناتاوط انه دبرمدحط :عنماك 6[ مضه عاوصموط عذا ,تتبواعز بفلتوطنات تسود 
.م ,([1989] ,عع لع ادها علدهلا بنع1<! بسملسمط) اعمط ملالاب عط از كا معصرعمه لل نه 
.16-9 


21 


يؤدي إلى وقوع الأزمات» وإلى إعادة الهيكلة» وإلى الثورة في بعض 
الأحيان. وقد كان حجم النمو العالمي لهذا النسق متواضعاً في القرن 
التاسع عشرء ولم تعترضههء بالمقارنة مع مقاييس لاحقة»ء أية تحديات. 
فالحقبة التي تلت العام 1914 هي التي أثبتت إمكانية خلق التصدع 
والزعزعة في العالم. وهذه المرحلة من الأزمات» والاميارات» وإعادة 
الهيكلة» هي موضوع كتاب التاريخ الرابع الذي وضعته بعنوان عصر 
التطرف. 

لم يكن ممكناً قيام نظام عالمي» بالمعنى الحرفي للكلمة؛ إلا في فترة 
كولومبوس وماجلان» عندما قام التجار وقادة الحملات الوافدة من 
'العالم القديم" في أوراسيا وأفريقيا باكتشاف ما يسمى "العالم الجديد' 
في نصف الكرة الغربي» وغزوه. وعندما تم الدوران حول الأرض 
بحراء وعلى مدى أربعة قرون ونصف القرن منذئذ» هيمنت على 
التاريخ تطورات اقتصادية وسياسية وثقافية وفكرية نابعة من أوروبا. 
وترابط التغلغل الاقتصادي والغزو السياسى اللذان مارستهما حفنة من 
الأقطار الأوروبية» ثم مارسته» بعد سقوط تلك البلدان» الولايات 
التحدة الأمريكية» وهي دولة أقامها المستوطنون الأوروبيون» 
واتكايي ال ادع الأوووى + وكفاذ ل لفون الحشترين > كييك اقل 
الأوروبية في تاريخ العالم. ويبدوء في مستهل القرن الحادي والعشرين» 
أن استمرار هذه الحقبة» برعاية الولايات المتحدة» لن يدوم طويلا. 

وحيث إن هذه المؤلفات تقدم صورة عامة لتاريخ العالم منذ 
'الثورة المزدوجة ". فإن تغطية المناطق المختلفة في العالم كانت متفاوتة 
عدا وقد ا قحي إسوا ذلك في مقدمة عصر الثورة. ومع ذلك. 
فإن من المحبذ أن نتحدث فى هذه الإصدارة لجمهرة الناطقين بالعربية» 
بشكل محددء عن دور منطقجي الخرب والشرق الأوسطء .والعالم 
الإسلامي بصورة عامة» في الفترة التي تبدأ في أواخر القرن الثامن 
عشر. وقد استشرفنا عددا من هذه الموضوعات في عدة مواضع من 
عصر الثورة. 


22 


لقد ارتبطت المنطقة الوسطى من العالم الإسلامي» وهي التي 
احتلتها الإمبراطورية العثمانية في أواخر القرنء بشبكة من الوشائج مع 
أوروباء سواء عن طريق التجارة أم عن طريق الغزو. وكان محتماً أن تمر 
التجارة بين الغرب والشرق الأقصى عبر هذه المنطقة. وعلى مدى ألف 
عام» كان الغزاة يآأتون من الشرق» لا من الغرب. كانواء منذ القرن 
السابع» ينتسبون إلى شعوب وحكام ممن اعتنقوا الإسلام. وبحلول 
أواخر القرن الثامن عشرء كانت آخر تلك القوى الشرقية الغازية» وهى 
امير اظورئة: اتانيه معان هف واطيها > والها | وحارحيا كن 
وطأة الضغوط التي مارستها عليها الإمبراطوريتان الروسية والنمساوية» 
وكانت تتراجع في أوروبا وشمال البحر الأسود. لكن المناطق غير 
الأوروبية التي يقطنها سكان مسلمون أساسا لم تتعرض قط للاحتلال 
من جانب حكام غير مسلمين. باستثناء الغزوات الصليبية القصيرة 
00 


وقد اصطدم توسع الأوروبيين الاقتصادي والعسكري بعالم 
إسلامي كان ما يزال يمر بمرحلة من التوسع المستمرء ولا سيما في 
أفريقياء والمناطق الوسطى والجنوبية الشرقية من آسيا. إلا أن هذا العالم 
كان يعاني نزاعات داخلية. فمن الوجهة السياسية» كانت القوى المركزية 
للإمبراطوريات العثمانية والفارسية والمغولية» قد اندثرت أو أوشكت 
على الاندثار. وراحت حركات إصلاحية دينية فى الهوامش الخارجية 
للحفانة اللملاميةه مدل الرقامة افن اتوي الحرى 6« والسدوسة قن 
ليبياء والمريدية في القوقاز» والحركة الجهادية بزعامة عثمان دون فوايو 
فى شمال نيجيرياء نقول إن هذه الحركات راحت تدعو إلى العودة إلى 
الإسلام النقي» وسرعان ما أخذت تذكي المقاومة ضد الاعتداءات 


الأجنبية. 


كان للتحولات المثيرة في أوروبا أثر مزدوج على العالم الإسلامي؛ 
إذ إنها أذكت روح المقاومة والإصلاح في آن معا. فقد أصبح الإسلام» 


23 


من جهة» قوة لحشد المقاومة ضد غير المؤمنين الذين غدوا الآن في 
موقع يمكنهم من غزو أراضي المسلمين واحتلالهاء سواء من الروس 
شمال البحر الأسود وشرقه» أو من جيوش فرنسا الثورية التي وصلت 
إلى مصر وسورياء واستعادت النظام الملكي الفرنسي الذي سيطر على 
الجزائر. (وفي تلك الأثناء» كانت الصيغة البريطانية» التي جمعت بين 
التجارة والرفاه والدبلوماسية. تؤسس وتوسع الحكم البريطانٍ في 
الإقليم» على أنقاض إمبراطورية المغول المتهافتة). ومن جهة أخرى» 
أظهر التفوق الغربي قوة الأفكار وأساليب العمل الغربية والحاجة إلى 
التعلم منها. وقد تجسد ذلك» لحسن الحظء في الثورة الفرنسية» وهي 
النهضة الأعظم الأكثر تأثيرا على الصعيد العالمي في ذلك العصرء كما 
أنباء بالتأكيد. أول حركة للأفكار الأوروبية تترك آثارها على العام 
الإسلامي. لأنها لم تعد تمثل نزعات دينية في المسيحية الغربية. 


وفي القرن التاسع عشرء كانت تأثيرات الإصلاح هي الأعمق 
وقعافى مصرء التى حققت ما يشبه الاستقلال عن الإمبراطورية 
الككجان ادق اعيد عو قل ال اشي منلاف .ونون كال الأمكفانة 
ممجتكاريه الترسين. والايطاليرة الددن سورعو أقباها روزم الدقاة 
الثوريين حتى من أوائل الاشتراكيين»؛ أصبحت مصر أول دولة إسلامية 
تدخل مرحلة التحديث بصورة منظمة» وأول دولة غير أوروبية تسعى 
إلى سلوك سبيل التحديث للخروج من التخلف الاقتصادي. فقد احتفى 
محمد علي بالتصنيع» وبالتقانة الغربية» وبالإنتاج الذي يستهدف التصدير 
إلى أسواق (غربية)» وعكف على إعادة تنظيم الإدارة والتعليم 
والاقتصادء وفرض سيطرة الدولة على المؤسسات الدينية في بلادهء 


(2) انظر: الفصل التاسع من هذا الكتاب والفصل السابع من: صطول ملظ 
علدلا بلع1]ك) حنم تتدعتل اك 01 لادماؤل1آ1 ,1848-1875 ,أماامه0 إه ععل 776 :ممخوطوط مط 
بلا [[) ا0اتكهجنا 0151 01 1[7ها815آ ,1873-1914 ,عامط إه عع4 776 لصه ,(1975 ,تعسطتهمد 

2 تعأمهمط0 ,(1987 بعامهظ8 ومعطخصوط ,ملا 


24 


وتصدى لمساعي الوهابيين للسيطرة على مكة والمدينة. واكتسبت مصر » 
في واقع الأمرء البنية التحتية للمجتمعات الحديثة» وعناصر النخبة 
والمسيحيون واليهود في مصرء والوافدون من أنحاء العالم. وقدمت هذه 
النخبة» فيما بعد الدعم لأوائل الدعاة الذين نادوا بتحديث الإسلام 
فى الشرق الأوسطء. مثل جمال الدين الأفغانيٍ» ومحمد عبدهء 
وقد ظلت مصرء في أكثر من ناحية» تحتل مكان الصدارة في مساعي 
التحديث» منذ انتفاضة الضباط التقدميين بزعامة عرابي عام 1881 لإقامة 
حكومة دستورية» وحتى بعد ثورة الضباط الأحرار وجمال عبد الناصر 
عام 2. وبما أن مصرء بثروتها الزراعية وموقعها الاستراتيجي» 
وقعت ضحية للقوة الاستعمارية الاقتصادية العسكرية المتفوقة» فقد 
اتخحذت موقع الريادة في معاداة الاستعمارء وأصبحت (هي وإيرلندا) 
أول دولتين تابعتين تُرغمان الإمبراطورية البريطانية على التراجع عام 
32- إن نظرة استرجاعية لأخندات الماضى تدلنا عل أن الآثر 
الإصلاحي لعصر الثورة في الأجزاء الرئيسية للإمبراطورية العثمانية كان 
أكثر عمقاً. غير أن ذلك لم يكن ظاهراً على هذا النحو في القرن التاسع 
عشر؛ فقد بدأ الإصلاح مبكراً في عهد السلطان سليم الثالث 
(1807-1789)» الذي أدرك الضعف الواضح الذي كانت الدولة 
العثمانية تعانيه في وجه التوسع الأوروبيء على الرغم من أن التحالف 
بين هيئة العلماء والقوات الانكشارية وضع غباية لحكمه. وقد أحيا 
محمود الثاني (1839-1807) هذا البرنامج الإصلاحي الذي طرح» في 
عدة صورء قضية إعادة التنظيم» أو ما سمي "التنظيمات" التي 
انتشرت بعده في أوساط البيروقراطيين والمفكرين الساعين إلى التحديث 
حتى العام 1876» مع أنها لم تترك غير أثر قليل على الناس. وعلى الرغم 
من ذلك» استمر التفكك فى الإمبراطورية العثمانية» بفعل آثار التمرد 
في الأقاليم» والقوة العسكرية الأجنبية. ومع نهاية القرن التاسع عشرء 


25 


كانت الإمبراطورية العثمانية قل فقدت جميع توابعها الأفريقية» وأكثر 
توابعها الأوروبية» وقدراً كبيراً من سيطرتها على الشرق الأوسط الذي 
ظل فناقا بالاسم فحيب» كنا اتحفضن عدد مكانيا بأكثر من الثلت 
في مرحلة تميزت بالنمو الديمغرافي. وفي عهد السلطان الطاغية الذي 
أخذت سلطته بالتضاقؤل» مع أنه اعتمد عا للى الدعم الإسلامي. قامت 
حركة الاتحاد والترقي (التي عرفت باسم *تركيا الفتاة") بحشد تحالف 
بز سا اح ارالك لعش رين لاخر وتولت» في أعقاب 
الثورة الروسية الأولى» زمام الحكم عام 32008 '. ومن نتائج ذلك أن 
حركة "تركيا الفتاة" كانت». خلافاً لمحاوللات ال الإسلامية 
السابقةق. عَلُمانية بصورة لا هوادة فيها. وواقع الأمر أن الثورة التركية 
بزعامة مصطفى كمال (أتاتورك) استطاعت» تحت تأثير الحرب العالمية 
وبعدها الثورة الروسية» أن تحول ما تبقى من الأراضي العثمانية إلى 
دولة قومية حديثة عَلُمانية فعالة اتحد سكانها بعد ذلك» لا بوصفهم 
مسلمين يحكمون مجموعة من الملل من ديانات أخرى» ويتسامحون 
معهاء بل باعتبارهم أتراكاً يتمتعون بالوعي القومي (غير المتسامح 
قوميا): . وفي عهد أتاتورك كانت تركياء كلها الجمهوريات الإسلامية 
فى الاتحاد السوفياقي آنذاك وو ا نتطظرنا الت من المساسية 
الذي قروا في العال:الانتلامي السجديت العتيف الغا للتقاليد 
وللإسلام. وليس واضحا إطلاقا ما إذا كان شكلٍ التحديث الذي 
انتهجه أتاتورك سيحالفه العم عاو أنه سيكون مثالا يحتذى في البلدان 
الأخرى ذات الأغلبية المسلمة. بيد أن هذه التساؤلات» شأنها شأن عهد 


أتاتورك تقيسية 6 تتصل بتاريخ القرن العشرين. 
ولا بد من أن نتطرق» باختصار» إلى تيار تحديثي ثالث في الشرق 
الأوسطء هو حركة الإحياء الثقافي في المناطق الواقعة إلى الشرق من 


(3) انظر الفصل الثاني القسم الرابع. من : ,© «أراارا زه 6ع 1716 ب محططاوطن1] 
1875-4 


26 


سواحل البخحر الأبيض المتوسطء ولا سيما لبنان وما حوله. وحيث إن 
المنطقة كانت تضم جماعات دينية متعددة» وأنها شهدتء بالمصادفة» 
تدخلا كبيرا في المجالات الدبلوماسية والتعليمية من جانب القوى 
الأوروبية التي تذرعت بمزاعم دينية» فإن اللغة العربية» لا الإسلام» 
هي الوسيلة التي معت ووخدت الصفورة المحدثة التي كانت تضم 
النخب التجارية الديناميّة. وربما كان لبنان هو البلد الوحيد في الشرق 
الأوسظ اذى تالحر أنفاله بأعداه قبيرة تاصيعة بدا عزن الوهية 
الاقتصادية فى العهد العثماني إلى مختلف القارات: إلى الولايات المتحدة 
اعتباراً من خمسينات القرن التاسع عشرء والبرازيل من العام 1880 
وغربي أفريقيا من العام 1892. وما زال يطلق عليهم اسم "توركوس - 
الأتراك* فى أمريكا اللاتينية'..وفن هذه التطفة» ولدت العومية 
العربية» بل القومية الجامعة لكل العرب» التي ينتسب إليها كل من 
الجلدى و اعون ووو شاد لي اندي وقد تصدت ارد 
الأمرء للحكام العثمانيين» ولكنهاء خلال فترة السيطرة البريطانية ‏ 
الفرنسية بين الحربين العالميتين الأولى والثانية» أبدت مقاومة متزايدة ضد 
القوى الإمبريالية الأوروبية. وقد داخلتهاء عند تعاظمها في الخمسينات 
والسغيتاف" هن العون الجقويية “بضني الافكاى الاششراكية» فين أن 
إسهامها الرئيسيء قبل العام 1914. كان في الميدان الثقافي. 


فكيف نستطيع أن نلخص الآثار التي خلفتها تطورات القرن 
التاسع عشر على العالم الإسلامي؟ لقد أصبح الموقع الاستراتيجي للشرق 
الأوسط فى غاية الأهمية فى زمن الثورة الفرنسية» وبقى كذلك منذ 
ذلك لل وقد شق ذللقه حى وري بعلل دري «العالق ند ؤفك ع3 
هذا الدور بأممية النفط المركزية للاقتصادات الصناعية الحديثة» وأدى 


(4) عطعدععدل؟! لعثالة أمعلاوة:ح بل ععدلن]م ,عكتمايدط]! مثا عامط مقلدذ عناط 
قععمع5 دعل أه انتمل عل غالناعه؟ بطتباموزء8 - طمعدهل - أستدك غاتوع لمن رعوغط1) 


.(1960 ,01135 1متممئءة 


27 


ذلك. بالإضافة إلى اهيار الإمبراطوريات العثمانية والإسلامية القديمة 
الأخرىء إلى مواجهة مباشرة بين عالم إسلامي واثق في نفسهء متزايدٍ 
الاتساع من جهةء والإمبراطوريات الأوروبية المتعدذية» التي سبقت ما 
حدث لأجزاء أخرى من العالم غير الأوروبي. وعلى الرغم من ذلك» 
فإن أغلبية العالم الإسلامي» الواقعة غربي الهند على الأقل» بقيت خارج 
مجال الحكم الاستعماري الغربي حتى القرن العشرين» مع أن المناطق 
التي ظلت مستقلة» من الوجهة الفنية» كانت إما ضعيفة أو خارج نطاق 
تيار التطورات الرئيسية في القرن التاسع عشرء أو كليهما. ومن جهة 
أخرىء فإن الهيمنة أو السيطرة الأوروبية خلال تلك المرحلة المبكرة من 
العولمة الاقتصادية لم تترك أية آثار ملموسة على أكثرية سكان (الأرياف) 
في تلك المناطق. عدا القمع الذي يمارسه حكامهم المحليون. وكان 
الحكام الغربيون يميلون إلى معاملة الدين الإسلامي باحترام» بسبب 
قدرته الواضحة على تعبئة الجماهير وإذكاء الروح القتالية فيها. وباستثناء 
بعض الظروف الخاصة (مثل الغزو العسكري اللمباشر. كما حدث فى 
الكزائز)»: فإن الخوافر لقاومة التوبتع الأوروي كانت ضغيقة: وقد 
خفف منها شعور الأقليات السياسية التي يمثلها البيروقراطيون 
سرون سن يع العماط والمدكن املن: السو عار ياف المقاومة فود 
بالفشل. مالم يكن ثمة تحديث مسبق لمجتمعاتهم التي كانت تغط في 
سبات عميق. وقد اكتسب التحديث صفة الاستعجال والإلجاح بفعل 
تزايد العولمة في عصر الإمبراطورية» وتعاظم ضغوط الأوروبيين 
الاستعمارية» والآزمة الختامية للإمبراطورية العثمانية. وفى تلك 
المرحلة» التي تميزت بروح الإسلام المحافظة» والافتقار إلى الوعي 
السياسي في أوساط الجماهير الورعة» أخلى دعاة تحديث الإسلام 
السبيل لدعاة الإصلاح الراديكالي على النهج الغربي من جانب الأقليات 
المستنيرة التي كانت تتعامل بصورة فوقيّة مع شعوبها المتشبثة بالتقاليد. ولم 
يكن من قبيل المصادفة أن أيديولوجيات التحديث الغربية التي تبنتها 
الطلائع المستنيرة» وفرضتها من أعلى» أصبح لها نفوذها في العالم 


28 


الإسلامي» مثلما كان لها تأثيرها على أنظمة الحكم غير الأوروبية التي 
كانت تسعى للتخلصض من التشلف الاقتصادي. ومن هذه 
الأيديولوجيات فلسفة أوعُست كُونْتٌ الوضعية (التى كانت لها أصداء 
فى البرازيل واللكسيك. وكذالك فى الامبراطورية العتمانية)» وتراك 
البنآة سجوتون فى انقيرا وقد امتدلت مده النازات فى العمشرينات 
بنوع جديد من الأيديولوجيات الطليعية المستوحاة من الثورة الروسية. 
وقد استحدث القرن العشرون عنصرين أساسيين جديدين في تاريخ 
العالم الإسلامي هما: انبيار القوى والإمبراطوريات الأوروبية» والتعبئة 
السياسية للجماهير المسلمة الآخذة بمزيد من التحضر. ويقع هذان 
العنصران خارج النطاق الزمني لهذه المؤلفات الثلاثة: عصر الثورة» 
وعصر رأس المال. وعصر الإمبراطورية. وعند اندلاع الحرب العالمية 
الأولى عام 1914» لم يكن هذان العنصران ظاهرين للعيان. 
إريك هوبزباوم 
لندن 2006 


29 


تصدير 


6 


يتتبع هذا الكتاب مَحَوُلَ العالم بين العام 1789 والعام 21848 وهو 
التحول الذي يُعزى إلى ما نسميه هنا "'الثورة المزدوجة' أي الثورة 
الفرنسية عام 9 ومُعاصرتها الثورة الصناعية (البريطانية). ومن ثم» 
فإن هذا المؤلّفء بلمعنى الدقيق للكلمة» ليس تاريخاً لأوروبا أو للعالم. 
ول حاولية الاشتارة» :وإن هبوره عباترة» إل البلث اذى ثاثر 
بمضاعفات الثورة المزدوجة هذه خلال تلك الفترة. أما إذا كان تأثير 
الثورة على البلد آنذاك غير ذي بال» فقد توخيت عدم الإشارة إليه. من 
هناء سيجد القارئ في هذا الكتاب شيئا عن مصرء لا عن اليابان؛ 
وشيقرا عن إتركننا أكثر عا يقرأ خن بلعارياة«وغين أمريكا الللاتينية أكثر 
من أفريقيا. 


ولا يعني ذلك بالطبع أن تواريخ البلدان والشعوب التي لم يتعرض 
لها هذا المؤلف أقل إثارة أو أهمية من تلك التى اشتمل عليها. وإذا كان 
منظور هذا الكتاب أوروبياً أو بصورة أدق فرنسياً - بريطانياً في المقام 
الأول» فلأن العالم» أو جزءاً كبيراً منه على الأقل» قد أخذ بالتحول في 
تلك الفترة بفعل تأثيرات أوروبية» بل فرنسية أوروبية في أصولها. بيد 
أننا تجنبنا الخوض فى موضوعات محددة أخرى كانت تستحق معالجة 
أكثر تفصيلا في هذا الكتاب. ولا يعود ذلك إلى حجم هذا العمل 
فحسب » بل إلى أن هذه القضايا (على نحو ما نجده في تاريخ الولايات 
المتحدة الأمريكية) قد عولجت بصورة مستفيضة فى مجلدات أخرى 


31 


لاحقة في هذه السلسلة (التى تشمل» بالإضافة إلى عصر الثورة ‏ 1789- 
8 هذاء عصر رأس المال 1848 1875 (1848 - 1789 (مننمه إن معفاء 
وعصر الإمبراطورية 1914-5 (1914 - 1875 «أمر«ا إن 6ع ). وعصر 
التطرف 1914- 1991 (1991 - 1914 وعدجومماء:ظ “زه معلل ) . 


ولا هدف هذا الكتاب إلى سرد تفصيليء. بل إلى التفسير 
والعاويل »اونما سسهية الفرتسيوة التبسيط والتعميم الراقي 16نة11) 
(ممتلمكتموعأن؟. والقارئ المثالي» في تصوري النظريء هو المواطن 
التاكي المتعلم الذي لا يسعى إلى إشباع فغتوله العرفة الماضي فتصسيب» 
بل الذي يريد أن يفهم كيف ولاذا أصبح العالم على ما هو عليه الآنء 
وإلامّ سيؤول. من هناء ليس ثمة غناء أو ضرورة لإسناد النص بما 
تقتضيه الدراسات المنهجية التى تستهدف جمهرة القراء المتبحرين فى 
العليك وعن هذا الأسناسن ونقإة ماعطا نكاد شير برمقها إل الصتادر 
الحقيقية للمقتبسات والأرقام. أو في بعض الأحيان. إلى الأسانيد 
الموثوق مها للأقوال المثيرة للجدل أو الدهشة بصورة خاصة. 


وعلى الرغم من ذلك». يقتضي الإنصاف أن أتحدث عن المادة التي 
يرتكز إليها هذا الكتاب الذي مبر باس نطاقه وتعدد أبعاده. إن جميع 
المؤرخين أكثر خبرة (أو بعبارة أخرى» أكثر جهلاً) بميادين دون أخرى. 
ولا بد لهم. خارج مجحالات ضيقة نسبياًء أن يعتمدوا بصورة كبيرة على 
أعمال مؤرخين آخرين. وفي ما يتصل بالفترة الواقعة بين العامين 1789 
و1848 نجد أنفسنا إزاء كم هائل من المطبوعات لا يستطيع الإلمام به أي 
فرد على الإطلاق» حتى وإن كان قادراً على أن يطلع عليه باللغات التي 
كتب بها. (والواة قع أن جميع المؤرخين لا يتقنون بطبيعة الحال إلا عدداً 
قليلاً من اللغات في أحسن الأحوال). 


وعلى هذا الأساس» فإن جانباً كبيراً من هذا الكتاب هو مادة يعاد 
استخدامها للمرة الثانية أو حتى الثالثة» ولا مناص من أن تنطوي على 
بعض الأخطاء. وعلى بعض نواحي القصور التي سيحمل عليها الخبراء 


32 


مثلما سيأسف لها هذا المؤلف. وسيضم هذا الكتاب تَبتاً بالمراجع التي 
يمكن الرجوع إليها للمزيد من الدراسة. 

ومع أن من المتعذر نسل شبكة التاريخ وتفكيكها إلى خيوط 
منفصلة مفردة من دون تدمير نسيجهاء فإن من الضروري تنظيم 
الموضوع الواحد في أقسام فرعية لأغراض عملية. وقد حاولت تقسيم 
الكتاب إلى قسمين عريضين: يتطرق الأول بصورة عامة إلى التطورات 
الاشامة التي شهدتها تلك الفترة؛ بينما يرسم القسم الثاني الخطوط 
العريضة لطبيعة المجتمع الذي أنتجته الثورة المزدوجة. غير أن ثمة 
خطوطا للثماسن والتداخل الماصؤة بين الوضوعات بحيث يتحذو قييؤ 
بعضها عن بعض حتى من الوجهة النظرية» ولا يغدو ذلك ممكناً إلا 
لتحقيق السهولة واليسر في تناول هذه القضايا. 

ولا يسعني إلا التعبير عن الامتنان للعديد من الأشخاص الذين 
ناقشت معهم جوانب من هذا الكتاب» أو اطلعوا على المسودات 
والنسخ الأولى لبعض فصوله. غير أنهم لا يتحملون المسؤولية عما 
اقترفته من أخطاء ؟» واذكر من هؤلاء ج. 5 برنال؟ ودوغللاس داكن ؛ 
ليزلي. ويدين النص الرابع عشر على نحو خاص بالكثير للأفكار التي 
طرحها إرنست فيشر. وقد قدمت الانسة ب. رالف مساعدة سكرتارية 
قيمة» كما قامت الباحثة الآنسة إ. ميسن بجمع فهرس الأسماء في نهاية 
الكتاب. 


إريك هويزباوم 


33 


المقدمة 


تنطوي الكلمات» في أغلب الأحيان» على شهادات أعلى وقعاً 
من الوثائق. ولننظرء على سبيل المثال في بضع كلمات اختّرعت أو 
اكتسبت معانيها الجديدة أساسا خلال فترة العقود الستة التى يعالحها هذا 
المكع اين يني لت قتا سحام ام ام و ا لمعا 6 
و"الصناعي'؛ و"المصنع"؛ و"الطبقة العاملة"؛ و"الرأسمالية"؛ 
و“اللفشزاكية" تريفناك إل اذك كلمات عن "الأرسعتر اطي 
و"السكة الحديدية". وتعبيرات سياسية من نوع '"الليبرالي"؛ 
و'المحافظ"؛ و"الجنسية"؛ وكذلك "العالم'؛ و"المهندس"'؛ 
و"البروليتاري " ؛ و"الأزمة" (الاقتصادية). كما نجد مسميات مثل: 
'النفعي" ؛ و"الإحصاء". ومصطلحات عديدة للعلوم الحديثة» 
وأخرى مثل: "الصحافة"» و"الأيديولوجيا". وهى كلها كلمات 
لكف أو زرك غتلان كلف اندر" مانا نان ممطلحات أضوق 


92-0 


من نوع "الإضراب" ؛ و"الإملاق'. 





(1) وضعت هذه المصطلحات والتعبيرات» أو ما يرادفهاء حرفياء قيد الاستعمال في 
جميع أنحاء العالم في مختلف اللغات. واكتسبت كلمات مثل "الاشتراكية" و" الصحافة" 
دلالاتها على هذا الأساس على الصعيد الدولي» بينما استعاد مصطلح 'السكة الحديدية" 
(لهه80 مه:1) دلالته الحرفية في جميع أرجاء المعمورة باستثناء موطنه الأصلي بريطانيا حيث ما 
زال يسمى "الطريق الممهدة بالقضبان" (/1521نه8). 


35 


وإذا تخيلنا العالم الحديث بدون هذه الكلمات (أي بدون الأمور 
والمفاهيم التي تعطيها هذه المسميات»» أدركنا عمق الثورة التي اندلعت 
بين العامين 1789 و1848 ومثلت التحول الأعظم في تاريخ البشرية منذ 
العصور المغرقة في القدم التي اخترع فيها الإنسان الزراعة» وصنع 
الأدوات المعدنية» والكتابة» والمان» والدولة. فقد نقلت هذه الثورة 
العالم بأسره من حال إلى حال» وما زالت تفعل ذلك. غير أن علينا حين 
ننظر في أمرها أن نميز بعناية بين نتائجها على المدى البعيدء وهي التي 
لمكن جطترنا قن أل إطان السباعي + أو سظية اميق أن توزية 
للقوى والموارد على الصعيد الدولي من جهة,. والمرحلة المبكرة الحاسمة 
لهذه الثورة» التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بوضع اجتماعي عالمي محدد من 
جهة ثانية. إن ثورة 1848-1789 العظيمة لم تكن انتصارا ل ' الصناعة " 
بحد ذاتهاء بل للصناعة الرأسمالية؛ ولا للحرية والمساواة عموماء بل 
للطبقة الوسطى وللمجتمع "البورجوازي" الليبرالي؛ ولا "الاقتصاد 
اديت" أو "الدولة الحديثة". بل للاقتصادات والدول في منطقة 
جغرافية معينة من العالم (هي جزء من أوروبا وأقسام من أمريكا 
الشمالية)» كان مركزها يتمثل في دولتين متجاورتين متنافستين هما: 
بريطانيا العظمى وفرنسا. لقد كان التحول الذي طرأ بين العام 1789 
والعام 98 في جوهره. تجسيداً للنهضة التوأ م التي انطلقت من 
هذين البلدين» وانتشرت في مختلف أرجاء المعمورة. 


إلا أن بوسعنا أن ننظر إلى هذه الثورة الثنائية (ذات الطابع 
السياسي بمجملها في فرنساء والصناعي في بريطانيا) لا باعتبارها أمرأ 
يتعلق بتاريخ هاتين الدولتين اللتين تولتا حمل هذه الثورة وأصبحتا عَلَّما 
المتزامن للبركان في فرئسا وبريظائيا» عل ما بينهما من اخثتلاف») 
مصادفة محضة أو أمراً لا يثير الاهتمام. غير أن ما سيسترعي انتباه مؤرج 
ما في العام 3000 للميلاد» على سبيل المثال» ومن زاوية تختلف عنّ 
تلك التي ينظر منها مراقب صيني أو أفريقي» هو أن هاتين الثورتين قد 


36 


قامتا فى هذه البقعة أو تلك من شمال ‏ غرب أوروبا وفي امتداداتها 
لعقانور امعان ولم يكن مقدراً لهما أن تحدثا آنذاك في أي مكان آخر 
من العالم. ومن المهمء بالقدر نفسهء أن نلاحظ أن أيأ من هاتين 
الثورتين لم يكن ممكناً في تلك الآونة بأي شكل غير انتصار الرأسمالية 
البورجوازية ‏ الليبرالية. 


وغني عن البيان أن تحولاً بهذا العمق لا يمكن فهمه إلا بالعودة 
إلى ما قبل العام 1789 بل إلى ما قبل العقود التي سبقته مباشرة» وهي 
تعبر بوضوح»ء (عين تتععفيرها ينظزة إل" الوزاء عل الأقل )عن أزمة 
الأنظمة القديمة (وعطاعة: معاعدم) التي سادت العالم الشمالي الغربي» 
قبل أن تكتسحها الثورة المزدوجة. وسواء اعتبرنا الثورة الأمريكية عام 
6 اندلاعاً ماثلاً فى أهميته للثورتين البريطانية والفرنسية» أو مجرد 
نذير أو حافز مباشر لهماء وسواء علقنا أهمية كبرى على الأزمات 
الدستورية والتقلبات والتشنجات الاقتصادية بين العام 1/00 والعام 
9. فإن هذه التطورات ستفسر لنا بوضوح» في أحسن الحالات» 
طبيعة المناسبة والتوقيت اللذين صاحبا هذين الاختراقينٌ العظيمينٌ» لا 
الأمسيات الأساسية العى أذيفه الهماء :وغل اليهد يفن هذا السياق آلا 
يشتكل عقسه يمعديد البق التارضي الذي يتفي علي أنديدرة اليه تقل 
الثورة الإنجليزية في أواسط القرن السابع عشرء أو حركة الإصلاح 
الدينى وبدايات الغزو العسكري الأوروبي والاستغلال الكولونيالي 
لاستعمار العالم في أوائل القرن السادس عشرء أو إلى مراحل سابقة 
لذلك؛ لأن التحليل المعمق سيقودنا إلى آفاق أبعد بكثير مما تسمح به 
الحدود التاريخية الزمنية لهذا الكتاب. 


علينا أن نلاحظ هنا أن القوى الاجتماعية والاقتصادية» والأدوات 
السياسية والثقافية الساعية إلى هذا التحولء كانت مستعدة ومهيأة آنذاك 
في منطقة هي من الاتساع بحيث تستطيع أن تشعل الثورة في أرجاء 
القارة الأوروبية الأخرى. وعلينا أن لا نشغل أنفسنا باستقصاء ظهور 


37 


السوق العالمية» أو بروز طبقة في القطاع الخاص من أصحاب 
المشروعات الاقتصادية المبادرين النشطين على نحو كافٍء» أو ظهور دولة 
(في إنجلترا) عكفت على انتهاج ذ فلسفة مؤداها أن تعظيم الفائدة الخاصة 
هو الأساس لسياسة الحكومة. وليس من واجبنا كذلك أن نتتبع تطور 
التقانة» أو المعرفة العلمية أو الأيديولوجيا التي انطوى عليها الإيمان 
الفرداني» العلماني» العقلاني بالتقدم. ويمكننا اعتبار وجود هذه العناصر 
كلها أمرأ مفروغاً منه فى ثمانينات القرن الثامن عشرء على أننا لا 
تستطيغ أن تنتركن أن هذه اللكونات كانت عل مسقو كاف من القرزة 
والانتشار. وعليناء على العكس من ذلكء أن نتحاشى إغفال طابع 
الجدة في هذه الثورة المزدوجة بسبب إهابها الظاهري الخارجيء أو 
باعتقاد ف نعرفه بصورة مؤكدة من أن ثياب روبسبيير (عتدهاووعطه 1) 
وسان جوست (5]0[-2»)50101 وما كانا يتسمان به من مناقب أخلاقية» 
وأسلوب في الأداء النثري» لم يكن كله مختلفاً كل الاختلاف عما كان 
شائعاً في صالونات ' النظام القديم'. وأن جيريمي بنثام لالمتع م [) 
(متقطامء8ء الذي كانت اراؤه الإصلاحية تعبيرا عن تطلعات بريطانيا 
البورجوازية في ثلاثينات القرن التاسع عشرء هو نفسه الذي عرض 
هذه الأفكار ذاتها على كاثرين الكبرى في روسيا القيصرية» وأن أكثر 
المقولات تطرفاً في الاقتصاد السياسي للطبقة الوسطى إنما صدرت عن 
أعضاء ء في مجلس اللوردات البريطاني في القرن التاسع عشر. 


وعلى هذا الأساس» فإن شاغلنا لا يدور حول تفسير وجود هذه 
العناصر في الاقتصاد والمجتمع الجديدين» بل يتركز في تفسير 
لنسغها من منابع كامنة في القرون السابقة» بل في تبيان اقتحامها 
الكاسح للحصن الحصين. كما أن علينا أن نستشف التغيرات العميقة 
التي أحدثها هذا الانتصار المفاجئ في البلدان التي كانت الأسرع تأثراً 
ينا تعرا عاة وأرجاء أخرى من عالم فتحت أبوابه على مصاريعها أمام 
جميع الآثار المتفجرة ة للقوى الجديدة» وهي القوى التي سميت في عنوان 


38 


كتاب صدر مؤخراً عن تاريخ العالم في تلك الفترة البورجوازية 
الظافرة " . 


وحيث إن الثورة المزدوجة قامت فى جزء واحد من أوروباء 
وعلدة في إنارها الناعرة هن اتن مظ ا سزعا فد مباضن مق ن كوة 
التاريخ الذي يتناوله هذا المجلد إقليمياً في نطاقه. وبما أن الثورة العالمية 
التي انطلقت من هاتين البؤرتين الثنائيتين في إنجلترا وفرنساء كان لا 
بد من أن تتخذ أول الأمر شكل توسع وغزو أوروبي لبقية العالم؛ فقد 
تمثلتء في الواقعء أبرز تداعياتها الصارخة بالنسبة للتاريخ العالمي في 
ترسيخ الهيمنة على العالم من جانب عدد قليل من الدول الأوروبية (ولا 
سيما بريطانيا) على نحو لا مثيل له في التاريخ. فقبل التجارة» 
والمحركات البخارية» والسفن والمواقع ‏ وكذلك الأفكار ‏ القادمة من 
الغرب» كانت الحضارات والإمبراطوريات العريقة في العالم قد بدأت 
الاستسلام والتداعي؛ إذ غدت الهند مقاطعة يشرف على إدارتها حاكم 
إداري بريطاني واسع الصلاحيات» وكانت الأزمات تمسك بخناق الدول 
الإسلامية» وأبواب أفريقيا مفتوحة للغزاة. بل إن إمبراطورية الصين 
العظيمة أرغمت بين العام 1839 والعام 1842 على فتح حدودها 
للاستغلال الغربي. وبحلول العام 1848» لم يكن ثمة ما يقف في طريق 
الغزو الأوروبي لأية بقعة ارتأت الحكومات ورجال الأعمال الغربيون أن 
من مصلحتهم احتلالها. وكان تقدم المشروع الرأسمالي الغربي مسألة 
وقت لا غير. 


غير أن تاريخ الثورة المزدوجة لم ينحصر في انتصار المجتمع 
البورجوازي الجديد» بل كان أيضاً تاريخ نشوء القوى التي حولت 
التوسع إلى انكماش خلال قرن واحد من الزمان بعد العام 1848. 
يضاف إلى ذلك أن بوادر تقلب الحظوظ فى المستقبل كانت» يحلول 
العام 1848 ظاهرة للعيان إلى حد ما. وصحيح أنه لم يكن ممكناً آنذاك 
التكهن بالثورات التي اندلعت ضد الغرب في مختلف أنحاء العالم في 


39 


أواسط القرن العشرين. ولم نشهد. إلا في العالم الإسلاميء المراحل 
الأولى لهذه المسيرة حين تبنى المغلوبون الذين تعرضوا للغزو الأوروبي 
آراء الغرب وأساليبه ليردوا كيده إلى نحره؛ وذلك ما نراه في بدايات 
حركة الإصلاح التغريبية داخل الإمبراطورية التركية في الثلاثينات من 
القرن التاسع عشرء والأهم من ذلك في فترة حكم محمد علي المهمة 
المهملة في مصر. غير أننا شهدنا في أوروباء في الوقت نفسهء بروز 
القوى والأفكار التي كانت تتربص بالمجتمع الجديد الظافر وتتحين 
الفرصة للانقضاض عليه. لقد كان " شبح الشيوعية " بهيمن على أوروبا 
بحلول العام 1848. غير أنه جرى طرده والتخلص منه في العام نفسه. 
ولقد بقي هذا الشبح مدهً طويلة بعد ذلك عاجزاء كما هي حال 
الأشباح» خاصة في العالم الغربي الذي طالته الثورة المزدوجة بصورة 
فورية. وعلى الرغم من ذلكء» فإنناء إذا نظرنا حولنا إلى العالم في 
ستينات القرن العشرين» لا نستطيع التقليل من الدور التاريخي 
للأيديولوجية الثورية الاشتراكية والشيوعية التى ولدت باعتبارها ردة 
قحل هل الور :ال ووتعة كللعة ركه رودت عله الأنديو لمجي صحديا 
التنظيمية الأول عام 1848. فالفترة التاريخية التي بدأت ببناء أول 
منظومة من المصانع في العالم الحديث في لانكشير في بريطانياء وبالثورة 
الفرنسية عام 1789» ستنتهي ببناء أولى شبكات السكة الحديدية» وبنشر 
البيان الشيوعى . 


40 


القسم الأول 


١‏ لتطورات 


العالم في ثمانينات القرن الثامن عشر 


أكلآ - أاستة؟ .ممقفطاهوم عن مادم معرات الول ماعغاى عمسن لق ادال ما 


00 سان ان 


1 
أول ما تجدر ملاحظته في عالم الثمانينات من القرن الثامن هو أنه 
كان» في آن مع اكد يرا وأصغر كثيراً من عالمنا الحالي. لقد كان 
أصغر من الناحية الحغرافية أن الناس» حتى الأكثر علماً ومعرفة» مثل 
العالم الرحالة ألكسندر فون هامبولدت 100وطصسط] صو معلصدععام) 


(1859-1769)» لم يكونوا يعرفون آنذاك إلا أجزاءً من المناطق المعمورة 
في كوكبنا. (أما "العوام المعروفة" لدى الجماعات الأقل علماً وانتشاراً 


(1) ,.وآم؟ 2 باكل لهك عل عماة[ترتدق كماع 0 ,أكنالستصتة5 دمغ.]-عم تام امف كتنام ا 
تملعةط) لإهااء/1 وعاتقط© عهم وعامم ععل أع .لم0قاما عصنا ععننه ,1 يممكنااه:غ: ها عل عانان"! 
11 ان «ملتسجعط -1793 تهاد) كول كالنة أه ثا#مصصعه :11 .1آهن ,(1908 بعااعسوقة1 .لآ 

.514 .م 


43 


من تلك التي كانت تقطن غربي أوروباء فلا بد أنها كانت أصغر من 
ذلك» حتى إنها تضاءلت حتى غدت مجرد أثلام من الأرض يمضي فيها 
الفلاحون الصقليون الأمَيّون والمزارعون في تلال بورما حياتهم). وكان 
كل شيء في حكم المجهول في ما وراء هذه البقاع. . وكان جل سطوح 
المحيطات». ولكن لا كلهاء قد اكتشف ووضعت له الخرائط بفضل 
الكفاءة المشهودة التي أظهرها ملاحو القرن الثامن عشر من أمثال 
جيمس كوكء على الرغم من أن معرفة الإنسان بقيعان البحار ظلت 
شحيحة جداأً حتى أواسط القرن العشرين. وكانت العالم الرئيسية 
للقارات وأغلب الجزر معروفة» وإن لم تكن دقيقة بالمقاييس الحديثة. 
وكانت أحجام سلاسل الحبال وارتفاعاتها في أوروبا معروفة بقدر كبير 
من الدقة. وتلك الموجودة في أمريكا اللاتينية معروفة بصورة غامضة» 
وقن"امبيا شببة «متعدومة: ا أفريقياء فقد كانت معالمها مجهولة تماماً 
(وامقلا ماعنا لي الاطلس الأغرام شيداية): بر نيما علا الامران الكر ف قن 
الهند والصينء فإن مجاريها لم تكن معروفة إلا لحفنة من القناصين 
والتجار أو عدّائي الغابات الذين كانوا على معرفة أو إلمام بمسارات هذه 
الأخمار في المنطقة. ولم يصلوا خارج تلك المناطق القليلة في عدة قارات 
إلى بعد بضعة أميال على اليابسة من السواحل» وكانت خريطة العالم 
تتكون من مساحات بيض تتخللها علامات الطرق التي كان يسلكها 
التجار والمستكشفون. وعلى الرغم من هذه المعلومات المتناقلة التي جمعها 
أو استقاها الرحالة والمسؤولون المقيمون في مواقع نائية» فإن المساحات 
البيض كانت في واقع الأمر أوسع بكثير تما تظهره تلك الخريطة. 


و تتتضين العيعن عل "الها اللعروف» فشي تيل عنداء إل 
العالم الواقعي في جميع الحالات في المجال البشري. وحيث إن تعداد 
السكان لم يكن معروفاً للأغراض العملية في تلك الآونة» فإن تقديرات 
السكان لم تتعدٌ حدود التخمينات. غير أن من الواضح أن كوكبنا 
الأرضي ل يَعْمُرْهُ آنذاك إلا جانب من سكان عالمنا 0 را يك 
تزيد على الثلث. وإذا لم تكن التخمينات الأكثر تداولا بعيدة جداً عن 


44 


الصواب» فقد كان يعيش في آسيا وأفريقيا نسبة من سكان العالم أكبر 
إلى حد ما مما هي الحال اليوم. وكان سكان أوروبا عام 1800 نحو 187 
مليوناً (مقابل 600 مليون اليوم). ويصدق ذلك بصورة خاصة على 
الأمريكتين اللتين لم يكن يعيش فيهما في تلك الأيام نسبة أقل بكثير مما 
كانت عليه الحال في المناطق الأخرى. ويمكن القول». بصورة عامة» إن 
اثنين من كل ثلاثة من البشر كانوا عام 1800 يعيشان في آسياء راخدا 
من كل خمسة في أوروباء رادا من كل عشرة ة في أفريقياء واو اانا 
من كل ثلاثة وثلاثين في أمريكا أو الأقيانوسيا. وما لا شك فيه أن هذه 
النسبة القليلة من السكان كانت مبعثرة بصورة فضفاضة على وجه 
البسيطة» ربما باستثناء فاع تليله عددة تمن والرراعة الكثيفة» والتركيز 
الحضري العالي مثل أجزاء من الصين والهند وأوروبا الغربية وأوروبا 
الوسطىء» حيث كانت كثافة السكان تقارب ما هي عليه في أيامنا هذه. 
وإذا كانت نسبة السكان قليلة» فإن مساحة الاستيطان البشري الفعال لم 
تقل عنها ششا. لقد تقيدت حدود الاستيطان في المناطق القطبية 
بالظروف المناخية (التي ربما كانت أكثر برودة ومطراً ثما هي عليه 
اليوم؛ دي د اسحوياك الضتيع والوار كالئقه يط كل البعاه ا 0 
عليه خلال أسوأ الفترات في "عصر الجليد الأصغر" بين العام 1300 
والعام 0 تقريباً». كما أسهم انتشار الأمراض المستوطنة» مثل 
الملارياء في الحد من الاستيطان في مناطق عديدة بينها جنوب إيطاليا 
التي ظلت سواحلها شبه مهجورة» ولم يستوطنها الناس إلا بصورة 
تدريجية خلال القرن التاسع عشر. . وقد أدى انتشار أشكال بدائية من 
الاقتصادء وفي مقدمتها الصيد» والتنويع ا موسمي لناطق رعي الماشية» 
الذي ببدد خيرات الأرض (في أوروبا»» إلى عزل المستوطنات عن 
قاط عامئلة» مقل سيول أبولياء . ومن الشواهد المألوفة عن مشاهد 
الطبيعة آنذاك صور سياحية تمثل الريف الروماني: مساحات خالية تظهر 
فيها بعض الأطلال» وتنتشر فيها الملارياء وعدد من قطعان الماشية» 
وربما منظر شاذ جذاب لبعض قطاع الطرق. يضاف إلى ذلك بالطبع أن 


45 


حانا كتيرا فخ الأراضي القن <ذات سيو بين ذلك الوق كاتف 
حتى في أوروباء أرضاً يَؤْرأَ أو مستنقعات تغمرها الميام» أو غابيات أو 


ومن ناحية ثالئة» كانت أجسام البشر آنذاك أصغر حجماً. وكان 
الأوروبيون» قياساً على ما هم عليه اليوم» أقصر قامة وأخف ونا 
بصورة متميزة على العموم. ولنأخذ مثلاً على ذلك من الإحصاءات 
المتوفرة عن أجسام المجندين والمعلومات التي استخلصت منها هذه 
النتيجة؛ ففي إحدى المقاطعات في ساحل ليغورياء كان طول الفرد بين 
5 في الثة من المجندين بين العام 1779 والعام 41792 يقل عن مقر 
ونصف المتر (أي خمسة أقدام 00 ولم يكن ذلك يعني أن 
الرجال في أواخر القرن الثامن عشر كانوا أكثر هشاشة منا. . فجنود 
الثورة الفرنسية العجف القصار الأغرار كانوا في قدرتهم على التحمل 
الجسدي يضاهون قرود اليوم الصغيرة ة في جبال المستعمرات. وكان 
شاكغاً أن يمشي الجندي» اك من دون توقف طوال أسبوع 
بمعدل ثلاثين ميلا في اليوم. . غير أنه لا مراء في أن أجسام الناس 
كانت» بمعايير اليوم» نحيلةٌ جداً. ويتجلى ذلك. في أجلى صوره. في 
المكانة العالية التي كان الملوك والقادة و ا ال 
الطوال" الذين كانوا يتصدرون كتائب النخبة في أوساط الحرس 
والفرسان وغيرهم. 


وإذا كان العالم آنذاك أصغر حجماً من أكثر من ناحيةء فإن صعوبة 
الاتصالات أو عدم التيقن من صحتها قد جعلته أكثر اتساعاً ما هو عليه 
اليوم. ولا أود المبالغة في تبيان هذه المصاعب. لقد كان القرن الثامن 
عشر في أواخرهة. بمقاييس العصور الوسطى او القرن السادس عشرء» 
)2( © عااأعكسعمم ممع *رعسسع ذا طنا مصفل ع[اتة1 هط" ,عنوعماء 810 اعم 


.(18596) [6 .أهككا] ,نيوماممه «طتصم ل عاومن "1 


46 


عصراً زاخراً بالأتصالات والمواصلات السريعة. بل إن تحسئاً مشهوداً قد 
طرأ على الطرق» والعربات التي تجرها الخنيول» والخدمات البريدية حتى 
قبل ثورة السكة الحديدية. ففي الفترة الواقعة بين أواخر الستينات من 
القرن الثامن عشر ونهاية ذلك القرن» انخفضت مدة السفر من لندن إلى 
غلاسغو من عشرة أيام أو اثني عشر يوماً إلى اثنتين وستين ساعة. كما 
أن نظام عربات البريد الذي استخدم في النصف الثاني من القرن الثامن 
عشر قد انتشر على نحو واسع بين نهاية الحروب النابليونية ومجيء السكة 
الحديدية» وم يقتصر على زيادة السرعة النسبية (وكانت خدمة البريد بين 
باريس وستراسبورغ عام 1833 م 
على تلك الأنشطة طابع الانتظام. غير أن توفير المواصلات البرية 
للمسائرية كان عدوداهء مثلما كان نقل السلع بطيئأ وعالي الكلفة. وم 
الصلات بين أصحاب الأعمال الحكومية والتجار. وتشير 
التقديرات إلى أن البريد البريطاني نقل عشرين مليون رسالة في مطلع 
المخروب مع نابليون بونابرت (عامةمهده8 دمو اوصةل8) (وتضاعف هذا 
ل الفترة التي نعالجها عشر مرات»). إلا أن الرسائل كانت 
عديمة الفائدة للأغلبية العظمى من سكان العالم الذين لم يكونوا يحسنون 
القراءة» وكان السفر بعيد المنال» إلا لمن يتنقلون بين سوق وأجخرق: 
وإذا ما تنقل هؤلاء برأ فإنهمء ٠‏ في أغلب الأحيان» تطموق التيافة فيا 
على الأقدام» أو يستقلون العربات البطيثة التي نقلت» حتى في مطلع 
القرن التاسع عشرء خمسة أسداس البضائع الفرنسية بسرعة تقل عن 
عشرين ميلا في اليوم. وكان حاملو الرسائل يقطعون مسافات طويلة 
لأداء مهماتهم » والحوذيون يقودون عربات البريد التي تحمل كل منها 
نحو اثني عشر راكباً تتضعضع عظامهم 0 الاهتزازء» أو يصابون 
بالدوار العنيف والغثيان إذا كانت العربة مجهزة بالنوابض الجلدية» وكات 
النبلاء يذرعون المنطقة في عرباتهم الخاصة. غير أن النقل البري» بالنسبة 
للأكثرية العظمى من سكان العالمء كان رهنا بسرعة سائق العربة الذي 
يغذ الخطى إلى جانب الحصان أو البغل. في ظل هذه الظروف» لم يكن 


47 


النقل البحري أكثر يسراً وأقل كلفة فحسبء بل كان أكثر سرعة (ما 
عدا الحالات التي تضطرب فيها الأمور بفعل الرياح والطقس). وقد 
استغرق انتقال الشاعر غوته. (عطا»60) خلال رحلته الويطالية بين نابولي 
وصقلية» ذهاباً وإياباء أربعة أيام وثلاثة أيام على التوالي. 0 
أنه كان سيمضي فترة أطول بكثير لو أراد أن يتمتع بالحد الأدنى من 
الراحة آثناء السفر. وكان الوصول إلى أحد المرافئ أشبه باقتراب المرء من 
عتبات العالم؛ إذ كانت لندنء» بالمعنى الحرفي للكلمة» أقرب إلى مدينتى 
بليموث وليث منها إلى القرى في بريكلاند في مقاطعة نورفولك» 
وكانت إشبيلية أقرب منالاً من فيراكروز منها إلى فلادوليد [بلد الوليد]ء 
وهامبورغ أقرب إلى باهيا منها إلى المنطقة الداغابة فق بروميران: وكانت 
العقبة الرئيسية في وجه النقل البحري تتمثل في التعثر والانقطاع؛ 
فرحلات البريد من لندن إلى هامبورغ كانت» حتى العام 21820 تتم 
مرتين في الأسبوع فحسبء وإلى السويد والبرتغال مرة واحدة في 
الأسبوع» وإلى الولايات المتحدة مرة في الشهر. ولكن لا شك في أن 
توملطن وانيويوزك كاننا عل غلاقة أوثن يتاريين بقار مثلأء مع 
علاقة ماراماروس الواقعة في كربائيا ببودابست. ومثلما كان سهلاً نقل 
البضائع والناس بكميات وأعداد كبيزة عير الشيطات الشاسعة (إذ كان 
نقل نحو 44.000 شخص من موانئ إيرلندا الشمالية إلى أمريكا خلال 
خمس سنوات (1769-1774) أسهل من نقل خمسة آلاف إلى دندي خلال 
ثلاثة أجيال)» كان وصل العواصم بعضها ببعض أسهل من وصل 
العواصم بالمناطق الريفية في البلد الواحد. فقد وصلت أخبار سقوط 
الباسعيل إلى مدازيد. خلال ثلاثة عشر يوم بينما لم تصل إلى بلدة بيرون 
التي لا تبعد عن العاصمة باريس أكثر من 133 كيلومتراً إلا بعد ثمانية 
وعشرين يوما. 


من هناء كان عالم 1789 بالنسبة لأغلب السكان فسيحاً متسعاً كل 


الاتساع. وكان الناس يعيشولن ويموتون في البلدة» إن لم يكن في 
الضاحية» التي .ولدبوا فيهاء إلا إذا تخللت حيا: تهم منعطفات تحيد بها عن 


48 


مسارهاء د ادا لى الخوتنء وحتى في وقت متأخر هو العام 
1 ». كان أكثر من تسعة أعشار الناس في سبعين من أصل الدوائر 
التسعين في فرنسا يعيشون في الدائرة التي ولدوا فيها. أما أنحاء العالم 
الأخرى» فكانت من شأن العاملين في الحكومة امو قدوعا للشائعات. 
فلم تتيسر الصحف إلا لقلة قليلة من أبناء الطبقتين الوسطى والعليا. 
وعام 1814» لم يكن عدد النسخ المتداولة من أية صحيفة في فرنسا 
يتجاوز 5000 نسخة» ولم تكن الأغلبية الساحقة قادرة على القراءة على 
أبة تحال دعاقت الأخبار فض إل أغلت الناس عن طريق المسافرين 
والفئات المتحركة من السكان هى : التجار والبائعون الجوالون والعمال 
المياومون والصناع المماجروق والقتفيلة الوستفيون. وكان هؤل شرائخ 
واسعة مختلفة من الناس تضم المتسولين والمتسكعين والجوالين مثل 
الرهبان الطوافين والحجاج والمهربين واللصوص ولاعبي السيرك. 
وكانت الأخبار تنتقل كذلك بالطبع على ألسنة الجنود الذين كانوا 
يخالطون الناس وقت الحرب ويتولون حمايتهم وقت السلم. كما أن 
الأخبار كانت متداولة بالطبع عن طريق القنوات الرسمية في الدولة 
والكنيسة على حد سواء. غير أن أكثر العاملين في المؤسسات الحكومية 
والكنيية افوا من الوظدين هلين أل اترسون النكن آخروا قفا 
خدماتهم والعيش بين أهليهم» وخارج المستعمرات. وكان إيفاد 
المسؤولين الرسميين من جانب الحكومة المركزية لتولي مهمات نعرعة ني 
الأقاليم قد بدأ خطواته الأولل. ٠‏ وبين موظفي الدولة هؤلاء. كان يُتوقع 
من التضائظ أن امي الكتيية وده أن ريعفل :زلا يقد زا ويلا في 
مكان بعينه» ولا يؤنس وحشته في ذلك الموقع إلا تشكيلة منوعة من 
الخمور والنساء والخيول. 


11 


كان عالم 9 في مجمله. إذن» ريفيّ الطابع» ولن نستطيع أن 
نفهمه إلا إذا استوعبنا هذه الحقيقة الجوهرية. وفي بلدان مثل روسيا 


49 


واسكندنافيا والبلقان التي لم تكن المدن قد نمت فيها وازدهرت» كان ما 
يتراوح بين 90 و97 من السكان ريفيين. وحتى في المناطق ذات التقاليد 
الحضرية القوية ‏ التي أخذت آنذاك بالتأكل - كانت نسبة المحتوى الريفي 
والزراغي في حياة الناس» وفق التقديرات المتوفرة” عالية بصورة غير 
عادية : 85 في المثة في لومباردياء و72 في المئة إلى 80 في المئة في 
البندقية. وأكثر من 90 في المئة في كالابريا ولوكانيا. ويتعذر علينا في 
الواة قع أن نجد خارج عدد قليل من المناطق الصناعية أو التجارية 
المزدهرة بلدا أوروبياً ذا شأن لا يكون أربعة من كل خمسة من سكانه من 
أهل الريف. بل إن معدل السكان الحضرء حتى في إنجلترا نفسهاء 1 
يتجاوز معدل سكان الريف للمرة الأولى إلا سنة 1851. إن اصطلاح 
' الحضر" غامض بالطبع» وهو يشتمل على المدينتين الأوروبيتين اللتين 
كانتا عام 1789 كبيرتين بمقاييسنا المعاصرة. هما لندن» التي بلغ مقدار 
سكانها نحو مليون نسمة» وباريس التي كان يقطنها نحو نصف مليون 
شخص. بالإضافة إلى طائفة أخرى يزيد عدد سكانها على مئة ألف 
نسمة: مدينتان في فرنساء واثنتان أخريان في ألمانياء وربما أربع في 
إسبانياء وخمس في إيطاليا (فقد كان حوض البحر الأبيض المتوسط هو 
المهد التقليدي حدقا ومدينتان في روسياء وواحدة فى كل من 
الترتخال وبولنا وهولدا والتحساه. وإيرلندا واسكوتلندا وتركيا 
الأوروبية. إلا أن هذه المجموعة شملت كذلك جمهرة من البلدات 
الإقليمية الصغيرة التي كان يقطنها أغلب سكان المدن؛ هي البلدات 
التي كان يستطيع المرء فيها خلال دقائق أن يعبر من ساحة الكنيسة التي 
تحيط بها المباني العامة وبيوت الوجهاء باتجاه الحقول. ومن أصل ال 19 





(3) أله الالال وامعمى امل أقثاا فأعمل عذاهال صز ممما امل عترم ,عموط او©ا أعسي1 
لتصععة ]دآ طنسهه- اولح ع1» بقاع .1.5 اء ,135 .م ,(1958 ,زرطم .م] مق1ن/) كرهر 
,(1961) 01 .آم للم اقللط عنتدتم ممع زه مهتمل ”با سعحححرو[عوع] عتصرمدمع8 مهتلم[ صر 

00 .م 


30 


في المئة من النمساويين تمن عاشوا في المدن حتى أواخر الفترة التي 
نعالجها (1834)» كان أكثر من ثلاثة أرباعهم يقطئون في بلدات لا يزيد 
عدد سكانها على عشرين ألف نسمة» ونحو نصفهم في بلدات يتراوح 
عدد سكاما بين ألفين وحمسة آلاف. وهذه هي البلدات التي كان عمال 
المياومة الفرنسيون يتجولون فيها أثناء تطوافهم في فرنسا والأقطار 
المجاورة» وهي التي استحضر الشعراء الرومانسيون الألمان صورتها في 
المشاهد الطبيعية الوادعة التى رسموها كما كانت في القرن الخامس 
عشرء قبل أن يحولها الكساد في القرون اللاحقة إلى ما يشبه الهوام 
المتناثرة على بساط كهرماني اللون؛ وهي التي ارتفعت فوقها 
الكاتدراتيات الإسبانية الشاهقة؛ وكان اليهود الشاديسيون التقليديون 
المتشددون يلقون عصا الطاعة والتوقير أمام حاخاماتهم فى أزقتها 
الطيتيق أما الأرتوذوكس» ولا سما المستقيمو الرآي متهمء فكانوا 
يتكرون النقاط الدقيقة المقدسة فى الناموس؛ وهي التي وفد إليها المفتش 


نفوس الأغنياء» ودخلهاء في روايته النفوس الميتة المغامر تشيتيكوف 
ليشتري أسماء الخدم الموتى وأرواحهم ليعزز بها مكانته الاجتماعية. غير 
أن هذه البلدات هي نفسها التي خرج منها شباب متحمس طموح 
ليصنع الثورات أو يكسب الملايين أو كليهما. فقد أتى روبسبيير من 
أرّاس» وغراكوس بابوف (إ/ناءط88 5تاطدعة:0)) من كوينتن» ونابليون 
من أجاسيو. 


بيد أن هذه البلدات الواقعة في الأقاليم كانت حضرية بسبب 
صغر حجمها. إن أهل البلدة الأصليين كانوا ينظرون بازدراء إلى أهل 
الريف نظرة العارف الفطن إلى القوي الغبي البليد الجاهل. (وبمقاييس 
الناس العاديين» لم يكن للقرى الواقعة في أطراف الريف ما تفخر به؛ 
فالكوميديات الشعبية الالمانية كانت تطفح بالسخرية القاسية من 
"البلدات الصغرى"). وكان الخط الفاصل حاداً واضحاً بين البلدة 
والريف» أو بالأحرى بين المهن فى البلدة وما يقابلها في المناطق 


531 


الزراعية. وفي كثير من البلدات» كان الحاجز الذي تستوفى فيه الضريبة 
على السلع المحلية» أو حتى بقايا السور القديم» كافياً للفصل بينها. 
وفي الحالات القصوىء كما في بروسياء أقامت الحكومة» الحريصة 
عل مارسنة الإشتراف الكامل عل مواطديها ذافين القدري 1 نا فيه 
الفصل التام بين الأنشطة الحضرية والريفية. وحتى في الحالات 0 
يكن يجري فيها هذا التقسيم الإداري المتصلب. كان أهل البلدة يمتازون 
بخصائص مادية عن الفلاحين. وفي المنطقة الواسعة التى تمتد فيها 
أورازها الشرفية»: التشركة حزن المانية وبهودية وإيطالية فى بحيرات 
سلافية أو مجرية أو رومانية. بل إن أهل البلدة» الذين يشاركون 
الفلاحين حولهم جنسية واحدة وديئاً واحداء كانوا يظهرون بمظهر 
مختلف؛ فقد كانوا يرتدون ملابس مختلفة» حتى إنهم كانوا في أكثر 
الخالات (ما عدا السكان الكادحين الذين يصنعون المنتعجات في بيوتهم) 
أطول قامةء وربما أرشق قواما””". وربما كانوا أكثر فطنة وأكثر إماماً 
بالقراءة والكتابة ‏ وذلك ما كانوا يفخرون به بالتأكيد. غير أنمم في 
أسلوب حياتهم كانوا على القدر نفسه من الجهل بما يدور خارج البقعة 
القع تهون هي الع كايق» كالقر ,0 سلف علق 


ظلت بلدات الأقاليم تنتمي أساساً إلى الاقتصاد والمجتمع الريفيين؛ 
فهي تستمد فوتها من جهد الفلاحين حولهاء ومن اهتمامها بمصالحها 
الخاصة مع استثناءات قليلة. وكان المهنيون وأفراد الطبقة الوسطى فيها 
يمثلون الوسطاء فى عمليات المتاجرة بالذرة والماشية» ومصئعى المنتجات 
الزراعية» والمحامين والكتاب العدول الذين يتولون شؤون إقطاعيات 





(4) من هناء كان أهل بلدة بروكسل (5©15دد:8). في المعدل» أطول بثلاثة سنتيمترات 
من أهل الجماعات الريفية المحيطة بهمء ويستتيمترين من أهل لوفان (هنهل“ادام]آ). وثمة كمية 
معتبرة من الإحصاءات العسكرية حول هذه المسألة» مع أنها تعود جميعها إلى القرن التاسع 
عشر. انظر: ماع00 م[ عل مناع ]ادر '”ركطعاكاتدم دعل عالتها 2[ عبك“ بتع ناممة14 .1 

.م ,(1888) 11 .01ل رعلغة عصةة3 ,كنموط عل عتوماممم«طسه*ل0 


52 


النبلاء أو إجراءات التقاضى المتواصلة المتعلقة بالجماعات المالكة للأرض 
أ التي تحتفظ بحق الإشراف غلنياء كنا تع التجانالجادرين الذين 
يتولون التعامل مع أصحاب المغازل والمناسج في الريف» والشخصيات 
الرفيعة من ممثلي الحكومة»؛ واللوردات» والكنيسة. وكان الصناع المهرة 
وأصحاب الحوانيت فيها يزودون من حولهم من الفلاحين وأهل البلدة - 
الذين يعتاشون من جهد الفلاحين ‏ باحتياجاتهم. وقد ساءت أوضاع 
البلدات في الأقاليم عما كانت عليه في عهدها الذهبي في أواخر القرون 
الوسطى» وقلما كانت تتمتع بوضع "المدينة الحرة" أو المدينة الدولة» ولم 
تعد مركزاً للتصنيع لسد احتياجات سوق أوسع.ء أو محطة في شبكة 
التجارة العالمية» وأصبحت بعد تدهور أوضاعها أكثر عنادا في تشيثها 
باحتكارها المحلي لأسواقهاء وتصدت للدفاع عنها ضد القادمين الجدد. 
واستمدت النزعة الإقليمية» التي سخر منها الراديكاليون الشباب وتجار 
المدن الكبرى» خيانا عكر قن كوقاا مه تشركة الدفاع الاقتصادي هذه. 
وعاش الوجهاء وأحياناً النبلاء في جنوب أوروبا اعتمادا على مداخيلهم 

من تأجير مزارعهم. وفي ألمانياء تولت الأجهزة البيروقراطية في البلديات 
الصغرى التي يصعب حصرهاء وهي التي لم تكن أكثر من مزارع كبيرة» 
إدارة شؤون البلدات بالريع الذي تجمعه من الفلاحين المواظبين الصامتين. 
رن تكرت رداك الأقا ل داس القردا البابيع عير بالصورة التي 
تظهرها اللوحات الزيتية» مجتمعات محلية مزدهرة متنامية» تنتشر فيها 
الأبنية الحجرية المصممة على الطراز الكلاسيكي أو الروكوكو المزيّن 
البسيط» ويتجلى ذلك في اللوحات الزيتية التي رسمت لها وفي آثارها 
الباقية في أجزاء غراب أووويا غير أنامتام هذا الازدهاز كانت في 
المناطق الريفية. 


11 


كانت المشكلة الزراعية» إذن» هى القضية الأساسية في عالم 
9. ويسهل علينا فى هذه الحالة أن نفهم السبب الذي دفع دعاة أول 


53 


مدرسة اقتصادية قاريّة» هم الفيزيوقراطيون الفرنسيونء إلى أن يفترضوا 
بصورة تلقائية أن الأرض» وإيجار الأرضء هما المصدر الوحيد لصافي 
الدخل. وكان جوهر المشكلة الزراعية يتمثل في العلاقة بين من يفلحون 
الأرض من جهة؛ ومن يملكونها من جهة أخرى؛ أي بين من ينتجون 
ثروتهاء ومن يجمعونها. 


ومن حيث علاقات الملكية الزراعية» يمكننا أن نقسم أوروباء أو 
بالأحرى المجمع الاقتصادي الذي يقع مركزه في أوروتا الغربية» إلى 
ثلاثة أقسام عريضة:. وباستئناء المنطقة الشمالية من الولايات التحدة 
الأمريكية ورقاع زراعية مستقلة أقل أهمية. كان الفلاح النموذجي هندياً 
يعمل مرغماً أو بصورة أشني بالسخرة» أو زنجياً يعمل بوصفه عبداً؛ 
أو بضنورة "ثادرة» مزارعا مستاحرا أو مشاركاً في المحصول أو ما إلى 
ذلك. وفى مستعمرات جزر الهند الغربية» حيث لم ١‏ يكن المزارعون 
الأمزؤبيوت عرتوة الأرفن مباشرة إلا لى ما تدرامن الى لانت كان 
الإرغام الذي يمارسه المسيطرون على الأرض يتمثل في فرض حصة 
لهم من المحاصيل» مثل التوابل أو البن في الجزر الهولندية» على سبيل 
المثال. بد اسع نان اسلو عي من الحرية مقيداً من الوجهة 
السياسية. وكان صاحب الأرضء يمتلك. في العادة» عزبة واسعة شبه 
إقطاعية (مزرعة أو أرضاً زراعية أو أطيانً) أو مزرعة يعمل فيها العبيك. 
ومن خصائص هذه المزارع شبه الإقطاعية أن اقتصادها كان بدائياً ويتمتع 
بالاكتفاء الذاتي» مكرساً في جميع الأحوال لتلبية المتطلبات الإقليمية 
فحسب؛ فقد كانت أمريكا الإسبانية تصدر المنتجات المعدنية التى 
يصنعها عمال السخرة الهنود» ولكنها لا تعادل المنتجات الزراعية فى 
قيمتها. أما اقتصاد مزارع العبيدء التي تمركزت في جزر البحر الكاريبي 
وفي السواحل الشمالية لأمريكا الجنوبية (ولا سيما شمال البرازيل)» 
والسواحل الجنوبية للولايات المتحدة» فكانت قتاز بإنتاج محاصيل 
قليلة» ولكنها عظيمة الأهمية بالنسبة للتصديرء ومنها السكرء وإلى حد 
أقل التبغ والبن» والصباغ. والأهم من ذلك كله القطن بعد الثورة 


54 


الصناعية. وقد أصبح » من نَم جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد الأوروبي» 
ومن بخلال هنارة العييدة. جما بن الاقتضاد الأفريقي. وتاريخ هذه 
المنطقة فى الفترة التى نعالجها هوء في الأساس» سجل لتقهقر السكر 
وصعود القطن. 


وتقع منطقة الشرق الزراعي إلى الشرق من غرب أوروباء 
وبالتحديد إل الشرق من الخط الممعد بمحاذاة نهر إلبي» والحدود 
نتوين ل ند كه الآن مرك وسار ناكياة ذد بنافاء لحتو إن اسه 
في مسار يفصل شرق النمسا عن جنوبها. وكانت هذه المنطقة.ءمن 
الوجهة الاجتماعية» تضم إيطاليا إلى الحنوب من توسكانيا وأمبرياء 
وجنوب إسبانياء ولكنها لم تشمل اسكندنافيا (باستثناء الدانمارك 
وجنوب السويد). وقد اشتمل هذا الحزام العريض على شرائح ممن 
يمكن اعتبارهم. من الناحية الفنية» فلاحين أحراراً؛ ومنهم المزارعون 
المستوطئون الألمان المنتشرون في المنطقة الممتدة في سلوفينيا باتجاه 
الفولغاء والقبائل المستقلة تقريباً في الحدود الصخرية الكأداء داخل 
منطقة إليرياء وقبائل الفلاحين ‏ المحاربين تمن لا يقلون عن سابقيهم 
همجيةً من الباندور والقوزاق الذين كانواء حتى وقت قريب» يشكلون 
خطوط الفصل العسكرية بين المسيحيين والأتراك أو التتارء والصعاليك 
الرواد والأحرار الذين لم يكونوا في متناول الدولة أو اللوردات» أو 
أولئك الذين يعيشون في الغابات الشاسعة التي تعذرت فيها الزراعة 
على نطاق واسع. غير أن الفلاح العادي لم يكن حراً على العموم؛ بل 
كان ينوء تحت وطأة السخرة التي أخذ طوفانها بالتعاظم منذ أواخر 
القون الاين قدو و ]راقن القرة السسادين مكدو وقه بلقت ادر 
ويا في مناطق البلقان التي كانت» أو ظلت». » تخضع للإدارة 
التركية المباشرة. وعلى الرغم من أن النظام الزراعي الأصلي للعهد 
التركي ما قبل الإقطاعي» المتمثل في تقسيم الأرض إلى وحدات تخص 
كل منها أحد المحاربين ع الأتراك بصورة غير إرثية» كان قد تداعى و حول 
إلى إقطاعات زراعية يتوارثها الملاكون المسلمون» فإن هؤلاء الورثة قلما 


55 


تعاطوا الزراعة» بل إنهم اكتفوا بالاستحواذ على ما ينتجه الفلاحون. 
0 السبب » 0 0 البلقان 0 جنوبي ا با الاق 
ا أ وان تكن في حه الفقره اث ات ملعة زراعة مركية 


وفي بقية أنحاء المنطقة» » كان الفلاح النموذجي واحداً من الرقيق» 
يكرس الجانب الأكبر من الأسبوع للعمل الذي أرغم على أدائه في 
أرض سيده أو لما يعادله من التزامات أخرى» وكان حرمانه من الحرية 
يبلغ حداً لا يميزه عن العبيد الذين يباعون أو يشترون بالجملة؛ كما 
كانت الحال في روسيا وأجزاء من بولندا حيث كان يمكن بيعه بمعزل 
عن الأرض. 1 إعلان نشر فى 1105000 06 0026116 سنة 1801: 
'للبيع» ثلاثة حوذيين مدربين جيداً ومن ذوي اللياقة» وكذلك صبيتان 
في الثامنة عشرة والخامسة عشرة من العمرء تتمتع كل منهما بالمظهر 
الحسن وبالخبرة ة في مختلف أنواع العمل اليدوي. ولدى البائع في منزله 
أيضا اسان من مضففات الشعن ٠‏ والأولى التي يبلغ عمرها إحدى 
وعشرين سنة» تستطيع القراءة والكتابة» وتتقن العزف عل آلة 
موسيقية.ء وتؤدي مهمات الحوذيٌ» وتصلح الفتاة الثانية لتصفيف شعر 
السيدات والسادة؛ وللعزف على البيانو والأرغن" » (وكان العديد من 
عمال السخرة يقومون بالخدمات المنزلية» ويمثلون خمسة في المئة من 
جميع عمال السخرة في روسيا عام 1851)©. 





)05 لتك ©07 الال تت عله تولك اناهن الله مرأمامقط عسثئكل عدعتيووير رونك تمموكر 

تنه 1070 ,تنلا عددممع[ اه ,184 .م ,([1921 ه01 عالط[ تحتيدط]) وعاعغاى عل[للا اه 11/1117 
.81 ,ضمأععصصط) 7لتلتزعن) اللععاعم ال عا ما طنصالط 186 ترم بفأدكن1 جز اتتووومط 
455-460 .جزم ,(1961 ,معط بهانويه6 لمآ وماععملورط 


56 


وفي داخل المناطق المجاورة لبحر البلطيق ‏ وهو طريق التجارة 
الرئيسي مع أوروبا الغربية - كانت زراعة السخرة تنتج وتصدر للدول 
المستوردة في الغرب عدداً من المنتجات مثل: الذرة والكتان والقنب 
ومنتجات الغابات التي تستخدم أمثابا قن صبتاعة السفع/ كانت في 
أماكن أخرى تعتمد بدرجة أكبر على السوق الإقليمية التي كانت تضم» 
على الأقل» سوقاً واحدة قريبة ذات قدرة تصنيعية متقدمة ونمو حضري 
متطور مثل: سكسونيا وبوهيميا والعاصمة العظيمة فيينا. نك أن كثيراً 
من هذه المناطق الزراعية كان متخلفاً. وفي تلك الآونة» بدأ افتتاح 
طريق البحر الأسود وتزايد مستوى التحضر في أوروبا الغربية» ولا 
سيما في إنجلتراء بإنعاش صادرات الذرة من أراضي الحزام الأسود في 
موسي الت للك مكحتي واه الع في اا اجون و رد 
لاحق» عماد التجارة الخارجية الروسية. ويمكن على هذا الأساس 
اعتبار السخرة الشرقية "الاقتصاد التابع " المنتج للأغذية والمواد الخام 
لمصلحة أوروبا الغربية» مثلها مثل مستعمرات ما وراء البحار. 


كانت إناطن الستفرة بق إبطالنا وإسباننا ختصاتص اكتضادية 
مشابهة على الرغم من أن الجوانب القانونية لمكانة الفلاحين كانت مختلفة. 
كانت هذه المناطق» بصورة عامة» تضم إقطاعات واسعة يملكها 
الوجهاء. وليس من المستبعد أن يكون بعض هؤلاء قد تحدروا من النبلاء 
الرومان القدامى الذين تحول عبيدهم وخدمهم إلى عمال مياومة معدمين 
فى تلك المناطق. وكان مُّلاك الأرض من الدوقات والبارونات يحصلون 
على مداخيلهم من حظائر الماشية» ومن إنتاج الذرة (وكانت صقلية هي 
أهراء التصدير منذ زمن بعيد)» ومن كل ما يستطيعون ابتزازه من 
الفلاحين البائسين. 


كان فالك اقطافات الشحرف إذة) ونجها جلك هذه الأطبان 
الواسعة أو يفلحها أو يستغلها. أما عن ضخامة أطيان السخرة هذه 
فحدّث ولا حرج. فقد منحت كاترين الكبرى لخلصائها المقربين ما 


57 


يتراوح بين أربعين وخمسين ألفاً من عمال السخرة؛ وكانت عائلة 
رادزيفيل من بولندا تمتلك من الضياع ما يعادل نصف مساحة إيرلنداء 
وكان بوتوكي يملك ثلاثة ملايين فدّان في أوكرانياء وكانت أسرة 
إسترهازي البلغارية (التي كانت راعية للموسيقار هايدن (ملبرة1)) 
تمتلك ذات يوم ما يقارب سبعة ملايين فدّان. وكانت العرّب التي تبلغ 
مساحتها مئات الآلاف من الفدادين أمراً شائعاً آنذاك©». 


دي أن هذه الإقطاعات كانت مهملة بدائية غير فاعلة» فقد كانت 
أن ححا عدوي لالكيها ويلاحظ زائر فرنسي لهذه ه الأطيان البائسة فى 
ميدينا سيدونيا أن الغراندوق يحكم 'كأسد الغابة الذي يرعب بزئيره كل 
من يحاول الاقتراب منه" 0 “. بيد أن هذا الإقطاعي لم يكن يعوزه التدفق 
النقدي. حتى بمقابيس الميلوردات [النبلاء] البريطانيين. 


في ظل عِلَيّة القوم هؤلاء. ل ل ووواء الس مايه 
في أحجامها ومواردها الاقتصادية تستغل الفلاحين» وكانت في بعض 
البلدان واسعة بصورة لا تناسب فيهاء وكانتء بالتالي» فقيرة ساخطة» 
لا يميزها عن طبيعة النبلاء بشكل أساسي غير ما تتمتع به به من امتيازات 
سياسية واعتماعة؟ وغير عزوفها عن ممارسة أية أنشطة ل تسفق 
ومكانتهاء مثل العمل. . وقد ارتفعت نسبة هذه الطبقة في هنغاريا وبولندا 
إل عشن السكتان: وإلى نحو نصف المليون في إسبانيا في نباية القرن 





)66 صودر في تشيكوسلوفاكيا عام 018] أكثر من ثمانين ضيعة تزيد مساحة كل منها 
على 25 ألف فدان» بينها إقطاعات تبلغ مساحة كل منها خمسمئة ألف فدان من عائلتي 
شوبنورن (قصءوطمعمط5) وشفارزنبرعٌ (785ءط تع هةتلاراء5)» وأربعمئة ألف فدان من أسرة 
ليختنشتين (11605]61115ء116)» ومئة وسبعين ألف فدان من عائلة كينسكي (لكا مكل 
انظر: .أنه .3 بمسطملز حلا االعاعع8 ننع ةم لاما مطعدايه2 ,حاعخطة1آ1 مملمهط مت 

1 27 .مم ,(1947 ,ا سصسعطلطه ع1 .الا ممع 1 اينة) 

(0) :تمع ااجرو مارو ةر 1 1 نرافاقطه/7 سدعمممظ 116 له يمتحومه© روطام 

1اروإع 70-8 ع[1 جز وماماى 061 للكط #مزهاة عذا إه دعتنانلاطم71 ملا إن كمنل اي 
.م ,(1953 بكأعفاظ .0 ممه .ى :دملكده.]) 


58 


الثامن عشرء أوء عام 21827 إلى نحو عشرة في المئة من مجموع طبقة 
النبلاء في أوروبا”, وكانت أقل من ذلك بكثير في مناطق أخرى. 


17 


م تكن الينية الزراعية مختلفة من الناحية الاجتماعية في مناطق 
أؤرويا الأخري :وذنك يعني بالشية اللسايل أو الفلاح أن كل من 
يمتلك عزبة لا بد من أن يكون وجيهاً أو نبيلاً وعضوا في الطبقة 
الحاكمة. ولم يكن معقولاً أن يتمتع من لا يمتلك إقطاعة كهذه بتلك 
المنزلة (التي تمنح المرء ف امسانات احعواطنة موا سي و تبي اا 
السبيل الوحيد للوصول إلى المناصب الرفيعة في الدولة). وفي أكثر 
الأقطار في أوروبا الغربية» كان النظام الإقطاعي الذي ينطوي عليه هذا 
الأسلوب من التفكير ما يزال حيّاً من الوجهة السياسية؛ على الرغم من 
أنه أصبح بصورة متزايدة بالياً من الناحية الاقتصادية. والواقع أن 
التخلف الاقتصادي للإقطاع الذي جعل دخل النبلاء والوجهاء يتدنى 
بصورة كبيرة قياساً على ارتفاع الأسعار والنفقات» قل دفع الأرستقراطية 
إلى الاستغلال المتعاظم للأصول الاقتصادية الثابتة الوحيدة التي قبت 
لها؛ وهى الامتيازات القائمة على اعتبارات المولد والمكانة. من هناء 
عكف النبلاء في جنيع أنحاء القارة الأوروبية على إقصاء منافسيهم من 
ذوي المحتد المتواضع من المناصب المدرّة للربح في ظلال التاجح؟ ففي 
السويد انخفضت نسبة المناصب التي يتولاها العامة من 66 في المئة عام 
9 (و42 في المئة عام 0 إلى 23 في المئة عسام 0" وفي 


(8) علمعماءاضا 6( إن «متسياوه! 116 :1848 ,تعتصفلط متعافصه8 وانوعا 

نر [0014؟ ه نكال روعالا كمعوزلا عصتدة لصه ,([1944] بععءاءعطصست .© :صملسصمآ) 
.([1957-1959] بلع تمنمائلظ بممماءمم8) .كله 4 بمعة سبق مر مادمحط مك ممه 
 )9(‏ -1700 ,متمد م5101 بزع 0 عالتطتدهسواممة 1ك ,مودفاضون) تدعو لمهت عاك 

> .717 .© بلصتداط) وسنسدمامم0 ءالو طارودولسة اك معاومعدى نعل علومرهم1!3 «عنانتاى :1865 
.([1949] ,مضععا0 


59 


فرنساء أفضى "رد الفعل الإقطاعي' هذا إلى التعجيل بالثورة 
الفرليية ",نعي أن الصيلة رين ملكنة الاسطاعاتف ومكانة الطليدة اكه 
ظلت وثيقة بل إنها ازدادت وثوقاً فيما بعد» حتى وإن كانت ققتاز 
بالهشاشة كما كانت في فرنساء حيث كان الانضما م إلى فئة النبلاء 
ماك الأرض مكيلا تسبجاء ونضوؤة اكير فن ريطا اء حيث كانت 
المكانة المرتبطة بنبل المحتد وملكية الآأرض تقوم على الثروة مهما كان 
نوعهاء شريطة أن تكون طائلة بما فيه الكفاية. 


غير أن المجتمع الريفي الغربي كان مختلفاً من الناحية الاقتصادية. 
فالفلاح النموذجي خسر جانبا كبيرا من وضعه باعتباره عاملاً مسخراً 
في أواخر العصور الوسطىء مع أنه حافظ في أغلب الأحيان على قدر 
كبو مق وصيفة التنعية القانونية» وقافت الديزة الانطافية كذلاك قن 
فقدت طابعها ككيان لمشروع اقتصادي». وأصبحت مجرد نستي بشمع 
الإيجارات والمداخيل المالية الأخرى. وكان الفلاح الحرء الصغير أو 
المتوسط أو الكبيرء هو الذي يحرث الأرض في العادةء وإذا كان 
مستأجراً بصورة أو بأخرىء فإنه يسدد الإيجار (أو, في مناطق قليلة. 
حصة من المحصول) إلى مالك الأرض. . وإذا كان يتمتع بالتملك المطلق 
للأرض» فإنه قد يكون مقيداً بالتزامات منوعة تاه المالك قد لا تكون 
مالية أو نقدية بالضرورة (مثل إرسال الذرة إلى مطحنة المالك)» ودفع 
الضريبة للأميرء والأعشار للكئيسةء وبعض الرسوم عن العمل 
الإرغامي» وتتقابل هذه كلها مع الإعفاء النسبي الذي تتمتع به الطبقات 
الاجتماعية الأعلى. ولكن إذا انتزعت هذه القيود السياسية» فإن جانياً 

من أوروبا سيبرز باعتباره منطقة للزراعة الفلاحية ؛ وهي التي تتحول 
فيها أقلية من الفلاحين الأثرياء إلى مزارعين تجاريين يبيعون فائتض 
المحصول إلى السوق الحضرية دائماًء وتعيش أكثرية من الفلاحين 
الصغار أو المتوسطين في ما يشبه الاكتفاء الذاتي من خلال الاأرض التي 


(10) انظر الفصل الثالث من هذا الكتاب. 


60 


إن عدداً قليلاً من المناطق فحسب استطاع دفع التنمية الزراعية إلى 
مرحلة متقدمة باتجاه الرأسمالية الزراعية» وقد احتلت إنجلترا مكان 
الصدارة في هذا المجال؛ فقد كانت ملكية الأرض فيها مركزة إلى أقصى 
الحدودء غير أن الفلاح كان» في العادة» مزارعاً ‏ مستأجراً تجارياً 
متوسطاً يعمل معه عمال مأجورون. غير أن ما حجب ذلك هو تنامي 
يهان المالكية والكواكين الذين بيعملوة فون في الزازع: شير 
أن حرمان هؤلاء من تلك الامتيازات (خلال الفترة الممتدة من العام 
0 إلى العام 1830 تقريباً) لم يؤدّ إلى ظهور الزراعة الفلاحية» بل إلى 
نمو طبقة من المبادرين الزراعيين» والمزارعين» وبروليتاريا زراعية 
عريضة. وبرزت كذلك نزعات رأسمالية قوية في مناطق قليلة كانت 
الممكياراك انها ورلافيها تيف ليذ ا قتي الوراقةة متاننا كافك 
الحال في أجنواء من :كمال إيطاليا وهولتتاء :او فى البفاع الف :كانك 
تنتج المحاصيل التجارية التخصصية. غير أن ذلك كان يمثل استثناء على 
القاعكة :كان قمةا تفل لخن كن بلكلا النوورة التعريية القن حك 
ند مسار الخاطق التعلفة فى اوزويا والقرب ١‏ الشغزانى ل الاقتضاد 
الأكثر قوماء نتيهاتشكقق ماين الرجنياة الغائون» الثين يشيهوة 
نظراءهم الأندلسيين والصقليين» على استغلال جماهير عريضة من 
مستأجري الأرض عن طريق ابتزازهم إيجارات باهظة. 


من الناحية الفنية» كانت الزراعة الأوروبية» باستثناء زراعة بعض 
المناطق المتقدمة» تقليدية وعلى مستوى متدنٌ من الكفاءة إلى درجة 
مذهلة» وكانت منتجاتها غالباً من النوع التقليدي: الشاودار والقمح 
والشعير والشوفان؛ وفى أوروبا الشرقية الحنطة السوداء» التي كانت 
العذاك:الأساسن للناس» والأبقازء. والغقع والماعر مع منتتجاتيا من 
الألبان والخنازير والطيور وكميات من الفاكهة والخضارء والنبيذ؛ وعدد 


61 


من المواد الخام الصناعية مثل الصوف والكتان والقنب لصنع الحبال 

للسفنء والشعير لصنع الجعة» وما إلى ذلك. وكان الغذاء في أوروبا 
إقلينياً. أما المنفجات التى تنشأ فى مبانات أخرئ» فكاتت من التدرة 
بحيث تدخل في باب الكماليات» باستثناء السكر الذي ربما كان أهم 
الموادة”الغذائية المستوردة ف المناطق الأسدوائية ,وقد تسييت خاذوته فى 
توليد أشنع أنواع المرارة في التاريخ الإنساني. ففي إنجلترا (وهي البلد 
الأكثر تقدماً) كان معدل الاستهلاك السنوي للفرد 14 باونداً 8 
التسعينات من القرن الثامن عشر. ولكن معدل الاستهلاك للفرد الواحد 
من الشاي عام الثورة الفرنسية»ء حتى في إنجلتراء كان لا يتجاوز 
أونصتينٌ في الشهر. 


كانت المحاصيل الحديدة المستوردة من الأمريكتين والمدارات 
الاسعؤائية قدديدات حدقي طريقها فى أورويا. قفى أوروها الجتويية 
والذلق 3ه كانت: الدرة والوددرة) قن السارية بالاشفان» وأسهيت فى 
إلزام المزارعين المتنقلين الثبات والاستقرار في قطع الأراضي التي 
خضي فى اطقاتة وحقق الأرز بعض التقدم في شمال | إيطالياء وردع 
التبغ في عدة مقاطعات» وكان ذلك فى أغلب الأحيان احتكاراً حكومياً 
بقصد تحصيل الريع» مع أن استهلاكه لا يكاد يذكر بالمقاييس الحديئة؛ 
فقد كان الإنجليزي العادي عام 1790 يدخن ويتنشق سعوطاً أو يمضغ 
ما يعادل أونصة وثلث الأونصة من التبغ في الشهر. وكانت تربية دودة 
الع عدي اشرو لدائة قي ا ابطر بستولية أوروبا. كما أن أبرز 
المحاصيل الحديدة. وهو البطاطاء قد بدأ كلمن أو خطواته في القارة 
الأوروبية» ما عدا إيرلندا التي كانت فيها البطاطا المزروعة في فدان 
واحد هي الأقدر على إشباع العدد الأكبر من الناس على مستوى 
الكفاف؛ مما جعلها الغذاء الرئيسي. وخارج إنجلترا والأراضي 
المنخفضة. كانت زراعة محاصيل الجذور والأعلاف (ما عدا التبن) قد 
بلغت مستويات مشهودة» وكانت الحروب النابليونية وحدها هي التي 
أدت إلى إنتاج الشمندر لصنع السكر. 


62 


إن القرن الثامن عشر لم يكن» بالطبع» يتميز بالكساد الزراعي؛ 
فخل العكس من :ذلك فإن 'فدرة طويلة من التوسع الديمغزافي: 
والزحف الحضري المتزايد» والتجارة والتصنيع قد بدأت تشجع على 
التطور الزراعى» بل تطلبته. وشهد النصف الثاني من ذلك القرن بداية 
الارتفاع المدهش المطرد لعدد السكان (وهو من الخصائص المميزة للعالم 
الحديث)؛ ففي الفترة الممتدة بين العام 1755 والعام 1784 على سبيل 
المثال» ازداد سكان منطقة برابان الريفية (فى بلجيكا) بمعدل 44 فى 
اق" . غير أذامنا أفعش :دعاة التطوير الررافي العديدين» الذين 
ضاعفوا من عدد جمعياتهم» وتقاريرهم الحكومية» ومنشوراتهم الدعائية 
من إسبانيا إلى روسياء لم يكن تقدم الزراعة» بل حجم العراقيل التي 
تعترض طريق هذا التقدم. 


7غ 


كان عالم الزراعة يتسم بالبلادة» ربما باستثناء القطاع الرأسمالي 
فيه. وكانت قطاعات التجارة» والتصنيع» والتقانة» والأنشطة الثقافية 
تتميز بالثقة» والسرعة» والقدرة على التوسع» مثلما كانت الطبقات 
المنتتفعة من هذه القطاعات نشطة متفائلة قوية العزيمة. ولا يسع المراقب 
المعاصر إلا أن يدهش إزاء التوسع الكبير في الحركة التجارية التي 
ارتبطت ارتباطأً وثيقا بالاستغلال الاستعماري. فقد امتدت حول 
الأرض شبكة من الطرق التجارية البحرية» وتعاظم حجمها واتسعت 
قدراتها بسرعة» وراحت تنقل الأرباح إلى الجماعات التجارية في أوروبا 
شال الأطلسى) بسي هؤلاء التجار السطوة الكولونيالية للسطو 
عل أهل حجن الهند الشترقية”*1. وتيب ما الدييم من السلع وتصديرها إلى 


(11) تمشى **رونعاعظ ص علمناوملمآ عممتعس انل مط ,لله ناأع] متصاعا عنعاط 
.564-55 .مم ,(1961) 3-4 .ؤومط ,آل .001 ر"ماى 





(12) وكذلك كان الحال» إلى حد ماء في الشرق الأقصى الذي كانوا يشترون منه- 


63 


أوروبا وأفريقيا حيث تستعمل هي والبضائع الأوروبية الأخرى لابتياع 
العبيد للعمل في شبكات المزارع الآخذة في التوسع السريع في 
الأمريكتين. وكانت المزارع الأمريكية و بدورها بتصدير السكر 
والقطن وما إلى ذلك بكميات أضخم وأرخص إلى موانئع الأطلسي 
وبحر الشمال حيث يصرر إلى إعادة توزيعها باتجاه الشرق» ومراكز 
التصنيع التقليدية» علاوة على السلع التي يجري التعامل بها تجارياً بين 
الشرق والغرب في أوروبا مثل: المنسوجات ولملح والنبيذ وغيرها. 
وكانت الحبوب» والأخشابء والكتان تأتي من "البلطيق". أما أورويا 
الشرقية» فكانت ترسل الحبوب» والأخشابء والكتان (الذي كان من 
الصادرات المربحة إلى المناطق الاستوائية)» والقنب والحديد الوارد من 
حزام المستعمرات الثاني هذا. وأصبحت شبكة التجارة أكثر كثافة بين 
اقتصادات أورويا النامية نسبياء التي شملت,. بالمعنى الاقتصادي. 
جماعات امستوظين البيضن المتزايلة الشاظ فى المعمرات البريطانة 
الشمالية في أمريكا (في شمال الولايات المتحدة الأمريكية بعد العام 
2)3). 


وكان الزارع؛ أي "النبوب"» يعود من المستعمرات حاملاً ثروة ل 
تكن تخطر على بال أصحاب البطون النهمة في أقاليم أوروباء من تجار 
وشاحنين في موانئ بوردو وبريستول وليفربول الفاخرة التي كانت قد 
بنيت أو أعيد بناؤها خلال ذلك القرن بحيث أصبحت هي الفائز 
الاقتصادي الحقيقي في ذلك العصر. وكان بين فئات الرابحين كذلك 
كيان السو ا و الذين استعمدواتروايممن خدمات الدولة 
المربحة؛ ذلك أن هذه المرحلة تمثل العصر الذي كان فيه مصطلح "دائرة 
الربح في ظلال العرش " يطبق بمعناه الحرفي. تضاف إلى هؤلاء طبقة 
وسطى من المحامين. ومديري العقارات؛. وأصحاب مصانع الجعة 


- الشاي؛ والحريرء والخزف الصيني وغيره تما كان مطلوباً على نحو متزايد في الأسواق 
الأوروبية. غير أن استقلال الصين واليابان السياسي قلل من طابع القرصنة في تلك التجارة. 


64 


والخمور المحليين» والتجار وغيرهم ممن جمعوا ثروة متواضعة في عام 
الزراعة» وعاشوا حياة بسيطة هادثئة. وكان بين هؤلاء كذلك أصحاب 
المصانع الذين كانوا يحتلون مرتبة الأقارب الفقراء. فعلى الرغم من أن 
مراكز التعدين والتصنيع كانت تتسع بسرعة في جميع أرجاء أوروباء فإن 
التاجرء والإقطاعى مالك الأرض فى أوروبا الشرقية» ظلا يسيطران 
على الوضع في المقام الأول. ١‏ 


ويعود ذلك إلى أن الكل الرئيسي لتعزيز ارفج اي كان 
ثم م بدوره في الأسواق الأوسع. وكان 0 بل 0 هذه اا 
من أن يؤدي حتماً إلى خلق شروط بدائية لتطور بدايات الرأسمالية 
المنقافية تيهنا تع ول اتقرقن الذى حت عجان إل ما يقني العمل 
الذي يتقاضى أجوره بحساب القطعة (خاصة عندما يزوده التاجر بالمواد 
الخامء وريما يؤجره معدات الإنتاج). 


ولفيصيع المدم الذي كان يقوم بالنسج هو النسّاج الذي يتمتع 
باكر لطم م دمن وربما يؤدي التخصص في ا العمليات 
والأنشطة إلى :: تقسيم الحرفة القديمة أو خلق تجمع من العمال شبه المهرة 
أ دق ال وقد يتحول الحرفي - المعلم القديم أو جموعة 
خاصة من الحرفيين أو الوسطاء المحليين إلى نوع من مقاولي الباطن أو 
أرباب العول إلا أن التاجر يظل هو المسيطر الرئيسي على أشكال 
الإنتاج ع غير المركزية هذه. وهو الذي يقوم بالربط بين عمال القرى 
الضائعة أو الشوارع الخلفية والأسواق العالمية. وكان "الصناعيون" 
الذين خرجوا أو أوشكوا على الخروج من صفوف المنتجين أنفسهم 
يعملون إلى جانبه بوصفهم مشغلين صغاراء حتى وإن لم يعتمدوا عليه 
اعتسادا ناكرا وكان فده امعتنادات للع ولا نيما قفن ليرا 
الصناعية. وكان أصحاب مصانع اللنديدن وكبان الزافين من أمثال 


65 


جوسيا ويدجوود. رجالا خترمين معتدين بأنفسهمء ويتردد على 
منشآتهم الفضوليون من جميع أنحاء أوروبا. غير أن الصناعي العادي (ولم 
يكن هذا المصطلح قد اخترع بعد) ظل حتى ذلك الحين مشرفا صغيرا لا 
واحدا من أساطين الصناعة 


ومهما يكن من أمر» فإن أنشطة التجارة والصناعة؛ على اختلاف 
مراتبهاء شهدت ازدهاراً مشهوداً. وكانت بريطانياء وهى التى حققت 
النجاح الأكبر بين الدول الأوروبية في القرن الثامن عشرء تدين 
بنفوذها لتقدمها الاقتصادي. وبحلول الثمانينات من ذلك القرنء كانت 
جميع الحكومات المتعقّلة تعمل في سياساتها الأوروبية على تشجيع النمو 
الاقتصادي» ولا سيما التنمية الصناعية». وإن بدرجات متفاوتة من 
النجاح. كما أن العلوم» التي لم تكن النزعة الأكاديمية المتطرفة قد 
قسمتها في القرن التاسع عشر إلى فروع "صافية " راقية» وأخرى عملية 
"متدنية " » أخذت نكرس نفسها لحل مشكلات الإنتاج. وفي ثمانينات 
القرن كان التقدم الباهر قد نحقق في مجال الكيمياء ا كانت» تقليديا 
الأوئق ارتباطاً بممارسات الصناعة ومشاغلها ومتطلباتها. ولم تكن 
الإنسيكلوبيديا (الموسوعة) الكبرى التى وضعها ديدرو 106100) 
ودالامبيز ه0081 تجرد خلاضة وافية للفكر الاجتماغى 
والسياسي التقدمي. بل كانت سجلاً للتقدم التقني والعلمي. ذلك أن 
الإيمان الذي تشرّبه وتشبع به القرن الثامن عشر بتقدم المعرفة الإنسانية» 
وبالمنهج العقلاني» وبالثورة» والمدنية» والسيطرة على الطبيعة؛ أي 
'حركة التنوير' » إنما كان يستمد قوته أساسا من التقدم الواضح في 
مجالات الإنتاج» والتجارة» والعقلانية الاقتصادية والعلمية التي كان من 
المعغلند: اننا ترقروا نكا تاها تسر عقي دو فاق ينان الاحة 
البارزون في هذا المجال هم أبناء الطبقات الأكثر التصاقاً بأشواط التقدم 
الجلية في ذلك العصر: جماعات التجار ومالكي الأراضي المستنيرين 
الماك : وللحر بوره اديريم الافتا مين وا ححا ف والطثة 
الوسطى المتعلمة» وأصحاب المصانع والمبادرين الاقتصاديين. كان هؤلاء 


66 


الرجال معجبين كل الإعجاب بشخص مثل بنجامين فرانكلن 
(منتاعلصةء:1 منتسدزمء8)» صاحب المطبعة» الصحافي» المخترع» المبادر 
بالمشروعات التجارية» رجل الدولة» ورجل الأعمال الحاذق؛ لأنه رمز 
لمواطن المستقبل النشط العصامي المتبصر. وفي إنجلتراء قام هؤلاء 
الرجالء. الذين لم يكونوا بحاجة إلى الاقتداء بشخصيات ثورية عبر 
الأطلسيء بتشكيل جمعيات إقليمية انطلقت منها خطوات التقدم العلمي 
والصناعي والسياسي. فقد ضمت "الجمعية القَمّرية " (لإاءأه50 1قطنادآ) 
في بيرمينغهام الخزافٌ جوسيا ويدجوود (0ل608900/١‏ طهزوه0[)» ومخترع 
المحرك البخاري الحديث جيمس وات (]18/2 1317685)» وشريكه في 
العمل ماثيو بولتون (مهخاناه18 «وط80). والعالم الكيميائي 
بريستلي (لإعلغوع ٠.)‏ والعالم البيولوجي الوجيه رائد نظريات التطور 
إيرازموس داروين (2ذكاتة12 وناحصدكة8) (جد تشارلز داروين الأشهر). 
وصاحب المطبعة الشهير باسكرفيل. وتدافع هؤلاء من كل مكان إلى 
منتديات الماسونيين الأحرار التى انتفت فيها اعتبارات التمييز الطبقي 
وانتشرت الدعوة الحماسية النزيهة لأيديولوجية 'التنوير". ْ 


ومن المهم أن نلاحظ أن المنبريّن الرئيسيين لهذه الأيديولوجيا كانا 
مركزي انطلاق الثورة المزدوجة؛ أي فرنسا وبريطانياء مع أن أفكارها 
في واقع الأمر أصبحت قيد التداول في العالم في صيغتها الفرنسية 
(حتى ولو كانت مجرد نسخة فرنسية لأفكار بريطانية). وسيطرت على 
الفكر "المتنوّر" نزعة فردية عَلّمانية عقلانية تقدمية» تهدف إلى تحطيم 
. الأغلال التى كبلت الحرية الفردية» وإلى التحرر من تقاليد الجهل التي 
سادت القرون الوسطى ولت تلفي :ظلالها عل العال؛ :ومن شعوذة 
الكنائس (التي تناقض الدين '" الطبيعي" أو 'العقلاني")» ومن السفاهة 
التي قسمت الناس ووزعتهم في تراتبية تكون منزلتهم فيها عليا أو دنيا 
حسب اعتبارات المولد أو معايير أخرى لا وزن لها. وكانت شعاراتها 
سكل لي الحرية والمساواةء وبالتالي الإخاء بين الناس كافة. وأصبحت 
هذه الشعارات مع الوقت هي التي ترفعها الثورة الفرنسية. وترتبت على 


67 


سيادة النزوع إلى الحرية الفردية نتائج عظيمة الفائدة. ويمكننا أن نتتبع 
أبرز هذه النتائج» بل أن نلاحظهاء في تفتح المواهب الفردية بصورة 
حرة طليقة في عام التفكير. لقد كان الإيمان الغامر بالتقدم لدى المفكر 
"لير السروخصي: عبرا ع العراين"النظون فى المعوفة بوالأماميء 
وفي الثروة والرفاه والحضارة التي كان يشاهد تجلياتها فى كل ما حوله 
القى, كان بوفكه أن يعووها سنن إل ما كان يمن يه بإيط رحد بق كان 
لقد كانت الساحرات محرقن حرقاً على نطاق واسع في مطلع ذلك 
القرنء وكانت الحكومات المستنيرة» مثل الحكومة النمساوية فى نهايته» 
كدا كار بف اللسن كين أتنام الححيى القضاد يودي والعت ارق 
ويمكتنا أن تتصور الوضع عندما تزال العراقيل الباقية التي كانت 
تعترض سبيل التقدم مثل المصالح الذاتية للإقطاع والكنيسة. 


ولا يصح لناء إذا ما توخينا الدقة» أن نطلق على فلسفة "التنوير" 
اسم أيديولوجية الطبقة الوسطىء على الرغم من وجود الكثير من 
المتنورين - وكان لهم الرأي الحاسم من الوجهة السياسية ‏ من افترضوا 
على نحو تلقائي أن المجتمع الحر ينبغي أن يكون مجتمعاً رأسمالي]!22. 
وكانت» نظرياء ترمي إلى تحرير جميع البشر. وانطلقت منهاء بل ولدت 
في أحضانهاء جميع الأيديولوجيات التقدمية والعقلانية والإنسانية. بيد 
أن زعماء حركة الانعتاق الذي دعت إليه فلسفة التنوير كانوا في واقع 
الممارسة الفعلي من الشرائح الوسطى في المجتمع ؛ أي الأشخاص الحدد 
العقلانيين من أصحاب المقدرة والجدارة» لا ممن يتفاخرون بالدنسب 


(13) يقول تورغو (0:801ا1): "من يعرفون مسيرة التجارة يعلمون أيضاً أن أي 
مشروع مهمء في مجال حركة البضائع أو الصناعة. يقتضي التساند بين نوعين من الرجال» 
أصحاب المشروعات . .. والعمال الذين يعملون لصالحهم وفق أجر متفق عليه. ذلك هو 
الأصل الحقيقي للتمييز بين أصحاب المشروعات أرباب العمل من جهةء والعمال وزملائهم 
من جهة أخرى. وهو تمييز قائم على طبيعة الأشياء ". انظر: 5عتاوعة[-انءطهظ1-عوصوم 

.44 .5 ,5 .701 ,أمج 117 06 وء انوع 0 ,01ع 101 


68 


0 ناما ' برجوازيا ورأسمالياً. 


والأقرب إلى الدقة والصواب أن ندعو حركة "التنوير" أيديولوجية 
ثورية» على الرغم من الحذر والاعتدال السياسي الذي توخاه أبطالها في 
القارة الأوروبية» ممن كانواء حتى الثمانينات من القرن الثامن عشرء 
يؤمنون بالْلّكية المطلقة المستنيرة. فالاستنارة كانت تنطوي على إلغاء 
النظام الاجتماعي السياسي السائد في أكثر أرجاء أوروبا. ولم يكن 
متوقعاً من "الأنظمة القديمة" أن تلغي نفسها بنفسها طوعاً. فقد 
كانت» كما رأيناء على العكس من ذلك» تعزز نفسها فى أكثر من بجال 
للتصدي اسيرة القوى الاجتماعية والاقتصادية المتقدمة. وتمثلت القلاع 
الحصينة لهذه الأنظمة (خارج بريطانياء والأقاليم المتحدة وبقاع قليلة 
أخرى عانت فيها الهزيمة) في الملكيات التي كان المتنورون المعتدلون 
يعلقون آمالهم عليها ش ْ 


1 

باستثناء بريطانياء التي كانت قد قامت بثورتها في القرن 0 

عشرهء وبلدان أخرى أقل وزناء كانت الملكيات المطلقة تحكم قبضتها 
على جنيع الدول الفاعلة في القارة الأوروبية. أما البلدان التي لم 022 
هذه الملكيات» مثل بولنداء فقد شاعت فيها الفوضى» وأصبحت لقمة 
سائغة لجيرانها. وتربعت العروش الموروثة التي اعثبرت نفسها ظل الله 
على الأرض على تراتبيات هرمية من النبلاء ملاك الأرض» يعززها في 
ذلك التنظيم التقليني + والعضكنة الي عنفيها الكناس > ريط بها 
شبكة متعاظمة من المؤسسات التي درجت منذ زمن طويل على تمجيد 
أنظمة الحكم الملكية تلك. والواقع أن الحاجة إلى الحفاظ على تماسك 
الدولة وكفاءعا فى غمرةالزاحات العامة الحادة قد فكت الملوك إلى 
لجم النزعات الفوضوية التي برزت في أوساط النبلاء وأصحاب 
المصالح الذاتية الآخرين» وإلى استخذام موظفين مدنيين غير 


69 


أرستقراطيين قدر المستطاع في أجهزة الدولة. وعلاوة على ذلك» فإن 
هذه الحاجة» والنجاح العالمي الواضح الذي حققته قوة الرأسمالية 
البريطانية في أواخر القرن الثامن عشرء قد دفعا أكثر هؤّلاء الملوك (أو 
بالأاحرى مستشاريهم) إلى محاولة وضع واج اليرت كاه لواف 
والاجتماعية والإدارية والثقافية. ففي تلك الأيام» تبنى الأمراء شعار 
"التنوير" كما تفعل الحكومات فى أيامناء ولأسباب ممائلة» عندما ترفع 
شعار "التخطيط " . وكما هي الحال في أيامنا كذلك» فإن من رفعوا 
م ع رةه ره الام يكن 
إل تحقيقها العوديه 8 "التنون* (أو "التخطيط ") هذه بل 
كان همهم ينحصر في الفائدة العملية لانتهاج أحدث الأساليب من أجل 
مضاعفة ما يحصلون عليه من ريع وثروة وسلطة. 


وعلى العكس من ذلك» كانت الطبقات الوسطى والمتعلمة 
والملتزمون المؤمنون بالتقدم يتطلعون إلى الجهاز الإداري المركزي القوي 
للملكية 0 لقد كان اير بحاجة إلى ط طبقة ان وإل 
يقت في عضد المقاومة التي تبديها امصالع الأرستقراطية والكهدودة 
الراسخة في وجه التقدم. 


غير أن الملكية المطلقة» على الرغم مما قد تتسم به من حداثة 
وابتكارء لم تكن في واقع الأمر راغبة في فك ارتباطها بتراتبية الملاكين 
النيلاء؛؟ فهي الطبقة التى كانتء آخر الأمر» تنتسب إليها. وتثبنى 
قيمها وتعلي من شأنباء وتعتمد على مساندتها إلى أقصى الحدود. إلا أن 
اللكية الطلقة الع كانت لظريا + درفن أن تفل مارققاء خزلت 
تنتمي» من حيث الممارسة» إلى العالم الذي وصمه التنويريون بالإقطاع. 
وذلك هو المصطلح الذي أشاعته وروجت له الثورة الفرنسية فيما بعد. 
وكانت الملكية مستعدة لاستخدام كل الموارد الممكنة من أجل تعزيز 


170 


سلطتها وتعظيم ريعها من الضرائب في الداخل» وتعزيز قوتها خارج 
حدودهاء حتى ولو أدذّى ذلك إل دعم الفئات التى تمثل القوى الفاعلة 
الصاعدة ل المجتمع » وكانت مستعدة لتقوية نفوذها السياسى عن طريق 
ضرب الفئات والطبقات الاجتماعية والأقاليم بعضها ببعض. إلا أن 
آفاقها كانت محددة بتاريخهاء وبوظيفتهاء وبطبقتها؛ فهي لم تطلب - ولم 
يكن بمقدورها أن تحقق ‏ التحول الاقتصادي الشامل المتكامل الذي 
استلزمه تقدم الاقتصاد ودعت إليه الشرائح الاجتماعية الصاعدة. 


ولنأخذ مثالاً واضحاً على ذلكء» هو أن قلة قليلة من المفكرين 
العقلانيين» بمن فيهم مستشارو الأمراءء كانت تشكك جدياً بالحاجة إلى 
إلغاء الرق والقيود الباقية التي كانت تفرض التبعية الإقطاعية على 
الفلاحين. لقد أقر هؤلاء بأن الإصلاح هو في طليعة الأهداف التي 
يسعى إلى بلوغها أي برنامج مستنير. ولم يتوانَ أي أمير في الأقاليم 
الممتدة من مدريد إلى سان بطرسبرغ» ومن نابولي إلى ستوكهولم» عن 
تبني هذه البرامج. غير أن حركات تحرير الفلاحين» التي كانت تبدأ من 
السلطة العليا بين وقت وآخر خلال ربع القرن الذي سبق الثورة 
الفرنسية» حدثت في واقع الأمر في دول صغيرة متميزة مثل الدانمارك 
وسافوي» وفى الإقطاعات الشخصية لبعض الأمراء الآخرين. وحاول 
جوزيف الثاني (11 نامءوه1) ملك النمسا دعم واحدة من حركات 
التحرير الكبيرة هذه عام 21781 غير أنها فشلت أمام المقاومة السياسية 
التي أبدتها المصالح الذاتية الخاصة وتمرد الفلاحين إلى حد لم يكن متوقعا 
من قبل » فظلت هذه الحركة منقوصة. 


غير أن ما ألغى العلاقات الزراعية الإقطاعية بالفعل في جميع 
أنحاء أوروبا الغربية والوسطى كان الثورة الفرنسية» عن طريق الفعل 
المباشر أو رد الفعل أو الاقتداءء ثم ثورة العام 1848. 

كان ثمة نزاع كامن» سرعان ما يتحول إلى صراع علني بين القوى 
القديمة والقوى الجديدة في المجتمع " البورجوازي" الجديد. ولم يكن 


71 


مكنا تخفيف حدة التوتر فى إطار الأنظمة السياسية القائمة إلا إذا 
انتصرت بالطبع دول أصبحت برجوازية بالفعل مثل بريطانيا. وقد تزايد 
استهداف هذه الأنظمة بفعل الضغوط التى كانت تتعرض لها من ثلاثة 
اتجاهات: من القوى الجديدة» ومن المقاومة الراسخة المتزايدة التصلب 
التي أبدتها جماعات المصالح القديمة» ومن المنافسين الأجانب. 


وتمثلت أبرز نقاط الضعف بالنقطة التى تلتقى فيها المقاومة الوافدة 
والقديمة؛ أي في الحركات الاستقلالية في الأقاليم والمستعمرات النائية 
أو التي لم تكن السيطرة عليها حازمة صارمة. وهكذا فإن الإصلاحات 
التي أقدم عليها جوزيف الثاني خلال حكم أسرة هابسبرغ في الثمانينات 
من القرن الثامن عشر ولّدت في هولندا النمساوية (بلجيكا الآن) فوراناً 
وحركة ثورية انضمت» عام 9 بصورة تلقائية إلى الثورة الفرنسية. 
وكانت الظاهرة الأكثر شتبواغاً من ذلك انتشار السخط 2 أوساط 
جماعات المستوطئين البيض في مستع مراك الدول الاوزوبية وراء 
البحار» وازدياد التذمر من سياسات حكوماتهم المركزية التي تشددت 
في إخضاع المستعمرات لمصلحة العواصم. وفي جميع أرجاء الأمريكتين» 
سواء منها الإسبانية أو الفرنسية أو البريطانية» وكذلك في إيرلنداء 
كافقف جركات الستوطوة تطالب بالانتقلال لأنظمة لا قثل بالضوورة 
قوى أكثر تقدمية من العواصم المركزية من الوجهة الاقتصادية. وقد 
نجح العديد من المستعمرات البريطانية في تحقيق الاستقلال» إما بصورة 
سلمية بعض الوقت مثل إيرلنداء أو عن طريق الثورة كما حدث في 
الولايات المتحدة الأمريكية. وأدى التوسع الاقتصاديء والنمو 
الاستعماري» والتوترات التي رافقت إصلاح "الحكم المستنير المطلق ' 
إلى مضاعفة المناسبات التى تنشأ فيها هذه النزاعات فى السبعينات 
والثماتينات من القرن الثامن غشر. ْ 


ولم يكن انشقاق الأقاليم والمستعمرات مميتاً في ذاته؛ فقد كان 
بوسع الملكيات العريقة أن تتحمل حسارة إقليم أو إقليمين. كما أن 


72 


بريطانياء وهي الضحية الأولى للنزعة الاستقلالية في المستعمرات» لم 
تتضرر جراء ضعف الأنظمة القديمة» وظلت مستقرة ديناميّة على الرغم 

من قيام الثورة الأمريكية. وكانت هناك مناطق قليلة تستلزم الظروف 
الداتكلة فيا غنول جدريا للشلظلة عور أن المتافسة الوولية هي الم 
دفعت الوضع إلى نقطة الانفجار. 


ذلك أن المنافسة الدولية (أي الحرب) قد وضعت موارد الدول على 
المحك كما لم تفعل أية تحديات أخرى. وعندما تخفق الدولة في اجتياز 
هذه المحنة» فإنها تهتز وتتصدع» أو تسقط. وقد سيطرت إحدى هذه 
المنافسات الكبرى على الساحة الأوروبية الدولية خلال الحقبة العظمى 
من القرن الغامن عشرء وشكلت المحور الرئيسي فيها خلال فترات 
انان العسافية الملسكس رة: 1713-1689 1748-1740 1763-1756 
6 .؛ وتداخلت مع الفترة التي نعالجها الممتدة من العام 1792 إلى 
العام 1815. وتميزت هذه الفترة بالنزاع بين بريطانيا وفرنساءٍ وكانت» 
بمعنى من المعاني» صراعاً بين النظامين القديم والجديد. ذلك أن فرنساء 
التي استثئارت عداء بريطانيا بالتوسع السريع لنشاطها التجاري 
وإمبراطوريتها الاستعمارية» كانت كذلك هي الأقوى الأكثر تفوقا 
ونفوذاً؛ أي بعبارة أخرى» النموذج الكلاسيكي الأرستقراطي للملكية 
المطلقة. وليس في التاريخ ما يضاهي الصراع بين هاتين القوتين من 
حيث تمثيله الحي لتفوق نظام اجتماعي جديد على آخر قديم. ولم يقتصر 
الأمر على انتصار البريطانيين» بدرجات متفاوتة من الحسم» في جميع 
هذه الحروب ما عدا واحدة منهاء. فقد تجاوزوا ذلك إلى م الجهود 
لتنظيم هذه الحروب. وتمويلهاء وشحنها بسهولة نسبية. أما الملكية 
الفرنسية» منٍ جهة أخرىء فعلى الرغم من أنها أكثر من بريطانيا 
اتساعاًء وسكاناً؛ وثراء بحكم مواردها الممكنة» فإن الحرب كانت أشد 
وطأة عليها. ففي أعقاب هزيمتها في حرب السنوات السبع 
(1763-1756)» أتاحت لها ثورة المستعمرات الأمريكية الفرصة لترد كيد 
أعدائها إلى نحورهم» وقد اغتنمت فرنسا هذه الفرصة. وفي الصراع 


73 


الدولي الذي اندلع بعد ذلك» منيت بريطانيا مهزيمة مرة في الواقع. 
وفقدت الأجزاء الأكثر أهمية من إمبراطوريتها الأمريكية؛ وتحقق النصر 
لفرنسا التي أصبحت حليف الولايات المتحدة الجديدة. غير أن الكلفة 
كاشها باعكلة وأسفرت الصعوبات التي واجهت. الحكومة الفرنسية عن 
مرحلة من التأزم السياسي الذي أدى» بعد ست سنوات» إلى اندلاع 


الثورة الفرنسية. 


1 


بقي عليناء في خاتمة هذا المسح التمهيدي لأوروبا عشية الثورة 
المزدوجةء أن نلقي نظرة على العلاقات بين أورويا (أوء بصورة أدق» 
شمال غرب أوروبا) وباقي العالم. إن الهيمنة السياسية والعسكرية 
الكاملة التي فرضتها على العالم أووزونا:(واتتداذانيا وراء اليفات مقلة 
بمجتمعات المستوطنين البيض) إنما كانت حصيلة لعصر الثورة 
المزدوجة. وفي أواخر القرن الثامن عشرء كان على عدد من القوى 
والحضارات الكبرى غير الأوروبية أن تواجه التاجر والبحار والجندي 
الأبيض مواجهة يقف فيها الطرفان على قدم المساواة. فإمبراطورية الصين 
العظيمة. وهي آنذاك في قمة فاعليتها تحت حكم أسرة مانشو (تشينغ)» 
كانت بعيدة عن متناول الطامعين. وعلى العكس من ذلك» كانت 
التيارات الثقافية في ذلك العصر تتوجه من الشرق إلى الغرب» 
والفلضيفة الارروموة وتقلهوة الدرواين من هذ الصارة اللي 
ولكن الراقية» بينما كان الفنانون والحرفيون يتمثلون في أعمالهم 
موضوعات الشرق الأقصى» ؛ ويسيئون فهمها في أغلب الأحيان» 
ويعدلون منتجاتها الجديدة (مثل 'الصينى ") لتناسب الاحتياجات 
الأوروبية. ولم تكن الدول الإسلامية مهيضة الجناح مثلما أصبحت في 
القرن التاسع عشرء على الرغم من أنهاء مثل تركياء كانت تتوجس 
خيفة أحيانا من القوة ة العسكرية لجاراتها من الدول الأوروبية (مثل 
النمساء وقبلها روسيا). وظلت أفريقيا بمنأى عن الاختراق العسكري 


14 


الأوروي. وباستثناء مناطق ضيقة حول رأس الرجاء الصالح» كان 
البيض ينحصرون في المواقع التجارية الساحلية. 

غير أن امومع المتسارع المتعاظم للتجارة والمشروع الرأسمالي 
الأوروبي قد قوض أسس النظام الاجتماعي لهذه المناطق: في أفريقيا 
من خلال الكثافة غير المسبوقة لتجارة العبيد المخيفة» وحول المحيط 
الهندي عبر تغلغل القوى الاستعمارية المتنافسة» وفي الشرقين الأدنى 
والأوسط من خلال التجارة والنزاع العسكري. وكان الغزو الأوروبي قد 
بدأ ينتشر بصورة واسعة إلى ما بعد المناطق التي كان يقيم فيها رواد 
المستوطنين الأسبان والبرتغاليين منذ القرن السادس عشرء والمستوطنون 
البيض الأمريكيون الشماليون في القرن السابع عشر. وكان البريطانيون 
هم الذين قطعوا أشواطاً بعيدة في هذا المجال بعد أن فرضوا سيطرتهم 
الإقليمية المباشرة على جزء من الهند (ولا سيم متظقة البتغال)؛ 
وأطاحوا تقريباً إمبراطورية المغول. وقد مهدت هذه الخطوط الطريقٌ 
للبريطانيين ليصبحوا حكام عموم الهند ومديريها. وكان الضعف النسبي 
الذي أصاب الحضارات غير الأوروبية عندما واجهت التفوق التقاني 
والعسكري الغربي أمراً متوقعاً. فإن ما يسمى "عصر فاسكو دا غاما' 
أوشك آنذاك على بلوغ ذروته القصوى بعد أربعة قرون من التاريخ 
استطاعت فيها حفنة من الدول الأوروبية وقوة الرأسمالية الأوروبية أن 
تفرض سيطرة كاملة» وإن كانت» بمعايير أيامنا الحاضرة» مؤقتة» على 
جميع أنحاء الحام: وقد قُدّر لهذه الثورة المزدوجة أن تجعل من التوسع 
الأوروي أمراً لا يقاوم» على الرغم من أنها وفرت للخم غير الأوروبي 
الظروف والعدة اللازمة للهجوم المعاكس على الهيمنة الأوروبية. 


15 


(الفصل الثاني 


الثورة الصناعية 


تنطوي هذه الأعمال» مهما كانت طريقة تشغيلها وأسبابها ونتائجهاء 
على فوائد لا حصر لهاء تسجل لحساب هذا الإنسان الألمعي النافع 
الذي سيحتل الجدارة أينما ذهب ؛ لأنه سيحمل الناس على التفكير. 
عليكم أن تنفضوا عنكم غبار اللامبالاة» والكسل والخنوع والبلادة 
التي تسمر بها الناس على الطرق التي سلكها أجدادهم» فحالت بينهم 
وبين الاستقصاء والتفكير» وكبلت فيهم روح الطموح. يمكنكم عند 
ذلك أن توقنوا أن ما تفعلونه هو الصحيح. انظروا إلى تدفق الفكر 
والعنفوان وانطلاق الجهد القوي وانبثاقه في شتى سبل الحياة جراء 
العمل الذي قام به رجال مثل : برندلي (/ا8110016) ووات وبريستلي 
وهاريسون (112:50) وآركرايت (26ع81111) . هل ثمة إنسان 
في أي منحى من مناحي الحياة لم تنتعش آماله بعد رؤية المحرك 
البخاري الذي اخترعه وات؟ 


أرثر يونغ (عمتاملا تتاطة) : رحلات فى إنحلترا وويل:”" 





(1) ععنوع5 كه ماسترمع ]1 أن وعاهع؟ بوء[ه/1آ ماس اماع11 1 5له10 عناملا تتطاكم 


عن ولقمصة غطا دوعا 0عماععاء5 ,14 .00 بععمعامم آدع ناتاه لصة عتستمدمع8 مز كاعة: 1د 


77 


من هذه البالوعة العفنة يخرج النبع الأعظم للصناعة البشرية 
ليخصب العالم بأكمله؛ ومن هذا المصرف القذر يتدفق الذهب 
الخالص. وتكتسب البشرية هنا أكمل مراحل نموها وأكثرها فظاعة 
في الوقت نفسهء وهنا تجترح المدينة العجائب فيما يتحول الإنسان 


المتمدن إلى ما يشبه المخلوق الهمجي. 


اليكشيين دو توكفيل (106010691116 06 .4) عن مانشسة عام 
0005 


1 


فلنبدأً من الثورة الصتاعية أى مو يريظاناء وقة تينو نقطة 
الانطلاق هذه نزوة شخصية للوهلة الأولى؛ ذلك أن تداعيات هذه 
الثورة لم تتجلّ بصورة واضحة لا لبس فيها - وخارج بريطانيا في جميع 
الأحوال داإلا في أوآاخر فر الفترة التي يعالجها هذا الكتاب» لا قبل سنة 
0 بالتأكيد. وربما لا قبل سنة 1840 أو نحوها. إذ لم يبدأ انشغال 
الأدب والفنون ببروز المجتمع الرأسمالي إلا في الثلاثينات من القرن 
التاسع عشر؛ أي بذلك العالم الذي تباوت فيه جميع الروابط الاجتماعية 
تاسسحاء روايظ" الذعي :و العملة الروقية هنا وسعدياس يعانيت 
(وكار لايل (والاانية©) هو أول من الح هذه العبارة). وتنتمى إلى 
ذلك العقد رواية الأديب الفرنسي أونوريه دو بلزاك عل 01 1]) 
(82123 الكوميديا الإنسانية نهدا عنلغسدم عل وهي الصرح الاكن 
الشاهق الذي يصوّر تلك المرحلة. وم تننذاً بالتدفق إلا عام 0 أو 








رع6 غ561 لامع نلاه0 لصة دوعتسستمصمعظ عه أومطعة هآ عط بسملمده]]) عه نموم 
.29 .م ,([1932 

(2) نط لمعنه أقصم ك1 14ل ”ل كانه لافاعارك1 10 كدر سيمل ,عا تعسوعه7 عل كولم 

علهلا بمعحماط بيولح) مووولة م2 .ل لاط 80110 بعنروكة .2 16 ممه ععمع جما مونمو0 
.108 - 107 .مم ,(1958 رممعءط تالومع بولمل1 


78 


نحوه تيارات الأدبيات الرسمية وغير الرسمية عن الآثار الاجتماعية 
للثورة. وبين هذه الأعمال "الكتب الزرق" والاستقصاءات الإحصائية 
ف إنجلتراء ودراسة عالم الاقتصاد لوي - رينيه فيليرميه (غصعهالال .1 ..1) 
صورة عن الأحوال المادية والمعنوية للعمالء ودراسة فريدريك 
إنغلز (واعممظا عاءتعله:1) عن أو ضاع الطبقة العاملة في إنجلتراء وأعمال 
دوكبتيو (1(00641810) فى بلجيكاء وأنشطة الكثير من المراقبين المهمومين 
أو الفزعين من ألمانيا إلى إسبانيا والولايات المنحدة. وم نشهد حتى 
الأربعينات من القرن التاسع عشر ظهور البروليتارياء وهي وليدة الثورة 
الصناعية» والشيوعية التي ارتبطت آنذاك بحركاتها الاجتماعية» وشبح 
البيان الشيوعي» وتحرك هذه الظواهر كلها عبر أوروبا. إن اسم الثورة 
الصناعية بحد ذاته يعكس آثارها البطيئة في أوروبا. لقد وجدت الثورة في 
مظان قي جرد لمشي برا م د الاتعتر تعر العا 
والفرنسيون» وهم جماعة لا سابق لهاء هذا الاسم إلا في العشرينات من 
القرن التاسع عشرء وربما كانوا متأثرين في ذلك بالتمائل بين ما كان 
يحدث في بريطانياء وبين الثورة السياسية في فرنساا”. 

على أننا سننظر فى الثورة الصناعية أولاً لسببين: الأول هو أنها 
"اندلعت" قبل اقتحام الباستيل؛ والثاني هو أننا لا نستطيع بمعزل عنها 
أن نفهم تيارات التاريخ العميقة اللاشخصية التي حملت الأشخاص 
والأحداث في تلك الفترة» أو نستوعب الإيقاع المركب غير المتوازن 
للتاريخ. 

ترى» ماذا تعنى غنازة “اتدلعت القورة الصناعية ' ؟:إنا تعتى أنه 
في وقت ما من ثمانينات القرن الثامن عشرء مقطف للمرة الأول ف 





(3) ”رمم نامع ]1 ل#تاأامسلص]ا ص1 عط آه كوونآ نإلبمظ عط“ بامئصممء8 ممم 
همد ,343 .م ,(1922 لاتهتتامات1) 2 .هم ,700/1 .01( بععتممدمعط زه أمتضيامل رامع مم01 
اتوي كتدلا امع مقات ,ترمقا ادمع ]1 لماماكعيما عنا زه و1 7156 بعاتقات ممسصصعالط مومع 


.(1953 بو لصة موه ممماعدل امعمدات) 95 بمصملكهع تاطناط 


79 


التاريخ الإنساني الأغلال التي كانت تكبل القوة الإنتاجية للمجتمعات 
البشرية التي أصبحت قادرة منذئذٍ على مضاعفة الناس» والبضائع 
والخدمات» على نحو مستمر سريع» وحتى الوقت الحاضره لا حدود 
له. وذلك ما يعرف فنياً في أوساط علماء الاقتصاد ب 'الانطلاق في 
نمو مستدام ذاتياً' ؛ إذ لم يستطع أي مجتمع سابق أن يخترق السقف 
الذي فرضته على الإنتاج بنية اجتماعية قبل - صناعية » وعلوم وتقانة 
قاصرة. وما يتبع ذلك من التوقف الدوري والمجاعة والموت. ري 
هذا الانطلاق بالطبع واحداً من الظواهر التي داهم العالم غير 
على حين غرّة مثل الزلازل والشهب؛ 0 
السحيق في أوروباء اعتماداً على مزاج المؤرخ ومصلحته الخاصةء إلى 
الألف الأولى الميلادية إن م يكن قبل ذلك. وقد 5-00 " الثورة 
الصناعية ' على تجارب أخرى للتحليق كانت في ركاكتها أشبه بمحاولة 
صغار البط الطيران» فى القرنين الثالث عشر والسادس عشرء والعقد 
الأخير من القرن السام عق ومنذ أواسط القرن الثامن عشرء كانت 
عملية التسارع في الانطلاق واضحة للعيان إلى حد دفع بعض قدامى 
المؤرخين إلى العودة بالثورة الصناعية إلى العام 01760 إلا أن البحث 
المتأني يميل إلى إقناع الخبراء باختيار الثمانينات لا السبعينات من القرن 
الثامن عشر باعتبارها العقد الحاسم. فقد شهدت هله الفترة» في حدود 
علمناء بداية المؤشرات الإحصائية ذات العلاقة بالارتفاع الحاد المفاجىئء 
ةعمودية تقريباً؛ إشارةً إلى بدء عملية "التحليق'. وبعبارة 

0 فإن الاقتصاد قد أصبح محمولاً جواً. 

إن تسمية هذه العملية بالثورة الصناعية تبدو أمراً منطقياً منسجماً 
مع التقاليد الراسخة. مع أن بعض المؤرخين المحافظين درجوا ذات يوم 
على إنكار وجودهاء ربما بسبب خشيتهم من مواجهة المفاهيم الملتهبة» 
وهم يستخدمون بدلا من ذلك مصطلحات تافهة من نوع '" التطور 
المتسارع " . وإذا لم يكن التحول النوعي الجوهري المفاجئ الذي حدث 
في ثمانينات القرن الثامن عشر أو نحوها ثورة بالفعل» فإن الكلمة 


580 


تغدو عديمة المعنى ؛ فالثورة الصناعية لم تكن» في واقع الأمرء حكاية 
ذات بداية ونهاية. وليس ثمة معنى للتساؤل عما إذا كانت قد 
"اكتملت"؛ لأنها تهدف» فى جوهرهاء إلى أن تجعل التغيير الثوري 
المعيار السائدء وهي ما تزال تمضي قدماً. وكل ما نستطيع أن نسأله هو 
ما إذا كانت التحولات الاقتصادية قد أفلحت فى إقامة اقتصاد صناعي 
ف أبناصة قاذ وى العريف قلي »عل رمات كل جا :ترمله فى 
حدود الوسائل المتاحة؛ أيء بالمعنى الفني» " اقتصاد صناعي ناضج " . 
وفي بريطانياء وبالتالي في العالم» » اتفق أن هذه الفترة ة من التصنيع الأولى 
تطابقت بصورة تامة تقريباً مع الفترة التي يتناولها هذا الكتاب» لأنهاء 
إذا كانت قد بدأت وقت ' الإقلا * في العقد الثامن من القرن الثامن 
عشرء فإنه يمكن القول إنها انتهت بإقامة السكة الحديدية وبناء صناعة 
ثقيلة ضخمة في بريطانيا في أربعينات القرن التاسع عشر. ولكن يمكن 
تحديد الإطار الزمني للثورة نفسهاء أي "مرحلة الإقلاع"» بقدر من 
الدقة إذا وضعناه في الفترة الممتدة من العام 1780 إلى العام 1800؟ أي 
أنها كانت معاصرة للثورة الفرنسية» وإن تكن قد سبقتها بسنوات. 


ربما كان هذا الحدث في جميع الأحوال هو الأهم في التاريخ 
العالمي منذ اختراع الزراعة ونشوء المدن. وقد تولت بريطانيا دور المبادرة 
في هذا المجال. وغني عن البيان أن الحدث لم يكن عرضياً أو صدفة 
محضة. وإذا كان هناك سباق لارتياد الثورة الصناعية» فإنه لم يكن فيه إلا 
متسابق واحد. صحيح أن تقدما كبيراً حدث في المجالات التجارية 
والصناعية في جميع أقطار أوروبا بفعل جهود الوزراء وموظفي الدولة 
الأذكياء الحصيفين فى الاقتصادء الذين كانوا يقدمون المشورة لكل 
عرش من العروش المتعزيرة فى أوووياء من البرتغال إلى روسيا. وكان 
هؤلاء حريصين قبل كبار المديرين المتنفذين في أيامنا هذه» على تحقيق 
"النمو الاقتصادي". وحققت بعض الدول والأقاليم الصغرى آتذاك» 
مجمعاتها الصناعية كانت من الصغر والتمركز المح بحيث لم تستطع » 


51 


مثل بريطانياء أن تمارس التأثير الثوري في العالم. غير أن من الواضح أن 
بريطانيا كانت» حتى قبل الثورة» قد قطعت أشواطاأً بعيدة وسبقت 
منافسيها المحتملين الرئيسيين من حيث معدل حصة الفرد الواحد من 
المخرجات والتجارة» حتى بالمقارنة مع المعدلات البريطانية للقيمة 
الإجمالية لهذين العنصرين. 


ومهما كانت الأسباب التي يُعزى إليها التقدم البريطاني» فإنها لم 
تكن تعود إلى التفوق العلمي والتقاني؛ فقد كان الفرنسيون متقدمين 
بالتأكيد على بريطانيا في مجال العلوم الطبيعية. وقد شددت الثورة 
الفرنسية التأكيد على هذا العنصر الإيجابي» ولا سيما في يجالي 
الرياضيات والفيزياء» وشجعت العلوم في فرنساء فيما كان الرجعيون 
يتخوفون منها في إنجلترا. وكان البريطانيون» حتى في العلوم 
الاجتماعية» دون هذا المستوى من التفوق الذي جعل وأبقى علم 
الاقنضاد موضوعا العلوسكسوتياً ياززاء غير أن الخورة الصناعية فى 
بريطانيا وضعتها في مقدمة الموضوعات دون منازع. إن العالم الاقتصادي 
في ثمانينات القرن الثامن عشر كان يقرا ما كتبه آدم سميث متهلة) 
(طانسق» إلا أنه كان في الوقت تفسه يقرآء وريم تحقق فائدة أكين من 
فزاتكات المويتوت إطوين وعاسيني التسل الوطنى 4 كيتاي 
(/2)0106582» وتورغوء ودوبون دو 00 (0111:5 ةل[ 8 )2 
ولافوازييه (:16وزه120)» وريما واحد أ و اثنين من إيطاليا. وقد أنتج 
الفرنسيون مخترعات أكثر أصالة» مثل مغزل جاكار (1804) (وهو أداة 
أكثر تعقيداً من جميع الأجهزة المماثلة التي صممت في بريطانيا)» كما 
متعواتسقها اكقر تقذماً كنااكانت لدئ لمان موسيبات التدري 
التقني» مثل بيرغاكاديمي (عندمعلهلمع:86) البروسية» :0 يكن ثمة ما 
يضاهيها في بريطانيا. وأسست الثورة الفرنسية ذلك المعهد الفريد الفعال 
إيكول بوليتكنيك (عتاوتصططءعاز[هم عأمء8). وكان التعليم الإنجليزي 
وجا مضحكاً لسوء الذوق». مع أن مدارس القرى الصارمة 
والجامعات المتشددة المضطرية الديمقراطية في اسكوتلندا الكالفينية قد 


582 


عوضت عن جوانب القصور فيه. فقد أرسلت إلى جنوب البلاد كوكبة 
من الشباب اللامعين اللبدتين العقلانين الساعين إل تميق التقدم الهني 
لأنفسهم 55 أمثال: جيمس وات وتوماس تلفورد (111050 كقسمط1) 
ولودن ماكادم (منهللخشه7]1 مه0تاه.آ) وجيمس مل ([1111 وعتنة1) . 
وكادع اللجابهكان الإتماة يان الويقجدعان + اواكستورة وه سويد 
تعانيان التخلف الفكري. كذلك كان الحال في المدارس الثانوية والعامة 
تقاملة: باكناء *الأكادينياك" الى أسبييا #المتقهوقة الذيم حرمو 
من الدراسة في النظام التعليمي (الأنغليكاني). حتى إن العائلات 
الأرستقراطية التي كانت ترغب في تعليم أبنائكها كانت تعتمد على 
المارسين التوضية أذ احاسات الابنكو لاقي ول يكن سباك أي 
نظام للتعليم الابتدائي قبل أن يؤسس لانكستر الكويكري (وبعده 
منافسوه الانغليكانيون) را ين ٠‏ حملاات التطوع الجماعية لمحو الأمية 
الابتدائية في مطلع القرن التاسع عشرء مما ابتلى نظام التعليم الإنجليزي 
في ما بعد بالنزاعات الطائفية. كما أن الخوف الاجتماعي لم يكن يشجع 
عن فليم النقراة 


لحسن الحظء لم يكن مَوورياً إدخال تعديلات فكرية وثقافية كثيرة 
الاعذات العوزة الصياعة*": لعن كان كدرعانيا التتبية دن متسهى 


(4) "مما يثلج الصدرء من ناحية» أن نرى الإنجليز يستقون ثروة من معين حياتهم 
السياسية؛ وذلك من خلال دراستهم لقدامى المؤلفين» بصرف النظر عن الأسلوب الرتيب الذي 
يجنون به هذه المعرفة. بل إن خطباءهم في البرلمان كثيراً ما يستشهدون بأقوال القدماء لتحقيق 
غاياتهم. وكانت هذه الممارسات مثار إعجاب المشاركين في المنتديات» وتركت آثارها عليهم. 
ومن ناحية أخرى» فإن من المدهش أن نشاهد بلدا انتشرت فيه بوضوح نزعة التصنيع» ومن ثم 
الحاجة إلى تعريف الئاس بالعلوم والآداب التي تحفزهم على المضي قدماً في مساعيهم. كما أن 
غياب مثل هذه الموضوعات في المناهج التربوية للشباب لم يكن يظهر للعيان. ومن المدهش 
بالقدر نفسه أيضاً أن نلاحظ مستوى الإنجاز لدى رجال يفتقرون إلى التعليم الرسمي اللازم لما 
يمارسونه من أنشطة مهينة " » انظر : مارطعنرءوعوس اذى ععكةمم نظ بطاستسعطعهة/11 ساعطلا 
77 .© .1 يعتتمنمعة) انم2 عاعكتم إينه علط معو نأماعع 0 ملاعلا مقطا ]/اود عوصتووعنا تمر 

.6 .م ,1839 ,كات وضعل عا وك “اوناع 2 عوط :1-2 ,7 .آولا ,([.ل .م] باعوهلا 


53 


التواضع» ولم تتجاوز نطاق الحرفيين الأذكياء الذين كانوا يجرون 
التجارب في مشاغلهم» أو القدرات البناءة لدى النجارين» وصانعي 
الطواحين» والقفآلين: المكوك الطائرء ودولاب الغزلء والمغزل الآلي. 
وحتى أكثر آلاتها تقدماً من الوجهة العلمية» وهو المحرك البخاري 
الدوراني الذي اخترعه جيمس وات (2)1784» لم يكن يتطلب إلا جانباً 
من الفيزياء التي كانت معروفة طوال الشطر الأكبر من ذلك القرن؛ 
ذلك أن النظرية الصحيحة حول الآلات البخارية لم تتحدد إلا بعد 
تطبيقها العملي. وذلك في عشرينات القرن التاسع عشر على يد الفرنسي 
كارنو (81201©) الذي استخلصها من العديد من الاستخدامات العملية 
للآلات البخارية» ولا سيما في المناجم. ويمكن القول إن الابتكارات 
التقنية للثورة الصناعية كانت». عند توفر الظروف المناسبة» د 
بنفسهاء ريما باستثناء الصناعة الكيماوية»؛ ولا يعني ذلك أن أوائل 
الصناعيين لم يكونوا مهتمين بالعلوم أو بفوائدها العملية©. 


بيد أن الظروف المناسبة كانت آنذاك واضحة جليّة في بريطانيا التي 
داراكيها التهيسه قبل قرن من الزمان» بمحاكمة الملك وإعدامه. وتم 
فيها الإقرار بأن تحقيق الربح والتفع الخاصن والتنمية الاقتصادية هو 
الهدف الأسمى لسياسة الحكومة. كما أن الحل البريطاني الثوري الفريد 
فذ أبن لآسباب عملية» المشكلة الزراغية» إذ إن خفحة من موه 
الأراضي ذوي العقلية التجارية كانوا قد استحوذوا على الأرض التي 
كان عر نها المزارعون - المستأجرون باستخدام من لا أرض لهم أو صغار 


زرك عامقا عطا صا لتتأمنلسآا امه ععمعه“ بممكمتطهم] .8 لمة دمموو5ن314 .2 لم 

1آلاءا .701 ,وعتيع5 200 دللا اطع ع1 بز#ماكقلط1 علرمومعط ‏ 116 ““للاتبطوع0 طلأمعماطم ا 
طا ععمعاع5 كه رمتتماصعنم0 المتتاكسلمآ1 عط" نلاءمطعك .8 أمعطمه :(1960 معطا ممعمعصط) 
58 701.2 لطنة ب(1956 لاأعمدك/ة) 47 .001 نكنعمل 'يسسمطعمتصصسزظ عه بواعننو5 نمس[ عط 
1105ل *متمقطع صتمصتظ ]0 بزاعزم50 تقطتال عطا كه متطوئعطصع ا“ لصة ,(1957 عوط سرعموج) 
.(1956 عمداة) 2 .12,20 .1لا بععمواءعى زه 


54 


الملآك. أما البقية الباقية من الاقتصاد الجماعي القديم في القرى» فقد 
اكتسحتها "قوانين الإغلاق' (1830-1760) والمعاملات الخاصة. غير أننا 
لا نلمح في تلك الفترة ملامح “شريحة الفلاحين البريطانيين" في أوج 
ازدهارها بالمعنى نفسه الذي نتحدث فيه عن الفلاحين في فرنسا وألمانيا 
وروسيا. لفن كانية هده خفيضة أسافياً للسوق؛ فقد انتشرت مراكز 
التصنيع منذ زمن بعيد في المناطق الريفية غير الإقطاعية. وكانت الزراعة 
قد هيأت نفسها للقيام بثلاثة أنواع من الأنشطة الأساسية في حقبة 
التصنيع هذه: زيادة الإنتاج والإنتاجية لسد الاحتياجات الغذائية للعدد 
المتزايد من السكان غير الزراعيين» وتوفير فائض كبير متصاعد من 
العمال المرشحين للاستخدام في البلدات وفي الصناعات» وتوفير 
الآليات الكفيلة بتأمين رأس امال التراكمي الذي سيُستثمر في قطاعات 
اقتصادية مستجدة. (وثمة نشاطان آخران ربما لم يكونا على القدر نفسه 
من الأهمية في بريطانياء هما: خلق سوق كبيرة بما فيه الكفاية لسكان 
المناطق الزراعية» وهم القطاع الأكبر عادة» وتوفير فائض للتصدير 
يساعد على تأمين الواردات الرأسمالية). وكان قد توفر انذاك حجم لا 
بأس به من رأس المال الإداري الاجتماعي ‏ وهو العذة العامة الضرورية 
المكلفة لتقدم الاقتصاد بسلاسة إلى الأمام» ولا سيما في مجالات الشحن 
البحري» ومرافق الموانئ» والتحسن في الطرق والممرات المائية. وكان 
النشاط السياسي قد تحول نحو تحقيق الربح. وربما واجهت متطلبات 
معينة من رجال الأعمال مقاومة من جانب المصالح الخاصة؛ وكما 
سنرى في وقت لاحق. كان الزراعيون قد بدأوا وضع آخر العراقيل 
لإعاقة تقدم الصناعيين بين العام 1795 والعام 6 . غير أن ثمة إقراراً 
عاماً في تلك الفترة ة بأن المال لا يتكلم بصوت مرتفع فحسبء بل 
يحكم. ولم يكن على الصناعيين إلا الحصول على المال الكافي ليضمنوا 
قبولهم في أوساط من يحكمون المجتمع . 


كان رجل العا بلا شكء ا 


85 


الاقتصادي المريح في أغلب أوروباء وكان يمثل المهاد الحقيقي لتصور 
المفكر والكاتب فولتير (©:9701121) للدكتور بانغلوس. ويمكن القول إن 
هذا الويع كان» بمساعدة من السب التضخم الطفيفة. سيدفع البلد» 
عاجلاً أم آجلاً» إلى العقبة التي تفصل الاقتصاد ما قبل الصناعي عن 
00 الصناعي. إلا أن المشكلة لم تكن بسيطة إلى هذا الحد. إن جانباً 
من التوسع الضطاعي فيو الارد الثائر عفر يوذ في الو تعر بعل 

9 أو في المستقبل المنظور. إلى ثورة ة صناعية ؛ أي إلى خلق "نظام 
تصنيع ' تمكنن يتول بدوره إنتاج كميات ضخمة بكلفة سريعة التناقص 
بحيث لا يعود معتمداً على الطلب» » بل يغدو قادراً على خلق السوق 
الخاصة فيةايه© فغل سبيل_المكال؛ اتسعتة: إلى حد كبير» » في ميدلاندز 
وي وكاشير البريطانيتين » صناعة البناء أو الصناعات العديدة الصغيرة الحو 
كانت تنتج السلع المعدنية المستخدمة في المنازل مثل المسامير والأواني 
0 واحديات 5 0 0 5 00 
بالإضافة إلى ذلك» فإن الثورات ادم الرائية ةي 
ار م 


(6) تطرح صناعة السيارات الحديثة مثالاً على ذلك. إن ما خلق هذه الصناعة يحجمها 
الحديث ليس الطلب على العربات الذي كان في ثمانينات القرن الثامن عشرء بل القدرة على 
شراء السيارات الرخيصةء وهي القدرة التى ولّدت الطلب الجماعى عليها. 


56 


ثورة صناعية» لا عن طريق القيام بالأنشطة التجارية المألوفة (التي كانت 
أكثر ربحاً في الماضي)؟ وكيف لهم أن يتعلموا مالم يكن يعلمه 
الآخرون آنذاك من أن الثورة الصناعية ستفضي إلى تسارع غير مسبوق 
في توسع أسواقهم؟ وإذا ما أخذنا بالاعتبار أن القاعدة الاجتماعية 
الأساسية اللازمة لثورة صناعية كانت قد قامت فى إنجلترا خلال العقود 
الأخيرة من القرن الثامن عشرء فإن المستثمرين كانوا بحاجة إلى أمرين : 
يتمثل أولهما في صناعة توفر مكافأة استثنائية لصاحب المصنع الذي 
يستطيع أن يوسع مدى إنتاجه بسرعة حتى ولو استخدم مبتكرات بسيطة 
قليلة الكلفة إلى حد ما؛ أما العامل الثاني فهو وجود سوق عالمية 
تحتكرها دولة واحدة أساساً” . 

تصدق هذه الاعتبارات في بعض النواحي على جميع البلدان في 
الفترة التي نعالجها. فقد اتخذ مصنعو البضائع الاستهلاكية الجماعية فيها 
جميعاً مكان الصدارة في النمو الصناعي ‏ وفي مجال النسيج بصورة غير 
حصرية© - لأن السوق الجماعية لمثل هذه السلع كانت نشطة بالفعل» 
وكان رجال الأعمال يدركون بوضوح إمكانيات التوسع. وتصدق هذه 
الاعتبارات» من ناحية أخرى» على بريطانيا وحدها. لقد واجه الرواد 
الصناعيون البريطانيون عدداً من المشكلات الأكثر صعوبة. فما إن بدأ 
التصنيع في بريطانيا حتى أخذت الدول الأخرى بالتمتع بفوائد التوسع 


7) "لم تتسعء إلا بصورة بطيئةء القدرة الشرائية مع تزايد السكان» والدخل 
الفردي» وكلفة التنقل والقيود المفروضة على التجارة. غير أن السوق أخذت بالاتساع في 
كل الأحوال» وكان السؤال الحيوي المطروح هو: متى سيظهر منتج للبضائع الاستهلاكية 
الجماعية قادر على الاستحواذ على جزء كاف من هذه السوق على نحو يسمح بالتوسع 
السريع المستمر في الإنتاج؟ ". انظر: عط لصد علدع1 لهدمغهمهعنم1“ بللتحوءظ لأعصمع]ا 
3 .مط ,12 .01 ,عاسع 1 ترمه1ى171 عتوبمسمعظ 116 *“بط 60 عتسمامممعظ 1ه عنتفكل 

.8 .م ,(1960) 

(8) 4عتقاقمها بوعنسرم سوعط أم ايوم[ إن طاسدهم2) 1716 بتمقطتلم8 .0 «عطغاة/181 

:لقص بتعاسوعطعصهة34]) عد هلق .181 .لآ مه مدمعلصعة .0 .1 ترط ممع عط مدمع 
68 .م ,([1958] رووع2 'جالوتء للملآ ععادعاعصه ال 


57 


الاقتصادي السريع الذي حفزته الثورة الصناعية الرائدة. يضاف إلى ذلك 
أن النجاح البريطاني أثبت جدوى الوسائل التي استخدمتها هذه الثورة» 
وأصبحت ممكنة محاكاة الأساليب البريطانية» واستيراد المهارة ورأس المال 
البريطانيينٌ. وأقدمت صناعة النسيج السكسونية» التي عجزت عن 
ابتكارات خاصة بهاء على نسخ ما ابتكره البريطانيون» وأحياناً بإشراف 
ميكانيكيين إنجليز» كما أن بعض الإنجليز» من كانوا مولعين بالقارة 
الأوروبية» مثل عائلة كوكريل» أسسوا مواقع لهم في بلجيكا وعدة 
مناطق من ألمانيا. وبين العام 1789 والعام 1848 كانت الخخبرات 
والمحركات البخارية» ومعدات إنتاج القطن والاستثمارات البريطانية قد 
أغرقت أوروبا وأمريكا. 

أما بريطانيا نفسهاء فلم تستمتع بهذه الفوائد. إلا أنهاء من ناحية 
أخرى» كانت تمتلك اقتصادا ودولة نشطة هما من القوة بحيث استطاعا 
السيطرة على أسواق المنافسين. كما كان من نتائج الحروب التي نشبت 

بين العام 1793 والعام 1815» التي تمثل المرحلة الأخيرة من النزال 
الانجليزى ي - الفرنسي في ذلك القرن» القضاء ء على جميع المنافسين في 
العالم .غير الأوروين“باستثناء الولابات المتتخدة الغنية إلى حد ما.. وعلاوة 
على ذلك» كان لبريطانيا اقتصاد قادر بصورة تثير الإعجاب على شق 
طريق الريادة لثورة صناعية في ظروف رأسمالية» ووضع اقتصادي 
يمكنها من أمرين: السيطرة على صناعة القطن والتوسع الكولونيالي. 
11 

كانت صناعة القطن البريطانية» شأنها شأن صناعات القطن 
الأخرق» "قد نشات أمدلة باعغضارها منتجا جاتنا للتجارة في ما وراء 
البحارء التي أنتجت ما تحتاجه من المواد الخام (أو على الأقل واحدة من 
المواد الخام ؛ لأن المنتج الأصلي كان موقا من القطن والكتان)» ومن 
السلع القطنية الهندية التي اكتسحت السوق التي حاول المصنعون 
الا ورويية السيطرة عليها بتقليدهم للأساليب البريطانية. ول يحققوا أول 


58 


الأمر كل النجاح» على الرغم من أنهم استطاعواء بطريقة تنافسية» 
إعادة إنتاج البضائع الرخيصة الخشنة أكثر ما كانت الحال عليه بالنسبة 
للسلع المحسنة الدقيقة الصنع. إلا أن الصالم الذاتية القديمة الراسخة 
لتجارة الصوف استطاعت» لحسن الحظ» أن تضمن استمرار الحظر على 
السلع القطنية الهندية (التي سعت المصالح التجارية المحضة لشركة الهند 
الشرقية إل تصديرهاامن الهكد بأضكم كمية مكنة فمعفه الال 
فرصة أخرى لبدائل صناعة القطن المحلية). وضمنت صناعة القطن 
وخليط القطن» وهما أرخص من الصوف» لنفسها سوقاً متواضعة 
ولكنها مفيدة في البلاد. غير أن فرص التوسع السريع الرئيسية المتاحة 
للبريطانيين كانت تكمن في ما وراء البحار. 

إن التجارة الكولونيالية الاستعمارية هي التي ولدت صناعة القطن 
واستمرت في رعايتها. وقد نمت في القرن الثامن عشر في المناطق 
الذال ةي الؤانير الركيسية تل شل الكولويالة فى در سيضول 
وغلاسغوء وبصورة خاصة في ليفربول» وهي المركز الكبير للمتاجرة 
بالعبيد. كما شجعت عليها كل مرحلة من هذه التجارة اللاإنسانية 
المتسارعة النمو. والواقع أن تجاري القطن والرقيق كانتا تسيرآن جتباً إلى 
جنب خلال الفترة التي تخطيها هذه الدراسة ؛ ذلك أن العبيد الأفارقة 
كانواء جزئياً على الأقل» لبون مع السلع القطنية الهندية. ولكن عندما 
ار تزديد تلك البضانع بحري ار بحركات الندردافي لويد أ 
ما حولهاء كان بوسع لانكشير أن تدخل الحلبة. كانت مزارع الهند 
ا ل 0 ء الأكبر من القطن 
الخام للصناعة البريطانية» وكان المزارعون يشترود مذلا مفها امه 
مانشستر القطنية بكميات معتبرة. وقبيل "الإقلاع " بوقت قصيرء كانت 
لقي اماف الوائلة قو اتوت «اتقبد القطية قن ملكي إل 
الأسواق الأفريقية والأمريكية جتمعة 0 وقد سددت لانكشير فيما بعد 


(9) وس عمه1 هاه 176 بصسصدالا بوعمآ عل قتلسا لصة طامم و1125 .2 اعافد 


59 


/ 


ديونها للعبيد بالاحتفاظ بهم؛ ذلك أن مزارع العبيد في الولايات المتحدة 
الجنوبية في التسعينات من الا 0 اريف رايت 
بفعل متطلبات مصانع لانكشير المتعاظمة التي لا ت: تشبع» وهي التي 
كانت المزارع تزودها بكميات ضخمة من القطن الخام. 


هكذا أقلعت صناعة القطن كالطائرة الشراعية بفعل رياح التجارة 
الكولونيالية التي شَدَّت إليهاء وهي التجارة التي كانت تبشر بتوسع 
عظيم سريعء وفوق ذلك كله لا يمكن التكهن به وتشجع المبادرين 
0 ا ا الثورية 0 
البريطانية ا تياس ٠‏ وفي أوضاع كهذه. تبلغ مكافأة التاجر 
الذي يكون أول من دخل السوق بصفقات القطن الضخمة حدوداً 
فلكية تستحق المخاطرة ة والانخراط في مغامرة تقنية. فين أن أستواق ثمنا 
وراء البحار. ولا سيما المناطق الفقيرة : المتخلفة 'الاجنة بالنمو" لم 
تقتصر على التوسع المثير بين وقت وآخر فحسب» بل تجاوزته إل 
التوسع المستمر غير المحدود. ولا شك في أننا إذا ألعخنتا جانباً من هذه 
السوق بصورة مستقلة معزولة عما حولهاء فإنها ستبدو صغيرة بالمقاييس 
الصناعية» وقد زادت منافسة "الاقتصاديات المتقدمة" المختلفة لها من 
صغرها. غير أننا إذا افترضنا أن أحد الاقتصادات المتقدمة قد استطاع أن 
مدكر كل هذه السوق أى اسليا مق كافية من الزمن» فإن احتمالاات 
المستقيل تغدو, كما شهدناء غير محدودة؛ وذلك بالضبط هو ما نجحت 
صناعة القطن البريطانية في تحقيقه» بمساعدة نشطة من الحكومة 
البريطانية. وإذا ما استثنينا السنوات القليلة الأولى من ثمانينات القرن 
الثامن عشرء يمكننا أن نصف الثورة الصناعية من حيث حجم المبيعات 





- كعا5وعطاعمهلة )ه انويع ونون عطا أ0 كسمتتمعتاطيط ,1600-1780 ,ء«تطعمعممزر لمتساويورر[ 


ركوع]8 ا[الورء حلصلا «تعاوعطعمةل38 :لكتعاكعطعصة]8]) 11/ا .مم روعتع5 نم1115 عتستمصدمعظ 


11 عم أصمط© ,(1931 


90 


بأنها انتصار لسوق التصدير على السوق المحلية. ففي العام 1814» 
صدرت بريطانيا نحو أربع ياردات من الأنسجة القطنية مقابل كل ثلاث 
ياردات تستهلك محلياًء وفي العام 1850 ثلاث عشرة مقابل كل 
ثمان2". وفي أسواق التصدير المتسعة هذه كانت الأسواق الكولونيالية 
وشبه الكولونيالية التي كانت زمناً طويلاً منافذ الصادرات البريطانية إلى 
الخارجء تحقق بدورها النصر. وكان هذا الأمر طبيعياً خلال الحروب 
النابليونية» عندما انقطعت الصلة بالأسواق الأوروبية إلى حد كبير بفعل 
الحرب أو الحصار. لكن هذه الأسواق استمرت فى تأكيد نفسها حتى 
بعد انتهاء المخروب. وعام 10 اسغوردت" أزرونا .التي أمديسك 
أبواها الآن مفتوحة للصادرات البريطانية ‏ نحو 128 مليون ياردة من 
القطنيات البريطانية» وأمريكا خارج الولايات المتحدة» وأفريقيا وآسيا 
نحو 80 مليوناً. غير أن أوروبا استوردت بحلول العام 1840. نحو 200 
ملبوق بازفة: دبنا تلفت حفبة المناطق *التخلفة "529 مليونا من 
الياردات. 


ويعود ذلك إلى أن الصناعة البريطانية بنت احتكارها في هذه 
المناطق على أساس الحرب» وعلى كرراك الشحوب الأحزي وغل 
حكمها الإمبراطظطوري الاستعماري. ويجدر بنا في هذا السياق أن نلتفت 
إلى منطقتين بصورة خاصة. فقد اعتمدت أمريكا اللاتينية اعتماداً كلياً 
ته تقريباً على الواردات البريطانية خلال الحروب النابليونية. وبعد أن بدأت 
القطبعة إثر ذلك بينها وبين إسبانيا والبرتعال2"17+ تحصضعت للقبعية 
الاقتصادية البريطانية» وابتعدت في الوقت نفسه عن التدخل السياسي 
الذي يمارسه منافسو بريطانيا المحتملون في أوروبا. وبحلول العام 120 
كانت القارة الأمريكية اللاتينية الفقيرة تستورد ما يزيد على ربع ما 





(10) -1806 ,أماسعصاسمف كمماط عا أء علاوتتبه 1ط نمع ”ا ,أ26نا00) وتمجعصة11 


63 .7 ,(1958 رععصمر8 عل وعتتمالومع لتطنا وعووعوط :كتتو©) .207015 ,1813 


(11) انظر ص 222-220 و442-441 من هذا الكتاب. 


91 


تستورده أوروبا من الملابس القطنية البريطانية» ثم ارتفعت هذه النسبة 
إلى ما يعادل نصف الصادرات الأوروبية. وكانت جزر الهند الغربية» 
كما رأيناء هي المصدّر التقليدي للبضائع القطنية» تساعدها على ذلك 
شركة الهند الشرقية. غير أن غلبة مصالح الصناعيين البريطانيين الخناصة 
أرغمت المصالح التجارية للهند الشرقية (ناهيك عن المصالح الهندية» 

عل التراجع. وقد جردت الهند من التصنيع على نحو منهجي منظم 
حتى أصبحت بدورها سوقاً لصناعات لانكشير القطنية. وكان شبه 
القارة الهندية يستورد 11 مليون ياردة فقط عام 21820 وارتفع هذا 
الركى غلم 1540 إلى 145 مليون ياردة. . ولم يكن ذلك مجرد امتداد مريح 
لأسواق لانكشير. . فقد كان مغلماً رئيسياً من معالم التاريخ العالمي. ذلك 
أن أوروبا كانت منذ عهود سحيقة هي التي تستورد من الشرق أكثر مما 
تبيعه ؟ لأن الشرق لم يكن بحاجة إلى الكثير من الغرب لقاء ما يرسله 

من التوابل والحرير وخليط الكتان والقطن والجواهر وما إلى ذلك. إن 
قماش القمصان القطنية الذي أنتجته الثورة الصناعية قد قلب» رأساً 
على عقب» هذه العلاقة التي ظلت حتى ذلك الحين متوازنة بفعل مزيج 
سو سيانك الزميب التدرة وأعدالهاللصوضية. و الصييوة: الحافظر 5 
المكتفون ذاتيأ هم وحدهم الذين ظلوا يرفضون ابتياع ما يعرضه الغرب 
أو الاقتصادات التي يسيطر عليها الغرب. إلى أن اكتشف التجار 
الغربيون بين العام 1815 والعام 1842» بمساعدة سفن المدفعية الغربية» 
سلعة مثالية يمكن تصديرهاء بالجملة» من الهند إلى الشرق؛ ألا وهي 
الأفيون. 


وعلى هذا الأساسء» فتح القطن آفاقاً لا حدود لها لإغراء 
أصحاب المشروعات التجارية الخاصة بدخول غمار الثورة الصناعية» 
ومجالات كافية مفاجئة للتوسع. وقد هيأت لهم لحسن الحظء الظروف 
التي تمكنهم من تحقيق هذه الأغراض. فالاختراعات الجديدة التي 
أضفت طابعاً ثورياً على صناعة القطن. ومنها دولاب الغزل. وقفص 
الغزل المائي» وبعدها بقليل نول النسيج الذي يعمل بالطاقة» كانت 


92 


كلها بسيطة قليلة الكلفة» وسددت ثمنها بنفسها فوراً عن طريق رفع 
مستوى الإنتاجية. ويمكن عند الضرورة أن يركبهاء قطعة قطعة» رجال 
بسطاء بدأوا حياء م الحمية بقع يات ستدر :الك أن الوكال 
الذين هيمنوا على تراكم الثروة العظيم في القرن الثامن عشر لم يكونوا 
ميالين إلى استثمار مبالغ طائلة في الصناعة. فالتوسع الصناعي يمكن أن 
تموله الأرباح الجارية بسهولة ؛ لأن الجمع بين مكاسب الأسواق العريضة 
والتضخم المطرد للأسعار يولّد معدلات خيالية من الأرباح. وفي ذلك 
يقول سياسي إنجليزي» بحق. فيما بعد: "إن ثروات لانكشير لم تكن 
نتيجة لخمسة فى المئة أو عشرة فى المئة» بل لمئات في المئة والاف في 
إلمئة". إن مساعد تاجر ألبسة مثل روبرت أوين (0800 060:6) بدأ . 
عمله عام 1789 باقتراض مئة جنيه في مانشستر. رومالل العام 15017 
حتى كان قد اشترى حصص شركائه بمبلغ 84 ألف جنيه دفعها نقداء 
وكانت حكايته قصة نجاح تجاري متواضع. . ويجدر بنا أن نتذكر أن أقل 
من 15 في المئة من العائلات في بريطانيا كانت عام 1800 تحضّل دخلا 
يزيد على 50 جنيهاً في السنةء وأن ربع هؤلاء كانوا يحصلون على أكثر 
من 200 جنيه في السنة20). 


غير أن صناعة القطن كانت تنطوي على فوائد أخرى؛ لقد كانت 
جميع المواد الخام اللازمة لها تفد من الخارج» وكا :فكنا فزي إفداداعنا 
00 الإجراءات الحذرية المتاحة للرجل الأبيض في المستعمرات»ء مثل 
تشغيل الرقيق وفتح مناطق جديدة للفلاحة دثلا دخ الاعساء عن 
الأساليب البطيئة المستخدمة في الزراعة الأوروبية. ولم تكن المصالح 
الخاصة لأصحاب المزارع الأوووسن كرا يه 7 نيدة السسبفنات 


(12) طامعععصللة؟ براموظ عطا صذ بوترعممعط تنه وعطامعم1 طعدستالمظ '“ بمعتضصظ ”0 .14 .2 
.7 .م ,(1959 أكناعنتش) 511 .701 ركعامء5 200 ,عاطع!1 بورماعطلط عترم معط 116 “لامع 


(13) ظلت إمدادات ما وراء البحار من الصوفء على سبيل المثال» متدنية الأهمية 
خلال الفترة التي نعالجها كلهاء ولم تصبح عاملاً مهماً إلا في السبعينات من القرن الثامن 


593 


من القرن الثامن عشرء تحولت إمدادات القطن البريطانية إلى الولايات 
الجنوبية الجديدة من الولايات المتحدة الأمريكية. وظلت تستمد الثروة 
منها حتى الستينات من القرن الثامن عشر. ومرة أخرى» تعرضت 
عملية التصنيع» ولا سيما في مجال الغزل» لأزمة تمثلت في نقص 
الأيدي العاملة الكفؤة الرخيصة» فاضطرت عندها إلى التحول إلى 
المكننة» وتضررت في المدى البعيد صناعة مثل صناعة الكتان التي 
تمتنعت. أول الأمر » بحظ أفضل مما كان للقطن في التوسع الكولونيالي» 
جراء السهولة التي يمكن بها توسيع الإنتاج الرخيص غير الْمَكئن في 
مناطق الفلاحين الفقيرة ة التي ازدهرت فيهاء (خاصة في أوروياء 
وكذلك في إيرلندا). إن السبيل الواضح للتوسع الصناعي في سكسونيا 
ونورمائدي» وإنجلترا فى القرن الثامن عشر» » لم يكن في تشييد 
المصانع» دلقي لع و نا سي نظام "الانتشار" والتوزيع "المحلي' 
الذي أتاح للعمال الذين كانوا في الماضي حرفيين مستقلين أو فلاحين 
مستقلين أحياناء عندما يتوفر لهم الوقت الكافي في الموسم الميت» 
تصنيع المواد الخام في بيوتهم باستخدام الأدوات التي يمتلكونها أو 
يستأجرونهاء وهي المواد التي يسلمونها إلى التجار الذين كانوا 0 
سبيلهم إلى أن يتحولوا إلى أرباب عمل ومستخدمين”*". والواقع 

أكثر التوسع في الإنتاج في كل من بريطانيا ومناطق العام 0 
المتقدمة اقتصادياً كان من هذا النوع في المرحلة الأولى من التصنيع. 
وحتى في صناعة القطن» فإن عمليات النسج قد اتسعت بعد استقدام 
مجموعات من النساجين الذين يستتخدمون الأنوال اليدوية المحلية لتغذية 
نواة المغازل الممكننة» حيث إن النول اليدوي البدائي كان أداة أكثر كفاءة 


(14) يتخذ "النظام البيتي"» وهو المرحلة الأساسية الأولية في تحول عملية التصنيع 
وانتقالها من الإنتاج البيتي أو الحرفي إلى مرحلة الصناعة الحديثة؛ أشكالاً عديدة لا حصر 
لهاء يقترب بعضها من نظام المصانع. وعندما يتحدث كاتب في القرن الثامن عشر عن أرباب 
التصنيع في أي من البلدان الغربية» فذلك هو ما يعنيه بالتحديد. 


594 


من دولاب الغزل (وبالمناسبة» كان النساجون في كل مكان يموتون ميتة 
متباطئة غير كريمة» ويتمردون أحياناً على المصير البائس الذي انتهوا 
إليه» بعد أن قررت الصناعة الاستغناء عن خدماتهم). 


111 

تواحداة فإن المنظور التقليدي لدراسة تاريخ الثورة الصناعية» 
انطلاقاً من صناعة الفطلرن في للقام :الا ولي هو منظور صحيح؛ فقد كان 
القطن هو الصناعة الأول التي تَقَؤْرَنََء ومن الصعب أن ل قطاعاً 
آخر دفع حمهرة المبادرين بالمشروعات التجارية في القطاع المخاص إلى 
الثورة. كان القطن» حتى وقت متأخر هو الثلاثينات من القرن الثامن 
عشرء هو الصناعة البريطانية الوحيدة التي ساد فيها استخدام المصنع أو 
'المعمل" (وقد اشتق الاسم من المنشآت ما قبل الصناعية الواسعة 
الانتشار التي كانت تقوم بعملياتها عن طريق تشغيل الآلات الثقيلة 
بالطاقة)؛ وبدأ ذلك أول الأمر (1780 - 1815) أساساً في مجال الغزل 

والتمشيط وعدد قليل من عمليات المساندة» ثم أخذ بالتزايد المستمر فى 
مجال النسيج بعد العام 1815. وحتى الستينات من القرن الثامن 0 
كانت 'المعامل" التي شملها "قانون المصانع " الجديد تعتبر بصورة 
حصرية مصانع للنسيج»ء ومعامل للقطن» في أغلب الأحيان. وكان 
إنتاج المعامل في فروع النسيج يتميز بالبطء قبل أربعينات ذلك القرن» 
بل إنه لا يكاد يذكر في مراكز التصنيع الأخرى. فالمحرك البخاري الذي 
كان قد استخدم في صناعات عديدة أخرى بحلول عام 1815» لم 
يستعمل بصورة ملموسة إلا في المناجم التي كان لها دور الريادة في 
تشغيله. وعام 1830» كان مصطلحا "الصناعة" و"المصنع"» بالمعنى 
الحديث للكلمةء يستخدمان حصرا للدلالة على مناطق القطن فى 
الجلكة سيد ١‏ 


ولا يعني ذلك انتقاصاً من قدر القوى التي أسهمت في الابتكار 
الصناعي في مجالاات السلع الاستهلاكية» ولا سيما في صناعات النسيج 


595 


الخدرى "كل والأاغدية والخنووياته والنكار بزائك فيد والادراك التررية 
الأخرى. وقد ساعد الزحف الحضري المتسارع واتساع المدن على ذلك. 
إلا أن هذه المصانع كانت تستخدم أعداداً قليلة من العمال أول الأمر: 
ولم تبلغ أي من الصناعات مستوى العمالة المباشرة في صناعة القطن 
التي كانت عام 1833 تشمل مليوناً ونصف اللمليون من العاملين أو من 
يتععمدون غليي ”5 . من ناحية أخرى» كانت قدرة هذه المصانع 
والصناعات على ع لتيل متواضعة جداً؛ إن تخمير الجعة. الذي كان 
فى أعلي تواعية كينها ومكتا ذا من الربجية الفقتنة والسماة 

وحدثت فيه الثورة قبل القطن بوقت طويل» لم يترك غير أثر طفيف في 
البيئة الاقتصادية خوله. ويتجلى ذلك فى حالة حمر جعة غينيس الشهيرة 
في دبلق+ إذابقى الوضع الاقتصادي فى دبلق وإبر لندا (وليس الذوق 
المحلي) بعد إنشاء المصنع مثلما كان عليه قبل إنشائه””©. إن الطلب على 
الاحتياجات المتصلة بصناعة القطن ‏ مثل المزيد من البناء والنشاط فى 
ناطق المشاعية الجديدة والآلاهن والافاةة المعاعية والسدحن 
والكثير من الأنشطة الأخرى - كان كافيا: بحد ذائه» لتفسير جانب 
كبير من النمو الاقتصادي في بريطانيا حتى الثلاثينات من القرن الثامن 
عشر. ومن ناحية ثالثة» كان التوسع في صناعة القطن من الضخامة» 
ووزنه في تجارة بريطانيا الخارجية من الأهمية بحيث سيطرت هذه 
العجداعة عل وكات الأفتناة بأكثلة: 


(15) نلاحظ سيطرة صناعة النسيج في جميع البلدان التي نشطت فيها مراكز التصنيع 
لأغراض التصدير إلى السوق؛ إذ كانت في سيليسيا (1800) تمثل 4 في المئة من قيمة 
المنتتجات المصنعة كلهاء انظر  :‏ -73 .ج بيع «رمسمع]1 لعا"«تكبنوم] إه طاسدم) 1116 ممتصهم هلز 


(16) تضلهل87 امع اا سناع هإسلز «مناه©) عا إن تورم)عال] ,معصتد8 لعوسحلع 
عه!/ © عا [0 كخرع ا نم0 علا أله هآ هله ,امم ع[ من «ورمائل1 ترام كز م معتقاولة نه طلس 
بص ,([1835] بممماعهل .2 لصم معطفاط .1 تعطوز لط نمملموم.1) 


(17) 1700-1830 ,أمسداودظ ‏ ة ‏ «اهيه1[ عاناسة,8 176 ,مقتطتة]< عامط 
(1959 رووعءط والولء المل] :عع لتتطصيوك) 


596 


وارتفعت كمية القطن المستورد إلى بريطانيا من 11 مليون باوند 
[رطل] عام 1785 إلى 588 مليوناً عام 1850؛ وإنتاج القماش من 40 
مليون ياردة إلى 2.025 ياردة”*'". وشكل القطن المصنّع ما بين 40 و50 
في المئة من قيمة الصادزات الإجمالية السنوية المعلنة لبريطانيا بين العام 
6 والعام 1848. وكان ازدهار القطن يعني ازدهار الاقتصادء 
وركوده يمثل ركوداً اقتصادياًء كما كانت حركة أسعاره هى التى تحدد 
أوضاع الميزان التجاري للدولة. ولم يكن يضاهي القطن في قوته إلا 
الزراعة» مع أنباء هي الأخرى» كانت آخذة بالتراجع 


وعلى الرغم من أن التوسع في صناعة القطن وفي الاقتصاد 
الصناعي الذي كان القطن محوره الأساسي»ء كان أكثر مما يمكن أن 
يتصوره الخيال الرومنطيقي في جميع الأحوال””'". إلا أن تقدم هذه 
الصناعة لم يكن يتسم بالسلاسة؛ فقد تبدّت بين الثلاثينات وأوائل 
الأربعينات من القرن الثامن عشر مشكلات النمو الكبيرة» ناهيك عن 
حالة من التململ الثوري لا مثيل لها في أية فترة من التاريخ خ البريطان 
المتأخر. وقد تمثلت العثرة الأول التي اعترضت سبيل الاقتصاد الرأسمالي 
الصناعي في التباطؤ الواضح في النموء بل في التراجع الذي أصاب 
الدخل القومي اليريظان حاذل تلك القو 7 عي انهه لازم 
الها جه العامة" مكو وما هه ستمدووة ل د لاا يوجلا 


لقد تجلت أخطر تداعيات هذه الأزمة فى الجانب الاجتماعى؛ فقد 
أدى الانتقال إلى الاقتصاد الحديد إلى حالة من البؤس والسخطء وههما 


(18) عانده لا بجعلا بحاملطمآ) كنةاكقنماى زه ترمعدمقءة2 786 ,المطاسلة .© اأعمطءعتل3 

8 .م ,(1892 ,قطه5 لمة عع 1011160 .0 

(19) ه طناصد نم8 لمع 1 ءستاع هجهل[ برمغاه0) م[1 [0 ماعل ,وعمتوظ8 

.جح رعطما6 عا إن داعا نان ء[ة أأه تنا ننه رأكمط عطاهة نررماكة آل برأ سما كئ]ة زه ععقامل8 
(20) 786 *”رعصموعم! لمسمتندولظ طحاقظ عطا 01 دعامستاوط رعصوء»طا وتلانرطط 
.(1957 لتتصخ) لحه (1956 اأعمجط) سعزمعغ] موب0 171151 1601101110 


597 


عنصرا الثورة الاجتماعية. وقد اندلعت الثورة الاجتماعية بالفعل على 
هيئة انتفاضات تلقائية فى أوساط الفقراء فى المناطق الحضرية 
والصنداغية 6 زمهدات لتورات العام 1848 فين القارة الأوروبية» .وستركة 
'الميثاقيين " في بريطانيا. ولم يقتصر التذمر على الفقراء الكادحين» بل إن 
صغار رجال الأعمال» ومن م يستطيعوا التكيف مع الأوضاع الحديدة. 
وصغار البورجوازيين» وقطاعات خاصة في الاقتصادء كانوا من ضحايا 
الكورة الصتاعية ومضاعفاتها:-وكاة ره الفعل في أوساط السّذج من 
العمال على النظام الجديد الإقدام على تحطيم الآلات التي اعتبروا أنها 
المسؤولة عن متاعبهم. وما يدعو إلى الاستغراب أن قطاعاً كبيراً من 
رجال الأعمال والمزارعين أبدى تعاطفاً عميقاً مع أنشطة العمال 
"اللودية " هذه؛ لأن أبناء هذا القطاع اعتبروا أنفسهم أيضاً من ضحايا 
الأقلية الشيطانية من المبتكرين الأنانيين. إن استغلال العمل» الذي 
خفض دخل العمال إلى مستوى الكفاف» ومكن الأثرياء من تجميع 
الأرباح التي تمول التصنيع (وتزيد من رفاهية التجار وراحتهم) قد أثار 
عدا البرولتازيا كذلك' كما توله العا لد عوكار: العجان سيت 
جانب آخر من تحويل الدخل القومي من الفقراء إلى الأغنياء» ومن 
الاجتعياذة إل الامستتعار. بزرييا كان كيان المرلين + وهم الماع 
الضيقة من قابضي الأرصدة المحلية والأجنبية» مكروهين بين صغار 
رجال الأعمال والمزارعين وغيرهم أكثر مما كانوا مكروهين في أوساط 
العمال. لقد كان هؤلاء يتقاضون ما كان يدفعه الجميع من الضرائب؛ 
أئ ما يعادل 8 فى الثة من الدخل القومن بأكملة” :وكاتوا يعرفوق 
عن الأموال والاعتمادات: ما يكفي لإثارة حفيظتهم الشخصية إزاء ما 
لحق بهم من ضرر. لقد كانت الأمور على ما يرام بالنسبة للأثرياء الذين 
كان بوسعهم أن يحصلوا على ما يريدون من الاعتمادات المالية» 


(21) انظر الفصل الخاص ب "الحرب"» الفصل الرابع من هذا الكتاب» انظر أيضاً: 


.ص **,لاتتطوعن) طلأمععأاعستاط براعمظ عطا ص بوأوعمهط لحنه قعسمسمعصآ لمكت 8“ بمع 08 


58 


ويفرضوا سياسة التقليص والانكماش النقدي الصارم على الاقتصاد في 
أعقاب الحروب النابليونية. أما الإنسان العادي البسيط فهو الذي كان 
عليه أن يتحمل» ويطالب» في جميع البلدان والحالات خلال القرن 
الناشع عشيء بالاعتدادات: البسيرة«والسياشات اماليةخين تدده 
وكان العمال والبورجوانيوث الضغار التدمروة غثل :قينا السقوط فى 
جرف المعوزين الذين لا يمتلكون شيئاًء فشاركواء من ثم» في حالة 
التململ» فوحّد هؤلاء بدورهم بينهم وأدخلوهم في حركة الاحتجاج 
الجماعية 'الراديكالية" و"الديمقراطية" والجمهورية التي كان 
“الراقكائيون" فى ريط انناء'ر"اللمهوريون؟ الشرصبيرة 
و“اجاضيرييون" الأمريكيوة أكثر وتعابقها فوذا بين 'الخاء: 1815 :العام 
8 . 


غير أن هذه المشكللات» من وجهة نظر الرأسمالية» لم تكن ذات 
أهمية لتقدم الاقتصاد إلا إذا استطاعت» بفعل حادث رهيب» أن تطيح 
النظام الاجتماعي. ومن ناحية أخرى» كانت العملية الاقتصادية» على 
ما يبدوء تعاني من عدد من مواطن الضعف الداخلية التي تهدد الحافز 
الأساسي اللنظامة آلا وهو الربج. فإذا اتحقضن معدل الريخ بالنسبة 
لرأس المال إلى الصفرهء فإن على الاقتصاد الذي يعمل فيه العمال 
المنتتجون لتحقيق الربح أن يتباطأ قليلاً ليستقر في "وضع ساكن' كان 
الاقتصادبوة يتوقعونه وعموي. كانت مواظن الضعف الغلاثة 


(22) يمكن التعرف إلى جميع القائمين بحركات الاحتجاج بمن فيهم المزارعون وصغار 
المستثمرين» من النزعة الراديكالية في بريطانيا في مرحلة ما بعد نابليون حتى النزعة الشعبوية 
في الولايات المتحدة الأمريكية» من خلال مطالبتهم بالسياسات المالية اللينة؛ لقد كانوا جميعاً 
من 'المهووسين بالعملة". 

(23) متهكا 4عائتل8 ,كاكتراعمل عتتممسمعظ زه مر7م 2751 ,أعاعمسسطءك5 وأمل4ق طاجرعومل 
رووع 21 لإأأواء كتمنآ 0100 عانده لا بجع[ط) عاءم تسستطعك رلممظ طاأءطدجنتاظ لاط أمتءستتمدكع1 
8001 ,نج7مسمعظ أمء :الوط كزه كعام عط راتتلا تمتك صطه3 ممه ,570-571 .مم ,(1954 

:17 عام قط ,1317 - 


09 


الواضحة تتمثل في دائرة التجارة بين الازدهار والركود. وميل معدلاات 
الربح إلى الهبوط» ثم قلة الفرص المتاحة للاستثمارات المربحة (التي 
تعلئ الأمل نفسة): ولم تكن النقطة الأولى ذات خطرء إلا في نظر نقاد 
الرأسمالية الذين كانوا أول من قام بتقصي الأمر واعتباره جزءاً لا يتجزأ 
من العملية الاقتصادية الرأسمالية ودليلاً على ما فيها من تناقضات 


كات 020 


كان الجميع على علم بالأزمات الاقتصادية الدورية التي كانت 
تفضي إلى البطالة» وإلى انخفاض الإنتاج» وحالات الإفلاس وغيرها. 
وكانت مثل هذه الظواهر في القرن الثامن عشر تشير إلى كوارث زراعية 
على العموم (مثل فشل الحصاد وما إلى ذلك)» وظل تعثر الزراعة 2 
القارة الأوروبية يعتبر السبب الأول للكساد الواسع الانتشار حتى نباية 
الفترة التي نتناولها. كما شاعت الأزمات الدورية في قطاعات الاقتصاد 
التصنيعية والمالية الصغيرة» على الأقل في بريطانيا منذ العام 3 . وفي 


أعقاب الحروب النابليونية» كانت حالات الازدهار والاميار المثيرة في 
الفترات 218261825 1837-1836. 1846-1842. و1848-1846. تتحكم 


بصورة واضحة في الحياة الاقتصادية في بلد في حالة سلم. وفي 


"عندما تمتلك دولة ما إنتاجاً ضخماً ودخلاً صافياً كبيراً تستطيع أن تذّخر منه 
وعندما تتوافر» بناء على ذلك» الوسائل الكفيلة لتحقيق إضافة سنوية إلى رأس المال» لمدة 
طويلة» فإن من الخصائص التي ستتميز بها تلك الدولة أن معدل الربح يكونء إذا جاز 
التعبير» ا ا لي 
الثابتة .. . وإذا لم تبرز ظروف تعارض آثار الزيادة السنوية الراهنة في رأس المالء فإن مجرد 
مستا نجنا الزوادة سكن :كاقا. ,ناث قليلة لحف غر مطل الربي الطنافزة إن 11د 
الأدنى)". إلا أن القوى المناوئة ‏ المتمثلة فى الموجة التنموية التى ولدتها السكة الحديدية ‏ 
كانت قد تجلت للعيان. 1 ١‏ 

(24) كان السويسري سيموند دو سيسموندي (للهمصونة عل علدمصستى)» 
ومالتوس (قناط]221)» المحافظ المهتم بشؤون بلاده» أول من طرحوا حجتهم من هذا 
المنطلق» ٠‏ حتى قبل العام 1825 . أما الاشتراكيون الجددء فقد جعلوا نظرية - الأزمة التي 
تقدموا بها واحداً من مرتكزات نقدهم للرأسمالية. 


100 


أواخر الثلاثينات من القرن الثامن عشر (أي في العقد العظيم الأهمية 
من الفترة قيد البحث) جرى الإقرار على نحو غامض بأن هذه الأزمات 

تمثل ظواهر دورية منتظمةء وفي عام التجارة والمال على الأقل0©. غير 

أن رجال الأعمال كانوا في العادة يعتبرونما نتيجة لخطأ ماء» مثل 0 

في المضارية على الأسهم الأمريكية» أو للتدخل الخارجيٍ في عمليات 

الاقتصاد الرأسمالي السلسة. بااعوي تي ارا تعفر ولبلا عل 

صعوبات جوهرية في النظام نفسه 


وار يليعدا مسرل كلك ماما لزه اد لف 
بشكل جلي في صناعة القطن. لقد أفادت هذه الصناعة أول الأمر من 
منافع عظيمة جمة؛ فالمكننة عززت مستوى الإنتاجية (أي خفضت كلفة 
الوحدة المنتجة) من جانب الأيدي العاملة التي كانت متدنية الأجور إلى 
درجة بغيضة» حيث إن واعلها عدي حم والأطفال “7. وبي 
مانشستر» ع او سن اا 


(25) ععصو1 اعسصمك بععددمات ودزعاره/7[ هه عالانلطة ع[ كه نماك ,ع0هثالا صطول 
07 باءلب[صضوط د «عصباوط برعاكره181 .3 ."از زه أمئيصءط ع عرط معاكعجهلاى كترم ةاءء 1/1 ,0ا0آ 
8 تومعلممآ) أعلاطل «رعصملة عآا هه ودع عطا إ0 كععتعاتلء كد00 فاته كعكنتمت 1/16 
مضه تدم ,ننه ست 0 كام مااع رصهكاة/1ا دعصول لصة ,(1837 بممكلمقطاعك1]8 
.([1840 بطم .حا تممقصطمط]) وصمطة ومن معطا ما عاطه«علع؟1 ركه ناعم ته 11 
"كما تجلت أيضاً فى فرنسا فى أعمال آ. بلانكى (01ا81200 .4) (شقيق الثوري الشهير) 
عام 7 وم. بريون (0«لاهة:8 .1) عام 1840 وكذلك؛ بدون شكء في أعمال 
آخرين 
(26) في العام 5+ قذر إ. بينز (وعصتة8 .8) معدل الأجور لدى العاملين في مجالي 
النسيج والغزل بعشرة شلنات في الأسبوع » مع احتساب عطلة غير مدفوعة الأجر لدة 
أسبوعين فى السنة» بينما كان متوسط الأجر لنساجي النول اليدوي سبعة شلنات في 
الأسبوع. 1 ١ ١‏ 


101 


ذلك إلا"فى والحد وعشين 00 كما كان بناء المصانع رخيصاً 
سيا ففي العام 6.» كان ممكناً بناء مصنع يضم 0 آلات» بما في 
ذلك كلفة الأرض والمنشآت» بكلفة تعادل 11.000 باوند/ و28 
والأهم من ذلك كله أن الكلفة الرئيسية (أي كلفة المادة الخام) كانت قد 
انخفضت انخفاضاً حاداً بفضل التوسع السريع في زراعة القطن في 
جنوب الولايات المتحدة الأمريكية» بعد أن اخترع إيلي ويتني محلج 
القطن عام 3 . وإذا أضفنا إلى ذلك أن التجار المبادرين كانوا يتمتعون 
بفائلة إضافية ناجمة عن تضخم الأرباح (أي من ميل الأسعار على 
العموم إلى الارتفاع عندما كانوا يبيعون منتجاتهم أكثر من الفائدة التي 
يحصلون عليها عند صنعها). دا مسحي د غعمرت فئات 
المتتجين بالسعادة. 


بعد عام 21815 أخذت هذه الفوائد بالتناقص المطرد جراء تقلص 
هامش الربح؛ ففي بادئ الأمرء تضافرت الثورة الصناعية والمنافسة 
لإحداث تراجع مثير دائم في ايعان المنتجات الجاهزة. لا في التكاليف 
العديدة الأخرى للإنتاج”. من ناحية ثانية» كانت أجواء التسعير بعد 
العام 1815 تتسم بالانكماش لا بالتضخم؛ أي أن الأرباح» أخذت 
بالتراجع إلى درجة بسيطة» دون أن تبرز عوامل أخرى تساعد على 


227 4 طلاطد تسصتهال8 لم0 از ماع ةعلط «منام0 عا إه «مماعطاط ,وعمتمع 
4ك .م بءمم01 1 0 ككعام0) عا لله ها فته ,أممقا 6[ جر برمماعفلط «رأممط عازه معتاولز 
انع 07 0 هتعاط 071غا00) 116 ,05م تساك صما «عاءط لصح ع2ننآ وععرلمةخ اسه 
11 390 .مم ,(1861 ميصطفظ .0 .1] تمملقهمنآ) .كاه" 2 ,لمعنه عتعبطل] صه العتموتتععجا مم81 


(28) ع1 دو هه لعلمعام[ ب#اناطهء !11 ١ه‏ عكتلمء 17 أمعتاعه»2 له رعختطالكا عع1دمم 0 
وما موده مه خصدومآ معزو لمة لصمك] زط دمععباعة) تتمة]؟ ,م1 عاموم8 
.م ,(1846 بسعحتلة .1 :ومع 125 0) 


(229) 00 عتتطمقعصم[ عط صذ لملتممك 6ه بوالعتاعنلمعط عط" بعنتماظ .34 
3 .آم رطلاء انال 1151077[ عتستمدمعظ 1116 *“الاتلطدع طتمععاعصك؟ عط عممسل تمأكسكم1 
(1961 اتتمم) 


102 


نا لعاف 4و كانت كلفة المواد الأولية اللازمة لها شلنين (أي 0 
قدره 8 شلنات و11 بنساً)؛ وكان امسر ١1‏ شلناً وربع الييين 6 و 
المادة شلناً واحداً و6 بئنسات (والهامش شلئاً واحداً). وعام 2 00 
كر م 1 دلا وريع ابسن ولا رو اللا 
فقط”” وبالطبع يكن هذا الوضع الحو راف 556 
الدول المتقدمة» مأساوياً بالنسبة للصناعة. وقد كتب أحد أساطين القطن 
ومؤرخيه في عبارة لا تظهر إلا جانباً من الحقيقة عام 1835: "إن 
المنتجين"77©. ومع تعاظم إجمالي المبيعات» تصاعد إجمالي الأرباح حتى 
فى الأوقات التى تضاءلت فيها معدلات الربح. وكل ما كانت الحاجة 
كان ضروريا كبح التقلص في هوامش الربح أو إبطاؤه على الاقل» وم 
يكن ذلك ممكناً إلا بخفض التكاليف. ومن بين جميع التكاليف» فإن 
الأجورء التي قدّر ماكولوك أنها تعادل ثلاثة أضعاف كلفة المواد الخام 
فى السنة» كانت هى المرشحة للتخفيض. 


كان ممكناً ضغط الأجور بالاقتطاع المباشر منهاء وباستبدال العمال 
المهرة الْكُلِفِين بملاحظي الآلات الأرخصء وبالمنافسة بينهم وبين 
الآلات؛ وقد أدى هذا الأخير إلى تقليص متوسط الأجر الذي يتقاضاه 
نسَاج النول اليدوي في بولتون من 33 شلناً سنة 1795» و14 شلئاً سنة 


(30) برمماسلط ه عالناعس]1 نصنهاة8 نوع تزه عمه17 م00 776 بممكتلاظ ممتصمط1 
متم مووا "ورمع[ور8 م001 أممموعططاط عطا زه همه أععملة «ماام00 أممجعمطظط 116 0ه 
61 .م ,(1886 ,نه5لا/اا .18 :طهلمم.آ) 


(31) هك طنتصر بسنه 8:11 أمء 07 ا ء امهل[ 00116 ©[1 إن :8715107 ,كعصتحظ 
اج بعطه[) عنطا زه منعا“يهة0) عطا أله جا تنه ,اعم معطا ها بر«ماسالط «رابدط كاة إن ععقنمل8 


103 


5 إلى 5 شلنات وستة بنسات (وبعبارة أدق» إلى ربح صاف مقداره 
أربعة شلنات وبنس ونصف البنس) بين العام 1829 والعام 0004م 
وقد انخفضت الأجور المالية بالفعل بصورة مطردة خلال المرحلة ما بعد 
النابليونية. غير أن هذه الاقتطاعات كانت تواجه حدوداً فيزيولوجية» إلا 
إذا آرت لوزلا اعمال أن متصورواجرعاء ماقت شال عل 
بالنسبة لنحو نصف مليون من النساجين على النول اليدوي. ولم يكن 
فك حفض الأجون إل مااذون هذا الخد إل إذا انتففك كلفة العفة. 
وقد تبنى منتجو القطن الرأي القائل إن ما رفع كلفة المعيشة بطريقة 
اصطناعية كان الاحتكار الذي مارسه مُلاك الأراضي لخدمة مصالحهم 
كما تفاقم الوضع بفعل تعرفة الحماية الباهظة التي فرضها برمان الملاك 
وطوقوا بها الزراعة البريطانية في ما بعد فترة الحروب» وهي قوانين 
الذرة. ومن عناصر الضرر الأخرى التى انطوت عليها تلك الإجراءات 
اا كانم ذه القن لاعن للعاكر اكه لوطا بار اذا هيت اق 
أخرى من العالم غير المصنع بعد من بيع منتجاتها الزراعية» فكيف 
سيتسنى لها أن تسدد ثمن البضائع المصنعة التي تستطيع بريطانيا وحدها 
تزويدها؟ من هناء أصبحت أنشطة مانشستر الاقتصادية مركزاً للمقاومة 
العنيفة المستميتة ضد مصالح ملاك الأراضي عموماًء وقوانين الذرة 
بصورة خاصة. وغدت تمثل العمود الفقري ل, 'رابطة مناهضة قوانين 
الذرة" التي نشطت بين العام 1838 والعام 1846. غير أن قوانين الذرة 
م تلْعْ إلا عام 1846ء كما أن إلغاءها لم يد إلى خفض كلفة المعيشة 
بصورة فورية. وليس ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد بأن استيراد المواد الغذائية 
من دون قيود كان سيؤدي إلى مثل هذا التخفيض قبل البدء بتشغيل 
السكة الحديدية والمحركات البخارية. 


فى ظل هذه الظروف» كاشة الصناعة تتعرض لضغوط هائلة 
تدفعها إلى المكننة (أي إلى خفض الكلفة عن طريق الاقتصاد فى 


(32) انظر: المصدر نفسهء» ص 489. 


104 


استخدام الأيدي العاملة)» وإلى ترشيد الإنتاج والمبيعات وتوسيعهاء بما 
يعوض عن تقلص الهوامش من خلال تجميع الفوائد الصغيرة ة المتأتية من 
كل وحدة إنتاجية. وتباينت درجات النجاح في هذا المضمارء فقد 
شهدت مستويات الإنتاج والتصدير ارتفاعاً هائلاء وتصاعد كذلك» 
بعد العام 21815 مستوى المكننة في المهن التي كانت حتى ذلك الحين 
يدوية أو شبه ممكننة» ولا سيما في مجال النسيج. واتخذ ذلك. بصورة 
أساسية» شكل التركيز على استخدام الآلات الموجودة أو المحسنة» لا 
تلك التى شملتها الثورة التقنية. وتعاظمت الضغوط بصورة ملموسة 
لتبني الابتكارات الفنية؛ فبين العام 1800 والعام 1820 سجلت تسع 
وثلاثون براءة اختراع جديدة في مجال غزل القطن وما يتصل به من 
أنشطة. وإحدى وحمسون براءة في عشرينات القرن الثامن عشرء وست 
وثمانون فى الثلاثينات» ومئة وست وحخمسون فى الأربعينات ا 
غيل آنمداغة القطى التزيطانية كانت بتعلول القلؤنينات قه لهت 
مرحلة الاستقرار التقاني. من جهة أخرى» وعلى الرغم من أن إنتاجية 
العامل الواحد قد ازدادت في الفترة ما بعد النابليونية» فإنها لم تبلغ 
حدوداً ثورية. أما التسارع الجدي للعمليات» فلم يحدث إلا في النصف 
الثاني من ذلك القرن. 

كان ثمة ضغط ممائل على معدل الفائدة على رأس المال» وهو ما 
درجت النظريات المعاصرة على دمجه مع الأرباح. غير أن النظر في هذه 
المسألة سيفضى بنا إلى المرحلة القادمة من التنمية الصناعية - وهي بناء 
صناعة البضائع ‏ الرأسمالية الأساسية. ْ 


17 
من الواضح أن أي اقتصاد صناعي لا يمكن أن ينمو بعد بلوغه 





(33) ه81 نمه ره 11/6176 أل 776 ,05مصتحسزك لصة ع1ل1آ 


+15 317 .مم ,1 .701 بعلم اكبرل[1 جه عامج كنول 


105 


نقطة محددة إلا إذا توفرت له قدرة رأس المال السلعي المناسبة. ولهذا 
السدي: فإن المؤشر المفرد الأكثر وثوقاً لقياس الإمكانيات الصناعية لبلد 
ماء حتى في أيامنا هذهء يتمثل في كمية إنتاجه من الحديد والصلب. 
لكن من الواضح أيضاً أن تحمل كلفة الاستثمار الرأسمالي الباهظة 
ال ا 0 ل وماك او 
الخاصة؛ لن يكون ممكناً للأسباب نفسها التي أدت إلى تصنيع القطن أو 
أية سلعة استهلاكية أخرى. 0 
السلع ؛ ؛ فحتى الناس البدائيون يرتدون القمصان أو يستعملون الآدوات 
المنزلية أو المواد الغذائية. وتنحصر المشكلة هنا في وضع سوق واسعة 
بما فيه الكفاية في متناول رجال الأعمال بالسرعة الكافية. إلا أنه ليست 
هناك سوقء على سبيل المثال» للمعدات الحديدية الثقيلة مثل الدعامات 
المعدنية. . ولا تظهر هذه السوق إلا في سياق ثورة صناعية (لا عند 
بدثها). أما من يصبون أموالهم في استثمارات ضخمة يطلبها حتى 
مصنع متواضع للحديد (مقارنة بمعمل كبير للقطن) قبل ظهوره للعيان؛ 
فهم أقرب إلى المضاربين» والمغامرين والحالمين من رجال الأعمال 
المتبصرين. والواة ار الك ل 
فرنساء وهم السان سيمو 5 ٠‏ عكفت عن الترويج والدعوة إلى 
هذا النوع من القع ارد 0 حلت استثمارات ضخمة طويلة الأمد. 


وتتجلى مواطن القصور هذه بصورة خاصة في مجال التعدين» ولا 
سيما صناعة الحديد. نادت قدرة هذا ين 
عشر» د غير أذ الطلب غير المسكري عليها ل متواضماً سي أما 
لوو ا 1 والعام 00 د السنان اي 





(34) انظر ص 333-332 و446-445 من هذا الكتاب. 


106 


إلا بعد معركة واترلو. إلا أنها لم تكن بالتأكيد من الضخامة بحيث تجعل 
من بريطانيا منتجاً بارزا عظيم الأهمية للحديد. وقد تفوقت عام 1790 
على فرنسا بنسبة أربعين في المئة أو نحو ذلك فقط. م1910 لم يكن 
إنتاجها يعادل نصف إجمالي الونتاج في القارة الأوروبية بأسرهاء فبلغ » 
بمقاييس الفترات اللاحقة» رقماً متدنياً يقرب من ربع مليون طن من 
الحديد. وبدأت حصة بريطانيا من الإنتاج العالمي للحديد تتناقص في 
العقود التالية. 


ويصدق ذلك» إلى حد بسيط لحسن الحظ. على المناجم التي 
تشمل مناجم الفحم في المقام الأول. ولم تقتصر مميزات الفحم على كونه 
المصدر الرئيسي للطاقة في مجال الصناعة» بل إنه كان الوسيلة الأساسعة 
ا المنزلي» 00 ادم النسبي للجابات في بريطاتا 3 أدى نمو 
ار 0 ام وه » كان 
ال سر ل 
من هناء فإن مناجم الفحم لم تكن تتطلب أو تتعرض لثورة تقانية كبيرة 
تفاؤل الفكرة التي يكتازلها هذا الكنات. وكانك الأبتكارات أقرزت إن 
الو ا منها إلى لخر ا تت عاد وه 
0 قرابة عشرة ملايين طن من الفحمء أو نحو 90 في المئة من 
الإنتاج العالمى» بينما أنتجت منافستها الأقرب» فرنساء أقل من مليون 
طن. 


هذه الصناعة الجبارة» على الرغم من أنها لم تكن تتوسع بالسرعة 
سك يد باللقاييس ١‏ اا كانت ضخمة إلى حد 





107 


صناعات السلع الرأسمالية؛ أي السكة الحديدية. فالمناجم لم تكن تقتصر 
على طلب كميات ضخمة من المحركات البخارية ذات القوة العالية» بل 
استلزمت وجود وسائل كفؤة لنقل الكميات الهائلة من الفحم من قاع 
المنجم إلى فوهته» ثم» بشكل خاصء من رأس المنجم إلى نقطة 
الشحن. وقدم "مسار القاطرة" أو ' السكة الحديدية" الحل المنشود؛ لقد 
كان جرّ تلك الشاحنات بوساطة المحركات أمراً مغرياء ولم يكن قَطرُها 
بالمحركات الثابتة فكرة غير عملية. كما تبين آخر الأمر أن كلفة نقل 
البضائع بالجملة بِرَاّ ستكون باهظة إلى حد أدرك معه بُلاكُ المناجم في 
الحقول الداخلية أن استخدام وسائل المواصلات هذه على المدى القصير 
يمكن أن يُعمم ويوسع للنقل عبر مسافات أطول. وكان الخط الممتد من 
حقول المناجم الداخلية في درام إلى الساحل (ستوكتون - دارلينغتون 
5 هو أول خطوط السكة الحديدية الحديثة. ومن الوجهة التقنية 
تعتبر السكة الحديدية وليدةً المنجمء ولا سيما منجم الفحم في شمال 
إنجلترا. وقد بدأ جورج ستيفنسون (0502عطم5]6 ععرمع) حياته 
ملاحظ محرك بخاري في تاينسايد» وظل أكثر سائقي القاطرات البخارية 
يُستخدمون من حقل المناجم في موطنه الأصلٍ 505 عديدة. 


كن في الثورة الصناعية ابتكارٌ ألهب الخيال مثل السكة 
الحديدية. ويتجلى ذلك في أنه المنتج الوحيد في القرن التاسع عشر الذي 
تم استيعابه في صور الشعر الشعبي والقصائد الأدبية على حد سواء. 
وما إن ثبتت صلاحيتها الفنية وجدواها الربحية في إنجلترا (بين العام 
5 والعام 1830 تقريباً) حتى كانت الخطط قد وضعت لبنائها في أكثر 
أرجاء العالم الغربي. مع أن تنفيذها تأخر بصورة عامة. فقد مرت 
خطوط السكة الحديدية الأول في الولايات المتحدة (1827)» ثم فرنسا 
(1828 و1835)» وألمانيا وبلجيكا (1835)» وحتى فى روسيا (1837). 
ولا شك في أن السبب في ذلك هو أن أياً من المخترعات الأخرى لم 
يكشف للإنسان العادي سرعة العصر الجديد وقوته بهذا القدر من 
الإثارة؛ وزادت من وقع هذا الكشف درجة النضج الفنية المشهورة التي 


108 


تهلت حتى في الأنواع المبكرة للسكة الحديد؛ فالبوعة البالغة مقن نيل 
فى الساعة» على سبيل المثال» كانت كافية وعملية تماما فى الثلاثينات 
من القرة الناسم عشر وم تزد كثيراً على ذلك في القاطرات التي بدأ 
تشغيلها فى وقت لاحق. لقد كانت القاطرة رمزا مدهشا لانتصار 
الإنسان عبر التقانة؛ إذ كانت بألسنة الدخان الأفعوانية الضخمة المنبعثة 
منهاء تشق طريقها بسرعة الريح عبر البلدان والقارات» وتمتد وتنتشر 
تحتها وعلى جانبيها الأرصفة والمنصات والمعابر والجسور والمحطات التي 
تشكل بمجموعها سلسلة من الباني العامة التي تتضاءل أمام امتدادها 
الأهرامات» وقنوات المياه الرومانية» وحتى سور الصين العظيم. 


والواقع أن الكلفة الباهظة للسكة الحديد كانت» من الوجهة 
الاقتصادية» ميزتها الرئيسية. ولا شك فى أن قدرتها على اختراق أقطار 
معوؤلة ين أنيواق العا ابذاك جراء ارتفاع كلفة النقل» والزيادة الكبيرة 
في السرعة والحجم لنقل الناس والبضائع يأ قانف مشكسيه أعية 
بالغة فى المدى البعيد. غير أنهاء من الناحية الاقتصادية» كانت أقل 
أهمية عام 1848: خارج بريطانيا لقلة خطوط السكة الحديدية» وفي 
بريطانيا لأن مشكلات النقل كانت» لأسباب جغرافية»؛ عسيرة الحل في 
البلدان اليل كن لوا مانن مدريةا" جاوما لحمة الدارس لتم 
الاقتصاديةء فإن شهية السكة الحديدية الشديدة للحديد والفولاذ» 
وللفحمء وللمعدات الثقيلة» وللأيدي الغاملة» وك يمان الرأسمانه 
كانت كلها في تلك المرحلة أكثر أهمية. فقد وفرت الطلب الضخم 
اللازم لإحداث تحول عميق في صناعات السلع الرأسمالية يماثل ما 
حدث في صناعة القطن. وخلال العقدين الأولين من عمر السكة 
الحديدية (1830-1850)» ارتفع إنتاج بريطانيا من الحديد من 680 ألف 





و63 لذ نحن أن تنظ عن البجرافئ بريطاننا اكش من 70 ميلا وكانت جميع المناطق 
الصناعية الرئيسية في القرن التاسع عشر» باستثناء واحدة» إما على ساحل البحر أو على 


مقربة منه. 


109 


طن إلى مليونين ومئتين وحمسين ألف طن؛ أي أنه تزايد ثلاثة أضعاف. 
كما تضاعف ثلاث مرات إنتاج الفحم من 15 مليون طن إلى 49 مليوتاً. 
ويعود هذا الارتفاع المثير إلى خطوط السكة الحديدية بالدرجة الأول. 
حيث كان كل ميل واحد من السكة يتطلب 300 طن من الحديد لمد 
القضبان فقط©3. وتلت ذلك في العقود اللاحقة بالطبع أشواط من 
التقدم الصناعي الذي جعل إنتاج الحديد بالجملة أمراً ممكناً. 


تكمن أسباب هذا التوسع المفاجئ» الضخمء الجوهريء. على ما 
يبدو في فورة الحماس غير العقلاني الذي أصاب رجال الأعمال 
والمتمرين ودقعهم إن إقامة لز بد امن الخطوط. ففي العام 21830 لم 
تكن ثمة إلا عشرات من الأميال من خطوط السكة الحديدية في العالم 
بأسره وقد امتد أكثرها على الطريق بين ليفربول ومانشستر. وارتفع هذا 
الرقم إلى 4.500 ميل عام 1840» وإلى 23,500 ميل بحلول العام 1850. 
وعرض أكثر هذه الخطوط في السوق في عدة فورات من المضاربة 
المحمومة عرفت باسم "لوثة السكة الحديدية ' بين العام 1835 والعام 
7 وبصورة خاصة بين العام 4 والعام 1847. وأقيم أكثر هذه 
الخطوط برأسمال بريطاني» وحديد بريطاني» ومعدات وخبرات 
بريطاية" بو كافك نوواكة الاسكنان هذه بي لأن عدداً 
قليلا مع خطوط السنكة الحديدية كان في الواقع أكثر ربحاً بالنسبة 
للمستثمرين من مشروعات تجارية أخرى. وقد جلب أكثرها أرباحاً 





(36) .كاه" 3 مستماف8 سوو وكا [0 ز#ماسطلط علام ممعم ا ,ممقطصدك لامعمكا سمل 

0 :12101101107 77 ,القطاان ١81‏ :8 427 .درم ,(1926-38 ,11855 لإألقتع اتملآ عط" تعمل صطاصون) 
00 جمآ) مول ««مساتمعر ع1 ,ممنتططمجآ اعمطع ناد لصة ,132 ممه 121 .م عنام وى 
30-3 .مم ,([1962] ,أسدط لمة عملعلانوبج] 

(37) في العام 1848. كان ثلث رأس المال المستشمر في خطوط السكة الحديدية 
الفرنسية بريطانيًا. انظر : 707116معل ذا قانه معسه«1 بممعع ص اأعصتصرت] وقوه 
هط 07 حلع 5 غانه معمعط 0 كاوعانن 001 +914 [-1500 عمط ره 1ع توماعموجر 
.2 ,(196 ,ووععط لالع نمل مماعع 1 :.ل .11 بممأععصلوط) 


110 


متواضعة » إواافتق عيه كبرمنها أيه اب ع لاا اليا 
الحديدية البريطائية جرد 3.7 بالمئة. رف أن الروسن رالسايونة 
اكات ريل ا 0 سي 
0 جنيه/ اوه م العام 0 ونحو 240 فليؤاناً عام 0آظ1 


ولماذا؟ إن الحقيقة الأساسية الماثلة عن بريطانيا خلال الجيلين 
الأولين من الثورة الصناعية هي أن الطبقات الثرية الميسورة كدست 
بسرعة بالغة أرصدة عالية من الدخل تفوق جميع الاحتمالات المتاحة 
للانفاق والاستثمار (كان الفائض القابل للاستثمار يقرب من 60 مليون 
جنيه/ باوند في أربعينات القرن التاسع عشر)'”. ولا شك في أنه كان 
بوسع المجتمعات الإقطاعية والأرستقراطية أن تبدد الكثير من المال في 
العيش الباذخ» والمباني الففمة والأنقطة غير الاقتضافية لخدي 00 
فحتى في بريطانياء انك دوق ديفونشير السادس 04 عكان(1) 
(عتتطودهه17» الذي كان يتمتع بدخل سخيّ» لورثته را بلغت 
مليون جنيه في أواسط القرن التاسع عشر (وسددها هؤلاء باقتراض 
مليون ونصف المليون من الجحنيهات شاركوا بجانب منها في أنشطة 
عمرانية وعقارية باهظة الكلفة)”"» غير أن القطاع الأكبر من أبناء 





(238 501 قصة 497 .م رك ةاعننهاى زه بربعدممء21 17/16 رالقطاس كا 


(39) ببى!<!) 1875 م1 لمانمهت0 8115/1 /0 مناه ج111 116 ,لمعل دمااتنسفط لصدام.] 
.6 .م ,(1927 بامممع]ا .خة الى نمهلهمآ لصة عازهلا 


(40) إن مثل هذا الإنفاق يحفز الاقتصاد بالطبع» ولكن بأسلوب لا يتميز بالكفاءة على 

الإطلاق» وبطريقة لا تخدم النمو الصناعى. 
(41) قصة لوك© 0 ععم عط صذ عنفاوظ لعلصمآ طمتاعمط عط“ ,رعمتم5 لنودز 
.1951) .مط ,11 .701 ,مك111 عتممعظ 0 [وسصدمل 16 ”,1830-1880 :مم11 


111 








الطبقات الوسطى الذين كانوا يمثلون جمهرة المستثمرين الرئيسيين كانوا 
يعدلون عن الاستثمار ويميلون إلى الادخارء مع أن ثمة مؤشرات 
عديدة إلى أنهم كانوا من الثراء بحلول العام 21840 بحيث يقدمون هم 
أيضاً على الإنفاق في مجال الاستثمار. وأصبحت زوجة الواحد منهم 
تحمل لقب "سيدة/ ليدي' بعد أن تدرس التعليمات وأصول السلوك 
الواردة في كتيبات الإتيكيت التي تضاعفت طبعاتها في تلك الفترة» 
وأصبحت الكنائس الصغيرة الملحقة بمنازلهم تبنى وفق الطراز الفاخر 
الباذخ الكلفة. بل إنهم أخذوا يحتفلون بالمجد الجماعي الذي حققوه ببناء 
القاعات القبيحة في مراكز البلديات والأنصاب المدنية الشنيعة التي 
تحاكي الطراز الغوطي أو أسلوب عصر النهضة» وهي التي سجل 
مؤرخو البلديات باعتزاز كلفتها الباهظة©» . 

وفي المجتمعات الاشتراكية أو مجتمعات الرفاه الحديثة» يورّع 
جانب من هذه التراكمات الضخمة» من دون شكء لأغراض 
اجتماعية. غير أن ذلك كان مستبعداً تماماً في الفترة التى نتناولها. وفى 
تلك الأثناء» استمرت الطبقة الوسطىء» التي كانت معفاة من الضرائب 
تقريباً» في تكديس الدخل وسط جمهرة الجياع من الناس. وكان التراكم 
في هذا الجانب يقابل الجوع في ذلك. وبما أن أبناء الطبقة الوسطى 
هؤلاء لم يكونوا مزارعين يخبئون مدخراتهم في الجوارب الصوفية أو على 
شكل أساوو ذهبية» فقد كان عليهم أن يجدوا يحالات لاستثمار أموالهم 
بصورة مربحة. وأين يمكنهم ذلك؟ إن الصناعات القائمة آنذاك» على 
سبيل المثالء» كانت زهيدة الكلفة بحيث إنها كانت عاجزة عن استيعاب 
جانب بسيط من الفائض المتاح للاستثمار. وحتى لو افترضنا أن حجم 





(42) لم توقف بعض المدن التى واصلت تقاليد القرن الثامن عشر تشييد المباني العامة 
غير أن حاضرة صناعية جديدة نموذجية مثل بولتون في لانكشير لم تقم بإنشاء مبان باذخة 
غير نفعية قبل العامين 1847 و1848. انظر: /0 1115101 أمعنعماه هه ك4 ,ووه جعصسول 


([1876 .هام مهنم .ص]) مام 


112 


صناعة القطن سيتضاعف» فإن الكلفة الرأسمالية ستظل غير قادرة على 
امتصاص جزء زهيد من هذه الأموال. وكان المطلوب إذن قطعة ضخمة 
من الإسفنج قادرة على امتصاص الفائض بأكمله”” . 


كان الاستثمار الأجنبى واحداً من المجالات الممكنة. وكانت بلدان 
العالم الأخرى تواقة للحصول على قروض غير محدودة؛ وفي مقدمة هذه 
البلدان الحكومات القديمة التى كانت تسعى لاستعادة توازنها بعد 
الخووب الناتلوبة»:والخديدة التى حافت غل الافتراقين لأغراض غير 
غخددة وكان الستعى الاتجدرى تستعدا للإفرافن الفورق: غين أن 
القروض الأمريكية الجنوبية التي كانت واعدة في عشرينات القرن التاسع 
عير والقروض الأمريكية الشمالية التي خطت خطواتها الأولى في 
ثلاثينات القرن كانت» في أغلب الأحيان» عقا عن وق وقصاصات 
مهملةً عديمة القيمة؛ قمن أصل خسة وعشرين قرضاً حكومياً بيعت بين 
العام 185 والعام 21 أصبح ستة عشر من هذه القروض عام 1531 
ديوناً فاسدة لا تُستوف (بما فيها قيمتها البالغة عند الإصدار 42 مليون 
جنيه). وكان المستثمر سيتقاضى عن هذه القروض » نظرياًء ما يتراوح بين 
سبعة وتسعة في المئة» غير أنه لم يتقاضٌ» في واقع الأمرء أكثر من ثلاثة 
وواحد من عشرة فى المئة. وكانت أمثال هذه التجارب مخيبة للآمال» 
خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار أن القروض اليونانية ذات الخمسة في المئة 
في العامين 1824 و1825 لم تبدأ دفع أية فوائد عنها على الإطلاق إلا في 

3 سبعينات القرن”© . ون عنام كاداس الطجيعي اديه ران الملل 
15] 0 7 عن مجحالات أقل خطرا. 


(43) قدّر ماكولوك إجمالى رأس المال ‏ الثابت والعامل ‏ لصناعة القطن بنحو 34 مليون 
(44) أن أرميودط لماتمهن ممه كأامعستروط أن معمفاف امتافظ“ بطملس]ا .]1 تعطا4 
4 .م ,(1952) 7 .1آن؟ رقعتمء5 ص2 ,سعامع1 بررم)ك111 ع1مسمعط 776 ,1816-1913 


113 


وقد ألقى جون فرانسيس (1:20018 سطاه) نظرة على أيام لوثة 
المضاربة عام 51 فوصف الرجل الثري الذي "رأى تراكم الثروة 
الذي كان بالنسبة للصناعيين يتجاوز حدود أنماط الاستثمار العادية 
قاقما إذابها 0 استخدامه بطريقة قانونية منصفة. لقد رأى المال الذي 
كان» في مطلع شبابه» يُستثمّر في قروض الحرب أو يهدرء عندما 
اكتملت رجولته. في مناجم أمريكا الجنوبية» وشق الطرق» واستخدام 
الأبدئ العاملة» وفي توسيع الأعمال التجارية. وكان امتصاص 
(" السكة الحديدية") لرأس المال يتم» عند نجاحهء في البلد الذي أنتج 
فيه. وخلافاً لما كانت عليه الحال في المناجم الأجنبية والقروض 
الأجنبية» فإن رؤوس الأموال هذه لم تكن تتلاشى أو تغدو عديمة 
ال الا 


والتساؤل عما إذا كانت تلك الأموال ستجد أشكالاً أخرى من 
الاستثمار المحلي» كالبناء مثلآء ليس أكثر من مسألة نظرية» وما تزال 
الإجابة عنها قضية تحتمل النظر. لقد وجدت في واقع الامو السكة 
الحديدية التي لم يكن معقولا بناؤها بهذه السرعة وبهذا الاتساع بغير 
رؤوس الأموال التي كانت تتدفق وتصب فيهاء ولا سيما فى أواسط 
لقعي سن لفون التاسع عشر. وكانت نقطة التقاطع هذه مصادفة 
سعيدة؛ ذلك أن السكة الحديدية تمكنت» دفعة واحدة» من حل جميع 
المشكلاات التي ينطوي عليها النمو الاقتصادي. 





(45) له لهاع أمنع30 دلل ,تروساتم!] باعتاعمك عا زه «رممنعقاع 4 ,وعمس مجامر 
(1851 ,قمقصعودم.آ ممه 1 188501000 ,تتقمتعطمآ تدملممآ) 1820-1845 ,كروننواعم 
ته لطم آ) .18:0 أل بلمسماة ومع ام طم مور زفنائه1 116 ,اعد توتصمعط ,136 .م ,2 .امو 
عط[ كتبه عمعامط إن 1115101 4م ,ععل100” ممصمط1 لصة ,ععقاعءط ,(1846 ,مهولا .8 

:333-334 220 275 .مم ,11 .آم 7 10 1793 مث رسمغنهايه © عا زه 16م1ك 


عن الضغوط التي مارستها الفوائض التراكمية في لانكشير على السكة الحديدية . 


114 


7ع 
إن تتبع زخم التصنيع يمثل جانباً واحداً من مهمات المؤرخ. أما 
الخانب الآخرء فهو اس مهنا سح يل الموارد الاقتصادية وإعادة 
استخدامهاء وتكيف الاقتصاد والمجتمع اللذين كانا مطالبين بالمحافظة 
على المسار الثوري الحديد. 


كانت قوى العمل هي العامل الأول» وربما الأخطرء الذي كان 
من الشزورى ديد وإعادة استعكدايةء «الاتدمناة الداع يعد 
انتخماضا تحاداً لا تناسب فيه مع حجم القطاع الزراعي من السكان «(أي 
القطاع الريفي)» وارتفاعاً حاداً في القطاع ء غير الزراعي لآق تزايد 
القطاع الحضري)»؛ كما يعني» بصورة مؤكدة تقريباً (كما هي الحالة في 
الفترة التي تغطيها هذه الدراسة) تزايداً عاماً متسارعاً في عدد السكان. 
وبالتالي» فإن من شأن ذلك أن يؤدي إلى ارتفاع حاد في توفير الغذاء. 
ومن الزراعة البيتية بصورة أساسية؛ أي أنّ الأمر يتطلب "ثورة 


: - م« (46) 
زراعية ٠.‏ 


إن النمو السريع للبلدات والمستوطنات غير الزراعية في بريطانيا 
قد أسهم بالطبع» ولمدة طويلة» في حفز الزراعة. وكانت الزراعة» 
لحسن الحظء متدنية الكفاءة في الأشكال ما قبل الصناعية» حتى إن 
تحسينات قليلة بسيطة» مثل إيلاء بعض الاهتمام الواعي بتربية المواشي» 
وتدوير المحاصيل» وتسميد المزارع والاهتمام بتنظيمهاء أو بزراعة 
محاصيل جديدة» كانت كفيلة بإنتاج مردود كبير لا مثيل له. وقد سبق 
هذا التغيّرُ الزراعي الثورةً الصناعية» ومهد الطريق للمراحل الأولى من 
تزايد السكان المتسارع. واستمر الزخم في اندفاعه قدماًء مع أن المزارع 


(46) قبل عصر السكة الحديدية والسفينة البخارية» أي قبل خباية الفترة التي يعالجها 
هذا الكتاب» كانت إمكانيات استيراد كميات ضخمة من المواد الغذائية محدودة. ومع ذلك» 
أصبحت بريطانيا منذ الثمانينات من القرن الثامن عشر مستورداً صافياً للغذاء بصورة عامة. 


115 


البريطانية قد تضررت كثيراً بفعل الكساد الذي أعقب الكلفة الخيالية 
الباهظة للحروب النابليونية. وربما كانت التغيرات التى جرت آنذاك: 
من ناحية التقانة:والاسكمان الرأسحال متواضعة إلى حد كبين» عش 
الأربعينات من القرن التاسع عشرء وهي الفترة التي يمكن القول إن 
العلوم الزراعية والهندسية قد بلغت فيها مرحلة البلوغ والنضج. والزيادة 
في الإنتاج» التي مكنت المزارع البريطانية في الثلاثينات من ذلك القرن 
من توفير 98 بالمئة من الحبوب لسكان زادوا مرتين أو ثلاث مرات عما 
كانوا عليه في أواسط القرن الثامن عشر ”27 »لم يكن لها أن تتحقق لو لم 
تتضافر عدة عوامل كان من أبرزها تبني المناهج التي ارتادت آفاقاً 
جديدة في القرن الثامن عشرء والترشيد» والتوسع في المناطق المفلوحة. 


وقد أنجز ذلك كلهء بدوره. بفعل تحولات اجتماعية لاتقنية: عن 
طريق تصفية الفلاحة الجماعية المتحررة من القرون الوسطى». التي تمثلت 
بالحقول المفتوحة والمراعي المشاع (أي 'حركة الإغلاق")» والزراعة 
التي 0 و التحقيق الاكتفاء الذاتي» والوانت التقليدية غبر 
السادسن عششر والشامن قشر مه ا م 0 
فريداًء بأقل قدر من المتاعب» وغدت بريطانيا بذلك بلداً يضم عدداً 
قليلا من كبار ملاك الأراضي» وعدداً معتدلاً من المزارعين المستأجرين 
التجاريين» وعدداً ضخماً من العمال الملأجورين. وقد أنجزت هذه 
مجان - لوث الفقراء الذي تبنأه 5 والقضياة و لا 
في عدة مقاطعات قبل سنة المجاعة عام 5 ويبعدهاء قد اعتبر آخر 
محاولة منظمة لحماية المجتمع الريفي القديم من تأكل الدخل النقدي©©, 


)47 .4 .2 ,كمف اكقلهاق إن ترممنمزاعل2 11 ,المطاس ك3 


116 


وكانت "قوانين الذرة' التي حاولت المصالح الزراعية أن تحمي بها 
الزراعة من أزمة ما بعد العام 5» على الرغم من التقاليد الاقتصادية 
لمببعة» في جانب منهاء بياناً ضد النزوع إلى التعامل مع الزراعة 
باعتبارها صناعة يمكن الحكم عليها وفق معايير الربح وحدهاء كغيرها 
من الأنشطة. غير أن هذه الحركات كانت عمليات يائسة في الخطوط 
الخلفية عند دخول الرأسمالية بضورة ناتية في المناطق الريفية 4 وقد 
منيت آخر الأمر بالهزيمة أمام التقدم الجذري الذي حققته موجة الطبقة 
الوسطى بعد العام 1830 بإصدار "قانون الفقر" الجديد عام 1834 
وإلغاء قوانين الذرة عام 1846. 


من ناحية الإنتاجية الاقتصادية» حقق هذا التحول الاجتماعي 
جاه باهز قا امن زاوية المعاناة الإنسائية» فقد آل الأمر إلى فاجعة زاد 
من وقعها الكساد الذي أصاب القطاع الزراعيٍ بعد العام 1815» وجرّ 
البؤس واليأس على فقراء الريف. بل إن واحداً من الدعاة المتحمسين 
للإغلاق والتقدم الزراعي» هو ارثر يونغ» قد تاتوكن التأثر بالعواقب 
الاجقياعة لهذا اجرلا إلا أن هذا الكحول تزه آثارا عنينة عل 
عملية التصنيع ؛ ؛ فالاقتصاد الصناعي يحتاج إلى الأيدي العاملة التي كانت 
ش نجيء من 0 غير الصناعي السابق. وكان السكان الريفيون في 
الداخل» أو الوافدون ل من إيرلندا بصورة خاصة أهم المصادر 
للقوى العاملة» بالإضافة إن شقن مهار لمحيل والكادحين الفقواء” . 





(48) يكفل هذا النظام معاشاً للفقراء عن طريق تقديم الدعم عند الضرورة. ومع أن 
النظام كان يتسم أول الأمر بحسن النواياء» غير أنه أدى آخر الأمر إلى زيادة درجة الإعواز بين 
الفقراء. 

(249 4 .م ,500171 .اونا ب ايمول إه عامل 

(50) ثمة من يرى أن الأيدي العاملة لا تأي من هذه المصادرء بل من الزيادة الإجمالية 
المتسارعة للسكان. غير أن وجهة النظر هذه تجانب الصواب؟ ففي الاقتصاد الصناعي» ينبغي 
أن لا تقتصر الزيادة الحادة على الأعداد في قرة العمل :غير الرراعية » بل عل الكفية. ويعني 
ذلك أن الرجال والنساء الذين كانوا سيبقون في القرى ويعيشون كما عاش أجدادهم» يجب - 


117 


1 


ولا بد من أن تجتذب المهن الجديدة الرجال» بل لا بد من إرغامهم على 
ذلك إذا كانوا يتمتعون بالمناعة ضد هذه المغريات أول الأمر ويعتزمون» 
كها كانوا 'عل الأغلب» الاستمرار في أسلوب حياتهم التقليدي©. إلا 
أن الأعباء الاقتصادية والاجتماعية كانت الدافع الأكثر فاعلية؛ وكانت 
الأجور المرتفعة ومساحة الحرية التي توفرها حياة البلدة هى الجزرة 
التكميلية. وكانت القوى الساعية إلى تحرير الرجال من مرتكزاتهم 
التاريخية الاجتماعية ما تزال آنذاك ضعيفة نسبيأء لأسباب مختلفة» 
مقارنة بما أصبحت عليه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وم 
يكن مقدراأ للهجرة الواسعة أن تحدث إلا بفعل الكوارث المثيرة التى 
أصبيحت شائعة بعد العام 1850 مثل المجاعة في إيرلندا التى دفعت نحو 
مليون ونصف امليون من أصل ثمانية ملايين ونصف المليون من 
الإيرلنديين إلى الهجرة بين العام 15ظ1 والعام 0. وعلى الرغعم من 
ذلك؛ كانت هذه القوى أقوى في بريطانيا تما كانت عليه في فرنسا. 
ولولا ذلك» لتعثرت مسيرة التنمية الصناعية في بريطانيا كما تعثرت فى 
فرنسا بسبب الاستقرار والارتياح النسبي في أوساط المزارعين وصغار 
البرجوازيين» مما حرم الصناعة من اجتذاب الأيدي العاملة المطلوية62, 


بيد أن اجتذاب أعداد كافية من العمال يظل أقل أهمية من اجتذاب 
قوة عمل كافية تتمتع بالمؤهلات والمهارات اللازمة. وتبين لنا تجربة القرن 
أن يتتقلوا إلى منطقة أخرى في مرحلة ما من حياتهم. ويعود ذلك إلى أن البلدات تنمو بأسرع 
من معدل التزايد السكاني بينهم» وكان أبطأ مما كان عليه المعدل في القرى في جميع الأحوال. 
وهذا هو الجال. سواء بدأ السكان المزارعون بالتناقص» أم أخذت أعدادهم بالاستقرار» أو 
بالتزايد. 


(510) ره كاععمكا لماعوى .«مطمط نه العام اساكيادز بعرمهالا كتالع امعطاتتةا 





لعل بمعمط!!) ممتققلةى للهلا هو عالختادم[ عط أن تناك ,اابعددمماءمء7 عتترموممر 
-(1951 رؤوعة© تإألورع حتمت] اأعمه© عادممة 


(52) كان على بريطانياء بدلاً من ذلك» أن تعتمد مثل الولايات المتحدة» على الهجرة 
الواسعة. والواقع أن بريطانيا اعتمدت جزئياً على هجرة الإيرلنديين. 


118 


العشرين أن حل هذه المشكلة الحرجة قد ازداد صعوبة. إن على جميع 
العمال» أول الأمرع' أن يتعلموا كيفية العدل بأسشلوت»يناسي الضتاعة؟ 
أي إيقاع العمل اليومي المنتظم المتواصل الذي يختلف تماماً عن عمل 
المزارع الخاضع للتقلبات الموسميةء أو عمل الحرفي المستقل المؤلف من 
أجزاء متفاوتة متقطعة. كما أن على العمال أن يتعلموا التجاوب مع 
الحوافز المالية. لقد كان أرباب العمل البريطانيون آنذاك يشكون على 
الدوام» مثلما يشكو نظراؤهم في جنوب أفريقيا اليوم؛ من "كسل' 
العمال أو من ميلهم إلى أن فصوا وكقاضوا اجو يكفى لسد 
احتياجاتهم المعيشية مدة أسبوع واحد يتركون بعده العمل. وقد وجد 
المستخدمون آنذاك حلاً لهذه المشكلة في نظام تأديبي انضباطي صارم 
(يشتمل على الغرامات» وتأكيد علاقة السيد ‏ الخادم باستخدام القانون 
لمصلحة رب العمل)» وفي ممارسة أخرى أهم من ذلك كله هي دفع 
أجر قليل». حيثما أمكن» للعامل بحيث يضطر للعمل المستمر طوال 
الأسبوع ليتمكن من تحصيل الحد الأدنى من الدخل””". وفي المعامل 
لي كانت فيها مشكلة الانضباط في العمل أكثر إلحاحاًء وجد أرباب 
العمل أن الأنسب لهم استخدام النساء والأطفال الأكثر طواعية الأقل 
كلفة. فقد كان نحو ربع العاملين في مصانع القطن الإنجليزية بين العام 
4 والعام 7 من الرجال البائعين» وأكثر من نصف عددهم من 
النساء والفتيات» والباقون من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثمانٍ 
عودرية يزرية 97 :ولضيوان اتضباط العمل + التشرث: غاربييات حرق 
تعكس الحجم الصغير والطابع المجزأ للمراحل الأولى من عملية 
التصنيع ) وكان بينها التأجير من الباطن؛ أي اعتبار العامل الماهر هو 


(53) انظر ص 373-371» الفصل العاشر من هذا الكتاب. 
(54) لاتأكنالسهآ مماه© عتتطموعصةآ عطا صا لمختمقت 1ه إكااتاعبتلوطط عط“ يعمماظ 
.8 .م *“الإختطخمع©) طتدمءءأعمتلط عطا متسل 
على الرغم من ذلك» طرأ انخفاض حاد على عدد الأطفال تمن هم دون الثالثة عشرة 
فى ثلاثينات القرن التاسع عشر . 


119 


رك العمن: لجسا لظي الهرة الماميى افده قف انهه الفط من 
شبيل الثالء'كان تجيو تلغي الأولاة وثلت البنات»»يعملرن 
شدي ف إكزة التعل ١‏ » مباشرة» ما أخضعهم لمراقبة أشد. 
وانتشرت هذه الترتيبات بصورة أوسع خارج المصانع» وكان الحافز المالي 
هو الذي يدفع المستخدم الفرعي هذا إلى تشديد الرقابة على من يعملون 
تحت إشرافه للحؤول بينهم وبين التراخي في عملهم. 


كان الأمي الأفده صعرية "يكل فى توطيات أو قدويت أعدات فافة 
من العمال المهرة أو المدربين فنياً. وعلى الرغم من أن بعض الخرف» 
5 استمرت من دون تغيير من الناحية العملية» إلا أن نسبة 
من المهارات ما قبل الصناعية كانت نافعة في الصناعة اللحديثة. 
ري مراك عر مداه 
العام 1789 لحسن الحظء إلى تراكم مخزون واسع من المهارات المناسبة» 
في أساليب النسج ومعالجحة المعادن على السواء. وهكذا أصبح القََاك 
وهو من الحرفيين القلائل الذين يتقنون التعامل الدقيق مع المعادن.» هو 
السّلّف لصانع الآلات في القارة الأوروبية» ع 
ما. أما في بريطانياء فقد تولى هذا الدور مشغل الآلةء أو " المهندس 
أو "مهندس الآلة" (الذي برز داخل المناجم وخارجها). ولم يكن من 
قبِيل المضادفة أن لقن 'مهندس" يطلق على كل من عامل التعدين 
الملعرء والمصممء والمخطط. وكان أكثر العاملين التقنيين من ذوي 
المراتب العليا يستخدمون من بين هؤلاء الرجال المهرة في النواحي الآلية 
الذين يعتمدون على أنفسهم. والواقع أن التصنيع البريطاني اعتمد على 
مصدر المهارات المتقدمة هذا الذي لم يكن يخضع لأي تخطيط مسبق. وم 
يكن ذلك متوفراً للتصنيع القارّي؛ وذلك ما يفسر الإهمال الصارخ 
للتعليم العام والفني في هذا البلد الذي سيتحمل كلفته في وقت لاحق. 


ونناسن المشكلات المتعلقة اين ا العاملة» 0 مشكلة 


120 


الأوروبية» لم تكن بريطانيا تواجه نقصاً في رأس المال الجاهز القابل 
للاستثمار. وقد تمثلت المشكلة الأساسية هنا في أن من سيطروا على 
أغلبية رؤوس الأموال في القرن الثامن عشرء وهم ملاك الأراضي» 
والتجارء وأصحاب سفن الشحن» والممولون ومن هم على شاكلتهم» 
كانوا يكرهون الاستثمار في الصناعات الجديدة. وكان الاستثمار يبدأء 
في أغلب الأحيان» بتجميع المدخرات أو القروض الصغيرة ثم تنحيتها 
عن طريق إعادة تشغيل الأرباح. وبسبب نقص رأس امال المحلي» أصبح 
أوائل الصناعيين» ولا سيما العصاميون منهمء أكثر تلميرا وتقعينا وجدا 
واستحواذاًء وغدا العاملون معهم أكثر تعرفا للاستخلال؛ غير أن هذا 
الوضع كان يدل على التعثر في تدفق فائتض الاستثمار الوطني لا على 
قصوره. من ناحية أخرى» كان أثرياء القرن الثامن عشر على استعداد 
لاستثمار أموالهم في مشروعات تجارية معينة مفيدة للتصنيع» خصوصاً 
فى مجالات المواصلات والنقل (مثل القنوات وأحواض رسو السفن» 
والطرق»» والمناجم التي كان ملاك الأراضي يحصلون من ورائها على 
الريع حتى ولو لم يتولوا هم إدارتها. 


ولم تكن ثمة أيضاً صعوبات في أنماط التجارة والتمويل» في 
القطاعين الخاص والعام على حد سواء. . وكان من الأمور المألوفة لدى 
الناس البنوك» والعملة الورقية» وحوالات التبادل التجاري» ومخزون 
البضائع » والأسهمء والتفصيلات الفنية للتعامل التجاري في ما وراء 
البحار وبالجملة» والتسويق. كما توفرت أعداد كبيرة من القادرين على 
التعامل مع هذه الأنشطة أو تعلم إجراءاتها. وعلاوة على ذلك» فإن 
سياسات الحكومة كانت» بحلول نباية القرن الثامن عشر» تدل على 
الالتزام الحازم بالأولوية التامة للعمل التجاري. كما أن القوانين المخالفة 
لهذه السياسات (مثل قانون ثيودور الاجتماعي) قد غدت طيّ النسيان 
مذازمة بعيل: إل أن ألغيت آخر الأمر في الفترة الممتدة بين العام 1813 
والعام 1835, إلا في الأحوال التي تتصل فيها بالزراعة. ومن الوجهة 
النظرية» كان التهافت هو السمة المميزة للقوانين والمؤسسات الالية 





121 


والتجارية البريطانية التي صُممت لإعاقة التنمية الاقتصادية لا 
لتطويرها؛ ذلك أنباء على سبيل المثال؛ جعلت من الضروري إصدار 
'قوانين خاصة" باهظة الكلفة من جانب البرلمان كل مرة يريد فيها 
جماعة من الناس تأسيس شركة مساهمة. وقدمت الثورة الفرنسية 
لمر نسي من خلال نفوذهم في بقية القارة الأوروبية» آليات أكثر 
عقلانية وفاعلية لتحقيق هذه الأغراض. أما من ناحية الممارسة» فقد 
استطاع البريطانيون تدبير أمورهم على نحو جيدء بل إنهم تفوقوا 
بصورة كبيرة على منافسيهم في هذا المجال. 


في مثل هذه الأجواء التجريبية الاعتباطية التي تفتقر إلى التخطيط » 

بنى أول اقتصاد صناع ي رئيسي » ركان ضغيرا فوضيريا باللاينين 
الحديثة 52 الفوضوي فيه واضحاً في بريطانيا حتى هذه 
الآونة. أما إذا عرد إليه بمقاييس العام 8©؛ فإنه يبدو غاية في 
الضخامة» مع أنه يولد الإحساس بالصدمة؛ لأآن المدن التي قامت على 
أساسه كانت أقبح. والطبقة العاملة أسوأ حالاً ما هي في مناطق 
ون . كما أن الزوار الأجانب كانوا يضيقون ذرعاً باجو المنقل 
بالضباب» ا مشبع بالدخان» الذي كانت جماهير الناس الشاحية تتحرك 
فيه جيئةٌ وذهاباً. غير أن هذا الاقتصاد الصناعي أطلق قوة مليون حصان 
من عقالهاء وأنتج مليوني ياردة من القطن سنوياً على ما يزيد على سبعة 
فشر مليونا عق الأذوال الآلية واستخرج من الأرض نحو خمسين 
مليون طن من الفحم» وصذر أ ى"استوزة.ما يعادل معة وسبعين ليون 
جنيه من البضائع كل سنة. . وكان حجم التجارة البريطانية ضعفي ما كان 
عليه لدى منافستها الفرنسية» وكانت بريطانيا بالكاد قد تقدمت على 
فرنسا عام 21870 وكان استهلاك بريطانيا من القطن ضعفي استهلاك 





(55) يرى أحد المؤرخين المحدثين أن أحوال الطبقة العاملة في بريطانيا كانت أسوأ مما 
كانت عليه في فرنسا على العموم في الفترة بين العامين 1830 و1848. انظر : ,566 نعمعك] 


189 .5 ,2 .1و8 رععده1 ها عل عنوتدجرمددمعءة و«زاماوزلط 


122 


الولايات المتحدة الأمريكية» وأربعة أضعاف الاستهلاك الفرنسي» 
وأنتجت بريطانيا أكثر من نصف الحديد الخام الذي ينتجه العام المتقدم 
اقتصادياً» واستعمل الفرد البريطاني من هذا المنتج ضعفي ما استعمله 
نظيره في جارتها بلجيكا التي تليها في مستوى التصنيع» وثلاثة أضعاف 
المعدل فى الولايات المتحدة الأمريكية» وأكثر من أربعة أضعاف المتوسط 
في فرنسا. كما أن ما يتراوح بين مئتين وثلاثمئة مليون جنيه من 
الاستثمارات الوأسمالية البريطانية ‏ وكان ربعها فى الولايات المتحدة» 
وحن تخسوااقن أمريكا اللانية فه جلت العائدات والطلبات دين 
جميع أنحاء العالم©. لقد كانت بريطانياء بحق» 'مشغل العالم". 

وكانت بريطانيا والعالمء عل عد سواء» يعلماك أن الفوزة 
الصناعية التى انطلقت فى تلك الجزر» على يد التجار والمبادرين إلى 
المخاطرة في مشروعات اقتصادية» ومن خلالهمء وكان ناموسها 
الأساسي هو الشراء من أرخص الأسواق والبيع من دون قيود في 
أغلاهاء هي التي كانت تقوم بتحويل العالم من حال إلى حال» ولم يكن 
ثمة ما يستطيع عرقلة مسيرتها. فقد غدت الآلهة القديمة والملوك القدماء 
لا حول لهم ولا طؤل أمام رجال الأعمال والآلات البخارية في العصر 
الحديد. 


(56) 5ه وعسمملو8 طوتاي“ بطقلصسآا لمه بكعنكةهاك زه ترمدمقاء21 1116 ,الق 3 
.228-29 .مم ”,1816-1913 آه أومصاط لتقاتممن) 0ه كاأمعصروط 


وضع هذا التقديرء تحديداًء عام 1854. 


123 


الفصل الثالكت 


الثورة الفرنسية 


'إن الإنجليزي الذي لا ينحني احتراماً وإعجاباً بالأسلوب الجليل 
الذي تجري فيه الآن واحدة من أهم الثورات التي شهدها العالمء 
لا بد من أن يكون عديم الإحساس بالفضيلة وبالحرية» وهو لن 
يكون من أبناء وطني الذين كان من حسن حظهم أن يشهدوا ما 
جرى خلال الأيام الثلاثة الماضية في هذه المدينة العظيمة» 
وسيشهد على أن ما أقوله لا غلوٌ فيه ولا شطط". 

صحيفة ذي مورننغ بوست (/ومط ج :314011 :17) (21 قوز/ 


يوليو/ 1789/ حول سقوط الباستيل). 


"إن الأمم المستنيرة ستسارع إلى محاكمة أولئك الذين حكموها 
حتى الآن. سيهرب لملوك إلى الصحراء» ليعايشوا الوحوش 
الضارية التي يضاهونها وحشية؛ وسوف تستوفي الطبيعة 

حقوقها". 
سان - جوست. "حول دستور فرنسا". خطاب ألقي في المؤتمر» 
24 ا يد 13. 


125 


/ 


إذا كان الاقتصاة كي عار القرن التاسع عشر قد تشكل على نحو 
أساسي نحت تأثير الثورة الصناعية البريطانية» فإن السياسة 
والأيديولوجيا فى ذلك العرل افك يقدلا جاتير جزم الف سين لقن فتداف 
بريطانيا لهذا العالم نموذجاً للسكة الحديد والمصانع اللذين يمثلان المادة 
الاقتصادية المتفجرة التي فتحت باب البنى الاقتصادية والصناعية 
التقليدية في العام عتر ل اوروق الى + عب أن افرنسا بهي الع 
بدأت ثورات ذلك القرن. ووجهتها بأفكارها. حتى إن العدم الثلاثى 
الألوان» مهما كان شكله. أصبح بمثابة الرمز لكل الأمم الناشئة 
الصاعدة. وتمحورت الأنشطة السياسية ون أُوَروَيا (بل وفي العالم) بين 
العام 9 والعام 1917 إلى حد بعيد حول النضال المناصر لمبادئ - 
أو المعادي لهاء أو حتى حول التطورات المثيرة عام 1793. لقد طرحت 
فرنسا المفردات والقضايا الخاصة بالسياسة الليبرالية والراديكالية 
الديمقراطية أمام معظم العالم» كما طرحت المثال العظيم الأول 
للقوميةء مفهوماً ومفردات. كما قدمت فرنسا لأكثر الدول القانون 
الدستوري» ونموذج التنظيم العلمي والتقني» ونظام القياس المتري. 
ومن خلال التأثير الفرنسي» اخترقت أيديولوجيا العالى الحديث 
الحضارات القديمة التي كانت» حتى ذلك الحين» تقاوم الأفكار 
الأوروبية. وكان ذلك كله هو الإنجاز الذي حققته الثورة الفرنسية©. 


كات أوانشر العترق العام عنشر كما زابها» عصنن الأزناك 


(1) علينا أن لا نغالي في تضخيم الفرق بين التأثيرات البريطانية والتأثيرات الفرنسية. 
إن أيا من مركزي الثورة المزدوجة لم يقصر تأثيره على ميدان محدد للنشاط الإنساني» وكان كل 
من هذين المركزين يؤدي دوراً مكمّلاً لا منافساً للآخر. ومع ذلك» وحتى عندما التقى 
الطرفان بالصورة الأكثر وضوحاً على مفهوم واحد مثل الاشتراكية» التي اخترعت وأطلق 
عليها هذا الاسم في الوقت نفسه في البلدين كليهماء فإن هذا اللقاء قد تم من اتجاهين 


126 





لأنظمة الحكم القديمة ونظمها الاقتصادية في أوروبا. وكانت العقود 
الأخيرة من ذلك القرن حافلة بحركات التململ والاضطراب السياسية 
التى قاربت أحياناً حدود التمرد» وبالتحركات المطالبة بالاستقلال في 
المتعمرات »وقد يلقن أحيانا بع الظالبة بالأتتسال 6و1 يفضيو ذلك 
عبان ادولايتات التكيدة:(601583:1776 يل كنس ايها إمزلهدا 
(1784-1782) وبلجيكا ولييج (1790-1787)» وهولندا (1787-1783)» 
وجنيف وحتى» كما تقول بعض التحليلات» إنجلترا (1779). وكان 
في التمايز المدهش بين هذه الكوكبة من حركات التململ السياسي ما 
دفع بعض المؤرخين المحدثين إلى الحديث عن 'عصر الثورة 
الديمقزاظية " “الى كانت: القورة الفرنسية إخداماء وإن “كانت الأعمى 
و4 ع 1 


وحيث إن أزمة الأنظمة القديمة لم تكن مجرد ظاهرة فرنسية» فإن 
هذه الملاحظات تنطوي على قدر من الصحة. ويمكن أن نقول من هذا 
المنطلق إن الثورة الروسية عام 1917 (وقد احتلت في أهميتها مكانة مماثلة 
فى القرن العشرين)» كانت هى الأكثر إثارة» والأعمق وقعا بين سلسلة 
من الحركات المثيلة» كتلك التي أسدلت» قبل العام 1917 بسئوات» 
ستار الختام على الإمبراطوريتين القديمتين: التركية والصينية. غير أن في 
مثل هذا التحليل إغفالا لنقطة جوهرية؛ فالثورة الفرنسية قد لا تكون 
ظاهرة منعزلة» غير أنها كانت هي الأكثر عمقا وأثرأ وقوة من جميع 
الحركات المعاصرة لها. فقد اندلعت» بدايةً» في أقوى دول أوروبا (وإذا 
نا اسقا ووسنا) لواكثرها مكاناه إذكاة الفزلسيوة كلوز عقرية 


(2) انظر : إن ماعلل لمعتاتاوط ل نممتاسباممع1] غناو مع 2[ إه معل4 ,تعصلوط .1 .]1 
سد ,(1959 بجدعء2 توأتوعء كتلط ل! تامأععصقصظ بمماأععصتوط) 1760-1800 ,106 رعتددم تزه عترم نايا 
وعنن 17 م[ عل ع'تمددماتاه0ة١‏ «مأكصمم ةط عدمنتلهم علسه0© عط ,أمطاءع60© دعتوعول 
قطه نئل :حتةط) عداوضماوتط صممنتاءعلامء ,.كاه؟ 2 ,1799 - 1789 ,710106 16 عنمل 


عغتمفطه ,1 .201 ,(1956 ,عصوتة أ مدر 


127 


في المئة من سكان أوروبا. ومن ناحية أخرىء» كانت الثورة الفرنسية» 
دون غيرها من الثورات التي سبقتها أو صاحبتها أو تلتهاء ثورة 
جماهيرية اجتماعية» وأكثر تطرفاً جذرياً من أية نمضة أخرىء» وعلى نحو 
غير مسبوق» في سياق مقارن. ولم يكن من قبيل المصادفة أن الثوريين 
الأمريكيين» والبريطانيين 'اليعاقبة" الذين هاجروا إلى فرنسا بسبب 
تعاطفهم السياسي قد وجدوا أنفسهم معتدلين في فرنسا. . فقد كان توم 
بين (عصنها 10) متطرفاً في بريطانيا وفرنسا؛ غير أنه أصبح في باريس 
الأكثر اعتدالاً في أوساط الجيرونديين. وكانت النتائج التي تمخضت 
عنها الثورات الأمريكية هيء على العموم. استمرار الدول في الحفاظ 
على الأوضاع التي كانت قائمة فيهاء ولكن بع المخلص من السيطرة 
السياسية التي كان يمارسها عليها البريطانيون» والأسبان» والبرتغاليون. 
أما نتائج الثورة الفرنسية» فكانت بحلول 'عصر بلزاك" محل *عصر 
مدام دوباري ' 


ومن جهة ثالئة» كانت الثورة الفرنسية بين الثورات المعاصرة لها 
وحدها التي حملت رسالة رسولية. فقد انطلقت جحافلها من أجل نَوْرَنة 
العالم؛ وقد أفلحت أفكارها في تحقيق ذلك. أما الثورة الأمريكية» فقد 
ظلت حدثاً مصيرياً في نطاق التاريخ الأمريكي, باخلت ررم نر 
اثان أمتاميية قليلة خارج هذا الإطار (باستثناء البلدان التي ارتبطت أو 
تأتوف بباساشر )"لسن كانت القووة الفرنسية عَلَّمأْ ومغلّماً في جميع 
البلدان. وخلافاً لنداقج الثورة الأمريكية» حفزت تداعياتها جملةً من 
الانتفاضات التي أفضت إل حرير أمريكا اللاتينية بعد العام 21808 
وشَعَت آثارها حتى البرتغال» حيث استوحى رام موهان روي منها 
فكرة ة تأسبس أول حركة إصلاح هندويّة والنموذج الرائد للقومية الهندية 
الحديثة (وعندما زار إنجلترا عام 1830» أصر على أن يبحر على متن 
سفينة فرنسية ليظهر حماسه لمبادئ الثورة الفرنسية). كانت الثورة 
الفرنسية» كما وُصفت بعبارة بليغة» هي "الحركة العظيمة الأولى لأفكار 


128 


المسيحية الأوروبية التي تركت أثراً حقيقياً في عالم الإسلام "© وعلى 
نحو يكاد يكون مباشراً. ففي أواسط القرن التاسع عشرء أصبحت 
الكلمة التركية "فطن/ وطن" (8]808,؟) المستعملة حتى ذلك الحين 
لتصف مكان ولادة المرء أو إقامته» تستخدم تحت تأثير الثورة الفرنسية» 
للدلالة على معنى آخرء هو الوطن/ المواطن؛ أما مصطلح الحرية» 
الذي كان قبل العام 1800 يستخدم بصورة أساسية باعتباره تعبيرا قانونيا 
تقتائلة الرق والعيودية “فقل غيذ! لدامفسون سناسء' آم تفولاها غير 
اللباشرء فكان عالياً تماماً؛ إذ إنها طرحت لجميع الحركات الثورية 
اللاحقة» وأدخلت دروسها وعِظاتها (وفقاً لما يرتئيه أنصارها) في إطار 
الاشتراكية والشيوعية الل رغتين 20 


إن الثورة الفرنسية ظلت ثورة العصرء لا واحدة من ثوراته 
فحسب. وعلينا من ثَمّء أن نسعى إلى فهمها لا من خلال الظروف 
العامة في أوروباء بل في سياق الأوضاع المحددة في فرنسا. ويمكن أن 
نستشف ملامحها المميزة من خلال منظور دولي. لقد كانت فرنسا طوال 
القرن الثامن عشر المنافس الاقتصادي الرئيسي في الساحة الدولية 
لبويطانياة وأثارت الاق تجارجا الشازيعية التي تضاعفت أزيع :مزالت في 
الفترة بين العام 1720 والعام 1780» وكان نظامها الكولونيالي في مناطق 
معينة (مثل جزر الهند الغربية) أكثر ديناميّة من النظام البريطاني. بيد أن 
فرنسا لم تكن في قوة بريطانياء التي سبق لمصالح التوسع الاستعماري 
أن حددت» جوهريأاء سياستها الخارجية. فقد كانت هى الدولة 
الأقوى» السلع هافن ادر قن افيه للسيرذي اقل للملكياق 


(3) *“,لإتع11ناآ ده مامأنامنه1 طعمعءط عط 1ه أعمصم]1 عط]"“* ,كاعطآ لككتممرعظ 

.5 .م ,(1953) 1 .701 ببرممتوط لاه[ زه أفضتينم1. 

(4) لا يعنى ذلك انتقاصاً من تأثير الثورة الأمريكية. فقد أسهمت» دون شك» في 

حل الترتسيين كما أعاء .يمعي آضيق». طرحت 'مناذع وستروية منافيية واحيادا بديلة نا 

قدمه الفرنسيون لمختلف الدول فى أمريكا اللاتينية. يضاف إلى ذلك أنها كانت بين وقت وآخر 
مصدر إلهام للحركات الديمقراطية الراديكالية. 


129 


الأرمتتقراطية القديبة الطلفة فى أورونا .تيار أخرى» كان الصراع 
الاجتماعية الجديدة الطالعة من جهة أخرى. أكثر حدة فى فرنسا مما 
كان عليه في بريطانيا. 


لقد كانت القوى الجديدة تعرف ما تريده حق المعرفة. إن العالم 
الاقتصادي الفيزيوقراطي تورغو دعا إلى استغلال كف ءِ للأرض ومبادرة 
حرة في مجالات المشروعات والتجارة» وإلى إدارة كفؤة موحدة المقاييس 
والمعايير لبقعة وطنية واحدة متجانسة» وإلى إلغاء جميع التقييدات والمظالم 
الاجعماعية المي كادت تحوق تتهية المواره الوطئية» إل العقزلائية 
والاتعنات فن الاذانا والضريية. إلا أن عاولة فرعو تطييق برناضه هذا 
يوضقه أوك وزير لدى لويس السادس عشر بين العام 1774 والعام 1776 
باءت بفشل ذريع وهذا الفشل لا يدعو إلى الاستغراب. إن إصلاحاً على 
هذه الشاكلة» لم يكن يتعارض مع الملكية المطلقة أو ما تستسيغه. إذا ما 
كانت على العكس من ذلك» يشد من أزرهاء فإنهاء كما رأيناء كانت 
واسعة الانتشار آنذاك في أوساط "الطغاة المستئيرين'. غير أن 
الإصلاحات في أغلب الدول التي حكم فيها 'الطغاة المستبدون* كانت 
إما غير قابلة للتطبيق» وبالتالي مبحرد فورات تنظيرية» أو غير قادرة على 
تغيير الطابع العام للبُنى السياسية والاجتماعية فيهاء أو أنها فشلت في 
مقاومة الأرستقراطيات والمصالح المحلية الخاصة الأخرى» فأعادت 
البلاد إلى نسخة منمقة منقحة للدولة السابقة ذاتها. وقد منيت هذه 
الإصلاحات في فرنسا بالفشل بصورة أسرع من أصحايها في بلدان 
أخرى؛ لأن المصالح الخاصة كانت فيها أكثر فاعلية. إلا أن نتائج هذا 
الفشل كانت أكثر كارئية بالنسبة للملكية الفرنسية» كما أن قوى التغيير 
البورجوازية كانت قد بلغت من القوة تحذا حول بيفها ودين أن تعود 
القهقرى إلى حالة العجز. بل إن هذه القوى أفلحت فى التحول بآمالها 
والعدول بها عن الملكية المستنيرة إلى الشعب أو "الأمة'. 


1130 


بِيْد أن مثل هذا التعميم لا يُفضي بنا إلى فهم الأسباب التي 
أشعلت الثورة في ذلك الوقت تحديداًء أو جعلتها تنهج هذا السبيل 
النئ سلكهه لذتك:خإن من الأفضل أن نظر قفن أمز منا يسمى 
' الرجعية الإقطاعية" التي أطلقت بالفعل الشرارة لتفجير برميل البارود 
في فرنسا. 

كان الإحساس بالأمن شائعاً فى أوساط ما يقارب أربعمئة ألف 
كول منسا من الديو عام ايام امن الاق وعطرية طليونا من 
الفرنسيين» يشكلون طبقة النبلاء» أو "نخبة النخب" بلا منازع في 
الأمة. على الرغم من أنها لم تتمتع بالحماية المطلقة في وجه الاقتحام 
الذي تمارسه طبقات أخرى أقل نفوذاء كما كانت الحال في روسيا 
تداك اشرو فقله عمق بعالة النكنة افن انما بقار ابه اند انان 
كالأعفاء من العديد من العرافت' (الى ال تكن عل آية عمال أكثر عدا 
مما حظي به رجال الدين الأفضل تنظيما)» وحتى تقاضي الريوع 
الإقطاعية. غير أن أوضاع هذه النخبة كانت» من الوجهة السياسية» أقل 
بريقاً؛ فالملكيات المطلقة» مع أنها كانت أرستقراطية برمتهاء بل إقطاعية 
في جوهرهاء قد جردت النبلاء من الاستقلال والمسؤولية السياسية» 
واقتطعت قدر الإمكان جالباً من موسساميم التمثيلية القديمة «(أي 
الفئات المتميزة وأعضاء "البرلمان")» وظلت هذه الحقيقة الواقعة متداولة 
في أوساط الفتات الأرستقراطية العليا وفئة نبلاء الشرف (ع06 ءووءامه10! 
06 التي ابتدعها الملوك في وقت لاحق لأغراض شتى» ولا سيما 
في مجالات لمالية والإدارة» وضمت رجالا من الطبقة الوسطى أضفي 
عليهم النبل جراء عملهم موظفين في الحكومة ساخطين على كل 
الأرستقراطيين والبورجوازيين سخطا مزدوجا قدر المستطاع» من خلال 
الشرائح والفتات الباقية من القانونيين والقضاة والفئات الأخرى. ولأن 
النبلاء كانوا بحكم المولد والتقاليد» مقاتلين أكثر تما كانوا كسّابين» ولم 
يكن ممكناً تجاهل حاوف النبلاء الاقتصادية» فقو شيق أن اخرهو ا رسكا 

من ممارسة نجارة أو متهي واعتمدوا على الدخل المتأتي لهم من 


131 


إقطاعاتهم الزراعية. وإذا كانوا من الأثيرين لدى الملك من أفراد الأقلية 
0 أو من تبلاء البلاط» فإنهم يعتاشون من مصاهرتهم للعائلات 
الثرية» ومن التقاعد من العمل في المحاكم» ومن الد" والوظائف 
التكريمية العاطلة. غير أن كلفة المحافظة على مرتبة النبل هذه كانت 
باهظة آخذة بالتصاعد. فانخفض دخلهم لأنهم نادراً ما كان يديرون 
ثرواتهم» هذا إذا كانوا قد أداروها فعلاً. كما أن التضخم مال إلى 
خفض قيمة الريوع الثابتة. مثل الإيجارات. 

وكان طبيعياً في هذه الحالة أن يستخدم النبلاء مصدر النفوذ 
الوحيد الذي بقي لهم: وهو الامتيازات الطبقية التي أقرت لهمء 
وطوال القرن الثامن عشره» وفي فرنسا كما في العديد من البلدان 
الأخرى» راحوا ينقضون. بصورة مطردة» على الوظائف الرسمية التي 
كانت الملكية المطلقة تفضل أن يشغلها رجال من الطبقة الوسطى 
مؤهلون وأكفاء فنياً ومأمونون سياسياً. وبحلول الثمانينات من القرن 
الثامن عشرء كانت أربع سرايا من النبلاء تشغل هذه المناصب» ولو عن 
طريق ابتياع تكليف بمهمات في الجيش. وكان جميع الأساقفة قد 
أصبحوا من النبلاء» بل إنهم استأثروا بالجانب الأكبر من المناصب 
الرفيعة في الإدارة الملكية» ولا سيما الملاحظ العام. من هناء فإن النبلاء 
لم يكتفوا باستعداء الطبقة الوسطى وإثارة مشاعر أفرادها عن طريق 
النجاح في تزاحمهم على المناصب العامة» بل قوضوا سياسة الدولة 
نفسهاأ عن طريق ميلهم المتزايد لتولي مهمات الإدارة في المركز وفي 
الأقاليع :وبال اول مولاءه ولاسييا:الرجياء الفقراء في الأقاليم 
الذين لم يكن لهم غير موارد قليلة أخرى» أن يعوضوا عن انخفاض 
دخلهم بامتصاص أقصى ما يستطيعون أمتصاصه من حقوقهم الإقطاعية 
المعتبرة ة بتقاضي الأموال كاملة» (والخدمات في حالات نادرة) من 
الفلاحين. وبرزت فئة مهنية جديدة تضم "الإقطاعانيين" الذين عكفوا 
على إحياء الحقوق العتيقة البالية من هذا النوع لفعظيم الموذوه الحالي. 
وكان العضو الأبرز فيهاء غراكوس بابوفء. زعيماً لأول تمرد شيوعي 


132 


في التاريخ الحديث عام 1796. من هناء فإن النبلاء لم يكتفوا بإرهاق 
الطبقة الوسطى واستنزافهاء بل تجاوزوا ذلك إلى إرهاق الفلاحين 
واستنزافهم. 

الاوط عنه ا الضف العريفة الى به عمو 30 لي اله موري 
الفرنسيين» كان أقرب إلى السوء. لقد كانواء بصورة عامة» أحرارا 
بالفعل» وملاكاً للأرض في أغلب الأحيان. ومن حيث الكم الفعلي» 
كان النبلاء يمتلكون نحو حمس الأرض فحسبء. وسلك الكهنوت 
يمتلك نحو 6 في المئة مع تباينات نسبية في لاماي 00 وهكذاء كان 
الفلاحون في دوقية مونبلييه يمتلكون 38 إلى 40 في المئة من الأراضي» 
والبورجوازيون بين 18 إلى ١19‏ والنبلاء 15 إلى 16» ورجال الدين 3 إلى 
4» بينما كان خمس الأراضي مشاعاً عام. وفي واقع الأمرء كانت 
الأغلبية العظمى من الناس غير متملكة للأرضء أو أن ما كانت تملكه 
غير كافٍ. وقد أسهم في زيادة هذا القصور استمرار التخلف التقني 
المتزايد» كما أن الجشع العام لحيازة الأراضي قد تصاعد بفعل زيادة 
عدد السكان. وكانت مستحقات الإقطاعيات» والأعشار» والضرائب 
تلتهم القسط الأكبر المتصاعد من دخل الفلاح» وكان التضخم قدي إل 
خفض قيمة القسط الباقفي. ولم تنتفع من ارتفاع الأسعار إلا أقلية صغيرة 

من الفلاحين الذين كان لديهم فائض مستمر للبيع في السوق. أما 
لاقن فتك و جم الخيرر بتكل أر رلته وببخاضة عنتذما تسوه 
المخاصيل 2 وقسنؤد السوق أسعار المناعات: ولا.شك في أن أوضاع 
التاكمير قن كافسف خلال السفواف: الستترية العن سيقت الدوره 
الفرنسية للأسباب نفسها. ْ 


(5) عه عممسظط لت ع«توجهه عتجاعة< للك عتاأماكقط عسئك عكستبوكظ رع56 قمعا 
16-17 .صم ,([1921 بلنةتت [1٠‏ :كتقدط]) دعلء12ى اللا أء 211111 

(6) سعنعسه | عل تل ه| ‏ ععطم اعم ادهة كعتتعوم 0 كعط بلتمطو5 أرعطلام4 

عل وعتتهاتكء كتصنا جعووء1! :مسوط) اموسرم ده[ كمه 'ل كوسكايت اه غلم رهط تعرراجة» 


.(1958 ,ععطة11 


133 


وقد أدت المتاعب المالية للنظام الملكي إلى دفع الوضع إلى حافة 
الاننتهار» لقن كانت البقة الإدارية ولالة للوحلكةياللة وقد قات 
أواتئهاء كما كانت محاولة إصلاح هذا الخلل بالإصلاحات بين العام 
4 والعام 1776 قد باءت بالفشل» ومنيت بالهزيمة أمام مقاومة 
المصالح الخاصة التي تزعمتها " البرلمانات " . ثم شاركت فرنسا في حرب 
الاستقلال الأمريكية» وأوصلتها كلفة الانتصار على بريطانيا إلى حالة 
الإفلاس النهاتي. ويمكن للثورة الأمريكية أن تدعي أنها كانت السبب 
المباشر للثورة الفرنسية. ووضعت برامج متسرعة منوعة» غير أنها م 
تحقق غير نجاح ضئيل متناقص. . وتبين أن الاقتصاديات الفعالة لن تكون 
مجديةء وأن التعامل مع وضع يزيد فيه الإنفاق عشرين في المئة على 
الأقل على الواردات لا يمكن أن يجري إلا بعملية إصلاح أساسية تعبا 
فيها القدرات الحقيقية المعتبرة ة الخاضعة للضريبة في البلاد. فعل د فعلى الرغم 
من أن الأزمة كانت تعزى إلى المباذل الباذخة في فرساي» فإن إنفاق 
البلاط لم يكن يتجاوز 6 في المثة من النفقات الإجمالية عام 01788 بينما 
استهلكت الحرب. والبحرية» والدبلوماسية نحو ربع الإجمالي» وخدمة 
الديون القائمة نحو النصف. وتضافرت الحرب والديون» والحرب 
الأمريكية وديونهاء لتقصم ظهر النظام الملكي. 


لد منتمك ‏ أرمة الدكومةالقرضية للأزمتعفزاطلو“البولاناش». 
غير أن هذه الجماعات رفضت الدفع إلا إذا وُْسّعت الامتيازات التي 
0 وقد حدث الاختراق الأول في جبهة جبهة الحكم المطلق 
عندما قامت "جمعية من الوجهاء " منتقاة بعناية» لي متمردة» بتقديم 
عرض لتلبية مطالب الحكومة. وحدث الاختراق الثاني الحاسمء عندما 
اتخذ قرار يائس لدعوة مجلس '"فئات الطبقات العامة" » وهو الجمعية 
العمومية الإقطاعية القديمة فى البلاد»ء إلى الانعقاد بعد أن ظل مدفوناً 
منذ العام 1614 لتسيذاك الكورة إذن باعسا يها جارلة من جنات 
الأرستقراطية للقبض على زمام الحكم في الدولة. بيد أن هذه المحاولة 
أساءت تقدير الحسابات لسببين: تمثل الأول في أنها قللت من أمهمية 


134 


النوايا المستقلة التى أعربت عنها "الطبقة الثالثة"» وهي الكيان المتخيّل 
الذي كان يضم ممثلين لغير المنتسبين إلى طبقتي النبلاء ورجال الكنيسة» 
ولكن الطبقة الوسطى هي التي كانت تهيمن على هذا الكيان في واقع 
الأمرن كما أن الكتاولة الآرمتعتواطية اهيلت" الأزية الاتتصناضة 
والاجتماعية العميقة الغور التي طرحت فيها مطالبها السياسية. 


إن الثورة الفرنسية لم تحدث على أيدي حزب أو حركة قائمة 
بالمعنى الحديث للكلمة؛ ولم يتزعمها رجال يحاولون تنفيذ برنامج 
منهجي منظم. بل إنها لم تطرح "قيادات" من النوع الذي عودتنا عليه 
ثورات القرن العشرين حتى ظهرت شخصية ما بعد ثورية مثل نابليون. 
وعلى الرغم من ذلك» فقد تلاقت الآراء العامة في إجماع مدهش في 
أوساظ: جموعة اجتماعية عل قد كبير "مخ 'التماسك أضيفت وجدة فعالة 
عل الشركة القورية..وكانت هذه المجموعة عهى ' البورجوازية * التي 
ترعرعت أفكارها في أحضان الليبرالية الكلاسيكية كما رسم معاللها 
"الفلاسفة"» و"الاقتصاديون"» ونشرها الماسونيون الأحرار» وشاعت 
ف أوساظ اعبات غير الرسجية. وسكن هذا الع أن تحمل 
"الفلاسفة" بحق مسؤولية الخورة وضصم كانت سعيفد تبسن 
دونيم) غير أنهم ريما سارعوا إلى الانتقال من مجرد تحطيم النظام 
القديمء إلى استبداله سرعة بنظام جديد. 


كانت أيديولوجية 1789» في إطارها الأعم» ماسونية الطابع» 
وواجلاك تميير ا قن اندها غاية فئ اللبلال والبواءة فى أوهرا 
موتزارت 324028:0) "الناي السحري" (1791) (عان1] ا وهى 
واحدة من أوائل/الأعنال الفنية الدعاوية العظيمة في عضر دبكلت أرقى 
إلجازاتثة الفسة فن :هذاه الدعاية وغل نحو أكثر ديدلا وضصعت 
الملامح الرئيسية لمطالب البورجوازية عام 1789 في “إعلان حقوق 
الإنسان والمواطنين" الشهير الصادر فى تلك السنة. وكانت هذه الوثيقة 
تمثابة بيان ضد التراتبية العى..سادت عتمم السلاة ذوي الامتيازات» 


1135 


ولكنه لم يكن تحبيذاً لقيام مجتمع ديمقراطي تسوده المساواة؛ إذ تعلن 
مادته الأولى: 'يولد الناس ويعيشون أحراراً متساوين في ظل 
القانون" + غين أنبا تدص غل:وجود التمايزاتك الاجتماعية»» *إذا كان 
تييدلث خدمة للنفع العام", والملكية الخاصة حق طبيعي» مقدس 2 
أضيل لا يمك اكياكه 4 .والناس متفارون أمام القانون» والمهن مفتوحة 
لجميع المواهب على قدم المساواة. ولكن إذا بدأ التسابق من أجلها من 
دون عقبات» فإنه كان من المفترض أن المتسابقين لن يصلوا إلى خط 
النهاية معاً. لقد نص الإعلان (مقابل معارضته لتراتبية النبلاء أو الحكم 
المطلق) على أن 'الجميع المواطنين الحق في التعاون على وضع القانون" ؛ 
'إما شخصياً أو من خلال ممثليهم' . كما أن الجمعية التمثيلية التي 
ارتأتها الوثيقة هيئة أساسية للحكم لم تكن منتخبة بالضرورة انتخاباً 
ديمقراطياً» ولم يكن نظام الحكم الذي انطوت عليه نظاماً يلخي الملكية؛ 
فالملكية الدستورية القائمة على أوليغاركية من ذوي الأملاك. وتعبر عن 
نفسها من خلال مجلس قثيلي» كانت في أوساط الليبراليين البورجوازيين 
أدعى للقبول من الجمهورية الديمقراطية التي ربما كانت هي التعبير 
المنطقي عن تطلعاتهم النظرية؛. على على الرغم من أن ثمة من سارعوا إل 
المجاهرة بذلك أيضاً. غير أن البورجوازي الليبرالي الكلاسيكي عام 
9 (والليبرالي عام 421848 لم يكن على العموم ديمقراطياًء بل مؤمنا 
تاليسكورنة» وبدولة عَلمانية تشيع فيها الحريات المدنية وضمانات 
المشروعات الخاصة» وبحكومة تتألف من دافعي الفمزانتك رأصمداب 
الأملاك. 


ومهما يكن من أمرء فإن نظام حكم كهذا سيتجاوز مجرد التعبير 
عن مصالحه الطبقية ليصبح تعبيرا عن 'إرادة الشعب". الذي تحول 
(في انعطافة عميقة الدلالة) إلى "الأمة الفرنسية". ولم يعد الملك يسمى 
"لويس"»ء أو "الذاكر لفضل الله" أو "ملك فرنسا والتافار" 
"لويس بفضل الله والقانون الدستوري للدولة. 00 
ويقول الإعلان إن "مصدر السيادة بأكملها يكمن أساساً في الأمة'. 


136 


ولا تقر الأمة» على حد قول الأب سييز (5فنزء51 ؤططه)» بمصلحة عل 
الأرض تعلو مصلحتهاء أو تقبل بقانون أو سلطة غير قوانينها 
وسلطاتهاء سواء ما يصدر منها عن البشر أو ما يصدر عن أمم أخرى. 
ولا شك في أن الأمة الفرنسية» ومقلديها لاحقأء لم تدرك أو الأمر أن 
مصالحها قد تتضارب ومصالح شعوب أخرىء بل رأتء على العكس 
من ذلك أنها تدشّنء أو تشارك في حركة تسعى إلى تحرير الشعوب 
عموماً من الطغيان. غير أن المنافسة بين البلدان (كما كانت الحال بين 
رجال الأعمال الفرنسيين)» والإخضاع الوطني (كما حدث مثلا عند 
إخضاع مصالح الدول المغلوبة أو المحررة لمصالح الآأمة العظمى) كانت 
متضمّنة في القومية التي أعطتها بورجوازية 1789 تعبيرها الرسمي 
الأول. لقد كان التماهي بين الشعب والآمة هفهوما توريا» وأكثر تورية 

من البرامج م البوزجوازية اللبزالية التي ديت الوليقة تعبيرها عنها. غير 
أن هذه الوثيقة كانت سلاحاً ذا حدين. 


وحيث إن الفلاحين والكادحين الفقراء كانوا أميين متواضعين أو 
غير ناضجين سياسياًء وعملية الانتخاب غير مباشرة» فقد أنتخب 610 
رجال أغلبهم من هذه الفئات لتمثيل " الطبقة الثالثة " » وكانت أغلبيتهم 
من المحامين الذين أدوا دوراً اقتصادياً يها في أقاليم فرنساء وكان نحو 
مئة منهم من الرأسمالية أو رجال الأعمال. وقد خاضت الطبقة الوسطى 
معركة مريرة ناجحة للحصول على نسبة تمثيل تعادل ما كانت تتمتع به 
ظبقنا السلاء ورجال الكئيسة عسعتين؛ وحسد :ذلك :ظطموحاً معتدلا 
لملجموعة تمثل» وسمياء 5 في المئة من الشعب. وكافحوا الآن بعزم 
تماثل لإحقاق حقوقهم في استغلال الأصوات المحتملة للأغلبية بتحويل 
مجلس فئات الطبقات العامة إلى جمعية عامة للنواب الأفراد الذين 
يصوتون على هذا النحوء بدلاً من أن الهيئة الإقطاعية التقليدية كانت 
تتداول الرأي وتصوت حسب ما تتلقاه من "أوامر"» وهو هو الوضع 
الذي كان بوسع النبلاء ورجال الدوا فيه ذاتهاً أن يتفوقوا على أصوات 
الطبقة الثالئة. وقد حدث الاختراق الثوري الأول حول هذه القضية. 


137 


فبعد نحو ستة أسابيع على افتتاح ' مجلس العموم للطبقات العامة" 
النبلاء ورجال الكنيسة» من قبيل حرصهم على الحؤول دون صدور أية 
أفعال من جانب الملك. وضموا إلى صفوفهم كل من كانوا مستعدين 
لموافقتهم على شروطهم. وشكلوا "جمعية عامة' يحق لها أن تعيد كتابة 
الدستور. . ودفعت بهم محاولة مناوئة للثورة إلى وضع مطالبهم في قالب 
يقارب ما كان راسخا في أنشطة مجلس العموم الإنجليزي. لقد انتهى 
الحكم المطلق» وفق العبارة التي وجهها ميرابو (811286810)» النبيل 
السابق اللامع سيئ السمعة إلى الملك: "مولاي» إنك غريب في هذه 
البيضة ولا عق انلف العسدف عن 70 


أفلحت الطبقة الثالثة في مواجهة المقاومة المتحدة التي أبداها الملك 
وذوو الامتيازات الفئوية؛ لأا لم تقتصر على تمثيل وجهات نظر أقلية 

من المتعلمين والمناضلين» ؛ بل تعدت ذلك إلى تمثيل قوى أكثر قوة 
ونفوذاً: الكادحين المفوام في المدنء ولا سيما باريس» والفلاحين 
اللووين العترة قصيرة) أفناً: وكان ما حول محاولة محدودة للإصلاح إلى 

ثورة يتمثل في أن دعوة مجلس فئات الطبقات العامة تزامنت مع نشوب 
أزهة اقتصادية اجتماعية عميقة. لقد كانت ثمانينات القرن الثامن عشرء 
لجملة من الأسباب المتشابكة؛ حافلة بالصعوبات في فروع الاقتصاد 
كافة. وقد تفاقمت هذه الأزمة وازدادت حدة جراء موسم سيئ 
للمحاصيل عام 1788 (و1789)» وشتاء صعب كل الصعوبة. لقد ألحقت 
مواسم الحصاد السيئة الضرر بالفلاحين؛ فقد أتاحت لكبار المنتجين أن 
يبيعوا الحبوب بأسعار المجاعات» بينما قد تضطر أغلبية الرجال العاملين 
على أراض ضيقة غير كافية إلى أن يأكلوا الذرة التي زرعوها بأيديهم » أو 
ل سان 





(7) نصملممآ) 016 0١‏ العو تلط 5ن ,الم اودع 8 أعسع جر 11:6 بمنبجلمه0 أرعط ام 


.م ,(1959 ,لم80 وبجم صم 


138 


فى المراكز الحضرية الذين ارتفعت كلفة المعيشة بالنسبة لهم وكان الخبز 
غذاءهم الأساسي وتشتاعفت الأسعان» :كما أحقت يم نزيدا من 
الضرر عندما أسفر العوز في المناطق الريفية عن تقليص سوق العمل 
أمام المنتجين» مما تسبب في حدوث كسادٍ صناعي. وسيطر اليأس 
والتململ مع انتشار الشغب وقطع الطرق» وتضاعف يأس الفقراء 
الحضر عندما انقطعت سبل العمل فى الوقت الذي ارتفعت فيه كلفة 
المعيشة. وفي ظل ظروف اعتيادية» لم تكن لتحدث غير أعمال شغب 
عمياء محدودة. غير أن التشنج الرئيسي في المملكة» والحملات الدعاوية 
والانتخابية» قن وضعت مشاعر الناس اليائشة'في منظور 'سياسي؟ إذ 
أدخلت فكرة هائلة جبارة ضد القمع هي "الليبرالية" في أوساط 
الوجهاء: وؤقفت جماعات المشاغبين خلف نوات الطيقة الثالثة. 


حولت الثورة المضادة انتفاضة جماهيرية كافية إلى انتفاضة فعلية. 
ولا شك في أن النظام الفنهم كان م عونا مضاداًء بالقوة 
المسلحة عند الضرورة» مع أن الجيش لم يعد بأكمله مصدراً للثقة 
(والحالمون غير الواقعيين وحدهم هم الذين كانوا يتوهمون أن لويس 
السادس عشر قد يقبل بالهزيمة ويحول نفسه إلى ملك دستوري» حتى 
لو كان أقل غباءً وسفاهةً مما كان عليه» وزوجاً لامرأة أقل سذاجة 
وأكثر إحساساً بالمسؤولية» وكان هو أقل استعداداً للاستماع إلى 
مستشارين أقل جهلا». وفي الواقع أن الثورة المضادة عبأت جماهير 
نارفس لجائعةء' المتشككة المتبحشزة ؤكانت التصيلة الأكدن إثارة:فئ 
تعبئتهم هذه هي استيلاؤهم على الباستيل » وهو سجن الدولة الذي 
يمثل رمزاً للسلطة؛ حيث كان الثوريون يأملون في الحصول على 
السلاح. ولا شيء يعادل إسقاط الرموز وقت الثورة. إن الاستيلاء على 
الباستيل الذي جعل الرابع عشر من تموز/ يوليو عيداً ين لفرنساء 
كرس سقوط الطغيان» واعتبر في جميع أرجاء العالم بداية للتحرير. حتى 
ليقال إن الفيلسوف المتقشف إيمانويل كانت (أصفا اعناممسسطلى الذي 
درج أهالي بلدة كونيغسبيرغ التي يعيش فيها على أن يضبطوا مواقيتهم 


139 


ته ل مدي لقاير عد تيبافه النبأء فأقنع الأهالي 


لاك أن سقوط الس حر الوا مين الأقاليم اليفك 


إن ثورات الفلاحين تكون واسعة عديمة الشكلء غُفْلاً ولكنها لا 
تقاوم. وكان ما حوّل فورةٌ من تململ الفلاحين إلى تشنج لا سبيل إلى 
رذه مزيجا من انتفاضات البلدات في الأقاليم وموجة من الذعر الجماعي 
الذي راح ينتشر بصورة غامضة ولكنها سريعة في أرجاء البلاد 
الواسعة؛ وهو ما عرف بالخنوف الأعظم في أواخر تموز/ يوليو وأوائل 
آب/ أغسطس 9 . وخلال ثلاثة أسابيع من يوليوء كانت الإقطاعية 
الفرنسية الريفية وآلة الدولة فى فرنسا الملكية قد تبعثرتا. وتحولت البقية 
الباقية من شلطة: الدولة إل«عضوعة متتائرة من العناصر التى لا يمكن 
الركون إليها: جمعية وطنية لا حول لها ولا طؤل. وأعداد من إدارات 
الطبقة الوسطى التي أقامت في البلدات أو الأقاليم وحدات بورجوازية 
من "الحرس الوطني ' على غرار ما حدث في باريس. وعندها أرغمت 
الطبقة الوسطى والأرستقراطية على القبول بما لا بد منه؛ فقد ألغيت 
جميع الامتيازات الإقطاعية رسمياً على الرغم من أنها استعيدت بثمن 
باهظ بعد أن استقر الوضع السياسي. وم يلغ الإقطاع نبائياً إلا عام 
7013| . وبحلول نهاية آب/ أغسطسء تبنت الثورة بيانها الرسمي: 
'إعلان حقوق الإنسان والمواطن". وفي الاتجاه المعاكس» كان الملك» 
بغبائه المعهود» يواصل المقاومة» وأخذت قطاعات من ثوار الطبقة 
الوسطى» الذين أفزعتهم منطويات النهوض الجماعي» تتيقن من أن 
الاتجاهات المحافظة قد آن أوانبها. 


ومجمل القول إن ملامح الشكل الرئيسي للسياسات الفرنسية 
والبورجوازية اللاحقة جميعها قد بدأت تنّضح وتنجل» وستهيمن هذه 
الرقصة الجدلية المثيرة على الأجيال القادمة» وسنرى دعاة الإصلاح 
المعتدلين في الطبقة الوسطى يحشدون الجماهير ضد المقاومة العنيدة أو 


140 


الثورة المضادة» وسنرى الجماهير وهي تندفع إلى ما يتجاوز أهداف 
المعتدلين وصولاً إلى ثوراتها الاجتماعية الخاصة» والمعتدلين ينقسمون 
ل ل ل ل 0 
الجداي الى ل سروه بلاق برح الجماهترا حو ران خال ات 
بفقدان السيطرة عليها. وهكذا دواليك» عبر التكرار والتنويع في صيغة 
المقاومة ‏ التعبئة اللمارية -التجول إل الشار - الاتشقاق في أوساط 
الععتائ والعسؤل إن السيةء إل أن تسق الأمور والهذا عن 
مسارين : فإما أن تتحول أغلبية الطبقة الوسطى إلى المعسكر المحافظ» أو 
ُنى بالهزيمة أمام الثورة نيان وفي أغلب ا البورجوازية 
ماكر عدا 50 المحافظين 0 حدق في انق لطاع طبر 
(ولا سيما في ألمانيا) غير ميالين إلى بدء الثورة على الإطلاق خوفاً من 
نتاكجها غير المحسوبة» وآثروا مع ذلك أن يتصالحوا مع الملك 
والأرستقراطية. وكان واحجةه الغرابة في الثورة الفرنسية يتمثل في أن جانبا 
فو الطقة الوسطى 'اللبرالية كان مستكدا للإبقاء على روحه الثورية إلى 
أن يبلغ» » بل يتجاوز حدود الثورة المعادية للبورجوازية» وهؤلاء هم 
" اليعاقبة " » الذين أصبح أسمهم مرادفاً ل ' الثورة الراديكالية الجذرية " 
في كل مكان. 


ولماذا؟ السبب» في جانب منهء هو أن البورجوازية الفرنسية م 
يكن وراءهاء مثل الليبراليين اللاحقين» ما يفزعها من الذكريات المريرة 
للثورة الفرنسية. ففي أعقاب 4+ انتضح للمعتدلين أن نظام اليعاقبة 
قد دفع بعجلات الثورة إلى الأمام بأكثر تما يحتمله البورجوازيون 
ومصالحهم في المستقبل» كما تون للتوووة أنه إذا نا مدن لي تمن 
3" أن تشرق مرة أخرى» فإن عليها أن نُطل على مجتمع غير 
بورجوازي. كما أن بوسع اليعاقبة» من جهة أخرى» أن يتقبلوا النزعة 
الراديكالية ؛ إذ لم تكن قد قامت في زمانهم طبقة قادرة على أن تطرح 


141 


نفسها بديلا اجتماعياً متماسكاً لهم. فمثل هذه الطبقة لا يمكن أن تنشاً 
إلا في سياق الثورة الصناعية» مع البروليتاريا أو بصورة أدق. مع 
الأيديولوجيات والحركات المنطلقة منها. ولم تكن الطبقة العاملة. 
(وتلك. بالمناسبة» تسمية مغلوطة لجمهرة ة من العاملين بأجر خارج 
ميدان الصناعة على الأغلب)» قد أسهمت حتى ذلك الحين بأي دور 
0 أهمية. صحيح أنهم جاعواء وشاغبواء وربما حلموا. غير 
هم لأغراض عملية» تبعوا زعماء غير بروليتاريين. أما ل 
ل كه لوا ويظلون» حسبما تقتضيه 
المناسبات» يحافظون على أنفسهم إما كقوة تتعذر مقاومتهاء أو كتلة ثابتة 
في مكانها من دون خراك وإذا اسعديينا زمر المكرين الأبديو لوسية 
والمناضلين الذين يداهمهم العجز حالما يحرمون من الدعم الجماهيري» 
فإن البديل الوحيد للراديكالية البورجوازية هو جماعة " اللامتسرولون " 
(0165الناتقصة5)ء الذين يمثلونء على الأغلب» حركة حضرية هلاميَّةٌ 
للكادحين الفقراء. وصغار الحرفيين» والصناع المهرة» وأصحاب 
المشروعات الصغرى ومن إليهم. كان اللامُتسرولون منظمين» ولا سيما 
في 'أقسام" باريس والنوادي السياسية المحلية» وكانوا القوة الضارية 
الرئيسية للثورة؛ أي جمهرة المتظاهرين والمشاغبين» وبناة المتاريس. ومن 
خلال صحافيين مثل مارا (380180) وإيبير (116050) وناطقين محليين» 
وضعوا سياسة يكمن خلفها نموذج اجتماعي مثالي غامض المعالم » 
متناقض يجمع بر بين احترام الملكية الفردية (الصغيرة)» والعداء للأثرياء. 
والعمل الذي تكلفه الحكومة. والأجور والضمان الاجتماعي للفقراء: 
وديمقراطية متطرفة ومحلية ومباشرة تقوم على المساواة والحرية. والواقع 
أن اللامتسرولين كانوا قرغا ون الققياء الببكنا سي المهم العام الذي كان 
يستهدف التعبير عن مصالح الجماهير ب من "الناس العاديين " 
الذين يعيشون بين قطبي الرحى : البورجوازيين والبروليتارياء مع ميل 
إل القانية ورت الخرل 4 يا نوو ا كافوا مها يعانؤن الفقن وييكدنا أذ 
نلاحظ تيارات أخرى في هذا الاتجاه العام في الولايات المتحدة (مثل 


142 


الجفرسونية» والديمقراطية الجاكسونية» أو الشعبوية)» وفي بريطانيا 
(الراديكالية)» وفي نرتيا (أبئلاف "المجهورون * والاستراكيين 
الراديكاليين في المستقبل)» وفي بلدان أخرى. ولقد نزع هذا التيارء في 
أغلب الأحيان» إلى الاستقرار في المراحل التي تلت عصور الثورة ليمثل 
الجناح اليساري في ليبرالية الطبقة الوسطى» مع تحاشي الاعتقاد بالمبدأً 
القديم بأن ثمة أعداء له في صفوف اليسارء والاستعدادء» وقت 
الأزمات» للتمرد نين #خانل انال »أن :*اللقين الانتضادين؟ أو 
"صليب الذهب الذي علقت عليه البشرية". بيد أن حركة اللامتسرولين 
أخفقت كذلك في طرح بديل حقيقي؛ ذلك أن النموذج المثالي الذي 
كان يراودهاء ويمثل الماضي الذهبي للقرويين والصناع المهرة الذين لا 
يكدر حياتهم أصحاب البنوك والملايين» لم يكن ممكن التحقيق» وكان 
التاريخ يتحرك ضدهم ق الاتجاه المعاكس. وجل ما كان بوسعهم أن 
يفعلوه ‏ وذلك ما أنجزوه بين العامين 1793 و1794 هو أن يقيموا 
العراقيل في طريق التاريخ» وذلك ما أعاق النمو الاقتصادي الفرنسي 
منذ ذلك الوقت وربما حتى الآن. والحقيقة أن حركة اللامتسرولين 
كانت ظاهرة توحي العجز حتى إن اسمها أصبحء إلى حد بعيد» نسياً 
منسياًء أو أن ذكرها لا يرد إلا باعتبارها مرادفة لليعاقبة الذين تزعموها 
فى السنة الثانية. 


11 


شٍِ الفترة بين العامين 1789 و1791 باشرت البورجوازية المعتدلة 
الظافرة» من خلال ما أصبح الآن 'الجمعية التأسيسية"» عملية الترشيد 
والإصلاح الهائلة التي كانت ترمي إليها في فرنسا. وتعود إلى تلك 
الفترة أغلب الانجازات المؤسسية الدائمة للثورة» بما فيها نتائجها 
الدولية الباهرة» واستحداث النظام المتري» وريادة تحرير اليهود. وكان 
لاتحيكية الناسسية حورا لبنزال قافا مق الوجية الاقتصادية؛ فقد 
تر كوبت سياستها تجاه الفلاحين في إغلاق الأراضي العامة المشاع 


143 


وتشجيع أصحاب المشروعات الريفيةء وتجاه الطبقة العاملة في درء 
خطر النقابات» وتجاه الحرف الصغيرة في إلغاء نقابات التجار والصناع 
وجمعياتهم. ولم ترض عامة الناس بغير القليل الملموس» باستكثناء عَلْمئة 
أراضي الكنيسة وبيعها (وكذلك أراضئي النبلاء المهاجرين) عام 21790 
مما كان له ثلاث فوائد مترابطة هي: إضعاف سلطة الكهنوت» وتعزيز 
قدرة أصحاب المشروعات الفلاحية في الأقاليى ومنح كثير من 
الفلاحين مردوداً قيس على قدر نشاطهم الثوري. وتولى دستور 1791 
صيانة الديمقراطية بنظام ملكي دستوري يقوم على تمتع قاعدة عريضة 
هر *الواظطين النشطين" ذوي الأملاك بحق التصويت. وكان من المؤمل 
أن يكون هؤلاء أهلاً لهذا الحق. غير أن ذلك لم يتحقق في الواقع؛ 
فالملكية؛ التي غدت تساندها الآن جماعات قوية من الثوريين السابقين 
لمق 50 لتطلبات النظام الجديد. لقد كان البلاط يحكى 
ويتآمرء لإرسال حفنة من أبناء عمومة الملك لطرد زمرة العوام الحاكمة 
تلك» وإعادة ملك فرنساء الكاثوليكي الأولء المبارك من الربء إلى 
مكانه الحق. وجاء الدستور المدني للكهنوت (1790)»: وهو محاولة خاطئة 
لا لتدمير الكنيسة» بل لتدمير الولاء الروماني المطلق للكنيسة» ليدفع 
أكثر رجال الدين وأتباعهم إلى صفوف المعارضة. وليدفع الملك إل 
محاولة يائسة» تكشفت آخر الأمر عن محاولة انتحارية» للهرب من 
البلاد. وألقى القبض عليه في فارين (حزيران/ يونيو 1791)» فغدت 
النرعة اخجيرية منذئذٍ قوة جماهيرية؛ ذلك أن الملوك الذين يتخلون عن 
شعوبهم إنما يخسرون حقهم في ولائها لهم. ومن جهة أخرى. أبرز 
اقتصاد المعتدلين القائم على المشر وع الخاص المنفلت درجة التقلب في 
مستتو يانك: "لحار وزاد بالتالي من حدة الموقف في أوساط الفقراء في 
المراكر الحضرية؛» ولا سيما في باريس. وسجل سعر الخبر درجة 
السخونة السياسية في باريس بدقة لا يضاهيها إلا ميزان الحرارة» 
وأصبحت جماهير باريس الآن هي القوة الثورية الحاسمة. فلا عجب إذن 
في أن العلم الفرنسي الجديد المثلث الألوان قد جمع بين الأبيض الملكي 


144 


القديم» ولون باريس الأحمر والأزرق. 


وأفضى نشوب الحرب إلى نقطة الانفجار؛ أي إلى الثورة الثانية 
عام 21792 وجمهورية اليعاقبة في السنة الثانية» وآخر الأمرء إلى بجيء 
نابليون. وبعبارة أخرى» فإن الحرب حولت تاريخ الثورة الفرنسية إلى 
تاريخ لأوروبا. 


عملت قوّتان على دفع فرنسا إلى خوض حرب عامةء هما: اليمين 
المتطرف واليسار المعتدل. وأصبح واضحاً بالنسبة للملك» وللنيلاء 
الفرنسيين» والأرستقراطية المتزايدة التي أخذت تتجمع في مختلف المدن 
الألمانية الغربية» أن التدخل الأجنبي هو الوسيلة الوحيدة لإعادة النظام 
القديه”*. وإذا أخذنا بالاعتبار تعقيدات الوضع الدولي» والاستقرار 
السياسي النسبي في الدول الأخرى» أدركنا أن تنظيم عل هذا التدخل 
لم يكن بالأمر المسسترة غير أنه كان من الواضح أيضاً لدى الثبلاء 
والحاكمين بنعمة الرب في أماكن أخرى أن استعادة سلطة لويس 
السادس عشر لم تكن مجرد دليل على التضامن الطبقي» بل كا يهام 
الأمان ضد انتشار الأفكار الوافدة من فرنسا. من هناء بدأت القوى 
المتأهبة لغزو فرنسا التجمع في الخارج. 


وفي الوقت نفسه. كان الليبراليون المعتدلون أنفسهم» ولا سيما 
مجموعات السياسيين المتحلقين حول النواب من دائرة جيروند التجارية؛ 
يمثلون قوة محاربة؛ ويعود ذلك جزئياً إلى أن كل ثورة حقيقية تنزع إلى 
أن تكون مسكونية في آفاقها. فبالنسبة للفرنسيين» وللعديد من أنصارهم 


(8) بين العامين 1789 و1795» هاجر ما يقارب 300 ألف فرنسيء انظر: بطعهاظ .© 
به مسرعلمس ‏ مباماعت' 0‏ عورم “بعاوفزة 7617 كلت عوتدعصهة ‏ طملأمسعتصط ل 
0/1 عمل 116 ,عع © لالقصوط أكء ,137 .م ,(1947) 1 .701 رعقلم مم نعادمه 
رووع5 ا[أأوةاتمتآ لعممبضمآط :عع لتتطصسدت) وبمنابراوسع 17 جاأعده :17 عرزا ومتميل تنملاه توتتل 


1951. 


د14 


الشامل 0 لي وأدى ذلك الموقف إلى الإسراء بالاعتقاد بأن من 
واجب أمّ الثورات أن تتولى تحرير جميع الشعوب التي كانت ترزح تحت 
نير القمع والطغيان. كانت ثمة عاطفة مشبوبة ورعبة عارمة في أوساط 
الثوار والمعتدلين والمتطرفين لإشاعة ا لحرية» وعجز حقيقي عن فصل 
الآغة الفركيية جو الشرية المستغيلة بأكملها. وتبنت كل من الحركات 
الثورية الفرنسية والاخرف وجهة ا هذى أو قاأمت جح دي 
حتى العام 1848 م 
لإطاحة الرجعية الأوروبية. ومالت الثورات الوطنية والتحررية بعد العام 
0+ مثلما حدث في إيطاليا وبولنداء إلى الاعتقاد بأنها تحمل رسالة 
رسولية تدفعها إلى تمكين الآخرين من الإمساك بزمام الحرية. 


ومن جهة أخرى. فإن الحربء إذا ما نظرنا إليها نظرة أقل 
مثالية؛ ستساعد في حل العديد من المشكلات الداخلية. ولا شك في 
أنه كان من المغري أن تُعزى الصعوبات التي يعانيها النظام الجديد ؟ 
مؤامرات المهاجرين والطغاة الأجانب لتتحول إليهم مشاعر النقمة 
الشعبية. وقد احتج أصحاب الأعمال» بصورة خاصة» نأثة لا يمكن 
معالحة خفض قيمة العملة والمشكلات الأخرى إلا إذا أزيلت مخاطر 
التدخل الخارجي. وكان هؤلاء. ومنظروهم وأنصارهم» يرون من 
خلال نظرة خاطفة على السجل البريطاني» أن التفوق الاقتصادي هو 
وليد السياسة العداتية المنهجية (ولم يكن القرن التاسع 5 
الى يكوة فيه امات الأصنال الغا جتحوبءين تحب السام )د يضاف 
إل ذلك أن الحرب كما سيتبين فيما بعد ستنتج الريح» ولهذه الأسباب 
كلهاء أخذت الأكثرية في الجمعية التشريعية الحديدة» باستثناء ع جناح 
يميني صغير» وجناح يساري صغير يتزعمه روبسبيير» الدعوة للحرب. 
ولهذه الأسباب ذاتها أيضاً. أصبحت غزوات الثورة تجمع بين التحريرء 
والاستغلال» والإلهاء السياسي. 


146 


أعلنت الحرب فى نيسان/ أبريل 1792. وأدت الهزيمة التي عزاها 
الشيعي قدو الحمر لق برل بحاتة رافيان التخريي اللكياة إل 
الراديكالية. وفي خلال آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر»ء أطيحت 
الملكية» وأست خيورية وااعندة سمماسكة )رواغان فصر بعديد فى 
تاريخ البشرية مع البدء بتطبيق "السنة الأولى" من التقويم الثوري 
بوساطة العمل العسكري الذي قامتث به جماهير اللامتسرولين في 
باريس. وقد بدأت الثورة الفرنسية عصرها الحديدي البطولي في غمرة 
مذابح ليق مجاه الماع نو تتكابارك الوق الرطق لالد 
قد يكون التجمع الأبرز في تاريخ العمل البرلماني ‏ والدعوة إلى المقاومة 
الشاملة للغزو. وسجن الملك» وأوقف الغزو الأجنبي في معركة غير 
مثيرة بالمدفعية في فالمي. 


إن الحروب الثورية تفرض منطقها الخاص. وكان الجيرونديون» 
الذين أظهروا نزعة حربية في الخارج وتوخوا الاعتدال في الداخل» 
يمثلون الحزب المهيمن في المؤتمر الجديد» وكانوا يتألفون من مجموعة من 
الختطياء الب لمانوين. اللامعين الأخادين :-ويمثلون الأغمال الفجارية 
الكبيرة» والبورجوازية في الأقاليم» ويتمتعون بمكانة ثقافية نميزة» 
وكانت سياساتهم مستحيلة كلياً؛ ذلك أن دولة قادرة على شن حملات 
0 القادرة على حفظ التوازن 
المحكم بين الحرب والشؤون الداخلية (وذلك ما كانت تفعله النساء 
والرجال في بريطانيا في روايات جين أوستن («عادناة عصهآ)). ولم تقم 
الثورة بحملة محدودة» كما أنها لم تكن لديها قوات منظمة؛ لذلك 
تأرجحت الحرب»ء على هذا الأساس» بين الانتصار الساحق للثورة 
العالمية من جهة»ء والهزيمة الساحقة التي كانت تعني نجاح الثورة 
المضادة من جهة ثانية. أما الجيش» وهو ما تبقى من الجيش الفرنسي 
القديم» فكان عديم الفاعلية غير جدير بالثقة؛ إذ هرب دومورييز أبرز 
القادة الجمهوريين من الجيش بعد فترة وجيزة» وانضم للأعداء. وم يكن 
ممكناً كسب مثل هذه الحرب إلا بانتهاج أساليب ثورية غير مسبوقة, 


147 


حتى لو كان النصر يعني إلحاق الهزيمة بالتدخل الأجنبي فحسب. وقد 

تم العثور على هذه الأساليب في الواقع. فخلال أزمتها هذه» اكتشفت 
0 الفرنسية أو اخترعت الحرب الشاملة؛ أي حشد جميع موارد الأمة 
من خلال التجنيد» والتقنين» وممارسة السيطرة الحازمة على الاقتصادء 

وإلغاء الامتيازات بين الحنود والمدنيين» في الداخل والخارج. وم يتضح 
هول التداعيات التي خلفها هذا الاكتشاف إلا في هذه الحقبة التاريخية. 
فحيث إن الحرب الثورية بين العامين 1792 و1794 ظلت حالة استثنائية» 
فإن أغلب المراقبين في القرن التاسع عشر لم يفهموا معناهاء واقتصرت 
النتائج التي خلصوا إليها (ثم نسيت في أواخر العهد الفيكتوري 
الطويل) على القول إن الحروب تؤدي إلى الشورات» وإن الثورات 
تكنية جرويا يستعيل كبييها. ولا يسعنا إلا في أيامنا هذهء وبمنطق 
المجهود الحربي الشامل المعاصرء أن هم معي حجهتورية اليعاقبة» 
و'الإرهاب" فى العامين 1793 و1794. 


لقد أعرب اللامتسرولون عن ترحيبهم بحكومة حرب ثورية, لا 
لآنهم كانوا يرون» بحق » أن هذه الوسائل وحدها هي التي ستحقق 
الهزيمة بالثورة المضادة والتدخل الأحنين) بل لأن هذه الوسائل التي 
انتهجوها يدت الشعب» وجعلت العدالة الاجتماعية أقرب منالاً 
(وقد تناسى هؤلاء أن مجهود الحرب الحديثة الفعال لا يتواءم 
والديمقراطية الطوعية اللامركزية المباشرة التي يبتغونبها). وكان 
ا جيرونديون» من جهة أخرى» يتخوفون من التبعات السياسية الناحمة 
عن الجمع بين الثورة الجماهيرية والحرب اللتين أطلقوهما من العقال. 
كما لم يكونوا مهيأين للمتافسة مغ السار» و يكوترا يرطبون في 
محاكمة الملك أو إعدامه, بل كان عليهم أن يزاحموا منافسيهم " الجبليين " 
(اليعاقية)» رمور الحماس الثوري. فاليعاقبة» لا الجيرونديون» هم الذين 
يريدون تو سيع الحرب إلى حملة أيديولوجية عامة للتحريرء ويواجهون 
بالتحدي المباشر المنافس الاقتصادي الأكبر : بريطانيا. وقد أفلحوا فى 
هذا المسعبى. ففي العام 03 كانت فرنسا خوض اي ل 


148 


أوروباء كما بدأت تطبيق عمليات الضم الأجبي (الذي أكسبه الشرعية 
المبدا الذي استحدث في الآونة الأخيرة» القاضي بحق فرنسا في 
" حدودها الطبيعية"). إلا أن توسيع الحرب» ولو بالأسلوب السيىئ 
الذي سارت عليه» قد شدد من قبضة اليسار الذي كان هو وحده القادر 
على كسب ال حرب. وتراجع الجيرونديون بعد أن خسروا فرصة المناورة» 
إلى أن انتهواء آخر الأمرء إلى شن هجمات خائبة على اليسار الذي 
كان» بدوره» قد بدأ ثورة منظمة في الأقاليم ضد باريس. وفي 2 
حزيران/ يونيو 1793» قام اللامتسرولون بانقلاب سريع أطاحوا به 
الجيرونديين» وأطل عهد جمهورية اليعاقبة. 


11 


عندما يفكر الشخص العادي المتعلم في الثورة الفرنسيةء فإن أول 
ما يرد إلى ذهنه يتمثل في أحداث العام 21789 ولا سيما 'جمهورية 
اليعاقبة للسنة الثائية". وتبرز في هذا السياق صور جلية شتى: روبسبيير 
المتأنق» ودانتون (5هغهه8) الجسيم الذاعرةء وسان ‏ جوست القوري 
الجليدي الأنيق» ومارا الفظء ولجنة السلامة العامة» والمحكمة الثورية 
والمقصلة. ول ا الثوريين العتدلين الذبين دوا 
اهاعري ااي ين إلا 00 مب د 
الحيرونديين باعتبارهم جماعة فحسبء وربما لاعتبارات غير مهمة 
سياسياًء وبسبب النساء الرومانسيات اللواتي التحقن بهم» ومنهن مدام 
رو لان لهام 00 أو ث ر ار ث 2 رداي ين 0 
غوديه 0 صورة دائمة ل "الإرهاب"» 
والدكتاتورية» والتعطش الهستيري لسفك الدماء دونما هوادة. وعى 
00 م ذلك» فإن عمليات البو الجماعي آنذاك تبدو ” نا 


149 


للثورة الاجتماعية» مثل المذابح التي جرت بعد "كومونة باريس" عام 
1. فقد نفذت سبعة عشر ألفاً من حالات الإعدام الرسمي خلال 
أرعة د يا واعتبر الثوارء ولا سيما في باريس» هذه الفترة 
جمهورية الشعب الأولى التي ألهمت جميع ما تلاها من ثورات. ولا ينبغي 
على هذا الأساس قياس هذه المرحلة بمعايبر الحياة البشرية العادية. 


وذلك صحيح. غير أن الأمر بالنسبة للطبقة الوسطى الصلبة التي 
وقف أفرادها وراء ' الإرهاب ' ' بكل قوة» لم يكن حالة مَرّضية ولا رؤية 
مستقبلية» بل كان في المقام الأول الأسلوب الوحيد الفعال للمحافظة 
على بلادهم. وهذا ما فعلته جمهورية اليعاقبة» فحققت بذلك إنجازاً 
فارقاً للعادة. ففي حزيران/ يونيو 1973 كانت ستون من أصل ثمانين 
دائرة في فرنسا في حالة تمرد ضد باريسء» وكانت جيوش الأمراء 
الآلاك تنو فرتيا من الشمال والقرق» ينما كان البريطاتيرج ددرن 
هجماتهم من الجنوب والغربء وكانت البلاد تعاني العجز والإفلاس. 
وما إن انقضت أربعة عشر شهرا حنى كانت فرنسا كلها تخضع لسيطرة 
تحكمة بعد أن طرد جميع بع الغزاة. وأعاد الجيش الفرنسي احتلال بلجيكاء 
وأوشك على دخول مرحلة جديدة من الانتصارات العسكرية المستمرة 
السهلة تسبياً ما يقرب من عشرين غاماً لاحقة. ففى آذار/ .مارس 1794 
كائك نات لحرن + الذى فوا عفن تمعد كلاف مراك عه كان عله 
من قبل» تعادل نصف النفقات السابقة فى آذار/ مارس 21973 
والنعدرت"فيتنةالجيدلة النرقيمية أو بالا حرف أرراق سينا 
(كأهمونووة) التي حلت محلها). خلافاً لما كان عليه الحال في الماضي 
وما أصبح عليه في المستقبل. ولا عجب إذن إذا وجدنا جانبون سان 
قدو العضو اليعقوبي في لجنة السلامة العامة الذي أصبح» رغم 
نزعته الجمهورية الراسخةء واحداً من أكثر رجالات نابليون كفاءق 





)9 :1( االتأممعخ[ عدم[ عرلا عواتسيك «مجرع 1 عرز [و عم مم1 11:6 برعو لأمسمر 


.(1935 رووععط توازوع خحلمل] لتهنكتهة1] تععلتتطسمن)) «رمتنماء معنم أمعناعقنم !5 ار 


1]]50 


0 إلى ا الإنجرادور»ة لي بدأت ع عت و 


20100 
التعافل بج راك أسيو ا توا رد أل © 


بالنسبة لهؤلاء الرجال» بل لجميع أعضاء المؤتمر الوطني الذي 
اسكايد بشروقى 'سيطوقة علو لشدنه المكرة البطولنة»: كان الخبار: بميظا بين 
أمرين لا ثالث لهما: فإما الإرهاب بكل ما فيه من مثالب من وجهة 
نظر الطبقة الوسطىء» أو تدمير الجمهورية وتفكيك بنية الدولة الوطنية» 
وونماء عل نحو ما لتك في بولند 4 الختفاء البلاة يأكملهاء ولرلا 
الأزمة المستحكمة في فرنساء لكان الكثيرون منهم يفضلون نظاماً أقل 
حديديةً» واقتصاداً أقل خضوعاً للسيطرة. وأدى سقوط روبسبيير إلى 
انتشار وبائى للتسيّب الاقتصادي والتهريب والفساد الذي أفضى آخر 
الأمر إلى تصاعد التضخم ثم إلى إعلان الإفلاس الوطني عام 1797. 
وحتى لو نظرنا إلى الوضع من زاوية أضيقء» فإن مستقبل الطبقة 
الوسطى الفرنسية كان يعتمد على وجود دولة وطنية مركزية موحدة 
قوية. وعل آية :حال فإن الثورة التى تخلقت تقريباً مفهوم 'الأمة"» 
و"الانتماء الوطني" بالمعنى الحديث للاصطلاح لم تكن تتخلى عن 
مفهوم "الأمة العظمى". 

كانت المهمة الأولى التي أخذها نظام اليعاقبة على عاتقه هي حشد 
الدعم الشعبي ضد الجيرونديين ووجهاء الأقاليم المنشقين» والمحافظة 





(10) "هل تعرفون الحكومة (التي تحقق لها النصر)؟. .. إنها حكومة المؤتمرء حكومة 
اليعاقبة ذوي القبعات الحمرء الذين ارتدوا الملابس الصوفية الخشنة» وعاشوا على الخبز 
الكفاف والجعة الرديئة» وناموا على مطارح مدت على أرض قاعات الاجتماع عندما كان 
يعييهم التعب ولا يستطعون الاستيقاظ لإجراء المزيد من المداولات. هؤلاء هم الرجال الذين 
أنقذوا فرنسا. وكنت واحداً منهم أيها السادة. ولا يسعني في هذا المقام» وأنا أوشك على 
دخول ردهات الإمبراطورء إلا أن أعتز بذلك كل الاعتزاز"» مقتبسة من كتاب: قعل 

111-11 .مم ,(ز1958] رعتأعطعه 11 :زمسوط]) برمغاممه77 ع4 عاع 2:6 دما ,أللة 501 


151 


على المساندة الجماهيرية التي يتمتع بها اللامتسرولون في باريس» الذين 
كانت مطالبتهم بجهد حربي ثوري - أي بالتجنيد العام» وبالإرهاب ضد 
' الخونة". والضبط المحكم للأسعار ‏ تصادف هوى في نفوس 
اليعاقبة» مع أن مطالبهم الأخرى كانت أكثر صعوبة. وأعلن دستور 
جديد أكثر تطرفاً كان الجيرونديون قد أرجأوا إعلانه. ووفقاً لهذه الوثيقة 
النبيلة» وإن كانت أكاديمية المنحى» منح الشعب حق التصويت الكامل 
الشامل» وحق التمردء والعملء أو الإعالة» والأهم من ذلك كله 
الإعلان الرسمي عن أن هدف الحكومة هو تحقيق السعادة للجميعء 
وأن حقوق التاس ينبغي أن لا تكون متاحة فحسب» بل جب ممازستها 
بنشاط وفاعلية. وكانت هذه الوثيقة أول دستور ديمقراطى حقيقى تعلنه 
دولة حديثة. وبصورة أكثر تخصيصاًء ألغى اليعاقبة البقية الباقية من 
الحقوق الإقطاعية من دون تعويض» وطوروا فرص المستثمرين الصغار 
لابتياع أراضي المهاجرين المهجورة» كما ألغواء بعد بضعة أشهرء الرق 
في المستعمرات الفرنسية لتشجيع الزنوج في سان دومنغو على الكفاح 
لصلحة الجمهورية ضد الإنجليز. وكان لهذه الإجراءات نتائج بعيدة 
الملذى اقم بامريكاء. اهمف تن إبزاذ أول ؤعافة توزية مسعدلة ذات 
شأن ف ترماة يلوق زكر ".و حاتي انرنييا قله فيه سني 
للفلاحين الملاك» صغاراً ومتوسطين» ولصغار الصناع المهرة وأصحاب 
الحوانيت» الذين أصابهم التقهقر الاقتصادي ولكنهم ظلوا على ولائهم 
الشديد للثورة وللجمهورية؛ وذلك هو الموقف المهيمن فى البلاد منذ 
ذلك الحين. وقد تباطأ التحول الرأسمالي للزراعة والمشروعات الصغيرة» 
وهو الشرط الجوهري للنمو الاقتصادي السريع. وحفّت سرعة الزحف 





(10) كان فشل فرنسا النابليونية في استعادة هايتي واحداً من الأسباب الرئيسية لتصفية 
كامل الإمبراطورية الأمريكية المنبقية التي بيعت للولايات المتحدة بموجب صفقة لويزيانا 
(1803). وهكذاء كان من النتائج الإضافية لانتشار النزعة اليعقوبية في أمريكا أن أصبحت 
الولايات المتحدة قوة تنتشر على مدى قارة بأكملها. 


152 


الحضري» والتوبيخ في أسواق البناء» وتكائر الطبقة العاملة» وبالتالي 
مظاهر التقدم في الثورة البروليتارية. وحكم على كل من الشركات 
الكبرى والحركة العمالية أن تظل ظاهرة أقلية في فرنساء وعلو وا يط 
ميا محر من «النقالات :غك ؤوايا الشوارعء ومن صغار الملاك الزراعيين 
وأصحاب المقاهي!12. 


أخذ مركز الحكومة الجديدة» التي مثلت تحالفاً بين اليعاقبة 
واللامتسرولين» يميل بحذر إلى اليسارء وتجلى ذلك في إعادة تشكيل 
لجنة السلامة العامة التي سرعان ما أصبحت هي حكومة الحرب الفعالة 
في فرنسا. وقد فقدت اللجنة دانتون» الثوري القوي. الجحسورء وربما 
الفاسدء الموهوب إلى أبعد الحدودء الأكثر اعتدالاً ما يبديه ظاهره 
(وكان وزيراً فى آخر حكومة ملكية)» ولكن اللجنة كسبت ماكسيمليان 
وورعي ادن أصبح أكثر أعضائها نفوذاً. وإن قلة من المؤرخين 
يستطيعون أن يقيّمواء بروح موضوعية لا تشوبها العاطفةء هذا المحامي 
الأنيق الظريف المتعصب الذي يعتقد في قرارة نفسه أن الفضيلة حكرٌ 
زونك تلت هر الذي فيا الإرحات«والعقفة التدوى كينا 
السنة الثانية التي لا يمكن لامرئ أن يتخذ منها موقف الحياد» وهو لم 
يكن شخصاً مقبولاً على أية حال؛ وحتى الذين يعتقدون الآن أنه كان 
على حق» يؤثرون عليه العنفوان الرياضي اللامع الذي كان يتمتع به 
ميلد النزافسن الإمتارطية الشاب باد جوست. . ولم يكن رجلا 
عظيماًء بل إنساناً ضيق الأفق أغلب الأحيان. بيد أنه الفرد الوحيد ممن 
أفرزتهم الثورة (عدا نابليون)» وأحاطت به هالة من الاستهواء 
والتمجيد. ذلك أن جمهورية اليعاقبة لم تكن بالنسبة له وبالنسبة للتاريخ» 
أداة لكسب الحرب» بل نموذجا مثاليا؛ إنها تجسد سيادة العدالة 
والفضيلة» بما تنطوي عليه من إرهاب وعظمة» عندما يكون المواطنون 





)212 انظر الفصل التاسع من هذا الكتاب. 


153 


سواسية في نظر الأمة» ويباشرون مطاردة الخونة. وقد استوحى مزيداً 
من القوة من جان جاك روسو (155610ا1]10 5عنا وه 12-صم6 )23 ومن 
اعتقاده الراسخ بعصمته؛ ولم تكن لديه سلطات دكتاتورية رسمية» أو 
حتى مكتب خاص» لأنه لم يكن أكثر من عضو في لجنة السلامة 
العامة وهي اللجنة الأقوى». وإذلم تكن ١‏ الكاملة القوة. في المؤتمرء 
وكانت قوته تنبع من الشعب ‏ من جماهير باريس» وكان إرهابه من 
إرهاءهم. وعندما تخل عنه الناسء هوى ساقطا. 

تكمن مأساة روبسبيبر وجمهورية اليعاقبة في أنهما كانا مرغمين على 
قطع هذا ايم فتقد كان النظام تحالفاً بين الطبقة الوسطى وحجماهير 
لع أما بالنسبة ليعاقبة الطبقة ارد ٠‏ فإنه يمكن التغاضي عن 
الأسوازات* الف يسحتو يا لاسر ولون ها دام :ف يوم الحفاف 
الجماهير حول النظام دون إلقاء الرعب في نفوس الملاك, وكان يعاقبة 
الطبقة الوسطى هم العامل الحاسم في نطاق هذا التحالف. يضاف إلى 
ذلك أن احتياجات الحرب أرغمت كل حكومة عل التنفيذ والضبط 
والربط بصورة مركزية» وعلى حساب الديمقراطية الحرة المحلية المباشرة 
في المنتديات والسعيية وفي المليشيانتك التطوعية العرضية» 
والانتخابات الحرة الحافلة بالمناقشات التي كان يغتذي منها 
اللامتسرولون. إن العملية التي عززت موقف الشيوعيين على حساب 
الفوضويين في الحرب الأهلية الإسبانية بين العامين 1936 و1939 هي 
الل تشجعيت العاقية من أنباع سانا توس وأمقاله عل سيان 
اللامتسرولين من أنصار إيبير. وبحلول العام 1794؛ كانت الحكومة 
والأنشطة السياسية قد حولت إلى كتلة واحدة متماسكة من السلطةء 
يسيرها ويشرف عليها مندوبون مباشرون عن اللجنة أو المؤتمر» من 
خلال مبعوثين لأداء مهمات محددة» بالإضافة إلى أعداد ضخمة من 
الضباط والمسؤولين اليعاقبة» بالتعاون مع المنظمات الحزبية المحلية. 





(13) انظر الفصل الثالث عشرء ص. 457-445 من هذا الكتاب. 


154 


وأخيرأًء فإن الاحتياجات الاقتصادية للحرب أسهمت في تراخي 
اياده النقسية ردن حفن نم لقيو قر لقن امدق والبلة اتام قبط 
الأوعار واكمق عم أ قمين:الأجرد اندي رانقينا أطي المون 
بالناس. أما في المناطق الريفية» فإن التجميع المنهجي المنظم للأغذية قد 
أثار مشاعر العداء فى أوساط الفلاحين. 


وهكذاء تراجعت الجماهير إلى تخوم التذمر أو إلى أجواء من 
السلبية الخائرة الغاضبة» خصوصاً بعد محاكمة أنصار إيبير وإعدامهم»ء 
وهم الكعان ونا بين اللفتتدتبنيلبيان اللانميزوليو» وف تلك الاثناء 
دب الفزع في صفوف المزيد من المساندين المعتدلين بسبب الهجمات 
التي شنت على الجناح الأيمن الذي تزعمه دانتون في المعارضة. وكان 
هذا الطرف المنشق قد وفر ملجأ للعديد من المتلاعبين بالسوق» 
والمضاربين» وناشطي السوق السوداء وغيرهم من العناصر التي كانت» 
رغم فسادهاء هي هي التي تتراكم لديها رؤوس الأموال. وقد تفاقم هذا 
الوضع عندما أخذ دانتون يجسد في سلوكه توجهاً فولستافياً لا صلة له 
بالأخلاق» يقوم على حرية الحب وحرية الإنفاق (وكثيرا ما يبرز مثل 
هذه الاتجاهات أول الأمر فى المراحل الأولى من الثورات الاجتماعية» 
إل انحرو السلنة للنزعة التطهرية المحافظة). إن أمثال دانتون في 
التاريخ يُمَنوّن بالودومة ذانها عل ايد أمثال روبسبيير (أو من يدعون 
أعية يحذون حذو ووتسيير)ء لأن تكريشس التقالبد المحافظة يستظيع أن 
يحقق النجاحء بينما تعجز عن ذلك الحياة البوهيمية. وإذا كان روبسبيير 
قد تمتع بدعم معتدل» لأنه قضى على الفساد ‏ الذي كان يعمل في كل 
الأحوال لمصلحة المجهود الحربي - فإن القيود المشددة على الحرية وعلل 
الكسب قد أثارت مخاوف رجال الأعمال. وأخيراء فإن قطاعاً صغيرا 
لهي ف الوق العام كان يلقي بالا للأهواء والنزوات الأيديولوجية 
المتداولة في تلك الفترة» مثل حملات اقتلاع المسيحية (بسبب حماس 
اللامتسرولين)» والدين الماني الجديد الذي جاء به روبسبيير باسم 
"الكائن الأسمى"» وما يرافقه من طقوس واحتفالات. وكان ذلك 


155 


بمثابة ردة فعل على الملحدين وتطبيقاً لمبادئ جان جاك المقدس. وظل 
هسيس المقصلة المستمر يذكر جميع السياسيين أن لا أحد منهم في مأمن 
حقيقي. وتخلول تيسان/ أبريل 1794 كان اليمين واليسار قد لقني 
مصرعهما على المقصلةء وبدأ أنصار روبسبيير يعانون العزلة السياسية» 
وم يبقوا في مواقعهم إلا بسبب أزمة الحرب. وفي أواخر حزيران/ 
يونيو 21794 وعندما كانت جيوش الجمهورية الجديدة تثبت صمودها 
وصلابتها وتدحر النمساويين في فلوروسء وتحتل بلجيكاء كانت 
النهاية على الأبواب. ٠‏ وفي التاسع من ثيرميدور بموجب التقويم الثوري 
(يوليو 27: 21794)» أطاح المؤتمر روبسبيير. وفي اليوم التالي» أعدم هو 
وسان جوست وكوتون». وكت ييه إل لقعي بعد ا نايل مي 
وثمانون عضواً من ثوار كومونة باريس. 


137 


ثيرميدور هو خاتمة المرحلة البطولية الباقية في الأذهان من الثورة: 
مرحلة اللامتسرولين الأشاعث والمواطنين الأكارم ذوي القبعات الحمر 
الذين نظروا إلى أنفسهم باعتبارهم بروتوس وكاتو؛ مرحلة العبارات 
البليعة الطعانة ‏ ولكن مبريعة الانديان: “لبوق الى سبك م30 
ونام ]2*5 " )» " عشرة آلاف من الحنود الحفاة. عليكم أن تجردوا جميع 
الأرستقراطيين في ستراسبورغ من أحذيتهم وتسلموها لتُنقل إلى القيادة 
العامة بحلول الساعة العاشرة من صباح الغد"7"". لم تكن هذه مرحلة 
درفة للعين: ؛ لأن أغلب الرجال كانوا يتضورون جوعاء وأكثرهم 
يساورهم الخنوف. ولكنها كانت ظاهرة مهولة قاصمة مثل أول انفجار 


(14) 2 ,اكالساطهى عل دمافاموجمء كعجبمت 0 ,اكد لساصتةك صوغ آعم تامام ف كتنه.[ 
لإقااء/ا د5ع1تمقطن) عدوم وؤعامه وعل أء .1821500 عن ععلنة ,1 بممتاساه6 هل عل عتتاة "1 .وام 
انه 793-11767110[ 1ه72) ور لل 05 اه دانممممر :11 .201 ,(1908 يعلاعدومه؟ .8 تملعوم) 

147 .م1 


156 





الح أطلقتها من عقالها كافية لاكتساح جيوش الأنظمة القديمة في 
أوروبا ووضعها في مهب الريح. 


تنخ الفكلة ال واجوات الظبفة الوسظن الفرسية »فى :ما تبنى 
ا يغرف فنا بالعترة الغورية (1799-1794)» فى كيفية يق الاستفرار 
السبافع والتقدم الاقتصادي انطلاقاً من البرنامج الليبرالي الأصلي بين 
العامين 1789 و1791. ولم تتمكن من حل هذه المشكلة قط منذ ذلك 
اليوم حتى الآنء على الرغم من أنها اكتشفت بعد العام 1870 معادلة 
عملية في أغلب الأحيان في الجمهورية البرمانية. التغيرات السريعة في 
الأبطلة غية الإدارة (1799-1795)»: والقنصلية (1804-1799). 
الامبراطورية (1814-1804)» ومَلّكية البوربون المستعادة (1830-1815)» 
والمللكية الدستورية (1848-1830): والجمهورية (1851-1848)» 
والإمبراطورية (1870-1852)» كانت كلها محاولات للحفاظ على المجتمع 
البورجوازي مع تحاشي الخطر المزدوج الذي تمثله جمهورية اليعاقبة 
الديمقراطية» والنظام القديم. 


غير أن نقطة الضعف الكبرى لدى الثيرميدوريين كانت تتمثل في 
افتقارهم إلى أي دعم سياسي» وكذلك في غياب روح التسامح لديهم» 
وقد وجدوا أنفسهم محاصرين بين رجعية أرستقراطية أعيد إحياؤها من 
جهة» وفقراء اليعاقبة - اللامتسرولين الباريسيين الذي سرعان ما راحوا 
يتحسرون على سقوط روبسبيير من جهة ثانية. وعام 1795» ابتكروا 
دستوراً مفصلاً من أجهزة الضبط والربط لحماية أنفسهم من كليهماء 
وأدت التحركات الدورية يمينا ويسارا إلى المحافظة على التوازن القلق 
بينهماء إلا أن الطرفين اضطرا إلى الاعتماد على الجيش للفتٌ في عضد 
المعارضة. وكان هذا الوضع مشاما عل نهر ريب لأرضاء اللمهورية 
الرابعة فيما بعدء كما أنه أفضى إلى نتائج مماثلة: حكم يتزعمه جنرال. 
بيد أن الإدارة اعتمدت على اليش لأغراض أبعد من قمع الانقلابات 


1537 


والمؤامرات الدورية (ومنها عدة محاوللات عام 1795. ومؤامرة بابوف 
6» فروكتيدور 1798 فلوريال 1798» وبريريال 15)1799). لقد 
كان العجز وعدم القدرة على الحركة هما الضمانة الوحيدة لقوة النظام 
الضعيف الذي لا يتمتع بالشعبية. غير أن روح المبادرة والتوسع هي التي 
كانت تحتاجها الطبقة الوسطى. وقد استطاع اليش أن يحل هذه المشكلة 
التي كانت تبدو مستعصية؛ فهو قد غزاء ودفع كلفة نفسه. والأكثر من 
ذلك أن غنائمه وغزواته قدمت دعماً مالياً للحكومة. ولم يكن مستغرباً 
إذن أن أكثر قادة الجيش ذكاءً واقتداراء نابليون بونابرت» قد قرر بعد 
ذلك أن الجيش يمكن أن يستغني كلياً عن نظام مدني خائر. 


كان هذا الجيش الثوري هو الوليد الجبار لجمهورية اليعاقبة» وقد 
عول من جتن سنن اللو طون الدوويية '©85ةتط دن ءندم] " إلى قوة من 
المقاتلين المحترفين. و تكن ثمة دعوة لحمل السلاح بين العامين 1/03 
و1798. كما أن من لم تكن لديهم الرغبة أو الموهبة للانخراط في الجندية 
هربوا من اليش بالجملة. فاحتفظ بالتالي بالخصائص الثورية واكتسب 
السمات المتعلقة بالمصالح الخاصة؛ وتلك هى الخلطة النابليونية 
النموذجية. وقد منحته الثورة قوة عسكرية متفوقة غير مسبوقة استغلها 
نابليون بعبقريته القيادية خير استغلال. وبقيت هذه القوة أشبه بالأداة 
القابلة للتكيف. حيث يكتسب المجندون الأغرار مهاراتهم القتالية من 
الرجال» وطبق عليهم بصورة مطلقة قانون الترقية على أساس الجدارة 
(التي تعني التميز في المعارك)» عا ادي إل تسوه تراتيرة سمط ديه 
العسكريين الشجعان. يضاف إلى ذلك كله إحساسهم بآن لهم رسالة 
التي كانت الجيوش التقليدية تعتمد عليها. فلم يكن لهم نظام فعال 





(15) هذه هي أسماء الشهور في التقويم الثوري. 


1538 


للإمداد والتموين؛ لآخهم كانوا يعيشون على ما يتوفر في البلاد التي 
يدخلونها. ولم يكن لهم رديف من صناعة السلاح» حتى في الحدود 
الدنيا لاحتياجاتهم الاسمية. غير أن هذه القوات كانت تخوض المعارك 
وتكسبهاء واحدة إل أخرى» بسرعة فائقة لم تكن تحتاج معها إلا للقليل 
من السلاح؛ ففي العام 1806» تهاوت آلة الجيش البروسي العظيمة في 
وجه جيش لم يطلق أكثر من 1,400 طلقة مدفع. كان بوسع الجنراللات 
أن يراهنوا على شجاعة لا حدود لها في الهجوم» وعلى قدر كبير من 
روح المبادرة في صفوف الحيش. ولا شك في أن نقطة الضعف التي 
كان يعانيها هذا الجيش تعود إلى أصوله. ففيما عذا نابليون وقلة من 
القادة الآخرين» كانت القيادات والأركان فيه تمتاز بالضعفه لأن 
الجنرال أو الماريشال في جيش نابليون كان» في الأصلء معاون رائد أو 
ل ا ا ل 0 لا 
على أساس ذكائه. ويطرح لنا الماريشال ني (لإهلا لمطونة2) البطل» البالغ 
الغياء» ليها لذلك. لقد كان نابليون ينتصر في المعارك» غير أن قادته 
هم الذين كانوا يخسرونهاء وكانت شبكة الإمداد في اليش كافية في 
البلدان الغنية التي كانت تتعرض للنهب مثل بلجيكاء وشمال إيطالياء 
وأمانيا. غير أنهاء كما سئرى» سرعان ما تصاب بالتفكك والانجيار في 
الاق دروام الو مين ف جلها وووسوا رتك ادع فيات يات 
العدية العامة لسع نانف الاقرنانا دقن صقو فنا فقن الكرة بين 
العامين 1800 و1815» خسر نابليون 40 في المكة من اووة (وكان 30 
في المئة منهم من الهاربين من الخدمة)؛ غير أن ما بين 90 في المئة و98 
في المئة من هؤلاء لم يلقوا مصرعهم في القتالء بل ماتوا بسبب 
الجروح» والمرض» والإهاك والبرد. وباختصارء فإن هذه القوات كانت 
جيشاً اكتسح أوروبا بأكملها لا لأنه كان قادراً على ذلك ٠‏ بل لآنه كان 
فقيظر ا لالت 


من تان الخرى :كانت الدريةقانا شأن الاتتطة الأحرفى 
التى قدمتها الثورة البورجوازية» مساراً مهنياً مفتوحاً للمواهب» وكان 


1539 


من سلكوا هذا المسار ونجحوا فيه مصلحة خاصة في الاستقرار الداخلي ' 
كأي مجتمع بورجوازي؛ وذلك ما جعل الجيش» » على الرغم من النزعة 
اليعقوبية المتأصلة فيهء عماداً ونيكا لكوي ها بحة الخد متووع وجعل 
قائده بونابرت شخصاً مناسباً لاختتام الثورة البورجوازية وبدء العمل 
لإقامة نظام حكم بورجوازي. ولقد كان نابليون بونابرت نفسهء الذي 
نشأ في عائلة وجيهة بمقاييس جزيرة كورسيكا الوحشية التي وفد منهاء 
واحداً من أصحاب المهن الاحترافية من هذا النوع. فقد ولد عام 1769 
وشق طريقه ببطء في سلاح المدفعية» وهو من فروع الجيش الملكي 
القليلة التي كانت الكفاءة الفنية فيها من الضرورات القصوى. وفي ظل 
الثورة» ولا سيما في أثناء دكتاتورية اليعاقبة التي ساندها كل المساندة» 
نشأ نابليون الثوري الطموح الساخطء إلى أن تعرف إليه مفوض محلي - 
عن وها أيضاً - في إحدى جبهات القتال الساخنة» وعرف فيه 
ددن واعداً ذا مواهب متعددة مشهودة. ورقي إلى جنرال في السنة 
الثانية» وشهد سقوط روبسبيير» وساعدته قدرته على تنمية الصلاات 
المفيدة في باريس على التقدم بعد هذه اللحظة العصيبة» واغتنم الفرصة 
خلال الحملة على إيطاليا عام 1796 التي جعلته جندي 0 الأول 
من دون تار وتصرف بصورة مستقلة تقريبا عن السلطة المدنية. وقد 
منح جانباً مهماً من السلطة. وقام هو بدوره بالإمساك بزمام الجانب 
الاخر عندما كشفت الغزوات الأجنبية عام 09 عن عجز الإدارة» 
وتبين له أنه لا يمكن الاستغناء عنه. و صبح القنصل الأول» 7 ثم القنصل 
مدى الحياة» ثم الإمبراطور. ل سج 0 
مشكلة الإدارة المستعصية غدت قابلة للحل؛ ؛ ففي غضون عدة سنوات» 
أصبح لفرنسا قانون مدني» وعقدت مصالحة مع الكنيسة. بل أقيم في 
فرنسا بنك وطنيء »ء هو واحد من الرموز البارزة للاستقرار البورجوازي. 
واستقبل العام أسطورته الدنيوية الأولى. 


وستتعرف أجيال عديدة طوال قرن من الزمان» على أسطورة 
نابليون كما كانت آنذاك» حيث سيظل قثاله النصفى معروضاً فى 


160 


مكاتب حكومات الطبقة الوسطى بأكملهاء وستظل تدور حوله التكات 
لا باعتباره إنساناً» بل بوصفه الإله ‏ الشمسء ولا يمكن تفسير قوة 
هذه الأسطورة تفسيراً متاسباً:غل أساس-انتضازات تابليون: العسكرية أو 
آلته الدعاوية أو عبقريته التى لا مراء فيها. لقد كان إنساناً لا محال للشك 
في ألمعيته» وتنوع الجوانب في شخصيتهء أو في ذكائه أو قوة خياله» 
على الرغم من أن السلطة أضفت عليه بعض 'الشقاوة". ٠‏ ولم يكن ثمة 
من يضاهيه قائداً عسكرياًء كما أنه كان مخططأً على مستوى مشهودٍ له 
من الكفاءة» حاكماًء ورئيساً» ومشرفاً تنفيذياً» وعلى درجة من التوازن 
الثقافي أتاحت له أن يفهم ما يقوم به مرؤوسوه. وكفرد» كان يبدو كأنه 
يُشْع ويُشيع حوله إحساساً بالعظمة. . غير أن من يشهدون على ذلك» 
مثل غوتهء إنما التقوه اواو في ارو شر قا أي بعد أن غلفته 
الأسطورة. لقد كان» من دون شك» رجلاً عظيماً بالغ العظمة» 
وسيظل الناس المتعلمون يتعرفون إلى صورته» مثلما تعرفوا إلى صورة 
لينين فيما بعد» في معرض التاريخ المصورء بحجمه الصغيرء» وخصلة 
شعره المتهدلة على جبهته» ويده التي تدخل في فتحة صدريته» وسيظل 
من الإجحاف مقارنته بأي واحد مرشح للعظمة في القرن العشرين. 


إن أسطورة نابليون لا تقوم على جدارته الشخصية بقدر ما ترتكز 
إلى الحقائق المتصلة بحياته المهنية» وهي فريدة من نوعها. لقد بدأ 
العظماء المعروفون الذين هزوا العالم في الماضي ملوكاً مثل الإسكندر 
الأكبرء أو من أبناء المدينة مثل يوليوس قيصر (026582 هداذاناة). غير أن 
نابليون كان هو "الشاويش الصغير" الذي برز ليحكم قارة روا 
بحكم موهبته الشخصية المحضة (وليس ذلك صحيحاً من الناحية 
الفنية» غير أن صعوده الشهابي يجعل هذا الوصف قريباً من الواقع). 
ويحق لشاب مثقف مثل نابليون» التهم الكتب في صباه وكتب قصائد 
وروايات رديئة» وعشق روسو حتى العبادة» أن يبلغ طموحه سقف 
السماء» وأن يرى أحرف اسمه الأولى محاطة بأكاليل الغارء وأن يطمح 
سق رجل الأعمال» عل "شسبين الثال»: إلى أن يكون “ تايليون: امال" أو 


161 


الصناعة. ا عامة اي بإطلالته اولك 6 
0 1 0 اسع تسود فى لزنت اذى 
كانت فيه الثورة المزدوجة تفتح باب العالم على مصراعيه أمام الطاحين. 
غير أنه كان أكثر من ذلك؛ كان تموذجاً لإنسان القرن الثامن عشر 
المتمدّن» العقلانٍ» العلل المستتير» الذي 0 عن روسو ما يجعله 
الإنسان الرومنطيقي في القرن التاسع عشر. كان إنسان الثورة» والرجل 
الذي حقق الاستقرار. وبعبارة واحدة: كان نابليون هو الشخصية التي 
كال كلم وجاك إندات بخارح عل خاعى كلدي 


وبالنسبة للفرنسيين» كان نابليون يمثل أمراً أبسط من ذلك؛ لقد 
كان الحاكم الأكثر نجاحاً في تاريخهم. فقد حقق انتصارات مجيدة في 
الخارج؛ ولكنه أسس أو أرسى في الداخل دعائم المؤسسات الفرنسية 

كج فيزفه حتي اليرم: لصحي أن القورة قم الإقارة فد مهلها ل 
أفكار إن لم يكن كلهاء إلا أن إسهامه الشخصي هو الذي جعلها أكثر 
محافظةٌ وتراتبيةً 0 لقد اكتفى أسلافه بالتوقع والترقب. أما هو 
فقد تولى التنفيذ. إن للم لل العطيم الذي يضم وثائق القانون 
الفرنسي وأسغَارة ومدوناته. الذي أصبح نموذجاً حذا حذوه 0 
البورجوازي الأنغلوسكسوني برمته» كان تابليون الأصل :واليشأة كما 
أن نابليون هو الذي وضع التراتبية الرسمية للمناصب» من رتبة المدير 
العريف فما دون» وللمحاكمء وللجامعات والمدارس. وما زالت 
"المهن" العظيمة في الحياة العامة» وفى الحيش. والخدمة المدنية» 
والتعليم» والقانون. تحتفظ بطابعها ايوق ولقد حقق الاستقرار 
والازدهار لجميع الفرنسيين ما عدا ربع المليون من الجنود الذين 1 
يعودوا إلى بلادهم من ساحة الحروب التي خاضهاء ولكنه منح 
أقرباءهم المجد والعزة . ولا شك في أن البريطانيين كانوا يعتقدون أنهم 
يدافعون عن الحرية في وجه الطغيان. غير أن أغلب الإنجليز كانوا عام 
5 أفقر وأسوأ حالاً مما كانوا عليه عام 0.»؛ بينما كان الفرنسيون 


162 


يعيشون بالتأكيد فى بحبوحة نسبية» كما أن الفرنسيين» ما عدا أقلية 
معيلة من العمال الأجوريع» لم يفقدوا شيعا من الميزات:الاقتصادية 
المهمة التي جلبتها الثورة. فلا عجب إذن إن ظلت البونابرتية هي 
الشرايحة السو شي المو اميق اولخ يمينا الاك 0+ فيد 
سقوطة4.وذللةا ما ندده تابليواك تان أضعر من" الأول بين :الحامين 1851 
و1870. 

بيد أن نابليون دمر شيئاً واحداً فحسبء» هو ثورة اليعاقبة» حلم 
المساواة» والحريةء والإخاء. وحلم الشعب الذي أعلن الثورة الجليلة 
ضد الاستبداد. لقد كان الحلم أقوى وأبقى أثراً من أسطورة نابليون؛ 
ذلك أن الجلم» لا ذكرى نابليون بعد سقوطهء هو الذي استلهمته 
ثورات القرن التاسع عشرء حتى في بلاده فرنسا. 


163 


الفصل الرابع 
الحرب 


“في أيام الابتكار» يغدو كل ما هو غير جديد خبيثاً مؤذياً» 
ويغدو الفن العسكري الملكي غير مناسب لنا؛ لأننا أناس مختلفون 
يواجهون أعداء مختلفين. إن قوة الشعوب وانتصاراتهاء وعظمة 
عا سناتنا وحروبهاء كانت على الدوام تعتمد على مبدأ واحد 
وحيد» وعلى مؤسسة واحدة. . .. إن لأمتنا هويتها الوطنية 
الخاصة» وينبغي أن يكون نظامها العسكري مختلفاً عن نظام 
أعدائها. حسناًء إذن: إذا كانت الأمة الفرنسية مرعبة بسبب ما 
تتمتع به من حماسة ومهارةء وإذا كان أعداؤنا على هذا المستوى 
من السفاهة والبرود والتلكؤء فإن على نظامنا العسكري أن يكون 
أكثر زخماً وجموحاً". 
سان - جوستء من تقرير قدم للمؤتمر الوطني باسم لحنة السلامة 
العامة» في التاسع عشر من الشهر الأول للسنة الثانية (10 تشرين 
الأول/ أكتوبر 1793). 
الب مندييا انالقري فرق ابر اله رين ديعا أذ 
الأرعن متمطعة للقن إن اله نعسة نيلعن اخريج» كما'يلمنها مع 
يخوضونهاء ومن يؤمنون بها في رعب خفيّ". 


165 


ألفر يد دو فيني (لاهع1/؟ 06 1560ى). العبودية والمجد العسكرى 


(701]11417©5 لاع ممع له عاتم ؟) . 


1 

بين العامين 1792 و1815 استمرت الخرب موصولة غير منقطعة 
في ردي وصاحبتها أو تزامنت معها حروب أخرى في الخارج :في 
جزر الهند الغربية والشرق» والهند في التسعينات من القرن الثامن عشر 
وأوائل التاسع عشرء وفي العمليات البحرية التي كانت تجري بين حين 
وآخر في الخارج بعد ذلك» وفى الولايات المتحدة ة الأمريكية بين 
العامين 2 و1814. وكان للانتصارات أو الهزائم في هذه الحروب 
نتائح مهمة؛ لأنها غيرت خريطة العام عليناء إذن. أن ننظر في هذه 
الحروب أول الأمرء غير أن علينا أن ننظر في مشكلة أكثر خفاءً : كيف 
كانت نتائج مسيرة الحرب الفعلية» والعمليات والحشود العسكرية. 

والإجراءات السياسية والاقتصادية التي ترتبت عليها؟ 


خلال هذين العقدين» التقى وجهاً لوجه نوعان من المتحاربين 
مختلفان كل الاختلاف؛ من حيث طبيعة القوى والأنظمة. فهناك فرنسا 
الدولة؛ ذات المصالح والتطلعات تواجه (أو تحالف) دولاً أخرى مثلها؛ 
وهناك. من ناحية أخرى» فرنسا الثورة التي تدعو شعوب العالم إلى 
إطاحة الطغيان واحتضان الحرية» فتتصدى لمقاومتها القوى المحافظة 
والرجعية. . ولا شك في أن الاختلاف بين هذين المسارين من الصراع قد 
تضاءل خلال السنوات الرؤيوية النبوثية الأولى من الحرب الثورية. وما 
إن انتهى حكم نابليون» حتى طغى عنصر الغزو والاستغلال الإمبريالي 
على عنصر التحريرء فيما كانت الجيوش الفرنسية تهزم بلداً ماء أو تحتل 
أراضيه أو تضمها إليها. . فتصبح الحروب الدولية عندها أقل التصاقاً 
بالحروب الأهلية الدولية (والمحلية في كل دولة على حدة). على على العكس 
من ذلكء» فإن القوى المناوتة للثورة قد وطنت نفسها على الاعتقاد بأن 
لا محال للتراجع عن أكثر إنجازات الثورة في فرنساء ومن ثم غدت 


166 


مستعدة للتفاوض (مع بعض التحفظات) على شروط السلام بين دولة 
وأخرى مثلها لا بين النور والظلمات. بل إنهاء بعد أسابيع قليلة من 
هزيمة نابليون الأولى» أبدت استعدادها لإعادة فرنسا لاعبأ مساويا لها 
فئن اللعبة التقليدية من التحالفات» والتحالفات المضادة» والخديعة» 
والتهديد والحرب التي تقوم فيها الدبلوماسية بتنظيم العلاقات بين 
القوى الكبرى. وعلى الرغم من ذلك» ظلت الطبيعة المزدوجة للحرب 
على حالهاء بوصفها صراعاً بين دول» وبين أنظمة اجتماعية في الوقت 


نبفسية. 


من الوجهة الاجتماعية» لم تكن القسمة بين القوى المتحاربة 
متساوية على الإطلاق. فباستثناء فرنسا نفسهاء لم تكن ثمة غير دولة 
واحدة ذات وزن هي الولايات المنحدة الأمريكية يمكن أن تميل 
أيديولوجياً إلى فرنسا بحكم نزعتها الثورية وتعاطفها مع إعلانات 
"حقوق الإنسان". وقد مالت الولايات المتحدة إلى الجانب الفرنسي في 
واقع الأمر. ونقاقيف:"نى متانية وده عل الأقل »حجري إى بجانت 
فرنسا وإن لم يكن بالتحالف معها ضد عدو مشترك هو بريطانيا. غير أن 
الولايات المتحدة وقفت على الحياد أغلب الوقتء. ولم يكن صدامها مع 
البريطانيين يستدعي أية تفسيرات أيديولوجية. ولم يكن سائر التحالفات 
الأيديولوجية لفرنسا غير أحزاب أو تيارات من الرأي داخل الدول 
الأخرى» لا قوى تمثل الدول بحد ذاتبها. 


وبالمعنى العريض للكلمة» فإن كل شخص متعلمء. موهوب 
مستنير قد تعاطف حتماً مع الثورة» بجميع مراحلها حتى دكتاتورية 
اليعاقبة» وغالبا إلى ما بعدها بكثير دوم يعمد بيتهوفن (866]50768) إلى 
إلغاء إهدائه السيمفونية البطولية "إيرويكا' إلى نابليون إلا عندما جعل 
الأخير من نفسه إمبراطوراً). ويمكن مقارنة قائمة الموهوبين والنابغين 
الذين ساندوا الثورة أول الأمر بقائمة ممائلة ممن أبدوا دعمهم الشامل 
للجمهورية الإسبانية في الثلاثينات من القرن العشرين. فمن بريطانياء 


167 


ضمت القائمة الأولى الشعراء: ووردزورث (8/01058:018) وبليك 
(©8121) وكولير يدج (00161086) وروبرت بيرنز (معناا خرءهح1) 
وسوذي (لاعط50101)» ومن العلماء الكيميائي جموزيف بريستلٍ وعدد من 
الأعضاء ء في "الجمعية القمرية ' ' في بيرمينغهام'' والتقانين والعيتاعية 
مثل قطب صناعة الحديد ويلكنسون (25هوصغ11ة11) والمهندس توماس 
تلفورد والمثقفين في حزب "ويغ" المحافظ؛ والمنشقين عنه عموماً. 
واشتملت في ألمانيا على الفلاسفة: كانت وهيردر (7عل12]) 
وفيخته (عاطاء1ط) و شيللنغ (78تااعطء5) وهيغل (231686) وشيللر 
(هاانطه5) وهويلدرلن (منءء810010) وفيلاند (0صداء181) والعجوز 
كلوبستوك (اهه:]وم110) والموسيقار بيتهوفن» وفي سويسرا المربي 
بستالوتزي (تضدهاهاءا), وعالم النفس لافاتر (عاةكه1)» والرسام 
فويسلي (تاووعن1) ) (فوسيلي). وشملت في إيطاليا جميع المناوتين لآراء 
رجال الدين تقريباً. وعلى الرغم من أن الثورة قد حظيت بهذا الدعم 
الفكري» وكرمت بدورها المتعاطفين المرموقين ومن اعتقدت أنهم 
يناصرون مبادئها بأن منحتهم المواطنة الشرفية الفرنسية©. فإن أمثال 
بيتهوفن وروبرت بيرنز لم يكن لهم بحد ذاتهم أهمية سياسية أو عسكرية. 


ولقد تجلت نزعات سياسية يعقوبية جادة أو مشاعر موالية 
للفرنسيين عموماً في مناطق معينة مجاورة لفرنسا سادت فيها ظروف 
اجتماعية ماثلة أو علاقات ثقافية دائمة معها (مثل: الأراضى المنخفضة 


(1) الواقع أن ابن جيمس وات سافر إلى فرنسا بالفعل» وذلك ما أثار الفزع في نفس 
الك" 

(2) الطريف أن من بين الذين مُنحوا الجنسية الفرنسية: بريستلي» وبنتام» ولبرفورس» 
وكلاركسون (وهو من مثيري الشغب المناهضين للرق)» وجيمس ماكنتوش وديفيد وليامز من 
بريطانياء وكلوبستوكء وشيلرء وكامبي» وأناركارسيس كلوتس من المانيا» وبستالوتزي من 
سويسراء وكوزيوسكو من هولنداء وغوراني من إيطالياء وكورنيليوس دو باو من هولنداء 
وواشنطن» وهاملتون» وماديسون» وتوم بين وجويل بارلو من الولايات المتحدة. ول 0 
هؤلاء جميعهم من المتعاطفين مع الثورة. 


168 


والراينلاند وسويسرا وسافوي)» وكذلك في إيطالياء ولأسباب مختلفة» 
إلى حد ماء فى إيرلندا وبولندا. وكان مقدّراً لليعقوبية أن تكون» من 
دون شك» ظاهرة ذات أهمية سياسية أكبر فى بريطانياء حتى ما بعد 
'الإرهاب"» لولم تصطدم بالتمييز التقليدي ضد الفرنسيين الذي 
انطوت عليه الوطنية الإنجليزية الشعبية» وضاعفت منها مشاعر الازدراء 
التي كان البريطانيون السّمان يُكئونها لأهل القارة المعوزين (وكانت 
الرسوم الكاريكاتورية البريطانية تظهر جميع الفرنسيين مهزولين كأعواد 
الثقاب). يضاف إلى ذلك موقف العداء من فرنسا التي كانت تعتبر 
“النحد الوروك" لجريطاتزا» هم آنا كادف "العو لوووط" 
لاسكوتلندا©. كانت اليعقوبية البريطانية فريدة في نوعها من حيث إنها 
كانت» في الأساس» ظاهرة تخص الطبقة العاملة أو الصناع المهرة» على 
الأقلء بعد أن انحسرت موجة الحماس العام. وربما كانت ' المجتمعات 
المطايقة" أول المؤسسات السياسية المستقلة للطبقة العاملة» غير أنها 
وجدت صوتاً متميز القوة لدى توم بين في كتابه حقوق الإنسان 
(ممكة /ه عاراعة1) (الذي يحتمل أن يكون قد بيعت منه نحو مليون 
نسخة). وكذلك بعض الدعم السياسي من مصالح الويغ (الأحرار)» 
وهم الذين يتمتعون بالحصانة ضد الملاحقة بسبب ثرواتهم ومكانتهم 
الاجتماعية. كما أنهم كانوا على استعداد للدفاع عن تقاليد الحريات 
المدنية البريطانية» ويحبذون إقامة سلام مع فرنسا عن طريق التفاوض. 
وعلى الرغم من ذلك» فإن الضعف الحقيقي لليعقوبية البريطانية كاد 
مدل تين مطالبة الأسطول الذي كان راسيا في سبايتهيد بالسماح له 
بالخروج لمواجهة الفرنسيين حالما تلبى مطالبه الاقتصادية. 


ولم تكن للنزعة اليعقوبية قوة يؤبه لها في شبه جزيرة إيبيرياء وفي 


الأقاليم الخاضعة لأسرة هابسبيرغ» وألمانيا الوسطى والشرقية» 
وإسكندنافياء والبلقان وروسياء وقد اجتذيبت بعض الشباب 





(3) قد يكون لذلك صلة بكون النزعة اليعقوبية الاسكوتلندية قوةٌ شعبية أكثر نفوذاً. 


169 


المتحمسينء والمفكرين المتنورين» وعدداً قليلاً آخر مثل إغناطيوس 
مورتينوفيكس (10090165ا17/]22 0241105ع1]) في هنغاريا وريغاس فى 
اليونان» من احتلوا مكان الصدارة في تاريخ النضال الذي خاضته 
بلداهم لتحقيق الاستقلال الوطني والاجتماعيى. إلا أن غياب الدعم 
الجماهيري لمواقفهم هذه في أوساط الطبقات الوسطى والعلياء ناهيك 
عن الفلاحين الأميين المتعصبين» جعل من السهل قمع اليعقوبية حتى لو 
لجأت للتآمرء كما حدث في النمسا. وكان لا بد من أن ينقضى جيل 
كامل قبل أن تنشأ التقاليد النضالية الليبرالية الإسبانية من بضعة 
مؤامرات طلابية صغيرة أو بين المبعوثين اليعاقبة بين العامين 1792 
و1795. 


والواقع أن النزعة اليعقوبية في الخارج اجتذبتء» بأيديولوجيتها 
المياشرة» الطبقات المتعلمة والوسطى» فاعتمدت قوتها السياسية» بعد 
ذلكء» على فاعلية هؤلاء أو مدى حماستهم؛ لهذاء أحدثت الثورة 
الفرنسية تأثيراً عميقاً في بولندا. وكانت فرنسا هى القوة الأجنبية 
الوحيدة التي علق البولنديون الآمال على مساندتها لهم ضد المطامع 
المشتركة للبروسيين» والروس» والنمساويين» الذين كانوا قد ضموا 
مساحات شاسعة من البلادء وتقاسموها بأكملها فيما بينهم. كما 
طروضقيت فرينا تموجةا للإصلاح الداخلي العميق الذي أيقن جميع 
البولنديين أنه الوحيد القادر على حماية بلادهم من مطامع الجزارين 
حولهم. فلا غرو إذن أن 'دستور الإصلاح " للعام 1791 قد تأثر تأثراً 
بالغاً عميقاً واعياً بالثورة الفرنسية» وكان أول الدساتير الجديدة التى 
يتجل فيها هذا التأثي ©. وكان النبلاء والوجهاء من دعاة الإصلاح في 
بولندا يتمتعون بحرية التصرف. أما في هنغارياء حيث كان النزاع 





«4) بما أن بولندا كانت آنذاك جمهورية النبلاء والوجهاء. فإن دستورها كان "يعقوبياً' 
بالمعنى السطحي للكلمة فحسب؛ ذلك أنه عزز حكم النبلاء بدلا من إلغائه. 


10 


الناشب بين فيينا ودعاة الاستقلال المحلي يقدم حافزاً ممائلاً لوجها 
البلاد للاهتمام بنظريات المقاومة (إذ طالبت غومور بإلغاء الرقابة؛ لأنها 
تتعارض والعقد الاجتماعي الذي وضعه روسو)ء فإن المصلحين لم 
يكونوا يتمتعون بالحرية نفسها. من هنا كانك اليعقوبية أكقن ضعفا 
وأقل فاعلية. وفي إيرلندا أيضاء أضفى التململ الوطني والزراعي على 
اليعقوبية قوة سياسية أكبر بكثير نما أعطي للآيديولوجية الماسونية 
اللتحررة التي يحملها زعماء 'إيرلقدا الحدة" وأقيمت الضلوات 
والدعوات في كنائس هذا اليلد المغرق في الكاثوليكية لانتصار 
الفرنسيين الملحدين. بل إن الإيرلنديين فتحوا أذرعهم كنا بالقوات 
الفرنسية إذا ما فكرت بغزوهمء لا لأنهم يتعاطفون مع روبسبيير» بل 
لأهم يكرهون الإنجليز العام ' ضدهم. وفي إسبانياء التي 
تقاسم السيطرة ة عليها الفقر والكاثؤليكية» فشلت اليعقوبية في إيجاد 
مواط قلام لها سبي تخاينء هو أن الإسبان لا يخضعون لأجنبي قط. 
وإذا أتيح ذلك لأحدء فإنه يكن فقسا علان الاعليي: 


لم تكن بولندا ولا إيرلندا مثالين نموذجيين للتيار اليعقوبي لأن 
البرنامج الفعلي للثورة لم يخلف فيها غير آثار طفيفة. . وقد تجلت هذه 
الآثار في بلدان تتشابه فيها المشكلات الاجتماعية والسياسية مع تلك 
التي في فرنسا. . وتنقسم هذه إلى فئتين: بلدانٍ كانت اليعقوبية المحلية 
الأصلية فيها تتمتع بفرصة معقولة لبلوع السلطة السياسية» وأخرى لن 
تمضي فيها الأمور قدماً إلى الأمام إلا بغزو فرنسي. وتنتمي إلى المجموعة 
الأول البلدان المنخفضة» وأجزاء من سويسراء وربما تندرج في الثانية 
دويلة أو دويلتان فى إيطاليا. وكانت بلجيكا (هولندا النمساوية») قد 
أعلنت الثورة عام 9. وكثيراً ما ننسى أن كميل ديمولان هالنسة©) 
(ومتاناهدروء2 أطلق على صحيفته اسم ثورات فرنسا وبرابان 1.65) 
(21080711 ا معابه +1 06 8601:1005 . وكان العنصر الموالي لفرنسا 
في أوساط الثوريين (وهم الديمقراطيون الفونكستيون) أضعف» بلا 
شكء. من المحافظين المتمسكين بكيان الدولة. غير أنه كان من القوة 


171 


بحيث يقدم دعماً ثورياً لغزو فرنسا لبلادهم: وذلك ما كانوا يحبذونه. 
وفي 00 المتحدة» كان 'الوطنيون" الذين يطالبون بالتحالف مع 

من القوة بحيث إنهم كانوا يعتزمون الثورة» على الرغم من أنهم لم 
ا يي ل خاريجية. كانوا يقلو 
الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى» ٠‏ واندفع آخرون إلى مواجهة حكم 
الأقليات الأوليغاركية المهيمنة التي يسيطر عليها التجار في المدن. ٠‏ وفي 
سويشيزاء كاننث عشامير امداخ اناري لي محضن الكانعونات 
البروتستانتية على قدر كبير من القوة . وهناء كان الغزو الفرنسي يؤدي» 
مرة أخرى» دوراً تكميلياً أكثر مما كان يقوم , به من دور ثوري في 
الساحة المحلية. 


ولم يكن الأمر كذلك في غرب ألمانيا وإيطاليا. فقد رحب اليعاقبة 
الأللان بالغزو الفرنسيء ولا سيما في مينز والجنوب الغري. غير أن 
أحداً لم يستطع ادعاء أنه أوشك عل إثارة المتاعب لحكومته©. وقد أذى 
انتشار الروح التنويرية والماسونية في إيطاليا إلى ارتفاع شعبية الثورة في 
أوساط المتعلمين. . غير أن اليعقوبية المحلية ربما لم تكن قوية إلا في مملكة 
نابولي» حيث سيطرت على أفئدة جميع المستنيرين (المعادين للكنيسة) في 
أوستاط الطبقة الوسطى ونان من طيقة الو جهاء» وترعر عت وتيت 
في الجمعيات والروابط المتنامية في أجواء جنوب إيطاليا. بل إنها عانت 
هناك من فشلها التام في الاتضال بجماهير الثورة الاجتماعية» فأعلنت 
بسهولة نسبية جمهورية في نابول فيما كانت الأنباء تتولل عن تقدم 
رصبي غير أن الجمهورية سرعان ما أطاحتها قوى اليمين الرجعى 

تحت راية البابا والملك؛ ذلك أن الفلاحين وأهالي نابولي يطلقون على 
اليعقوبي. بحق. لقب "رجل العربة'. 


(5) فشل الفرنسيون حتى في إقامة جمهورية تابعة لهم في الراينلاند. 


172 


بصوره ة عامة» إذن» كانت القيمة العسكرية للنزعات الموالية 
لليعقوبية تؤدي دوراً مسانداً للغزو الفرنسي» وتمثل مخزوناً لرجال 
الإدارة الذين يمكن الركون إليهم سياسياً في المناطق المغلوبة. بل إن 
النية كانت تتجه إلى تحويل المناطق التي توجد فيها قوة يعقوبية محلية إلى 
جمهوريات تابعة» ومن ثم ضمها إلى فرنسا حينما تسنح الفرصة. 
فضمت بلجيكا عام 1795» وأصبحت هولندا جمهورية باتافيا في السنة 
نفسها وإحدى ممالك أسرة بونابرت فيما بعد. . كما ضمت الضفة 
ل ل 00 
شرفي الألب ف وليغوريا 0 روي 1795 دبارتيتوبيا 
(علكة اطاناء ل علكة 0 


تمتعت اليعقوبية الأجنبية ببعض الأهمية العسكرية» كما لعب 
اليعاقبة الأجانب دوراً مهما في وضع الاستراتيجية الجمهورية» ولا 
سيما الجماعة الساليسيتية التي أسهمت بدور مهم في إبراز نابليون 
بونابرت الإيطالي في صفوف الجيش الفرنسي ثم في محقيق إنجازاته 
اللاحقة في إيطالياء ولكنْ لا يمكن القول إنه أو إنها كانت ذات أثر 
حانمم: . وكان بوسع حركة واحدة موالية لفرنسا أن تكون العامل الحاسم 
لو أنبا استغلت استغلالاً فعالاء ألا وهي الحركة الإيرلندية. إن الجمع 

بين الثورة الإيرلندية والغزو الفرنسي» ولا سيما بين العامين 1797 
و1798 عندما كانت بريطانيا هي الطرف المقاتل الوحيد ضد فرنسا في 
الميدان» كان سيرغم بريطانيا على السعي إلى السلام. غير أن مشكلالات 
الغزو الفنية في عرض البحر كانت في غاية الصعوبةء» وكانت مساعي 
فرنسا للإقدام على ذلك تتسم بالتودة والارتباك. والانتفاضة الإي رلندية 


1/3 


عام 8 سيئة التنظيم سهلة القمع» رغم تمتعها بمساندة جماهيرية 
الفرنسية الإيرلندية. 


وإذا كات الفرسيون قل هوا بمساندة القوى الثورية في الخارج. 
فإ خصومهم حظوا كذلك بدعم مماثل؛ ذلك أنه لا يمكن حرمان 
التحركات التلقائية للمقاومة الشعبية ضد الغزو الفرنسى من مكوتناتها 
الثورية الاجتماعية» حتى ولو كان المزارعون الذين رفعوا شعارها قد 
عبروا عنها انطلاقاً من نزعتهم التضالية اللكية الكتسيية المحافظة. وعنا 
ينبغى الإشارة إلى أهميته أن الخطط العسكرية التى اقترنت فى القرن 
ا اكتراناً قاما بادرتق الثورية» والحضانات أو,حركات الأنضارة: 
كانت بين العامين 1792 و1815 وقفاً على القوى المناوتة لفرنسا. ففى 
فرنسا نفسهاء كانت حركات فنديه والشوان في بريتاني تخوض حرب 
عصابات ملكية منذ العام 1973: مع بعض التقطع» حتى العام 1802. 
أما في الخارج. فربما كانت العصابات في جنوب إيطاليا هي الرائدة 
في حرب العصابات الشعبية المعادية لفرنسا بين العامين 1798 و21799 
وقد مارسها بنجاح ملحوظ أهل التيرول بزعامة أندرياس هوفر 
110187 ممعبلمة) عام 1809. و الأهم من ذلك الإسبان عام 21808 
والروسء إلى حد ماء بين سنتي 1798 و1799. ومن المفارقات أن 
الأهمية العسكرية لهذه المخططات الثورية بالنسبة لأعداء فرنسا كانت 
بالنسبة للفرنسيين أكبر بكثير بالتأكيد من الأعمية العسكرية لليعاقبة 
الأجانب. ولم تقم خارج حدود فرنسا حكومة موالية لليعاقبة لحَظةٌ 
واحدة بعد انسحاب القوات الفرنسية. إلا أن التيرول. وإسبانياء وإلى 
حد ما جنوب إيطالياء واجهت الفرنسيين بمشكلة عسكرية أكثر خطراً 
من أي وفت مضى بعد هزيمة جيوشهم النظامية وحكامهم؛ والسبب 
فى ذللك سيل: فقد كانت هذه كلها حركات فلاحية. وحيثما لم تكن 


التحركات القومية المعادية للفرنسيين تعتمد على الفلاحين» فإن فيمتها 


1/14 


د ...مجح يعاق بعاد بود 


العسكرية لم تكن ذات بال. لقد خلقت الحركات الوطنية الاسترجاعية 
اجات لحرن" ألمانية بين العامين 1813 و1814. ولكن يمكن القول 
إنهاء بحكم ارككارها إن مقاوية #تعية “قي الفرتميين : اغكل نوعا جرخ 
الخيال الررع 2 وفي إسبانياء فإن الناس» بعد اندحار جيشهمء 
استطاعوا وقف تقدم الفرنسيين. أما في ألمانياء فإن الحيوش التقليدية 
ألحقت مهم الهزيمة بطريقة تقليدية تماما. 


ولا نجانب الصواب إذا قلنا إذن إن الحرب» من الوجهة 
الاجتماعية» كانت تدور بين فرنسا والأراضي المحاذية لحدودها من 
جهةء وبقية العالم من جهة أخرى. وقياساً على علاقات القوة التقليدية» 
فإن .خطوط التماس كانت أكثر تعقيدا؛ فالصراع الجوهري هنا كان بين 
فرنسا وبريطانياء وقد بسط ظلاله على العلاقات الدولية الآوروبية خلال 
الجزء الأكبر من ذلك القرن. وكان الأمرء من وجهة النظر البريطانية؛ 
مسألة اقتصادية كلياً؛ فقد أراد البريطانيون القضاء على منافسهم الرئيسي 
ليحققوا لأنفسهم الهيمنة التجارية الكاملة على الأسواق الأوروبية» 
والسيطرة التامة على الأسواق في المستعمرات وفي ما وراء البحار» ومن 
ثمء على أعالي البحار. والواقع أنهم حققوا نتيجة للحرب ما لا يقل عن 
ذلك أهمية؛ إذ إن هذا الهدف لم يكن يتضمن في أوروبا طموحا 
للاستيلاء على الأرض» اللهم إلا السيطرة على نقاط محدودة ذات أهمية 
في المجال البحري» أو ضمان عدم سقوط هذه المواقع في أيدي دول 
قوية إلى حد الخطر. أما بقية بريطانياء فكانت قانعة بأية تسوية قارية 
تستطيع فيها الدول الأخرى إيقاف منافستها فرنسا عند حدها؛ وذلك 
يتضمن» على الصغيد الخارجي» تدمير الإمبراطوريات الكولونيالية 
وضم أجزاء معتبرة منها إلى بريطانيا. 





(6) دز كماءكاومس عط لم ونه[ دعل عاتتء اكااطل ع2 .له ,عاممء© دهن عمععأاه/11 
بالق طع دع و5 أو اعتطاء دع 0 نج عطتعأ5نا83 تععصتاأة 0 ,1790-1830 ,لملا ابعل دعسل ول 


((1952] ,قامعا -التسطعسم 3/15 :عع 60 ) 22 .180 


175 


كانت هذه السياسة في ذاتها كافية لتزويد فرنسا ببعض الحلفاء؛ 
لأن جميع الدول البحرية» والتجارية» والاستعمارية كانت تنظر إليها 
بالكثير من العداء والتوجس. بل إن موقفها العادي كان أقرب إلى 
الحياد؛ لأن للتجارة الحرة زمن الحرب مزايا جمة. غير أن ميل بريطانيا 
إلى التعامل مع السفن المحايدة باعتبارهاء من الناحية الواقعية» قوة 
مساندة لفرنسا أكثر منها لبريطانياء قد دفعها إلى مواجهة صراعية بين 
حين وآخرء إلى أن تمكنت سياسة الحصار الفرنسية من دفعها في الاتجاه 
المعاكس بعد العام 1806. وكانت أكثر القوى البحرية من الضعف. أو 
من انقطاع الاتصال فيما بينها داخل أوروبا بحيث لم تكن تسبب 
لبريطانيا أية متاعب. غير أن الحرب الأنغلو ‏ أمريكية بين العامين 1812 
و1814 كانت هي حصيلة هذا الصراع. 


كان العداء الفرنسي تجاه بريطانيا أكثر تعقيداً إلى حد ماء غير أن 
العنصر الذي كان فى هذا الموقف. كما هو الموقف البريطاني» يطالب 
بالنصر "الشامل" قد تعزز إلى درجة عظيمة بقيام الثورة التي سلمت 
السلطة إلى بووجؤازية فرنسية كانت" شأنا سآن تنظيرها البريطانة؛ 
ذات شهية لا حدود لها. إن النصر على البريطانيين كان يتطلب» على 
الأقل. تدمير التجارة البريطانية التي كانت تعتمد عليها إنجلتراء 
وكذسيوها نصوزة دائمة الجؤول ور انتعاشها مجدداً في المستقبل 
(وكانت أوجه التشابه بين الصراعين الفرنسي - البريطاني» والروماني - 
القرطاجي ماثلة في أذهان الفرنسيين الذين كانت خواتهي السباتي)» 
كلاسيكية الطابع إلى حد كبير). وفي حالات المزاج الأكثر طموحاًء 
كانت البورجوازية الفرنسية تأمل موازنة التفوق الاقتصادي البريطاني بما 
لديها من موارد سياسية وعسكرية؛ أي بأن تخلق لنفسها وترتهن سوقاً 
شاسعة محرمة على منافسيها. وأضفى هذان الاعتباران على الصراع 
الأنغلو ‏ فرنسي طابع الديمومة والعناد على نحو قل نظيره في أي نزاع 
آخر. ولم يكن أي من الطرفين يطمح. في واقع الأمره إلى ما هو أقل 
من النصر الكلي الشامل؛ وكان ذلك أمراً نادراً في تلك الأيام مع أنه 


116 


أصبح شائعاً في أيامنا هذه. وانتكست فترة السلام الوحيدة بين الحانيين 
(1803-1802) بسبب عزوف البلدين عن المحافظة عليها. وزاد في تحديد 
ملامح هذه المرحلة المشهودة أن الوضع العسكري وحده هو الذي فرض 
حالة من الجمود؛ ففى أواخر التسعينات من القرن الثامن عشرء كان 
واضحاً أن البريطانيين كانوا عاجزين عن اقتحام القارة الأوروبية على ' 
نحو فعال» مثلما كان الفرنسيون عاجزين عن الخروج منها بصورة فعالة 
أيضا. 


كانه القوئ الككري العادية لقرننا قوعن تفيالة أقناتعمانة 
وعنفاً. فكلها تطمع في إطاحة الثورة الفرنسية» ولكن لا على حساب 
تطلعاتها السياسية. غير أنه تبين بشكل جلي بين العامين 1792 و1795 أن 
مثل هذه المساعى كانت تفتقر إلى الواقعية. والدولة التي كانت الأكثر 
عداء لقركها رضورة سقديية ‏ وشاركت فى كز قال تيد عند 
فرنساء هي النمساء التي تعززت الروابط ب بين الأسرة الحاكمة فيها وبين 
أسرة البوربون بفعل تهديد فرنسا المباشر للحم كانت ومناطق النفوذ 
النمساوية في إيطالياء ومركزها المتقدم في ألمانيا. وكانت روسيا معادية 
لفرنسا بصورة متقطعة. ولم تدخل الحرب إلا في الفترات الممتدة بين 
الأعوام 1800-5 1807-1805. وعام 1812. أما بروسياء فكان 
يتنازعها التوتر والتجاذب بين التعاطف مع الجانب المضاد للثورة» 
والشك في نوايا النمساء ومطامعها الخاصة في بولندا وأللمانيا التي 
انتفعت بالمبادرة الفرنسية. ولذلك دخلت الحرب أحياناً بطريقة شبه 
مستقلة» بين الأعتوام ‏ 2 46؛ 18071806 (عندما تعرضت 
للتهديد) وعام 3. ويميّز التقلبٌ النسبي سياساتٍ سائر الدول التي 
كاوكة دن نحن والقدق انبكالنانت العادية رقنا لقد وقفت ضد 
الثورة» .غير أنها» كما يحدث .في غالم السياسة على الدوام» كانت تتضيد 
الفرص وتتابع مصالحها الخاصة» ولم يكن في مصلحة هذه الدول أن 
تقف موقف العداء الدائم الثابت من فرنساء ولا سيما فرنسا الظافرة 
القين وضعت الأسس لإعادة توزيع الأراضئي الأوروبية. 


177 





كما أن تطلعات الذول الأورونية الدبلوماسية ومضاشها الدائمة 
هيأت السبل لفرنسا لعقد عدد من التحالفات الممكنة؛ الله أن أى حمق 
دائم لبلدان يسودها التوتر والمزاحمة فيما بينها يعني أن معاداة دولة ما لا 
بد من أن ينطوي على التعاطف مع البلد المعادي لتلك الدولة. وكان 
الأكثر مدعاة للثقة بين تلك الأطراف هم الأمراء الألمان الصغار الذين 
ما فتئت مصالحهم تدفعهم» بالتحالف مع فرنسا في العادة» إلى إضعاف 
سلطة الإمبراطور (أي النمسا) على المقاطعات والأقاليم» أو الأمراء 
اللين عق جيم الصرن سر تنامي قوة بروسيا. والأبرز الأهم بين هؤلاء 
هم أمراء الدول الألمانية الحنوبية الغربية : بادن الوداميق وبافارياء التي 
كوّنت جميعها نواة "اتحاد الراين" الذي أقامه نابليون (1806)» 
وساكسونياء منافس بروسيا القديم وضحيتها. بل إن ساكسونيا كانت 
اكير خليفات 'تايلتون واكدرهاولاة لذ» وذلف ما سيرم رفيا 
مصالحها الاقتصادية؛ لأنباء بحكم كونما مركزاً متقدماً للإنتاج 
والتصنيع» انتفعت من "النظام القاري" النابليوني. 


وحتى لو أخذنا في الاعتبار الانقسامات القائمة فى المعسكر 
التادق الترنياء «والتشارنات التعيلة الى يمك الفوسية نامير 
غليهاء:فإن التخالفات المناوقة الفرنسا كانت» عل الورق عل أقل 
تقديرء أقوى بكثير من تلك التي تعمل لمصلحتهمء في المراحل الأولى 

على الأقل. غير أن التاريخ العسكري للحروب يشهد للفرنسيين بسلسلة 
موصولة تقريباً من الانتصارات الخاطفة المذهلة. ففي أعقاب الهزائم التي 
ألحقها الفرنسيون بالثورة المحلية المضادة» وبالهجمات | الأجنبية 0 
معها (21794-1793)» كانت ثمة فترة قصيرة وقف فيها الفرنسيون موقفاً 
دفاعياً خطراًء وكان ذلك عام 1799 عندما أفلح التحالف الثاني في 
حشد الجحافل الروسية الجرارة بقيادة سوفوروف في أولى حملاتها 
العسكرية في أوروبا الغربية. غير أن سجل الحملات والمعارك الميدانية 
بن الجاحن 1784 قز "عضيف منى التاح» الرافعية الففلية مرا 
فرنسياً مؤزراً غير منقطع. ويكمن سر الثورة في فرنسا في أن إشعاعها 


1/8 


السياسي في الخارج لم يكن» كما رأيناء حاسماً. ويمكننا في أفضل 
الحالات» أن نزعم أنها حالت دون مقاومة شعوب الدول الرجعية 
للفرنسيين الذين جلبوا لهم الحرية. بيد أن الدول التقليدية في القرن 
الثامن عشر لم تكن في خططها العسكرية الإستراتيجية والتكتيكية تعول 
على مشاركة المدنيين فى الحرب: بل إن فريدريك الأكبر أبلغ أهالي 
برلين الأوفياء لهء الذبن قرعو ا عله ارين الروسء أن عليهم أن 
يتركوا أمر الحرب للمحترفين المتخصصين بها. غير أن الثورة غيرت 
مفهوم الحرب وأساليبها لدى الفرنسيين» وجعلتهم يتفوقون بصورة لا 
تقاس على جيوش أنظمة الحكم القديمة. وكانت الجيوش القديمة» من 
الوجهة الفنية» أفضل تدرّباً وانضباطا. وفي المجالات التي كان فيها 
لهات" لفاك عزن موي خاي كز الحار لك البهعوية :كان الف تسيرة 
يعانون درجة عالية من التخلف؛ لقد كانوا متطوعين ممتازين» وبارعين 
في الغارات الخاطفة التي تعتمد على مبداً "اضرب واهرب"» إلا أنهم 
لم يستطيعوا التعويض عن افتقارهم لعدد كاف من البحارة المدربين» 
والأهم من ذلك» من الضباط البحريين الأكفاءء وهم الفئة التي اجتثتها 
الثورة من أصولها؛ لأن أفرادها كانوا من طبقة النبلاء النورمانديين 
والبريتونيين الموالين للملكية. ولم يكن بوسع الثورة خلق بديل سريع 
لهم. وفي ستة اشتباكات بحرية كبيرة» وثمانية صغيرة بين بريطانيا 
وفرنساء كانت خسائر الفرنسيين من الرجال عشرة أضعاف لخسائر 
البريطانيين. أما في الحالات التي كانت تستدعي التنظيم الفوري» 
والحركة» والمرونة» وفوق ذلك كلهء الهجوم الشجاع والروح المعنوية 
العالية» فإن الفرنسيين كانوا سادة الموقف من دون منازع. وهذه الميزات 
لم تكن تعتمد على العبقرية العسكرية للجندي الفرد؛ لأن السجل 
المسكرق للفرسيين قبل أن يقولابليوث أمرهم ل يكن متميزاء كما أن 


(7) .© تممقدمآ) 1793-1815 ,و37 علطا ره معط اوتعمى لك ,كتوعآ أعماعنل8 
لصطة 370 .مم ,(1960 ممتحصنآا لصة معلام 


1/9 


مستوى المعدل النوعي لجنرالات فرنسا لم يكن استثنائياً. إلا أن من 
الممكن أن تكون هذه الميزات قد اعتمدت» فى جانب منهاء على إنعاش 
الكوادر في الداخل والخارج» وتلك إحدى النتائج الأساسية لأية ثورة. 
ففي العام 1806» كان تسعة وسبعون من أصل 142 جنرالاً فى الجيش 
البروسي الفائق القوة قد تجاوزوا الستين من العمرء وكذلك كان ربع 
فاك الال وبالمقابل» وفي العام نفسهء فإن نابليون (الذي أصبح 
تال وهو في الرابعة والعشرين) ومورا (3841120) (الذي كان آمراً 
لفرقة عسكرية وهو فى السادسة والعشرين»» وني (الذي تولى المخصب 
نفسه في السابعة والعشرين)» ودافو (ناه1080)» كانوا جميعاً بين 
المادسة والعتمن يوا سابع والكا هرم الاير 


11 


إن قصة النجاح العسكري الفرنسي قد تبعث على الملل» ومن ثم 
سنستغني عن أية مناقشة تفصيلية لعمليات الحرب البرية. ففي الفترة ما 
بين سنتتي :1793 و1794 تمكن الفرتسيون مح النفاظ عبل الثورة 
بعاحيا ونيد العام 1794 والعام 1795 احتلوا الأراضي المنخفضةء 
وإقليم الراين» وأجزاء من إسبانياء وسويسراء وسافوي «وليغوريا). 
وفي العام 6+» منحتهم حملة نابليون الإيطالية المشهورة إيطاليا 
بأكملهاء وحطمت أول تحالف قام ضد فرنسا. أما حملات نابليون على 
مالطاء ومصرء وسوريا (1799-1797) فقد أدى تدخل القوة البحرية 
البريطانية إلى قطع اتصالاتها مع قواعد انطلاقها في أوروبا. كما أن 
التحالف الثاني تمكن. خلال غيابه» من طرد الفرنسيين من إيطاليا 
وأرغمهم على التراجع إلى ألمانيا. وكان من نتائج هزيمة الجيوش المتحالفة 
في سويسرا (معركة زيورخ» 1799) إنقاذ فرنسا من الغزو. وما إن عاد 


)2 :101 )) 1640-1945 ,رول اممتعمتط عط زه حعنانامط 1186 ,عنمت© .لح صملره © 
.ص ,(1955 رووعع2 ده لررععة1 © 


0ظ1 


نابليون وتسلّم السيلطة» عن كان الفرتسيوة يبتتانقون' مام 
وبحلول العام 1+ كان الفرنسيون قد فرضوا السلام على من بقي من 
المتحالفين في القارة الأوروبية» وحتى على البريطانيين بحلول عام 
2. وبعد ذلكء» ظل التفوق الفرنسي في المناطق المغلوبة أو الخاضعة 
للسيطرة الفرنسية بين العامين 1794 و1798 من دون منازع. وبدأت 
محاولة جديدة لشن الحرب على الفرنسيين في الفترة ة مابين 1805 
80 غير آنا سرت هاداد القوة الفرنسى إل جدود راوسا 
وهُزمت النمسا عام 1805 في معركة أوسترليتز في مورافياء وأرغمت 
على القبول بالسلام. أما بروسياء التي دخلت الحرب بصورة مستقلة 
متأخرة» فقد دُمّرت قواتها في معركتي يينا وأويرستيدت عام 1806 
وتقطعت أوصالها بعد ذلك. وعلى الرغم من أن روسيا قد هزمت في 
أوسترليتزء ودُحرت فى آيلو (1807). وهزمت ثانية في فريدلاند 
(1807): فقد حافظت على سلامة قوتها العسكرية. وقد عاملتها معاهدة 
تيلسيت (1807) باحترام له ما يبرره» حين فرضت هيمنة فرنسا على 
باقي القارة الأوروبية» بعد استثناء المنطقة الإسكندنافية والبلقان التركية. 
وعندما حاولت النمسا التحرر عام 21809 رت عانيا لدبب رطقت 

بها الهزائم في معارك آسبيرن - إيسنغ » وفاغرام. . غير أن ثورة الإسبان 
عام 8 ضد فرض جوزيفء شقيق نابليون» ملكاً عليهم. فتحت 
مَيدَاناً للعمليات أمام البريطانيين» وبدأت نشاطاً عسكرياً دائماً في شبه 
الجزيرة الأيبيرية» لم يتأثر بحالات الهزيمة أو التراجع الدورية التي قام 
بها البريطانيون (مثلاً: بين العام 1809 والعام 1810). 


أما في البحر» فإن الفرنسيين كانوا فى ذلك الوقت يعانون هزيمة 
ساحقة. فبعد معركة الطرف الأغر (1805)» تبددت أحلامهم لا بغرو 
بريطانيا عبر القناة فحسب» بل بالمحافظة على اتصالاتهم بما وراء 
البحار. ولم تكن ثمة وسيلة تمكنة لإلحاق الهزيمة ببريطانيا إلا من خلال 
الضغط الاقتصادي؛ وذلك ما حاول نابليون تنفيذه بصورة فعالة عن 
طريق استحداث النظام القارّي (1806). وقد أدت الصعوبات التي 


151 


انطوى عليها التطبيق الفعال للحصار الاقتصادي إلى تقويض طابع 
الاستقرار في التسوية التي تم التوصل إليها في تلسيت؛ وإلى تردي 
العلاقات مع روسيا التي كانت تمثل نقطة الانعطاف الأساسية في سير 
نابليون ومسيرته. فقد غزا روسياء واحتل موسكو. ولو أن القيصر قبل 
بالسلام» كما فعل أكثر أعداء نابليون في ظروف مماثلة» لكانت مقامرته 
مط السام غير أن القيصر لم يفعل» ووجد نابليون نفسه أمام 
خيارين: فإما أن يواصل خوض حرب مفتوحة من دون ضمانة أكيدة 
على تحقيق النصر فيهاء وإما أن ينسحب. وكان كلا الخيارين يمثل كارثة 
في ذاته. لقد كانت أساليب الفرنسي» كما رأيناء ناجحة حتى ذلك 
اشن فى حلت محاظفة فى امقاطق علي كما فيه لكان وكات كقافة 
سكانية عالبة تمكن الحنود من الغيشن عل ما تنتجه الأرض. غير أن ما 
نجح في لومباردي أو أقاليم الراين التي شهدت تطوير هذه الإجراءات 
والأساليب» وكان فعالاً حتى في أوروبا الوسطىء» أخفق إخفاقاً ذريعاً 
في فضاءات بولندا وروسيا الشاسعة الفارغة القاحلة. وقد مُنى نابليون 
موطف ا الشتاء الروسي» بل يسبب إخفاقة في إمداد 
الجيش العظيم وتجهيزه وتموينه. وقد أسفر الانسحاب من موسكو عن 
تدمير هذا الجيش. فمن أصل ستمئة وعشرة آلاف من الرجال الذين 
عبووا القدوه الروسية ذات يوم لم يعد عبر الحدود نفسها إلا نحو مئة 
ألف. 


وفي ظل هذه الظروف» فإن التحالف الأخير ضد الفرنسيين لم 
يضم قدامى الأعداء والضحاياء بل شمل جميع الأطراف الحريصة على 
أن تكون في معسكر الظافرين؛ وكان ملك سافوي آخر من انضموا إلى 
التحالف. . وفي لايبزغ (1813)» مني بالهزيمة جيش جديد أغلبه من 
الأغرار» واندفع الحلفاء دونما هوادة صوب فرنساء على الرغم من 
المناورات المذهلة التي قام بها نابليون» كما اقتحم البريطانيون فرنسا من 
شيه الحزيرة الايبيرية. واحتلت باريس» وتنحى الإمبراطور يوم السادس 
من نيسان/ أبريل عام 1814. وقد حاول أن يستعيد سلطته عام 5 


1852 


غير أن معركة واترلو (حزيران/ يونيو 1815) كانت غاية المطاف. 


11 

خلال عقود الحرب تلك» أعيد رسم الحدود السياسية في أوروبا 
مرة بعد مرة. وسنكتفى هنا بالنظر في التغيرات التي بقيت ودامت» 

بصورة أو بأخرى» وظلت قائمة بعد هزيمة نابليون. - 
كان من أهم هذه التغيرات الترشيد العام للخريطة السياسية 
الأوروبية» ولا سيما في ألمانيا وإيطاليا. فمن ناحية الحغرافيا السياسية» 
وضحت القوزة القرتيمية هيدا للعضوو الوسطئ الأوروبية: إن الدولة 
النموذجية الحديثة» التي تطورت على مدى عدة قرون» هي منطقة 
متماسكة الأراضي» موصولة الأطراف ذات حدود واضحة المعالمء 
تحكمها سلطة واحدة ذات سيادة» وفق نسق أساسي واحد في المجاللات 
الإدارية والقانونية. ومنذ الثورة الفرنسية» أصبح مفترضاً أن مفهوم 
الدولة يمثل أيضاً "أمةً" أو مجموعة لغوية واحدة (غير أن الدولة ‏ 
الأرض ذات السيادة لم تكن تشتمل على هذا العنصر في ذلك الوقت). 
وعى الرغم من أن الدولة الإقطاعية التقليدية الأوروبية كانت تبدو 
كذلك» كما كانت الحال» على سبيل المثال» في إنجلترا القروسطية» 
فإنها لم تكن تستلزم هذا الأمر؛ اننا صيفك وقايية أساما عل 
*الأرض الإقطاعية الزراعية" . وكما أن اصطلاح "إقطاعات دوق 
بيدفورد" ل يكن يعي بالفدرورة أن هذه الأملاك قطعة أو وحدة 
واحذة» أو أن مالكها هو الذي يتولى إدارتها مباشرة» أو أن عقد 
الإشراف عليها كان ينص على الشروط والإيجارات نفسهاء أو يحرّم 
تأجيرها من الباطن» فإن الدولة الإقطاعية في أوروبا الغربية لم تستبعد 
منظومة متشابكة معقدة من الخيارات التي لا يمكن التساهل بشأنها 
اليوم. وبحلول العام 41789 كان ثمة إحساس متنام بالضيق من هذه 
التعقيدات. ووجدت هذه الحيوب الأجنبية نفسها مُنزوية فى بقعة أو 
الخو من إحدي اندر ل نبل مزينة أمتهوة" البابونة في فرنبنار كلها 


3ظ10 


وجدت بعض المناطق فى إحدى الدول نفسهاء لأسباب تاريخية»ء تابعة 
لبدة حر يعي ف كلد ابكرم أيء وفق الضصطلحات الحديقة» تحت 
سيادة ثنائية مزدوجة” . وكانت 'الحدود" التى تمثل الحواجز الجمركية» 
تعفر غير القاطماتالختلقة تفن اليلد تملح ود كيك امبز ا طروة 
الأقير اكور الزويعان للفتضى: اقماع انه شاهدة الم قن كنت مل مدق 
القرون من دون أن تطالها محاوللات لبعد و معو جر رات 
أسرة هابسبيرغ المالكة لم يكن له لقب واحد يصف حكمه لأراضيه حتى 
العام 1804"'". ولم يكن ثمة سيد أعلى يمسك بزمام السلطة على مختلف 
الأقاليم التي تتراوح بين دول قوية في ذاتها مثل مملكة بروسيا (التي 1 
تتوحد حتى العام 1807)» ومقاطعات مختلفة الأحجام. إلى جمهوريات 
من المدن ‏ الدول. كما أن "فرسان الإمبراطور الأحرار" الذين م 
تتجاوز إقطاعا: تهم ع في أغلب الأحيان» بضعة أفدنة» لم يكن لهم سيد 
أعلى. وإذا د الإقطاعات واسعة بصورة كافيةء فإنهاء 
بدورهاء تفتقر إلى الوحدة والانسجام؛ لأنها محصلة لتاريخ عشوائي 
طويل من عمليات الاقتطاع المجزأة» والتقسيمات وإعادة الدمج 
والتجميع لإرث العاتلة. ولم يكن يؤخذ في الحسبان آنذاك, في معرض 
الحديث عن مكونات الدولة» المركب المكون من اعتبارات الاقتصادء 
والإدارة» والأيديولوجياء والقوة التي تميل إلى فرض حدود دنيا لمساحة 
الأرض وحجم السكان مع تحديد لهوية الحكم - وهي الاعتبارات التي 
تُسْعِرّنا اليوم بنوع من الاستهجان لدى قبول ليختنشتاين مثلاً عضواً في 
الأمم المتحدة. من هناء فقد تكاثرت الدويلات والبلدان الأقزام ولا 
سيما في ألمانيا وإيطاليا. 


(9) كان الناجي الوحيد من هذه الفئة جمهورية ندا التي كانت تخضع لسيطرة ة ثنائية 
من جانب أسقف أورغل الإسباني ورئيس الجمهورية الفرنسية. 

(10) كان» بمفرده وبصفته الشخصية» دوق التنمساء وملك هنغارياء وملك بوهيمياء 
وكونت التيرول» إلخ. 


164 


لقد ألغت الثورة والحروب اللاحقة عدداً كبيراً من هذه المخلفات. 
فاندثر جانب منها بفعل الحماس الثوري لتوحيد الأراضي وخلق 
الانسجام الداخلي فيهاء واحختفى جانب آخر جراء انكشاف الدول 
الصغيرة الضعيفة المتكرر لمطامع جاراتها الكترق ينوة: طؤولة دا 
واختفت كيانات بقيت على قيد الحياة طوال عصورء مثل الإمبراطورية 
الرومانية المقدسة.ء وأكثرية الدول ‏ المدن» والمدن ‏ الإمبراطوريات. 
فلفظت الإمبراطورية آخر أنفاسها عام 01806 واندثرت جمهوريتا جنوا 
والبندقية القديمتان بحلول العام 1797. ومع نهاية الحرب» انخفض عدد 
المدن الألمانية الحرة إلى أربع فحسب. وثمة مجوعة أخرى من الكيانات 
القروسطية» وهى الدول الكهنوتية المستقلة» سلكت هذا السبيل نفسه؛ 
ومنها المقاطعات الأبرشية وكولون ومينز وتريفيز وسالزبورغ وغيرهاء 
وبقيت الدول البابوية في وسط إيطاليا حتى العام 0. كما أدت 
عمليات الضم» ومعاهدات السلام» والمؤتهرات التي حاول الفرنسيون 
ها إعادة تشكيل الخريطة السياسية الألمانية بصورة منهجية (1798-1797) 
3 إلى تقليص عدد الأقاليم التابعة للامبراطورية الرومانية المقدسةء 
بما فيها فرسان الإمبراطور الأحرار»ء من 234 إلى أربعين. وفي إيطالياء 
حيت أكك ]تحوال هو دروي المقوافة :إل اتنعيطة لوه السانيية 
ودقخ الدويلات إلى التمركز في شمال إيطاليا ووسطهاء كانت التغيرات 
أقل حدة وإثارة. فحيث إن هذه التغيرات أفادت بعض الدول الملكية 
الراسخة» فإن هزيمة نابليون قد أسهمت في استمرارهاء إذلم تعد 
النمسا تفكر باستعادة جمهورية البندقية؛ لأنها كانت قد اكتسبت الثورة 
الفرنسية» كما أنها لم ترضخ قط لفكرة التنازل عن سالزبورغ (التي 
كسبتها عام 3 لمجرد أنها تكن مشاعر الاحترام للكنيسة الكاثوليكية. 

أما خارج أوروباء فإن التغيرات الإقليمية خلال الحرب كانت 
ل سل لي ع ا 


الثورة الفرنسية (كما حدث في سان دومنغو)» أ أفسح لها امالك أو 


1683 


فرضهاء الانفصال المؤقت للمستعمرات عن مراكز الدول الاستعمارية 
(كما في أمريكا الإسبانية والبرتغالية). وقد ضمنت هيمنة بريطانيا على 
البحار الاستمرار وعدم التراجع عن أكثر هذه التغيرات» سواء أكانت 
قد حدثت على حساب الفرنسيين أم في معرض التصدي لهم. 


وبالقدر نفسه من الأهمية؛ كانت التغيرات المؤسسية التى استحثها 
الغزو الفرنسي مباشرة أو بطريقة غير مباشرة. لقد كانت فرنساء في 
الراين» وبلجيكاء وهولنداء وشمال ألمانيا الممتد شرقاً حتى ليوبك» 
وسافويء. وبيدمونتء وليغورياء وإيطاليا غرب الابينين نزولا حتى 
حدود نابولي» والأقاليم الإيليرية الممتدة من كارينثيا جنوباً لتشمل 
دلماسيا. وكانت الممالك والدوقيات التابعة أو التى تحكمها عائللات 
فرنسية تغطي إسبانياء وبقية إيطالياء وبقية الراينلاند ‏ وستفالياء وجزءاً 
كبيراً من بولندا. وفي هذه الأقاليم جميعها (ربما باستثناء غراندوقية 
وارسو)ء كانت مؤسسات الثورة الفرنسية والإمبراطورية النابليونية 
توضع موضع التطبيق بصورة تلقائية. أو تغدو تمودجا تحتذيه الإدارة 
المحلية. وألغى الإقطاع رسمياء وطبق القانون والنظام العدلي الفرنسي» 
وهكذا دواليك. وكانت هذه التغيرات أبقى وأبعد أثرأ تما طرأ على 
الحدود.ء وظلّ قانون نابليون المدني» أو عاد ليكون» هو الأساس للنظم 
القانونية المحلية في بلجيكاء والرينلاند (حتى بعد عودتها إلى بروسيا) 
وفي إيطاليا. وما أن يُلغى الإقطاع. حتى يكون هذا الإلغاء نهائياً لا 


رجحة عنه. 


لقد اتضح لأعداء فرنسا الأذكياء أن ما ألحق بهم الهزيمة هو 
نظامها السياسي الجديد المتفوق» أوء على الأقل, إخفاقهم في انتهاج 
سبل بديلة للإصلاح. من هناء فإن التغيرات لم تنجم عن الغزو الفرنسي 
فحسبء. بل عن ردود الفعل إزاءى أو فى أحيان معينة» عن كلا 
السبيلين» كما حدث في إسبانيا. إن المتعاونين مع نابليون» أو 


1056 





امتفرنسين» من جهة»ء والزعماء الليبراليين في زمرة قادس المناوئة 
لفرنسا من - جهة أخرىء كانوا يأملون أساساً في قيام دولة أسبانية محدثة 
تسلك سبل الإصلاح التي انتهجتها الثورة الفرنسية. وقد أخفق بعضهم 
في ذلك فيما حاول آخرون تحقيق هذه الأغراض. وثمة حالة أخرى 
أكثر وضوحاً من حالات الإصلاح عن طريق ردات الفعل» هي 
بروسيا. فقد كان الليبراليون الأسبان مصلحين في المقام الأول» ولم 
يكونوا أعداء لفرنسا إلا من قبيل المصادفة التاريخية. أما في بروسياء فقد 
امتحدت شكل من أشكال غرير الز ازعينة ونطلم حش :يضم عناضر 
قادرة على أن تهب للدفاع عن البلدء ونفذت إصلاحات قانونية» 
واقتصادية» وتربوية من خلال الآثار التى خلفها انبيار الجيش والدولة 
اللذين بناهما د يدرياك ع مدر كت دان اربر مده وبقصد واضح لا 
لبس فيه» للتخفيف من عواقب هاتين الهزيمتين. 


غربي 5 0000 وجلوبي ابكتلخافيا في لقره الأوروبية» م تحرج 

من الحروب التي استمرت نحو عقدين من دود أن تعاثر موسساعنا 
بانتشار الثورة الفرنسية أو محاولات تقليدها. بل إن مملكة نابولي المغرقة 
في الرجعية م تحاول استعادة النظام الإقطاعي القانونن بعل أن ألغاه 
اموس 


نيد أن 'التغيزات في الحدودء والقوانين» والمؤسسات الحكومية لم 
تكن شيئاً إذا ما قورنت بأثر ثالث من الآثار التي خلفتها الحروب 
الغوريةء ألا وهو التحول العميق الذي طرأ على البيئة السياسية. فعندما 
نشبت الثورة الفرنسية» استقبلتها حكومات أوروبا بدم بارد؛ فالتغير 
المفاجئ في المؤوسسات» واندلاع الانتفاضات» وإطاحة السلالاات 
المالكة» واغتيال الملوك» وإعدامهم, لم تشكل بحد ذاتها صدمة لحكام 
القرن الثامن عشرء الذين اعتادوا على هذه الأمورء وكانوا ينظرون إليها 
من ناحية تأثير ما تحدثه من تغيرات على توازن القوى وعلى موقعهم 


157 


النسبى بالدرجة الأولى. وكما كان يقول فيرجين (5©هموع:ءل")2 وزير 
اناو الشهير في العهد القديم» "إن المتمردين الذين أقوم بطردهم 
من جنيف هم عملاء لإنجلتراء بينما يمد المتمردون في أمريكا لنا يد 
الصداقة الطويلة الأمد في المستقبل. إن سياستي تجاه كل من هذين 
الطرفين لا تتآثر بنظامهما السياسي. بل بالأسباب التي تهم الدولة"00©. 
غير أن وصفاً مختلفاً تماماً كان قد برز بحلول العام 0 عا التورية 
وسيطر على سياسة القوى الأوروبية. 


أصبح معروفاً آنذاك أن الثورة في بلد واحد قد تتحول إلى ظاهرة 
أوروبية» وأن المبادئ التي تدعو إليها قد تنتشر عبر الحدودء بل قد 
يتفاقم الوضع إذا ما أقدم جنودها الغزاة على نسف الأنظمة السياسية في 
القارة. كما غدا معروفاً آنذاك أن الثورة الاجتماعية ممكنة» وأن للأمم 
كبانا مستعقلا عن يديه الورلة ٠‏ مثلما أن للشعوب كياناً مستقلاً عن 
الحكام. وأن للفقراء كياناً مستقلاً عن الطبقات الحاكمة. وكان دو 
بونالد (802810 226) قد لاحظ عام 6 أن '" الثورة الفرنسية حدث 
فريد في التاريخ "'. غير أن هذه عبارة مضللة؛ فقد كانت الثورة 
عالمية شاملة» ولم تكن لدى أية دولة حصانة ضدها. والجنود الفرنسيون 
الذين شاركوا في الحملات التي امتدت من الأندلس حتى موسكوء 
ومن البلطيق إلى سورياء وعلى امتداد بقعة لم تصلها أية غزوة منذ 
حملات المغول. ومنطقة أوسع بالتأكيد مما وصلت إليه أية قوة عسكرية 
مفردة في أوروبا منذ النورديين - نقول إن هؤلاء الجنود الفرنسيين زادوا 
ثورتهم شمولاً وعمقاً بفاعلية لا مثيل لهاء وكانت المبادئ التي حملوهاء 
والمؤسسات التي نقلوها معهم» حتى في ظل نابليون» من إسبانيا إلى 
إيليرياء عالمية شاملة» وذلك ما عرفته الحكومات» وعرفته الشعوب. 


(11) مصهاط .8 نكتئة©)) .كا70 8 ,تمع مغر «ماساممةم وا أ عوم مط باعدمد روطام 
.66 .م ,1 .801 ,([1922-1927 رعك أء التستامم 


)212 7ك] عتاتصهحك ,ععدجه 1 ه[ سد مسصمة ع «فلتوبرم 6 


158 





وقنضن عن هذا العف رج الحسانات الشيره الوطفي البوجان 
كولوكوترون (وعههعامءاه1ه؟1) بقوله: "في رأبي أن الثورة الفرنسية, 
وأعمال نابليون» قد فتحت عيون العالم. إن الدول لم تكن تعرف شيئاً 
قبل ذلك. وكانت الشعوب تعتقد أن الملوك هم آلهة على الأرض» وأن 
على الناس أن يروا أن كل ما يقوله الملوك تارقم لطر غير 
أن التغيرات التى تحصل الآن قد جعلت التحكم في الناس أمراً في غاية 


|! ب 0 


17 


لقد شاهدنا الآثار التى خلفتها نحو عشرين سنة من الحرب عل 
البنية السياسية في أوروبا. ولكن» ما هي التبعات التي ترتبت على 
سيرورات الحرب الفعلية» واللشنوة والعمليات العسكرية والإجراءات 
السياسية والاقتصادية التي أعقبتها؟ 

من المفارقات أن هذه الآثار برزت في أجلى مظاهرها في المواقع 
التي كان فيها سفك الدماء في أدنى مستوياته» باستثناء فرنسا نفسها 
التي تكبدت بالتأكيد أعلى نسبة من الإصابات والخسائر البشرية غير 
المباشرة قياساً على غيرها من الدول. وكان من حسن طالع الرجال في 
الفترة الثورية والنابليونية أهم عاشوا بين مرحلتين من الحروب البربرية : 

ى تفرد لسع عد دلي افا علو ؛ وهنا المرجلتان اللتان كانت ثباد 
در دول ا لاعن لابه ماعل تو ارت در 
قدرة على التخيل. فمن جراء الحروب التي وقعت بين العامين 1792 
و1815» حتى في شبه الجزيرة الأيبيرية التي امتدت فيها العمليات 
العسكرية فترة أطول وجعلتها المقاومة الشعبية والعمليات الانتقامية أكثر 
شراسة من غيرهاء» فإننا لا نجد منطقة تعرضت للدمار مثلما تعرضت 





(13) 'آأه وهممأنامبع8 ممللة8 عط مغ وأمعلععة صم" ,ومصة 51211 51217105 معأاعآ 


4 .م ,(1957) 4 .مط ,29 .601 ,نوم اك ةل رعو هل كز أم ستول *”,لاتتاصعن) طلتمععاعصتلط عطا 


169 


أجراء مدق أروؤيا الوشطن والشبرقية سنتلل ورين" الحا رو سد 
واووت الشمالية في القرن السابع ع والسويد وبولندا في أوائل 
القرن الثامن عشرء أو بقاع واسعة من العالم ذ فى الحرب أو الخرب 
الأهلية في القرن العشرين. إن فترة التحسن الاقتتصادي الطويلة التي 
سيقت العام 9 كانت تعني أن المجاعة» والطاعون والوباء اللذين 
صاحباهاء لم تضف الكثير إلى ما عانته هذه المناطق من أهوال المعارك 
وعمليات النهب. على الأقل في العام 1811 (إن مرحلة المجاعة الكبرى 
جاءت بعد الحروب التى نشبت بين العامين 1816 و1817)» وكانت 
الججلانة السسك يه هس و شاط جادةة و الميزاضة رالا مرا 
في المدفعية المتحركة الخفيفة نسبياً أقل قدرة على التدمير إذا ما نظرنا 
إلبها ف ضنوة المقاييس الحديثة» ول تكن عمليات الحخصار شائعة. وربما 
كانت النيران تمثل الخطر الأكبر على أماكن السكن ووسائل الإنتاج. 
وكان من الممكن إعادة بناء البيوت الصغيرة والمزارع بسهولة» كما كان 
الدمار المادي الذي يتعذر إصلاحه في اقتصاد ما قبل التصنيع يكمن في 
غابات الخشبء. ومزارع الفاكهة والزيتون التي يستغرق نموها وقتاً 
طويلا» ولم يكن ثمة وفرة من هذه الثروات على أية حال. 


من هناء يبدو أن الخسائر البشرية الناجمة عن عقدين من الحرب لم 
تكن» بالمقاييس الحديثة» باهظة إلى درجة مرعية؛ وذلك على الرغم من 
أن الحكومات لم تحاول حسابهاء وجميع التقديرات الحديثة تظل غامضة 
قريبة من حدود التخمين» باستثناء ا 
خاصة. ويمكننا أن نقارن نحو مليون من قتلى قتلى الحرب في الفترة 
لي » بخسائر أية دولة بمفردها من الأطراف الرئيسية المتحاربية 


(14) بعلملا ما عقا [ه دعدومط رووو1اعك! سمسزآ صمصعل؟ مسد أتموم8 ومواموكو 
| ,011011 07 1عاء 2[ ععمكل هنين بمتاععاعى «رممازا ةل[ بععصهم1 مر موص اسم ع4 وروتزر 
بلعملا بوعلطظ :تمممممآ ج55ع21 طملمععمن :0عه0:1) تمدع يعاوء18 لاممدك زط 

.م ,(1916 بل0ئه؟1نق/1 


150 


طوال أربع سنوات ونصف السنة من الحرب العالمية الأولى» أو بنحو 
ستمئة ألف قتيل فى الحرب الأهلية الأمريكية بين العامين 1861 و1865. 
وحتى لو افترضنا سقوط مليوني قتيل خلال الحرب التي امتدت نحو 
عشرين سنة» فإن ذلك لن يكون تقديراً مبالغاً فيه» إذا ما أخذنا في 
الاعتبار» بصورة خاصة» الاثار البشرية التى تسبيبت فيها المجاعات 
والأوبئة في تلك الأيام. وثمة تقارير عن أن ضحايا وباء الكوليرا بلغوا 
4 نسمة في إسبانيا عام 1865'*'' والواقع أن ما من بلد» ربما 
باستثناء فرنساء ار لاد 
الفترة. 
وبالنسبة لأغلب سكان أوروباء باستثناء البلدان المتحاربة» لم تكن 
الحرب تعني أكثر من انقطاع مفاجئ مؤقت في إيقاع الحياة العادية» هذا 
إذا كانت تعني أي شيء على الإطلاق. إن العائلات في روايات جين 
مومه افق عاري خياتيا كارا ونيا 1 5و وقد تذكر ميكلنبيرغرز 
الذي كان يعمل مع فريتز رويتر (تعاداعا 2لن])» أيام الاحتلال الأجنبي 
باعتبارها حكايات قصيرة أكثر منها دراما إنسانية. وعندما استرجع الهر 
ا ا ا ل د 
بلجيكا ولومباردياء واحدة من البؤر الحاذية 0 رلا تم 
لم را ل ا 
وصحيح أن أعداد المشاركين في تلك العمليات كانت أغل يكثين با 
كان شائعاً في حروب سابقة» مع أنها كانت استثنائية بالمقاييس الحديثة. 
حتى إن حملات التجنيد لم تكن تعني استدعاء أكثر من شريحة بسيطة من 
حكم نابليون نحو أحد عشر ألف رجل» أي نحو 3,15 في المئة من 


(15) 4 بمع«فسبا بر متتموعظ عل معنسؤاوعه بر أمأم0دى م ماك ,دع كلا ممععللا عصلول 


.5 .ص رلا ,197 .أو ,([1957-1959] رعلء1 لهتده تك بقدماءعمة8) .هام 


191 


سكانها البالغ عددهم ثلاثمئة وحمسين ألفاً. وفي الفترة بين العامين 1800 
و1815» لم يجند من إجمالي سكان فرنسا أكثر من 7 في المئة» مقابل 21 
بالمائة في الحرب العالمية الأولى النى دامت فثرة أقصر©". إلا أن هذه 


النسب تظل عالية جداً بالأرقام المطلقة. فعملية الحشد والتعبئة خلال 
العامين 1793 و1794 ربما جندت نحو ستمتة وثلاثين ألفاً من الرجال 
(من أصل إجمالي نظري قد يبلغ سبعمئة وسبعين ألفأ). وكان جيش 
نابليون خلال فترة السلم عام 1805 يضم نحو أربعمئة ألف جندي». 
بينما كان الجحفل الأعظم الذي قاده في مستهل حملته على روسيا 
سبعمئة ألف رجل (بينهم ثلاثمئة ألف جندي من غير الفرنسيين)» ما 
عدا الجنود الفرنسيين المنتشرين فى أرجاء القارة الأوروبية» ولا سيما 
في إسبانيا. وكانت حصيلة التعبئة التي أعلنتها الدول المعادية لفرنسا أقل 
من ذلك بكثير» خاصة أن هذه الجيوش لم تكن ترابط في ميادين القتال 
بصورة دائمة (باستثناء القوات البريطانية)» بالإضافة إلى أن الصعويات 
المالية والصعوبات التنظيمية كثيراً ما كانت تجعل عملية الحشد الكامل 
أكثر مشقة. فقد سمحت معاهدة السلام البرنة عام 1809 [لنعسا مهنيد 
ما يقارب مئة وخمسين ألف رجل عام 1913؛ غير غير أنها لم تستطع أن 
تعبئ لأية حملة عسكرية أكثر من ستين ألفاً. . أما البريطانيون فإنهم» من 
جهة أخرى» حافظوا على أعداد عالية مدهشة من الجنود في حالة 
التعبئة العسكرية. وربما كان هؤلاء الحنود الدون باخ عددجي فى بدروة 
الحرب بين العامين 1813 و1814 ثلاثمئة ألف في اليش النظامي. 
ومئة وأربعين ألفاً من قوات الأسطول والبحرية» تحك أن زودوا 
بالأرصدة الككافية» قد تجشموا أعناء اتقل د كقير تعمل الفرسبون 
خلال أغلبية سني الحرب”27. 


(216 عكذكآ ع1" ,1799-1814 ,تعمل بأعسعجر] عطا تبه عجسلا بص بوع نامعن 

.م ,(1938 بقاع ]810 مصة عم عم1؟ :نمملدما بترملا بوع]) عممعن188 مرعنهل8 ]ه 

(17) بما أن هذه الأرقام كانت تعتمد على الأموال التي أقرها البرلمان» فإن الرجال 
الذين جندوا للحرب كانوا بالتأكيد أقل عددا. انظر :عك ع0 اتدكنه|ا/ مل ,1 تزع نهآ و1116 - 


52ظ1 


كانت الخسائر جسيمة» على الرغم من أنهاء مرة أخرىء لم تكن 
كذلك بالمقاييس الحديثة التي عرفناها هذه الأيام. إن 6 في المئة أو 7 في 
الملة “فون سن 'السعانة التريفانين النون لزنيف الكزافين :1793 
و1815 هم الذين استسلمو للفرنسيين» “بيده أودئ المرصن والحوادث 
بنحو 8 في المئة منهم. وكان الموت في ساحة القتال الفعلي يمثل خطرا 
قليلاً؛ إذ إن 2 في المئة من الإصابات في أوسترليتزء وربما 8 في المئة 
أو 9 فى المثة:منها فى واترلو كانت قل القغل فى الميدان بالفعل. أما 
الخطر المرعب الذي كان يتهدد الجتود فهو الإهمال؛ والقذارة وسوء 
التنظيم» وتردّي الخدمات الطبية» والجهل بالمستلزمات الصحية التي 
أدت كلها إلى الإجهاز على الجرحىء والمساجين» وفي الأحوال الجوية 
المناسبة (مثل -خطوط الاستواء)» إلى القضاء على الجميع تقريباً. 


لا مراء فى أن العمليات العسكرية قد أسفرت عن مقتل 
الكثيرين» على نحو مباشر أو غير مباشر»ء ودمرت معدات الإنتاج. غير 
أنهاء كما رأيناء لم تؤد في ال حالتين كلتيهما إلى عرقلة جدية لإيقاع النمط 
الاعتيادي فى الحياة والنمو في البلاد. بيد أن المتطلبات الاقتصادية 
البدرت والخري الاقضناد يلم من #زكينه آثار| يعيدة الدى: 


كانت الحروب الثورية والنابليونية» بمقاييس القرن الثامن عشرء 
ناعطة الكلقة عر نسو غير موق حت إن كلفدينا المالة أذهلت 
المعاصرين أكثر ما أذهلتهم كلفتها من أرواح البشر. لقد كان انخفاض 
الأعباء المالية للحرب فى الجيل الذي أعقب واترلو بالتأكيد أكثر حدة 
مق الخفاس الكلفة لسر وترع حفن التتديراف أن كلفة الكروب 


د وعلهك50 قصمنائل1 :ماموط) "أمعمغاطمصم" «ماععللمن ,1789-1794 ,عللماتمدم عغتررمه] 


.20 كتلتكك أ وعاطتاعم ,تتوةاممه/7 ,ع العام[ وععنمء© :139 .م ,(1939 روعلقصطه له مععام1 
أماعهد كذ ,متوعآ :527 أ 198 .م ,([1936] بممعلم .2 نكعموط) 'كلة رعلوغمعع عنام سلل] 
1 .001 بكسعصوط بممنمءمسناموط ممه ,119 .م ,1793-1815 ,ترصول8 عا زه 121510677 

5 .م ,(1859) 


103 


التي وقعت بين العامين 1821 و1850 لم تتجاوزء في المعدل. عشرة في 
المئة فى السنة عما يعادلها بين العامين 1790 و1820» وأن المعدل 
ماري لعستايا الشرب ل أل شعو كس توكشرين دي النة لكان 
عليه في فترة مماثلة سابقة" . ولكن كيف ستدفع هذه الكلفة؟ لقد كان 
الأسلوب التقليدي يعتمد على المزج بين التضخم النقدي (أي إصدار 
عملة جديدة لدفع ديون الحكومة). والقروضء. والحد الأدنى من 
الضريبة الخاصة؛ لأن الضرائب كانت تثير حفيظة الناس والمتاعب 
السياسية (عندما تمنحها "البرلمانات" أو فئات الشعب). غير أن الطلبات 
المالية الاستثنائية والأوضاع التي فرضتها الحرب قد قلبت كل هذه 
الحسابات رأسا على عقب. 

إن هذه الظروف» بدايةٌ» قد عرفت العالم على العملة الورقية9© 
غير القابلة للتحويل. وكانت سهولة طبع هذه الأوراق النقدية في 
القارة» ودفع التزامات الحكومة؛ أمراً لا يمكن مقاومته. وكانت 
" الأستيناة" ( ' قأهصونووك ') الفرنسية (1789) أول الأمرء مجرد سندات 
من الخزينة الفرنسية تحمل فائدة مقدارها خحمسة فى المئة» صممت انتظاراً 
للريع المأمول في المستقبل نتيجة لبيع أراضي الكنيسة. وقد حولت خلال 
بضعة أشهر إلى عملة» أدت الأزمات الالية المتلاحقة إلى صكها بكميات 
متعاظمة» وإلى خفض قيمتها بصورة حادة» وساعد على ذلك تناقص 
الثقة لدى الناس. ومع نشوب الحربء كانت قيمتها قد انخفضت بنحو 
0 في المئة» ونحو الثلثين فى حزيران/ يونيو 1793. وقد حافظ اليعاقبة 
على أوضاعها. غير أن شبح الانفلات الاقتصادي الذي أطلّ بعد 
الثيرميدور هوى بها إلى الحضيض حتى أصبحت لا تساوي واحداً على 


(18) علعولا بعلا بسملممآ) معتاكتتماى زه برممصمنعط2 116 والقطايك8 .© اعمطع تكح 
.(1892 رقصه5 لكصة ععل16 ]1 .0 


(19) قبل نهاية القرن الثامن عشرء لم يكن أي نوع من العملة الورقية المتداولة شائعاً 
نسبياء سواء كانت قابلة للاستبدال بسباتك الذهب أو الفضة عند الطلب أم لم تكن. 


104 


06 


ثلاثمئة من قيمتها الاسمية» إلى أن وضع إفلاس الدولة الرسمي عام 
7 خاتمة لهذه الحكاية النقدية التي دفعت الفرنسيين إلى رفض أي نوع 
من العملة النقدية الورقية طوال ما يقرب من قرن من الزمان. ولم تكن 
مسيرة العملات الورقية فى البلدان الأخرى حافلة بالقدر نفسه من 
الكوارث» على الرغم من أن العملة الروسية كانت» بحلول العام 
2» قد انخفضت إلى ما يعادل 20 فى المئة من قيمتها الاسمية» 
والتعساوية (القن حتفف سريت فين الاين 2181511810 إلى :10 فنى 
لمئة. واستطاع البريطانيون أن يتحاشوا هذا الأسلوب الخاص في تمويل 
الحرب» وكانوا يعرفون العملة الورقية حق المعرفة ولا يتحاشون التعامل 
مها. غير أن بنك إنجلترا لم يستطع مقاومة الضغوط المزدوجة التي 
تستلزمها المتطلبات الحكومية ‏ التي كانت في الأساس ترسل إلى الخارج 
على هيئة قروض ومعونات ‏ بسبب إنضاب مخزونها من السبائك 
الذهبية» ومتطلبات القطاع الخاص التي تفرضها سنة المجاعة. ففي العام 
7+» أوقفت دفعات الذهب للعملاء في القطاع الخاص» وأصبحت 
العملة الورقية غير القابلة للتحويل» بالفعل» هي العملة السارية 
المفعؤل»وكانت :ورقة الخنيه/. الباوند الواحد إجدى هذه النناتج: .وم 
يعانٍ الباوند الورقي أي خفض جدي مثل العملات القازيّة» وبلغ أدنى 
مستوياته عام 1817 بنسبة 71 في المئة من قيمته الأصلية» ثم ارتفع مرة 
أخرى إلى 98 فى المثئة. إلا أنه استمر على هذه الحال مدة أطول بكثير ثما 
كان متوقعاً له» ولم يستأنف سداد الدفعات النقدية كاملة إلا عام 1821. 


كانت القروض هي البديل الآخر للضرائب. على أن الارتفاع 
المذهل في الدين العام» الناجم عن الإنفاق الباهظ الطويل الأمد على 
الحرب» أفزع حتى البلدان الأكثر ازدهارا وثراءة وتقدما من الوجهة 
المالية.فيتمد حمس سنوات من تمويل الحرب». عن طريق القروض 
أساساء وجدت الحكومة البريطانية نفسها مرغمة على اتخاذ خطوة غير 
مسبوقة لا تبشر بالخير بدفع نفقات الحرب عن طريق الضرائب» 
وبفرض ضريبة على الدخل لهذا الغرض 1816-17999). وجعلت ثروة 


105 





انبااة المتعاظمة من هذه النطوة أمرا مجقولا عافاً» وأصيحية فكدة 
تغطية نفقات الحرب من الدخل الراهن. ولو فرضت الضرائب المناسبة 
في البداية» لا ارتفع الدين الوطني من 228 مليون باوند عام 1793 إلى 
6 مليوناً عام 21816 وعمولة الدين السنوية من 10 ملايين باوند عام 
2 إلى 30 مليوناً عام 1815 (أي أكثر بكثير من إجمالي إنفاق الحكومة 
فى السنة الأخيرة قبل الحرب»). وكانت العواقب الاجتماعية لهذه 
المديونية جسيمة للغاية؛ لأنها كانت» في واقع الأمرء بمثابة قناة تحولت 
مرومخاحايا كيو اق مدي بن برعم الفري ا بلاتعيا! لكان اعمونا 
المعنو لتق عي من "قابضي الأموال"» وهم الذين كان 
الناطقون بلسان الفقراء وصغار رجال الأعمال والمزارعين» مثل وليام 
كوبيت» يشئون عليهم الهجمات الصحافية الضارية. وكانت الحكومة 
البريطانية» التي درجت منذ زمن بعيد على سياسة دعم حلفائها 
العسكريين» هي التي تقدم القروض الخارجية. وقد وفرت لهذا الغرض 
0 مليون باوند في الفترة بين العامين 1794 و1804. وكان المنتفعون 
الباكشترون من ذلك هم نسحاب البيوت الالية الدوليةه"البريطانية 
والأجنبية» مثل أسرتي بيرينغ وروتشيلدء اللتين كانتا تؤديان دور 
الوسيط في مثل هذه المعاملات (وقد أرسل المؤسس ماير أمشيل 
روتشيلد (لانطءعطاه2 اعطءدمرخ عر»80) ابنه ناثان من فرانكفورت إلى 
لندن لهذا الغرض عام 1798). وقد بدأ العصر الذهبي لهؤلاء الممولين 
العالين تعن الخريء' شونا فكعنلوا مويل القزوهن: السيفنة الع 
استهدفت مساعدة أنظمة الحكم القديمة على التعافي من آثار الحرب» 
والأنظمة الجديدة على تحقيق الاستقرار لنفسها. بيد أن الأسس التى 
قامت عليها هيمنة روتشيلد وبيرينغ (وعمتعد8) وأمثالهما على عالم الملل 
على نحو لم يسبقهم أحد إليه من قبل» إنما أرسيت دعائمها خلال 
روي 


على أن الجوانب الفنية للتمويل الحربي تظل أقل أهمية من الأثر 
الاقتصادي العام الذي أفضى إليه تحويل الموارد من وحدة الاستتخدام 


156 


التلعية إل التويية» كنا عمف اشروجة الكرق تغادة ومن الأخطاء 
الفادحة اعتبار الجهد الحربي بأكمله عبئاً على الاقتصاد المدني أو على 
عسانة إن القوات الملتية قد مسد :إل حدماء: الرجال الديق كد 
يعانون بغيرها البطالة» أو لا يمكن استخدامهم أصلاً في حدود اقتصاد 
المرحلة. والصناعة الحربية تستطيعء في المدى البعيد» أن تقدم 
الحوافز لتطورات تعرضت للإهمال بالنظر لاعتبارات الربح التي تسود 
وقت السلمء على الرغم من أنهاء في المدى القصيرء تحول الرجال 
والمعدات من الأسواق المدنية. وذلك ما أصبح شائعاً ومعروفاً في 
صناعات الحديد والفولاذ التي لم تكن (كما عرفنا في الفصل الثاني) 
تتمتع بإمكانيات توسع سريع يضاهي ما شهده قطاع الأنسجة القطنية» 
فاعتمدتء من ثمء على حوافز الحكومة والحرب. وقد كتب 
ديونيسيوس لاردنر 267لعهآ كناتكؤهه101) عام 31 يقول: "خلال 
القرن الثامن عشرء أصبح سبك الحديد مرادقا تقريباً لقولبة المدافع "217. 
ويمكئنا على هذا الأساس أن نعتبر جانباً من تحويل ل 
من استخدامات وقث السلم عنصراً من عناصر الاستثمار طويل الأمد 
في صناعات السلع الرأسمالية والتطوير التقاني. وكان من جملة 
الابتكارات التقنية التي ولّدتها الحروب القورية والتاملتونية ميتاعة سك 
الشمندر فى القارة الأوروبية (بديلآً لسكر القصب المستورد من جزر 
الهف الكر ب وسناعة ]زا خدج الكلة (القن :دروت قيضية باعي 
الضدرنة البريظائية لكاقين امراف العذاكية"العن . يمكن حعفظها عل من 
السفن فترات متطاولة). وعلى الرغم من ذلك» وات أخذ كل 
الاعتبارات بالحسبان» فإن أي حرب ضخمة لا بد من أن تعني تحويلاً 
ضَحما للمواردء وقد تؤدي» فى حالات الحصار المتبادل» إلى التنافس 


(20) كان ذلك هو الأساس القوي الذي ارتكزت عليه الهجرة التقليدية في أوساط 

المرتزقة العاملين في الخدمة العسكرية في المناطق الحبلية المكتظة بالسكان مثل سويسرا. 
(21) ,.طم تطهلطمآ]) .كأ 133 ,مللعومماعنر© أءتتطه0 ,تعمل نهآ كباتكتزصماطط 
.55-6 .م ,1 .201 ,([1849 - 1830 


1537 


المباشر بين قطاعي الاقتصاد السلمي والاقتصاد الحربي على الموارد 
سيط يي 


والتضخم واحد من النتائج الواضحة لهذا التنافس. ونحن نعلم أن 
فترة الحرب قد رفعت الخط البيانيٍ لمستويات الأسعار البطيئة النموى 
دي بضورة حادة إلى أعلى في جميع البلدان؛ وذلك» بحد ذاته. 

يعنى أو يعكس قدراً ما من إعادة توزيع الدخل» بما ينطوي عليه ذلك 
من ا اقتصادية» لمصلحة رجال الأعمال؛ على سبيل المثال» وبعيداً 
عن مصالح العمال والعاملين المأجورين (لأن الأجور تقل عن الأسعار 
في العادة)ء وللصلحة المزارعين (الذين عرف عنهم ترحيبهم بارتفاع 
الأسعار وقت الحرب) بعيدا عن مصالح المصنعين المنتجين. وفي الاتجاه 
المعاكس» فإن نهاية احتياجات الحرب» الوي تلق كدلة افسيية ما 
الموارد من عقالها وتعيدها إلى أسواق أوقات السلام» بما فيها القوى 
العاملة التي كانت مجندة وقت الحرب» قد جلبت معهاء » كما تفعل 
دائماً مشكلات حادة تتعلق بالتكيف. ولتأخذ مثالاً واضحاً على ذلك : 
بين العامين 1814 و1818» نقصت قوة الجيش البريطاني بما يعادل نحو 
0 الف عحددي» أي اكثر متخ سكان سديدة ماتكسي العامرف 
وانخفض مستوى أسعار القمح من 108 شلنات ونصف الشلن للربع 
عام 1813 وإلى 64 شلناً واثنين من عشرة ة من الشلن عام 1815. ونحن 
نعلم في الواقع أن الفكيقه بخلول مرطلة كنا بعد لخرب قن عدن 
مشكلات اقتصادية غير عادية في جميع أنحاء أوروباء وتفاقمت 
وازدادت حدة بفعل الكوارث التي أصابت موسم المحاصيل بين العامين 
6 و1817. 


إلا أن علينا في هذا المقام أن نطرح سؤالاً عاماً أكثر شمولاً: إلى 
أي عن أضاف تحويل الموارد» أو أبطأء التنمية الاقتصادية في مختلف 


البلدانة من لواصم أن بهذا السؤال يتعلق؛ بصفة خاصة؛ ؛ بفرنسا 


158 


الاقتصادية الجسيمة. ولم يكن العبء الفرنسي من نتائج الحرب في 
مراحلها الأخيرة؛ لأن هذه الحرب صممت لتغطى تكاليفها بنفسهاء إلى 
حدا بعيدء على حساب الشعوب الأجنبية المغلوبة التي احثلت الجيوش 
الغازية أراضيها أو نهبتهاء أو فرضت الضرائب على من فيها من رجال 
ومعدات وأموال. إن نصف الردٍ يع الناجم عن الضريبة في إيطاليا كان 
من نصيب الفرنسيين بين العامين 1805 6 وزكما ٍ تصل حصة 
الضريبة إلى هذا الحدء إلا أن من الواضح أن تلك الأعباء كانت 
بالأسعار الحقيقية والنقدية» أقل كلفة ما يمكن أن تكون عليه في وضع 
آخر. إن الخلل الذي أصاب الاقتصاد الفرنسي عاد إلى عقد كامل من 
0-6 والحرب الأهلية» والفوضى التي أدت» على سبيل المثال» إلى 

خفض المردود مراكز التصنيع في سين انفريور (روان) من 1 مليوناً 
إلى 15 مليوناً» ومستوى القوى العاملة من 246 ألفاً إلى 86 ألف عامل 
بين العامين 1790 و1795. وينبغى أن نضيف إلى ذلك خسارة التجارة 
الخارجية بسبب سيطرة بريطانيا على أعالي البحار. أما العبء البريطاني» 
فيعود إلى كلفة النقل التي لم تقتصر على جهد البلاد الحربي فحسب» بل 
شملت وجوه الدعم التقليدي المقدم للحلفاء في القارة الأوروبية ولعدد 
من الدول الأخرى. وقد تحمل البريطانيون» بالمقاييس النقدية» العبء 
الآكبر طوال الحرب؛ فقد كلفتهم الحرب ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة 
أضعاف ما تكبده الفرنسيون. 


والإجابة عن السؤال العام الذي طرحناه تظل أيسر بالنسبة 
للفرنسين فاءهن بالتسبة للبريطانين؟ ذلك أن الاقتضاد الفرسئ ظل+ 
بللا شك» يعاني الركود النسبي. ولولا الثورة والحخروب». لحققت 


(22) ١ءن]ن11‏ ل عتمونرمء ع[ أه أمامعدانتم كبعه[8 عا رؤاعه1 تع اامعم اتا برمععظ 
كانامط عقن مك دعل عنصن 'ل ,ع1 دوه [مجرهل! دباهى عءألنخ[ط "!| © 600110711116 11141101ةكى هل 
هط 06 016 ممع ماكز ,ع5 تتصعط :25-31 أه 3-4 .مم ,(1928 يسوعلى .1 :مموط) 

دع ةاكناه اك [ه برتعدمنقاء21 ع7178 بالهطاالط اء ,52 .ص« ,11 .61/ ,ععمممر 


1049 


الصناعة والتجارة الفرنسيتان مزيداً من التوسع السريع. وعلى الرغم من 
أن الاقتصاد الفرنسي حقق نموا أساسياً في عهد نابليون» إلا أنه لم 
يستطع التعويض عما خلفه النكوص وضياع الزخم في التسعينات من 
القرن الثامن عشر. أما بالنسبة للبريطانيين» فإن الإجابة أقل جلاءً؛ يان 
التوسع اتخذ منحئ سريعاً حاداً كالشهاب. والسؤال الوحيد هو: هل 
كان التوسع سيحقق لولا الحرب المزيد من التقدم بصورة أسرع؟ 
والإجابة التي تتمتع بالقبول العام اليوم أنه كان سيحقق ذلك3©. 
وبالنسبة للبلدان اللأخرى» سيكون الجواب أقل أهمية في الأوضاع التي 
يتسم فيها النمو الاقتصادي بالبطء أو التقلب» كما كانت الخال في 
الجانب الأكبر من إمبراطورية الهابسبيرغ» أو عندما يكون الأثر الكمّي 
للمجهود الحربي قليلاً نسبياً. 


إن مثل هذه المقولات الجريئة تمثل» بالطبع» تحايلاً على السؤال. 
بل إنه لم يكن يفترض في الحروب الاقتصادية الصريحة التي خاضتها 
بريطانيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر أن تجلب الازدهار بذاتها 
أو من خلال توفير الحوافز للاقتصادء وكان النصر هو الذي يعوّل عليه 
لتحقيق ذلك» عن طريق القضاء على المنافسين والسيطرة على أسواق 
جديدة. إن " كلفة" الخلل الاقتصادي. وتحويل الموارد وما إلى ذلك» 
تقاس بما يتحقق وراءها من "فائدة* كانت تنعكس في الوضع النسبي 
للمتحاربين بعد الحرب. ووفق هذه المقايبس» يمكن القول إن الحروب 
التي امتدت بين العامين 1793 و1815» قد دفعت بنفسها أكثر بكثير من 


(223 1 متاقةخطع5 تموطمع12 فممة [لصم] مادم .117 .للا بودن .© مسطائيم . 
بلع ماعط به :1790-1850 ,يس ممعظ ‏ طاكتاتع 8‏ ع( كه وم اماع17 همه طاصحم ين 
طكابة ,.كا0؟ 2 كتعتممماعمء عتدمسمعط كأستوتجظ زه ميك أمعناع رمع 1 اسه بأمءأاكطا 51 
فصة ,646-649 .مم ,(1953 رقوعءط صملمعنه01 :0مل:0) علصووط طقتد5آ 01 ععمفاكلدكة عط 
2 ,1806-1813 ,أهاتعضاضق عنعماط | اء نوعاط 116منمء 1 ,رأعقداهت) وتمعصوم]1 


15 868 .مم ,(1958 ,رععصةءط عل كعنتها زوم لصن وعووومط زمتيوط) ,كام 


200 


كلفتها. فمقابل تباطؤ طفيف في التوسع الاقتصادي ‏ الذي كان ضخماً 
على أية حال تمكنت بريطانيا من القضاءء بصورة حاسمة؛ على 
منافستها الأكثر قرباء بحيث أصبحت هي بالفعل "مَشْغْل العام" مدة 
جيلين. وكانت بريطانياء وفقاً لجميع المؤشرات الصناعية والتجارية؛ 
تتقدم أشواطاً بعيدة على جميع البلدان الأخرى (ربما باستثناء الولايات 
التحدة) قياساً على ما كانت عليه عام 1789. وإذا اعتبرنا أن القضاء 
المؤقت على منافسيهاء واحتكار الأسواق البحرية وفي المستعمرات» 
كانت كلها من الشروط الجوهرية المسبقة لمواصلة التصنيع في بريطانياء 
فإن الثمن لتحقيق ذلك يبدو متواضعاً. وإذا قلنا إن تقدمها الواضح عام 
9 كان كافياً آنذاك لأن يكفل التفوق الاقتصادي البريطاني دونما 
حاجة لحرب طويلة» يمكننا أن نعتقد كذلك أن الكلفة لم تكن باهظة 
للدفاع عن هذا التفوق ضد الخطر الفرنسي لاستعادة ما أضاعته المزْاحمة 
الاقتصادية عن طريق الوسائل السياسية والعسكرية. 


201 


(لفصل الجاس 


السلام 


"إن التوافق الراهن (بين القوى) يمثل الدرع الأمنية الكاملة تجاه 
الفورات الثورية التي تعتمد في كل دولة تقريباً في أوروبا. . .. 
ومن مقتضيات الحكمة الحقيقية أن نترفع على الخلافات الصغيرة 
العادية» ونقف صفاً واحداً وراء المبادئ التي يمثلها النظام 
الاجتماعي القائم ال 

كاستلري (طعوعع امه )7 . 
"إضافة لذلك» فإن إمبراطور روسيا هو الحاكم المطلق الوحيد 
الذي يؤهله وضعه كلياً للانتقال» اعتباراً من الآنء إلى المهام 
الكبرى. إنه على رأس الجيش الوحيد المتأهب» بحق» بين جيوش 
أورويا كافة '. 


غينتز (212ه6)» 24 مارس/ آذار 01818©. 





)21 .5 .م ,21 روعاعم8 لختط 1 بمعمع مدو 00 باعدعععلاقة 0 


(2) عل كتملومودمط! ديس ماس مل «عالوصةل نل مماثلفدا دمنءقصغط ,ماصع اعضلعوط 
وع16 انام رول 3 ,(1813-1828) عتدفام ونه عننوةانامم عرزمتعزرل'[ © «أمعدى لامع رعأرأعمان 11[ 
ص ,1 .آهل ,(1876-1877 بصماط 1 تموط) ملق معاو0 -طعوعءام2 عصرم ع1 عنقم 


203 


بعد أكثر من عشرين سنة من الحرب شبه الموصولة والثورة» 
أخذت أنظمة الحكم القديمة الظافرة تواجه المشكلات المتصلة بصنع 
السلام والمحافظة عليه, وهي مشكلات صعبة وخطرة في الوقت نفسه. 
كان من الواجب تنظيف الركام والأنقاض التي تراكمت على مدى 
عقدين من الزمان» وإعادة توزيع الغنائم من الأراضي. والأعو نين ذلك 
أنه قد اتضح لدى رجال الدولة الأذكياء أنه لا يمكن السماح منذئل 
بنشوب حرب رئيسية في أوروبا؛ لأن ذلك سيعني» بصورة شبه 
مؤكدة» ثورة جنديدة» وبالتالي دماراً للأنظمة السياسية القديمة. وعل 
حد تعبير الملك ليوبولد (010ممع.1) عاهل بلجيكاء عم الملكة 
فيكتوريا (114م1/101) الحكيم الممل بعض الشيء» في معرض حديثه عن 
أزمة لاحقة: "في حالة المرض الاجتماعي الذي تعاني منه أوروبا الآنء 
سيكوق مستصيلا شق عرتت عام .. إن مثل هذه الحرب ستؤدي إلى 
صراع بين المبادئ. و2 أعتقد من معرفتي بأوروبا أن هذا الصراع 
سيغير شكل القارة»ء ويحدث انقلاباً يدمر بنيتها كاملة"©. ولم يكن 
اللوك نولا رجال الدولة أكدر.سكمة وقديدا ماكاتوا علب قن أن 
الفزع كان قد تملكهم دونما ريب. 


كما أنهم كانوا ناجحين» على غير عادة. ففي الفترة التي انقضت 
بين هزيمة نابليون وحرب القرم التي 0 
(1856-1854). »لم تقع في الواقع حرب عامة في أوروباء ولم ينشب أي 
صراع تقابلت فيه قوتان كُبرَيان في ميدان القتال. إن كن لجاصروت 

كن ول كبريين» باستثناء حرب القرم على مدى قرن كامل 
نين العامين 1815 و1914. وجدير بمواطني القرن العشرين أن يقدروا 
مثل هذا الإنجاز الرائع. وتتزايد أهمية هذا الإنجاز إذا عرفنا أن المشهد 
الدولي كان بعيداً كل البعد عن الهدوء والاستقرار» حافلاً بالأزمات 


)22 [ه عضتل اكنرا"[ ,فاوممعط زه عفنا م تعاعسنا أومجوء2 :راط ,هك لمقطعءت؟ا مسمسوول 
5 .5 ,(1961 ,عصهن) سمطاهدهل بصملممآا) دسصنواء8 عم 


204 


والصراعات. فقد أدت الحركات الثورية" إلى تدمير الاستقرار الذي لم 
يتحقق إلا بعد صعوبات كبيرة في الساحة الدولية. وفي ثلاثينات القرن 
التاسع عشر في جنوب أوروبا بصورة خاصة» وفي البلقان وأمريكا 
اللاتينية» وبعد العام 1830 في غرب أوروبا (ولا سيما بلجيكا)» ومرة 
ثانية عشية ثورة 1848. وقد جعل انيار الإمبراطورية التركية ‏ التي كان 
يتهددها التفكك الداخلٍ ومطامع الدول الكبرى المنافسة» ولا سيما 
بريطانياء وروسياء وإلى حد أقل فرنسا ‏ تما اصطلح على تسميته 
"المسألة الشرقية" سبباً رئيسياً للأزمة؛ فقد برزت» على نحو غير 
متوقع» في اليونان في عشرينات القرن التاسع عشر» وفي الثلاثينات 
في مصر. ومع أنها قد هدأت بعد صراع حاد بصورة خاصة بين العامين 
9 و1841.ء إلا أنها ظلت» كسابق عهدهاء قابلة للانفجار. وكانت 
العلاقات بين بريطانيا وروسيا في أسوأ حالاتها فيما يتصل بالشرق 
الأدنى والأرض الحرام بين الإامبراطوريتين في آسيا. ولم تكن فرنسا 
لتقنع بمكانة أكثر تواضعاً من تلك التي كانت تحتلها قبل العام 1815. 
وعتل الرقم من كل هذه المخاطر والدوامات»؛ كانت القنوات 
الدبلوماسية تتقاطع وتعبر مساحات واسعة من المياه الهوجاءء ولكن من 
دون أن تتصادم. 


لقند كان غل جيلناء: الذي أخفق إحفاقاً ذريعاً فى المهمة الأساسية 
التئلة بالدبلوماسية الذولية» وبعتعاكي الحرت» أن ينظر إل رجال 
الدولة والمناهج التي سادت بين العامين 1815 و1848 باحترام لم يعرفه 
أسلافه. إن تاليران (1311»:850)» الذي تولى السياسة الخارجية الفرنسية 
يخ العامين 1814 و1835» يظل نموذجاً مثالياً للدبلوماسية الفرنسية حتى 
يومنا هذا. كما أن كاستلري» وجورج كانينغ (وصنصصة© عع 01 06) » 
والفيكونت بالميرستون (ممه)ةتعصلةآ أصداهه15؟) الذين كانوا وزراء 





4ش التى سنناقشها» عدة مرات» فى الفصل السادس من هذا الكتاب. 


205 


خارجية بريطانيا على التوالي في الفترة بين العامين 1812 1822 
و1827-1822. وجميع اشكومات من عت تررق التوري (المحافظين) من 
0 1771852 كفي وا مزال اا استرجاعية بوصفهم عمالقة 
الدبلوماسية. أما الأمير ميترنيخ (3846116:«16)؛ الوزير الأول في النمسا 
طوال الفترة الممتدة من هزيمة نابليون حتى إطاحته هو نفسه عام 21848 
فينظر إليه اليوم باعتباره رجل الدولة الحكيم الذي حافظ على الاستقرار 
لا بوصفه العدو اللدود لأشكال التغيير كافة. ومع ذلك» فإننا لا نكاد 
نتبين صفة تستحق الإشادة في وزراء خارجية روسيا في عهد الإسكندر 
الأول (1 ؟علصفحعلة)  1801(‏ 1825). ونيكولا الأول (1 مهام 1لح) 
(1855-1825)» وفي بروسيا غير المهمة نسبياً في الفترة التى نعالحها. 
ويبدو أن للإشادة مبؤلاء السياسيين ما يبررها بمعنى من المعاني. 
إن استقرار أوروبا بعد الحروب النابليونية لم يكن يتمتع» أكثر من غيره. 
بسمات العدل والأخلاق. إلا أننا إذا أخذنا بالاعتبار أهداف من صنعوا 
هذا الاستقرار»ء المعادية تماماً للروح الليبرالية وللقومية (وللدزعة 
الثورية)» فإنه سيبدو واقعيا ومعقولا. فلم تكن ثمة محاولة لاستثمار 
النصر النهائي على فرنسا التي كان الجميع حريصين على عدم استثارتها 
في فورة جديدة من اليعقوبية الثورية. وقد تركت حدود البلد المهزوم 
في وضع ليس أفضل بكثير مما كان عليه عام 1789, كما أن 
التعويضات المالية لم تكن باهظة» كما كان احتلال القوات الأجنبية 
للأراضي الفرنسية قصير الأمد. وبحلول العام 1818. استعادت فرنسا 
مكانتها عضواً كامل العضوية في منظومة "'التوافق الأوروبي" (ولولا 
عودة نابليون الفاشلة عام 21815 لكانت هذه الشروط أكثر يسراً وليناً). 
وقد أعيدت أسرة البوربون إلى الحكم. إلا أنه كان من المفهوم أن عليها 
أن تقدم بعض التنازلات لاسترضاء الرعايا الذين تعتمل في نفوسهم 





(5) أي خلال هذه الفترة» باستثناء عدة أشهر بين العامين 1834 و1835 وبين عامي 


41 و1846 . 


206 


النزعات الخطرة. وتم القبول بالتغيّرات الثورية التي جلبتها الثورة» 
وبالأداة المشتعلة» أي الدستور» التي منحت لهم» مع أنها عادت بالطبع 
بصيغة في غاية الاعتدال باعتبارها ميثاقاً "وافق عليه بحرية" الملك 
المطلق العائد لويس الثامن عشر. 


لقد أعيد رسم خريطة أوروباء من دون إبداء أي اهتمام بتطلعات 
شعوبها أو بحقوق العديد من الأمراء الذين حرمهم منها الفرنسيوت بين 
وقت وآخرء ولكن مع اهتمام ملموس بالمحافظة على توازن القوى بين 
الدول الخمس الكبرى التي برزت من الحرب: روسيا وبريطانيا وفرنسا 
والمسا ويروسناء وكانك الننوق الثلات الأول هي وخدها التي سبع 
بالأهمية. إذ لم يكن لبريطانيا أية مطامع إقليمية في القارة» على الرغم 
من أنها كانت تحبذ الاحتفاظ بالسيطرة أو بسط يد الحماية على عدد من 
المواقع ذات الأهمية البحرية أو التجارية. فاحتفظت بمالطا والجزر 
الأيونية وهيليغولاند» وشددت الرقابة على صقلية» واستفادت استفادة 
واضحة جراء انتقال النرويج من الدانمارك إلى السويد»ء مما حال دون 
سيطرة دولة واحدة على مداخل بحر البلطيق. كما انتفعت من اتحاد 
مرلكدا ونلجيكا(الآراضن المخيفة العساونة نابقا) > الذى وضم 
منابع الراين والشلدت بين يدي دولة مأمونة الجانب ولكنها قوية. 
خصوصا إذا ساعدتمها الحدود المحصنة بالقلاع في الجنوب» لمقاومة 
تعطش فرنسا المعروف لبلجيكا. وكان البلجيكيون والنرويجيون يرفضود 
هذين الترتيبين كليهماء ولم يقدر للترتيب الأول أن يستمر حتى ثورة 
0. وقد استبدل فيما بعد» في أعقاب مناوشات فرنسية بريطانية» 
بمملكة صغيرة دائمة محايدة يحكمها أمير اختارته بريطانيا. غير أن مطامع 
بريطانيا خارج أوروبا كانت عظيمة بالطبع» مع أن السيطرة الشاملة التي 
فرضتها البحرية البريطانية على أعالي البحار قد قللت من أهمية أن يرفع 
أي إقليم العلم البريطاني بالفعل أو لا يرفعه. إلا في حدود الهند 
الشمالية الغربية» حيث كانت مقاطعات أو أقاليم ضعيفة فوضوية هي 
التي تفصل بين الإمبراطوريتين البريطانية والروسية» إلا أن المنافسة بين 


207 


بريطانيا وروسيا لم تؤثر على المنطقة التي جرت التسوية بشأنها بين 
العامين 1814 و1815. وفى أوروباء لم تكن المصالح البريطانية تتطلب أية 
قوة للحفاظ عليها. 


وقد أشبعت روسياء وهي القوة الرئيسية الحاسمة على اليابسة» 
مطامعها الإقليمية بضم فنلندا (على حساب السويد)» وباصارابيا (على 
حساب تركيا). والجانب الأكبر من بولندا التي منحت قدراً من 
الاستقلال في ظل نظام محل كان على الدوام يفضل التحالف مع روسيا 
«(وقد ألغى هذا القدر من الاستقلال بعد التمرد بين العامين 1830 
و!183)» وقسم باقن اقولتةا نين كروسيا والفمياة بابشفقك اليد ةد 
الجمهورية كراكاو التي ابارت بدورها مع انتفاضة 1846. أما بالنسبة 
للدول الأخرىء» فإن روسيا اكتفت بممارسة هيمنة فغَالة» عن بعد 
على جميع المقاطعات والإمارات المطلقة شرقي فرنساء مع حرصها على 
الابتعاد عن كل ما يتصل بالثورة. ورعى القيصر الإسكندر حلفاً مقدساً 
لهذا الغرض» وانضمت إليه النمسا وبروسياء غير أن بريطانيا رفضت 
المشاركة فيه. فربما لم تكن الهيمنة الروسية على الجزء الأكبر من أوروبا 
وضعاً مثالياً من وجهة النظر البريطانية» غير أنها كانت انعكاساً للواقع 
العسكري» ولا يمكن الحؤول دوا إلا بالسماح لفرنسا بدرجة من 
القدرة أكبر مما قد يتحمله أعداؤها القدامى أو يتكبدونه من كلفة حرب 
جديدة لا يطيقونها. لقد أقر الجميع بوضوح بمكانة فرنسا باعتبارها قوة 
كبرى» غير أنهم لم يكونوا مستعدين لقبول ما ينطوي عليه هذا الإقرار. 


كانت النمسا وبروسيا قوتين عُظميين بالفعل» ولكن من قبيل 
اللياقة والكياسة فحسب؛ أو أن ذلك هو الاعتقاد الصحيح نظراً 
لضعف النمسا المعروف في أوقات الأزمات الدولية» أو الخاطئ نظراً 
لابيار روسيا عام 1806. لقد كان دوز هاتين الدولتين ينخصر في 
كونهما عامل استقرار فى أوروبا. وقد استعادت روسيا ما كانت تسيطر 
عليه من المقاطعات الإيطالية» بالإضافة إلى أراضي البندقية في إيطاليا 


208 


وفلاشناة كينا فرفت هابدها مره اخرى عل المقاطعاي الأفل شأنا فى 
مال اتطالنا تمطترا الحى ادا لجنيا ع سر أفرنا تسر 
هابسبيرغ (باستثناء بيدمونت ‏ سردينيا التي ابتلعت جمهورية جنوا 
وبدأت تؤدي دور الحاجز الفعال بين النمسا وفرنسا). وإذا كان ل 
'النظام" أن يستقر ويستتب في إيطالياء فإن النمسا هي التي ستلعب 
دور الشرطي. ولا كانت مصلحتها تنحصر في تحقيق الاستقرارء 
وتحاشى كل ما يمكن أن يتهددها بالتفكك» فقد أمكن الركون إليها 
يوفقها صمام أمان دائماً ضد أية محاولات لإشاعة الاضطراب في 
القارة. وقد استفادت بروسيا من رغبة بريطانيا فى وجود قوة قادرة 
معقولة فى غرن ألانياء وهى المنطقة التن. كانت مقاطعانها غيل إلى ضنقث 
فونياة أ عرقي انيب #الفرسية اما اننا السعادت: أراضي 
الراينلاند ذات الإمكانيات والموارد الاقتصادية الضخمة التي رفضت 
الدبلوماسية الأرستقراطية السماح بهاء واستفادت كذلك من الصراع 
الذاكراين نويطانا وروشيا خول ما كاتني بريطانا يزه توميعا رهما 
مُغْالِياً في بولندا. وكانت الحصيلة الصافية شبكة معقدة من المفاوضات 
التي تخللتها التهديدات بالحرب إذا تخلت بريطانيا اروضا عن الناطق 
التي كانت تابعة لها في الأراضي البولندية» وكلشه يدلا منها صن 

ساكسوثيا الصناعية الغنية. ومن التاحية الإقليمية والاقتصادية؛ كانت 
مكاسب بروسيا من تسوية العام 1815 أكبر نسبياً مما نالته الدول 
الأخرى. بل إنهاء في واقع الأمره أصبحت للمرة الأولى دولة أوروبية 
عظمى من حيث الموارد الحقيقية» مع أن ذلك لم يتضح للسياسيين إلا 
في الستينات من القرن التاسع عشر. وكانت كل من النمساء وبروسياء 
وعدد آخر من الدول الألمانية الأقل أهمية» التى كان دورها الدولي 
الأساسي يتركز في تزويد الأسر المالكة في أوروبا بالذرية الصالحة» 
قن إل الأخرع زمين الديرةذاض: الكزتينواله الألاية 4 غين أ النمنا 
ظلت نحتل موقع الصدارة دونما منازع. وكانت المهمة الدولية الرئيسية 
للكونفدرالية هي إبعاد الدول الصغيرة عن المدار الفرنسي الذي كانت» 


209 


تقليدياً» تدور فيه. وعلى الرغم من النزعات الإقليمية» فإن هذه 
الدويلات لم تكن تتحرج من كونها من التوابع النابليونية. 

كان رجال الدولة عام 1815 من الحكمة بحيث أدركوا أن ليس 
بوسع أية تسوية» مهما بلغت درجة الإتقان في تصميمها ووضعهاء أن 
تقاوم المزاحمة بين الدول» والظروف المتغيرة. من هناء عكفوا على وضع 
الآليات الكفيلة بالمحافظة على السلام - أي بحل المشكلات فور بروزها - 
عن طريق عقد المؤتمرات المنتظمة. وكان مفهوما بالطبع أن القرارات 
الحاسمة هذا الشأن متروكة ل ' القوى العظمى' (وهذا المصطلح هو من 
مبتكرات تلك الفترة». ولم يكن " التوافق الأوروبي' ' - وهو مصطلح آخر 
برز في تلك المرحلة مطابقاً للنظمة الأمم المتحدة» بل كان أقرب إل 
العضوية الدائمة فى مجلس الآأمن الدولي. غير أن هذه المؤتمرات المنتظمة 
لم تعقد إلا خلال بضع سنوات من العام 8 الذي أعيدت فيه فرنسا 
إلى " التوافق" » حتى العام 1822. 

وقد انار نظام المؤتمرات؛؟ لأنه لم يستطع الاستمرار بعد السنوات 
الأولى التى أعقبت الحروب التابليونية» عندما أثارت المجاعة التى وقعت 
في العامين 1816 و1817 ثم النكسات الاقتصادية» حاوف حقيقية» 
وإن كانت غير مبررة» من الثورة الاجتماعية فى كل مكان» يما فى 
ذلك بريطانيا. فبعد عودة الاستقرار عام 1820» بدأ كل خلل في تسوية 
العام 1815 يكشف عن تعارض المصالح بين الدول الكبرى. فعندما 
واجهت الموجة الأولى من التململ والتمرد بين العامين 1820 و1822» 
تمسكت النمسا وحدها بالمبدأ القاضى بإحماد هذه الحركات جميعها بصورة 
فورية تلقائية لمصلحة النظام الاجتماعي (وسلامة الأراضي النمساوية). 
وقد وافقت على ذلك الملكيات التى تشكل "التحالف المقدس" فى ألانيا 
وإيطاليا وإسبانياء وتبعتها فرنساء على الرغم من أن الأخيرة التي تمارس 
بالمشاركة مع إسبانيا (1823) دور الشرطي الدولي» لم تكن مهتمة 
بالاستقرار في أوروبا قدر اهتمامها بتوسيع نطاق أنشطتها الدبلوماسية 
والعسكرية» ولا سيما في إسبانيا وبلجيكا وإيطاليا حيث وضعت أكثر 


210 


استثماراتها الأجنبية©. أما بريطانياء فاتخذت موقفاً منفرداً. ويعود بعض 
ذلك» وبخاصة بعد أن حل كانينغ المرن محل الرجعي المتزمت كاستلري 
(1822)» إلى أنها اقتنعت بأن الإصلاح السياسي في أنظمة الحكم المطلقة 
أمر حتمي لا بد منه عاجلاً أم آجلا. كما أن السباسية البويظا فين ل 
يكونوا يشعرون بالتعاطف مع الحكم المطلق. يضاف إلى ذلك أن تطبيق 
مبدأ الشرطة الدولية كان سيّدخل الدول المنافسة» ولا سيما فرنساء إلى 
أمريكا اللاتينية التى كانت» كما رأيناء مستعمرة اقتصادية بريطانية 
بخورية. البعائد البريظا مورت ووه النتقاذل :ذلك أأمريكا الااديية ليها 
فعلت الولايات المتحدة الأمريكية في إعلان مونرو عام 21823 وهو 
بيان لم تكن له قيمة عملية» بل كان مؤشرا تنبؤيا إلى مصالح المستقبل. 
وإذا كانت ثمة قوة تولت حماية استقلال أمريكا اللاتينية فهي البحرية 
البريطانة وكانت مرافقة القوى الكمرى اككرعيابنا مول البوتات: 
فروسياء على كراهيتها للثورات» استفادت من تحرك الشعب 
الأرثوذكسى الذي أضعف الأتراك» اعتماداً في الأساس على مساعدة 
روسية بالقنا إل كلك إن ووسيا #امفاد ل ماده لليف الها 
حق العدسن في تر كا عقاف عن للستيسون الأرثو كبوا وقد ادي 
الخو جين كهد . اكادس ررس > زاون ميهرت برا كانه 
والمصالح الاقتصادية» والاعتقاد بأن تفكك تركيا آتِ لا محالة ولا يمكن 
منعه بل يمكن فى أحسن الحالات تنظيمه وتوجيهه. إلى تعديل موقف 
الروطانيى» من الفناه إن اظياء إل القجف »عن الر سكي براك اليرنات: 
وعربيعة الكماتي قالع الونان استقاالها (ندض) دعم سدفر دن 
انب ووسنا وبزيظانياء وكان عا حقف الضون فين :الساحة الذولية أن 
الدولة تحولت إلى تملكة يتولى زمام الحكم فيها واحد من جمهرة الأمراء 


(6) إن لعتبوماءمء2 عتسمممعع 6( تبه 170706 ,نهوتعصفن) اأعصصوط ملصمكل 
:ل .ل ينمأععصةءم) نم7[ زه جلاعء5 تت معمعط م0 كاكمو 60 1800-1914 ©02لانا 


.5 .ص ,(1961 بووعع2 راوع اتملآ ممأععممط 


211 


الألمان الصغارء لا إلى كيان تابع لروسيا. غير أن عنصر الاستمرارية في 
تسوية العام 1815» ونظام المؤتمرات» ومبدأ قمع جميع الثورات» كانت 
كلها قد تحولت إلى أنقاض. 


إن ثورات العام 1830 قد دمرتها نبائياً؛ لأنها لم تؤثر في الدويلات 
فحسب. بل فى دولة كبرى أيضاً هى فرنسا. فقد انتزعت المناطق 
ع ار م ل امد 0 
يمثلها التحالف المقدس. وفي غضون ذلك» حولت "المسألة الشرقية": 
أي مشكلة التعامل مع انحلال تركيا المحتوم» البلقانَ والشرق 0 
للاقتتال بين الدول الكبرى» وعلى رأسها روسيا وبريطانيا. لقد أخلت 
"المسألة الشرقية " بميزان القوى؟ لأن جميع العوامل قد تضافرت لتعزيز 
موقف روسيا التي كانت تبدف» آنذاك وفي أوقات لاحقة» إلى السيطرة 
على المضائق التي تفصل بين أوروبا وآسيا الصغرى وتشكل مدخلها إلى 
البحر الأبيض المتوسط. ولم يكن هذا الأمر يتعلق بالبعدين الدبلوماسي 
والعسكري فحسبء بل أصبح» بعد نمو صادرات الحبوب الأوكرانية» 
قضية اقتصادية ملحّة. وكانت بريطانياء المهمومة كالعادة بوسائل 
الوصول إلى الهند» قلقة كل القلق من التوجه الجنوبي لواحدة من الدول 
الكبرى التي تبددها بصورة جدية. وقد تمثلت سياستها مهذا الصدد في 
تتنيم تزه عق اللسندى العوضم الوونن (ميبا كائفه الدكا لين زوكان 
لذلك فائدة إضافية هي تعزيز التجارة البريطانية في الشرق» التي 
اتسعت بصورة مُرضية جداً خلال تلك الفترة». غير أن هذه السياسة ل 
تكن قابلة للتكهن أو التنبؤ لسوء الحظ. فالإمبراطورية التركية لم تكن» 
بأي حال من الأحوال» كياناً عاجزاً لا حول له ولا طول» من الناحية 
العسكرية على الأقل. بل كانت في أحسن حالاتها قادرة على خوض 
عمليات عسكرية متطاولة ضد حركات التمرد الداخلية (التى كان من 
اليسير عليها أن تلحق بها الهزيمة)» وقوة روسيا التي تتضافر معها 
أوضاع دولية غير مواتية (وذلك مالم تكن تستطيعه). كما أنها لم تكن 
قادرة آنذاك على تحديث نفسهاء أو مستعدة لذلك؛ وذلك على الرغم 


212 


من أن بوادر التتحديث كانت قد بدأت في عهد محمود الثانٍ 
(11 لنامسطة84) (1839-1809) في الثلاثينات من القرن التاسع عشر. 
من هناء لم يكن ثمة سبيل للحد من النفوذ الروسي المتزايد المطرد 
وللحؤول دون انهيار تركيا تحت وطأة متاعبها المختلفة» إلا أن تقدم 
بريطانيا الدعم الدبلوماسي والعسكري اللمباشر (أي التهديد بالحرب)؛ 
وذلك ما جعل "المسألة الشرقية" هي القضية الأكثر قابلية للانفجار عا 
الجاع الذوالة رجن الور ابت الران اوردق إل حيرت عام وقد 
وقع ذلك بالفعل في الفترة ة بين العامين 4 و1856. بيد أن الأوضاع 
التي مهدت السبيل لتأييد روسيا دولياً ضد بريطانيا هي نفسها التي 
مجعلت ووس قر يات إل فسوي« الاق ركان ساسا سيان 
لتحقيق هذا الهدف: فإما دَحْرُ تركيا وتجزئتها وفرض الاحتلال الروسي 
عنها سان انعلط تت و لضا تدده أراة رق رقا بشية الشمناية اع :كر 
تركية ضعيفة خانعة. وكان من الضروري الإبقاء على هذين الخيارين. 
وبعبارة أخرىء فإن القسطنطينية لم تكن في نظر القيصر تستحق حرباً 
كبيرةً. وهكذاء كانت حرب اليونان في العشرينات من القرن التاسع 
عشر تناسب خيار التقسيم والاحتلال. غير أن روسيا لم تحقق من ذلك 
ما كانت ترغب فيه ولم تشأ اكتساب المزيد مما أفلحت في تحقيقه. 
فعكفت بدلاً من ذلك على التفاوض من أجل معاهدة تفضيلية استثنائية 
فى كان سكيانس (899) مع تركيا التي كانت تعاني وضعاً صعباً 
وتدرك حاجتها الماسة إلى حام قوي الجانب مثل روسيا. واستشاطت 
بريطانيا غضباً وغيظاً؛ فقد شهدت العشرينات من القرن التاسع عشر 

ولادة مرض 'الخنوف من روسيا" الجماعي الذي تولدت عنه صورة 
لوملا نيا و ا ال وفي مواجهة الضغوط 
البريطانية» انسحب الروس بدورهم» وعادوا في الأربعينات من ذلك 


(7) كانت العلاقات الأنغلو ‏ روسية القائمة على التكامل الاقتصادي» ودية تقليدياً في 
واقع الأمرء ولم تبدأ بالتردي بصورة جدية إلا بعد ا حروب النابليونية. 


213 


القرن إلى مناقشة المقترحات الرامية إلى تقسيم تركيا. 


إن المزاحمة البريطانية الروسية في الشرق لم تكنء» في واقع 
الممارسة الفعلية» بضخامة الصورة التهويلية المعلنة عنها (ولا سيما فى 
بريطانيا). وعلاوة على ذلك» فقد قلل خوف بريطانيا من انتعاش فرنسا 
من حدة هذه المزاحمة في جميع الأحوال. والواقع أن عبارة "اللعبة 
الكبرى" التي استخدمت فيما بعد لوصف الأنشطة التآمرية التى كان 
يقوم بها المغامرون والعملاء السرّيون لكلتا الدولتين في الأرض الحرام 
التي كانت تفصل بين الإمبراطوريتين تعبر عن أجواء هذه المزاحمة خير 
تعبير. غير أن ما جعل هذا الوضع خطيراً بالفعل هو المسار الذي لا 
يمكن التكهن به الذي سلكته حركات التحرر الوطني داخل تركياء 
والعلتهلؤت التي كانك تقوم جنا اللذول الأخرى» ونين عنذه الذول؛ 
كانت النمسا تبدي اهتماماً سلبياً ملحوظاً بالمسألة» لكونها إمبراطورية 
متعددة القوميات آيلة للسقوط. ت#بددها حركات الشعوب نفسها التى 
كانث تقوضن «دغاكم الاستقراز في تركياء معن الندلافيين البلقات» 
وأبرزهم الصرب. إلا أن خطرهم لم يكن وشيكاً. مع أنه مهد الطريق 
في وقت لاحق لنشوب الحرب العالمية الأولل. وكانت فرئسا أكثر ميلا 
لإثارة المتاعب ؛ لأن لها سجلاً عريضاً من التأثير الدبلوماسي ف فى الشرق 
الذي حاولت» مرة بعد مرة» استعادته وتعظيمه. ركد م رن عا 
مصر كان النفوذ الفرنسي قوياً بصورة خاصة في تلك البلاد التي كان 
واليها محمد علي باشاء الحاكم المستقل تقريباء قادراً على زعزعة 
التماسك فى الإمبراطورية التركية أو الحفاظ عليه كما يشاء. بل إن 
أزمات المسألة الشرقية في الثلاثينات من القرن الثامن عشر (1833-1831 
زة#تلكة]) كاك فى جزهرهل» أزمات درفت لها علدنات عبن 
علي مع سيده الاسمي في اسطنبول/ القسطنطينية» وقد تفاقمت في 
الفترة الثانية بفعل المساندة الفرنسية لمصر. وإذا لم تكن روسيا راغبة في 
عسو نو لجز الايس كوس المبساطية 0 
على ذلك أو راغبة فيه. وكانت ثمة أزمات دبلوماسية. بيد أنه لم تحدث 


214 


حروب بسبب تركيا في أي وقت طوال القرن التاسع عشر. 


يتضح من مسار الصراعات الدولية خلال تلك الفترة» إذن» أن 
المادة الناسفة في العلاقات الدولية لم تكن متفجرة بما فيه الكفاية 
لإشعال حرب رئيسية. وبين الدول الكبرى» كان النمساويون والروس 

من الضعف بحيث لا يستطيعون القيام هذه المخاطرة. أما البريطانيون, 
فكانوا قانعين راضين بالوضع: فقد أحرزوا بحلول العام 5 نصراً 
كاملا ١‏ يتسنّ لأية دولة أخرى أن تحققه في تاريخ البشرية» وبرزت بعد 
عشرين سنة من الحرب مع فرنسا بوصفها الاقتصادً الصناعي 
"الوحيد"» والقوةً البحرية "الوحيدة" ؛ ذلك أن البحرية البريطانية 
كانت عام 0 تضم من السفن ما يعادل السفن في أساطيل العام 
مجتمعة» كما كانت القوة الكولونيالية الاستعمارية الوحيدة تقريباً على 
الأرض. ولم يكن ثمة ما يقف دون تحقيق المصالح التوسعية للسياسة 
الخارجية البريطانية» وتوسع التجارة والاستثمار البريطانيين. وكانت 
لروسياء التي لم تكن راضية بالقدر نفسه. مطامع إقليمية محدودة؛ ولم 
يكن هناك ما يمكن أن يعوق تقدمها فترة طويلة» أو أن الأمور كانت 
تبدو كذلك آنذاك. وعلى الأقل» لم يكن ثمة ما يبرر نشوب حرب 
اجتماعية خطرة عامة. وكانت فرنسا وحدها هي الدولة "المستاءة"» 
ولديها القدرة على زعزعة الاستقرار في النظام العالمي. غير أنها لم تكن 
تستطيع ذلك إلا في ظل ظرف واحد هو استعادتها للطاقات الثورية 
اليعقوبية داخل فرنساء والروح الليبرالية والقومية في الخارجح؛ ذلك أن 
فرقنه )-يمنظق التافتيية التقلينية نين الذول الكيرق + كانتت كن أصبيية 
إصابة قاتلة. ولبيعد بربيعها ؟ مترما كاتك قعل ف عهد لويس الرايخ 
عشر أو أيام الثورة» أن تحارب تحالفاً يضم ائنتين أو أكثر من الدول 
الكبرى على قدم المساواة» بالاعتماد على سكانها ومواردها المحلية. ففي 
العام 0 كانت نسبة الفرنسيين إل النريظانيين تعادل اثين ونعنها إلى 
واحدء غير أنها تغيرت عام 1830 إلى أقل من ثلاثة إلى اثنين. وفي العام 
0 كاعد ال مكوة نقارت هده الروس هن انا الروض 


215 


أصبحوا يمثلون نصف الفرنسيين عام 0. يضاف إلى ذلك» أن إيقاع 
النمو الاقتصادي الفرنسي تخلّف بصورة مميتة عن نظرائه في بريطانياء 
والولايات المتحدة الأمريكية» وفيما بعدء في ألمانيا. 

إلا أن اليعقوبية كانت تتضمن كلفة لا طاقة لأية حكومة فرنسية 
يمنا لتطلعاتها الدولية. ففي العام 1830» ثم في العام 1848. عندما 
أطاحت فرنسا النظام القائم فيهاء واهتز الحكم الملكي المطلق أو دمر 
نهائيا فى أماكن أحرى» ارئعذت فرائصن الول الكبرى. 'وكان بوسعها 
أن تتجنب هذه الأزمة. ففي العامين 1830 و1831» لم يكن المعتدلون 
الغرتسيون مستعدين لأن يرقعوا إصيعاً واحدةٌ تأييداً للمتمردين 
البولنديين الذين كان الرأي العام يتعاطف معهم في أوساط الليبرالين 


الفرنسيين والأوروبيين جميعاً. وقد وجه الشيخ المتحمس لافاييت سؤالاً 


0 "وبولندا؟ ما الذي ستفعله؟ ما الذي ستفعله 

بن أجلها؟*”*". وكان الجواب: "لا شيء". وكان بمقدور فرنسا أن 
تعزز مواردها بموارد الثورات الأوروبية» وذلك ما كان يأمله جميع 
الثوريين. غير أن مضاعفات تلك الوثبة إلى الحرية كانت تفزع الحكومات 
الفرنسية الليبرالية المعتدلة مثلما كانت ترعب ميترنيخ. ولم تجرؤ أية 
حكومة فرنسية بين العامين 1815 و1848 على الإخلال بالسلام العام 
خدمة لمصلحتها الخاصة. 

أما خارج نطاق التوازن الأوروبي» فلم يكن ثمة. بالطبعء» ما 
يقف حجر عثرة في سبيل التوسع والعمليات الحربية. والواقع أن 
مكتسبات الدول البيض من الأراضيء على ضخامتهاء كانت محدودة. 


(8) 016 ءامعادعن :1530-1834 ,عننوماوط هل اء عناعنيه1 مل ,تلو بمص هلك لعكام 
701 28 | ,مقتوط عل عمتعدرمامم عبين !امتاطقط ها ج فبطفاق عتاعنرهط مط له«فصقع ينل 01د و[ 
عل سمتانهه211 زععتمة سمط نمافعد .80 عدم ومكتوممعه'! عل عمعمتما] ,1934 
[عتاعيةط هآ عل كعلءعا بلتعاموط عتاغ .84 عل ععمعءةلومه بللوومم قلط عل لعكام 


.(1002,1934)نل0”6 أء عتمعصسمم سل علومغفمغع غاغ50 زعدتهدمامم عتدوغطامتاطتظ تمسوط) 


216 


3 


وقد اكتفى البريطانيون باحتلال المواقع الحرجة المتصلة بالسيطرة البحرية 
على العالم» وبمصالحهم التجارية العالمية» مغل الطرف الجنوبي لأفريقيا 
«الذي انتزع من هولندا خلال الحروب النابليونية)» وسيلات» 
وسنغافورة (التي أسست في ذلك الوقت)» وهونغ كونغ » وبمقتضيات 
الخملة عن :قار الزقيئ: الى "ليت مطالث كل من التوجهات الإشانية 
داخل بريطانيا ومتطلبات المصالح الإستراتيجية للبحرية البريطانية التي 
عززت احتكارها العالمى. وتمكن البريطانيون بذلك من الحصول على 
موطئ قدم على امتداد السواحل الأفريقية. ولكن البريطانيين» على 
العمومء رأواء مع استثناء واحد مهمء أن وجود عالم منفتح أمام 
التجارة البريطانية بحماية من البحرية البريطانية ضد أية اقتحامات 
معادية سيكون استغلاله قليل الكلفة» عند الاستغناء عن التكاليف 
الإدارية للاحتلال. أما الاستثناء المهم» فكان الهند وكل ما يتصل 
بالسيطرة عليها. وكان من الواجب الاحتفاظ بالهند مهما كانت الكلفة. 
وذلك ما أدركه أرباب التجارة الحرة المعادون للاستعمار دونما موارية. 
وكانت أسواقها تتسم بأهمية متعاظمة”"» وسيلحق بها الضرر إذا ما 
تركت الهند لشأنها. كما كانت هي المفتاح لبوابة الشرق الأقصىء» وإلى 
تجارة المخدرات» وإلى ما شابه ذلك من الأنشطة المربحة التي يرغب فيها 
كال الأعمال الأورو يوق وكد "فحت أبوات السين خلال عرت 
الأفيون بين العامين 1839 و1842. ومن ثم تضخم حجم التجارة 
البريطانية ليشمل ثلثي شبه القارة الهندية بين العامين 1814 و1849» 
نتيجة للحروب ضد المهاراتات والنيباليين والبورميين والراجبوتات 
والأفغان والسنديين والسيخ. كما اتسعت الشبكة البريطانية التي كانت 
تتحكم بالطريق إلى الهند» وازداد التفافها حول منطقة الشرق الأوسط. 
وازدحمت في هذه الشبكة منذ العام 1840 السفن البخارية العابرة 
للمحيطات» التي عززها خط للنقل البري في برزخ السويس. 





(9) انظر الفصل الثاني» ص 92-89 من هذا الكتاب . 


217 


وعلى الرغم من ذيوع صيت روسيا (خصوصاً لدى البريطانيين) 
بالتواضع. فقد نجح القيصر في تلك الفترة في ضم بعض البقاع 
الشاسعة الخالية من سهوب القرغيز شرقي الأورال» وبعض المناطق 
الجبلية التي اشتد التنازع عليها في القوقاز. ومن جهة أخرى»: كسبت 
الولايات المتحدة الأمريكية كامل مناطقها الغربية جنوبي حدود أوريغون 
من خلال التمرد والحرب ضد المكسيك السيئة الطالع. أما الفرنسيون» 
فقد اضطروا إلى قصر مطامعهم التوسعية على الجزائر التي غزوها بذريعة 
مختلقة عام 21830 وحاولوا احتلالها على مدى سبع سنوات لاحقة» وم 
يتمكنوا من القضاء على حركة المقاومة فيها إلا عام 7 


لبد من العكويه بصورة منفصلة» بواحد من الشروط التى 
ارتبطت بتسوية السلام الدولية» ألا وهو إلغاء تجارة الرقيق العالمية. ولقد 
كانت الأسباب الداعية لذلك خيرية إنسانية» واقتصاديةً فى الوقت نفسه. 
كان نظام الرق» بحد ذاته» أمراً مرعباء كما أنه لم يكن يتمتع بكفاءة 
عالية. وعلاوة على ذلك» رأى البريطانيون الذين تصدروا هذه الدعوة 
النبيلة بين الدول لإلغاء الرق» أن اقتصاد المرحلة الممتدة بين العامين 
5 و1848 لم يكن يعتمد كسابقه في القرن الثامن عشرء على بيع الناس 
والسكة بل على المتاجرة بالسلع القطنية. وقد استغرق الإلغاء الفعلي 
للرق وقتا أطول (إلا في المواقع التي اكتسحتها الثورة الفرنسية). وقد 
ألغاها البريطانيون في المستعمرات التي بسطوا نفوذهم عليهاء ولا سيما 
جزر الهند الغربية» عام 21834 على الرغم من أنهم سرعان ما بدأوا 
استبدالها باستيراد العمال من دون عقود استخدام من آسياء للعمل في 
المزارع الضخمة الباقية. ولم يقدم الفرنسيون على إلغائه رسمياً مرة أخرى 
إلا عند اندلاع ثورة 1848. وفي سنة 1848 كان الرق منتشراً على نطاق 
واسع في العالمء وانتشرت معه أيضاً تجارة الرقيق (غير الشرعية). 


218 


(لفصل الساوس 


الثورات 


"إن الحرية» وهي عندليب يغني بصوتٍ عملاق» قادرة على 
إيقاظ من يغطون في نوم عميق. .. هل يمكننا أن نفكر اليوم في 
الإنسانية قد يكونون عظماء إذا ما تحولوا إلى طغاة. ولكن هل 
بوسع أحد أن يقف موقف عدم الاكتراث؟ ". 

لودفيغ بورن (عمعءهو8 عل سآ). 14 شباط/ فبرايرء 2 
"إن الحكومات» التى فقدت توازنماء تعاني الفزع» والارتياع 
والتخبط فى الفوضى جراء صرخات الطبقة الوسطى في المجتمعء 


وأعضينة لوت الدعيه”: 


ابن تخطات من ميترنيخ إل الفيص رع '71820. 


اماك 


لاك 130-111 .مم ,111 .701 مترع ال على م بعوععه8 مالآ 


(2) معسزبط “ره كرزمدمء لطا ,ع عناطعصص ا - طاعتصمع 246 اععدة/171 عتقطامط ممعمعت 
68 .م ,111 .201 رطع ة ممما قال 


219 


1 


نادراً ما تجى عجز الحكومات التام عن التحكم في مسار التاريخ 
مثلما ظهر في جيل ما بعد العام 1815. . لقد كان الهدف الأسمى لجميع 
الدول التي أمضت أكثر من عشرين سنة لإلحاق الهزيمة بالثورة الفرنسية 
الأولى هو الحؤول دون اندلاع ثورة ثانية على غرارهاء أو حدوث ماهو 
أسوأ من ذلك» أي نشوب ثورة ة أوروبية عامة على مثالها. ويصدق ذلك 
حتى على البريطانيين الذين لم يكونوا متعاطفين مع الأنظمة الرجعية 
الطلقة التي استعادت سلطتها في جميع أنحاء أوروباء وأدركت أن عليها 
أن لا تحجيد عن سبيل الإصلاح أو تتحاشاه. لكنها كانت» في الوقت 
نفسه» تخشى اتساع النزعة الفرنسية ‏ اليعقوبية أكثر مما تخاف من أية 
تطورات دولية طارئة أخرى. . وعلى الرغم من ذلك» الخدت تطافن 
التاريخ الأوروبي» ولم يحدث إلا نادراً في أي مكان آخرء أن كانت 
النزعة الثورية وبائية شاملة إلى هذا الحدء سريعة الانتشار عن طريق 
العدوى التلقائية أو الدعاية المنظمة على السواء. وبين العامين 1815 
و1848. اشتعلت الكورة في العام الغربي في ثلاث موجات رئيسية 
(واحتفظت آسيا وأفريقيا بالمناعة حتى ذلك الحين» 000 
الثورات الكبرى في آسياء وهي "العصيان الهندي" و"تمرد تايبى 
إلا في المدمسينات من القرن التاسع عشر. وجاءت الموجة الأول بيد 
العامين 1820 و1824» وتمئلت مراكزها في الجانب الأورووي من حوض 
البحر الأبيض المتوسط: في إسبانيا (1820). ونابولي (1820)» واليونان 
(8210). وقد أخمدت هذه الثورات في جميع البقاع باستثناء اليونان. 
وأدت الثورة الإسبانية إلى إنعاش حركة التحرر في أمريكا اللاتينية التي 
كانت قد منيت بالهزيمة بعد محاولة أولية أغقيت غؤو تابليون لإسبانيا 
1 8 ولكنها انتهت بعدد قليل من اللاجئين والعصابات في 
أماكن نائية. ٠‏ وفي أمريكا الحنوبية الإسبانية» تحقق الاستقلال بزعامة 
أبطال التحرير الثلاثة العظام : : سيمون بوليفار (8011722 202ز5) وسان 
مارتن (18110 ه83) وبرناردو أو هيغنر (كصنلعع0”1 ملتقمع8)ء» عل 


220 


ل 0 


العوال#” في "كولومبيا الكبرى" (التى ضمت الجمهوريات الحالية 
كولومبيا وفنزويلا والإكوادور)» والأرجنتين ما عدا الأراضي الداخلية 
التي تعرف الآن ياسم باراغواي وبوليفيا والسهوب المترامية الممتدة عبر 
عدر مليك» حيث حارب رعاة البقر القادمون من باندا أورينتال 
(أوروغواي الآن) ضد الأرجنتينيين والبرازيليين» والتشيليين» وتولى 
سان مارتن تحرير معامل السلطة الإسبانية فى ولاية انبيرو» بمساعدة 
الأسعلول التشيل الذي كان يقوده النبيل الراديكالي البريطاني كوشرين 
وهو الشخصية الأصلية للكابتن هورنبلور في رواية سي. إس. 
فورستر 70105107 .5 .00) التي تحمل هذا العنوان. ويحلول العام 02ظ1 
كانت أمريكا الجنوبية الإسبانية قد تحررت» وتركها سان مارتن» وهو 
غيم معتدل بعيد النظر ومثال نادر على إنكار الذات» لبوليفار 
وللجمهوريين» واستقر في أوروبا ليعيش من دخل خصصه له 
أوهيغنز (مصنهع:0”11) حياة نبيلة في بولون سورمير التي كان يلجأ إليها 
المدنيون الإنجليز. وفي تلك الأثناء» انضم الجنرال الإسباني 
إيتوربيد (©10طدة1)» الذي أرسل لقتال من تبقى من عصابات الفلاحين 
في المكسيك. إلى صفوفهم تحت تأثير الثورة الإسبانية» وأعلن استقلال 
المكسيك الدائم عام 1821. وعام 1822: انفصلت البرازيل بهدوء عن 
البرتغال في ظل الوصي على العرش الذي تركته الأسرة 0 
البرتغال بعد عودتها إلى أوروبا من المنفى في عهد نابليون. واعترفت 
الولايات المتحدة فوراً بأهم الدول الجديدة الطالعة» وتبعتها بريطانيا بعد 
أن توخت إبرام اتفاقيات تجارية معها. وكان الفرنسيون قد تركوا المنطقة 
بحلول العشرينات من القرن التناسع عشر 

وجاءت الموجة الثانية من امد الثوري في الفترة بين العامين 1829 
و1834» وتركت آثارها على جميع أرجاء أوروبا شرقي روسيا وعلى قارة 


أمريكا الشمالية. ٠‏ وينبغي اعتبار عصر الإصلاح في عهذك الرئيسن أنذرو 
جاكسون (مموعاعة1 س«عنلصة) (1837-1829)» مع أنه م يكن فرتيظا 


مباشرةً بحركات النهوض الأوروبية» جزعا 0 ٠‏ وفي أوروبا» حفزت 


221 


إطاحة البوربون في فرنسا عدة انتفاضات متنوعة. فقد نالت بلجيكا 
(1830) استقلالها عن هولنداء وقُمعت بولندا (1831-1830) بعد 
عمليات عسكرية مهمة. وأثيرت القلاقل في عدة أجز زاء من ألانيا 
وإيطالياء وسيطرت الليبرالية على سويسرا ‏ وهي التي كانت آنذاك 
مسالمة أكثر ما هي عليه الآن ‏ بينما بدأت في إسبانيا والبرتغال فترة من 

الحرب الأهلية , بين الليبراليين ورجال الكنيسة. بل يي 
رطف قيس اده القائمء بانفجار بركانها الداخل» وهو إيرلنداء 
التي حققت "الانعتاق الكاثوليكي " (1829): وشهدت إعادة فتح ملف 
الإصلاح. وتزامن صدور قانون الإصلاح عام 1832 مع ثورة تموز/ 
يوليو في فرنسا عام 1830» بل إن الأنباء الواردة من باريس شجعت 
على إصداره. وربما كانت هذه الفترة هي الوحيدة في التاريخ الحديث 
التي كانت فيها الأحداث السياسية في بريطانيا تشير بشكل مواز لما كان 
يجري في القارة الأوروبية» إلى حد لم يكن مستبعداً فيه قيام وضع ثوري 
هناك بين العامين 1831 و1832» لولا ضبط النفس الذي تحلى به كل من 
حزبي الويغ والتوري (اللذيّن ولد منهما حزبا الأحرار والمحافظين على 
التولل»؛ وهي الفترة الوحيدة في القرن التاسع عشر التي يصدق فيها 
هذا التحليل للأحداث. كانت الموجة الثورية للعام 0 إذنء أمراً 
أكثر أسية :يكف من رفيا عام 1820. فقد أعطت الدليل القاطع على 
الهزيمة النكراء التي ألحقتها القوى البورجوازية بالارستقراطية في أوروبا 
الغربية. وستكون الطبقة الحاكمة خلال الخمسين سنة اللاحقة هى 
'البورجوازية العظمى' المكونة من أصحاب البنوك» وكبار الصناعيين» 
وأحيانا كبار موظفي الدولة. وقد قبلت بهم طبقة أرستقراطية ارتضت أن 
تتنازل عن دورها أو أن تروّج اساسا لستائنات البورجوازية التي م 
تواجهها حتى ذلك الحين حركات الانتخاب العام» مع أنها كانت 
عرو مياه لكين لي كافك تقروي نباك اللا امن رجا 
الأعمال أو.من صغارهم أو من البورجوازية الصغيرة وبواكير الخركات 
العمالية. وكان 0 السياسي في بريطانياء وفرنساء وبلجيكاء 


222 


متشابهاً في جوهره: مؤسسات ليبرالية تحد من ديمقراطيتها المؤهلات 
التي ينبغي توفرها في الناخبين مثل التملك والتعليم» » في ظل ملكية 
دستورية لول يكن في فرتشا من مزلا” الناخبين» أول الأمرء أكثر من 
8 ألفاً». والواقع أن هذه المؤسسات كانت ممائلة لما برز في المرحلة 
البورجوازية الأول الأكض اععدالا من القورة الفرنسية». وهي خلتود 
العام 01791©. أما في الولايات المتحدة» فقد تقدمت الديمقراطية 
الحاكسونية درجة أخرى على ذلك : هزيمة العصبة الأوليغاركية المتملكة 
غير الديمقراطية التي تماثل دورها مع الحركات التي حققت النصر آنذاك 
في أوروبا الغربية» واندحار هذه الجماعات أمام الديمقراطية السياسية 
غير المحدودة التي حملتها إلى السلطة أصوات المرابطين على الحدودء 
وصغار الفلاحين» والفقراء في المناطق الحضرية» وكان ذلك ابتداعاً 
دهما: ولمتشعت شرع مك وذانيت فراع حوتف ممكرون 
ليبراليون معتدثون واقعيون أدركوا أن توسيع مجالات الاقتراع أتٍ لا 
ريب فيه آجلاً أم اناك وكان من أترق مؤلاء اللكسيتن بدو توكفيل: 
الذي خلص في كتابه الديمقراطية في أمريكا (مء مسقا دز بوعم ع مدرو 2) 
(1835) إلى نتائج قائمة. غير أن العام 21830 كما سنرى» شهد ابتكاراً 
أكثر راديكالية في مجال النشاط السياسي» وهو بروز الطبقة العاملة قوة 
مستقلة واعية ذاتها في السياسة في بريطانيا وفرنساء وحركات قومية فى 
عدد كبير من البلدان الأوروسية. ْ 


تكمن وراء هذه التغيرات الرئيسية تغيرات أساسية في النمو 
الاقتصادي والاجتماعي. وإذا استقصينا أ جانب من الحياة 
الاجتماعية» فإننا سنجد أن العام 0 يمثل نقطة انعطاف أساسية فية. 
ويتجل ذلك واضحاً في جميع التواريخ وشتى المناسبات بين العامين 
179 ل وا 





(3) بالممارسة فقط» مع تعقيدات على حق التصويت أكثر تشدداً مما كان عليه الحال 
عام 1791. 


223 


الحضري في القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية» وفي تاريخ 
موجات الهجرة البشرية الاجتماعية والجغرافية» وفي تاريخ الفنون 
والأيديولوجيا. كما أنه يشكل في بريطانيا وأورويا الغربية غيروها بداية 
لعقود من أزمة التنمية في المجتمع الجديد التي انتهت بهزيمة ثورات 
8 والقفزة الاقتصادية العملاقة بعد العام 1851. 

وكانت الموجة الثورية الثالثة الأضخم ام 8 نتيجة لهذه 
الأزمة. فقد اندلعت الثورة في وقت واحد تفريياً وانتصرت (مؤقتاً) في 
فرنساء وجميع إيطالياء والدول الألمانية» والجزء الأكبر من إمبراطورية 
الهابسبيرغ وسويسرا (1847). كما أنها أثرت. بصورة أقل حدّة؛ على 
إسبانياء والدانمارك؛ ورومانياء وبصورة متقطعة على إيرلنداء 
واليونان» وبريطانيا. ولم يكن ثمة ما هو أقرب إلى مفهوم الثورة العالمية 
التي كان يحكم بها الثوريون من هذه الانتفاضات العفوية العامة التي 
اختدمت بها المرحلة التي يعالجها هذا الكتاب. فما كان العام 1789 مجرد 
انتفاضة شعب واحد بدا الآن وكأنه "ربيع الشعوب" في القارة 
الأوروبية برمتها. 


1 

خلافا للتوزات التى نشدت فى أواحر القرة العام علي و كاتق 
توواك نا يعد القتره النابايوانية متصودة «نديرة نيل عةه الدما ييل 

ذلك أن الإرث الهائل للثورة الفرنسية نفسها كان يتمثل في منظومة من 

النماذج والأنماط للنهوض السياسي آقامتها الثورة ليستخدمها الثوار فى 
كل مكان. ولا يعني ذلك أن ثورات الفترة يج 5 
و1848 كانت من صنع مجموعة قليلة تمن كانوا يوصفون بالمشاغبين 
الساخطين في التقارير التي كان الجواسيس ورجال الشرطة المتفرغون 
يرفعونها إلى رؤسائهم. فقد حدثت لأن الأنساق السياسية التي أعيد 
فرضها على أوروبا كانت تناقض الظروف السياسية تناقضاً عميقاً متزايداً 
في مرحلة التغير الاجتماعي السريع في القارة الأوروبية» ولأن مظاهر 


224 


السخط الاقتصادي والاجتماعى كانت من الحذة بحيث جعلت سلسلة 
الانتفاضات أمراً لا محيد عنه. غير أن النماذج السياسية التي خلقتها ثورة 
9 دفعت بالمسيرة إلى تحقيق هدف محددء وتحويل السخط من حركة 
تململ إلى ثورة» والأهم من ذلك إلى ربط أوروبا بأكملها في حركة 
واحدة. وربما كان من الأنسب بلغة هذه الأيام أن نصفها بالحركة 
الانقلابية. 


كانت ثمة نماذج عدة» مع أنها مستمدة كلها من تجربة فرنسا بين 
العامين 1789 و1797. وهى تتطابق وتيارات المعارضة الرئيسية فيما بعد 
العام 1815: الليبرالي المعتدل (أوء بالمعنى الاجتماعيء. الطبقات 
الوسطى العليا والليبراليون الأرستقراطيون)» والديمقراطيون - 
الراديكاليون (أو» بالمعنى الاجتماعي» الطبقة الوسطى الدنياء وجانب 
من قطاع المنتجين الصناعيين» والمثقفين والوجهاء الساخطين)» 
والاشتراكيون (أو» بالمعنى الاجتماعىء "الفقراء الكادحون" أو 
الطنقات الضجاعة الحدينة): وه الناسة الاكشفافة .فزن هذه التيازات 
جميعها تشير إلى الطابع العالمي لهذه المرحلة؛ فمصطلح "ليبرالي' 
فرنسي ‏ إسباني الآصل» و "راديكالي " بريطاني» و"اشتراكي ' بريطاني ‏ 
فرنسي. كما أن مصطلح "محافظ " فرنسي الأصل في جانب منه؛ وفي 
ذلك دليل على الترابط الوثيق الفريد بين الأنشطة السياسية في بريطانيا 
والقارة الأوروية تحلدل خدرة "قانون الإعاهم ان وكات الأول تسطلهم 
ثورة 1791-1789» وتعتبر نموذجها السياسى الأعلى ملكية دستورية على 
الطراز البريطاني» يساندها نظام برلماني يمثل حكم القلة المتملكة شبيه 
بما أدخله دستور 1791. وقد أصبح هذا النموذج» كما رأيناء هو النظام 
الدستوري السائد في فرنساء وبريطانياء وأخيرا بلجيكا بعد 
0 .م أما القاني: فكان يستوحي مثاله الأعل من ثورة 
2 ,: ويسعى إلى تحقيق تموذج سياسي يمثل الجمهورية 
الديمقراطية ويكون أقرب إلى "دولة الرفاه"» مع نزعة عدائية تجاه 
الأثرياء تطابق ما ورد في الدستور اليعقوبي عام 1793. ولكن مثلما 


225 




















كانت الجماعات الاجتماعية التى كانت تطالب بالديمقراطية الراديكالية 
مجموعة ملتبسة لا يسودها الانسجام» فإن من الصعب إطلاق صفة 
محددة على نموذجها الثوري الفرنسي. فقد جمع عناصر مما كان يوصف»ء 
في الفترة بين 1792 و1793» بأنه يعقوبي» أو جيروندي أو لامُتَسَرُول» 
على الرغم من أن يعقوبية العام 1793 كانت السمة البارزة فيه. أما 
الثالثة» فكانت تستوحى آراءها من ثورة السنة الثانية وانتفاضات ما بعد 
تيرميدورء وعلى رأسها مؤامرة بابوف للمتساوين» وهي تمرد اليعاقبة 
المتطرفين وأوائل الشيوعيين الذي يمثل مولد التقاليد الشيوعية الحديثة 
الشساوئ ,هين الرو عير على الرغم من أنه لم يستمد من الجماعة 
الأولى إلا القليل» ما عدا كراهية الطبقة الوسطى والطبقة الغنية. ومن 
الوجهة السياسية» كان النموذج الثوري البابوفي امتداداً لتقاليد روبسبيير 
وسان - جوست. 


في أنظمة الحكم المطلق» كانت هذه الحركات بالنسبة للحكومات 
كلها تخريبية بالقدر نفسه. وتهدف إلى الإخلال بالاستقرار والنظام 
العام؛ وبعضها كرس نفسه بشكل واع لإشاعة الفوضى» وبعضها أكثر 
خطورة من بعضها الآخر لأن مهمتها كانت تتركز في إلهاب مشاعر 
الجماهير المعدمة الجاهلة. (من هناء أولى البوليس السري التابع لميترنيخ 
ما يبدو لنا الآن قدرأ ضخماً من الاهتمام لتوزيع الكتيب المعنون 
كلمات مؤمن (11تدنرمن «رداك وو[مروط) (2)1834 لأنه باستخدامه لغة 
كاثوليكية غير سياسية» لا بد أن يستهوي أناساً لا تؤثر فيهم الدعاية 
الملحدة الصريحة)”. إلا أن ما كان يجمع حركات المعارضة» في الواقع» 
هو كراهيتها واحتقارها لنظم الحكم التي كانت سائدة عام 21815 
ولقاؤها في جبهة مشتركة واحدة» مع تعدد الأسباب والدوافع» ضد 
الملكية المطلقة» والكنيسة» والأرستقراطية. ويمثل تاريخ الفترة الممتدة 


4 ,1824 /136 ]1 علاعاةأمطاء2 اه :خلطاء ودع م6172 بقصدع لما 


226 


بين العامين 1815 و1848 سجل لتفكك هذه الجحبهة الممتدة. 


11 

خلال فترة إعادة الملكية (1830-1815)» غطت ستارة الرجعية جميع 

المنشقين» وألقت عليهم ظلالها القاقة حتى كادت تتلاشى الفروق بين 
البونابرتيين والجمهوريين» والمعتدلين» والراديكاليين. ولم تكن قد برزت 
حتى ذلك الحين طبقة عاملة ثورية أو اشتراكية واعية ذاتها في الحياة 
السياسية» إلا في بريطانيا. فقد برز تحت مظلة "التعاونية ". التي دعا 
إليها روبرت أوين» تيار بروليتاري سياسي وأيديولوجي مستقل في 
الثلاثينات من القرن التاسع عشر. وكانت أغلب مشاعر السخط الشعبي 
خارج بريطانيا لا تحمل مضموناً سياسياًء أو كانت في ظاهرها تشريعية 
وكنسية» واحتجاجا بليدا على المجتمع الجديد الذي لم يحمل معه على ما 
يبدو إلا الشر والفوضى. من هناء كانت المعارضة السياسية في القارة» 
مع استثناءات قليلة» تنحصر في الفئات الصغيرة الغنية المتعلمة» وكان 
ذلك يعني الشيء نفسه. فحتى في موقع اليسار المنيع في "إيكول 
بوليتكنيك ' » كان ثلث الطلبة فحسبء» وهم أبرز الفئات الهدامة» من 
أبناء البورجوازية الصغيرة (ومن خلال الشرائح الدنيا في الجيش 
وموظفي الخدمة المدنية في أكثر الحالات)» وثلاثة من عشرة في المئة 
فقط من "الطبقات الشعبية". وكان الفقراء الواعون من صف اليسار 
أميل إلى قبول الشعارات التقليدية لثورة الطبقة الوسطى» ولكن بالمعنى 
الراديكالي ‏ الديمقراطي لا بالمعنى المعتدل» ولكنهم كانوا حتى ذلك 
الحين يؤكدون على طابع التحدي الاجتماعي. وكان البرنامج النموذجي 
الذي التف حوله الكادحون البريطانيون الفقراء مرة بعد أخرى إجراء 
إصلاجاً برلانا مقطا في هف ٠‏ الود الطيية ".في "مداق اضعب 00 


(5) تشمل هذه النقاط الست: 1 حق التصويت للبالغين» 2 التصويت من خلال 
صناديق الاقتراع» 3- مناطق انتخابية متساوية» 4 دفع مرتبات لأعضاء البرلمان» 5 - 
برلمانات سنوية» 6 - إلغاء تأهيل المرشحين بالتملك. 


227 











ولم يكن هذا البرنامج» في جوهره. بعيداً عن "اليعقوبية " التي تبناها 
جيل توم بين» وينسجم تماماً مع الراديكالية السياسية البنثامية التي 
انتهجها مصلحو الطبقة الوسطى كما عرضها جيمس مل (على الرغم 
من ارتباطها بالطبقة العاملة الواعية لذاتها). وكان الفرق الوحيد خلال 
فترة إعادة الملكية يكمن في أن الكادحين الراديكاليين كانوا يفضلون 
سماعها من الرجال الذين كانوا يتحدثون إليهم باللغة التي يفهمونبها؛ 
أي بالعبارات الطنانة التي يستخدمها أوريتور هنت (أصنآ1 +40ه:0) 
(1835-1773)» أو الكاتب الألمعي الحماسي البليغ الأسلوب وليام 
كوبيت (أأءطط0© تصهناا1) (1835-1762)» أو ٠‏ بالطبعء» توم بين 
(1809-1737). لا من خلال الخطابات التي يلقيها مصلحو الطبقة 
الوسطى أنفسهم. 

على هذا الأساسء لم تكن التمايزات الاجتماعية ولا الوطنية في 
هذه الفترة تقسم المعارضة الأوروبية إلى معسكرات متباينة لا يمتاز 
أحدها عن الآخر بصورة مهمة. وإذا وضعنا جانباً بريطانيا والولايات 
المتحدة حيث كان قد قام شكل من النشاط السياسي الحماهيري المنتظم 
ا القيود التي فرضتها عليه في بريطانيا الهستيريا المناوئة لليعقوبية 

حتى أوائل العشرينات من القرن التاسع عشر)ء فإن المستقبل السياسي 
كان يبدو واحداً متشنانياً لدى قادة المعارضة في جميع البلدان الأوروبية. 
كما ائلت أمناليي تحفيق القووة فن ي الوقت الذي كانت فيه نظم الحكم 
المطلق ف أغلب أنحاء أورويا ترفض الإضادع السلمي. فاعتبر جميع 
الثوريين أنفسهمء تحق .اننبا رهيرة من الأحزان التقدسين يعملون في 
أوساط جمهرة ة عريضة عاجزة من عامة الناس العاديين الجهلة الضَدلِين. 
وقد رحب هؤلاء العامة بالثورة عند إطلالتهاء غير أنه لم يكن متوقعاً 
منهم أن يشاركوا في الإعداد لها. وكانوا جميعا (ولا سيما غربي البلقان 
في جميع الأحوال)» يرون أنهم يخوضون حربهم ضد عدو واحدء هو 
اتحاد الأمراء المؤمنين بالحكم المطلق تحت مظلة القيصر. من هناء تصور 
هؤلاء أن الثورة وحدة واحدة موحدة لا تقبل التجزئة؛ أي ظاهرة 


228 





أوروبية لا مجموعة من حركات التحرر الوطنية أو المحلية» ومال أكثرهم 
إلى تبني نوع واحد من التجمع الثوري» أو حتى الشكل التنظيمي 


نفسه» وهو أحويّات جمعيات التمرد السرية. 


تقاك اهنم الاأعخونات دن اوس اتدل العابليوتية ركان لكل 
متها طتودن تسندؤة الالواقه وتراتية ميكيلاة أ تسوسةاغروا اللطاذح 
الماسونية. وكان أشهرهاء ربما بسبب شهرتبها العالمية» جمعية ' أبناء العم 
الصالحون". أو "الكاربوناري". ويبدو أنهم تحدروا من منظمات 
ماسونية أو جماعات مشابهة شرقى فرنسا من خلال مجموعة من الضباط 
المعادين لنابليون في إيطاليا. واتخذت هذه الجماعات شكلها التنظيمي 
في جنوب إيطاليا بعد العام 1806 ثم انتشرت مع جماعات أخرى 
شمالاًء ثم فى حوض البحر الأبيض المتوسط بعد العام 1815. بل إن 
عت يا عافه أن شاعنا ا قرو عي وم سحن : الأراضق 
الروسيةه حيف نشدت لبها شافات "الميعيرية " اللي قاموا ياو 
تمرد في التاريخ الروسي الحديث عام 41825 وانتشرت بصورة خاصة 
فى اليونان. وبلغت المرحلة الكاربونارية أوجها فى العامين 1820 
و1821 غير أن أكثر الأخويات كانت قد ؤمرث بخلول العام 1893: 
ومع ذلكء» استمرت الحركة الكاربونارية (بالمعنى العريض للاصطلاح) 
بوصفها جذع المنظمة الثورية. وربما أسهم في الحفاظ على ترابطها 
دعمها المعنوي والسياسي لحركة التحرير اليونانية (الهيلينية). وبعد 
إخفاق ثورات العام 1830» ساعد اللاجئون السياسيون القادمون من 
بولندا وإيطاليا على نشرها في بقاع أخرى. 


كانت حركات الكاربوناري وأمثالهاء من الوجهة الأيديولوجية» 
خليطاً من عدة عناصر» يجمع بينها الكراهية المشتركة للرجعية. وكان 
الراديكاليون» بمن فيهم اليعاقبة البابوفيون اليساريون بوصفهم الثوريين 
الأكثر عزيمة وتصميما» يؤثرؤن تأثيراً متعاظما في هذه الأحويات: 
لأسباب واضحة. وكان فيليبو بوناروتي» رفيق السلاح القديم لبابوف» 


229 























هو الأكثر قدرة على التآمرء على الرغم من أن مبادئه ربما كانت على 


ويظل مطروحا للقاش ما إذا كانت ججهوة الكاريوثاريين قل تسقت 
لتوليد ثورة عالمية في وقت واحدء على الرغم من قيام محاولات للربط 
بين جميع الأخويات السرية في منظمة عالمية تآمرية عملاقة مترامية 
الأطراف» في أعلى مستوياتها ونقاط انطلاقها على الأقل. ومهما كانت 
حقف الأمره ليد تست ماتيا مين الاسباف تعن الل 
الكاربوناري بين العامين 1820 و1821. وقد أخفقت إخفاقاً ذريعاً فى 
فرنسا حيث لم تكن ثمة بيئة مناسبة للثورة» ول يستطع المتامروة أن 
يتحكموا بالروافع الفعالة الوحيدة القادرة على قيادة التمرد في ظرف غير 
مناسب» وهى اليش الساخط. لقد كان اليش الفرنسىء آنذاك 
وخلال القرن الناسم عشر» جزءا من الخدمة المدنية؟ أي أنه كان يأقر 
بأوامر الحكومة الرسمية مهما كان نوعها. وقد نجح المتمردون نجاحا 
تاماء ولكنه مؤقت» فى عدد من الدول الإيطالية» وكذلك فى إسبانياء 
حبك اكسف) التشرذ. "الف * كير أذواته فاعلية هي الأمر المسكرئ: 
فقد وججه الكولونيلات الليبراليون الذين نظموا أنفسهم في أخويات 
سرية أوامرهم إلى ضباط الكتائب لكي يحذوا حذوهم في إعلان 
التمردء ففعلوا (حاول المتآمرون الديسمبريون الروس القيام بالأمر نفسه 
مع سرايا الحراس التابعة لهم عام 1825؛ غير أنهم فشلوا لخشيتهم من 
المضي بعيداً في هذا الاتجاه). ومنذ ذلك الحين» أصبحت أخويات 
فيناط اليش التي كانت دنهو متش لببرالبا'فى أغليب الأجياة: 
وأسلوب الأمر العسكزي» من المتام المنتظمة للمشاهك السياسية في 
أيبيريا وأمريكا اللاتينية» ومن المكتسبات السياسية الباقية غير المؤكدة 
للفترة الكاربونارية. ويعود ذلك إلى أن الحيوش الجديدة فتحت آفاق 
العمل الاحترافى للشباب غير الأرستقراطيين. ويمكننا أن نلاحظء 
بصورة عنايزة» أن منا كانت تقوم به هذه الأشويات السرية مكل 
الجمعيات الماسونية» من تراتبية وطقوسء» قد استهوى رجال الجيش 


230 


لأسباب مفهومة. أما النظام الإسباني الليبرالي الجديد» فقد أطاحه غزو 
فرنسي بمساندة الرجعية الأوروبية عام 1823. 


لم يتبىٌ من الثورات التي نشبت بين العامين 1820 و1822 إلا 
الثورة اليونانية عام 1821”. ويعود ذلك» في جانب منهء إلى نجاحها 
في البدء بانتفاضة شعبية حقيقية» وفي جانب آخرء إلى الأوضاع 
الدبلوماسية المواتية. ومن ثم أصبحت اليونان مصدر إلهام لليبرالية 
العالمية. كما أن النزعة الهيلينية» التى اشتملت على مساندة منظمة 
للإوكاتون <واتقئهام العتيد.تى المظطوعين: الهم ادي دورا تقائلا في 
حشد الجناح اليساري الأوروبي في العشرينات من القرن التاسع عشرء 
بالطريقة نفسها التي قدم بها الدعم للجمهورية الإسبانية في وقت لاحق 
فى الثلاثينات من القرن العشرين. 
<٠‏ غيّرت ثورات العام 1830 الأوضاع تغييراً كلياً. فقد كانت» كما 
رأيناء باكورة المنتجات لفترة عريضة جدا من التململ الاقتصادي 
الاجتماعي الواسع الانتشار والتغير الاجتماعي المتسارع. وأعقبت ذلك 
نتيجتان رئيسيتان أخريان» تمثلت الأولى فى أن الأنشطة السياسية 
الجماعية والثورة الجماهيرية على غرار نموذج العام 1789 أصبحت» مرة 
أخرى» ممكنة التحقيق» وغدا الاعتماد الحصري على الأخويات السرية 
أقل ضرورة. وقد أطيح البوربون في باريس عن طريق مزيج من أزمة 
فى السياسات التى انتههجت بعد عودة الملكية» وتململ شعبي جراء 
الكقناة الافتصادئ» وابعكدت فارنين فق عورا مولتوعام 1830 عن 
الحؤاء الغيدة التيافي +« وارتفعت فنها أعذاد متزائدة مخ المتاريس' في 
العديد من الواقع عل نحو لم يتكرر في أوقات سابقة أو لاحقة 
(والواقع أن المتراس أصبح عام 1830 رمزاً للثورة. ومع أن أصل هذا 
الرمز في التاريخ الثوري لباريس يعود إلى العام 1588 على الأقل» فإن 
المتراس أدى دوراً لا يقل أهمية عما سبقه بين العامين 1789 و1794). 


(6) بالنسبة لليونان» انظر الفصل السابع من هذا الكتاب. 


231 


وكانت النتيجة الثانية أن "الشعب" و"الفقراء الكادحين' أصبحاء مع 
تقدم الرأسمالية» مرادفين للبروليتاريا الصناعية ول 'الطبقة العاملة". 
من هناء بدأت تبرز إلى الوجود حركة بروليتارية - اشتراكية ثورية. 

كما أدخلت ثورات 1830 تعديلين إضافيين على النشاط السياسي 
للجناح اليساري. فقد وضعت خطاً فاصلاً بين المعتدلين والراديكاليين» 
وخلق هؤلاء في الجانبين وضعاً دولياً جديداً. ومهذا العمل» أسهمت 
الفووات من تقى اظرعة امل امن العاف عدزقة وي ليل إلى 
مسيرات وطنية مختلفة. 

وعلى الصعيد الدولي»ء شقت هذه الثورات أوروبا إلى إقليمين 
رئيسيين. فقد رفعت. إلى الأبدء قبضة القوى الرجعية المتحدة عن كاهل 
المنطقة الواقعة غربي الراين. وانتصرت الليبرالية المعتدلة في فرنساء 
وبريطانياء وبلجيكا. غير أن الليبرالية (الأكثر راديكالية) لم تنتصر تماماً 
في سويسرا وشبه الجزيرة الأيبيرية» حيث وقفت كل واحدة من 
الحركات الكاثوليكية المؤيدة والمناوئة للنزعة الليبرالية وجهاً لوجه أمام 
الأخرىء إلا أن ' التحالف المقدس' لم يستطع الاستمرار في تدخله في 
هذه المناطق على نحو ما كان يفعل شرق الراين. وخلال الحروب الأهلية 
البرتغالية الإسبانية في الثلاثينات من القرن التاسع عشرء دعمت القوى 
الليبرالية المعتدلة والمناصرة للحكم المطلق هذه الحركات» مع أن القوى 
الليبرالية كانت أكثر نشاطأا. وساعدها فى ذلك بعض المتطوعين 
والأنصيار الراديكالين الأجانيو» غا القومطاؤله غل_النوعة الاسيائية 
التي شاعت في ثلاثينات القرن”. إلا أن القضايا الكامنة فى أعماق 


(7) في إسبانياء أبدى الإنجليز اهتماماً باللاجئين الليبراليين الذين اتصلوا بهم في 
العشرينات من القرن التاسع عشر. كما أدت النزعة البريطانية المعادية للكاثوليكية دوراً في 
تحويل الحظوة التي تمتعت بها إسبانيا إلى عداء للملك كارل. وتجسد ذلك في كتاب جورج 
بورو (805:07 ع:600) الكتاب المقدس في إسبانيا (40م5 + 81016) ومؤلّف 
موراي (153ذا]/[) الشهير كتاب إسبانيا («نهم5 ته ع[مهطكمه22). 


232 


هذه المدينة ثُركت في هذه البلدان ليصار إلى تقريرها بموجب توازن 
القوى المحلية؛ ويعني ذلك أنها تركت من دون تقرير أو قرار»ء وظلت 
تتقلب بين فترات قصيرة من النصر الليبرالي (1837-1833» 1843-1840) 
وانتعاش القوى المحافظة. 


وشرقي الراين» ظل الوضع في ظاهره على ما كان عليه قبل العام 
130ظ13 . فقد أحمدت جميع الثورات» ومنها: حركات التمرد الألمانية 
والإيطالية التي ساندها أو تعاطف معها النمساويون» والثورة البولندية» 
وحركات التمرد الأكثر أهمية وخطورة في روسيا. وعلاوة على ذلك». 
امتعمرت المشكلة الوطنية في تلك المنطقة في الاستئثار بالأولوية عل 
غيرها. فقد كانت جميع الشعوب تعيش في دول إما صغيرة جدأً أو 
كبيرة جداً وفق المعايير الوطنية» سواء بوصفها أعضاء فى دول مفككة 
مقسمة إل مقاطغات ضغيرة (آثانيا» :وإيظالنا:وبولندا)» أو أعضاء في 
إمبراطوريات متعددة الجنسيات (هابسبيرغ» وروسياء وتركيا) افاي 
الصفتين كلتيهما. وينبغى أن لا نشغل أنفسنا بالهولنديين 
والاسكندينافيين الذين كانواء على الرغم من انتمائهم بشكل عام إلى 
الأقاليم التي لم ينتشر فيها الحكم الطلق » معيشوك خياة ادكه تسبياً 
خارج مسرح الأحداث المثيرة التي شهدتبها بقية أوزونا 


تفاوت 2 00 ذلك» رك ف ابسن ا 
ري ري رك 00 ا الإيقاج 
أماكة ألشرئ إلا العاف (كما كانت الحال في الحرب الأهلية ف 
سويسرا عام 2)7). وبرزت فى سائر دول أورويا تفاوتات حادة بين 
الدول "الثورية" النشطة» وتلك السلبية الفاترة الحماس. ومن ثم كانت 


233 


الشرطة السرية في إمبراطورية الهابسبيرغ منشغلة دائماً بمشكلات 
البولنديين» والإيطاليين والالمان (غير النمساويين)» ب بالهنغاريين 
الجموحين عل الدوام ينما لم يرد في #لاربرهع عايشير إلى اعخاطر في 
رضي الألب أو المناطق السلافية الأخرى. أما ا فلم يكن ثمة 
ما يشغلهم إلا البولنديون» بينما كان بوسع الأتراك أن يراهنوا على 
استقرار الأو ضاع في المناطق السلافية في البلقان. 


كانت أوجه التفاوت هذه انعكاساً للتنويعات في إيقاع التطورء 
وفي الظروف الاجتماعية في مختلف البلدان. وقد بدأ ذلك يظهر بصورة 
متزايدة في الثلاثينات والأربعينات من القرن التاسع عشرهء وتزايدت 
أهصيته ف المجال السياسي. . من هناء فإن التصفع المتقدم غيّر إيقاع الحياة 
السياسية في بريطانيا؛ ففي حين كانت أغلبية القارة كان مرخلة من 
الأزمات الاجتماعية الحادة في الفترة بين 1846 و1848» كانت بريطانيا 
تعان وضعاً بديلاً مماثلاً هو الكساد الصناعي (1842-1841)©. وإذا 
كانت ثمة جماعات من الشباب المثاليين تافل وقوع انقلاب عسكري 
يضمن انتصار الحرية في روسياء كما حدث بعد العام 1830 في إسبانيا 
وفرنساء فإِن تدني درجة النضج في الظروف الاجتماعية والسياسية عما 
كانت عليه في إسبانيا قد جعلت مثل هذا التحول أمراً بعيد الاحتمال. 


وغل الرغير .مين ذلك "كانت مكلت الكررة ما دوعي 
متقاربة بين الشرق والغرب؛ إذ أفضت إلى تزايد التوتر بين المعتدلين 
والراديكاليين. ففي الغرب» انسحب الليبراليون المعتدلون من جبهة 
المقارضة الشركة المظالية بإعادة الملكية؛ إلى عام الحكومة أو نوكر 
المحتملة. وعلاوة على ذلك» فإنهم بعد أن أحرزوا, بعض النفوذ من 
خلال جهود الراديكالين لاي عل انين حاربوا وراء المتاريس - فا إنهم 
سرعان ما غدروا مهم. ولم يكن ثمة مجال للتعامل مع أمر عظيم الأعمية 


(8) انظر كذلك الفصل التاسع من هذا الكتاب. 


2534 


والخطر مثل الديمقراطية أو الجمهورية. وفي ذلك يقول غيزو (12010©) 
المعارض الليبرالي أيام الملكية الستعادة» رئيس .الوزراء في عهد ملكية 
يوليو/ تموز: "لم يعد ثمة سبب شرعي» أو ذريعة مقبولة» للمقولاات 
والمواقف التي طالما طرحت تحت راية الديمقراطية. إن ما كان ديمقراطيةً 
في الماضي يدخل الآن في عداد الفوضىء وغدت الروح الديمقراطية - 
وستظل إلى عهد بعيد ‏ مرادفة للروح لووي 0 


لقد وصل الأمر إلى أبعد من ذلك؛ فبعد فترة قصيرة من التسامح 
والحماسة» أخذ الليبراليون يميلون إلى الفتور في حماستهم للمزيد من 
الإصلاح » ويقمعون اليسار الراديكالي » ولا سيما ثوار الطبقة العاملة. 
وفي بريطانياء واجه " الاتحاد العام" الاك الاتجاه والميثاقيون العداء 
ل ل 
الطبقة ارط إلا أنه ا أرللي عله عد 3 
في فرنساء فإن قمع الانتفاضة الحمهورية عام 4 كان نقطة الانعطاف 
|الحاسمة ؟؛ فالسئة التي رُوّعَ فيها ستة من العمال النزيمين من ويزلي (وهم 
ارا اس ل الا 
بريطانيا. ا خلن الرافكاايون. ا والشوكات 
البروليتارية الحديدة من تحالفهم مع الليبراليين. وكان المعتدلون» في أثناء 


وجودي في صفوف د كن شرا 0 
السا 
عسعال 


(9) ومتاءنع50 بعلمل[ 1 1267100 07 بأممتن0 عتصستمالتس0 عععاط كزمعموظط 


2 .م ,(1938 ,[نتعمهه] بصممعاط] نمملمه) 


235 
































ولم تنتصر في أوروبا أية ثورة أخرى. وقد برز الانشقاق بين 
المعتدلين والراديكاليين وظهر تيار الثوريين الاجتماعيين الجديد في 
أعقاب التحقق من أسباب الهزيمة وتحليل إمكانيات النجاح في 
المستقبل. . ووضع المعتدلون» وهم الملاك المحافظون وعدد نمن شاكلهم 

من أفراد الطبقة الوسطىء سطىء آمالهم في الإصلاح , عن ادق الحكومات 
المناسبة السريعة التأثرء والدعم الدبلوماسي لقع الليبرالية الجديدة» 
وكانت الحكومات المناسبة السريعة التأثر نادرة. فقد ظلت سافوي في 
إيطاليا متعاطفة مع الليبرالية» مشدودة إلى تيار من الدعم المغتدل الذي 
كانت ار للمساعدة على توحيد إيطاليا في المستقبل. 
وكانت جماعة من الليبراليين الكاثوليك» الذين شجعتهم ظاهرة غريبة 
قصيرة ة الأمد هي البابوية الليبرالية " في ظل البابا الحديد بيوس 
التاسع (13 حاط عموط) (2)1846 تحلم أحلاماً عقيمة بحشد قوة الكنيسة 
لتحقيق الغرض نفسه. . وكانت جميع الدول ذات الأهمية في ألمانيا معادية 
لليبرالية. . ولم يمنع ذلك بعض المعتدلين» و هم أقل عدداً تمن صورتهم 
الدعاية التاريخية البروسية» من التطلع إلى بروسيا التي كانت تشتمل» 
عل الآفن فل اضاذ المهرك الألاى (1834) أو أن ملسو ترجوه 
أمراء تحولوا عن مواقفهم السابقة بدلا من المتاريس. وفي بولنداء حيث 
لم يعد ام المعتدل المأمول ميم من البيصر ينج أقطاب جناح 
' القيصريين" الذين علقوا عليه الآمال. أخذ هؤلاء بأملون في تدخل 
دبلوماسي غربي. ولم تكن هذه التوقعات واقعية على الإطلاق ذ في الفترة 
الفاصلة بين العامين 1830 و1848. 


وقد أصيب المعتدلون بالقدر نفسه من خيبة الأمل نتيجة إخفاق 
الفرنسيين في أن يؤدوا دور المحررين الأمميين الذي أوكلته إليهم "الثورة 


الكبرى ' والنظرية الثورية. بل إن خيبة الأمل هذه.ء والحركة القومية 
المتعاظمة في الثلاثينات من القرن التاسع عشر"" والإدراك الجديد 


(10) انظر الفصل السابع من هذا الكتاب. 


236 


للاختلافات في النزعة الثورية بين بلد وآخرء قد تضافرت كلها لتحطم 
الاتجاه الأعمي الموحد الذي كان يطمح إلى تحقيقه الثوريون في عهد 
الملكية المستعادة. وظلت الآفاق الاستراتيجية على حالهاء وبقي التحرير 
فى أوروبا ينتظر مجيءَ فرنسا يعقوبية جذيد زورون زيطانا تعدا 
راديكالية (كما كان يعتقد ماركس (047))» باعتبارها السبيل الذي لا 
يمكن الاستغناء عنه» ما دام اندلاع ثورة في روسيا م 7 
وعلى الرغم من ذلك» برزت زوات فغل قومية ضد التزعة الأعية 
المنطلقة من فرنسا خلال الفترة الكاربونارية. وكانت هذه المواقف 
منسجمة مع النزعة الرومنطيقية2!2 التي استهوت اليسار بعد العام 
0. ولن نجد في القرن الثامن عشر أوسع من تلك التي قامت بين 
بوناروتي (نأم«تمصمسظ مممتلة1)» معلم الموسيقى العقلاني من جهة» 
وجوزيف مازيني (تمتجعدكل/ة طمعده1) (1872-1805) العاجز الفظ السريع 
الاستثارة الذي أصبح الداعية الأول فيد الكارتوتارية. وف دن الاجر 
مؤامرات وطنية عديدة (مثل: "إيطاليا الفتاة"» و"ألمانيا الفتاة"» 
و"بولندا الفتاة" إلخ.)» وربط بعضها ببعض في رابطة "أورويا الفتاة" 
(#ممعتاظ عمسولا). وكان هذا التنظيم اللامركزي للحركة الثورية واقعيا 
تمعد من المعاق؟ ذلك أن الدول كانت عام 1848 تنشأ بصورة 
مستقلةء تلقائية» متزامنة. غير أنها لم تكن كذلك بمعنى آخر. فقد كان 
الحافز لانطلاقها المتواقت فرنسي المصدرء وأدى إحجام الفرنسيين عن 
أداء دور المحرر إلى انبيار هذه الدول الصاعدة. 


لأسباب عملية وأيديولوجية» الثقة التى أولاها المعتدلون للآمراء 
والقوى الأخرى؛ إذ ينبغي على الشعوب أن تكون مستعدة لتحقيق 





(11) نجد أوضه مناقشة لهذه الاستر اتيجية الثورية فى مقالات ماركس (11252) ف 
حَ سثر اديدج شي ي 
صحيفة عسلنء7 عدلءععندرزع مرء37 خلال ثورة عام 1848. 


(12) انظر الفصل الرابع عشر من هذا الكتاب. 


237 











التحرر بأنفسها؛ لأن أحداً لن يقوم بهذه المهمة نيابة عنها. وقد تبنت 
هذا الموقف أيضاً الحركات البروليتارية الاشتراكية في ذلك الوقت» 
وأدز كنت أن ذلك لم يكن مكنا إلا عبر الفعل والعمل لماكتو ركان هذا 
الفهم كانيع كذلك على الطراز الكاربوناري أساسأً في جميع الأحوال؛ 
ا ع امسر 
جهة. والمحاولات الجادة المستمرة التي بذلها الديمقراطيون البولتتووة 
للإبقاء على حرب الأنصار أو إنعاشها في بلادهم بعد هزيمة العام 
1 1. . غير أن تصميم الراديكاليين على تولي زمام الحكم من دون القوى 
الراسخة أو رغماً عنها ولّد انشقاقاً آخر في صفوفهم. فهل كانوا 
مستعدين أو عاجزين عن فعل ذلك على حساب الثورة الاجتماعية؟ 


17 


كان هذا السؤال مُلهباً مثيراً في كل مكانء إلا في الولايات 
المتحدة. حيث لم يعد بوسع أحد أن يتخذ أو يتجنب قراراً لتعبئة الناس 
العاديين سياسيا؛ لأن الديمقراطية الجاكسونية سبق أن فعلت ذلك(013, 
ولكن على الرغم من ظهور حزب العاملين (لامهط وامعصوم1,ه/18) في 
الولايات المتحدة (2)1829-1828 وتعاظم التذمر 3 أوساط قطاعات من 
السكان» فإن مسألة قيام ثورة اجتماعية على الطراز الأوروبي لم تكن 
فضية جدية في تلك البلاد الواسعة المتزايدة الاتساع. كما أن هذا 
السؤال لم يكن مثيراً للمشاعر في أمريكا اللانينية» حيث لم يكن ثمة 
طرف في الساحة السياسية» ربما باستثناء المكسيك» »؛ يحلم بحشد الهنود 
(أي الفلاحين والعمال الزراعيين)» والعبيد الزنوج. وحتى الأجيال 
الهجينة (مثل صغار الفلاحين والحرفيينء والفقراء في المناطق 
الحضرية).» وراء أ عدف مهيا قن نوعه. أما في أوروبا الغربية» 





2385 


يدينك كانت الثورة الاجتماعية احتمالاً حقيقياً في أوساط الفقراء 
الحضّرء وفي الحزام الأوروي العريض الذي شهد ثورة زراعية» فإن 
السؤال عما إذا كان من الضروري أو من غير المناسب الإهابة بالجماهير 
للثورة كان ملحا ولا يمكن تحاشيه. 

كان سخط الفقراء» ولا سيما الفقراء في المناطق الحضرية» في 
أوروبا الغربية واضحاً في كل مكان. بل إنه انعكس بجلاء حتى في 
فيينا الإمبراطورية في المواقف الشائعة في ازساط المانة والجور هوا ريه 
الصغيرة» ووجدت تعبيراً عنها في المسارح الشعبية في الضواحي. وفي 
الفترة النابليونية» جمعت المسرحيات المعروضة فيها بين الروح الشعبية؛ 
والولاء الساذج لأسرة الهابسبيرغ الحاكمة» وعمل فرديناند 
هي ند (مسصصنه لمهدتكة5)» الكاتب الأشهر في تلك المرحلة» على 
ملء خشبة المسرح بالحكايات الخرافية» والحزن» والحنين إلى البراءة التي 
أصبحت تفتقر إليها الجماعات البسيطة التقليدية غير الرأسمالية. غير أن 
ما سيطر عليها بعد العام 5 هو النجم يوهان نستروي صصقطه1) 
(نهمأدءل< الذي جمع بين السخرية الاجتماعية والسياسية» والظرف 
الجدي المرّء والنقد الهذامء وتحول إلى ثوري متحمس عام 1848. 
وَتَضِادق ذلك أيها ختى على المهاجرين الألمان الذين كانوا في أثناء 
عبورهم الهاقر» بتذرعون يعبارة. “ليس لدينا مك في بغذه البلاد" » 
لتبرير هجرتمهم إلى الولايات المتحدة التي أصبحت موطن الأحلام 
بالنسبة لفقراء أوروبا". 

كان السخط الحضري شاملاً في الغرب» وكانت الحركة 
البروليتارية والاشتراكية واضحة كل الوضوح في الدولتين اللتين شهدتا 





(14) /6 راوز[ 4 :1607-1860 ,ماه نولل سوال 116 ,معقصوآط ععنآ كنععة 1/1 
اباط ىا نط 011 نم10 طاتد لعائل8 ,وناك ءادلا 6[ 0 إررم و5111 00111771 116 
و1101 مومه :(مأأععتتطعدككة381) ععلصطصةة) عمتتصوئط لعنط] بعععصتدعاطءة .834 

.7 .م ,(1945 ,ودع 


239 


الثورة المزدوجة: بريطانيا وفرنسا”'". وقد برزت هذه الحركة فى 
بريطانيا عام 1830 أو نحوهء واتخفذت شكلاً ناضجاً للغاية على هيئة 
حركة جماهيرية للكادحين الفقراء الذين اعتبروا المحافظين والليبراليين 
خونة مهملين والرأسمالين أعداة لقضيتهم. وتمقلث أبرز إتجازاتها 
وأضخمها فى حركة "ميثاق الشعب ' (#عامقطن وعاممء5) العريضة 
الع فيك اجنين بين العامين 1839 و1842 ولكتها حافظت عل 
ردقا إلى ما بعد العام 1848. إلا أن الحركة الاشتراكية أو ' التعاونية ' 
البريطانية كانت على درجة كبيرة من الضعف. فقد بدأت بشكل مؤثر 
بين العامين 1829 و1834 تجتذب الجانب الأكبر من مناضلى الطبقة 
العاملة إلى صفها واستمالتهم إلى مبادئها (التي انتشرت منذ أوائل 
العشرينات من ذلك القرن في أوساط الحرفيين والعمال المهرة)» والقيام 
بمحاولات طموحة لإقامة 'نقابات عامة" وطنية للطبقة العاملة. بل إن 
هذه الحركة المتاثرة بنفوذ روبرت أوين» قاأامت بمحاولاات ل ميل 
اقتصاد عام تعاوني بمعزل عن الرأسماليين. وكان الإحباط بعد صدور 
قانون الإصلاح عام 1832 قد دفع الجانب الأكبر من الحركة العمالية إلى 
توسم القيادة في هؤلاء الأوينيين من التعاونيين» والنقابيين الثوريين 
البدائيين ومن شابههم. غير أن فشلهم في القيادة» ووضع استراتيجية 
سياسية فعالة» والحملات المنظمة ضدهم من جانب أرباب العمل 
والحكومة. أسهمت كلها في تحطيم الحركة في الفترة بين العامين 1834 
و1836. وقد أدى هذا الإحفاق إلى تحويل الاشتراكيين إلى حماعات دعائية 
وتعليمية تتحرك خارج التيار الرئيسي للتحرك العمالي» أو إلى رواد 
لتعاونيات المستهلكين المتواضعة على هيئة متجر تعاوني أقيم في روشديل 
في لانكشير عام 1844. من هناء كانت اللمفارقة المتمثلة في أن ذروة 
الحركة الجماهيرية الثورية للفقراء الكادحين في بريطانياء وهى الحركة 
"الميثاقية "» كانت» من الوجهة الأيديولوجية» أقل تقدماً من الحركة 





(15) انظر كذلك الفصل الحادي عشر من هذا الكتاب. 


240 


التي نشطت بين العامين 1829 و1834» مع أغهبا كانت» من الوجهة 
السياسية» أكثر نضجاً. غير أن ذلك لم يجنبها الهزيمة التي منيت بها 
نتيجة لعجز زعمائها السياسيء والاختلافات المحلية والجهوية؛ 
والقصور عن أي عمل وطني منسق يتجاوز إعداد العرائض الضخمة. 


لم تكن هناك حركة جماهيرية مماثلة في فرنسا. فقد كان المكافحون 
داخل 'حركة الطبقة العاملة' الفرنسية بين العامين 1830 و1848 في 
أغلبهم من الحرفيين الحضر التقليديين وعمال المياومة» ولا سيما في 
المجالات التي تستلزم مهارة معينة» والعاملين في مراكز الصناعة 
التقليدية المحلية مثل صناعة الحرير في ليون (ولم يكن كبار الثوريين من 
نساجي الحرير عمالاً مأجورين» بل كانوا أقرب إلى صغار المعلمين). 
وعلاوة على ذلك. فإن ممثلي الأطراف المختلفة للاشتراكية ' الطوباوية ' 
الحديدة. ولااسيما أشاع سان سيمون (02تطتك-استه5)» 
وفورييه (عف,ناه*1)» وكابيه (08©1) وغيرهمء لم يُعْنوا بالتحريض 
السياسيء مع أن أعضاء جماعاتهم ومنتدياتهم السرية الصغيرة» ولا 
سيما أتباع فورييه» أصبحواء في واقع الأمرء بمثابة النواة لقيادات 
الطبقة العاملة» والمنظمين للعمل الجماهيري في مستهل ثورة 1848. 
ومن ناحية أخرىء كان في فرنسا تراث قوي متطور سياسياً من 
اليعقوبية اليسارية والبوبوفية» وهم الذين أصبح أكثرهم شيوعيين بعد 
العام 0. وكان أوغست بلانكي (نوصماظ عاأكتاعنلة) (2)1881-1805 
تلميذ بوناروتي» هو الزعيم الأكثر هيبةٌ بينهم. 


م تسهم البلانكية إلا في [حداث القليل من التفكير الاشتراكي من 
ناحيتي التحليل والتنظير الاجتماعيين» ما عدا التأكيد على ضرورة 
الامتراكلنة" و للضظة الفاطعة بآنة مز لعاريا العمال: المأجوويق المشتكليم 

هي التي ستكون المهندسٌ الرئيسي لهاء والطبقة الوسطى (لا العليا) 
في ومن حبيث" الاسواتيية الماش والعسطيية كانك 
بتكييف الأداة الثورية التقليدية» وهى الأخويات السرية التآمرية» بحيث 


241 


تناسب الظروف البروليتارية» وجردتها من كثير من الطقوس والملابس 
التي كانت سائدة خلال فترة الملكية المستعادة» وكذلك من الأساليب 
اللسقوبيةالتقليدية :قن الحورة ٠‏ والتره والوكتاتوز ب الشتعينة الركرية عر 
أجل قضية العمال. وقد اكتسبت الحركة الاشتراكية الثورية الحديثة من 
البلانكيين (نقلاً عن سان جوست» وبابوف» وبوناروتي) الاعتقاد بأن 
الفندت كين أفاكون الاي حتعل الشلطة الساسنة وثله نفك :ذلك 

اكائورية البروليتاريا" (ويعود هذا المصطلح إلى أصول بلانكية). 
وضعف البلانكية» في جانب منهء هو ضعف الطبقة العاملة الفرنسية. 
وفي غياب حركة جماهيرية عريضة» ظلت البلانكية» شأنها شأن سابقتها 
الكاربونارية» حركة نخبوية تخطط للثورة في فراغ» مما تسبب في 
إخفاقها في أكثر الأحيان» كما حدث في انتفاضة العام 1839. 


ويبدو. على هذا الأساسء أن الطبقة العاملة» أو الثورة الحضرية 
ااه 21 ايع ارزييا! الخربية» على عل الرعم 
حو شر ار روا بو 1 
دليل على أن الحكومة البريطانية كانت تتخوف» بصورة جديةء من 
المخاطر التي يمكن أن تهدد النظام والأمن جراء حركة الميثاقيين» على ما 
مر اله ل 1 اماي الفياذة 6 - من 
الحكام وقد 5 الحكومة البويطالية بيعطين ادر دن الطافعة 
في أواخر 000 0 موجة من الشغب وتدمير الآلات الصناعية 
سرعان ما انتشرت بين العمال الزراعيين المجرّعين في الأجزاء الجنوبية 
والشرقية 00 وكان نفوذ الثورة الفرنسية التي وقعت في تموز/ 
يوليو 1830 واضحاً في هذه الثورة التلقائية الواسعة الانتشار» ولكن 


(16) ,ققعتظ وعة نمز *",كاكلن قط عط مه امعصصع وه عط“ بيعطتمكة © 2 
(1959 رؤوع؟2 5ثمتاعهالا .5 تعلرهلا وع1آ< بسدللتسعما8 تمعقممآ) دمتمباى اعتجمة0 


212 


التريكة الاطفاي الى ضورق لدو عر عمال نينت لق 
وقد عر قيض فله الدر ره قشينة اك كفوعا عوملت ‏ أعدال#القفنيا 
التي قام بها الميشاقيون. وكان ذلك متوقعاً بالنظر إلى الأوضاع الأكثر 
توترا من الناحية السياسية خلال فترة الملكية المستعادة. ومع ذلك» فإن 
التململ الزراعي سرعان ما انحسر وتحول إلى أشكال أقل خطرأ من 
الوجهة السياسية. أما فى سائر المناطق المتقدمة اقتصادياء باستثناء غرب 
ألمانيا إلى حد ماء فلم يكن متوقعاً نشوب ثورة زراعية أو حتى 
تصورهاء ولم تكن النظرة الحضرية لأغلب الثوريين ذات جاذبية خاصة 
للفلاحين. ولم تحدث في جميع أنحاء أوروبا الغربية (باستثناء الجزيرة 
الأيبيرية) مثل هذه الثورة إلا في إيرلنداء حيث انطلق تحرك ثوري 
أصيل جرى تنظيمه بطريقة سرية» وأسهمت فيه جمعيات إرهابية واسعة 
الانتشار مثل: ريبونمن (د«عصده8160) ووايتبويز (ونؤمطع]ئط177). إلا أن 
إيزلهن) كاليتةاعشباعيا وسباسياء عدي إل هال يلت عن عام 
جيرانها. 


من هناء فإن قضية الثورة الاجتماعية خلقت شقاً بين الراديكاليين 
فى الطبقة الوسطى؛ أي في أوساط جماعات رجال الأعمال الساخطين» 
والمثقفين» والآخرين الذين وجدوا أنفسهم عام 1830 يقفون موقف 
قارف بع اشكوناف اللسرالية العتيلة: ففى بريطائياء فشيت 
'الراديكاليين في أوساط الطبقة الوسطى" إلى تيارين: من يميلون إلى 
مساندة الميثاقيين» أو الوقوف في صفهم (كما حدث في بيرمينغهام أو 
في ' اتاد الاقتراع الشامل" الذي يتزعمه رجل الدين الكويكري 
جوزيف ستورج (©ع1ن5 طمء105))» ومن يصرون (مثل أعضاء "رابطة 
المعارضين لقانون الذرة") على محاربة كل من الأرستقراطية والميثاقيين. 


(17) انظر : .(1834) 26006117 .701 ,دعرو نوما تعسمةاصمط 
الإجابات عن السؤال 53 (أسباب ونتائج أعمال الشغب والحرائق في العامين 1830 
و1831). 


2143 


ا ” التي أنفقرها 0 طائلة لجاع ميات الدعابة 
والإعلان التى أقاموها. أما في فرنساء فإن ضعف المعارضة الرسمية فى 
وجه لويس فيليب (أممنانناط ؤزناه.آ)» والبادرة التى اتخذتها ماهير 
باريس الثورية» حؤّلا القرار إلى اتجاه آخر. ويقول الشاعر الراديكالي 
بيرانجيه (86185861) بعد ثورة شباط/ فبراير 1848: "ها قد أصبحنا 
جمهوريين مرة أخرى . ام يه وعم م 
الساعةء لا حقيدنا الفرئ ولا حددنا اتجاه »080 0 
لانشقاق راديكاليي الطبقة الوسطى عن اليسار المتطرف أن يحدث إلا 
بعد الثورة. 

وم تكن المشكلة معقدة بالقدر نفسه بالنسبة للبورجوازية الصغيرة 
المتذمرة التي كانت تضم الصناعء وأصحاب الحوانيت» والمزارعين 
المستقلين وأمثالهم» الذين كانوا مع جماهير العمال المهرة يؤلفون كتائب 
الراديكاليين الرئيسية في أوروبا الغربية. فهمء بوصفهم فئة محدودة 
المواردء تعاطفوا مع الفقراء ضد الأغنياء» وباعتبارهم من صغار الملاك, 
ب الأعقاء فد المتراد. إلا أن التشتت في مشاعرهم ومواقفهم أفضى 

هم إلى التردد والشك بدلا من إحداث تغيير أساسي في ولائهم 
لسياسي: 0 آخر امير 0_0 البقاكية» واجمهورين» 
اليا الشعبية» تعد كابوا 0 ثابتاً في يع الأحوال» - حتى 
اللحظة التي استولى فيها المصادِرون على الحكم بالفعل. 


7ع 
كانت المشكلة أكثر جدية وخطورة فى سائر أنحاء أوروبا الثورية» 
(218) .50 .م ,([1849 ,طم مهتم مم]) عناوةاطياعء” عدررغة 7[ و[ أه 1848 الاتانتو»©ط مومعل 


244 


حيف كان وعياء الزيق والتففوق الكتمرؤة يتتكلوة'تراة:الرأديكالية: 
وكان الفلاحون هم الجماهيرء وهم يفدون» على الأغلبء من بلدان 
غير تلك التي ينتمي إليها أهل البلدات وملاك الأراضي التي يعملون 
فيها؛ فهم سلافيون ورومانيون يعملون في هنغارياء وأوكرانيون شرقي 
بولنداء وسلافيون في أجزاء من النمسا. وكان أفقر ملاك الأراضي 
وأقلهم كفاءة» ممن لم يكونوا مستعدين للتخلي عن مكانتهم التي تجلب 
لم اع ع ف عرو حرصي ا 
ران اتيت للدر رك شعن كمد جلكة ,لش اميه ير أ ذلك لا 
يعني أن مسألة الثورة لم تكن من مومهم الرئيسية. . كما أن هذه الروح 
السلبية لدى الفلاحين لم تكن أمراً مفروغاً منه في أربعينات القرن 
التا عشر؛ فقّد كانت انتفاضة الأقنان غاليقيا عا 16 
بخ عادر في م 1896 أضحم 
ثورة ة فلاحية منذ الثورة الفرنسية عام 1789. 


وعلى الرغم من الجذوة الظاهرة في هذه القضية» إلا أنها كانت 
خطابية إلى حد ما. فمن الوجهة الاقتصادية كان تحديث المناطق المتخلفة» 
خصوصاً شرقي أوروباء يستلوم الإصلاح الزراعي» أو على أقل تقدير 
إلغاء الرق الذي ظل شائعا في الإمبراطوريات النمساوية» والروسية» 
والعرقبة. .ومه الدالحية السباسية »كانت يوون التشاط فى أوساط 
الفاكحن إيدانا مؤكدا بأندا لا لمن غكل :جنا لقني يظالبية .ولد مهما 
في البلدان التي خاض فيها الثوريون الحرب ضد الحكم الأجنبي. فإذا لم 
يستطع هؤلاء اجتذاب الفلاحين إلى صفوفهم, فإن الرجعيين هم الذين 
سينجحون في ذلك. وكان الملوك والأباطرة الشرعيون ورجال الكنيسة 
يتمتعون بميزة تكتيكية هي أن الفلاحين كانوا يثقون - بهم أكثر مما يثقون 
بالسادة الماك ويتوقعون منهم العدل والإنصاف. 00 الملوك على 
استعداد تام لتأليب الفلاحين على الوجهاء عند الضرورة. وقد فعلت 
أسرة البوربون ذلك دونما تردد ضد يعاقبة نابولي عام 1799. وعام 
8 هتف الفلاحون اللومبارديون: "يعيش راديتسكي. .. الموت 


245 


للسادة الملاك! '» ترحيباً بالجنرال النمساوي الذي أجهز على الثورة 
الي ولم تكن المهمة المطروحة على الراديكاليين في البلدان 
المتخلفة أن يسعوا إلى التحالف مع الفلاحين. بل النجاح في تحقيق هذا 
التحالف. 


من هناء انقسم الراديكاليون في هذه البلدان إلى فعتين: 
الديمقراطيين» واليسار المتطرف. وأقرت الفئة الأولى (التى كانت تمثلها 
الجمعية الديمقراطية البولندية في هولنداء وأتباع كوسوث (طانهوه) 
في هنغارياء وأنصار مازيني في إيطاليا) بالحاجة إلى استمالة الفلاحين 
والتزامهم قضية الثورة» عن طريق إلغاء الرق ومنح حقوق الملكية 
لصغار المزارعين عند الضرورة. غير أنهم كانوا يأملون قيام نوع من 
التعايش السلمي بين طفة من الهلام شخل عن حقوقها الإقطاعية» مع 
نيل تعويضات عن للك وطبقة الفلاحين الوطنية. إلا أن الديمقراطيين 
تجاهلوا فى في الواقع عرض أي برنامج ملموس للإصلاح الزراعي أو 
الاجتماعي» واكتفوا بالوعظ العام والدعوة إلى الديمقراطية السياسية 
والتحرر الوطني؛ وذلك ما حدث بالفعل عندما لم تبلغ رياح التمرد 
الفلاحي حدود الإعصارء ولم يتصاعد فيها الخنوف من أن يستغلها 
الأمراء لمصلحتهم (كما حدث في أغلب إيطاليا). 


كان البسار المتطرف في النضال الثوري صراعاً بين الجماهير من 
جهة» والحكام الأجانب والمستغلين المحليين من جهة أخرى. وقد سبقوا 
الثوار الاجتماعين والوطنيين في القرن العشرين إلى الإعراب عن 
شكوكهم في قدرة النبلاء والطبقة الوسطى الضعيفة» التي ترتبط 
مصالحها الخاصة يوماً بعد يوم بالحكم الاستعماريء. على السير بالدولة 
الخدية دل طريز لاستطة ل ب للستت برد ل ان رادو واد 


(19) ذ5عك وستعاصلم لق عاوممة"! 8 عثلةك1"! أء عموملوط مك" بتعتماءتملن1 نو 
8 تنواكا دمعدعنعد دعل أمدم امس مامز 15 علا انه عارعماوط هل :فصقل ”روعاممعم 


.5 .صم ,(1955 ,[عامع1ن2] .وجم 17/10 . بحاحضه<7] تواكمدونه 1[7) رمرم 


246 


كل البائز والافزاكية الوليدة فن الغرت. وخلانا 1 طرجه أكثر 
الافتزاكين *الطوياويين * فى الماحلة »ما قبل الماركسية ققد كانوا ثؤاراً 
سياسيين ونقاداً اجتماعيين في آنْ معاً. من هناء أقدمت جمهورية كراكاو 
القصيرة العمر عام 1848 على إلغاء الأعباء المترتبة على الفلاحين» 
ووعدت الفقراء الحضر بإقامة '"مشاغل وطنية ". وتبنى الجناح الأكثر 
تقندما في حركة الكاربوناري في جنوب إيطاليا برنامجاً بلانكياً بابوفياً. 
وإذا استثنينا بولنداء فإن هذا التيار الفكري كان ضعيفاً سما وقد 
تناقص نفوذه بسبب الإخفاق الذي منيت به حركات تضم» بشكل 
أساسي» أبناء المدارس» والطلبة» والمثقفين الذين فقدوا هويتهم الطبقية 
التى تعود فى أصولها إلى فئات الوجهاء أو العامةء وقلة من المثاليين. 
وقد كفلكت حل انافاه كن دع الكلاشين الدرة يدلب تارق 
اديه الالمشطاي ا 


على هذا الأساسء لم يستطع الراديكاليون في المناطق المتخلفة في 
أوروبا أن يحلوا مشكلاتهم بطريقة فعالة. ويعود جانب من ذلك إلى 
عدول أنصارهم عن تقديم أية تنازلات مناسبة في الوقت المناسب 
للفلاحين. ويرجع جانب آخر إلى غياب النضج السياسي لدى الفلاحين. 
فقد جرت ثورات العام 1848 في إيطاليا أساساً وراء ظهور أهالي الريف 
الخاملين. أما في بولندا (حيث تحول التمرد عام 1846 بسرعة إلى 
انتفاضة ضد الوجهاء البولنديين» بتشجيع من الحكومة النمساوية)» فلم 
تحدث ثورة على الإطلاق عام 1848. إلا في بوزنانيا البروسية. بل إن 
الاشتراطات التي صاحبت الإصلاح الزراعي الذي نفذه الوجهاء في 
هنغارياء وهى أكثر الدول الثورية تقدماء قد حالت دون حشد 


(20) مهما يكن من أمرء فإن الراديكالية المشابية للمازينية في عدد قليل من المناطق 
التي شاعت فيها الملكية الزراعية الصغيرة» أو الاستئجار أو تقاسم المحصولء مثل راماغناء 
وأجزاء من جنوب غرب ألانياء قد نجحت في استقطاب قدر معقول من الدعم الجماهيري 
عام 1848 وبعده. 


217 


الفلاحين بصورة كاملة» لخنوض حرب تحرير وطنية. ٠‏ وفي أغلبية المناطق 
في شرق أوروياء كان الفللاحون السلافيون» الذين ارتدوا زي الحنود 
الإمبراطوري» هم أداة القمع الفعالة ضد الثوار الألمان والمجريين. 


371 

على الرغم من ذلك كلهء فإن الحركات الثورية بين العامين 1830 
و1848 ظلت تحافظ على منطلقات مشتركة فيما بينهاء رغم اختلافاتها 
الناجمة عن الظروف المحلية» والجنسية» والطبقية. فقد بقيت» كما 
رأيناء في المقام الأول» منظماتٍ أقلية تضم. إلى حد بعيد» أفراداً من 
الطبقة الوسطى والثقفين المتواطئين الذين كانوا يعيشون في المنفى» أو 
في عالم المتعلمين الضيق نسمياً (وعندما اندلعت الثورات» كان عامة 
الناس يأتون إلى البلدات التي نجري فيها. ففي انتفاضة العام 88 
سقط 350 قتيلا بينهم نحو عشرة من الطلبة وصغار الإداريين أو أفراد 
العائلات المالكة للأراضي. . كما كان بينهم 74 امرأة وطفلاً» بينما كان 
الباقون ار ال 01 . من جهة أخرىء» اتبع الثوريون نمطا 
مشتركا من التحرك السياسي» والأفكار الإستراتيجية والتكتيكية وما إلى 
ذلله :وانيعيدوا ذلك كله من جرعة كورة السام 1789 وكراثهاك بون 
إحساس عميق بالوحلدة العالمية. 

ومن السهل تفسير العامل الآأول. ففيما عدا الولايات المتحدة 
وبريطانياء وربما سويسرا وهولندا واسكندنافياء لم تنشأ في أدددبا 
تقاليد راسخة في التحريض والتنظيم الجماهيري باعتبارها جزءاً من 
الحياة الاجتماعية» كما لم تتوفر الظروف لمثل هذه التقاليد خارج 0 
والولايات المتحدة 5. فلم يكن معقولاً أن نتصور في أي مكان آخر أن 


(21) ال :1848 ,رهاظ ابه [ه عنتطدءم0 1716 .له ,قاك1 عمعموع1 بصا باتمستام2 لآ 
رعأدع مالا ضذالاخة تمملممآ) عمانره1' .2 .3 له نط .ل معاصا جره طااين؟ ,تممشومم سرع أمء"م)عخقر 
.19 .م ,(1948 


218 





توزع صحيفة مثل نورثرن ستار (5107 مر 23701) الميثاقية أكثر من ستين 
ألف نسخة في الأسبوع على عدد أوسع من ذلك من القراء في نيسان/ 
أبريل 21839©. في الوقت الذي كانت الصحف فيه توزع نحو خمسة 
آلاف نسخةء مع أن توزيع الصحف شبه الرسمية» وكذلك مجلات 
الترفيه والمنوعات منذ الثلاثينات من ذلك القرن» قد يتجاوز عشرين 
ألف نسخة في بلد مثل فرنسا'. وحتى في الدول التي يحكمها نظام 
دستوري مثل بلجيكا وفرنساء لم يكن التحريض اليساري مسموحاً به 
قانونياً إلا بصورة متقطعة» كما أن تنظيمات اليسار كانت غير مشروعة 
في أغلب الأحيان. . وفى الوقت الذي انتشرت فيه صورة مزيفة 
للسياسات الديمقراطية في أوساط طبقات محددة تشكل "المواطنين 
الشرعيين" وتمس بتداعياتها المحرومين» فقد كان من النادر استخدام 
الأدوات الأساسية للنشاط السياسي الجماهيري» وهي الحملات العامة 
الهادفة إلى الضغط على الحكومات» والتنظيمات الجماعية» والعرائض» 
والخطب الموجهة إلى التجمعات العامة وغيرها. ولم يكن هناك من يفكر 
ديا خارج بريطانيا بأن من الممكن تحقيق الانتخابات البرلمانية الشاملة 
عن طريق حملة جماهيرية من التواقيع والتظاهرات العامة أو إلغاء أحد 
القوانين الجائرة عن طريق حملة من الدعاية العامة وممارسة الضغوط. 
مثلما فعلت حركة الميثاقيين» ورابطة المعارضين لقانون الذرة على التوالي. 
فالتغيرات الدستورية الكبيرة» شأنها شأن التغيرات الاجتماعية الكبيرة» 
تعني الانفصال عن البنية القانونية في البلاد. 


وفى العادة» تكون المنظمات غير الشرعية أصغر من المنظمات 





(22) طعناواتة معطا اط اتمتدرام 0 1790-1850 ,عاموءط امه كد27 ,لوعظ لاهدهدآ 
6 .م ,([1961] بلامصعك .8 :ملممل) دعقاتن 


(23) بععهممم رز دوهط «ءمعمسعل8 علا سه اننع« تسرعنده © 7756 ركمتلآه0) عمعع] 
انوطع ملآ 01010 :مملممط) وعأرع5 لوتعدع© :وعقضع5 لهعته]5ز1[ 0:10 ,1814-1881 
(1959 رووءعرط 


249 


الشرعية» كما أن تكوينها لا يكون تمثيلياً. والواقع أن تحول جمعيات 
لكاريرتارق الرية.الدامة إن مات ,برد ويه - تر رياه مثل الجماعة 
البلانكية» قد أسفر عن انخفاض في عدد أعضائها من أبناء الطبقة 
الوسطى » ؛ مع ارتفاع في مستوى عضوية الطبقة العاملة فيها؛ أي في 
عدد المنتسبين إليها من الحرفيين وعمال المياومة المهرة. وتقول بعض 
التقارير إن الطبقة الدنيا كانت تمثل أغلبية الأعضاء في المنظمات 
البلانكية في الثلاثينات والأربعينات من القرن التاسع عشر . وكذلك 
كان الحال في رابطة الخارجين على القانون لو: (التي أصبيحت 
بدورها رابطة العدل والرابطة الشيوعية التي تزعمها ماركس وإنغلز). 
التي كان عمال المياومة الألمان التتريون عو عيودها المقري. غير أن 
هذه ال حالة تمثل وضعاً استثنائياً؛ فالقطاع الأكبر من المتواطئين كان من 
الطبقات المهنية أو من الوجهاء الأدنى مكانة» ومن الطلبة وأبناء المدارس 
وأمثالهمء وكان بينهم (خارج البلدان ١‏ الأسسرية انيه من اتفال 
الشباب أقل مما كان في الحركة الكاربونارية في ذروة نشاطها. 


بالإضافة إلى ذلك» استمر اليسار الأوروبي والأمريكي بأكمله إلى 
حد ماء في محاربة الأعداء أنفسهم» والاشتراك في التطلعات نفسهاء 
وفي برنامج واحد. وجاء في 'إعلان المبادئ" الخاص بالديمقراطيين 
المنآحين (الذين كانوا يضمون مواطنين أصليين من بريطانيا العظمى. 
وفرنساء واألمانياء واسكندنافياء وبولنداء وإيطالياء وسويسراء 





(24) إه كسرم1 عأمطء مم 01 311/0168 «واعاع18 عامط بمسحقطوطه1] مم3 عتوع 
5عأذةطعمة]/18 :عاوعطعصةك) كعاللتللعن) 2011 لاه 191 عط1 وز كا تعس حملة أواعور 
أ© 5عأؤ1له1ه50 وع106 5عط” ,عمتيواه/؟ .ا 171-172 ,(1959 رووع؟2 بإازوم المل] 
-10 .صرح ,(1954) 11 .1ن رع تمائفل 0 ”ركع نتهع5 30016165 5و1[ قطهل 65 )5 1 نا سملم 
وله 1ئك|8 عاكنتعاتام تنام [0 كءأ"مع 1 بوصنم ناب ورمع 1 ,اعماام5 عتتتد8 مهلخ مه ,37 
لقاع ملآ تسسات عونم /67ل2) 594 .0م بوععمعله5 لهه5 عط مز ومع 5101 وتطصسسله6 


165-11-6 .مط ,(1957 رقوه2 


230 


وهنغارياء وبلدان أخرى): "إننا نشجب» ونفند» ونندد بجميع أنواع 
اللامساواة والامتيازات الإرثية الثابتة. ومن هذا المنطلق» فإننا نعتبر 
الملوك» والأرستقراطيين» والطبقات التي تحتكر الامتيازات لمجرد 
حيازتها للأملاك فى عداد المغتصبين. وتتمثل عنتلقنا 'السناضية :فين 
0 ال نان سعوناف يضفي الدههه باكنجله وتكون مسسؤول 

5ن . ولم يكن أمام الراديكالبين والثوريين إلا أن يوافقوا عل ذلك: 
الح و ل بحرية الحركة» ولكن من 
دون أن تتمتع بامتيازات سياسية (كما كان الحال في دساتير الفترة بين 
العامين 1830 و1832 التي جعلت التصويت رهناً بحالة التملك)» 
والاشتراكى اليو شعي إل تاميعهاء:ولا شق في أن :الأمور 
ستبلغ (كما حدث مع الميثاقيين في بريطانيا) منعطفاً يبدأ فيه جميع الحلفاء 
السابقين الذين وقفوا ضد الملك والأرستقراطيين وأصحاب الامتيازات» 
الانتقضاض بعضهم على بعض » ويتحول الصراع بعد ذلك إلى مواجهة 
بين البورجوازيين والعمال. ولكن الآمور لم تصل إلى هذا الحد في أي 
مكان آخر قبل العام 1848. فلم تكن في صفوف الحكومة آنذاك» 
بصورة رسمية» إلا البورجوازية الكبرى في عدد قليل من البلدان. بل 
إن أكثر الشيوعيين البروليتاريين وعياً كانوا يعتبرون أنفسهم ويتصرفون 
بوصفهم الجناح البساري المتطرف في الحركة الراديكالية الديمقراطية 
العامة» وكانوا يعتبرون إنجازات الجمهورية "البورجوازية ‏ 
الديمقراطية " خطوة تمهيدية لا يمكن الاستغناء عنها لتحقق الاشتراكية 
مزيداً من التقدم. وصحيح أن البيان الشيوعي الذي وضعه ماركس 
وإنغلز كان إعلاناً بالحرب المقبلة مع البورجوازية» إلا أنه كان» في 
الوقت نفسهء إعلاناً بالتحالف الراهن معهاء على الأقل في ألمانيا. بل 
إن اللطيقة الوسظن الآألمائية الأككر تقدما المفلة في :1 كا عي 


(25) كعم ومتعانه17 و8 بممدائع .1787 لح لصة عاه0 لجدره]8 كداعدهآ عع 1م 
2 .م ,(1951 بمفللتمعة]/! تصسملهم.آ) 1789-1875 ,كاسع م70[ اعماءى ,كاترعتجعده اا 


251 


الر اينلاند» طلبت من ماركس أن يحرر صحيفتها الراديكالية مبعاز 
68 01ن 181:61 عام 1848 فقبل أن يحررها لا بوصفها بوقاً 
للشيوعية» بل باعتباره هو الناطق بلسان الراديكالية الألمانية وزعيمها. 


إن اليسار الأوروبي تجاوز مجرد الاشتراك في النظر إلى الأوضاع 
من زاوية واحدة إلى وضع صورة مشتركة لمسيرة الثورة» بناءً على ما 
جرى عام 41789 مع إضافة لمسات له من العام 1830. فسوف تنشأ في 
تفديرهم أزمة في الشؤون العامة للدولة» وتؤدي» في وقت لاحقء إلى 
قيام التمرد. وقد تبددت» بصورة متزايدة» مصداقية الفكرة الكاربونارية 
الداعية إلى قيام النخبة بانقلاب أو تمرد» من دون أن يؤخذ بالاعتبار 
المناخ السياسي أو الاقتصادي (وم تثبت هذه الفكرة إلا في البلدان 
الأيبيرية» بعد الفشل الذريع الذي منيت به عدة محاولات من هذا النوع 
في إيطالياء كما حدث بين العامين 1833 و1834» والعامين 1841 
و1845 على سبيل المثال؛ أو في المحاولات الانقلابية التي قام بها لويس 
نابليون ابن شقيق نابليون عام 1836). وستقام بعد ذلك المتاريس في 
العاصمةء وسيتوجه الثوار إلى القصرء والبرلمان أو (فى حالة المتطرفين 
الائرة يذكرون عام 1792) إلى مبنى البلدية» ويرفعون أي علم مثلث 
الألوان يكون في متناولهم. ويعلنون الجمهورية. ويؤلفون حكومة 
انتقالية. عندئذٍ» تتقبل البلاد الحكم الجديد (وكان ثمة قبول عام بالأهمية 
الحاسمة للعواصم. على الرغم من أن الحكومات لم تشرع بإعادة 
تخطيطها إلا بعد العام 8 لسهيل عمليات تصدي الحنود للثوريين). 


وسيصار عند ذلك إلى تنظيم حرس وطني من المواطنين المسلحين» 
وستجري انتخابات ديمقراطية لجمعية تأسيسية» وستصبح الحكومة 
الانتقالية حكومة دائمة» كما سيصبح الدستور الجديد نافذ المفعول. 
وبعد ذلك» سيبدأ نظام الحكم الجديد بتقديم العون الأخوي للثورات 
الأخرى التي ستكون بالتأكيد قد اندلعت فى تلك الأثنا وسيكون ما 
يحدث بعد ذلك من مهمات ما بعد الثورة. وتقدم الأحداث التي جرت 


252 


في فرنسا بين العامين 1792 و1799 نماذج حية لما يتعين عمله أو 
تحاشيه. وقد تركز الاهتمام في أذهان أغلب اليعاقبة في أوساط الثوريين 
على حماية الثورة والدفاع عنها ضد القوى المحلية أو الأجنبية المعادية 
للثورة. ويمكنء عل العموة» القول إن السياسي الأكثر ميلا إلى اليسار 
هو الأكثر ميلا إلى المبدأ اليعقوبي الداعي إلى المركزية والسلطة التنفيذية 
المتشددة مقابل مبادئ الجيرونديين حول الفيدرالية» واللامركزية أو 
الفصل بين السلطات. 


وعاعاز هده النظرة المتشركة النؤغة الآمية التقليدية القوية الت 
انعيربب حكن فق أزساط الفوسية الذز: زتغيوا الول الخلقاى ورعادة 
أية دولة؛ أي ريطا أو العاصمة باريس. إن قضية جميع الشكوت 
واحدة» حتى لو صرفنا النظر عن حقيقة واضحة مؤداها أن تحرير أكثر 
الدول الأوروبية يعني. ضمنتاء هزيمة الملكيات القيصرية. وفي إطار 
الإخاء الأمى» ستندثر التحيزات والأهواء الوطنية (التى "استغلتها 
السلطات في جميع العصور لقمع الشعوب". كما كان يعتقد 
الديمقراطيون المتآخون). ولم تتوقف المحاولات الرامية إلى إقامة الهيئات 
والمنظمات الثورية الأممية» من "أوروبا الفتاة" التي أسسها مازيني 
لمواجهة الدويلات الكاربونارية ‏ الماسونية القديمة. إلى 'الرابطة 
الديمقراطية لتوحيد جميع البلدان" عام 7. وفي أوساط الحركات 
القومية» كانت أهمية هذه النزعة الأممية آخذة بالتناقص مع حصول هذه 
الدول على استقلالهاء فى الوقت الذي تبين فيه أن العلاقات بين 
الشعوب لم تكن تتسم بالإخاء كما كان مفترضاً من قبل. وقد تزايدت 
قوة النزعة الأممية في الحركات الاجتماعية ‏ الثورية التى تبنت التوجه 
البروليتاري وعدت "الآغية *».يوضفها تظيماً وتشيداء جرءا لا هرا 

من الحركات الاشتراكية في وقت لاحق من القرن التاسع عشر. 


كان النفي من العوامل العرضية التي عززت النزعة الأممية بين 
العامين 1830 و1848. فقد كان أغلب المناضلين السياسيين في اليسار 


223 


الأوروبي من المغتربين ممن تجمعوا باعتبارهع لاجئين أو طالبي لجوء على 
مدى عدة عقود في أماكن قليلة نسبياًء منها: فرنسا وسويسراء وإلى 
حد أقل» بريطانيا وبلجيكا (وكانت الأمريكتان بعيدتين جداً عن 
الراغبين في الهجرة السياسية المؤقتة» على على الرغم من انجذاب بعضهم 
إليهما). وكان القطاع الأكبر من هؤلاء المنفيين يتألف من المهاجرين 
البولنديين الذين شرام مم إثر هزيمة العام 31 عا 
عددهم بين خمسة آلاف وستة آلاف*؛ ثم من الإيطاليين والألمان 
«الذين تزايدت أعدادهم بفعل موجات كبيرة من المهاجرين غير 
الستامسين أن الجماعات المحلية المستقرة خارج أوطانها في بلدان 
أخرى). ويحلول الأربعينات من القرن ابيع عشرء كانت جماعات من 
المثقفين الروس الأثرياء قد تشربت الأفكار الثورية خلال جولاتها 
الدراسية في الخارج» أو سعيها للعيش في أجواء أكثر أماناً من البيئة 
التي جمعت في عهد نيكولا الأول (1 ههاهطه8/1) بين الخوازيق والزنازين 
كما اقدر"الطلبة والتعدية الأثرياء الزافدوق من التلدان الصتغير: أو 
التخلفة في المدينتين اللتين كانت كل منهما مركزاً للإشعاع الثقافي 
لشرقي اونما وأمريكا اللاتينية والشرق: باريس» وبعدها بعلة 
أشواط» فيينا 


وفي مراكز اللجوء هذه. كان المهاجرون ينظمون أنفسهمء 
ويتنافسون. ويتخاصمونء ويتزاورون». وبندد بعضهم بعص »؛ 
ويخططون لتحرير أوطانهم أو بلدان أخرى. وأصبح البولنديون» وإلى 
حد أقل» الإيطاليون (وكان منهم غاريبالدي (ن4 له طنمو0) الذي حارب 
فى المنفى من أجل تحرير عدد من بلدان أمريكا اللائينية)» يمثلون 
2 الآمية اللمياضلين الكوريين.. وكانت كل الاتتفافنات وحروت 
التحرير التي شهلتها الفترة بين العامين 1831 و1871 منقوصة مالم 





(26) 205 لصه 1905 عطا طذ لصهاه5 حصمة سمه وتصسط" ,ناموط .3 
48 .م ,(1952-1953) 701.6 ,ععتوي اك «مأامابممط ”رمع كمع © 


254 


تعززها فرق من الخبراء العسكريين أو المحاربين البولنديين. ويصدق 
ذلك كما يرى البعض - على التمرد المسلح الوحيد في بريطانيا خلال 
المرحلة الميثاقية عام 9ه ولم يقتصر الأمر على البولنديين» فإن مغتربا 
5506 م بتحرير الشعوب هو هارو هارينغ (عصتضوآ] منة1]) 
الدانماركي الأصل (كما كان يزعم)» حارب على التوالي من أجل 
اليونان (1821)» وبولندا (21831-1830)» وانضم تحت زعامة مازيني إل 
صفوف '"ألانيا الفتاة" و"إيطاليا الفتاة". ثم "اسكندنافيا الفتاة' 
المشبوهة» ثم عبر المحيط للنضال من أجل ولايات متحدة في أمريكا 
اللاتينية» قبل أن يعود للمشاركة في ثورة العام 1848. فل عر ف 
كلك الأتباء اعمال" مزل عناوين مكل ١‏ "الشعوب" ا و"قطزاس من 
الدم ' ونوا" كلماتت إنطان "اي" نصاتلدسسن كاضر مكدرو 330 


لقد جمع هؤلاء المغتربين والمترحلين مصيرٌ مشترك ومثال أعلى 
مشترك» وعانى أكثرهم مشكلات الفقر والمطاردة البوليسية نفسهاء 
والمراسلات غير المشروعة» والتجسسء» ودسائس العملاء المحرضين 
المنتشرين فى كل مكان. وكانت الملكيات المطلقة في الثلاثينات 
والأريغينات من القزن الفاسنع عقر كنأنها شأن الفاشية بعد ذلك في 
الثلاثينات هن القرن العشريت* بارغة فى الربط نين أعداتها المشتركين. 
زمكلها "كان اطال مش تقض ترون الزماة "نان السيوغية» الى وعزرت 
بتقديم التفسيرات والحلول للأزمة الاجتماعية في ا اجتذبت 
المناضلين وذوي الفضول الثقافي إلى عاصمتها باريس» فأضافت بذلك 
ولستل كن القرياك للشو ادن الف اك الور" وذ انفضا 
الفرنسيات» لما كانت الحياة تستحق العيش " معل 3 نز أشنتو أطها كنه3/1) 


(27) كان من سوء حظه أنه استعدى ماركس» الذي ألحق به العار على مر الزمان 
عندما خصص له جانباً من موهبته وقدرته على التشنيع المقذع في عظماء في المنفى» انظر: 
ب#إتعلا أسذ بصقالة اممكا نصذ ”ركلتدظ كعل ععصمعدك8 معووم0 علط“ مك8 اتفكز 


.292-298 .مم ,8 .01؟ ,(1960 رعهاك لا عتعت٠طا‏ تسمتائعظ) معلا[ .دامودظا أعنملء 11 


2235 





لهل ركع ]عو 0290 وفي مراكز اللجوء والهجرة هذه. شكل المهاجرون 
جاعات من المتقبين الوافذين» :والدائمين فى أغلي الأحيان) #خطط 
لتحرير الجنس البشري. و يكونوا بحبود بعضهم بعضاً أو يتفقون فيما 
بينهم على الدوام. أو يعترفون بأن مصيراً واحداً ينتظرهم. لقد كانوا 
منكون أنفسهم عا وينتظرون الثورة الأوروبية التي اندلعت 
وأخفقت ‏ عام 1848. 





)228 عأ اعلء 1 هلط أسغر *,1847 طعمو ةر 9 ,ذاعدكنم8 طذأ عصدكل8 م واأمووط“» 
.701 تعره 17آ لم1ءء[01©) :واع ودر 


256 





الفصل السابع 
القومية 


"لكل شعب رسالة خاصة» هي أن يسهم في تحقيق الرسالة 
العامة للإنسانية. وهذه الرسالة هى التى تكون قومية الشعب. 
والقومية مقدسة ". 


'قانون الإخاء" لدى "أوروبا الفتاة" » 1834. 


"سيأ يوم. .. تقف فيه جرمانياء بكل مهابتهاء على المنصة 
البرونزية التي تمثل الخرية والعدالة» وهي تحمل في إحدى يديها 
شعلة التنوير التي ستنشر أشعة الحضارة في أقصى أقاصي 
المعمورةء وتحمل في الأخرى ميزان الحكم بين الناس. وسيُهرع 
إليها الناس لتسوية ما بينهم من منازعات؛ وهم أنفسهم الناس 
الذين يؤكدون لنا الآن أن القوة هي الحق» وهم الذين يركلوننا 
بأحذية الاحتقار والازدراء". 


من خطبة ألقاها سيبنفايفر (16111615م516662) في مهرجان هامباخ 
2. 


2537 


























1 


بعد العام 1830 وقع الانشقاق» كما رأيناء في الحركة الثورية 
الحركات القومية الواعية لذاتهاء اهتماماً خاصاً.. 


إن أبرز ما يمثل هذا التطور الحركات المسماة "الفتاة" التى أسسها 
أو أثر فيها جيوسيبي مازيني بعد ثورة 1830». ومنها: "إيطاليا الفتاة"؛ 
و"تؤلنذا الفناة" > ىو"سويس را الفتكاة؟* 4و" لمانا الفعاة* و "فودننا 
الفتأة'" (1836-1831)» ومثلهاء فى الأربعينات من ذلك القرن» 
“إبرلنا" الفعاة" > وهى يعداية الشلنت للشتظمة الكورية الوتفينة الثانممة 
التي قافت'عل غرار البناذج التنائعة في مظلم القرق:الابيع مهن 
للأخويات التضامنية» وهي منظمة 'الفينانيين" أو "الأحوية الإيرلندية 
الجمهورية". التي عرفت على نطاق أوسع باسم ذراعها التنفيذي» وهو 
'الجيش الجمهوري الإيرلندي". ولم تكن هذه الحركات مهمة بحد 
ذاتها؟ فقد كان مجرد ارتباطها بمازيني كافيا لإصابتها بالعجز التام وعدم 
الفاعلية. أما من الوجهة الرمزية» فقد كان لها أهمية بالغة؛ ذلك أنها 
تشير إلى تبني هذا الشعار في مرحلة لاحقة من جانب حركات قومية 
أخرى مثل "التشيك الفتاة" و“تركيا القتاة". كما أنها تمثل دليلاً على 
تفكك الحركة الثورية الأوروبية إلى مسارات قومية منفصلة. ولا غرو في 
أن تمائلت البرامج والاستراتيجيات والخنطوات التنفيذية لجميع هذه 
المساوابد ملم الكرانينت أيقييا الأعلام التي رفعتها وكانت في جميع 
الحالات تقريباً تشتمل» بشكل من الأشكالء على ثلاثة ألوان. ولم يكن 
أعضاؤها يرون أن ثمة تناقضاً بين مطالبهم ومطالب أية حركة قومية 
أخرى» بل إغهم آمنوا بالإخاء والتآخي فيما بينهاء وبقدرتها جميعاً على 
تحرير نفسها في وقت واحد. ومن جهة أخرىء كانت كل منها تميل إلى 
تبرير اهتمامها بشعبها وأمتها في المقام الأول بأن تتبنى دور المخلص 
المنقذ لجميع الشعوب على السواء. فمن إيطاليا (بالنسبة إلى مازيني)» 


258 





0 


وبولندا (فى نظر ميكييفيتش (75162هءاء841)) » ستبدأ دروب الحرية 
لجميع شعوب الأرض. واللافت أن السياسات المحافظة» بل الإمبريالية 
الاستعمارية» قد سلكت هذا النهج نفسه؛ ويتجلى ذلك فى إعلاء 
السلافيين الروس من شأن "روسيا المقدسة " » أو موقتف المؤمنين بروما 
الثالثة» والألمان الذين أسهبوا في إبلاغ شعوب العالم في وقت لاحق أن 
الروح الألمانية ستقدم لها العلاج الناجح. والواقع أن هذا الالتباس 58 
مفهوم القومية يعود في أصوله إلى الثورة الفرنسية؛ ففي تلك الأيام, 
كانت ثمة ثورة عظيمة واحدة» ودولة ثورية واحدة» ومنطلق واحد 
لجميع الثورات» ومحرك حوري وحيد لحركات التحرير في العام أجمع. 
وكان الاستهداء بباريس أمرأ عقلانيا صائباً. أما الاسترشاد الملتيس بما 
يدور في إيطالياء أو بولنداء أو ألمانيا (على أيدي حفنة من المهاجرين 
المتضامنين)»؛ فلم يكن يعني الكثير إلا للإيطاليين»ء والبولنديين» 
والألمان. 


ولو كان الدور الثوري وقفاً على العضوية في تلك الأخويات 
القومية ‏ الثورية» لما كانت تستحق المزيد من الاهتمام. غير أنها 
انعكست في ظهور قوى أكثر نفوذاً وقدرة كانت تتبلور في الوعي 
وكانت الظاهرة الأكثر قوة من الناحية المباشرة تتمثل فى سخط ملاك 
الأراضي الصغار أو الوجهاء» وبزوغ طبقة وسطى أو شريحة دنيا من 
طبقة وسطى وطنية فى العديد من الدول» وكان الناطق بلسان هاتين 
الفتتين هم المثقفون المهنيون في أكثر الأحيان. 


وربما تبدى الدور الثوري للوجهاء الصغار في أجلى صورة في 
بولندا وهنغاريا. فقد ارتأى كبار الملاك في هذين البلدين منذ زمن بعيد 
أن يتصا حوا مع الحكم المطلق ومع السيطرة الأجنبية. وكان الأساطين 
الهنغاريون من الكاثوليك على العموم» وقد ترسخت مكانتهم في الحياة 
العامة بوصفهم من أعمدة البلاط في مجتمع فييناء ولم ينضم إلى ثورة 


259 
































8 إلا قلة قليلة منهم. وقد نفخت الأيام المجيدة الماضية روحاً ثوريةً 
حتى فى أصحاب الال والمكانة. غير أن الأكثر نفوذاً بين الأحزاب شبه 
القومية .وهو مع القيضرين الذي عذا تسمل الآن من “أوتيل. لاير" 
في باريس» كان دائماً يميل إلى التحالف مع روسياء ويفضل العمل 
الدبلوفاسى عل التوزة وكان التتسبون إلى هيده الشركات» حمق الوجهة 
الاقتصادية» من الأثرياء القادرين على نيل متطلباتهم» مع الاقتصاد في 
الإنفاق» وحتى على الاستثمار بصورة كافية في تحسين أراضيهم 
الزراعية للانتفاع إذا شاؤوا من التوسع الاقتصادي في تلك الفترة. وقد 
قام الكونت زيشيني (الادعطه2)526» وهو واحد من الليبراليين المعتدلين 
من هذه الطبقة ومن دعاة النمو الاقتصادي. بتقديم دخل عام كامل» 
هو نحو ستين ألف فلورين» للأكاديمية الهنغارية الجديدة للعلوم. وليس 
ثمة ما يشير إلى أن مستوى المعيشة لديه قد تضرر جراء هذا التبرع 
الكريم. ومن جهة أخرى» فإن العديد من الوجهاء الذين لم يكن 
لديهم» باستثناء مولدهم» ما يميزهم عن المزارعين الفقراء الآخرين 
(وكان ثمْن السكان في هنغاريا يدّعون لأنفسهم مكانة الوجهاء) كانوا 
يفتقرون إلى مال يستثمرونه ليزيدوا أرباحهم. وإلى الرغبة في منافسة 
الألمان واليهود للحصول على ثروة الطبقة الوسطى. وإذا لم يكن بوسعهم 
أن يعيشوا معيشة لائقة جراء ما يتقاضونه من أجور. وحيث إنهم 
حرموا من الجندية» فإنهم يستطيعونء إذا توفرت لديهم الرغبة والعلم 
أن يمارسوا المهن القانونية» والإدارية» أو أن يتولوا الوظائف الثقافية» 
ولكن خارج الأنشطة التي يحتكرها البورجوازيون. لقد كان هؤلاء 
الوجهاء هم القلعة الحصينة لمعارضة الحكم المطلق. وللغرباء وحكم 
أصحاب السلطة والنفوذ في بلداهم» ويتسترون» كما كانت الحال في 
هنغارياء وراء حائط مزدوج من الكالفينية وتنظيم المقاطعات» وكان 
طبيعياً أن تصب في التيار القومي مواقف المعارضة والسخط لدى هؤلاء 
الوجهاء وتطلعهم إلى مزيد من الوظائف والمناصب. 


ومن المفارقات أن النزعة القومية لدى طبقات أصحاب الأعمال 


2060 





المحلية كانت فى تلك الفترة أقل حدة مما كانت لدى الفئات الأخرى. 
ولاك أن محر و تعر انعا بهن كاف صب كمون د 
الميزات في دولتين مجزأتين مثل ألمانيا وإيطاليا. ولننظر إلى ما كان يتغنى 
به في تلك الأيام مق لف نشيد ألمانيا فوق الجميع 17667 0تته/طءكايهء12) 
(ووال4 : لحم الخنزير والمقصاتء. والأحذية وربطات الساقء 
والشرق» والسناموق» والقطن الفزول ع7 قن سقفت هذه 
العتاصر ما عجزت عن تحقيقه النزعة القومية» إذ خلفت نوغاً من 
الوحدة الوطنية الحقيقية من خلال الوحدة الجمركية. وعلى الرغم من 
ذلك. لم يكن ثمة دليل على أن أصحاب السفن على سبيل المثال» في 
جنوا (الذين قدموا فيما بعد الكثير من الدعم المالي لغاريبالدي)» كانوا 
يفضلون سوقا وطنية إيطالية على الازدهار التجاري الواسع الذي تحمله 
العجازة فلن عفوفن !التق المتوسط: وقد تعدمن .من هذا التصيق الثويات 
المتاعية والتسدارية لقانت ف تقاطيات معي افق الاميراطوريات 
الحامضة التهدةة القوميافي إلا ابا كاتف فى اعيافياء قفي عل 
تح واشنيح الأسواق العريضة المفيرحة أمامها آتذاك عل الأسواق 
الصغيرة التي ستنجم عن الاستقلال الوطني في المستقبل. ولم يسهم 
أقطاب الصناعة البولنديون» الذين فتحت أمامهم أبواب روسيا كلها 
على مصاريعهاء بأي دور ملموس في الحركة القومية البولندية حتى 
ذلك الحين. وعندما أعلن بالاكى (9تاء1ة5)» نيابة عن التشيكء أنه 
"لولم تكن النمسا موجودة» لتوجت خلقُها". فإنه لم يكن يدعو الملكية 
إلى مساندة شعبه ضد الألمان» بل كان يعبر عن تحليل اقتصادي سليم 
للقطاع الأكثر تقدما من الناحية الاقتصادية في إمبراطورية واسعة يغلب 
عليها التخلف في جميع النواحي الأخرى. وكانت المصالح الاقتصادية 
تتصدر المطامح القومية» كما هي الحال في بلجيكا حيث كانت جماعة 


(1) صمسفمصتاكه1] تمد *”بملع؟1أو2 عطعئايهد7آ معدا“ ,ردعطعاومعالهة! د76 سسمسمكله 


“عاط مبزعدة 1 ةاممتنا بمعطاعاوعع لله"1 1م 


261 










































































من الرواد الصناعيين تعتبر نفسهاء لأسباب مشكوك فيهاء مهضومة 
الحقوق في ظل سيطرة جماعات التجار الهولنديين التي قت بااعاء 
5. إلا أن هذه كانت حالة استثنائية. 


كان أبرز الداعين إلى قومية الطبقة في تلك المرحلة من الشرائح 
الدنيا والوسطى من المهنيين» والإداريين» والمثقفين» أي من الفئات 
اللنعلمة (وهم لا يمتازون» بالطبع عن طبقات أصحاب الأعمال 
التجارية» ولا سيما في البلدان المتخلفة.» حيث يكون مديرو العقارات» 
والكتاب العدول» والمحامون وأمثالهم هم الذين تتراكم لديهم الثروة 
من الأرياف). وبعبارة أدق» فإن طلائع الحركة القومية لدى الطبقة 
الوسطى قد خاضت المعركة وشقت طريقها وفقاً للخطوط التى حددت 
تقدام التعليع فى أوسباط. أعدادعقيرة من "الرجال الجدد» عن خلوا 
ميادين كانت» حتى ذلك الحين» من نصيب صفوة صغيرة. ويعتبر تقدم 
المدارس والجامعات مقياساً لتقدم التيار القومي» مثلما تعتبر المدارس» 
ولا سيما الجامعات. المراكز الواعية للدعوة القومية. وقد سبق النزاع 
بين ألمانيا والدانمارك حول شليزفيغ - هولشتين عام 21848 ثم عام 
4 ومهد له نزاع بين جامعتي كييل وكوبنهاغن حول القضية نفسها 
في الأربعينات من ذلك القرن. 


وكان التقدم مذهلاء مع أن عدد "المتعلمين" الإجمالي ظلّ قليلاً. 
لقل تعداعقت عله الداذنية فى مدارمن اللمديه الدكوية فى فرننا فين 
الفترة الواقعة بين العامين 1809 و1842» وتزايد بسرعة فائقة فى ظل 
ملكية تموز/ يوليوء إلا أنه ظل أقل من 19 ألفاً عام 1842 (وكان عدد 
من يتلقون التعليم الثانوي آنذاك نحو 70 ألفاً). . وعام 1850» كان في 
زوعينا تجو 20 الفا من تلؤامةة المذارمن القاتوية من أصتل عدد السكان 


)22 -1802) ععبم ل اه عقمونرمععد اتعدجرعبواععد '!] عل ععتماكلكى بللئء178/7 ومع نمع 


2 .5 ,(1921 بامنؤوط :وتيوط) (1920 


2062 





الإجمالي الذي بلغ ثمانية وستين مليون نسمة'» وكان عدد طلبة 
الجامعات أقل من ذلك بالطبعء مع أنه كان في تزايد. ويصعب أن 
ندرك أن شباب المعاهد الأكاديمية البروسية الذين هاجمتهم فكرة التحرر 
بعد العام 1805 لم يتجاوز عددهم ألفاً وحمسمئة طالب» وأن عدد 
الدارسين في " البوليتكنيك ' ٠‏ الذي كان من العوامل التي قوضت حكم 
اس البوربون بعد العام 1815» كان ألفا وخحمسمئة وواحدا وخمسين شابا 

في الفترة الواقعة بين العامين 1815 و1830» أي ما معدله مئة طالب في 
السئة. ولا يغرب عن البال» أن العدد الإجمالي لطلبة الجامعات في القارة 
الأوروبية بأكملهاء حتى في الجزر البريطانية غير الثورية» لم يكن في 
غمرة المد الثوري الطلابي عام 1848» يزيد على 40 ألفا. وقد ظلت 
هذه الأعداد في تزايد» وارتفعت في روسيا من 1700 عام 1825 إلى 
0 عام 1848. وحتى لو لم ترتفع» فإن التحولات التي طرأت على 
المجتمع والجامعات”” قد ولّدت فيها وعياً جديداً لذاتها بوصفها فئة 
اجتماعية. ل ل ل ا 
آلاف طالب؛ لأهم لم يقوموا بأي دور مستقل في الثورة . إلا أنه لا 


(3) أه عاأعطعة1آ تكتكة) عأصلاعم نالك مقلع اكل[اط رعلزعاءجمرآ عماعللا كتبامآ عاتتمظط 
.8 .ص ,(1872 بعاه 
(4) سعل كينت كاطع :"ءامنا وعاساءاء 0 دعل عاعتطعدء © بمعكلسوط طع ملعمل 
لدج كط كر أماءا اقلق دعل عاتمعكنتل ١0771‏ 7تعاق 1زكى نطلا عاسساء 5 10ل ار [عدايء(1 
...2 بأخطعتسعغطنا معطعوزومهل! صعل كته اطاعتدعاعت]1 “تع تعلصموع8 أذالآ ,.015؟ 2 ,ا «وسرععوء 0 
,2 .701 ,(1896-1897 ,.صطنه0) لمد غ7 بعاتماع.آ) .السك عامعااء بلاط عطعد ممصن .طنتوعع دنآ 
”,1815-1848 ,علوتصطععانرامم عامءة"! عل وعوغا8 5عط“ ,10قمسد»دط عسصتاعلةم اء ,703 .م 
.(1958) 5 .0[1/ ,عترته ممع نرم اء مدعل مدر ع تتماكاط ل منارعع1 
في الأربعينات من القرن التاسع عشر» كان العدد الإجمالي للطلبة الأللان والبلجيك في 
الفصل الدراسيء على المعدل» أربعة عشر ألف طالب. انظر: عذط“ ,لوعده© .2 
“نا 1 م11 طعدىأ متتو ععل جعلد زوم خلطلآ ععل عدكتم)لقطعء 2 معسوع2آ 
]1 376 .مم ,(1895) آلك[ .1أ0؟ عااعتنواى مس عتدصممعأةلعدمننمل! قل «رععةام تمل 
(5) انظر الفصل الخامس عشر من هذا الكتاب. 
(6) .015 2 ,1789-1889 تععمه 17 ينه “باع 61 ماك 71671و قود 1 ,هآ 5لتامآ - 


263 


































































































يمكن تجاهل هذا العدد من طلبة المعاهد الأكاديمية بحلول العام 1830. 


وبوسع النخب الصغيرة أن تعمل وتنشط من خلالها معرفتها 
بلغات أجنبية. وما إن تتسع الكوادر المتعلمة وتكبر بما فيه الكفاية» 
حتى تفرض اللغة القومية نفسها (ويتجلى ذلك في النضال من أجل 
إقرار اللغات المحلية فى الولايات الهندية منذ الأربعينات من القرن 
المشريق): من سنا فإن' اللمدظة العن بكي :نزيةا الميجنية والكدب 
المدرسية باللغة القومية» أو تستخدم فيها هذه اللغة بصورة رسمية للمرة 
الأولى» تشكل خطوة حاسمة في التطور الوطني. وقد اتحدت مثل هذه 
اللاطواك في وناطع رامن وروا بحلل «الدلاتيقانة .من القترن 
النافم دو وضكذا : وضعت أن انشكيت تطلال:ذللعه الفقد تواكين 
الأعمال التشكيلية في الفلك». والكيمياءء والأنثروبولوجياء وعلوم 
المعادن» والنبات. وكذلك كان الأمر فى رومانياء حيث ألفت الكتب 
الدوسية الأول واتلعة الزوماية لحل حل البزنانية كما عدون 
بالهنغارية عن اللاتينية بوصفها اللغة الرسمية في مجلس الشعب 
"الديبت" عام 1840» مع أن جامعة بودابست» التي يجري الإشراف 
عليها من فييناء لم تتخل عن المحاضرات باللاتينية إلا عام 1844 (مع أن 
الكفاح من أجل اعتماد الهنغارية لغةَ رسمية كان قد استمر بصورة 
متقطعة منذ العام 1790). وفيى زغرب. نشرت مجلة الغازيت 
الكرواتية (©1اء2ه0 امعنلهه:0)) (التي صدرت فيما بعد باسم الغازيت 
الإليرية الوطنية (©02611© لدعدمف:هلة مهة:111)) اعتبارا من العام 15ظ15 
في أول صياغة أدبية لما كان حتى ذلك الحين مجرد تجميع مركب لعدد 
من اللهجات المحلية. ومن الصعب قياس التغيير في البلدان التي كانت 
لها لغات رسمية آنذاك» وعلى الرغم من أن اللافت أن عدد الكتب 
الصادرة في ألمانيا بالألمانية (مقابل الكتب اللاتينية والفرنسية) أصبح 


1 11 .مم ,(1888-1894 ,متاه© .له :وموط) 


204 





اود برشي لأف ةي ا لاد 
ل 0 فى حدود أربعة آلاف عنوان. إلا أنه 
ارتفع عام 1841 إلى اثني عشر ألف) . 

وبالطبعء » كانت الأغلبية العظمى من الأوروبيين» وغير 
الأوروبيين» غير متعلمة. ولا يمكنناء » في واقع الأمرء أذ قي اانه 
الشعوب بأنها كانت متعلمة عام 1840» ما عدا الآلمان» والهولنديين» 
والأسكتديتاقينة:وتراطتن الولايات التحدة الأمريكة. وينكن أن 
نصف بعضاً منها بِالأمّيّة» مثل السلافيين الجنوبيين الذين لم تكن نسبة 
من يحسنون القراءة والكتابة بينهم عام 1847 تتجاور واحدا فن آلثة (بلن 
إن نسبة الدلماسيين الذين كانوا يجندون فى اليش النمساوي كانت» في 
وقث ادق + والحدا فى اللئة)» أو امثل: الرويين 'الذيق كانت نسية غير 
الأميين بينهم اثنين في المئة (1840). كما أن السكان فى بلدان عديدة 
أخرى كانوا شبه أميين مثل : الإسبان» والبرتغاليين (الذين كان لديهم 
ثمانية آلاف طفل فحسب في جميع المدارس بعد حرب شبه الجزيرة)» 
والإيطالين»: باستثناء أغل لومبارديا وبيدموتت. بل إن تسبة الآميين 
حتى في بريطانياء 0 وبلجيكاء 0 
عو لزع لياس ؛ الور يو 0 


(7) في مطلع القرن الثامن عشرء طبع أقل من 60 في المئة فقط من الكتب المنشورة 
فى ألمانيا باللغة الألمانية؛ وارتفعت هذه النسبة بصورة مطردة منذئظٍ. انظر: ,دءةاناهط 
بره او عستمتا وعايسء؟5 سب معتأءعوبعط2 عرعل ينه كقطعةمعتصله ترعاسراعاء © كعل مقع نعوه 0 

690-691 .مم ,2 .701 بابومضعوء0 “بج حلط دوع الماء1 ةل دعل عانمعكلا ل ترمد 

(8) اه] لمعده© .ل كل مولا .وجكآ1 ,دترم لد كك اسسامماى بعل عب معارة سمل 


لع لسقططعه8 اعة ,(1898-1901 ,تعطعئاط .© نممع[) .بخ .اتقععمنآ اعتاعصة0 .2 ,[.له 


)29 .4 .م ,ءأصلاءم ناك قاعم ماك لاط بعلإعاء هآ 


2065 




























































































بالمعنى الحديث للمصطلح كانت تياراً جماهيرياً قوياً إلا فى البلدان التى 
طالتها الثورة المزردوجة وهى : فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وكذلك 
في إيرلندا بحكم تبعيتها الاقتصادية والسياسية لبريطانيا. 


إن ربط القومية بالطبقة الوسطى المتعلمة لا يعني أن جمهرة 
الروس» على سبيل المثال» لم تكن تعتبر نفسها روسية إذا واجهت قوى 
أو فئات مغايرة لها. غير أن مقياس القومية بالنسبة للجماهير» بصورة 
عامة» كان يكمن في الدين؛ إذا كان الإسبان يعرفون بأنهم كاثوليك» 
والروس أرثوذكس. ومع ذلكء. وعلى الرغم من أن يا ينا 
الشعوب أصبحت أكثر توتراء فإنها ظلت نادرة الوقوع. ولم تكن أنواع 

من الشعور القومي غريبة ة تماماً عن الأغلبية العظمى من ماهير الناس» 
مثل الإيطالبين» التي لم تكن تتكلم اللغة الوطنية الأدبية» بل اللهجات 
المحلية التي كان يصعب التفاهم بها بين جماعة وأخرى. . وحتى في 
لمانياء فإن الأساطير التي تتحدث عن حب الوطن كانت تعاني التشديد 
على درجة الشعور الوطنى ضد نابليون. وكان لفرنسا شعبية بالغة غربي 
الام له لعا بن ايد الذين استخدمتهم على نطاق واسه9". 
وكان بوسع السكان المتعلقين بالبابا أو الإمبراطورية أن يعبروا عن 
عضبهمٍ على الأعداء» الذين كانوا فرنسيين» غير أن ذلك لم يتضمن 
إحساساً بالوعي الوطني» ٠‏ ناهيك عن الرغبة في إقامة دولة قومية. 
وعلاوة على ذلك» فإن ارتباط النزعة القومية بالطبقة الوسطى والوجهاء 
كان يثير المخاوف في نفوس الفقراء. فقد حاول الثوريون الراديكاليون 
البولنديون» مثلما فعل الكاربوناريون والمتآمرون الآخرون في جنوب 
إيطالياء بحماس استمالة الفلاحين وحشدهم عن طريق التعهد بإجراء 
الإصلاح الزراعي. وكان إخفاقهم في هذا المجال كاملا تقريباً. وعام 


(10) عوصدممورتآ حدم عاطاعتطءدعممءع516 عطعدتقم معد ,طسسعطعه]17 مسلعط لتكلا 
5] بأععه7 ./71ا .نل .1 عأدماعآ) ألمت عرعقم7آ كنله قلط مععصرط لماوع وعطء استطاعلا0/؟ 
.807-08 بجع ,1839 ,قلاع اكع ل 17 دمل «ع1لمااء2 عه2 :1-2 ,387 .701 ,([.ق 


266 





6 عارض الفلاحون في غاليقيا الثوريين البولنديين على الرغم من 


أن هؤلاء الثوريين قد ألغوا نظام الرق» وآثر الفلاحون أن يضعوا ثقتهم 
في موظفي الإمبراطور الرسميين. 


إن اقتلاع الشعوب من جذورهاء وهو الذي قد يكون الظاهرة 
الأكثر أهمية في القرن التاسع عشرء كان يعني انقراض هذه الروح 
التواينية الحلية القديية السويقة العون غين أن اناس اقفن أككن أرعياء 
العالم حتى العشرينات من القرن التاسع عشر لم يكونوا بهاجرون من 
بلدانهم أو إلى بلدان أخرىء إلا عندما يرغمهم على ذلك الجيش أو 
الجوع. أو في حالة الجماعات المهاجرة» تقليدياء مثل الفلاحين 
المهاجرين من وسط فرنسا ممن درجوا على العمل فى مجالات الإنشاءات 
الوسمية في الشمال؛ ألبالغناين اتشرفيين الكلان الخواليق: ول يكن 
الاقتلاع يعني الوّطان أو الحنين إلى البلد الأصلي الذي أصبح المرض 
النفسي الشائع في القرن التاسع عشر (وعبرت عن أَغانٍ عاطفية شعبية 
لا حصر لها). بل كان يعني شعوراً مرضياً أكثر حدة» ووجعاً في 
القلت: اعحيفة: الأطباء اتلهرة الأول ف اوساط السريسريةة الرترقه 
القدامئ فى بلذاة احسة وس مف السعد قن :تروت التورية بولا 
ميقا :فى أشاط البويطافيق. .ركان الاتعداب والفقلى ايقانات الشعاك 
الناقة .من القوة بيخييف عجر إحدذى اللقادمات الاستوثيات الخدمة الممتازة 
لدى مخدوميها في سكسونياء حيث تتمتع بالحرية» وتعود إلى حياة 
السخرة والرق فى موطنها الأصلى. وقد تزايدت موجات الهجرة» التى 
برزت في أجلى مظاهرها بالهجرة إلى الولايات المتحدة» وتعاظمت؛ 
بصورة خاصةء اعتباراً من العشرينات» مع أنها لم تبلغ أعلى مستوياتها 


إلا في الأربعينات من القرن التاسع عشرء عندما عبر شمال الأطلسي 


نحو ثلاثة أرباع المليون من المهاجرين (مما يعادل ثلاثة أضعاف العدد في 
الثلاثينات). وعلى الرغم من ذلك» كانت ألمانيا هي مصدر الهجرة 
الرئيسي الأول بعد الجزر البريطانية» وظلت ترسل أبناءها الفلاحين 
المستوطنين إلى شرق أوروبا وأمريكاء والحرفيين الفنيين الجوالين عبر 


267 



























































































































































القارة الأوروبية» والمرتزقة إلى كل مكان آخر. 


وبوسعناء في الواقع» أن نتحدث عن حركة وطنية منظمة 
متماسكة واحدة كانت قبل العام 1848 تعتمد على الجماهيرء وتتمتع 
بميزة كبرى هي التماهي مع الكنيسة . وهي أقورى المؤسسات وأكثرها 
حفاظاً على التقاليد. وقد تمثل هذا التيار في ' حركة الإلغاء الي رلندية ' 
يزعامة دانيال أوكونل (لاعصصه:*0 اعنصة<1) (2)1847-1785 وهو محام 
غوغائي مفوّه وفلاح أصلي» وهو الوحيد» حتى العام 1848. من القادة 
الشعبيين القادرين على استهواء الجماهير المتخلفة وإيقاظ الوعي السياسي 
في أوساطهاء ولا يضاهيه في ذلك إلا إيرلندي أحن هو فيرعوين 
أوكتوتوز (0”00201 5نا16318) (21855-1794. الذي كان يرمز إلى 
الميثاقيين في بريطانياء وربما لويس كوسوث (5]ناؤووه>1 5زناه.آ) 
(1894-1802) الذي كان قد حظي بقدر من الاحترام في أوساط 
الجماهير قبل ثورة 1848» مع أن سمعته خلال الأربعينات من ذلك 
القرن كانت ترتكز على دوره باعتباره زعيماً للوجهاء. وقد أسبغ عليه 
المؤرخون القوميون من التكريم في وقت لاحق ما يصعب معه تقدير 
نشاطه المبكر بصورة واضحة. وقد نالت "الرابطة الكاثوليكية" التي 
أسسها أوكونورء المساندة الجماهيرية ودعم رجال الدين ‏ الذي لم يكن 
مبرراً هاما خلال الكفاح الناجح من أجل تحقيق "الانعتاق 
الكاثوليكي " (1829). :و1 يكن هذا مرسطاً بأيةصوزة بالوجهاء»: الذين 
كانواء على أية حال» من الانجليز الإيرلنديين البروتستانت. ولقد كانت 
حركة من الفلاحين» ومن عناصر الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى 
التي كانت آنذاك في تلك الجزيرة المعوزة. وقد انتقل "المحرر" إلى دفة 
القاد عل أكناف مويه ا كددع القركات! العامة ع النووة الوراعيةة 
وف الناعه الرقيسى الملدراة: للسناة السيانيية الأبراتدية كاذل هذا 
القرن المفزع» وقد تُظمت عل هيئة جمعيات إرهابية سرية أسهمت» 
بدورهاء في إخفاء المرونة والانفتاح على العقلية التقليدية الضيقة في 
الحياة الإيرلندية. إلا أن أوكونور لم يكن بهدف إلى الثورة ولا إلى 


2068 





الاستقلال الوطني» بل إلى استقلال ذاتي معتدل للطبقة الوسطى عن 
طريق الاتفاق أو التفاوض مع حزب الويغ/ الأحرار البريطاني. والحقيقة 
إنه لم يكن قومياً في نظرته» ولا ثورياً فلاحياًء دل كان اغيما معدلا 
يطالب بالحكم الذاتي وفقاً لا تتطلع إليه الطبقة الوسطى. بل إن النقد 
الأساسي الممرّر الذي أنحى به القوميون الإيرلنديون في وقت لااحق 
عليه (وعلى غرار النقد الذي وجهه القوميون الهنود على نحو أكثر حدة 
إلى غاندي (نطقصة6) الذي يحتل مكانة مماثلة في تاريخ بلاده) هو أنه 
كان قادراً على إثارة إيرلندا برمتها ضد البريطانيين» ولكنه رفض ذلك 
عن سابق تدبير. غير أن ذلك لا يبدل شيئاً في حقيقة أن الحركة التي 
تزعمها كانت تتمتع بمساندة جماهيرية حقيقية من الشعب الإيزلندي. - 


11 


ظهرت» خارج نطاق العالم البورجوازي الحديث». حركات تمرد 
شعبي على الحكم الأجنيي (الذي يعني في هذه الحالة حكماً من جانب 
دين مختلف لا قومية ختلفة). وكانت هذه الحركات تمهد أحياناً ات 
وطنية لاحقة» وكان منها حركات التمرد على الإمبراطورية التركية» 
وهل الووس فى 'القرقارم والطري عل للك البريطاي الذاشي داج 
الهند وعلى حدودها. ويجدر بنا أن لا نغالي في تأكيد الطابع القومي لهذه 
الحركات بالمعنى الحديث لهذا المفهوم. على الرغم من أنهاء خلافاً 
للحركات النخبوية في البلدان الأقل تغتياً بالبطولات» قد تكون في 
المناطق المتخلفة لمقاومة الحكم الأجنبي (أو حكم الكفار) حروباً شعبية 
حقيقيةً يشنها الفلاحون وأصحاب القطعان المكافحون المسلمون 
والجماعات العشائرية المنظمة بزعامة شيوخ القبائل وأبطال قطاع الطرق 
أو بوحي من تعاليم الدين. والواقع أن مقاومة المهاراتيين (وهم جماعة 
إقطاعية عسكرية هندوسية) والسيخ (وهم مجموعة دينية عسكرية) 
للبريطانيين فى الفترة بين العامين 1803 و1818 ومن 1845 إلى 1849 على 
التوالي تمت بصلة كبيرة للحركة القومية الهندية اللاحقة» كما أنها لم تولّد 


209 































































































































































































قوقع قويية مام 10 . وقد وجدت قبائل الفوقاز المتوحشة 
المشحونة بروح البطولة اللتعطشة لأخذ الثأر في طائفة "المريدين ' 
الطهرانية المسلمة. رابطاً مؤقتاً للوحدة فيما بينها ضد الغزاة الروس» 
وتوسمت في شامل (1871-1797) زعيماً قادراً على قيادتها. ولكننا لا 

ككر النوم عل آمة"مركازية وإجدف ل عل مبدرعة مر ليهات 
السكانية الجبلية في جمهوريات سوفياتية صغيرة ل 
والأرمن» الذين كوّنوا أما بالمعنى الحديث» في حركة شامل). كما أن 
البدو. الذين انتشرت بينهم دعوات طوائف دينية طهرانية مثل: الوهابية 
في شبه الجزيرة العربية» والسئوسية في ما أصبح يعرف الآن بليبياء 
حاربت في سبيل الله» ومن أجل العودة إلى حياة أكثر بساطة» مثلما 
حارب أصحاب قطعان المواشي غارات المغيرين» وفساد الضرائب» 
والباشوات والمدن. غير أن القرمية العربية التي نعرفها الآن هي وليدة 
القرن العشرين - وقد نشأت وترعرعت في المدن» لا فى مضارب 
البدو. 


إن حركات التمرد ضد الأتراك في البلقان» ولا سيما في أوساط 
السكان الحبليين الأقوياء الشكيمة في الشمال والغرب هي من النوع 
الذي لا يمكن تفسيره باستخدام مصطلحات حديثة لفهوم القومية» على 
الرغم من أن العديد من الشعراء والمقاتلين الشجعان ‏ وهم يمثلون 7 
واحدا في كثير مرخ الأحيان كما حي ذال فى الشعراء ب الحاربين 





(0) ظلت حركة السيخ نسيج وحدهاء إلى حد بعيد» حتى وقتنا الحاضر. فقد جعلت 
التقاليد النضالية للمقاومة الهندية في ماهاراشترا من هذه البقعة مركزاً مبكراً للقومية الهندية» 
وأنتجت بعضاً من أوائل القيادات ذات الصبغة التقليدية مثل ب. ج. تيلاك ؛ غير أن ذلك 
اتسم بطابع إقليمي في أحسن حالاته» ولم يتمتع بالسيطرة على الحركة. وقد تظهر اليوم بعض 
الحركات الشبيهة بالنزعة القومية الماهاراتية» غير أن قاعدتها الاجتماعية تتمثل فى مقاومة 
الطبقة العاملة العريضة والشرائح الدنيا من الطبقة الوسط الماهاراتية المستضعفة ضد الفئات 
الكوجيراتية التي حافظت على هيمنتها الاقتصادية» وإلى عهد قريب» اللغوية. 


200 





الأساقفة في مونتنيغرو ‏ يتغنون بأمجاد الأبطال شبه الوطنيين مثل 
سكاندنبيرغ الألباني» وبالمآسي التي حلت بالصربيين إثر هزيمتهم في 
معارك مغرقة في القدم على يد الأتراك. فلم يكن ثمة أمر أسهل من 
التمرد» عند الضرورة أو توفر الرغبة» على الإدارة المحلية» أو خوض 
معارك في أماكن نائية ضد الإمبراطورية التركية المتداعية. غير أن 
التخلف كان هو الصفة المشتركة التي تجمع سكان ما أصبح يعرف 
بيوغوسلافياء بمن فيهم من كانوا يعيشون في الإمبراطورية التركية. 
وكان مفهوم يوغوسلافيا نتيجة لتصورات المثقفين في هنغاريا ‏ النمساء 
ا خسيل لعمنان عار فد انما للد يوا اجن فل سافن أهانا 
مونتينيغرو الأرثوذكس الذين عرفوا بصعوبة المراس» ضد "الكفار" 
الكاثوليك الألبان» وكذلك "الكفار" من المسلمين البوزنيين السلافيين. 
كما ثار البوزنيون» وبينهم مسلمون كثرء ضد الأتراك بالجسارة نفسها 
التى قاتلوا بها ضد الصربيين الأرثوذكس في غابات سهول الدانوب» 
بل يداس أكبر ما حاربوا به "قدامى الصربيين" في مناطق الحدود 
الالسانة وو عات السيزكي كن مون اواك «اتبتعاتين الذين تأرو انك الغرن 
التاسع عشر بزعامة بلاك جورج (وع:مء6 عاعدا8) (1817-1760) تاجر 
الخنازير قاطع الطريقء إلا أن المرحلة الأولى من تمرده (1807-1804) لم 
تكن موجهة ضد السلطان» بل نيابة عنه ضد فساد الحكام المحليين. 
وليس في التاريخ خ المبكر للتمرد في المناطق الحبلية في غرب البلقان ما 
مشسير إلى أن السكان الحلين نه الصربيق: والآلبانة» واليودانيين 
وغيرهم لن يرضوا في أوائل القرن التاسع عشر بمقاطعة مستقلة ذاتياً لا 


(12) الجدير بالملاحظة أن النظام اليوغوسلافي [في الستينات من القرن العشرين] قد 
حطم ما كان يعرف بالدولة الصربية وقسمها إلى حمهوريات ووحدات من القوميات الفرعية 
في صربياء وبوسنياء ومونتينيغروء ومقدونياء وكوسوفو - ميتوهيدجا. وإذا أخذنا بالاعتبار 
المعايير اللغوية للقومية في القرن التأسع عشرء فإن أكثر هذه الوحدات تنتمي إلى شعب 
' صربي ' واحدء باستثناء المقدونيين الأقرب صلة بالبلغار» والأقلية الألبانية في كوسمت. 
غير أنها لم تتطور على الإطلاق إلى قومية صربية واحدة. 


2/11 





































































































































































































تقوم على أساس قومي» تحت إمرة حاكم قوي مثل علي باشا تلم) 
0 "أسد جانينا" (1822-1741) الذي استقر حكمه في إيبيروس 


من الزمان. 


ولم يحدث أن الحرب الأبدية التي كان يخوضها أصحاب الماشية من 
شيوخ العشائر وقطاع الطرق المغاوير ضد أية حكومة فعلية قد خالطتها 
أفكار الطبقة الوسطى والثورة الفرنسية عن القومية» إلا في حالة واحدة 
وحيدة هي حرب اليونان في سبيل الاستقلال (1830-1821). من هنا 
أصبحت اليونان في نظر القوميين والليبراليين أسطورة ومصدراً للإلهام 
في كل مكان. . فلم يحدث إلا في اليونان أن هب الشعب بأكمله في 
وجه قوى الاحتلال والقمع» بصورة مطابقة لتصور اليسار الغربي بهذا 
الصدد. وقام الدعم الذي قدمه اليسار الأوروبي» بزعامة الشاعر بايرون 
(ههر8) الذي توفي في اليونان» بدور كبير في تحقيق الاستقلال 
ليون 


كان أغلب اليونانيين قريبي الشبه بالفلاحين ‏ المحاربين المنسيين 
الآخرين والعشاتر فى اقنية اكرية البلقانية. غير أن جانباً منهم شكلوا 
طبقة عالمية من التجار والمديرين استقرت على شكل أقليات أو 
مستعمرات في عدة مناطق في الإمبراطورية التركية وخارجها. وكانت 
الكنيسة الأرثوذكسية التي ينتسب إليها أكثرية أهل البلقان ويرأسها 
بطريرك يوناني في اسطنبول» تستعمل اللغة اليونانية» وتستخدم 
البؤثانين الشغلوا الناصب والوظائة الخلبا"فيها: وتوق اموظفون 
اللدنيون اليونان» الذين تحولوا إلى أمراء تابعين؛ حكم المقاطعات 
الدانوبية (أي رومانيا الآن). وقد غلب الطابع اليوناني على جميع الطبقات 
المتعلمة والتجارية في البلقان» ومنطقة البحر الأسود. والشرق» بحكم 
طبيعة نشاطهاء بصرف النظر عن أصولها القومية. وقد تزايدت قوة هذا 
التطبّع بالطابع الهيليني خلال القرن الثامن عشر أساساً بسبب التوسع 
الاقتصادي الكبير الذي وسع بدوره نطاق التواصل الذي يتحرك فيه 


212 








اليونانيون في الشتات. فقد حملتهم تجارة الحبوب الجديدة المزدهرة إلى 
المراكز التجارية الإيطالية والفرنسية والبريطانية» وعززت من علاقاتهم 
مع روسيا. كما أن التوسع التجاري في البلقان خلق الروابط بين التجار 
اليونانيين أو المتيؤْيِنين من جهة وأوروبا الوسطى من جهة أخرى. 
ونشرت أوائل الصحف اليونانية فى فيينا (1812-1784). كما أن موجات 
الستكرة والاسسيطان الدووية لماخ حي الممركوى رادت من تفوة 
الجماعات اليونانية فى المنفى. وفى أوساط هذا الشتات في المدن 
الكبرى» انتشرت زرحقك أفكار الثورة الفرنسية حول الليبرالية 
والقومية وأساليب التنظيم السياسي عن طريق الجمعيات الماسونية 
السرية. وكان ريغاس (1601838) (2)1798-1760 وهو زعيم حركة ثورية 
مغمورة» وربما ذات أفق قومي بلقاني» يتحدث بالفرنسية» كما أنه قام 
بتعديل نشيد "المارسيلييز" ليناسب الظروف الهيلينية. وعام 1814 
أسست في أوديساء ميناء الحبوب الروسي الجديد الضخمء جمعية 
"فيلكى هيتايريا" (11121118 م6عاانطم)» وهي رابطة وطنية سرية قامت 
أساساً بتوزة العاة 21821 ١‏ 


كانت القومية لدى هؤلاء قريبة» إلى حد ماء من تلك التى دعت 
إليها الحركات النخبوية في الغرب. ولا يمكن لغير ذلك تفسير الجهود 
التي بذلت» بإشراف كبار المتنفذين اليونان المحليين» لدعم الثورة 
الرامية إلى تحقيق الاستقلال لليونان في مقاطعات الدانوب. ذلك أن من 
كان ينطبق عليهم وصف اليونانيين في مناطق الرقيق البائسة تلك كانوا 
هم سادة الإقطاع, والأساقفة» والتجار»ء والمثقفين. وكان طبيعياً أن تمنى 
هذه الثورة بالفشل الذريع (1821). إلا أن حركة 'هيتايريا"' كانت قد 
بدأت لحسن الحظ تستقطب زعامات قطاع الطرق الفوضويين» 
والخارجين على القانون» وشيوخ العشائر في جبال الوكان لصوف 
في البيليبونيز). ونجحت في ذلك نجاحاً أكبر» ولا سيما بعد العام 
8 مما حققته حركة الكاربوناري فى جنوب إيطاليا» عندما حاولت 
اجتذاب زعماء العضابات المحليين. ويُعتقد أن المفهوم الحديث للقومية لم 


213 
















































































يكن ليعنى الكثير لهؤلاء 'المكافحين" 2 مع أنه كان لدى العديد منهم 
"كتبة ' متعلمون. وكان احترام العلم والرغبة فيه من الخصائص الباقية 
الموروثة عن الحضارة الهيلينية القديمة» وقد وضع هؤلاء البيانات 
والبلاغات مستخدمين مصطلحات وتعبيرات يعقوبية. وإذا كان لزعماء 
هذه الحركة أية أهداف» فهي التطلع إلى إقامة نموذج سياسي مثالي 
ل يه ويتطلع 
تزعمها رجال مثل كولوكوترون» تاجر | الماشية ة قالع الطرقة كان لدعا 
طابع محل صرف. الس لج ا 0 
للفزع: انتفاضة جماهيرية يقوم بها شعب أعزل. 


كانت القومية اليونانية الجديدة كفيلة بنيل الاستقلال. غير أن تضافر 
جهود قيادات الطبقة الوسطى» والفوضى وسوء التنظيم» وتدخل القوى 
الكبرى أسفرت عن إنتاج صورة مشوهة عن النموذج الليبرالي الغربي 
الذي أصبح مألوفاً في مناطق أخرى مثل أمريكا اللاتينية» وان كذنف 
عن قيام وضع متناقض ضاقت فيه آفاق النزعة الهيلينية الشاملة لتقتصر 
على اليونان فحسب» مما أدى إلى إيقاظ أو حفز الروح القومية الخامدة في 
أوساط شعوب البلقان الأخرى. وقيما كانت الصبغة اليونانية ضرورة 
مهنية للمسيحيين الأرثوذكس المتعلمين في البلقان. فإن النزعة الهيلينية 
حققت بعض التقدم. غير أنها بدأت بالانحسارء» حتى في صفوف الفئات 
المتعلمة المديجحة اجتماعياً في البلقان» حالما أخذت تشدد على دعم اليونان 
فحسب. وبهذا المعنى» » كان استقلال اليونان يمثل الشرط الجوهري 
التمهيدي لتطور القوميات البلقانية الأخرى. 


ويصعب الحديث عن القومية إطلاقاً خارج أوروبا. فقد حلت 
الجمهوريات الأمريكية اللاتينية العديدة محل الإمبراطوريتين الإسبانية 


2/14 





والبرتغالية المنهارتين (وبعبارة أدق» أصبحت البرازيل» وظلتء» ملكية 
مستقلة بين العامين 1816 و1889)» وغدت حدودها هي الخطوط 
الفاصلة بين إقطاعات ملاك الأراضي انين وقترا !ل تاه هذا أن 
ذاك من زعماء التمرد. وكان من نتائج ذلك أن هذه الجمهوريات بدأت 
تكتبي مالع سيابية خاصة بها وتطهن ملام إقايمبة . وكان مستحيلا 
تحقيق النموذج المثالي الأمريكي القومي الأصلي الذي تصوره سيمون 
بوليفار (1830-1783) فى فنزويلاء وسان مارتن (1850-1778)» في 
الأرعفية» غين ألدظل ثيازاً ثورياً قوياً فن تيم أرسناء المناطق التي 
تتحدث بالإسبانية» مثلما ظلت النزعة القومية البلقانية» وهي وريثة 
الوبحدة"الأرتوةكسية المناهضة للاسللام مسعي ف ورين لك الي معمة 
حتى اليوم. إن اتساع القارة ومدى التنوع فيهاء ووجود بُوَرٍ مستقلةٍ 
للثورة في المكسيك (وهي التي قررت ما يحدث في أمريكا الوسطى), 
وفي فنزويلا وبونس آيريسء والمشكلة الخاصة المتعلقة بمركز 
الكولونيالية الإسبانية في البيرو التي تحررت بقوة خارجية» كل هذه 
العوامل افرقت حالة فح المحرقة الفوزرية غير أن العوزات الأمريكية 
اللاتينية كانت من صنع جماعات صغيرة من أبناء المدن» والجئود» 
والمتفرنسين» مما أضفى طبيعة سلبية على جمهرة الكاثوليك البيض 
الفقراء» وعدم الاكتراث بالهنود الأصليين أو معاداتهم. وفي المكسيك 
وحدها تحقق الاستقلال يجادره وو سرك اصيا نتن الرارعيت؟ أي :من 
الهنود الذين انطلقت مسيرتهم 2 تحت راية عذراء غواديلوب» ومن ثم 
سلكت المكسيك منذ ذلك الحين سبيلاً مختلفاً متقدماً من الوجهة 
السجاسنة قياساً على ما حدث في باقي أمريكا اللاتينية. ومع ذلك» 
فحتى في أوساط شريحة صغيرة من الأمريكيين اللاتينيين القادرين على 
الحسم السياسي» فإن من المفارقات التاريخية في أيامنا هذه أن نتحدث 
عن أي تطور يتجاوز حدود المحاولات الجنينية لبلورة ' وعي وطني" 

في كولومبياء وفنزويلا»ء والإكوادور. 


لقد نشأت نماذج أولية للقومية في بلدان مختلفة في شرق أوروباء 


215 











غير أن اللافت أنها اتخذت طابع التمرد المحافظ لا الوطني. فقد تعرض 
السا فين للقمع في كل مكانء. باستثناء روسيا وعدد من المواقع 
الحصينة المتناثرة في البلقان. غير أن قوى القمع. كما رأيناء لم تكن في 
نظرهم ممثلة بالملكية المطلقةء بل بملاك الأرض الآلان أو اعون 
وبالمستغلين في المراكز الحضرية. كما أن القومية لدى هؤلاء لم تكن 
تسمح للسلافيين بإنشاء كيان قومي. بل إن برنامجاً راديكالياً مثل 
الولايات المتحدة الألمانية اقترحه الجمهوريون والديمقراطيون فى بادن 
(في جنوب غرب ألانيا) أوصى بإقامة وضم جمهورية إبليرية (أي 
كرواتية سلوفينية) تتخذ من ترييست الويطالية عاصمة لهاء وأخرى 
مورافية تكون عاصمتها أولوموك. وجمهورية ثالثة بوهيمية تكون براغ 
عاصمة لها””''. من هناء كانت آمال القوميين السلافيين المباشرة معلقة 
على ما سيقوم به إمبراطورا النمسا وروسيا. وقد أعربت اتجاهات متنوعة 
من الحركات المؤمنة بالتضامن السلافى عن تفضيلها لروسياء واجتذبت 
1ت« التمزدين السلافين» وحن البولنتيين,التاوقين: لروسياء .ولا ب 
في فترات الهزيمة واليأس» كما حدث في أعقاب انهيار الثورات عام 
6. وأبدى دعاة النزعة "الإيرل يه“ كي كروانياء: والقوفية المكؤلة 
في التشيك تفضيلهم للتوجه نحو النمساء وتلقي الاتجاهان مسائدة 
مدروسة من الحكام من أسرة هابسبيرغ ٠.‏ خصوصاً أن القن مق كيان 
الوزراء في الحكومة النمساويةء مما كولورات (105:81ه])» والقائد 
العام للشرطة سبدلنتسكي (ولتانه5691): كانا من التشيك. وقد تمت 
حماية التطلعات الثقافية الكرواتية في الثلاثينات من ذلك القرن. وبحلول 
العام 1840: كان كولورات قد أوصى بإجراء ثبتت جدواه في ثورة 
18 وهو تعيين أحد القادة العسكريين الكرواتيين حاكماً لكرواتياء 


مع التحكم والسيطرة على الأمور على الحدود العسكرية مع هنغاريا 





)213 د علسفسعالة عاممم لمم غ106" أء كاملوط عوو لم 5ط ,قمع ز5 وول 


213-44 ٠ط‏ ر(1948) 11 .امب 1716 01116771201ع اه مرو ورج 7أ0اك 1ل ووليوع :1848 


216 


للوقوف في وجه المجريين الشّموسين 7". وبالتالي» فإن التمسك بالروح 
الثورية عام 1848 كان يعني بالضرورة الوقوف في وجه المطامح الوطنية 
السلافية. وكان الصراع الضمني بين الدول "التقدمية" والدول 
" الرجعية ' “ع القرامل الى استهينت. فى إعقاق غرارات 1848 


ولااللمس أثرا للقوسية فى أي مكبان آخر؛ لأن الشروط 
الاجتماعية لنشأتها لم تكن موجودة. والواقع أن القوى التي تزعمت 
الحركات القومية فيما بعد كانت في تلك الفترة تعارض التحالف بين 
التقاليد والدين والفقر الجماعى» وهى القوى التى تولدت عنها مقاومة 
قوية لتعديات الغزاة والمستغلين الغربيين. فعناصر البورجوازية المحلية» 
التي تنامت في البلدان الآسيوية» إنما نشأت في أحضان المستغلين 
الأجانب الذين زودتهم بالعملاء والوسطاء والأتباع. وتطرح الجماعة 
الباوضية فى تومي م مثالا على ذلك. وحتى لو لم يكن الآسيوي 
المتعلم 'المستنير " من الكومبرادورات الوسطاء أو الموظفين الأدنى مرتبة 
بمن يعملون لمصلحة الحكام الأجانب أو الشركات الأجنبية (وهو وضع 
لا مختلفع عن أوضباع الشغات اليوتاني في تركيا)» فإن واجبه السياسي 
الأول هو أن "يستغرب" أو يتشبه بالغرب؛ أي أن يستحدث أفكار 
الثورة الفرنسيةء ويحقق التحديث العلمي والتقاني في أوساط شعبهء 
ويتصدى للمقاومة التي يشترك فيها الحكام التقليديون» والمحكومون 
التقليديون (وذلك وضع نشانة لا كان ستافدا + بين الوجهاء واليعاقبة في 
جنوب إيطاليا). من هناء يغدو هؤلاء الوسطاء متظرعق الصلة» بصورة 
وزلوعة يجري وقد عمانة الأتانلير القومي ضل تيم ذا 
الطلاق عن طريق التكتم على الصلة بين الكولونيالية الاستعمارية من 
جهة» وبواكير الطبقة الوسطى من أهل البلاد الأصليين من جهة أخرى. 
وكان من السبل الأخرى التي أثبتتها هذه المدرسة إعطاء بوادر المقاومة 





 )14(‏ بمعا/8ا) ‏ عنطء مده اط عع سناد ه11 مل م «توع من الإ2ءام 18/151 [كنانأنال] 
.85 .م ,(1959 ,10امعه11 عقءء7 :معطعصة ك3 


277 

































































































































































































































































ضد الأجانب طابع الحركات القومية اللاحقة. أما في آسياء والبلدان 
الإسلامية» بل أكثر من ذلك في أفريقياء فإن اللقاء بين الطبقة الوسطى 
والقومية» وبينهما وبين الجماهير» م يتحقق إلا في القرن العشرين. 


كانت القومية في الشرق» إذن» نتاجاً للنفوذ والغزو الغربيين. 
وتتضح هذه الصلة بأجلى صورها في الدولة الشرقية الوحيدة التي 
وضعت فيهاالأسس لانطلاق أو تقر كنة تومي بحديكة يد 
الاستعمار”'"'. ألا وهي مصر. لقد أدخلت الغزوة النابليونية الأفكار 
والأساليب والطرائق الغربية التي أدرك قيمتها جندي محل قادر طموح 
هو محمد علي. فما إن تسلم زمام الحكم وحقق الاستقلال تقريباً عن 
تركيا في فترة الارتباك التي أعقبت انسحاب الفرنسيين» حتى شرع 
محمد عليء بدعم فرنسي» وبمعونة فنية غربية (فرنسية في المقام 
الأول)» فى في إرساء معام سلطته الاستبدادية الساعية إلى التمثل بالغرب 
0 الأرووييوة :في المشريحات ب الدلا تبات من القرة 
ا 0 ؛ ووضعوا خدماتهم 
تحت تصرفه. فيما الذي كانت الرجعية في بلدائهم تبدو مثبطة للآمال. 
وعمل التيار السان سيمونب المتميزء الذي كانت تتنازعه الدعوة إلى 
الاشتراكية» والتنمية الصناعية على يد أصحاب المصارف المستثمرين 
والمهندسين» على تقديم المعونة الجماعية المؤقتة له. وإعداد خططه 
للتنهية الاق 00 كما وضع دعاة هذا التيار الأسس للمشروع قناة 
السويس (التي أشرف على حفرها السان سيموني دي ليسيبس 
(1.655655 1(6)) ومهدوا لتبعية قاتلة انجرٌ إليها الحكام المصريون عن 
طريق القروض الضخمة التي تفاوضت بشأنها مجموعات متنافسة من 
المحتالين الأوروبيين الذين حولوا مصر إلى مركز لحركات التمرد المعادية 
للاستعمار. بيد أن النزعة القومية لدى محمد علي لم تكن أقوى مما كان 





(16) انظر حول أصحاب هذا التياره ص 446-445 من هذا الكتاب. 


218 








لدى أي حاكم شرقي مستبد آخر. إن سياسته الاستغرابية» لا تطلعات 
شعبهء هى التى وضعت الأسس للحركة القومية فيما بعد. وإذا كانت 
مع قن مودت لأول خركةفرسية فق العام الإسلايق) بسنا كان 
المغرب في مؤخرة الركب» فإن ذلك يعود إلى أن محمد علي (ولأسباب 
جيوسياسية مفهومة تماماً) سلك الطريق الأحب للاستغراب» وذلك ما 
لم تفعلهء أو تحاول فعلهء الإمبراطورية الشريفية في الأطراف الغربية 
النائية من العالم الإسلامي. والقومية» شأنها شأن الكثير من الظواهر في 
العالم الحديث» إنما هي وليدة للثورة المزدوجة. 


219 










































































































































































































































القسم الثاني 


النتائنج 








الفصل الثامن 
الأرض 


"اعلموا أنني سيدكم» وأن سيدي هو القيصر. وللقيصر الحق في 
أن يوجه لي الأوامرء وعلي أن أطيع» لا أن أنقلها إليكم. وفي 
هذه الإقطاعية» أنا القيصرء وأنا الله على الأرض بالنسبة لكمء 
وأنا مسؤول عنكم أمام الله في السماء. .. ومثلما يُكشط جلد 
الحصان أولاً عشر مرات بالمشط ذي الأسنان الحديدية» ثم ينظف 
بالمشط الناعم» فإنني سأنظفكم بمنتهى الخشونة» ولا أحد يعلم 
ما إذا كنت سأصل آخر الأمر للمشط الناعم. ومثلما ينظف الله 
الهواء بالرعد والبرق» فإنني في قريتي هذهء سأنظفكم أيضا 
بالرعد وبالنار عند الضرورة ". 

مالك إقطاعي روسي لأقنانه” . 
"إن امتلاك بقرة أو بقرتين وخنزير وبضع إوزّات يرفع بالطبع من 
مكانة الفلاح» نفسياء بين أقرانه من الطبقة نفسها. .. فهو إذ 


(1) عثل «عطت 011 )اي ,عقعناطمعطط ظحطءوتحطاة1] 2 عأتلنآ عمهة1 أكتاوناطف 
10 معن اسقط عزل ع«ملدملء ةكد سه دعطءاعااه'![ كمك ,علتشاكة 16 


.3 .مط ,2 .1آ؟ ,(1847-1852 بصمطفط ءامصمة1]) .كاه 3 ,ك0 1تسادعيف1 


203 
























































































































































يمشي الهوينى وراء قطيعه؛ إنما يتعلم الكسل والتراخي. .. 
ويصبح العمل خبهارا بالنسبة له مدعاة للاشمئزاز» ويتزايد نفوره 
من العمل مع انغماسه في رعي الماشية. ومع مرور الوقت. فإن 
بيع عجل أو خنزير هزيل يعطي وسيلة لإضافة الإدمان إلى 
الخمول. إن بيع البقرة غالباً ما ينجح. فيضطر مالكها التعيس 
المخبّط. الذي يكون قد عزف عن استئناف دورة العمل اليومي 
المتتظم الذي كان في الماضي يمثل بالنسبة له مصدر الرزق. .. إلى 
الاستغناء عن هذا المورد الذي لم يعد أهلاً له". 


مسح أجراه مجلس الزراعة في سومرست 1798©. 


1 


إن ما حدث للأرض هو الذي حدد حياة أكثر البشر وموتهم بين 
العامين 1789 و1848. من هناء فإن الآثار التى خلفتها الثورة على 
العقارات. وعلى استئجار الأرض» وعلى الزراعة» كانت الظاهرة الأكثر 
كارثية في تلك الففرة. قلا الغورة السياسية :ولا العورة الاقتضادية 
المخطاهعا تجاهل الأرض التي اعتبرها أوائل الاقتصاديين» وهم 
الفيزيوقراطيون» المصدر الوحيد للثورة. وقد أجمع هؤلاء على أن التحول 
الثوري للآرض هو الشرط المسبق والنتيجة الضرورية للمجتمع 
البورجوازي» إن لم يكن للتنمية الاقتصادية المتسارعة كلها. وكانت 
الأرض الخصيبة التي ترعرع فيها النمو الاقتصادي مكللة بقمّةٍ جليدية 
من الأنظمة الزراعية التقليدية والعلاقات الاجتماعية الريفية. وكان من 
الواجب إذابتها مهما كان الثمن» لتتسنى حراثة التربة من جانب 
المشروعات الخاصة الساعية إلى تحقيق الربح. وقد تضمن ذلك ثلاثة 
أنواغ مق التغيرة “الأول خئ,ضوورة موي الأرضن إلى سلعة» ييفلكها 


)2( [0 تلام 116 زه عملانع ول هذ زه مهة/[ أمو«عدع© ,لإعامعستاانظ صطمق 
.52 .م ,(1798 وال تطشصت .خ1 نوه لعتصقط بطتد8) ممتائل8 لجمعع؟ باعوم وى 


204 





أفراد من القطاع الخاص ينبغي أن يتمتعوا بحرية التصرف فيهاء شراءً 
وبيعاً. والتغير الثاني هو أن تنتقل ملكية الأرض إلى طبقة قادرة على تنمية 
مواردها الإنتاجية لمصلحة السوق» وتسترشد بمنطق عقلانيٍ مستنير» 
أي يسعى إلى تحقيق الفائدة والمصلحة الشخصية. أما الأمر الثالث» فهو 
ضرورة تغيير الجماهير الضخمة من سكان الأرياف» وتحويلهم» ولو 
بصورة جزئية» إلى عمال مأجورين متحركين في القطاع الزراعي المتنامي 
فى الاقتصاد. وكان بعض الاقتصاديين الراديكاليين الأكثر تبصرا 
يدركون ضرورة إحداث تغيّر منشود رابع» مع أنه كان يصعبء. بل 
يتعذرء تحقيقه؛ ذلك أن "الاحتكار الطبيعي" لم يكن ينسجم مع 
اقتصاد كان يُفترض أن تتحرك فيه جميع عوامل الأرض المنتجة. وحيث 
ان مساحة الأرض كانت محدودة» والقطع المختلفة متفاوتة في درجة 
خصوبتها ووسائل الوصول إليهاء فإن ملاك الأجزاء الخصبة منها كانوا 
يتمتعون بميزة خاصة بالتأكيد» ويفرضون إيجارا على الأجزاء الباقية. 
وقد أثيرت مناقشات حاميةء ولا سيما فى إنجلترا الصناعية» حول 
اليل الكيلة جإؤالة هذا العسء أو المحقيني سه وذللقت» عل ثبي 
المثال» بفرض ضريبة مناسبة» أو سن قانون يحد من تركز الملكية» أو 
حتى بالتأميم. وأثّرت هذه الحجج كذلك على 'الاحتكارات الطبيعية' 
الأخرىء مثل السكة الحديدية التي لم يكن تأميمها لهذا السبب متعارضا 
مع قيام اقتصاد يقوم على القطاع الخاصء كما كان شائعاً آنذاك بصورة 
واسعة الانتشار. غير أن تلك اللمشكلات كانت تخصن المجتمع الماني 
الذي كان يجب إقامته فوراً أول الأمر. 


تتطلب مزيجاً من العمل السياسى والاقتصادي. وهاتان العقبتان هما سادة 
الأرض ما قبل الرأسماليين» والفلاحون التقليديون. وكان بالوسع تحقيق 


(3) قدمت اقتراحات جدية بالتأميم حتى في إنجلترا في الأربعينات من القرن التاسع 
ع 


205 

























































































هذه المهمة بأسالبب شتىء وأكثر هذه الوسائل راديكالية كانت بريطانية 
وأمريكية؛ لآن البلدين ألغيا الفلاحين» وقام أحدهما بإلغاء سادة 
الأرض. وقد أسفر الحل البريطاني المعهود عن قيام بلد أصبح فيه نحو 
أَرْسعَة آلاف من الملاك يمتلكون نحو أربعة أسباع الأرض* التي قام 
بحراثتهاء حسب إحصائيات 1851». نحو ربع مليون من المزارعين 
(وكان ثلاثة أرباع الأرض مقسما إلى قطع تتراوح مساحة كل منها بين 
خمسين وخمسمئة فدان). واستخدم المزارعون نحو مليون وربع المليون من 
العمال المأجورين والخدم» وانتشرت جيوب من صغار الملآك. ولكن من 
الخطأ الاعتقاد بوجود فلاحين بريطانيين» بالمعنى الذي كان سائداً فى 
القارة الأوروبية»: حخارس' المرتقعات الأسكوكاتدية ولجراء من :ويلك 'وتكان 
الحل الأمريكي النموذجي هو أن يقوم المزارع التجاري المالك بالتعويض 
عن نقص العمال المأجورين بالاستخدام المكثف للآلة. وكانت آلات 
الخصاد التى اخترعها أوبيد هوسى (لإءودن11 0664) (2)1833 
وسايروس جاكورفنات و[عتصستم 110 6 (2)1834 عنصراً مكملاً 
لجهود المزارعين ذوي العقلية التجارية» المبادرين إلى دخول ميدان 
المضاربة على الأرضء ممن مدوا أسلوب الحياة الأمريكي إلى غربي 
ولايات نيوانغلاند» عن طريق مصادرة الأرضء أو ابتياعها فى فترة 
لاحقة من الحكومة بأسعار رمزية. أما الحل النموذجي الرونسي» افكان 
أقلّ ثورية» وقد تضمن تحويل ملاك الأراضي أنفسهم إلى مزارعين 
رأسماليين» والأقنان إلى عمال مأجورين. من جهة أخرى» احتفظ أفراد 
اليونكر بسيطرتهم على الإقطاعات الصغيرة التي كانواء منذ وقت 
طويل» يفلحونما لأغراض التصدير إلى السوق» وبأيدي عمال 
السخرة» غير أنهم أصبحوا يشغلّون الآن فيها الفلاحين 'المحررين" من 


(4) هذه الأر قام مبنية على ما ورد في كتاب يوم القيامة الجديد برمفدء روط «ول3) 


800 للفترة بين 1873-1871 غير أنه ليس ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد بأنها لا تمثل الوضع 
عام 1848. 


2356 





أغلال السخرة ومن الارتباظ بأرض السادة الملاك. ولا شك في أن 
الحالة البوميرانية في بروسيا تطرح لنا مثالا متطرفاً. ففي وقت ل نه 
ذلك القرن» غطى نحو ألفي إقطاعة ما يعادل واحداً وستين في المئّة من 
الأرق «رسمات؟ البقية قحو كنين الع ككلمة مفوسطة برعاي 1 
غير أن ما يجدر ذكره أن الطبقة العاملة الريفية كانت من عدم الأهمية 
بحيث , ترد في كتاب كرونيز (1>1812) المسمى موسوعة الاقتصاد 
المحلي والن راعي للعام 3 انه عتادعدجره2] زه متمعهمماء سم جظ) 
(زمدمع17 لسالس 491 » بينما قُدر عدد العمال الريفيين الملأجورين 
الذين لا أرض لهم في روسيا عام 1849؛ بما يقرب من مليونٍ 
عامل ©. والحل المنهجي الوحيد للمشكلة الزراعية» بالمعنى الرأسمالي» 
كان فى الداتدارك» الم “فلا ههه ,طنه واسسة عن الزارضين التجاريية 
التوسطين والصغار. ويعزى ذلك بصورة أساسية إلى الإصلاحات في 
نرحلة الطنيان الستنير في الكمانيفات من القرت الثامن عش" نما يشيع 
هذه المسألة خارج نطاق البحث الذي يتناوله هذا الكتاب. 


كان الحل الأمريكي الشمالي يعتمد على سمة فريدة هي توفر 
ساحات لأ دود لبامن الأراضن' التي لا التزام عليهاء وغياب جميع 
محلفات العلاقات الإقطاعية» أو التجمعات الفلاحية التقليدية. وكان 

كق الوحيد الذي يقف في طريق الفوسع في الإزاعه العرد» يتعلق 
00 الهنود ا حمر التي كانت ملكية الأراضي فيما بينها حماعية» وغالياً 
بوصفها مناطق للصيدء مع ضمان ذلك باتفاقيات مبرمة مع الحكومات 
البريطانية» والفرنسية» والأمريكية. وكان الصراع الكل يدور بين موقف 


(5) أ؟] ممعده0 .3 .عل ه00 .ع5هآآ ,تعترهب«طءدتعسساسدامهاى عل أعيء ا ةسمه 11 
لسع طلصنده© أعثخ ,(1898-1901 تعطعواط .© نقوع[) .اكبحةى .اعدعع مدنا اعتاعمة0 .2 ,زله 
(6) معزاعتابه 7 «مل ‏ عتامااعده © ,جاه ععل طمن بعطلععظ «ملموعط1 

,2 .أ؟ ,(1903 ,تععامكطعة1! هناه0 .0 .1 تمطاتعظ بأكمععمسا5) .7015 2 ,ارمطء كا سمط 
2 ,1815-1914 ,عاط نع دمع داه !111 16 بتاع قنتقطوطع][72/آ 700 ولالممامد5 .ث 30 
2 .م ,(1923 ,تعطعساظ .© :همدع 3) ععدلكدسة عأعمقورظ 


257 




















من المجتمع لا يعتبر الملكية الفردية الثابتة الكاملة ترتيباً عقلانياً» بل يراه 
الترتيب "الطبيعي " الوحيدء من جهةء وبين موقف لا يأخذ بهذا الرأي 
من جهة أخرى. ويتجلى ذلك» بأوضح صورة. في المواجهة بين 
اليانكي الأمريكيين» والهنود: ويقول مفوض الشؤون الهندية” : 0 
من الأسباب الأكثر فتكاً وإيذاءً (التي منعت الهنود من تعلم فوائد 
الحضارة) كانت حيازتهم الجماعية المشتركة للأراضيء وحقهم في 
0 نقدية كبيرة» والفرصة المتاحة لهم للانغماس 
ى عادا مهم التي تتسم بالتشرد وعدم الاستقرار» وتحول بينهم وبين 
اكتساب الوعي بمعنى الملكية الفردية وفوائد الاستيطان في موقع معين . 
ونزوعهم إلى الخمول والتبذير» ومنحهم الفرص لإشباع شهواتهم 
ورغباتهم" . ومن هناء فإن تجريدهم من الأرض عن طريق التزوير أو أو 
السرقة أو أية أنواع أخرى من الضغط كان سلوكاً أخلاقياً مربحاً في 


لم يكن الهنود الرحل البدائيون هم الشعب الوحيد الذي لم يفهم 
معاني العقلانية في البورجوازية الفردية» ولم يكن يرغب فيها. والواقع 
أن الأغلبية العظمى من سكان الأرياف» من السادة الإقطاعيين حتى 
الرعاة المدقعين» باستثناء الأقليات المستئيرة؛ اتحدوا معاً في معارضة 


هذه 0 البورجوازية 0 ذم يكن مكنا خلق كيرت قادرة على 


تستهدف 35 من ل والغلاسيت المتسيي تارك العلاقات 
الزراعية في أغلبية أوروبا ومستعمراتها خلال تلك الفترة ة هو تاريخ هذه 
الثورة» على على الرغم من أن الإحساس بنتائجها لم يتبلور إلا في النصف 
الثان من ذلك القرن. 


0( طتال لصة لعاتلظا ,1859-1862 ,كلأمسضيامل مزلم[ 1716 ,صمع هلا بصسمعة] وتوع] 
هصة) دمالهة/17 علنرلنت زط لمعنل مه لعاععاء5 .مسل] زعائط/لانى عتاوع[ بوط .لمعام1 مد 
5 .م ,(1959 ,دوع سمعتطاعز8 1ه نوازوتءاتزمتآ :مطعم 


208 


كان أول ما استهدفته الثورة» كما رأيناء تحويل الأرض إلى سلعة. 
وكان لا بد من إلغاء وقف الأملاك وحبسها وخطر البيع والنقل الذي 
كان قائماً على نبل المحتد» ما جعل ملاك الأراضى عرضة لعقوبة 
الإفلاس القانوني بسبب عدم الكفاءة الاقتصادية» وسيتيح ذلك» 
بدوزة» للستثمرين الأكفا اقتصاديا أن يقولوا أمر هذه الأراضى . وفوق 
اللكره قاق الأ ومن عادو الأ غلبي المظمين بدن أرافتيح الو تقيه قن 
البانداة اكات لكيه والدا نه نتن تلاق الأب ط قير الأتعضافة 
والخزعبلات» وفتحها أمام السوق والاستغلال العقلاني (وكانت البلدان 
الكاثوليكية قد فعلت ذلك منذ زمن بعيد)» وكانت الأراضى فى سبيلها 
إلى العَلُمنة والبيع» وكان ضرورياً كذلك تمكين المشروعات الاقتصادية 
الفرذية "من اتلضول غل :مساحات شاسغة أيضاءمن الأراضئ المملوكة 
جماعياً والسيئة الاستغلال» مثل أراضى الجماعات فى القرى والبلدات» 
والحقول والمراعي والغابات المشاع وغيرها. كما كانت هذه الأراضي في 
عبيلها إل :الحجرئة إل اقطع فردية بول “الإغلاق ".و1 يكن شجة فنك 
في أن المشترين الجدد سيكونون على جانب كبير من الحماس» والقوة» 
والتعقل؟ وبناء على ذلك» سيحقق الهدف الثاني للثورة الزراعية. 


ولى يكن ذلك ممكن التحقيق إلا بشرط واحدء هو تحول 
العاد عق خا ار ميحر رضحو بع الحاور ان ازاك الخ ريو ني 
طليقة قافر عل لضع ف بحري نينا لدميا فت رارض وش كان هده 
الخطوة أن تؤدي تلقائياً إلى تحقيق الهدف الثالث» وهو خلق قوة عمل 
"حرة" واسعة في السوق» تتألف من أولئك الذين لم يستطيعوا التحول 
إلى بورجوازيين. وبالتالي» فقد كان من الأمور الجوهرية تحرير الفلاحين 
من القيود والواجبات غير الاقتصادية (مثل علاقة الرقيق نصف الحر فى 
النظام الإقطاعي» والسخرة» والالتزام بالدفع للسيدء والعمل 
الإزغامئ: وغيرها): :وسيكون لذلك فواكك إضافية .مهشة؛ إذ. يمك عتد 
ذلك التثبت من أن العامل المأجور الحر الذي قد يتمتع بالحوافز لديل 
مكافأة أكبرء أو المزارع الحرء هو أكثر كفاءة من نظيره المرغم على 


209 















































العمل» سواء كان الأخير قِنأّء أم عبداً» أم مدنياً مسخراً بالعمل لدى 
سيد ما وفاءً لذين. وكان ثمة شرط أخر يتعين تحقيقه؛ فقد كان لا بد 
من أن تقتلع من الجذور وتتاح حرية الحركة بحرية لأعداد ضخمة جداً 
من العاملين الذين كانوا يعتاشون من الأرض التي ربطهم بها التاريخ 
البشري على الدوام» ولكنهم تحولوا إلى سكان فائضين عن الحاجة إذا لم 
تتفل الأرضع بسيورة تنا حي , وعندها فقطء. يمكنهم الهجرة إلى 
البلدات والمصانع التي تحتاج إلى قوتهم العضلية. وبعبارة أخرى» فقد 
كان على الفلاحين أن يخسروا أرضهم وارتباطاتهم الأخرى. 


الترتيبات القانونية والسياسية التقليدية التي اصطلح على تسميتها 
9 و1848. بفعل الثورة الفرنسية» سواء بصورة مباشرة أو غير 
مباشرة» في المنطقة الممتدة بين جبل طارق وشرق بروسياء ومن 
البلطيق إلى صقلية. ولم تحدث تغيرات مماثلة في وسط أورويا إلا عام 
8 وفي روسيا ورومانيا في الستينات من ذلك القرن. أما خارج 
أوروباء فقد حدثت تغيرات مشابهة فى الأمريكتين» باستثناء البرازيل» 
وكوباء والمنطقة الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية حيث استمر 
الرق حتى الفترة بين العامين 1862 و1888. كما حدثت إصلاحات 
فقانونية مماثلة في مستعمرات قليلة كانت تخضع لسيطرة الدول الأوروبية 


(8) في أوائل الثلاثينات من القرن التاسع عشرء قدر حجم قوة العمل الفائضة القابلة 
للاستتخدام بنسية 1 إلى 6 من مجموع السكان في المناطق الحضرية والصناعية في إنجلتراء 
ونسبة 1 إلى عشرين في فرنسا وألمانياء و! إلى 25 في النمسا وإيطالياء و1 إلى 30 في إسبانياء 
و! إلى 100 فى رو تا انظر : ©/011112م 111 أتا0 عع :82 -ع الاع دع ]1711 04 اام 
1 61 ا 106 لال كعهللهه كن[ أه تاناهر هل[ “لدي كقطء عتاعع" يتن مترترعةاة رجزن 
بكللدة تكتتة) .كل 3 تمعنةم ع[ عل اع «ععوانتوى | عل دتعترمجم دع[ «بدى اه عمم نك[ 


.]1 3 .مم ,2 .1أ80 ,(1834 


2030 








مناشزةء عمقل الهسد واطنوائر: وكذلك كان الأمر فئ تركباة ولفدرة 
8 ا )29 7 
فصتي ر 0 “في صر . 


باستثناء بريطانيا وأقطار قليلة أخرى كان الإقطاع» بهذا المعنى» قد 
ألغي أو أنه لم يوجد على الإطلاق (رغم وجود التجمعات الفلاحية 
التقليدية)» كانت هناك بالفعل أساليب أخرى مماثلة لتحقيق ذلك. وم 
يكن التشريع في بريطانيا ضرورياً أو حتى ممكناً من الناحية السياسية 
لمصادرة الملكيات الكبيرة؛ لأن كبار مُلاكَ الأراضي ومزارعيهم كانوا قد 
تكيفوا مع متطلبات المجتمع البورجوازي. وقد أبدوا مقاومة شديدة 
لانتصار العلاقات البورجوازية فى الأرياف بين العامين 1795 و1846. 
ومع أن هذه المقاومة اشتملت» بصورة مبهمة» على نوع من الاحتجاج 
التقليدي ضد النزعة الكاسحة لبدأ الفائدة الفردية الصافية» فإن سبب 
استيائهم الواضح كان بسيطاً جداً. وهو رغبتهم في الإبقاء على الأسعار 
المرتفعة والإيجارات العالية التي ارتبطت بالحروب الثورية والنابليونية في 
جريداة الكباد اك عقي لفرت رقن قن لوا قاع زواع باط 
لا كه لطاع مك عون كاه بلطف الى اذ لاسا لاقي تلن 
القانون على بقايا طبقة الفلاحين» وهم ساكو الأكواخ والعمال. وبعد 
صدور "قانون الإغلاق"» أدى نحو حمسة آلاف "إغلاق" إلى تجرئة 
نحو ستة ملايين فدان من الحقول والأراضي المشاع منذ العام 1760 
وبعده. وتحويلها إلى ملكيات فردية» وعززت ذلك سلسلة من الترتيبات 
غير الرسمية. وقد صمم "قانون الفقراء" الصادر عام 1834 لتضييق 
الخناق على فقراء الريف وإرغامهم على الهجرة إلى حيثما توجد 
الوظائف وفرص العمل. وسرعان ما بدأ هؤلاء الهجرة. وفى 
الأرتعينات من القرة الباسع تعشر) كانت عدة دول خل وفك فقذان 
سكانها تماماً. ومنذ العام 1850» أصبح الهروب من الأرض عاماً شاملا. 


(9) *”,امعمصامماعرع10 0ع510ممآ صا متاك ى :1500 ععصاة أمووع8'* رلككود15 وعاجقطت 
.5 .م ,(1961) [2 .هم] ,21 .001 ,نرممامة1ز عتممسمعءع زه أمدتمل 


201 










































































وقد ألغت الإصلاحات في ثمانينات القرن الثامن عشر الإقطاع 
في الدانمارك» على الرغم من أن المنتفعين الأساسيين منها لم يكونوا 
الإقطاعيين» بل الفلاحين المستأجرين والملاك الذين اندفعوا بعد إلغاء 
الحقول المفتوحة إلى تجميع ما يمتلكونه من قطع الأرض في ممتلكات 
فردية؛ وهذا الإجراء مشابه لحركة "الإغلاق" التى كانت قد أوشكت 
على الانتهاء عام 1800. وكانت الإقطاعات تحزم وتباع إلى مستأجريها 
السابقين» مع الكساد الذي أعقب المرحلة النابليونية» ولكن شعور 
صغار المالكين أكثر من المستأجرين بعدم جدوى هذه الإجراءات قد أبطأ 
هذه العملية بين العامين 1816 و1830. وبحلول العام 1865» كانت 
الدانمارك» في الأساسء دولة من الفلاحين الملآك المستقلين. وقد 
جرت في السويد إقبلابساك مشابية » وإن تكن أقل تطرفا» وتركك 
آثاراً تماثلةً. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشرء كانت الفلاحة 
الجماعية التقليد وفق نظام الأشرطة الزراعية قد أوشكت على الانقراض. 
ودمجت المناطق الإقطاعية السابقة فى أرجاء ذلك البلد الأخرى التى 
غلبت عليها سيطرة الفلاحين الأحرار» وذلك ما كان سائداً في النرويج 
(التي كانت عام 1815 جزءا من السويدء وقبلها جزءا من الدانمارك). 
واتضحت عند ذلك» بصورة جلية» نزعة إلى تجزئة المشروعات الكبيرة 
في بعض المناطق». وكانت تقابلها من جانب آخر نزعة لتجميع الأملاك. 
وكانت الحصيلة الصافية هي التحسن السريع الذي طرأ على الإنتاجية 
الزراعية. ففي الدانمارك تضاعف عدد قطعان الماشية في الربع الأخير 
من القرن الثامن عشر”". إلا أن التزايد السريع في عدد السكان قد 
ترك أعداداً متعاظمة من فقراء الريف من دون عمل. وقد أدت 


(10) عدذغل مرا ,1720-1865 ,كأ "المت ابماجسمنلجمعكى ع1 بعل:1] طمعلو1 عامتصمم 
.279 .م ,1 .801 ,([1943] ,ؤعصطتةة0 مه تممسجصمطت :وسماومظ) كععووه|0 عءاللقللة 18 0 


للاطلاع على ازدياد المحاصيل من 6 ملايين طن (عام 1770) إلى 10 ملايين» انظر: 


.8 لتنتاع عط تع جلها .اط ,اعتره:(ء كنع دكاسادامه 1ك بعل بإعناط تعر سوببه 11 


212 





5 


الصعوبات التي كانوا يعانونها بعد منتصف القرن التاسع إلى أضخم 
حركة للهجرة نسبياً في ذلك القرن (وإلى الوسط الغربي لأمريكا) من 
النرويج لوجاك عدج تق مه اويل رادل نتن دللك: عن 
الدانمارك. 


11 


كان إلغاء الإقطاع في فرنساء كما رأيناء من نتائج الثورة. فقد 
أدت ضغوط الفلاحين والنزعة اليعقوبية إلى دفع الإصلاح الزراعي إلى 
ما هو أبعد مما أراده دعاة التنمية الرأسمالية”!''؛ إذ إن فرنسا لم تعد 
دولة سادة الأرض والعمال الزراعيين» ولا بلد المزارعين التجارء بل 
أصبحت. في المقام الأول» دولة خليطٍ من شتى أنواع الملاك الزراعيين 
الذين غدوا العماد الرئيسي لجميع الأنظمة السياسية اللاحقة التي م 
تشكل تبديداً الكيتهم لأراضيهم. وقد يصعب التحقق من مقولة ترى» 
على سبيل التخمين» أن عدد الملاك الزراعيين قد ازداد بمعدل حمسين 
فى المئة» من أربعة ملايين إلى ستة ملايين ونصف المليون. وكل ما 
تعلمه» مضورة أكيدة هو أن عده فول اللاك 1 يعناقضى + بل بارتفع 
فى بعض المناطق أكثر مما ازداد فى أخرى. ولا بد من المزيد من 
الاستقصاء لمعرفة ما إذ كان المعدل النموذجي هو الارتفاع في دائرة 
موسيل بنسبة 40 فى المئة بين العامين 1789 و1801 أو أن مستوى هذا 
العند ظل من دون عسي فى بذاكرنة ا لوؤود اق 1 لقد كانت 
الأوضاعء على العموم» حسنة على الأرض» ولم تكن ثمة صعوبات 


(10) انظر ص 118-117 و154-151 من هذا الكتاب. 
(12) ا كتتعمع” كعك أه عأتم 5ع 5انء 701061 دع[ علاى تفدقط بأمعطقطن) عملسمععام 
همه ]1 27 .مم ,2 .آولا ,(1949 ر,وعنلغم عل عتنتةتطلآا تختعوط) 1820- 1798 ,1106 
بفكاكا عمتدعطئتآ :[كتعة©]) عدر 11م207016 ععمكله :1 «بى كواء ع 7ع122 ,اعتللتنظ نآ لسمفمصعط 
ْ 0 .م ,([1945] 


203 








































































































حقيقية. حتى في سئة 21848-1847 إلا في قطاع من العمال 
اللأجورين””". وبالتال» كان تدقق فاكفن' العمال مك القرية إلى البلدة 
ضئيلاٌ تما تُسبب فى إبطاء الثورة الصناعية الفرنسية. 


وفي أغلب أرجاء أوروبا اللاتينية» والأراضي الواطفةء 
وسويسراء وغربي ألمانياء تم إلغاء الإقطاع على أيدي قوات الغزو 
الفرنسية التي صممت على أن 'تعلن باسم الأمة الفرنسية فوراً 
إلغاء نظام الأعشار الذي يدفع بموجبه نصف الغلة أو المال للكنيسة» 
والنظام الإقطاعي» والحقوق المرتبطة بسيادة الإقطاعيين على 
المقاطعات "2" أو بأيدي الليبراليين المحليين الذين تعاونوا مع الفرنسيين 
أو اقتدوا بهم. وبحلول العام 1799» كانت الإصلاحات 5 قد 
انتصرت في الأقطار المجاورة لشرقي فرنسا وفى شمال إيطاليا ووسطهاء 
ركان ىغلي الأخران: اضر ارا وتكملة لتطورات نارق فيه 
وكانت عودة أسرة البوربون بعد إجهاض ثورة نابولي عام 1799-1798 
قد أدت إلى إرجاء هذه الإصلاحات في جنوب إيطاليا حتى لدم 
8» كما أن الاحتلال البريطاني أبعدها عن صقلية على الرغم من أن 
الإقطاع قد ألغي في هذه الجزيرة بين العامين 1812 و1843. وفي 
إسبانياء كان الليبراليون الكورتيز المعادون لفرنسا قد ألغوا الإقطاع في 
قادس عام 1811» وبعض الأوقاف عام 1813» مع أن عودة أنظمة 
الحكم القديمة قد أعاق التنفيذ العملي لتلك المبادئ» وذلك ما كان 
يحدث خارج المناطق التي طالها التحول العميق بسبب اندماجها وقتأ 


(13) ها عل اه مكنن ها 46 كاءعمككل بعددناهءطمآ أمعصدظ تقصهك بأموومط ان 
عناوغطاه تاطتط 1846-1851 رعاعفاى عغاالا ال بعتاتدم به عمتمعسه زر عتمممعة ' | عه «مزعوه و36 
2آ) ع55ناه0:طه[ .8 عل مماععمتل 18 كيدهد كعلياة ,19 .) ب1848 عل صم تامهم 19 عل 


554 .2 ,2 .01ل ر(1956 بأوعنده'! عل علممامعه مم1 بمم بوطعم جع 


)214 4 46 07710176 1لا |0" انمأكابدوودتا ل ب«مالهر عأمدبه © هط بأمطعع00© 5متوعو1 
15 ت:كعمد©) عناولةماكتط ممنتاءعلامه ,.وآه؟ 2 ,1799 - 1789 ,عفممسر ء| وسول معبو جر 
54 .م بآ[ .آأهن ,(1956 رعمعتقاصممط 


204 








5 


طويلاً مع فرنسا. من هناء فإن الإصلاحات الفرنسية قد بدأت» أو 
تواصلت» ولم تستكمل الثورة القانونية في مناطق مثل شمال غرب 
ألمانيا إلى الشرق من نر الراين» وفى "المقاطعات الإيليرية" (إستريا 
ودلماسيا وراغوساء وفي وقت لاحق سلوفينيا وجزء من كرواتيا»)» التي 


م تخضع للحكم الفرنسي إلا بعد العام 1805. 


غير أن الثورة الفرنسية لم تكن هي القوة الوحيدة وراء الثورة 
الشاملة فى العلاقات الزراعية. فقد تركت الدعوة الاقتصادية إلى ترشيد 
امتعلذل الأرفن أثرا يالغ عل الطفاة السعيرين فى" الفعزة الستابقة عل 
الثورة» وخلفت استجابات مماثلة. ففي إمبراطورية الهابسبيرغ» ألغى 
جوزيف الثاني بالفعل نظام الاسترقاق» وعَلْمَنَ جانباً كبيراً من أراضي 
الكمية قن :التمانيتات نم القن الكامق:عسر» ولأسيات: مائلة 'اسهاد 
الأرقاء في ليفونيا الروسية رسمياً مكانتهم باعتبارهم فلاحين ملاكاًء 
وهي المنزلة التي كانوا قد تمتعوا مها في ظل الإدارة السويدية. ولم يحصل 
هؤلاء على أدنى مساعدة من ذلك» لأن جشع السادة الملاك الأقوياء 
سرعان ما حوّل الانعتاق إلى محرد أداة لمصادرة أملاك الفلاحين. وبعد 
الحروب النابليونية» جرد الفلاحون من الضمانات القانونية القليلة التى 
بشيت لين وختبزرنا بجع الفامين 1819:و1830 خسن ارايت عل 
الأقل» فيما ازداد حجم العقارات التي يمتلكها النبلاء بما يتراوح بين 
0 و180 فى المئة”2» وأصبحت تحرث هذه الأراضى طبقة من العمال 
النين ل 3 أرمن لدديم: ْ 


وهذه العوامل الثلاثة» وهي تأثير الثورة الفرنسية؛ ودعوة الترشيد 


(15) التتطءكاتع7 ,نأمط دز «#عاقعط نم مط "0 ععمط أت ع1ننة س1 رعطاعى كأملذ 
رممتتهآ .]8 :مععمتطن1) 20136 العطوع سبحسقع م1 القطءدمع51232151155 عأطتدوء0) عاد[ ناز 
.122-128 .مم ,(1909 


205 
















































































حددت انعتاق الفلاحين في بروسيا بين العامين 1807 و1816. وكان 
نفوذ الثورة الفرنسية حاسم هن دون كك ذلك أن جيوشها سحقت 
بروسياء وقدمت دليلاً قاطعاً مؤثراً على عجز أنظمة الحكم القديمة التي 
لم تستطع التكيف مع الأساليب الحديثة» أي التي لم تكن على الطراز 
الفرنسي. وكما حدث في بليفونياء تلازم الانعتاق مع إلغاء الحماية 
القانونية المتواضعة التي حظي بها الفلاحون في الماضي. ومقابل إلغاء 
العمل القسري تسسات الأاقظافية: وختقوق الملكية الجديدة» أرغم 
العامل» من جملة خسائر أخرىء» على إعطاء سيده السابق ما يعادل 
الثلث أو النصف من ممتلكاته السابقة أو مبلغاً باهظاً من المال الذي 
يقصم الظهر عوضاً عنها. وكانت عملية الانتقال الطويلة المعقدة أبعد ما 
تكون عن الاكتمال بحلول العام 1848» غير أنه كان واضحاً أن ملاك 
الأراضي هم الذين حققوا الفائدة الكبرى» وأن عدداً أقل من ذلك من 
الفلاحين 9 فهين أفادو | بعض الفائدة بفضل حقوق الملكية الجديدة التي 
أضبخوا يمتعون نبا بيثما ساءت أحوال الأعليية د 
وتزايلاة بسترعة أعذاد العمال الذي لذ برق 0 


(16) أدى قصور التنمية الصناعية المحلية وإنتاج واحد أو اثنين من محاصيل التصدير 
(ولا سيما الحبوب) إلى تشجيع إقامة المزارع الضخمة وزيادة العمال الذين لا يمتلكون 
الأرض. وكان من شأن ذلك تسهيل قيام مثل هذا التنظيم (كان 90 في المئة من مبيعات 
الحبوب التجارية في روسيا آنذاك تأتي من الإقطاعيات الزراعية» و 10 فى المئة فحسب مما 
يملكه الفلاحون)» ومن جهة أخرىء كان الفلاحون أو صغار المزارعين يتمتعون ببعض 
المميزات في الحالات التي خلقت فيها التنمية الصناعية المحلية أسواقاً متزايدة متنوعة للمواد 
الغذائية التي تستهلكها البلدات المجاورة. من هناء وفيما أدى تحرير الفلاحين في روسيا إلى 
حرمان عمال السهرة من الملكية» “فإن القلاحين فى بوهيميا اتعفلوا إلى حالة من الاسنتقلال 
يعد تحر رهم عام 8. انظر : أعس«مننه[7 16 0 رصم و11 رمعلتاعطعطفهنؤآ طعا امصوم] رمم 
الء[) طقصرعط .8/1 هآ لاط لعنهاكصسة1 ,مقاب امددع1 1917 116 10 متدمر1 0 ترصام نمعر 

م.م ,(1949 ,ممللتسعدكل8 عارمم 
للمقارنة بين بروسيا وبوهيميكء انظر : عالاكقله/5 مصلا عنتدرمممءعلةاعسمننلهل2 عه[ مراع ةط جزم 
.85 434 .مم ,(1937) 146 .ام 


256 





كانت النتائج مجزية في المدى الطويل من الوجهة الاقتصادية» على 
الرغم من جسامة الخسائر في المدى القريب» كما يحدث غالباً في 
التغيرات الزراعية الكبيرة. ففي العام 1831-1830 كانت بروسيا قد 
استعادت مستوى الماشية والخراف الذي كان لاني سيت لمر 
وأصبح لملاك الأراضي حصة أكبرء وللفلاحين حصة أصغر. من جهة 
أخرى» ارتفعت مساحة الأراضي المحروثة بما يزيد على الثلث» 
والإشافية معدل النصقن قري لال النضنات الأول من القرن”” 7 
وكان فائض السكان الريقيين ترابلا سوعة وبما أن الأوضاع ذ فى الريف 
كانت بالغة السوء» فإن المجاعة التي حدثت بين العامين 1846 و1848 
ربما كانت أسوأ في ألمانيا منها في أي مكان آخر باستثناء إيرلندا 
وكا رخافت القن بين الطرادزعل الميجرة: تل إن الآلان كانوا 
قبل المجاعة الإيرلندية» هم المصدر لأكبر موجات المهاجرين. 


اتخذت أغلب الخطوات القانونية الفعلية لتأمين النسق البورجوازي 
لملكية الأرضء كما رأيناء بين العامين 1789 و1812. وقد بدأت نتائجها 
بالظهور والاتضاح بصورة بطيئة خارج فرنسا وبعض المناطق المجاورة 
لهاء لأسباب تتمثل في مجملها في قوة ردات الفعل الاجتماعية 
والاقتصادية في أعقاب هزيمة نابليون. وعلى العموم» كان كل تقدم 
ليبرالي يدفع الثورات القانونية خطوة إلى الأمام من حيز النظرية إلى حيز 
التطبيق» وكل استعادة لمظاهر من نظم الحكم القديمة خطوة إلى الوراءء 
ولا سيما في البلدان الكاثوليكية حيث كانت عَلُمنة أراضي الكنيسة 
وبيعها من أكثر متطلبات الليبراليين إلحاحاً. وبالتالي» فإن الانتصار 
المؤقت لثورة ليبرالية في إسبانيا ع 0 قد مهد لإصدار قانون 
" التسريح " الذي سمح للنبلاء ببيع أراضيهم بحرّية؛ وقد ألغي بعد 
عودة الحكم المطلق عام 3.» وقد أعادت الليبرالية تأكيلة عمد 


(17) «قاكز ‏ «مراعةاط طول ”رقصدطءءطص تعيد8 عمل عصنءلتتوسسةق" ,عواعندآا ا[ 
]1 353 .مم ,(1943) 157 .701 بعاأاعقلهاى لسبه عترمورمع/ة ]هرم ةاه لم 


2357 












































































































































انتصارها مرة أخرى عام 1836» وهكذا دواليك. وكانت مساحة 
متواضعة., إلا في المناطق التي كان فيها أفراد نشطون من الطبقة 
الوسطى اه د 0 0 هذه ارم لي 
النبلاء من 8 في المئة ا 0 إلى 66 فى المئة ع 5-7 ثم 1 
في المئة في 1*71835' ومن ناحية أخرى. بقي 90 في الممة من أراضن 
النبلاء في صقلية في أيدي أصحابها إلى مرحلة حا ا بال 


كان ثمة استثناء واحد في هذا المجال هو أراضي الكنيسة. وكانت 
أملاك الكنيسة تضم مساحات شاسعة من الأراضي البور المهمة سيئة 
الاستغلال» التي تمرح فيها الذئاب من دون رادع 1 وازع. ويقال إن 
ثلث هذه الأراضي في مملكة نابولي كانت تخص الكنيسة في العام 
70م وحتى في فترة الحكم الرجعي المطلق التي شهدت انهيار 
حكم جوزيف الثاني المستبد المستنير في النمسا الكائوليكية» فإن أحداً م 
يقترح إعادة الأراضي'الأعلنة المجزأة إلى رهبان الأديرة. وغل هذا 





(18) ماعاممممم ملاعل ©01غةلاساكلل هلايد علعجعمام علط ,اتعاعنيه7 متمسععر 
(1957 بفلمتطماة بالأعممةك© نقدوه1اه80) زر 1789-1535 ) عمعبوماوط مسقم ملاعم ماعمنفدرمل 
(19) انظر نتتأتنت]) (1860-1900) عتوومسبف علاعم ممسطلماتمه© ال ,تصعدع؟5 متاتممظ 
.175-176 .مم ,(1948 ,السممزع 

ثمة من يرود» يوحبدج معقولة. أن هذه اليو رجوازية الريفية القوية الممئلة في جوهرها 
للطبقة الاجتماعية التي تقود وتنظم المسيرة نحو الوحدة الإيطاليةء كانت»٠‏ بحكم توجهاتها 
الزراعية» تميل إلى التجارة الحرة الصارمة» التى أكسبت الوحدة الإيطالية الكثير من حسن 
النية من جانب بريطانياء غير أنها أدت» في الوقت نفسه. إلى إعاقة التصنيع في إيطاليا. .© 
64 ”يهأ مع سام نوكلا أعم المسعلممر تعل مموتطتصمءة-معءط كا اناد تمجه ترعوو0" تروك 
.(1960) 9 .0ط ,3 .801 ,م معللماعم ال معرمرو 

(20) أه 1لالالا وامعه: امل أقلضا أأعدل مفلهاط[ 2 0نتودها| أعل نماك ,عموط لوحا أعنبا1 

.19 ١ط‏ ,(1958 ,[.طم .م] سقلتل8) 1815 


2058 


1 


الأساس» تراجعت مساحة أراضى الكنيسة فى إحدى ضواحي راماغنا 
في إيطاليا من اثنين وأربعين ونصف في المئة من المنطقة عام 1783 إلى 
أحد عشر ونصف في المئة عام 1812. ولكن الأرض المفقودة لم تكن من 
نصيب الملاك البورجوازيين فحسب (وقد ارتفعت نسبتهم من 24 إلى 47 
في المئة). بل وزعت أيضاً على النبلاء (الذين زاد معدلهم أيضاً من 34 
إلى 41 في المئة)”'. ولا عجبء إذن» في أن اتقوم الشكوهات :اللييرالبة 
المتفلعة حتى في إسبانيا الكاثوليكية» ببيع أكثر من نصف إقطاعات 
الكنيسة بحلول العام 5+ وبشكل أساسي للمقاطعات التي تركزت 
فيها أملاك الكنيسة أو كانت التنمية الاقتصادية فيها متقدمة (وقد بيع في 
حمس عشرة مقاطعة ما يزيد على ثلاثة أرباع إقطاعات الكنيسة) ". 


ومما يؤخذ على النظرية الاقتصادية الليبرالية أن إعادة التوزيع 
الواسعة للأراضي ١‏ تفرزء كما تكهنت التوقعات الواقعة» طبقة من 
ملاك الأراضي أو المزارعين الناشطين التقدميين. فما الذي يدفع ونا 
من الطبقة الوسطى ‏ سواء أكان محامياً أم تاجراً أم مُضارباً - في منطقة 
متخلفة اقتصادياً ويتعذر الوصول إليهاء إلى أن يلزْمِ نفسه الاستثمار 
المتعب لتحويل أرض تملوكة إلى مشروع اقتصادي يدار بطريقة سليمة» 
بدلا من أن يحتل المكانة التي حرم طويلاً من الوصول إليهاء ويأخذ 
كان الكبيل:أودزعل الكتيمة الذى كان جلك تلك الارمن في 
الماضي» ويبدأ عددها مارقة “سلاسياته عاقةء مع إيلاء العملة النقدرة 
احتراماً أكثرء واعتبار أقل للتقاليد والعادات؟ وعلى امتداد المساحات 
البالغة الاتساع في جنوب أوروباء برزت منظومة من "البارونات" 


(21) أعع0: بممعلمه وعممع 'أأمد عموناتسه عتعدومتصه© عط .60 ,تتعطوصة2 ملممعك]آ 
تعسقلتا/ا) عطعتميمؤة عطعععكت ع تلدطك5 للاعمتالك*1 .0 .© وععامتاطاقا ,ععده1177001و10 م6 
.3 .م ,([1957] ,تالعمتفاعط 

(22) 4 مم41 نر مك1 عل هن 1ن 1رمعه عر /[300 مارم انك روعالا ومعمللا عسطلول 

.5 لصة 92 .مم ,19711 ,([1957-59] بعك لهتدم نل نممماعهيه8) .7015 


209 































































































القساة لتشد من أزر الطبقة القديمة. وبدأت المجمعات التي تركزت فيها 
العزب الكبيرة ة بالانقراض التدريجي» كما هي الحال في جنوب إيطالياء 
أو بقيت على حالهاء كما في صقلية» أو تعززت» كما في إسبانيا. ٠‏ وفي 
أنساق الحكم هذهء أدت الثورة القانونية إلى تشديد قبضة النظام 
الإقطاعي بنسق جديد. وزاد في ذلك أن صغار المشترين» ولااسيما 
الفلاحين» م ينتفعوا من عمليات بيع الأرض. وعلى الرغم من ذلك» 
ظلت البنية الاجتماعية القديهه في جورب أوروبا قوية إلى حدٌ أصبح 
معه مجرد التفكير في الهجرة الجماعية أمرأ مستحيلاً» إذ استمر الرجال 
والنساء ء في العيش حيثما عاش أجدادهم. وتضوروا جوعاً عند 
الضرورة مثلما تضور أولئك. أما الهجرة الجماعية من جنوب إيطالياء 
فلم تحدث إلا بعد نصف قرن من الزمان. 

وحتى عندما كان الفلاحون يتسلمون الأرض بالفعل» أو يُثْبَّتَ 
امتلاكهم لهاء كما كانت الحال في فرنساء وأجزاء من ألمانياء أو 
اسكندنافياء فإنهم لم يتحولوا كما كان مأمولا إلى طبقة ناشطة من صغار 
المزارعين؟ وذلك يعود إلى أمر بسيط هو أن الفلاحين كانوا يريدون 
الأرض» ولكنهم لم يكونواء إلا فيما ندرء يريدون اقتصاداً زراعياً 
بورجوازياً. 


11 


كان النظام التقليدي القديم؛ على ما فيه من عجز ونزعة للقمعء 
يمتاز بقدر ملموس من اليقين الاجتماعى» وحتى فى أتعس حالاته. 
بشيء من الأمان الاقتصادي, بالإضافة إلى أن هالة مقدسة من التقاليد 
والعادات كانت تحيط بذلك النظام. والمجاعات الدورية» وأعباء العمل 
التي كانت تمعلٍ الرجال يشيخون في الأربعين عالقا 
إنما كانت عملا ربانياً؛ وهي لا تكون أعمالاً من صنع البشر إلا في 
الأوقات العصيبة الخارقة للعادة وحالات الثورة. ومن عي قل 
الفلاحين» م نُعْطٍ الثورة القانونية شيئاً غير بعض الحقوق القانونية» غير 


2300 





أنها أخذت الكثير. ففى بروسياء قدم الانعتاق للفلاح ما يعادل الثلثين 
أو النصف من الأرض التي كان يحرثهاء وحرره من العمل القسري 
ومن التزامات أخرى. إلا أنه» رسمياء سلبه الكثير من الميزات» ومنها : 
مطالبته سيد الأرض بالمساعدة في الأوقات التي تقل فيها الغلال» أو 
يتفشى فيها الوباء بين القطعان؛ وحقه في جمع أو شراء الحطب للوقود 
من غابات السيد؛ وحقه فى طلب المساعدة من السيد لإعادة بناء بيته 
أو إصلاحه؛ وحقه في حالات الفقر المدقع في أن يطلب معونة السددك 
لدفع الضريبة؛ وحقه في رعي ماشيته في غابات السيد. وفى مثل هذا 
الوضعء يجد الفلاح الفقير نفسه بين أمرين أحلاهما مر. صحيح أن 
أملاك الكنيسة كانت عديمة الكفاءة» ولكن هذه الخصيصة هي التي 
اجتذبت الفلاحين. فإن ما اعتادوا عليه خلال معيشتهم في هذه العزية 
يصبح حقوقاً مكتسبةً. فإن تجزئة الحقلء أو المرعى» أو الغابة المشاعء 
أو إغلاقها سيحرم الفلاح أو ساكن الكوخ الفقير من موارد واحتياطات 
كان يعتبرها (بشخصه أو بوصفه جزءاً من السلعة) من حقوقه. وكانت 
سوق الأراضى الحرة تعني أنه قد يضطر إلى بيع أرضهء أو كانت تعني 
تكو طق من الكينان التناشطين في الأريافةة وأن يتعرض هو 
للاستغلال من جانت اللشعين القبناة متهم :بدلا من السادة الإقطاعيين 
القدامى أو بالإضافة لهم. لقد كان تطبيق الليبرالية على الأرض أشبه 
بالقصف الصامت الذي هشم البنية الاجتماعية التي طالما عاش في 
كنفها ولم يترك مكاها غير الأغنياء» وغير العزلة الموحشة التي تسمى 
الحرية. 


كان طيضا أن يبادر فقزاء الفاكحن أو سكان الأرياف عبيعا إن 
المقاومة قدر المستطاعء وكان طبيعياً أن يجاهر هؤلاء بالمقاومة باسم 
النموذج المثالي القديم لمجتمع مستقر عادل» أي باسم الكنيسة والملك 
الشرعي. وإذا ما استثنينا ثورة الفلاحين في فرنسا (التي لم تكن في العام 
9 ضد الكنيسة ولا ضد الملك على أية حال)» فإن جميع الحركات 
الفلاحية التي قامت في تلك الفترة ضد ملك "أجنبي" أو كنيسة 


301 


































































































" أجنبية " إنما قامت فى ظاهرها لمصلحة الكهنة أو الحكام | لحليين. فقد 
0 الحو لي 0 إيطاليا إك لحرت المروليتاريا الترعية 


3 العقيدة 1 المقدسة 0 البوربون؛ كانت تاشم الشبارات التي 
رفعتها عصابات المتمردين وقطاع الطرق في كالابريا وأبوليا ضد 
الاحتلال الفرنسي» وضد الوحدة الإيطالية فيما بعد. وبالمثل» تزعم 
الكهنة وأبطال قطاع الطرق الفلاحين الإسبان في حرب العصابات التي 
شنوها ضد نابليون. وتحالفت الكنيسة» والملك». ونرزعة تقليدية متطرفة 
حتى بالمقاييس السائدة في مطلع القرن التاسع عشرء لتحفز المغاوير 
الموالين للملك كارل في أقاليم : : الباسك ونافار وقسطلة وليون 
وأراغون» في حربهم الضروس ضد الليبراليين الإسبان في الثلاثينات 
والأربعينات من القرن التاسع عشر. وكانت عذراء غواديلوب هي التي 
تزعمت الفلاحين المكسيكيين عام 0. كذلك شنت الكنيسة 
والإمبراطور الحرب عل البافاريين والفرنسيين بزعامة جابي الضرائب 
أندرياس هوفر في التيرول عام 1809. كذلك حارب الروس م 
27 من سن القبصن والكبينة الأرتردكسية القدسة: كما أن 
الثوريبن البولنديين في غاليقيا أدركوا أن الوسيلة الوحيدة لاستنهاض 
الفلاكرنالأوكرانيين هي الأرتزفكسة البرداية والكهنة الو سلونة وق 
فشنلوا لأن الفلححين عدلوا عن السادة وانضموا إلى الإمبراطور. وخارج 
فرنساء حيث استهوت النزعة الجمهورية والبونابرتية قطاعاً مهماً من 
الفلاحين بين العامين 1791 و1815» وحيث كانت الكنيسة تلفظ آخر 
أنفاسها حتى قبل الثورة: فقد اندلعت اضطرابات فلاحية يمكن أن 
نسميها الآن يسارية؛ في مناطق قليلة» ولا سيما تلك التي كانت 
الكنيسة تعتبر فيها حاكماً غريباً مكروهاً مثل روماغنا البابوية وإميليا. 
وحتى في فرنسا نفسهاء ظلت بريتاني وفانديه قلعتين حصينتين للملكية 
البوربونية الشعبية. وكان إخفاق الفلاحين الأوروبيين في نصرة اليعاقبة 
والليبراليين» أي المحامين»؛ وأصحاب الحوانيت» ومديري العقارات» 


200302 





وموظفي الحكومة» وملاك الأرضء كان هذا الإخفاق قد أصاب مقتلاً 
من ثورات العام 1848 في البلدان التي لم تمنحهم الثورة فيها الأرض. 
وفي الحالات التي منحوا فيها الأرض» أدى تخوفهم من فقدانها أو 
قناعتهم بما لديهم إلى إصابتهم بالخمول والعجز. 


لم يقف الفلاحون» بطبيعة الحال» في صف الملك الحقيقي الذي 
كادوا لا يعرفونه» بل من أجل صورة مثالية لملك عادل كانء لو 
عرف» سيعاقب الانتهاكات التي يرتكبها زبانيته واللوردات» على الرغم 

من أن هؤلاء الفلاحين كانوا هبون لنصرة ة الكئيسة الحقيقية؛ ذلك أن 
كاهن القرية كان واحداً منهم» وكذلك كان القديسون في عداد الكل 
لمملا حوره بل إن إقطاعية الكنيسة المتداعية كانت» في بعض 
الأحيان» مالك أرض أكثر تسامحاً معهم من الرجل العادي الجشع. 
وحيثما كان الفلاحون يمتلكون الأرض ويتمتعون بالحرية» كما كان 
حالهم في التيرول» ونافار» أو (بدون ملك) في كانتونات سويسرا 
الكاثوليكية الأصلية التي انطبعت في أذهانهم بصورة البطل القومي 
وليام يِل فإنهم كانوا يتشبثون بالتقاليد دفاعاً عن حريتهم النسبية ضد 
التجاوزات الليبرالية. أما في الأحوال المغايرة» فكانوا أكثر ميلا إلى 
الاتجاه الشوري» وكانت أية دعوة لمقاومة الغزو الأاخسية أو 
البورجوازية» سواء أطلقها الكاهنء أم الملك أم أي شخص آخرء 
كفيلةً لا بنهب بيوت الوجهاء والمحامين فى المدينة فحسب» بل بإقامة 
مسي العتفالية تدقف فها الشركة وترفع رايات الفديسين لاحعللال 
الأراضي وتقسيمهاء ويقتل اللوردات» وتغتصب نساؤهم» وتحرق 
الوثائق القانونية. إن فقر الفلاحين وحرمانهم من الأرض كاناء في 
اعتقادهم, مخالفة لتعليمات المسبيح ورغبة الملك. وكان ذلك هو الأساس 
الراسخ للتململ الاجتماعي الثوري الذي جعل الحركات الفلاحية 
حليفاً غير موثوق به للرجعية في المناطق طق التي ينتشر فيه الرق» 
والإقطاعات الواسعة» أو في المناطق التي تشيع فيها الأملاك الضئيلة 
الحجم أو المجزأة إلى قطع بالغة الصغر. وكان كل ما يحتاجونه للتحول 


303 



























































































































































من ثورة شرعية شكلاًء إلى ثورة يسارية شكلاء هو إدراكهم أن الملك 
والكنيسة يقفان إلى جانب الأغنياء المحلين. وبروز حركة ثورية من 
جانب رجال مثلهم ويتكلمون لغتهم. وربما كانت حركة غاريبالدي 
الراديكالية الشعبية أول هذه الحركات. وقد هلل له وأعلى من شأنه 
العصاة في نابولي فيما كانواء في الوقت نفسهء يتغنون بأمجاد الكنيسة 
المقدسة وأسرة البوربون. ولساكون المارتسية والباكونينية أكثر فاعلية في 
هذا المضمار. غير أن تحول حركات التمرد الفلاحية من اليمين السياسي 
إل الباق السياسي كان قد بدأ قبل العام 8 ؛ ذلك أن الآثار العظيمة 
التي خلفها الاقتصاد البورجوازي على الأراضيء التي حولت نزعة 
التمرد الفلاحية السطحية إلى حركات وبائية» لم تتضح بصورة جلية إلا 
بعد أواسط القرن التاسع عشرء ولا سيما في الفترات التي سبقت 
وتلت الكساد الزراعي الكبير في ثمانينات ذلك القرن. 


17 


كانت الثورة القانونية بالنسبة لأجزاء واسعة من أوروباء كما 
رأيناء أشبه بأمر مفروض عليها من الخارج ومن سلطة علياء وكزلزال 
اصطناعي لا كمسيرة لينة على سهل بمتد مترامي الأطراف. وقد تجل 
ذلك في الحالات التي فرضت فيها هذه الثورة على اقتصاد غير 
بورجوازي تعرض للغزو من جانب اقتصاد بورجوازي» كما حدث في 


ا ل ا 0 
لوس ا 0100017 


(23) تمائل هذه الأراضي تلك التي منحت للكنيسة في البلدان المسيحية في القرون 
الوسطى لأغراض خيرية أو طقوسية. 


304 





أقل علماً ومعرفةً من الشعب الذي غزوه* وقد أغلقت المدارس» 
لأنها اعتبرت منابت للشعوذة» كما سمح بشراء أراضي الأوقاف 
للأوروبيين الذين 1 يفههوا مقاصدها ولا الاستحالة القانونية لانتزاعها 
أو نقل ملكيتها. ولأ مديرو المدارس» الذين كانواء في العادة» أعضاء 
في الأخويات الدينية الواسعة النفوذء إلى المناطق التي لم تقع تحت 
الاحتلال» لتعزيز قوات الثورة بزعامة عبد القادر. وبدأ منذ ذلك الوقت 
تحويل الأرض بصورة منظمة إلى ملكية خاصة بسيطة يتبادلها المشتري 
والبائع » مع أن الآثار الكاملة لهذا التحول لم تظهر إلا بعد فترة طويلة. 
وأنى لرجل ليزال أوروي :أن يفهم الشيكة المركبة من الحقوق 
والالتزامات الجماعية التي حالت» في منظمة مثل القبائل» دون انميار 
الأرض وتبعثرها إلى أشرطة وأجزاء فوضوية ضتئيلة من الأثلام المملوكة 
من أفراد؟ 


بحلول العام 21848 لم تكن الجزائر قد قهرت بعدء وكانت مناطق 
شاسعة من الهند تخضع للإدارة البريطانية المباشرة لأكثر من جيل. 
وحيث إن أحداً من المستوطنين البريطانيين لم يكن يرغب في تملك أرض 
هندية» لم تبرز أية مشكلات تتعلق بانتزاع الأرض أو مصادرتها. وكان 
أثر النزعة الليبرالية على الحياة الزراعية في الهند في المقام الأول حصيلة 
لسعي الحكام البريطانيين إلى وضع خطة مناسبة فعالة لتحصيل الضرائب 
على الأراضي. وكان تضافر الجشع والنزعة القانونية الفردية لديهيم هو 
الذي سبب الكارثة؛ فقبل دخول البريطانيين إلى الهندء كانت قواعد 
امتلاك السيد الإقطاعي للأرض معقدة» شأنها في ذلك شأن المجتمعات 
التقليدية القابلة للتغير التي تتعرض بصورة دورية للغزو الأجنبي. غيو 
أنا كانت بشكل عام تعتمد على ركيزتين ثابتتين؛ فالأرض» قانونا 
وفعلاء تخص تجمعات تحكم نفسها بنفسها (ومنها القبائل» والعشائرء 


(24) مسعم ,1830 ده عترذواه "ا عل أوتتمطد أغهء أعباءءة[اعاطا أماط 1 ,امعط .11 


.7 .م ,(1954) 1 701 عله :موتدعاترم أه ءادع لوجر عتماكةة ”4 


305 














































































































وكومونات القرى» والأخويات وأمثالها)؛ وكانت الحكومة تحصل على 
نسبة من المحصول. وعلى الرغم من أن جانباً من الأرض كان قابلاً 
للتداول على نحو ماء وأن بعض العلاقات الزراعية كان يمكن تفسيرها 
بأنها نوع من التملك. وبعض الدفعات في الريف بأنها نوع من الإيجار» 
فإنه لم يكن هناك ملاكون للأرضء» أو مستأجرونء أو أراض مملوكة 
بصورة فردية» أو تأجير بالمعنى الإنجليزي. وكان هذا الوضع مدعاة 
للاستهجان والاستياء من جانب المديرين والحكام البريطانيين الذين لم 
يفهموهء بل مضوا قدماً في اختراع ترتيبات ريفية مألوفة لد.هم. وفي 
البنغال» وهي أول منطقة واسعة تقع تحت السيطرة ة البريطانية المباشرة 
التي كانت تسمى الموغال». كان القائم عل جباية ضريبة الأرض» أي 
الزيمندارء من فتة الحباة الزراعيين أو الوكلاء المفوضين. ولا ريب فى 
أن هؤلاء كانوا يماثلون مالك الأرض البريطاني» الذي يدفع الضريبة 
المقدرة على جميع ما يمتلكه من عزب (كما هي الال في ضريبة الأرض 
الإنجليزية هذه الأيام)» وفقاً للتصنيف الذي يجري بموجبه جمع 
الضرائب» بحيث تؤدي عنايته بالأرض إلى تحسن أوضاعهاء ودعمه 
لنظام أجنيي إلى إضفاء الاستقرار عليها. ويقول اللورد تينماوث 1.0:0) 
(طانامسمعز16 في تسجيله لوقائع شهر حزيران/ يونيو 21789 التي 
وضعت فيها الخطوط العريضة ل, "التسوية الدائمة' لعائدات الأراضي 
في البنغال: "إنني أعتبر الزيمندار مالك الأرض» التي تنتقل ملكيتها 
على التوالي بحق الميراث. . .. وصلاحية التنازل عن الأرض عن طريق 
البيع أو الرهن» مستمدة من هذا الحق الأساسي. . .."”*©. وقد طبقت 
تنويعات من هذا الأسلوب الذي سمي النظام الزيمنداري على نحو 19 





(25) امعط علس ممم [0 «ربماعطاط عتستمممعظ 116 باختاط عفصي وامعصمع 
0/11 71 6 10 1757 ها "#عتحوط وأكقغةتر8 مط زه مك13 ع[ا ورمثل برعاي اعتفامور 
تعصطتناء ]1 بطعمع1 ,ابوط بآ اطملصهط) دعتعد لمتمعت0 وعمطناما” ,1837 مز متمعم رمز 

.ص .([1916] ,هه ممه 


306 








في المئة من المناطق في فترات لاحقة من الحكم البريطانٍ في في الهند. 


إن الحشعء لا سهولة التعامل» هو الذي استدعى تطبيق النوع 
الثاني من نظام العائدات» الذي شمل آخر الأمر ما يزيد على نصف 
المناطق الهندية خلال الحكم البريطاني» أي ريوتواري. فالحكام 
البريطانيون» الذين اعتبروا أنفسهم خلفا لاستبداد شرقي كان» من 
وجهة نظرهم التي تفتقر إلى الحكمة» هو المالك الأعلى للأرض برمتهاء 
حاولوا العيار يميه عبات حي رمع تقديرات للضريبة الفردية على 
كل فلاح» تاعتاز آأثةافن ملاك الأرهن الصعار أو التاحرية: وكان 
المبدأ الكامن وراء هذا الإجراءء كما عبر عنه المسؤولون الأكفاء 
بالوضوح المحهود فيهم » يمثل الليبرالية الزراعية في أنقى حالاتها. وقد 
استلزم ذلك» على حد تعبير غولدسميد (60105:010) ووينغايت 
(مأندعم2)18. " تحديد المسؤولية المشتركة فى عدة حالات تكون فيها 
الحقول ملكاً جماعياًء أو موزعة بين شركاء في الإرث» والإقرار بملكية 
الأزهى » وشوية كاتف الاداة"قينيا علق بالاستعصاد من 
السعاجرئن من البناطنة. والبيع :المفنسون لأصيحات الأرض ؛ 
والتسهيلات المقدمة لتنفيذ معاملات البيع أو نقل الأرض» وذلك عن 
طريق تحديد نسبة القيمة المقدرة للحقول"0. وقد تم في هذه الحالة 
تجاوز مجتمع القرية تماماً عل الرغم من ال الشديد الذي قدمه 
مجلس الإيرادات في مدراس (1818-1808). فقد رأى هذا المجلس» 
بحق» أن التسويات الضريبية الجماعية مع ماعات القرية أكثر واقعية» 
مع حمايتها والوقوف معها بوصفها أفضل ضمان للملكية الخاصة. وقد 
0 والتزمت الإداري آخر الأمرء وأسبغت على الفلاحين 
الهنود "نعمة الملكية الخاصة ". 


(26) بلسوط صمعع! :[.م .م]) ععل «م_ماءةا[ ع[ جز مط تدان معلصسطن طامعدصه كا 
56-7 .هم ,(1904 


3207 












































































































































كانت الأضرار المترتبة على هذا الإجراء من الوضوج ببحيث عادت 
تسويات الأراضي في المناطق التي تمت السيطرة عليها أو احتلالها فى 
شمال الهند إلى نظام معدل للزيمندار (وكانت هذه المناطق تمثل 30 في 
المئة من أراضي الحكم البريطاني للهند). إلا أن بعض المحاولات قد 
جرت أيضاً للاعتراف بالتجمعات الجماعية القائمة» ولا سيما في إقليم 
البكعاتة 


وتضافر المبداً الليبرالي مع الطمع الشرس لتضييق الخناق على 
الفلاحين ؟ فزادا الضريبة زيادة حادة (وقد تضاعفت إيرادات الأرض في 
بومبي أكثر من مرتين خلال أربع سنوات من احتلال الإقليم عام 
87 ). وأصبح مبدأ الإيجار الذي وضعه مالتوس (وننطالة/1) 
وريكاردو (00:ه1816) من خلال النفوذ الذي مارسه زعيم المدرسة 
النفعية جيمس مل هو العنصر الرئيسي في نظرية الريع. ووفقاً لهذا 
المبدأء اعتبرت إيرادات الأرض المحكومة فائضاً صافياً لا علاقة له 
بالقيمة. وقد أثير هذا المبدأ لأن بعض الأراضي التي تملكها الملاك كانت 
أككن خصيا من غيرهاء مما كزك آثارا متسر ةغل الافتصاد ياكطله. وين 
تو فزن مضادزة هلم الأراضبي ل تؤق حل انزو البالؤد.. إلا وول 
دون نمو أرستقر اطية مالكة للأرض وقادرة على ارتهان رجال الأعمال. 
وكان مستحيلاً أن يطرح النفوذ السياسي للمصالح الزراعية حلاً 
راديكالياً في بلد مثل بريطانياء وربما كان سيؤدي إلى تأميم الأرض. 
اه قوة غازية مستبدة طاغية أيديولوجية كانت قادرة على فرض ذلك 
فى الهند. وقد تقاطع عند هذه النقطة تياران من الحدل الليبرالي. فقد 
اتخذ مسؤولو الإدارة المحافظون وأصحاب المصالح الاقتصادية القدامى 
في القرن الثامن عشر موقفاً منطقياً مؤداه أن صغار الملاك الجهلة الذين 
عيشون حياة الكفاف'لن ينتطيحراء: عل الأطللاق "أن يراكموا زأس 
المال الزراعي ويدعموا الاقتصاد بهذه الخطوة. ففضلوا لذلك "تسويات 
دائمة" من النوع الذي طبق في البنغال» الذي مع طبقة من ملاك 
الأرضء وفرض معدلات من الضريبة ثابتة إلى الأبد (أعانكسية 


308 








متناقصة)» وشجع بالتالي على الادخار والتطوير. أما الإدارات النفعية» 
التي تزعمها المنظّر البارز مِل» فكانت تحبذ تأميم الأرض» وقيام تجمع 
من صغار الفلاحين ‏ المستأجرين على مخاطر قيام أرستقراطية ثانية من 
ملاك الأرض. ولو كانت الهند مثل بريطانياء لكانت حجة المحافظين 
أكثر إقناعاً بالتأكيد. وقد أصبحت كذلك لأسباب سياسية بعد العصيان 
الهندي عام 1857. ولم يكن لأي من النهجين السالفي الذكر علاقة 
بالزراعة في الهند. وبالإضافة إلى ذلك» ومع نمو الثورة الصناعية في 
بريطانياء أصبحت المصالح الفرعية لشركة الهند الشرقية القديمة (التي 
كانت لها الهند بمثابة البقرة الحلوب) خاضعة لمالج الصناعة البريطانية 
التي كانت تريد الاحتفاظ بالينت يوقا ومصكوا الكل لا ميافسا لها 
من هناء أعطيت الأفضلية للسياسة النفعية» التي أمّنت لبريطانيا سيطرة 
كاهلة » بومر مدا غاليا اتن السراقو وكاقع عدو الضريية التظليدية 
قبل السبطرة البريظاتة فقل ثلث الأبرادات بيثماء كان الأساس 
النموذجي البريطاني يعادل النصف. ولم تخفض الضريبة إلى معدلاات 
أخف إلا بعد أن أدت السياسة النفعية الانضباطية إلى إفقار الكثيرين» 
إلى ثورة العام 1857. 

إن تطبيق الليبرالية البريطانية على الأراضي الهندية لم يسفر عن 
قيام فئة فئة من ملاك الإقطاعات المستنيرين» ولا طائفة من صغار الفلاحين 
المالكين المجدين. بل إنه أسفر عن توليد عنصر آخر من الشكء هو 
شبكة أخرى معقدة من الطفيليين المستغلين للقرى (أي الموظفين الجدد 
في الراج لبريطاني)7© والتحول الملحوظ في الملكية» وتعاظم ديون 





(27) 0 همانم ع25© 2 ,10013 ده أعوم1آ طمتنام8ظ [دنائم1 عط1”“* بصطه©) .5 لتتممرعظ 
.418-31 .مم ,(1960) 9 1ن ,65 زل 51 اتعادق إن أممستمل 116 *”رمملوعظ ممتمصدظ 
تظهر دراسة الآثار الأولية للوجود البريطاني في الهند أن المسؤولين في مقاطعة بنارس 
(ولاية أوتار برادش) استخدموا مناصبهم الرسمية لاستملاك الأراضي بسعر الجملة. ومن 
أصل 4 مالكاً للإقطاعيات الكبيرة في نهاية القرن» استملك 23 سندات الملكية الأصلية 
للأراضي بسبب علاقاتهم مع موظفي الحكومة (ص 430 من المصدر المذكور). 


309 



































الفلاحين وارتفاع نسبة الفقراء بينهم. ٠‏ وفي مقاطعة كاونبور في ولاية 
أوثان براديتن كان الملاك الوارثون يمتلكون ما يزيد على 84 في المثة 
من جميع العزب عندما تولت شركة الهند الشرقية الأمور. وبحلول العام 
0+»؛ كان المالكون الأصليون لهذه العزب قد اشتروا أربعين في المئة 
ا ثم ارتفعت هذه النسبة إلى 62,6 في المئة عام 1872. وعلاوة على 
ذلك» كان أكثر من 750 عزية من أصل ما يزيد على ثلاثة آلاف عزبة 
أو قرية» أي نحو ثلاثة أحماس العدد الإجماليء التي انتقلت ملكيتها من 
ملاكها الأصليين في ثلاث مقاطعات في الأقاليم التكترفنة (أوتاد 
براديش) بحلول العام 418471846 قد رُهنت لدى الدائنين 
المرضين 00 

0 أن نقول الكثير لمصلحة الاستبداد المنهجي المستنير الذي 
أظهره ه البيروقراطيون النفعيون الذين بنوا الراج البريطاني في تلك الفترة. 
فقد أرسوا دعائم السلام. وطوروا الخدمات العامة» والكفاءة الإدارية, 
والقوانين التي يمكن الركون إليهاء والحكومة غير القاسدة على 
العو ات الحلياء إلا تيم الحقفرا إتتفاقا ذريها فى الناسية الاقم اديه 
ار او ار مود ا أو 
حكونات عل الظراذ الأوروى تمااتتها ورييا التيفورية ظل شبح 
المجاعات الرهيبة الكاسحة يخيم على الهند. وربما زادت وطأة هذه 
الكوارث في أواخر ذلك القرن» على على الرغم من عدم توفر الإحصاءات 
عن فترات سابقة. 


وكانت أمريكا اللاتينية هي المنطقة المستعمرة الكولونيالية (أو 





(28) 5ععصابحوء2 ومعاوع /11 مولح عط ما أع 811 لصمة“ بقأامن© ومكصمطك طاو لنك 
071 110100 “تلطع طأاموءأعمالط عط عن لم11 اونا عطا صا (طمعلوءط عمئن]) 
.(1958 أكتاعناش) 2 .مم ,لآ .1م ,عوجر 

انظر كذلك دراسة هذا المؤلف الرائدة والمفيدة بالقدر نفسه عن الأوضاع الزراعية التي اكتنفت 
التمرد في المقاطعات الشمالية الغربية عام 7 في علة  :‏ لإممتصطاء©) تطاء7طا بوعل1 ,برسوجور 
.(1959 


310 


طالل 


الكولونيالية سابقا) التي عونت 'فنها غناؤلات لتظبيق قانون الأرضن 
الليبرالي. وفي هذه المناطق» لم يبد المستعمرون الإقطاعيون الإسبان على 
الإطلاق أية معارضة ضد تملك الهنود الجماعي الأساسي للأرض ما دام 
المستعمرون البيض كانوا ينالون ما شاؤوا من الأراضي. إلا أن 
الحكومات المستقلة سلكت السبيل الليبرالي الذي دعت إليه الثورة 
الفرنسية والمبادئ التي طرحها بنثام وكانت مصدر إلهام لها. وعلى هذا 
الأساس» أصدر بوليفار مرسوماً بفردنة الأراضي الجماعية في البيرو 
(1824)» وقامت أكثر الجمهوريات الجديدة بإلغاء وقف الأملاك لورثة 
معينين على نحو ما فعل الليبراليون الإسبان. وربما أفضى تحرير الأرض 
إلى إعادة تنظيم الأراضي وانتشارهاء مس أن المزرعة (الهاسيئدا) ظلت 

يار الأساسية للك ان في كر م 0 
3 ديا إلا تعن 0 0 2 0 0 إن تحرير الاقتصاد 
السياسي في تلك البلدان ظل أمراً مصطنعاًء ؛ مثله مثل نظامها السياسي. 
و عل الرضم من يام البرلمانات» والانتخابات» وقوانين الأرض وما 
إليهاء فإن الأمور ذ في أمريكا اللاتينية ظلت» في جوهرهاء » على ما 
كانت عليه. 





37و 


تمثل الشورة في حيازة الأرض ونقلها الجانبَ السياسيّ من 
الاضطراب الذي أصاب المجتمع الزراعي التقليدي» بينما يمثل اقتحامها 
من جانب الاقتصاد الريفي الحديد والسوق العالمية الحانبَ الاقتصادي. وم 
يكن هذا التحول الاقتصادي قد اكتمل بعد في الفترة ة الممتدة بين العامين 
7 و1848. ويمكننا أن نتبين ذلك في المعدل المتواضع للهجرة .ول تبداً 
السكة الحديدية والسفن البخارية بخلق سوق زراعية عالمية واحدة إلا عند 
حدوث الكساد الكبير ف في المزارع في وقت لاحق من القرن التاسع عشر. 
من هناء كانت الزراعة المحلية تتمتع» إلى حد كبير» بالحماية ضد المنافسة 


311 













































































الدولية وحتى البينية في نطاق المقاطعات. من جهة أخرى. لم تكن المنافسة 
الصناعية قد بدأت بالفعل تتهدد المصنوعات الحرفية القروية أو مراكز 
الإنتاج المحلية» إلا لتحويل بعضها إلى منتجات توزع على أسواق أوسع. 
وكانت الاساليت الزراعية خارج نطاق الزراعة الرأسمالية الناجحةء 
تتغلغل ببطء في القرية» على الرغم من أن محاصيل صناعية جديدة حققت 
نفدم مشهودا. ومن هذه المحاصيل شمندر السكر الذي انتشر نتيجة 
لمقاطعة سكر القصب البريطاني خلال المرحلة النابليونية» ومحاصيل غذائية 
جديدة مثل الذرة البيضاء» والبطاطا. وم يكن ممكناً توليد حافز حقيقي 
في مجتمع زراعي بوسائل اقتصادية بحتة إلا بالتقاء أكثر من عنصر في 
زمان ومكان واحد. مثل القرب المباشر لاقتصاد صناعي على مستوى 
عال» ووجود موانع تكبح التنمية العادية. ْ 


وقد التقت هذه العناصرء وولّدت الحافز فى إيرلنداء وإلى حد 
أقل فى الهند. وكان ما حدث في الهند» ببساطة» هو التدمير شبه 
الكامل؛ خلال عقود قليلة» لما كان صناعة محلية وقروية مزدهرة مكملة 
للمداخيل الريفية؛ أي بعبازة أخرئ» تمريد الهتد من الصناعة. وبين 
العام 1815 والعام 32؛ انخفضت قيمة البضائع القطنية الهندية 
امصدرة من تلك البلاد من مليون وثلاثمائة ألف باوند إلى أقل من مئة 
ألف باوند» بينما زادت واردات البضائع القطنية البريطانية إلى الهند ستة 
عشر ضعفاً. وعام 1840. حذر أحد المراقبين من العواقب المدمرة 
الجسيمة لتحويل الهند إلى "مزرعة غلال لإنجلترا؛ فالهند بلد منتج» 
وقد ازدهرت فيها مراكز الإنتاج الصناعي بأنواعه منذ قديم الزمان» ولم 
تكن أية دولة أخرى قادرة على منافستها إذا توافرت عناصر العدل 
والإنصاف. . .. ومن الإجحاف بحق الهند أن تحول إلى بلد 
00 وهذا الوصف ينطوي على بعض التضليل» لأن تنشيط 





(29) -129 .م ,(1940 ,تعصهلاه0 .لا نممقهه.]) 10-104 ه1ك11 رأخنادآ عمسلوط تموزمجع 
130 


312 


الإنتاح كان» في فى الهند وفي بلدان عديدة أخرى» جزءاً لا يتجزأ من 
الاقتصاد اد الزراعي. 0 ا فإن سياسة عم ب 
الراضع 


وفي إيرلنداء كان الوضع أكثر إثارة. ففي بلد قليل السكان» 
متخلف اقتصادياًء يفتقر أهله إلى الأمن» كان المستأجرون الذين يعيشون 
من الزراعة على مستوى الكفاف يدفعون الحدود القصوى للإيجار 
لمجموعة قليلة من أصحاب الأرض الأجانب الذين لا يفلحون ولا 
بورفيةة بل تعسون خن أحلاكيم بصورة عامة. وياستثناء المنطقة 
الشمالية الشرقية فى إيرلندا (أي ألستر)ء كانت البلاد قد حدت من 
الصناعة بفعل السياسة التجارية للحكومة الاستعمارية البريطانية» وفي 
تعره لخدية رمسا افيه الميداعة ال ويظانلة وقد امقر كان فتن 
واحدء هو الاستعاضة بالبطاطا عن أنواع من الحاصيل الزوافية الى 
كانت شائعة فى السابق» إلى تعزيز إمكانية التزايد في عدد السكان؛ فإن 
عضول فذاقتر احذامق البطاطا ركني لنددية اعداى مره النامن أكتر كتير 

من إنتاج فدان من العلف»ء أو أية محاصيل أخرى في الواقع. وقد 
شجعت مطالبة سادة الأرض بأقصى عغدد مكن من المستأجرين الذين 
يدفعون الإيجارء وفي وقت لاحق» من الأيدي العاملة لفلاحة المزارع 
الجديدة التي تصدر المواد الغذائية إلى الأسواق البريطانية المتزايدة 
الاتساع» على مضاعفة القطع المملوكة. . ففي العام 1841» كانت مساحة 
4 في المئة من جميع الأراضي الكبيرة ة المملوكة في كوناكت أقل من 
حمسة فدادين» وذلك لا يشمل عدداً غير معروف من قطع الأرض التي 
تقل مساحة كل منها عن فدان واحد. وهكذاء تضاعف عدد السكان 
الذين كانوا يعتاشون من محصول هذه الأراضي خلال القرن الثامن عشر 
وأوائل القرن التاسع عشر. ع ا 
باونداً من البطاطا في اليوم» وحتى العشرينات من ذلك القرن» من 
كمةاين اخليب) وبعض السمك أحياناً. ولم يكن بين شعوب أوروبا 


313 


١ 1515010101110‏ د-11 















































































































































الغربية من يضاهي الإيرلنديين فقر60©. 


وحيث لم تكن ثمة فرص عمل بديلة» بعد إسقاط التصنيع من 
الحساب. كان ممكناً التكهن بنهاية هذا التطور بطريقة رياضية. فالكارثة 
كانت ستدق كل باب حالما يتزايد عدد السكان إلى الحدود التى تفرضها 
آخر وجبة من البطاطا في آخر قطعة أرض مفلوحة. وقد ظورت يو 
الكارثة فور انتهاء الحروب الفرنسية. وتضافر نقص الغذاء وانتشار 
الأمراضن اويا ليحصدا عشر الإيرلنديين الذين كانوا يجأرون 
بالشكوى من سوء الوضع الزراعي. وكانت الغلة السيئة والأمراض التي 
داهمت المحاصيل بمثابة فرقة لإطلاق النار على شعب حكم عليه 
بالإعدام. ولا يعلم أحد بصورة دقيقة» عدد الضحايا في المجاعة 
الكبرى في إيرلندا عام 017 التي كانت أضخم كارثة 


بشرية في 
التاريخ الأوروبي خلال الفترة التي تاها في هذه الدراسة. وت 
دراك كريس إن ان حو يوون فقن مانو در 
دسيونين آخرين هاجروا من الجزيرة المنكوبة بين العام 1846 والعاء 
1.. وكان عدد سكان إيرلندا عام 1820 أقل قليلا من سبعة ملايين 
نسمةء وعام 1846 ثمانية ملايين ونصف المليون. أما في عام 21851 
فقد انخفض العدد إلى ستة ملايين ونصف المليون. وأخذ عدد السكان 
بط باطراد من خلال الهجرة منذ ذلك الحين. وفي تلك الأيام. استعاد 
كاهن إحدى الأبرشيات في إيرلندا لهجة مؤرخي القرون الوسطى. 
ذكتب يشكو من أن أبرشيات غالوي ومايو لم تقم بطقوس العماد 
للأطفال عدة أشهر لأنه لم يكن ثمة مواليد في تلك الفترة”1©. 


في الفترة بين العامين 1789 و1848, كان من سوء طالع المرء أن 





(30) مررر ”,1780-1845 بلصماع:] ون لم6 لمة لصوكت بلأعمدوك .11 >1 


8 3024 285 .م ,(1949-1950) 03 ,وعتيع5 0م22 وظلا 11816 «ررماعوطلط عتسرم وعجر 
2010 لم05 عطا ومصمواط لمماء] وز عاهظ طنوءجآ أممموععج» 0005١‏ .11 8 


.م ,(1960) 1 .0ص ,14 .001 بدم زليو 1 125100 6 1846 دده عستصيوم1 


314 


يكون فلاحاً في الهند وإيرلنداء غير أن أحداً لم يكن يرغب في تلك 
الفترة» إذا أعطي حق الاختيار» أن يكون عاملاً في إحدى المزارع في 
بريطانيا أيضاً. فمن المتفق عليه أن أوضاع هذه الطبقة التعيسة كانت قد 
تدهورت بشكل ملحوظ بعد منتصف التسعينات من القرن الثامن عشر. 
ويُعزى بعض ذلك إلى القوى الاقتصادية» وبعضه الآخر إلى موجة الفقر 
المدقع التي استحدثت "نظام سبينهاملاند" (1795) » وهو محاولة حسنة 
المة ولكدين نعانيت: الفعواته اناشع اخ لأس هن لاخر لاخدال 
بتقديم الدعم لذوي الأجور المتدنية» وكان من آثارها الرئيسية تشجيع 
المزارعين على خفض الأجوره مما أدى إلى إصابة العمال بالإحباط. 
ويمكن الاستدلال على مقدار ما أصابهم من تململ ونزوع إلى التمرد 
بزيادة المخالفات لقانون الصيد في العشرينات من ذلك القرن» والجنح 
وحوادث الإحراق العمد للمباني والممتلكات فى الثلاثينات والأربعينات» 
وقوه شطا و ةااكثى "سركات الشك ره اعمال )لين لاست 
العاجزة» وهي حوادث الشغب الوبائي التي انتشرت بصورة تلقائية من 
كِنْتٌ إلى مقاطعات عديدة أخرى في أواخر الثلاثينات» وجرى قمعها 
ضورة وحمي ركد اولظ النيزالة الافسورافيةا جز الشكلات العدال 
بأسلويهها المبتسر الفظ بإرغامهم إما على قبول العمل بأجر اقتصادي أو 
الهجرة. وعام 1834» جاء قانون الفقر الجديد» وهو منظومة من المواد 
والبنود البالغة القسوة» ليقدم معونة الفقر للعمال الذين يعملون في 
المشاغل الجديدة (التي يرغمون فيها على ترك زوجاتهم وأطفالهم لثنيهم 
عن الانجراف العاطفي ا جنسي الذي يدفعهم» خلافاً لنصائح مالتوس » 
إلى التهور في الإنجاب)» مع سحب الضمانات التي تؤمنها الأبرشية لهم 
بتقديم الحد الأدنى من سبل العيش. وقد انخفضت كلفة قانون الفقر 
بصورة حادة (مع أن مليون بريطاني ظلوا يعيشون في فقر مدقع حتى نهاية 
الفترة التي تعالجها هذه الدراسة)» ويدأً العمال بعدها التحرك ببطء» ويما 
أن الكساد أصاب 00 فإن ا عي للد ولم تبدأ 


315 





كان العمال الزراعيون» في واقع الأمرء يعانون البؤس في كل 
مكان» مع أن أوضاعهم في المناطق المتخلفة النائية كانت» تقليدياً. 
متردية سيئة. وأدى الاكتشاف غير السعيد للبطاطا إلى هبوط مستوى 
المعيشة في أجزاء واسعة من شمال أوروباء وم يطرأ تحسن جوهري على 
أوضاعهم» في بروسيا مثلا إلا في الخمسينات والستينات من ذلك 
القرن. وربما كان وضع الفلاح المكتفي ذاتياً أفضل من ذلكء. على 
الرغم من أن أوضاع ملاك الأرض الصغار كانت» عند حدوث 
1 المجاعات» تدعو إلى اليأس. وربما لم تتأثر فرنساء وهي بلاد فلاحين» 
١ش‏ مثل غيرهاء بالكساد العام الذي أصاب الزراعة بعد الحروب النابليونية. 
| بل إن الفلاح الفرنسي لو نظر عبر القناة عام 1840 وقارن بين ما كانت 
1 عليه أوضاعه وأوضاع العمال البمريطانيين في العام 8,؛ لأدرك أن 
/ حظه كان أفضل من حظوظ البريطانيين على الجانب الآخر©. وفى 


تلك الأثناى كان المزارعون الأمريكيون على الجانب الآخر من المحيط 
الأطلسي ؛ يتابعون شؤون الفلاحين في العالم القديم» وبهنئون أنفسهم 
على أ: نهم لا ينتمون إلى أوروبا. 



































1 (32) "بعد أن عشت طويلاً في أوساط الفلاحين والطبقة العاملة في بلادي 
1 وخارجهاء ٠‏ علي أن أقول بصدق إنني لم أعرف أناساً أكثر من المزارعين الفرنسيين تأدب 
ونظافة ولخدا وتقشفا ورصانةٌ أو هنداماٌ إذا أحذنا أوضاعهم بالاعتيار. وهمء في هذه 
النواحي؛ يقفون بصورة صارخة على نقيض من قطاع كبير من العمال الزراعيين 
الاسكوتلنديين الذين يتميزون بالقذارة والبؤس البالغين» وكذلك الكثير من الإنجليز الذين 
يتسمون بالختوع والانكسار والانغلاق في أساليب معيشتهم» ومن الإيرلنديين المساكين الذين 
8 يعيشون شبه عراة» وفي ظروف قاسية كل القسوة. .."». انظر: 176 ,هسام دعق 
أمتنماءء اماك 10جه وام 1111 ,1700100 07 1007107717 أمن1 هته ع لاع امول 


25-6 2 ,(1848 ,تممععطاءط .ل بصملجمر]) 








































































































316 





الفصل التاسع 


نحو عالم صناعي 


"هذهء بالفعل» أيام مجيدة للمهندسين". 

جيمس نازميث (5ط1لا2:قة[! 91065[) » مخترع المطرقة الفا 1م 
"إزاء مثل هؤلاء الشهود» آه أيتها الطليعة المتقدمة» 

أفرطي في الثناء على قدرة القاطرة»؛ 

أفرطي في الثناء على البخار وخطوط السكك الحديد. 


أ. بومييه (0161طاتتاه2 221 


1 
بحلول العام 8؛ كان ثمة اقتصاد صناعى فعال» هو الاقتصاد 
البريطاني الذي استطاع بالتالي الهيمنة على العالم. وفي الأربعينات من 


(1) ,[طم بم تم لم]) مرو توررظظ إه ه1751 لم50 4 ,عع دالاصنهة .18.0 .ا 
.6 .2 .(1961 


(2) رة”ممهتموع بإحموط بعلوه لا بتع1]) لماعم :ةجمدم عط ,لتقعتط عععه80] 
6 .صق ,2 .ام ,(1944] 


317 


















































القرن التاسع عشر» ريما كانت الولايات المتحدة ومناظق واسعة من 
أووؤونا الغربية والوسطى قد تقدمت خطوات من عتبة الثورة الصناعية 
أو تجاوزتها. ومثلما كان يتوقع ريتشارد كوبدن (دعلطه0 لمقطء81) في 
أواسط الغلافينات؟:قمن الموكك أ الولايات التتحدة سشكون» يعد 
عشرين سنةء هي المنافس الجذي لبريطانياء كما أن الألمان كانوا في 
الأربعينات يشيرون إلى التقدم الصناعي السريع في بلادهم» على الرغم 
من أن أي طرف من الخارج لم يكن يشاركهم هذا الرأي. إلا أن هذه 
الاحتماللات لم تتحقق. وظل التحول الاقتصادي الحقيقي في العالم 
الناطق بغير الإنجليزية متواضعاً بحلول الأربعينات من القرن التاسع 
عشر. ففي العام 0» على سبيل المثال» كان إجمالي خطوط السكة 
الحديدية في إسبانيا والبرتغال واسكندنافيا وسويسرا وشبه الجزيرة 
البلقائية عه أكثر قليلا من مئة ميل : وإذا اسطينا الو لآياة” الممتحلاة: 
فإن هذا الرقم ينخفض إلى النصف في البلدان غير الأوروبية جميعها. 
وإذا وضعنا بريطانيا وعدداً قليلاً من البقاع الأخرى جانباًء فإن العام 
الاقتصادي والاجتماعي في أربعينات القرن لامع عشر ١‏ يكن ليبدو 
مختلفاً اختلافاً كبيراً عما كان عليه عام 1788. فأغلبية سكان العالم كانوا 
آنذاك مثلما كانوا قبل ذلك» فلاحين. ٠‏ وفي العام 0] لم يكن ثمة إلا 
مدينة واحدة يزيد عدد سكاها على مليون نسمة» هى لندن». وأخرى 
يزيد عدد سكانها على نصف مليون» هي باريس. وإذا استثنينا بريطانياء 
لم يكن في أوروبا كلها أكثر من تسع عشرة مدينة يزيد عدد سكانها على 
مئة ألف. 


كان بطء التغير في العالم غير البريطاني يعني أن النمو الاقتصادي 


فيه سيستمر» حتى نباية الفترة التي ندرسهاء خاضعاً لإيقاع الطبيعة 
الضارب في القدم, المتمثل في الحصاد اليد أو الحصاد السيئ» لا في 


(3) تفلتاصه20 غطا ؟ه 4ممكسمط! جلا6 ,عءطم© ل ع1 إن ع/اط 1116 رلزع لم11 مطمل 


.1 .م ,(1903 مستككدنا .1 .1 تسملمم]؟) [.80 5غ10] رمهنل8 عصسساهم؟ عدره 


318 








ستوات ينتاوت:فيها الازدهار والكساد الصتاعيان. وربما كانث أزمة 
العام 7 هي الأولى التي انتشرت على النطاق العالمي» وكانت تعود 
إلى أسباب وأحداث غير الكوارث الزراعية. وقد أدى ذلك» للمناسية» 
إلى نتائج سياسية عظيمة الأهمية. وفي الفترة الواقعة بين العامين 1780 
و1848» اختلف إيقاع التغير في المناطق الصناعية وغير الصناعية» واتخذ 
توافت نيا ا 


كانت الأزمة الاقتصادية التي اكتوت بئيرانها أغلبية أورويا بين 
العامين 1846 و1848 أزمة من الطراز القديم ما يحدث في اقتصاد 
تسيطر عليه الززاعة» وكات > عل تخو ماه اجياراً لاقتضاد النظام 
القديم بمفهوم علم الاقتصاد. إلا أن الأمر لم يكن كذلك في بريطانياء 
حيث كانت أسوأ الاهيارات في مراحل التصنيع الأولى قد حدثت بين 
العامين.1839 و1842». لأسباب "حديثة". وتزامنت» فى الوقت 
نفسه» مع الانخفاض النسبى فى أسعار الذرة. ويلغت حالة الهيجان 
الاجتماعى التلقائى ذروتها ف صيف 122 فَئَ الاضطراب العام الذي 
قام به الميثاقيون من دون تخطيط مسبق (أو ما يسمى أعمال الشغب 
المنفلتة). وما إن وصلت مضاعفات هذا الوضع إلى القارة عام 98 
حتى كانت بريطانيا تعاني أول حلقة في سلسلة الكساد الدائرية الناجمة 
عن التوسع الفيكتوري» مثلما حدث في بلجيكاء وهي البلد 
الصناعي» بشكل أو بآخرء في أوروبا. وكما تكهن ماركسء» فإن أية 
ثورة في القارة الأوروبية بدون حركة مطابقة لها في بريطانياء سيكون 
محكوماً عليها بالفشل. غير أن مالم يستطع أن يتبينه هو أن حالة 
اللاتوازن في التنمية بين بريطانيا والقارة كانت تحتم على أوروبا أن تقوم 
بالثورة بمفردها. 


(4) إن الانتصار العالمي الذي حققه القطاع الصناعي قد دفع المساريّن الصناعي وغير 
الصناعي إلى الالتقاء مرة أخرى» ولكن بطريقة أخرى. 


319 









































وعلى الرغم من ذلك. فإن المهم في الفترة الواقعة بين العامين 
9 و1848 ليس التغيرات الاقتصادية التى تعتبر» بمعايير لاحقةء 
طفيفة ضتيلة» بل النغيرات الجوهرية التي كانت نشق طريقها في 
أوروباء وكان أبرز هذه التغيرات في الجانب الديمغرافي. فكان العالم» 
ولا سيما أجزاءه التى كانت تدور فى فلك الثورة المزدوجة» قد بدأ 
جركولة:"الأشجار "عن لسؤقة الى سافن هن بركان العجورة خلال 
المئة والخمسين سنة اللاحقة. 5 قلة من الدول كانت» قبل القرن 
التاسع عشرء تقوم بالإحصاءات السكانية أو ما يماثلهاء على الرغم من 
افتقارها إلى المصداقية”'» فإن من الصعب قياس سرعة النمو السكاني 
في تلك الفترة؛ إذ كان النمو استثنائياً لا مثيل لهء وبلغ أعلى مستوياته 
في المناطق المتقدمة اقتصادياً (باستثناء البلدان الشحيحة السكان التى 
زوسبااه وندى النفا نين :418502:1790 فر نا نكن نالو ننه لسن 
(الذين تعاظموا بفعل الهجرة» وشجعتهم المساحات والموارد غير 
المتناهية في القارة الأمريكية)» تضاعفوا ست مراتء إذ ارتفع عددهم 
من أربعة ملايين إلى ثلاثة وعشرين مليوناً. وتضاعف تقريباً عدد سكان 
المملكة المتحدة بين عام 218501800 وارتفع عددهم ثلاثة أضعاف بين 
العامين 1750 و1850» وتضاعف سكان بروسيا (فى نطاق حدود 1846) 
بين العامين 1800 و1846. وكذلك كانت القن زوممينا الأوروبية 
(بدوة 03215 كهزا أن شكان الترويج والداتمارك والسوية وهرلتداء 
وأجزاء واسعة من إيطاليا قد تضاعف عددهم بين العامين 1750 
و1850ء غير أنهم تزايدوا بمعدلات أقل قليلا خلال الفترة الزمنية التي 
نعالجهاء وازداد عدد سكان إسبانيا والبرتغال بمعدل الثلث. 


(5) أجري أول إحصاء عام للسكان في بريطانيا عام 1801. أما الإحصاء المنهجي 


المنظم الأول فقد أجري عام 1831. 


3200 





09200000000 92 


وتتوافر لدينا معلومات أقل عن العالم غير الأوروبي. مع أن سكان 
الصين قد تزايدواء على ما يبدو» بمعدلات متسارعة خلال القرن الثامن 
عشر وأوائل التاسع عشر. واستمر ذلك حتى التدخل الأوروبي» وحتى 
الوقت الذي دار فيه تاريخ السياسي الصيني دورته التفليدية مؤذناً بانهيار 
الإدارة الزاهرة الفعالة لأسرة مانشو التي كانت قد بلغت أَوْجَها آنذاك©. 
وربما كان السكان في أمريكا اللاتينية يتزايدون بمعدلات قريبة ما كان 
شانما فى إنياي”- ولا تعتر عل أيه إشازة إلى انار سكان فى أسنياء 
بعادت ف امو يقرا رازو لكان وليس ثمة زيادة 
استثنائية لعدد السكان إلا في ب بعض الأراضي الخالية التي بدأ الملستوطنون 
البيض الإقامة فيهاء مثل أستراليا التي لم يكن فيها مستوطنون بيض عام 
0. ولكن عددهم ارتفع عام 1851 إلى نصف مليون شخص. 

لقد أعطى التزايد المثير لعدد السكان» بطبيعة الحال» قوة دافعة 
كبيرة للاقتصادء مع أن علينا أن نعتبر هذه الزيادة من نتائج الثورة 
الاقتصادية لا من الأسباب الخارجية المؤثرة فيها؛ ذلك أنه لم يكن ممكناً 
بدون هذه الثورة المحافظة على هذا النمو السريع للسكان أكثر من فترة 
محدودة (وذلك ما حدث بالفعل في إيرلندا التي لم يتعزز النمو السكانيٍ 
فيها بثورة اقتصادية مستدامة). تلوادت هذه الزيادة إلى توليد قوى 
عاملة جديدة» وقوى عاملة 'فتية" تحديدا. وزيادة فى أعداد 
المستهلكين. وكان العالم» في الفترة 7 بناطيا بمتورة كاف اكد 
شباباً مما كان عليه فى أي وقت مضى؛ إذ كان يحفل بالأطفال» 
وبالأزواج الشباب» أو بالناس الذين هم في ريعان العمر. 


وتمثل التغير الرئيسي الثاني في الاتصالات. وصحيح أن خطوط 


(6) كانت دورة البيلاية ل ل لق وقد تولت أسرة 


(07) أمظ[ إه (0111:6ك7 **,9هه6 1ع ططة- 0 مومقتط ومأعواط20 هآ“ ,2350© رميد8 .12 
.339-00 .جزم ,(1959-1960) 001.17 ,نرم 1و ةر 


321 












































السكة الحديدية كانت في بداياتها عام 1848» مع أن أهميتها العملية كانت 
معتبرة في بريطانيا والولايات المتحدة وبلجيكا وفرنسا وألمانياء إلا أن 
[الموتي رو تيسن فرك امعد 8 كان اه ربانش ال ا ني 
الامبزاطورقةالممساوية (باقهراء متهاريا )ادر ويد أكدر دن فلؤت الف 
ميل من الطرق بين العامين 1830 و1847؛ مما ضاعف من حجم شبكة 
المواصلات مرتين وثلثاً”*". وضاعفت بلجيكا شبكة الطرق فيها بين العامين 
0 و1850. وتضاعفت» حتى فى إسبانياء شبكة الطرق الصغيرة» 
بل الاستلال القر سي اساسا وى النتزة المددة تيل العا 1200 
و1850 تباعفنت الو لابائة المتحلف» الك كانه تعفوق في صقانت 
مشروعاتها على أية دولة أخرى» شبكة طرق البريد فيها أكثر من ثماني 
نوانث هق [2 الت ميل إل :170 الع ميل ".وكات لبر يطانا يظافها 
الخاص من القنوات الماتية» بينما حفرت فرنسا ما يعادل ألفى ميل منها 
(1847-1800)» وفتحت الولايات المتحدة مثل هذه المعابر المائية العظيمة 
الأهمية في إيري وتشيزابيك وأوهايو. وتضاعفت قدرة الشحن البحري في 
العالم الغربي بين العام 1800 ومطلع الأربعينات من القرن التاسع عشرء 
فيما كانت السفن البخارية» اعتباراً من العام 1822» تمخر عباب البحر بين 
بريطانيا وفرنساء وتذرع الدانوب جيئة وذهاباً. (في عام 1840» نقلت 
السفن البخارية 370 ألف طنء مقابل تسعة ملايين طن للسفن الشراعية» 
مع أن تلك الحمولة قد لا مثل أكثر من سدس القدرة الحقيقية لهذه 
الواكي وق هذا المدان انها تفوق الأمريكتون غل البلدان الأحرى: 
تماانيها تويطا با با معادكيم أحنيم اسطوه خاري فى ج10 


(8) 226 ”,1815-1848 ,قتتأكنخ صل لإنأكنانص[1 له 02105 مقصة 1" يسساظ عصمعوعل 

7 .جم ,(1943) 27 .001 رماو متعلمال8 إه اميه ل 

(9) ععاره لا بجعا[ بده لصمآ) ععتاكقنه اك زه «رموممقاءةط 78 بللمطلتسكلة .© اأعمطعتقق3 

.011 6و0 ,(1892 ,قصو5 لصه عع 1011160 .00 

(10) أوشك الأمريكيون على بلوغ هذه الغاية بحلول العام 1860» قبل أن تحقق السفن 
اللديديةةالتفوق: للبروطانيية. 


322 








وعلينا كذلك أن لا ننتقص من أممية التحسن الذي طرأ في مجالي 
السبرعة واطيؤولةء لاتقلل قن أن حدمة الغرة الى اقلت اجر روينا 
من .سان بطرسبرع آل تزلين فى أربعة آأيام '(1834) لتك معاحة 
للمخلوقات الأقل شأناً؛ بيد أن ما كان متاحاً لهم هو خدمة البريد 
السريع (المستعارة من فرنسا وبريطانيا» التي أصبحت تقطع المسافة بين 
برلين وماغديبيرغ في حمس عشرة ساعة بدلاً من يومين ونصف اليوم. 
كما تضاعفت أعداد الرسائل البريدية بفضل السكة الحديدية واختراع 
رولاند هيل (11:11 4هد1::ه2) المدهش للكلفة الموحدة للخدمة البريدية 
في عام 1839 (التي تعززت باختراع طابع البريد اللاصق عام 1841). 
ولكن التطور السريع حصلء» قبل هذا وذاك» في البلدان الأقل تقدما 
من بريطانيا؛ ففي الفترة بين العامين 1830 و1840» ارتفع عدد الرسائل 
المرسلة من فرنسا من 64 إلى 94 مليوناً. يضاف إلى ذلك أن السفن 
البخارية لم تكن أسرع وأدعى إلى الثقة فحسب. بل إنها كانت في 
المندل أ شي 


ولا شك في أن جوانب التحسن هذه لم تكن» من الوجهة الفنية» 
أكثر وقعاً وأعمق تأثيراً من خطوط السكة الحديدية. ومع ذلك» فإن 
الجحسور الخلابة التى ارتفعت فوق الأنهار» والمعابر والمرافئ المائية 
الامطاطة العظيهة» والسقق الجتراعية الصعيرة الى تلق سر عة فلن 
صفحة الماء كالبجع» وعربات البريد الأنيقة الجديدة» كانت آنذاك» 
وبعد ذلك» من أجل منتجات التصميم الصناعي. كما كانت» في 
الوقت نفسه» فعالة إلى حد يدعو إلى الإعجاب» بوصفها وسيلة لتيسير 
السفر والنقلء تربط ما بين المدينة والريف» والمناطق الفقيرة أو الغنية. 
وكان تزايد السكان مديناً لها بالكثير؛ لأن ما كان يكبح النمو السكاني 
في المرحلة ما قبل الصناعية لم يكن ارتفاع معدل الوفيات بين الناس» 
بل الكوارث الدورية مثل المجاعات وسوء التغذية التي كانت محصورة 


2110 .1010 ,للمطان ك1 


2323 




















































































































محلياً في أغلب الأحيان. وإذا كانت المجاعات قد أصبحت أقل خطراً 
في العالم الغربي في تلك الفترة (باستثناء سنوات القحط الشامل مثل 
416 . و1848-1846)» فإن ذلك يعود إلى جوانب التحسن هذه 
في خدمات النقل» بالإضافة إلى التحسن العام بطبيعة الحال في كفاءة 
الكو وال عار 


كان التغير الثالثت» بالطبع» يتمثل فى حجم التجارة والهجرة. ولا 
يصدق ذلك على جميع المناطق. فلم تكن ثمة دلائل على أن الفلاحين في 
كالابريا أو إيليرياء على سبيل المثال» كانوا مستعدين للهجرة آنذاك» أو 
أن كمية البضائع التي تصل إلى معرض نينيي نوفغورود السنوي الكبير 
كافت بير إل رجه عقير ”.غير أننا إذا تظرنا إل عار الخورة 
المزدوجة بأكمله نظرة كلية»ء لأدركنا أن حركة الناس والبضائع كانت 
تجري بصورة كاسحة. وبين العامين 1816 و1850». غادر نحو حمسة 
ملايين أوروبي بلدانهم الأصلية (وتوجه أربعة أخماسهم إلى الأمريكتين). 
بينما كانت موجات الهجرة الداخلية أسرع من ذلك بكثير. وازداد إجمالي 
التجارة العالمية للعالم الغربي ثلاثة أضعاف بين العامين 1780 و1840» 
وأكثر من أربعة أضعاف بين العامين 1780 و1850. وقد تبدو هذه 
الريادة موقيو" إذا قسة بتقايز لاقة “قي أغاة بالعاين الساقة 


(12) انظر الفصل العاشر من هذا الكتاب. 

(13) لالاساللا + نتووه] عانتمعه8 عمعاوعطء ةتبمممعار ,لامتصمعطكا طعتعوماعام اعجوم 
,482-483 .مم ,19 عاطه1 ,(1950 ,لإتحاتا .كتامح 120-70 .005 تزه ككلةه]/3]) 1500-1917 ,طعزمع[من][ 
غير أن كمية المبيعات تزايدت بصورة أسرع. 

انظر أينفيتاً : 6[ ها طتسالا! عرلا تنام ل رمأكسةاط دا اتبوجوءط نجه 070[ ,متتحاظ عمرمععل 

.7 .م ,(1961 رووععط ترتاأووعلالمل] ومماأععصءط :.ل .[[ بمماأععموط) «ومتمعت [امععاءع ةلز 

(14) نلاحظ بهذا الصدد أن اثنين وعشرين مليوناً من الأوروبيين هاجروا فى الفترة بين 
العامين 1850 و1888 ٠.‏ وفى العام 9 بلغ حجم التجارة العالمية الإحمالية نحو 3,400 
مليون جنيهء بالمقارنة مع أقل من 600 مليون جنيه عام 1840 


2324 


1 


1 


اللا 


على تلك الفترة التي استخدمها أهل ذلك الزمان» كانت تتجاوز كل ما 
شطحت به محيلاتهم من أحلام. 


11 

غي أن القضية الافي ونقطة الانعطاف التى لا يمكن أن 

يتجاهلها مؤرخو هذه الفترة مهما كانت محاور اهتمامهم » هي التسارع 
والزخم ش معدلات التغير الاقتصادي والاجتماعي بعل العام 0. إن 
فترة الثورة الفرنسية وحروبا لم نحدث إلا تقدماً بسيطاً نسبياً خارج 
بريطانياء باستثناء الولايات المتحدة ة التي حققت وثبة إلى الأمام بعد 
حرب الاستقلال.» فضاعفت مساحة أراضيها المفلوحة عام 1810» 
وزادت حجم الشحنات البحرية منها سبعة أضعاف» وأحخذذت» بصورة 
عامةء تبدي جانباً من قدراتها في المستقبل (ومن مظاهر التقدم 
الأمريكي في تلك الفترة: محالج القطن» والمراحل الأولى من الإنتاج 
بوساطة خط التجميع » وطاحونة أوليفر إيفانز (قصةا ,ع9ز01) العاملة 
بالحزام الناقل). وكانت الأسس قد وضعت لكثير من الصناعات 
اللاحقة» ولا سيما الصناعات الثقيلة» فى أوروبا النابليونية» غير أن 
أكثرها تبدد وانقرض مع انتهاء الحرب». مما تسبب في وقوع الأزمات 
فى كل مكان. وكانت الفترة الواقعة بين العامين 1815 و1830 هي» على 
العموم» فترة التكسات» أو في أحسن حالاتهاء فترة الإنتعاش البطيء. 
فقد عكفت الدول على تنظيم شؤونها المالية» عن طريق الانكماش 
الصارم في العادة (وكان الروس اخر من سلكوا هذا السبيل عام 
41)».. وأخذت الصناعات تترنح تحت ضربات تلك الأزمة والمنافسة 
الأجنبية» ولحقت بصناعة القطن الأمريكية أضرار فادحة» وتباطأً 
الزحف الحضري. فحتى العام 21828 تزايد سكان الريف الفرنسيون 
بالسرعة نفسها التي تزايد بها أهل المدن» وضعفت الزراعة» وبخاصة 
في ألمانيا. 0 يكن أي من المراقبين القمر الاوتصاذي في تلك لقره 


325 














































































































قلة منهم كانت تعتقد أن أي دولة غير بريطانياء وربما الولايات 
اللتحدة؛ كانت بالفعل على أعتاب ثورة صناعية. ولنأخذ بعض 
المؤشرات الواضحة على الصناعة الجديدة: فخارج بريطانيا والولايات 
المتحدة وفرنساء كان عدد المحركات البخارية وكمية الطاقة البخارية فى 
العالم كله في العشرينات من القرن التاسع عشر من الضآلة بحيث لا 
تستحق أدنى اهتمام من علماء الإحصاء. 


في العام 1830 (أو نحوه)» طرأ على الوضع تغيّر جذري سريع. 
وبحلول عام 21840 كانت المشكلات الاجتماعية الملازمة للتصنيع» م: 
نشوء البروليتاريا الجديدة» والأهوال المترتبة على الزحف الحضري 
المناقشات الجادة في أوروبا الغربية» والكوابيس التى تؤرق رجال 
السياسة والإدارة. لقد تضاعف عدد المحركات البخارية فى بلجيكاء 
وزادت طاقتها ثلاثة أضعاف بين العامين 1830 و1838: من 354 محركاً 
(بقؤة أجد عشز آلف حضنان) إل 712 (يقوة ثلانين آلف حصان): ونا 
أن حل العام 1850 حتى كان في ذلك البلد الصغير»ء الذي قطع أشواطاً 
ميد كال اللصية» نحو ألفين وثلاثمئة محرك تبلغ طاقتها ستة 
وستكين ألف 1 وأصبح ينتج نحو ستة ملايين طن من الفحم 
0 0 ثلاثة د 0). وليما م تكن لمة 
0+ أصبحت هذه الشركات عام 1841 هي القائمة على إنتاج نحو 

وسيكون من دواعى الضجر أن نستعرض البيانات المشابهة فى هذا 
المجال في فرنساء والدول الألمانية» والنمساء والبلدان الأخرى التى 


(15) زه لتعتتتوماءمء2 عتتجمدمعر عا انه ععنه 1 ,ممععصق© اأعسصمع ملصمجر 
:ل .للا بطماععملصط) مهلا[ كرت كامء5 هسه ععوءط إه كادعيوده© :1800-1914 عومما 
247 .م ,(1961 رووعء2 اوأاوء10مل]ا رماععملمرطم 


326 








أرسيت فيها دعائم التصنيع خلال هذين العقدين من الزمان. لقد ركبت 
شركة كُروبُ الألمانية» على سبيل المثال» أول محرك بخاري عام 21835 
وفتحت أولى الفوّهات في مناجم الفحم في إقليم الرور عام 1837» 
وشُغْل أول مصهر بالفحم في مركز الحديد التشكيلي الكبير في 
فيتكوفيتش عام 21836 وأقيمت أول طاحونة دوارة لدى شركة فلاك 
في لومباردي عام 1840-1839. ومن دواعي الملل كذلك. أن نبين 
بالتفصيل أن مرحلة التصنيع الثقيل المكثف لم تبدأ إلا بعد عام 1848 في 
أوروباء باستثناء بلجيكا وربما فرنسا. وقد شهدت الفترة الواقعة بين 
العامين 1830 و1848 ولادة المناطق الصناعية» والمراكز والشركات 
الصناعية التى ما زالت أسماؤها مألوفة حتى يومنا هذاء غير أن تلك 
الفترة لم تشهد بلوغ هذه الشركات مرحلة المراهقة» ناهيك عن البلوغ. 
ولو عدنا بالذاكرة إلى العام 1830» لأدركنا ما كانت تعنيه تلك الأجواء 
التي كانت تجري فيها هذه التجارب الفنية المثيرة» وطبيعة المشروعات 
الحافلة بالقلق والابتكار؛ لقد كانت تعني.فتح المناطق الوسطى الغربية 
في أمريكا. غير أن اختراع كورميك للحصّادة الآلية (1834)» وشحن 
أول 78 مكيالا من القمح من شيكاغو إلى الشرق عام 1838 لم يدخلا 
التاريخ إلا بسبب ما أسفرا عنه من نتائج بعد العام 1850. لقد ظل 
المصنع الذي أنتج الحصادات الآلية ينتظر وصول عبارات التهنئة على 
خطواته الجريئة حتى عام 1846. "كان من المتعذر إيجاد شركاء يتمتعون 
بالجرأة الكافية أو بالقدرة والطاقة اللازمتين» للانخراط فى عملية حافلة 
بالمخاطر مثل صناعة الحصادات. وكان الأصعب من ذلك إقناع 
المزارعين بالمغامرة باستخدام هذه الحصادات في حقولهم» أو بالإعجاب 
ذا لف1119 لع كا الام يعت كذلف هد خطوطل السكة 
الحديدية وإقامة الضناعات التقيلة في أورويا» وإحدات ثورة في 

(16) 10 «تمنابط 0021 ه ,لاتماسصده0) كمعله 3 7مقلهكتجماعء74 ,دمتلعنت لع تاونق 


52 .ص ,(1948 ,و5ء]2 تإألوتع كتملآ 071010 011لا بعآل) نر10ى ل كنام 40ل 


327 









































































































































أساليب الاستثمار. ولو لم يقم الإخوة بيرير بمغامرتهم الكبيرة في مجال 
التمويل الصناعي بعد العام 21851 فإننا لم نكن تُعنى بمشروع "مكتب 
الإقراض والاقتراض الذي أخذت الصناعة تقترض من خلاله من 
الرأسماليين وفق أفضل الشروطء وبكفالة الوسطاء من أصحاب البنوك 
الأثرياء"» وهو الامتياز الذي تنازلوا عنه للحكومة الفرنسية الجديدة 
عام 771830". 


وعلى نحو ما حدث في بريطانياء فإن البضائع الاستهلاكية» وهي 
المتوعات غموماء والمزادا القذائية أسيانا» ىال درك فورارت 
التصنيع هذه. غير أن البضائع الرأسمالية» مثل الحديد والصلب 
والفحمء وأمثالهاء كان هى الأكثر احمية نما كانت عليه فون الثورة 
الصناعية البريطانية الأولى. ففي العام 1846. كان 17 في المئة من العمالة 
والاستخدام الصناعي في بلجيكا في مجال الصناعات الرأسمالية» مقابل 
8 أو 9 في المئة في بريطانيا. وبحلول عام ١1850‏ كان ثلاثة أرباع الطاقة 
البخارية في بلجيكا يستخدم في صناعة المناجم والتعدين”*''. ومثلما 
كان الحال في بريطانيا أيضاء كانت المؤسسة الصناعية الجديدة؛ أي 
المصانع » ومشاغل الحدادة» والمناجمء صغيرة ا وتحيط مها تجمعات 
ضخمة من القوى العاملة المحليةء» الرخيصة غير الثورية من الوجهة 
الفنية» المدفوعة الأجر من الباطن» وقد تنامت لتلبية مطالب المصانع 
والسوق ثم بدأت تنقرض مع التقدم في كليهما. وفي بلجيكا (1846)» 
كان معدل أعذاد العاملين في مصانع الصوف والكتان والقطن لا 
يتجاوز 30 أو 35» أو حتى 3 عاملاء وكان المعدل في "مصنع' 


2127 .1 115 .مم ,.10ط] مم تعصدةه 


(18) انظر : المصدر نفسهء ص 2347 و :]ه [1مده© 771:6 ,تتصقصكظه1] .0 معطغاة/11 
.لا ممه دمكتعلمع .0 .17لا و0 ممحموعء0 عغطا حدهنا لعتداكصةء] ,دعتممسمعط أم د11 
.م ,(1958 رقه600هء1[طوط جصوعه0 :.لا .ل ,معط وططهجآ) عمملهك .1ز 


328 








1 0 


المع فى الشتويد عام (1838) ستة عمّال أو . من جهة 
أخرى» ثمة دلائل» كما هو متوقع؛ على ووه اط تجميع أكثر تركيزاً 
تنما كان عليه الحال في بريطانياء في النقاط التي نمت فيها الصناعة فيما 
بعد» وأحياناً على هيئة جيوب في البيئات الزراعية» مع الاستفادة من 
خبرة الرواد الأوائل» وكانت تقوم على تقانات أكثر تطوراًء وتتمتع 
بمساندة تخطط لها الحكومة في أغلب الأحيان. وكان ثلاثة أرباع عمال 
الغزل في بوهيميا (1841) يعملون في مصانع يزيد عدد العاملين في 
كل منها على 100 عامل » ونصفهم في 15 معملاً يزيد عدد العمال في 
كل واحد منها على 200" (وكانت جميع المصانع تقريباً تعمل في 
الخمسينات باستخدام المغازل اليدوية). ويصدق ذلك بصورة ة أكبر على 
الصناعات الثقيلة التي بدأت تحتل الآن مكان الصدارة. وفي بلجيكاء 
كان معدل عدد العمال عام 1838 في كل واحد من مصانع سبك 
المعادن 80 عاملاً» وفي منجم الفحم عام (1846) نحو 4210150 ولا 
ننسى عمالقة الصناعة مثل كوكريلز في سيرانغ التي كانت تستخدم 
0 عامل. 


كان المشهد الصناعى» إذن» أشبه بسلسلة من البحيرات تطرزها 
نفدي نذا اعينها الجلد عموما توجيقه اجو هده المحورافة فزن 
الجر رافية تكزن: هئ 'الملذن. الصتاغية: والشمعات الريفية (مكل منبكات 
قرى التصنيع الشائعة في المناطق الوسطى من ألمانيا وجبال بوهيميا) أو 
المناطق الصناعية : بلدات صناعة النسيج مثل مولهاوس وليل أو الرون 
في فرنساء وإيبرفيلد ‏ بارمن (موطن عائلة فريدريك إنغلز التقيّة التي 


(19) ب,كعتاعقتماى زه بربودرمق21 776 بالمطلك8 مه ,48 .م ,.لتط1 بمسقمط مط 
107 

(20) *”رولصهمآة طععع2 عط ص ومأساونع8 لأمكادنقم[ عط" رعنط بنواوموك 
.199-00 .مم ,(1960) 2 .701 ,م 2115101 

(21) 1800-1914 عممسظ زه اتعدممماءمء82 عتتررمددمء1 عا 10ت معته 17 ,ناهتع مدت 
.7 بم ,كاط1 ,للهطلساة مجه ,347 .ع رجه17 “زه كلءعء5 تبن ععوءط زه كاكعنن 001 


329 


















































































































































تزعمت صناعة القطن) أو كريفيلد في بروسياء وكذلك جنوب بلجيكا 
وساكسونيا. وإذا ما نظرنا إلى الكتلة العريضة من الصناع والفلاحين 
المستقلين الذين كانوا ينتجون البضائع لبيعها في السوق في فصل 
الشتاء» أو العمال المحليين المنتجين» فإن الجحزر تمثل المعامل والمصانع 
والمناجم ومشاغل السكب على اختلاف أحجامها. وتغطي المياه جانباً 
كبيراً من هذا المشهد. وإذا أردنا تعديل هذه الصورة التشبيهية لتقريبها 

من الواقع» فإن المياه تمثل أسرّة صغيرة من القصب أو نقاط الإنتاج 
التابعة التى تكونت حول المراكز الصناعية أو التجارية. وقد نشأت 
كذلك ضناعات عخلية واحرق كالت قد أمسست. في توقك: سابق :وأقك 
بالإقطاعات. وكانت هذه الصناعات» مثل صناعة الكتان في سيليسياء 
تحتضر بسرعة وتوشك على الانقراض”". أما المدن الكبرى» فلم تكن 
قد مستها يد التصنيع بعدى الس الاي 
غفيرة من العمال والصناع العاملين لتلبية احتياجات الاستهلاك» 
والنقل». والخدمات العامة. ومن بين مدن العالم التي يزيد سكاءها على 
مئة ألف نسمة» باستثناء ليون» لم تكن ثمة مراكز صناعية إلا في المدن 
البريطانية والأمريكية؛ فلم يكن في ميلانوء على سبيل المثال؛ إلا 
محركان بخاريان عام 1841. والواقع أن المركز الصناعي النموذجي» في 
بريطانيا وفي القارة الأوروبية عموماًء لحكل أكخر مروديلدة صعيرة 3 
متوسطة الحجم أو مجمعاً قروياً في المقاطعة. 


وثمة ناحية مهمة اختلف فيها التصنيع في القارة الأوروبية» وإلى 
حد ما في أمريكاء عن بريطانيا؛ إذ إن الشروط المسبقة الضرورية لتطور 
التصنيع التلقائي في القطاع الخاص لم تكن مواتية في الأولى مثلما كانت 
في لريطائراء بود نحو مني اقبي الإعداد »1 تكن رطان كنا 


(222 ذ :لسماعصنطظ عطا مه هتوعازك ص وعتاكبالم1 عاناع1 عط“ بطعمن! أمرمممعكر 
9 .01" ,ماعط عتتجمممعط زه أمممامل ”,هنوع تلمتاددسطم] مذ رساك عحتاأمعقممه0 


.(1959 معطمووءعءج]1) 


23130 





رأيناء تفتقر فعلاً إلى أي من عناصر الإنتاج» أو تعاني من العراقيل 
المؤسسية المثبطة تماماً للنمو الرأسمالي الكامل. ولم يكن الأمر كذلك في 
البلدان الأخرى؛ ففي ألمانياء على سبيل المثال» كان ثمة نقص واضح 
في رأس المال. ويتجلى ذلك في مستوى العيش المتواضع في أوساط 
الطبقة الوسطى الألمانية (على الرغم من أن مستوى الحياة هذا قد اكتسب 
مظهرا حميلا بفعل الزخرفة الداخلية التقشفية الخلابة للمنازل التي على 
طراة قرت اك وفانها إن لهسي أل اعوانه كان بقاعي ففير هقان 
في الثراء» مع أن منزله في فايمار كان أقرب في طابعه العام إلى المنازل 
المنوافبفة الحادية ال ا مكنا ديري البثوك البريطانيون من عائلة 
كلابهام. وفي فقبريدات القزة العامن عضن كانت يداف البلاظط) 
وحتى الأميرات» في برلين يرتدين الملابس القطنية البسيطة على مدار 
العام. وإذا كان لديبن ثوب من حرير» فإنبن يرتدينه في المناسبات 
الخاصة”©. وكان نظام الغيلد (النقابات) الذي يشمل معلم الصنعة» 
وعمال المياومة البارعين» والأغرار» يقف حجر عثرة في وجه تطور 
المشروعات الخاصة وحراك العمال المهرة» بل فى وجه التغير الاقتصادي 
بأكمله. وقد ألغيت إلزامية انضمام أصحاب الصنائع إلى الغيلد في 
روسيا عام 21811 ولكن قرار الإلغاء لم يشمل نقابات الغيلد نفسها التي 
كان أعضاؤها يتمتعون بقوة سياسية جراء التشريعات البلدية فى ذلك 
الوفكهويفي انعم العدات على موعوا النناءق فبنى الفلالتنانك 
والأربعينات من القرن التاسع عشر. أما في المناطق الأخرى» فقد تأخر 
إقزار خةة "العدارة عه الشمسيابتة: 


إلا أن كثرة الدويلات الصغيرة التى كان لكل منها ضوابط 
ومصالح خاصة قد أعاقت التنمية العقلانية. إن مجرد إقامة الاتحاد 
الجمركي العام (باستثناء النمسا)» الذي أفلحت بروسيا في إنشائه لخدمة 


(23) جز 840067 مسد «ععكدهةلة 784006 عز2 بصطعه8 عنجقكلة لصة اعطعمتط متهعاو© 


.6 .م ,([1924] ,.طام .حا بتمعطعمسابة) 1818-1842 #«عم بط مل بعاباء مضعم 


331 

















































































































































































































مصالحها الخاصة وبفعل الضغوط التي يفرضها موقعها الاستراتيجي ف 
العامين 1818 و1834 كان بحد ذاته انتصاراً متميزاً. فقد غمرت 
الحكومات» ذات الطابع التجاري أو الأبوي» هذه القضية المتواضعة 
بفيض مما لديها من تعليمات وإرشادات إشرافية وإدارية» تما أسهم في 
تحقيق الاستقرار الاجتماعي» ولكنه أثار الغيظ في نفوس أصحاب 
المشروعات التجارية الخاصة. فقد كانت الدولة البروسية تتحكم في 
منتجات الصناعات اليدوية» وتفرض العدالة والمساواة في أسعارهاء 
وكذلك في أنشطة صناعة نسج الكتان المحلية في سيليسياء وفي 
عمليات مُلاك المناجم غل الضفة اليش لنهر الراين: وكان من 
الضروري» قبل فتح أي منجمء الحصول على إذن حكومي» ويمكن 


في ظل هذه الظروف (التى نجد مثيلاً لها فى دول عديدة كثيرة) 
كان على التنمية الصناعية أن تسير على نحو تختلف عما كان في 
بريطانياء من هنا ء وات الحكومات في جميع أنحاء أوروبا تؤدي دوراً 
متعاظماً في عملية التنمية» ٠»‏ لا لأا كانت تريد ذلكء» بل لأن عليها أن 
تحول جاتنا كيرا مع هذا الدون: ففي العام 1822. أسس وليام الأول 
(1 نةناا1/1)» ملك هولندا المتحدة» الشركة العامة لدعم الصناعة 
الوطنية في الأراضي المنخفضة التي قدمت لها الأرض منحة من 
الدولة» وأسهم الملك بنحو أربعين في المثئة من أسهمهاء مع ضمان 
خمسة في المئة لجميع المشاركين الآخرين. وواصلت الدولة البروسية إدارة 
جاني كير شو ناجم التللاده كما تولك الشكوييات قطيطا: خطرط 
السكك الحديد جميعها بلا استثناء» وتشييدها ومدها أو دعمها بمنحها 
امتيازات تفضيلية أو ضمانات استثمارية. والواقع أن بريطانيا همي ار 
الوحيدة التي قامت فيها الشركات الخاصة المخاطرة الساعية إلى تحقيق 
الريج ببناء أنظمة السكة الحديدية بأكملهاء » من دون أن تقدم مكافات 
تأمنات للمسكتدرين أن أضحات رووين الأموال: وكانة القكة 
البلجيكية هي الأسبق والأفضل تخطيطاً؛ إذ إنها مدّت في أوائل 


332 





الثلاثينات لفصل الدولة الحديثة الاستقلال عن نظام الاتصالاات 
والمواصلات الهولندي» الذي يعتمد أساساً على الممرات المائية. أما في 
فرنساء فقد أدت الصعوبات السياسية وتردد البورجوازية الكبيرة المحافظة 
في استبدال الاسكماز- الأمى باسكمان الراهنة غا المشقيل إلى تاخرفئى 
بناء الشبكة التي صدر قرار بالموافقة عليها عام 1833 . كما أن شح الموارد 
عرقل تنفيذ المشروع في النمسا على الرغم من أن الدولة أقرت بناءه عام 
2 كما عرقل الخطط الموضوعة بهذا الشأن في بروسيا. 


ولأسباب مماثلة» اعتمدت المبادرات التجارية القارية على 
مشروعات اقعتصضاذية » 'وكشتريعاث تجازية ومضزفية وأدؤات همنالية 
أحدث بكثير ما كان في بريطانيا. وقد قدمت الثورة افر اق الرادج 
هذه التسهيللات كلهاء ووجد العالم قدوة وتدردعا عاماً حتذى للأسباب 
نفسها في منظومة نابليون القانونية» بتشديدها على حرية التعاقد التي 
يكفلها القانونء واعترافها بالعملات الورقية والأوراق التجارية اللأخرى 
للتعامل» والترتيبات التى أقرتها لإقامة الشركات العامة المشتركة (مثل 
الشركات المغقلة المحدودة السؤولية التضامنة ذات السؤولية المششركة 
التى تبنتها أوروبا بأكملها ما عدا بريطانيا واسكندنافيا). وبالإضافة إلى 
ذلك» فإن وسائل تمويل الصناعة التي تفتقت عنها قريحة الإخوة بيرير» 
التوويك الكان سيعهر بن الشباب» قد لقيت الترحيب في الخارج. وقد 
تحقق انتصار هؤلاء الأكبر خلال فترة الازدهار العالميى في الخمسينات 
من ذلك القرن. غير أن "الشركة الغامة*.البلجيكية كانت قبل ذلك 
في الثلاثينات» قارس ابستمارا مصرفياً من النوع الذي تصوره الإخوة 
يزيز 6 وتيت الممولون في هولندا الأفكار السان سيمونية المع أن أكثرية 
رجال الأعمال الآخرين لم يحذوا حذوهم). وكانت هذه الأفكار» في 
جوهرهاء تهدف إلى حشد أشكال متنوعة من الموارد الرأسمالية التي لم 
تكن توجه تلقائياً إلى التنمية الصناعية» ولم يكن أصحابها يعرفون كيف 
يستخدموما إذا أرادواء من خلال البنوك وصناديق الائتمان. وقد 
أنتتجت هذه الأفكار بعد العام 1850 الظاهرة القارّية النموذجية (ولا 


233 




































































































































































سيما الألمانية) التي يحزم ينها بنك كبير بدور مردوج؟ باعتباره بنكاً 
ومستثمراً في أن معاًء مما يمكنه من السيطرة ة على الصناعة وتيسير 
تجمعاتها المركزية المبكرة. 


11 

إن التنمية الاقتصادية خلال تلك الفترة تنطوي على مفارقة ضخمة 

كدر ا م را تيرق علها ني 
الرأسمالي. ا افاي اد 
الألمعية الولكاوة 0 أصحاب 5-0 ان الكتر 
بي ل 
بتموقهم العلمي في تحقيق إنجازات تقانية مبتكرة ة باختراع التصوير (مع 
كول سس ود اقونكر وإنتاج 0 و 00 
وَالعَلمة. وكانت في البلاد أوضيدة 00 و بالاستعانة ا 
الفنية الفرنسيةء نكي ديعا ار 0 وحتى »2 بعد العام 
7 اتح اشن ومين و يب جلبون تردان د ارت إل 
الخارج'ة “» ما يضع فرنسا في المرتبة الثانية بعد بريطانيا من حيث 
التعامل مع الخارج هذه المبالغ الفلكية. وكانت باريس مركزاً عالمياً 
للتمويل لا تسبقه لندن إلا قليلا. وفي أوقات الأزمات» مثل العام 
7 قامت شركات فرنسية ضخمة في أربعينات ذلك القرن بإنشاء 
شركات الغاز في أوروبا: : في فلورنسا والبندقية وبادوا»ء وحصلت على 





(24) 1800-1914 076 تلا إن 11( ماع12 عتتررمنتمعي ع[ سه عمسهم1 رام رعصيقه 


.5 20ج 79 .نام تفلا[ [ه كوعء5 مسن معووط إن كاععنتودم 0 


3234 








تصريح بإقامتها في جميع أنحاء إسبانياء وفي الجخزائر والقاهرة» 
والإسكندرية. كما أن شركات فرنسية كانت على وشك تمويل خطوط 
السكة الجحديدية فى القارة الأوروبية (باستثناء ألمانيا واسكندنافيا). 


غير أن الضف الاقتضادية الفرتسية كانت قى 'يتيتيا الأساسيةء 
بطيئة الحركة في واقع الأمرء مقارنة بالبلدان الأخرى. وقد تزايد عدد 
سكانها مهيدوء» غير أن مستوى السكان لم يشهد طفرات حادة. كما أن 
مدنها (باستثناء باريس) كانت تنمو بصورة متواضعة» بل إن بعض هذه 
المدن أضعيتك بالاتكمائن في أراال ا ره 

قوة جميع الدول الأووويا الأخرىء 5-0 الطاقة 00 00 
ان ل 00 الرغم ما 
كانت تتمتع به فرنسا من مزاياء ومن بداياتها المبكرة» فإنها لم تستطع 
أبداً أن تكون دولة صناعية كبرى مثل بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة 
الأمويكية: 


ويمكن تفسير هذه المفارقة» كما رأيناء في أن الثورة الفرنسية 
نفسها أخذت بيد روبسبيير كثيراً ما أعطته بيد الجمعية التأسيسية 0 
فقد كان الجانب الرأسمالي في الاقتصاد الفرنسى هو البنية القومية القن 
قامت على قاعدة ثابتة من الفلاحين والبورجوازية الصغيرة. ولم يكن 
للعمال المتحررين الذين لا يمتلكون الأرض إلا أن يفدوا إلى المدينة» 
ولم تكن هناك أسواق واسعة متسعة بما فيه الكفاية للبضائع الرخيصة 
الموحدة التي جلبت الثراء للصناعيين التقدميين في مناطق أخرى. وقد 
تم إنقاذ كميات ضخمة من رأس المال. . ولكن السؤال هو : هل ينبغي 





(25) انظر الفصل الثالث؛: ص 154-151 من هذا الكتاب. 


335 













































































































































































استثماره في الصناعات المحلية”**؟ كان المستثمر التجاري الفرنسى 
الحكيم ينتج البضائع الكمالية المرفهة» لا البضائع الخاصة بالاستهلاك 
الجماعي», وكان الممول الفرنسي الحكيم يقدم الدعم للصناعات 
الأجنبية» لا المحلية» ولا يتسجم إيقاع التتروعات الخاصة والجمع 
الاقتصادي إلا إذا قام الاخير بتزويد الأول بأرباح أكثر مما توفره أية 
مصالح تجارية أخرى. وذلك مالم تفعله في فرنساء على الرغم من أنها 
قامتء من خلال فرنساء بتغذية النمو الاقتصادي للبلدان الأخرى. 


كانت الولايات المتحدة الأمريكية تقف على الطرف الآخر القصىّ 
مين فرنسا» وكاتت أمريكا تعان من تقض فى رأس الكال» فأندت 
بريطانيا استعدادها لإمدادها به مهما كان حجمه؛ كما كانت تعاني من 
نقص في القوى العاملة» فقامت الجزر البريطانية وألمانيا بتصدير فائقض 
السكان إليها بالملايين بعد المجاعة الكبرى فى أواسط الأربعينات. 
وكانت تفتقر إلى أعداد كافية من العمال المدربين فنياًء ولكن كان 
بالإمكان استيراد هؤلاى وهم عمال القطن في لانكشيرء وعمال 
المناجم والتعدين من ويلز»ء من القطاعات التي أنجزت مرحلة التصنيع. 
وكانت النزعة الأمريكية المعهودة لابتكار الأآلات القادرة على اختصار 
الجهد وتيسير العمل فد وصلت إلى حدودها القصوى. ولم تكن 
الولايات المتحدة تحتاج إلا إلى الاستيطان والنقل لتفتح أراضيها 
ومواردها التي لا حدود لها. وكانت عملية التوسع الداخلي وحدها 
كافية للمحافظة على مستوى النمو الاقتصادي غير المحدود. مع أن 
المستوطنين الأمريكيين» والحكومات. والمبشرين» والتجار كانوا قد 
توسعوا برا حنى وصلوا إلى المحيط الهادي. أو دفعوا عملياتهم التجارية 
عبر المحيطات من زنجبار إلى هواي» بدعم من أسطول يحتل المرتبة 





)2260 تقصفل "*رقصمة8دم ذع1 أء عفتمعصة؟ برمتاناه و26 هط" ,عءراطعاما معو معن 
01101 وعدكع 5 نكتسةط) عكتمعابه ل امنا [ودةم لاك كمفبداظ ,ع العام[ ممع دمع 


.(1954 ,ععصوءط عل 


336 





الثانية م 2 في فوته عالت 0-0 المحيط الهادئ 


كانت كل المؤسسات فى الجمهورية الجديدة تدعو إلى التثاقف» 
والبراعة» ومشروعات القطاع الخاص. وبدأت موجات ضخمة من 
السكان الجدد الذين استوطنوا المان الساحلية والولايات الداخلية التي 
تم احتلالها مؤخراء تطالب بالبضائع والمعدات الشخصية الموحدة 
لمنازلها ومزارعهاء وتوفر سوقاً متجانسة على نحو مثالي» وكانت المكافأة 
عن الاختراعات والمبادرات الاقتصادية مجزية» وقد سعى إلى نيلها 
مخترعو السفينة البخارية (1813-1807)» والمسمار البسيط (1807)» وآلة 
قطع البراغي (1809)» والأسنان الاصطناعية (1822)» والأسلاك ذات 
الغطاء العازل (1831-1827)» والمسدس (1835)» وفكرة الآلة الطابعة 
وماكينة الخياطة (1846-1843)» والمطبعة الدوارة (1846)» ومجموعة من 
قطع الآليات الزراعية. ولم يحدث أن توسع اقتصاد ما في تلك الفترة 
أكثر من توسّع الاقتصاد الأمريكي مع أن انطلاقته الشديدة لم تحدث إلا 
بعل العام 0. 


كانت هناك عقبة وحيدة تقف دون تحول الولايات المتحدة إلى قوة 
اقتصادية عالمية (وذلك ما نمحقق في المستقبل): النزاع بين الشمال 
الزراعي الصناعي» وا حنوب شبه الكواوقاي: ٠‏ قفي الوقت الذي استماد 
فيه الشمال» بوصفه اقتصاداً مستقلاً» من رؤوس الأموال» والقوة 
العاملة» والمهارات الأوروبية» ولا سيما البريطانية» فإن الجنوب (الذي 
امخورد القليل مين هده الموارة) كان اقتضاداً تموذجيا تابعا لبريطانيا: 
وقد عزز هذه التبعية بخاصة في تزويد مصانع لانكشير المزدهرة بجميع 
ما تحتاجه من القطن» على نحو ما كانت ستفعله أستراليا بالنسبة 
للصوف. والأرجنتين فيما يتعلق باللحوم. كان الجنوب من أنصار 
التجارة الحرة» مما مكنه من أن يبيع لبريطانياء ويشتري بالمقابل بضائع 
بريطانية رخيصة. أما الشمال» فقد حرص منذ البداية (1816) على حماية 


337 




























































































































































































صناعاته المحلية والتشدد في ذلك ضد جميع الأجانب» أي البريطانيين» 
الذين كان عليهم آنذاك أن يبيعوا بضائعهم ب بسعر أقل. ودبت المنافسة 
بين الشمال والجنوب على أراضي الغرب» وكان أحدهما يستهدف 
هزارع العبيار وجتهة 6 اهفصي الذين وضعوا أيدههم بغير حق على 
منطقة التلال المتخلفة المكتفية ذاتياًء ببنما عن الاجر إلى الخصادات 
الآلية والمسالخ الجماعية. وظل الجنوب يحتفظ بعدد من الأوراق 
الاقتصادية القوية» حتى بداية عمل خط السكة الحديدية العابر للقارة 
الأمريكية. الذي سيطر على دلتا ا ميبسيسبي التي كان الغرب الأوسط 
يصرف بضائعه منها. . ولم يتحدد مستقبل الاقتصاد الأمريكي إلا في 
الحرب الأهلية بين العامين 1861 و1865: وهي التي تم خلالها بالفعل 
توحيد أمريكا في ظل الرأسمالية الشمالية ويزعامتها. 


أما عملاق المستقبل الآخر في الاقتصاد العالمي» وهو روسياء فلم 
يكن له شأن يذكر في ذلك الحين» » على الرغم من أن المراقبين المتبصرين 
كانوا يتنبأون آتذاك بأن حجمه وقدرته السكانية» وموارده الضخمة 
ستتتنلور عااجلاً أم آججلاً. فالمناجم والمصانع التي أنشأها القياصرة في 
القرن الثامن عشرء وكان فيها ملاك الأرض والتجار الإقطاعيون هم 
أرباب العمل» والرقيق هم العمال المستخدمون» كانت آيلة للانبيار 
البطيء. ولم تبدأ الصناعات الجديدة» مثل مشاغل النسيج المحلية 
الصغيرة بالتوسع بصورة ملموسة إلا في الستينات من ذلك القرن» بل 
إن تصدير الذرة إلى الغرب من حزام التربة السوداء الخصبة في أوكرانيا 
م يحقق إلا تقدماً معتدلاً آنذاك. وكانت بولندا الروسية أكثر تقدماً على 
نحو ماء غير أن عهد التحول الاقتصادي الكبير لم يكن قريب المنال. 
ويصدق ذلك على شرق أوروبا من اسكندنافيا في الشمال إلى شبه 
0 ة البلقان في الجنوب. كما يصدق على جنوب إيطاليا وإسبانياء ما 

عدا شرائح صغيرة ة من المناطق الريفية في كاتالونيا والباسك. ٠‏ وحتى في 
شمال إيطالياء حيث كانت التغيرات الاقتصادية أكبر هرح ذلك يكت 01 
تتضح بصورة ملموسة إلا في الزراعة (التي كانت. في ذلك الإقليم على 


338 








الدوام منفذاً رئيسياً للاستثمار الرأسمالي والمشروعات الاقتصادية) وفي 
00 وال البخرية لا في الام الإنتاجية. غير | أن التور 


حتى ذلك الحين المصدر الوحيد للطاقة الصناعية» وهو الفحم. 


ل الأساس انطلق جزء وعدي اليه اميق الخو 
والهيمنة الاقتصادية» وتخلف الآخر. غير أن هاتين لكين كانتا 
مترابطتين متلا حمتين. لقد كان الكساد والركود. وحتى النكوص 
الاقتصادي» من نتائج التقدم الاقتصادي. فكيف تستطيع الاقتصاديات 
المتخلفة نسبياً أن تقاوم القوة» وفي بعض الأحيانء الإغراء» التي تمثلها 
مراكز الغروة والصناعة والتجارة الجديدة؟ لقد كان بوسع الإنجليز 
وبلدان أوروبية أخرى أن يبيعوا بأسعار أقل نما يبيعه منافسوهم جميعاً 
وقد راق لهم أن يكونوا هم مشغل العال. . وكان من "الطبيعي" تماماً 
بالنسبة لهم أن يتعين على البلدان الأقل تقدماً أن تنتج الغذاء» وريبما 
المعادن» وتستبدل هذه لسع غير التنافسية بمنتجات بريطانية (أو 
أوروبية غربية ل وقد أبلغ ريتشارد كويدن الإيطاليين أن " الشمس 
هي ما لديكم من فحه"”©. وحيث كانت السلطة المحلية في أيدي 
ملاك الأرض 0 أو حتى المزارعين وأصحاب المزارع التقدميين» فإن 
هذا التيادل كان مناسباً للطرفين كليهما. فقد كان أصحاب المزارع 
الكوبيون سعداء كل السعادة بجمع المال عن طريق بيع السكرء 
واستيراد البضائع الأجنبية» ما يتيح للأجانب أن تقهروا الشكر رفي 
الأماكن التي كان بوسع المصنعين المحليين فيها أن يعبروا عن آرائهم» أو 
كانت أجهزة الحكم المحلي تقدر فوائد التنمية الاقتصادية المتوازنة» أو 
درك مسار 6 القسة قن الظر» إل عمليه اذل هله لل تكن تشرقة 





(27) آعم نأوععلمم عل ممستطصوءو-مععطلا ألادى تممجهةاهءوو0* ,84021 .0 


.8 .م ,(1960) 6 .مط ,3 .701 ,10د م500 أمل وءأمماى واعتسرر ”,ممع صطاع:ه815] 


339 




























































































































































































متفائلة. وفي هذا المجال. كان الاقتصادي الألماني فريدريك ليشت 
كنآ عاترعله)ء الذي اعتاد أن يطرح آراءه في عبارات فلسفية 
مجردة» يرفض قيام اقتصاد عالمي تتولى فيه بريطانيا الزعامة الصناعية 
الأساسية» إن لم تكن الوحيدةء وقد طالب» على هذا الأساس» بسياسة 
حمائية. وكذلك فعل الأمريكيون» من دون أن يشفعوا هذه المطالبة بأية 
فذلكات فلسفية. 


كان الافتراض الكامن وراء ذلك كله أن بوسع أي اقتصاد مستقل 
سياسياء قويٌ بما فيه الكفاية» أن يقبل أو يرفض الدور الذي فرضه عليه 
التصنيع الرائد في قطاع واحد صغير من العالم. ولم يكن ثمة خيار آخر 
أمام ذلك البلد إذا لم يكن مستقلاًء » كما هي الخال في المستعمرات. فقد 
أرغمت الهند. كما رايتاء على عملية التجرّد من التصنيع . وكانت مصر 
تقدم مثالا حياً على هذه العملية. ا الي ا ا 
على تحويل بلاده بصورة منهجية منظمة إلى اقتصاد حديث يتضمن» من 
جملة أمور أخرى» بعداً صناعياً. كاه لمشي زراجة ارند لتلي 
احتياجات الأسواق العالمية (اعتباراً من العام 1821): غير أنه» بحلول 
العام 1838 استثمر مبلغاً ضخماً يعادل 12 مليون جنيه إسترليني في 
الصناعة. التي أتاحت فرص العمل ل يتراوح بين ثلاثين وأربعين ألفا من 
العمال. . ولا نعلم ما كان سيحدث لولم تحدث مثل هذه التطورات في 
مصر. وما حدث هو أن المؤتمر الإنجليزي ‏ التركي عام 1818 فرض على 
البلاد أن تتعامل مع التجار الأجانب؛ وقوّض بذلك احتكارٌ محمد علي 
للتجارة الخارجية» وأرغمته هزيمة مصر أمام الغرب عام 1841-1839 على 
تقليل حجم جيشه؛ ومن نّم إزالة الجانب الأكبر من ال حافز الذي كان 
ابره إلى العصدي 01 ولم تكن تلك هي المرة الأولى أو الأخيرة التي 
'"فتحت" فيها السفن الحربية الغربية أبواب بلد ما للتجارة؛ أي لمنافسة 





(28) *,امعصسمماعبوعجر] مه صا نإلننذ لخ :1800 ععصذه أمرووظ'' ,3وددو1] مواممطء 
1 .م ,(1961 طاععهابة) 2 .21,20 .أ" ,نز ماعط عتسبمسمعظ زه أممسيامل 


2310 





غير متكافئة مع القطاع الصناعي في العالم. . وهل كان بوسع أحد ينظر إلى 
مصرء خلال فترة الحماية البريطانية في نباية ذلك القرن» أن يتعرف على 
البلد الذي كان قبل ذلك بخمسين سنة الدولة غير البيضاء ء الوحيدة التي 
جهدت للخروج من دائرة التخلف بانتهاج السياسات الحديثة؟ كان ذلك 
مذعاة [الاشتعو از ف حانت ويتشازة كرير900© . 


وأثبت هذا التقسيم والفصل بين البلدان " المتقدمة" والبلدان 
"الناقصة النمو" أنه الأكثر عمقاً واستدامة بين جميع النتائج الاقتصادية 
لعصر الثورة المزدوجة. وبحلول العام 1848» اتضحت» بصورة عامة» 
قائمة البلدان التي ستنتمي إلى الفئة الأولى» وهي أوروبا الغربية (عدا 
شيه الحزيرة الأيبيرية)» وألمانياء وشمال إيطالياء وأجزاء من وسط 
أوروباء واسكندنافياء والولايات المتحدة» وربما المستعمرات التي 
استوطنها المهاجرون الناطقون بالإنجليزية. وأصبح من الواضح أنضاه 
بالقدر نفسهء أن بقية العالم» باستثناء بقاع صغيرة» تعاني التخلف أو 
أهاء تحت الضغط غير الرسمى الذي تفرضه الصادرات والواردات 
الغربية» أو الضغط العسكري الذي تلوح به السفن الحربية والحملات 
العسكرية الغربية» كانت في سبيلها إلى أن ترضخ للتبعية الاقتصادية 
للغرب. وحتى الثلاثينات من القرن العشرين» التي طور فيها الاتحاد 
السوفياتي الوسائل الكفيلة بالقفز على هذه الهوة بين البلدان ' المتخلفة " 
والبلدان “التقدمة " ظلت هذه الشقة ثابنة) عصيةً ة متزايدة الاتساع 6 
الأقلية والأكثرية من سكان العالم. وهذه الحقيقة الواقعة وحدها هي التي 
كانت الأكثر حسما في تحديد مسار التاريخ في القرن العشرين. 





(29) "هذا الهدر كله هو ما يصيب أفضل أنواع القطن الخام الذي ينبغي أن يباع 
لنا... ولا يقتصر الضرر على ذلك؛ لأن الأيدي التي تعمل على تصنيعه في المعامل» هي 
التي حَرَم منها فلاحة الأرض " انظر :.3 #عاصفقط ,عوطم لبماعنها إن عرز 71:6 ,لإء1 ها 


341 














































































































































































































(الفصل العاشر 


المهن تفتح أبوابها للمواهب 


"كنت أسير ذات يوم وسط مانشستر برفقة واحد من أبناء الطبقة 
الوسطى » وقد حدثته عن الأحياء الفقيرة 5 القذرة المشينة » ولمْتٌ انتباهه 
ال ان يقاس صر 0 
سمل سار ومسنفا رصا لل يردن العا رار خباضل 
5" » نظر إل قائلاً: “على الرغم من ذلك » » فإن 
ثمة أموالاً طائلة في هذا المكان» عِمْ صباحاً يا سيّدي! ' : 
فريدريك إنغلز»ء أوضاع الطبقة العاملة في إنجلترا"". 
“كان من عادة المتمولين الجدد أن ينشروا في الصحف قائمة 
الطعام الذي يقدمونه في حفلات العشاء التي يقيمونهاء مع أسماء 
المدعوين '. 


م. كابفيغ (عباع عم .201 . 





(1) جن مسملعاظ جز ععدله-وس ه11 116 [ه مم وده 776 رواععصظ عاعضعلءءط 
11 تعأمقط0 ,1544 


(2) ,يم ك بوط ,507101165 وم ع ددر 1ه مجه كع انماع وعل 1715101 ,عناع تاءعمهة0 .ا - 


3043 





0 يمكنناء سهولة. أن نتبين المئؤسسات الرسمية التي تطيح مهأ 00 
(١‏ تقيمها ‏ ثورة ماء غير أن ذلك لا يقيس آثارها. فقد كانت النتيجة 
الأساسية للثورة في فرنسا إنباء المجتمع الأرستقراطي. ولاتعنى 

| "الأرستقراطية ' ' في هذا المجال تراتبية المكانة الاجتماعية التي تتميز 

١‏ بالألقاب أو الرموز الحصرية المنظورة الأخرى التي 0 يا في 
| يار وفق قرم أولي يقوم على نبل "الد . فالمجتمعات 
1 الظاهرة هذه. بل إن نابليون أعاد خلق تو من ف 1 النبلاع 5 التي 
ا" انضم أعضاؤها إل من تبعى من الأرستقراطيين القدماء بعل العام 
| 5 كما أن نباية المجتمع الأرستقراطي لم تكن تعني نهاية النفوذ 
| الأرستقراطي. فالطبقات الصاعدة تميل إلى إظهار الرموز الدالة على ما 
تتمتع به من ثورة وسلطة بالعودة إلى المقاييس التي سنّتها الطبقات العليا 
الياقة 0 5 ووفاهئة وآنية: إن زوحات 
تجار الأجواخ والأليسة في ت* تشيشير أصبحن يحملن لقب ' ليدي " 2 
ويتعلمن الأصول من خلال الذي الكتب عن الإتيكيت وأساليب 
الحياة المرفهة التي تضاعفت أعدادها منذ الأربعينات من القرن التاسع 
عشر» وللسبب نفسه الذي جعل المنتفعين من حروب نابليون يستمرئون 
لقب "بارون "6 أو الذي ملا الصبالونات البووجوازية ' بالمخملء 
والذهب؛ والمراياء والكراسي وقطع الأثاث الأخرى السيئة التقليد ل 
كان شائعاً أيام لويس الخامس عشر. .. وانتشرت أساليب الحياة 
الإنجايزية؛ ام واخيلء د فيج 
امينات العو ل عينيها أطهر لي لكر قو الور بدة 








































































































































































































س- 255 .بك .آم (1855-1860 امتاخ نمتروط) .5[م 4 رك [أء 1 7اعامازا 5 11زعهجر071» ,كلامم حجرت 


344 











عو الأنطاك" واتحطل :باستفان أغية. باتشتبان: اننوك 97ب بالإضافة 
إلى ذلك» فإن ثقافة مثل الثقافة الفرنسيةء التي أرسى البلاط 
والأرستقراطية أسسها الراسخة»ء لا بد من أن تترك بصماتها على ما 
يليها. من هنا كان الانشغال الواضح من جانب الأدب النثري الفرنسي 
بالتحليل النفسي للعلاقات الشخصية (الذي يعود في أصوله إلى الكتّاب 
الفرنسيين في القرن السابع عشر)ء أو النمط التده للغروات الجنسية 
وإغلانات المقين أو العشيقات: التي تمك كنا لا مسرا عن 
اللضبازة اليووجوازية *الباريسة؟ :.وكان للملوك قي الماضي عشيقاهم 
الرسميات؛ فانضم إليهم الآن سماسرة الأوراق المالية. وغدت 
المحظيات يقدمن خدماتهن العالية الكلفة لرفع شأن أصحاب البنوك 
القادرين على دفع الثمن» وكذلك لإعلاء منزلة الجيل الحديد من دمرت 
الغواني ما لديهم من أملاك. والواقع أن الثورة حافظت» في أكثر من 
ناحية» على الخنصائص الأرستقراطية للثقافة الفوسةة حا يها من أضالة 
ونقاء بصورة استثنائية» مثلما فعلت الثورة الروسية فيما بعد للغرض 
نفسه عندما حافظتء بأمانة» على فن الباليه العريق والموقاف 
البورجوازي المعتاد في القرن التاسع عشر من "الأدب الرفيع' ؛ فقد 
انبهرت الثورتان بهذا الإرث باعتبار أنه يمثل تراث الماضي الذي ينبغي 
حمايته من التأكل بفعل أية تطورات لاحقة. 


غير أن النظام القديم كان ميتاً لا حياة فيه؛ على الرغم من أن 
صيادي السمك في بريست كانواء عام 2+ يعتقدون أن الكوليرا 
التي داهمتهم إنما كانت عقاباً من الله على إطاحة ملك البلاد الشرعي. 
وكانت النزعة الجمهورية بطيئة الانتشار بين الفلاحين جارج أوساط 
اليعاقبة ومناطق أخرى لا تأخذ المسيحية مأخذ الجد. إلا أن الإيمان 
بالشرعية كان خلال الانتخابات الحقيقية الشاملة الأولى عام 1848» 





(3) انظر: المصدر نفسهء ص 249-248 و254. 


3245 
























































































































































مقصوراً على غربي البلاد والمقاطعات الوسطى الأكثر فقراً. ويمكنناء أن 
نتلمس» حتى في تلك الأيام, الملامح الأساسية للجغرافيا السياسية 
لفرنسا الحضرية الحديثة. ففي المراتب العليا للسلم الاجتماعي» ل تؤدٌ 
استعادة أسرة البوريون: للعين الملكي إلى عودة النظام السابق» بل إن 
محاولة شارل العاشر لفعل ذلك أسفرت عن إطاحته. وقد كان مجتمع 
الاستعادة هو مجتمع الرأسمالية والساعين إلى النجاح الذي تمثل في 
روايات أونو ريه دو بلزاك وفي شخصية جوليان سوريل في رواية 
ستندال (لقطلمع)5) الأحمر والأسودى لا مجتمع الدوقات المهاجرين 
العائدين إلى فرنسا. إن حقبة بالغة الطول تفصل بين هذا المجتمع 
و"الحياة الهانئة ' التي كان الناس يحلمون بها في ثمانينات القرن الثامن 
عشرهء وكان يستذكرها تاليران. وكانت شخصية راستيناك فى أعمال 
بلزاك أقرب إلى شخصية ' الصديق الطيب"» الشخصية النموذجية لدى 
القصاص غى دو موباسّان ()صدككدمسةل1 6 لإنا) في ثمانينات القرن 
التاسع عشرء بل إلى شخصية سامي غليك النموذجية في هوليود في 
أربعينات القرن العشرين» منه إلى شخصية فيغارو الذي يمثل النجاح 
غير الأرستقراطي في ثمانينات القرن الثامن عشر. 


وجماع القول؛ إن المجتمع ما بعد الثورة في فرنسا كان بورجوازياً 
في بنيته وقيوه. لقد كان مجتمع العصاميين الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم. 
على الرغم من أن ذلك لم يكن جلياً بصورة تامة إلا عندما تولى هؤلاء 
العصاميون الحكم في البلاد؛ أي عندما كان الحكم جمهورياً أو بونابرترياً. 
وقد لا يبدو الأمر ثورياً متطرفاً لدينا أن يكون نصف طبقة النبلاء في 
فرنسا عام 1840 قد تحدر من الأسر النبيلة القديمة» لكن ما أدهش 
البورجوازيين في تلك الأيام هو أن النصف الآخر ينتسب إلى من كانوا 
من العامة عام 1789 خصوصاً عندما يرى هؤلاء نظام التراتب 
الاجتماعي الحصري الذي كان يسود باقى القارة الأوروبية. ونجد تعبيراً 
عما كانت تمثله باريس في القر ن التاسع عشر في العبارة المتداولة آنذاك : 
"عندما يموت الأمريكيون الصالحون؛ فإنهم يذهبون إلى باريس "» مع أن 


316 








لمدينة لم تصبح هي فردوس العصاميين إلا في زمن الإمبراطورية الثانية. 
ولم تكن لندن» أو حتى فيينا» وسان بط رسبرع » أو برلين» من المدن التي 
يستطيع المرء ء فيها أن يشتري بالمال كل ما يريد» وفي الجيل الأول على أية 
حال. أما في باريس» فكان كل ما يستحق الشراء قريب المنال. 

لم تقتصر هيمنة هذا المجتمع الجديد على فرنسا فحسب. . ولكن إذا 
استثنينا الولايات المتحدة الأمريكية الديمقراطية» فإن هذه الهيمنة 
كانت» في نواح سطحية معينة» أكثر ظهوراً ووضوحاً في فرنساء على 
الرغم من أنها ل تكن أكثر عمقاً مما كانت عليه في بريطانيا أو البلدان 
الواطئة. ففي بريطانياء كان كبار الطهاة هم الذين يعملون لدى النبلاء» 
مثل كاريم (عمسمةيه0) اير الدوق ولنغتون 6ه عانالط) 
(مدمغعصتلاء177. وكان قبلها طاهياً لدى تاليران» أو من عملوا في نوادي 
الصفوة المتميزة» مثل لجسي سوير (2عنزه50 1655ة) الذي كان كبير 
الطهاة فى فى "نادي الإصلاح " . وقد قامت المطاعم العامة العالية الكلفة 
فوفرنسا عل ايف طهاة النبلاء الذين فقدوا وظائفهم خلال الثورة. 
ويتجلى تغير الأجواء هذا في عنوان كتاب لتعليم فن الطبخ على الطريقة 
الفرنسية التقليدية» حيث ورد اسم المؤلف على الغلاف على النحو 
التالي : 'بقلم أ. بوفيلييه (5مء نا تندةء8 .خ)ء كبير الطهاة سابقا لدى 
المسيو كونت دو بروفانئس» وتخالنا ضاخب تعم " حانة لندن الكبرى " 
الوائع حي ارم ريشيليو» رقم كي أن 'الذواقة"» وهم فئة 
من الناس اخبّرعت أيام عودة الملكية وشاعت بعد أن كتب عنها برييا - 
سافارين (متتوكة8:1126-5) فى دليل الذواقة كعك ب[عه مهال ) 
(عدصمهبرمعء منذ عام 21817 أ غدوا يذهبون لتناول الطعام في 
"كافيه أنغليه" » أو "كافيه دو باري" من دون أن يكون ثمة مضيفات 
و خدمتهم. وفي تلك الأيام كانت الصحافة ما زالت وسيلة للإبلاغ 
والقدح والضغط السياسي. أما في فرنساء فقد أسس إميل جيراردان 





4( .(1814 بأعلاط نوقةط) ,5أ70 2 ,معتاكقيه بل اكش معتل تتتوعظ عمامامطظ 


317 





























































































































(صسنلمدعتن عالنسظ) (1836) جريدة حديثةء هى لا برس (©دوء<7 1.4)» 
السياسية رخيصة الثمن» #هدف إلى تحقيق الريع من خلال الإعلانات» 
وتجتذب القراء من خلال ما تنشره من القيل والقال» والروايات 
المسلسلة» والمواد المثيرة الأخرى””'. (وتتجسد الريادة الفرنسية فى هذا 
المجال في كلمات من نوع "صحافة ' («مؤوذلهدين10) و"دعاية تجارية " 
(لإاعناطسط) بالإنجليز يةء و"عصصداءاع " و"ععصمصصة" بالألمانية). 
وليسيتالأوناء؛ والمتاجر الضخمة التي تبيع عدة أصناف» وواجهات 
عرض البضائع التي تغنى بها بلزاك” ». إلا مخترعات فرنسية تعود إلى 
العشرينات من القرن التاسع عشرء كما أن الثورة أدخلت إلى ' المجتمع 
الصالح " مجالاً متميزاً مفتوحاً أمام المواهب هو المسرح» في الوقت 
الذي كان فيه المسرحيون في بريطانيا الأرستقراطية يحتلون مرتبة 
اجتماعية تضاهي مرتبة الملاكمين والخيّالةة؛ ففي منطقة ميزون ‏ لافيت 
(التى ضوقت بابي اعدو لتر دلي الا والروات ليده 
الضاحية)» كان لأشخاص مثل لابلاش (عطعداطه])» وتانلا (مسلهمء 
حضور قوي جنباً إلى جنب مع منزل برانس دو لا موسكوفا الرائع. 
أما الأثر الذي خلفته الثورة الفرنسية على بنية المجتمع البورجوازي. 
فكان؛ في ظاهرهء أقل إثارة» غير أنه كان أعمق غوراً؛ ذلك إنه خلق 
تكتلات بورجوازية كانت من الضخامة بحيث لم يستطع المجتمع الرشحمي 
الذي تعايشت معه استيعابهاء إلا في حالات امتصاص ضئيلة في المراتب 
الاجتماعية العلياء كما أن ما كانت تتمتع به من الثقة بالنفس والدينامية 
جعلها لا تقبل بالاندماج إلا وفق شروطها. وكانت هذه الجحافل من 








(5) حصلت 5 074/40 (التي كانت توزع 10,000 نسخة) على 20 ألف فرنك 
في السنة لقاء ما نشرته من إعلانات عام 1835. وفي العام 1838., أجّرت الصفحة الرابعة من 
صحيفة 7/6356 هل1 بمبلغ 150 ألف فرنك في السنة» وارتفع هذا الرقم إلى ثلاثمئة ألف فرنك 
عام 5 . انظر : .216 .ط ,2 .61ل رععنجه 1 ه| ع0 عننوقجرمجرمءة و«زماوزع ,و56 تنموك 

(6) " قصيدة الخيلاء الكبرى تنشد أنغامها الملونة» بدءاً من كاتدرائية المادلين حتى بوابة 
سان دوق" 


348 








رجال الأعمال الأشداء عام 1820 غائبة عن وستمنستر في لندن حيث 
كان النبلاء وأقرباؤهم هم المسيطرين على البرلمان الذي لم يكن الإصلاح 
قد طاله بعد»ء وعن أجواء هايدبارك. حيث كانت سيدات غير متزمتات 
مثل هارييت ويلسو ن (دهؤولة/آ 113::161) (التى بلغت من التحرر 
الأخلاقي عد جدنها ترنقن الككلاه اما من البراعة الستيرة) تقود 
مركبة الجياد الخفيفة الخاصة بها وسط مجموعة من رجال الجيش والنبلاء 
والدبلوماسيين المعجبين الأنيقين» بمن فيهم دوق ولنغتون الحديدي غير 
البورجوازي نفسه. وكان التجارء وأصحاب البنوك» وحتى الصناعيون 

فى القرن الثامن عشر من القلة بحيث أمكن اندماجهم في المجتمع 
الرستاني: بل إن الجيل الأول من أصحاب الملايين من المتاجرين بالقطن» 
وفي معدمتم السير روبرت بيل (اعءط غمءط120) الأب الذي كان ابنه 
يتدرب على أعمال رئاسة الوزراء» كان من أعضاء حزب المحافظين»؛ مع 
ميل إلى الاعتدال. وعلى الرغم من ذلك» كان محراث التصنيع ره 
يضاعف من محاصيل رجال الأعمال تحت غيوم الشمال الماطرة» ولم تكن 
ثمة إمكانية للتوفيق بين مانشستر ولندن. وفي ظل صرحة الحرب القائلة 
بأن "ما تفكر فيه مانشستر اليومء ستفكر فيه لندن غداً" » بدأت مانشستر 
تستعد لتفرض شروطها على العاصمة. 

كان الرجال الوافدون من المقاطعات يمثلون جحفلاً مهيبا زاد من 

هيبته إحساسهم بأنهم "طبقة" لا مجرد "مرتبة وسطى" تردم الفجوة 
القائمة بين المراتب العليا والمراتب السفلى في المجتمع (ولم يظهر مصطلح 
"الطبقة الوسطى" للمرة الأولى إلا سنة 1812). وكان بوسع جون 
ستيوارت مِلّْ 9008:6241 صطه1) أن يوضح عام 4 أن المعلقين 
الاجتماعيين "كانوا يتحركون فى دائرة أبدية من الملاك» والرأسماليين» 
والعمال» إلى أن وصلوا إلى مرحلة يعتقدون فيها أن تمايز المجتمع في 
كات ظيقات فد خدث لأنه نفييجة الأوامر إلهنئة"77. وبالإضيافة إلى 





(7) ”,1780-1846 وعفل20 طامتاعصظ صذ ووعممساماءمصه© 28110016-01355“ ,مععءظ ومة 


349 





































































































ذلك. فا دوعتم لتيكرنوا ره طيقة؛ ٠‏ بل طبقة من المناضلين المحاربين 
الذين نظموا أنفسهم أول الأمر جنباً إلى جنب مع "الفقراء الكادحين' 
(الذين كان عليهم» وفق تصور تلك الطبقة» ُ يحذوا حذوهم)* © 
في مواجهة المجتمع الأرستقراطيء وفي ما بعدء في مواجهة 
البروليتازيا 'والملاك عل السؤاف ولأاسيما البيعة الأكدر وعدا لوضهها 
الطبقىء» وهيى 'رابطة المعادين لقانون الذرة". لقد كانوا من 
العماسين» لي عن الأفن ومن الربجال القت بتعسيرة إلى أضول 
اجتماعية متواضعة» ولم يكتسبوا شيئاً بفعل نبل المحتدء أو العائلة» أو 
العليم الحا رضي از اسستروااسل ةا الامره شأنهم في ذلك شأن 
المسماة أوقات عصيبة (71:05 18700)). كانوا أثرياع. ويزدادون ثراءً 
عاماً بعد عام. وكانواء فوق ذلك» قل تشبعوا بدرجة شرسة دينامية من 
الثقة بالنفس لا يتمتع بها إلا من أثبتت لهم مساراتهم المهنية أن العناية 
الإلهية» والعلم» والتاريخ قد اجعه لتججد ل الأرض القمة بباحة له 


واب هلام يقينا عقليا من *الاققضاة السياسي* تحما ترجه ف 
عبارات قطعية بسيطة قليلة أشخاص عصاميون من الصحافيين الناشرين 
الذين تغنوا بفضائل النظام الرأسمالي من أمثال إدوارد بينز 8408:0) 
(وعصلة8 من صحيفة ليدز مي ركوري (نرلت ءا[ علعءع.1) (2)1844-1774 
وجون إدوارد تايلور (121/107 105/210 دطه1) من المانشستر غارديان 
(01147170 «عاععناعمهل1) (1844-1791). أرشيبال برنتيس 14ةطتطءرم) 
(ععنادع:ط من المانشستر تايمز (17:65 "ادم لءسدلة) (1792 - 2)1857 
وصامويل سمايلز (وعانص؟ أعنحصه5) (1904-1812). وقد قدم لهم 
المنشقون البروتستانت المتشددون من الميثوديين. والمستقلين» 


.8 .ص ,(1956 لتتصظ) 001.9 ,تنعوءط من اعوط 

(8) "إن ما يشكل آراء هذه الطبقة من الناس الذين يحتلون مرتبة أدنى من الوسطى 
ويوجه عقولهمء هو هذه الشريحة الذكية الفاضلة من الناس الذين يخالطوهم بصورة 
مباشرة ". انظر: .([1823 .طم مطن« مم]) امعسومرعم م0 بره برموكظ مق ,ب ألنلا معصرول 


2330 








والموخدين» والكويكرزء لا الميثوديون العاطفيون» يقيناً روحياً 
وإحساساً بالاحتقار تجاه الأرستقراطيين الذين لا ترجى منهم فائدة. ولم 
يكن الخوف» أو الغضبء أو حتى الشفقة» تخامر نفس رب العمل 
عندما كان خاطب العاملين ا "إن إله الطبيعة قد وضع نظاما 
عادلاً منصفاً لا يحق لامرئ أن يخل به. وإذا ما غامر بالإخلال به فإن 
من المؤكد دائماً أنه سيلقى جزاءً وفاقاً» عاجلاً أم آجلا. .. وعلى هذا 
الأساس» فعندما يتجرأ سيد العمل عل أن يضيف إلى ذلك شيئا من 
السطوة ليستطيع ممارسة القمع على عمّالهء فإنهء بعمله هذاء إنما 
يستنزل على نفسه لعنة الله. من جهة أخرىء إذا اتحد العمال في محاولة 
من جانيم الاعراز حاتي من الرضع الستحى الأرباب العمل > قزيم 
يحيكون يذلك قواثين الإنضاف والعذل :90 


كان ثمة نظام يسود العالم» غير أنه لم يكن نظام الماضي. وكان ثمة 
إله واحد اسمه البخارء يتحدث بصوت مالتوس» وماكولوك» وكل من 
ان تخدم الآللات والمعدات. 


إن بقايا اللاأدريين من مثقفي القرن الثامن عشر والباحثين 
والكتاب العصاميين الذين تحدثوا بالنيابة عن أفراد الطبقة الجديدة ينبغي 
النجاح» مثل ريتشارد كوبدن (18651804)» يقدرون أولئك المثقفين ما 
داموا يتحاشون طرح الأفكار الفذلكية المعقدة. 


للك أي كانوا رجالاً عمليين دفعهم افتقارهم إلى التتحصيل 


العلمي إلى التشكيك في كل ما يتجاوز حدود التجريب » وقد طرح لهم 
العالم تشارلن باباج (ععهطط82 وعاتقطك) (1871-1792) نبجه العلمي 


(9) اوذاع 1 مس1 ع بتاع 0 :1790-1850 ,ءاومءط ومه عرعرط ,لدع1 10هصودا 
.6 .م ,([1961] بلأمصعكة .8 بصهلطام.ل) :01112 


351 































































































دونما جدوى. كما قدم لهم السير هنري كول (016© 139م»81)» رائد 
التصميم الصناعي والتعليم الفني وترشيد المواصلات (بمساعدة قيمة من 
جانب الأمير الآلماني قرين الملكة). إنجازاً باهراً للغاية توجت به 
مساعيهم؛ هو المعرض الكبير عام 1. غير أنه اضطر إلى الانقطاع 
عن الحياة العامة؛ لأهم حنقوا عليه بوصفه فضولياً متطفلاً ذا نزعة 
بيروقراطية بالغة كانت» كنابا'شآن المبحلات اللكويية وميا لا 
تساعدهم على تحقيق المزيد من الأرباح بصورة مباشرة. وسيطر على 
السكة الحديدية الحديدة الميكانيكي العصامي جورج ستيفنسون الذي قرر 
أن تكون المسافة بين قضيبي السكة هي نفسها التي كانت تفصل بين 
عجلتي عربة الخيل. ولم يكن ذلك من نصيب المهندس المبتكر الجريء 
إيزامبار كتغدوم برونيل (اعصنصظ مدملع مك1 4 الذي 0 يكن 
له نصب تذكاري في متحف المهندسين الذي بناه صامويل سمايلز؛ إذ 
شرفي ,ضما اللسجب نى هبازة تقول ١‏ *إذااقتينا الأمور بتعايز 
اللقايج العملية المربحة» فإن عائلة ستيفنسون قدمت الخبراء الأكثر 
حرصاً على نواحي السلامة من دون سد وقد بذل الفلاسفة 
الراديكاليون أقصى جهودهم لبناء شبكة من ' معاهد الميكانيكيين ' 
الخالية من الأخطاء المشؤومة سياسياًء التي كان المشغلّون يصرّون على 
سماعها رغماً عنهم في تلك الأمكنة. لتدريب الفنيين على الصناعات 
الجديدة القائمة على العلم. ويحلول العام 8. كان أكثرهم قد دخل 
مرحلة الاحتضار جراء عدم الإقرار العام بأن هذا التعليم التقاني قادر 
على تعليم شيء نافع للإنجليز (لا للألمان أو الفرنسيين). وكان ثمة كثرة 
من المنتجين الصناعيين الأذكياء بل المثقفين والميالين إلى التجريب» غير 

أن من الخطأ افتراض أنهم كانوا يمثلون طبقتهم خير تمثيل. 


لقد نشأ الجيل الجديد من هؤلاء الرجال ذ في الفترة الفاصلة بين 





(10) ,(1881 ولإهكتتتالا :[.م .م]) مد عرزمعاى ععررمء0 زه علط 1716 روعلتمدك اأعنتصوة 
13 .م 


352 








معركة الطرف الأغر وإقامة المعرض الكبير. وربما كان سابقوهم أقل 
همجيةً منهم لأنهم نشأوا في سياق اجتماعي ينتشر فيه تجار المقاطعات 
المتحضرون العقلانيون» والقساوسة المنخشقون. وفى إطار فكري محافظ 
8 “القن تماق تقد كان اشراى رضي وولسورة (1399-930: 
زميلاً في الجمعية الملكية» وزميلاً في نقابة تجار العاديّات الأثرية, 
وعضواً في الجمعية "القمرية"' مع ماثيو بولتون» وشريكه جيمس 
وات» والعالم الكيميائي الثوري بريستلي (الذي قام ابنه توماس بتجارب 
في التصوير الفوتوغرافي» ونشر عدداً من الأوراق العلمية» وقدم 
الدعم للشاعر كوليريدج). وكان الصانع المنتج في القرن الثامن عشر 
يبني مصانعه بالطبع وفق التصاميم الموضوعة في كتب البنائين 
الجورجيين» وكان خلفاؤهم أكثر نبوغاً منهم» إن لم يكونوا أكثر ثقافة؛ 
لأمهمء بحلول أربعينات القرن التاسع عشرء كان لديهم ما يكفي من 
المال لينفقوا على المنازل الزائفة على الطراز الباروني» ودور البلدية الزائفة 
المبنية على الطراز القوطى أو أسلوب عصر النهضة, ويعيدوا بناء 
كنائسهم المتواضعة أو العملية أو العتيقة وفق الطراز المعماري المتعامد. 
إلا أن الفترة الواقعة بين الحقبتين الجورجية والفكتورية شهدت ظهور ما 
أصبح يعرف بحق بالعصر الكالح للبورجوازية وللطبقة العاملة على حد 
سواء». وهو العصر الذي خلد تشارلز ديكنز (كصععاء11 وواتقط0) ملاحه 
إلى الأبد في رواية أوقات عصيبة. 


لقد هيمنت على هذه الحقبة المقفرة نزعة أخلاقية بروتستانتية 
طهرانية ورعة متصلبة باهتة تدّعي لنفسها العصمة إلى حد أصبح معه 
النفاق رفيقاً ملازماً لها. وعلى حد قول ح. م. يونغ (عهداه" .2 .)2 
"زحفت الفضيلة الظافرة على جبهة عريضة " » وداست بأقدامها جمهرة 
الأشرارء والضعفاءء والخطاة (أي أولئك الذين لم يكن بمقدورهم أن 
يجمعوا المال أو يضبطوا نفقاتهم المالية أو العاطفية)» وألقت بهم في 
الوحل الذي ينتمون إليه حتى لم يعودوا يستحقون إلا ما يجود به عليهم 
أفاضل الناس. وكان ثمة حس اقتصادي رأسمالي في ذلك؛ فقد كان 


3253 


































































































على صغار المبادرين في القطاع الخاص أن يعيدوا استثمار ما يحققونه من 
أرباح فووا إل مبادروة كيار وكا نه كعاشير البو كاري ل 
أن تواكب إيقاع العمل الصناعي وفق انضياط غاية في الغبن والقسوة 
في ما يتصل بشروط العمل» وإلا فإنهم سيتضورون جوعاً إذا لم يقبلوا 
بذلك. بل إن النفس لتنقبض حتى في أيامنا هذه عندما يطالعنا المشهد 
الذي وضعه وخلفه ذلك الجيل 1" . 


“كن لحوق ف أكوققها رن الابما كاه فترويه لاذه تلسار اذا 
ما بنى أتباع إحدى الطوائف الدينية كنيسة هناك» وذلك ما فعلته ثماني 
عشرة طائفة دينية» فإنهم سيحولونها إلى ما يشبه المستودع المبنيّ بالطوب 
الأحمرء يعلوه ه (في حالات الزينة المترفة القليلة فحسب) جرس في ما 
يشبه أقفاص العصافير . . رركا عي التتوني والرسوة المطبوعة 
الظاهرة في الأماكن العامة متشابهة كثيبة الشكلء» وبالأبيض والأسوة. 
وكان السجن أشبه بالمصحة مثلما كانت المصحّة أقرب إلى السجن». 
ومبنى البلدية أقرب إلى ذلك وتلكء» أو إل كلفيهما 'معاكء أو إلى أي 
شيء آخرء لأن المبنى في جميع الحالات كان يفتقر إلى أدنى درجات 
الذوق واللطف. والحقيقة» الحقيقة» الحقيقة فى كل مجال من مجالات 
الحياة المادية في البلدة؛ والحقيقة» الحقيقة؛ الحقيقة» في جميع المجالات 
ادو .. كان كل شيء يختزل إلى حقائق عارية في المسافة التي 
تفصل بين الراقدين فى السسكقى والراقدين فى اللقيرة: اما الأمر اذى 
لا تستطيع أن تحوله إلى أرقامء أو تجعلةقابلا للشيراة: بأرخصن الأستعار 

فى السوق» أو للبيع بأغلى الأسعار فهو شيء لم يكن» ولا ينبغي أن 
يكون في هذا الغالم اللأفتداشئ + ين 010 


)211 7 ملل ,كمع علء 01 دعا تفط 
(12) قارن ذلك بما يقوله ليون فوشيه في كتابه مانشستر سنة 1844 ص 25-24: "إن 
هذه المدينة تحقق قدراً من اليوتوبيا التي تصورها ينثام. . فكل شيء فيها يقاس بالنتائج ومستوى 
ما يترتب عليه من نفع. . وإذا ما قدر لقيم الجمال» والعظمة.» والنبل أن ترمي جذورها في - 


3534 








ا تلن 


بيد أن ثمة بُعداً جمالياً وظيفياً لهذا التكريس المتزمت للروح النفعية 
البورجوازية» الذي ام شترك فيه الطهرانيون البيوريتان والإنجيليون مع 
الراديكاليين الفلسفيين المتحدرين من القرن الثامن عشر»ء الذين م 
عبارات منطقية. وقد تجلى هذا البعد الجمالي فى خطوط السكة الحديدية 
والكسون: والخازن: أناسائف الست الرومتط ف في تلك الروح قد ظهر 
في صفوف البيوت الصغيرة ةالحمّر أو الكالحة القاتمة السواد» المشبعة 
بالدخان التي تُطلٌ عليها قلاع المصانع من عَلٍ. . وخارج هذه المنطقة» كانت 
تعيش جموع البورجوازيين (إذ كانوا قد كدّسوا من المال ما يمكنهم من 
الانتقال والحركة)» ويصدرون الأوامر» والمواعظ الأخلاقية» ويقدمون 
العون لمساعي المبشرين الرامية إلى هداية الوثنيين السود في ما وراء البحار. 
وكان الرجال البورجوازيون يجسدون سطوة المال الذي يثبت حقهم في 
السيطرة على العالم» أما النساء» اللواتي حرمهن أزواجهن من المال» حتى 
ولو كان عربوناً لقيامهن بالأعمال المنزلية» فإنهن كنّ يجسدن الخصائص 
التي تنصف بها طبقتهن ؛ فهي غبية ( "كوي خادمة طيبة طيّعة. واتركي 
الكطاوة الف 940 تجاهلة مفرقاب» ولا شان الهانا لامو التسية 
نظريا ومعدمة» مستورة. وكانت هذه الصفات هي الترف الوحيد الذي 
ملع ب محر فتكي بو الشونل كل الي 


تطرح البورجوازية الصناعية البريطانية مثالا متطرفاً على الطبقة 
التي تمثلها. ال ا ال ل 
امتداد القارة الأوروبية» ومنها: الكاثوليك في المقاطعات التي انتشر 
قيايي ع المسح ذى كال فرنسا أو كاتالونياء او ل 
الألزاس» واللوثريون الأتقياء في الراينلاند» واليهود في جميع الأنحاء 


مانشسترء فإنها ستنمو وفق هذه المعايير وحدها"» في : ,5ع121001 طمعدهل لتمدوع.آ درمغ.]1 
حدوعا لاعتقافصة]” بوععمومءط عمينيةا سه «رمانتلصمن) اررععئه 1 15[ :1844 جا «عاكعرء ملل 
متناعممعطلم ععاوعطعمدكة عط غه عوطمعاة 2ح زط دعغغه]8 كنامام00 طكتج طلعمعمط عط) 

.(1844 ,«عاوعطعصةلة تمملكده.ط) 


355 
















































































في أوروبا الوسطى والشرقية. وقلما كان هؤلاء يضاهون البريطانيين في 
رسيم لأنهم لم يتخلوا عن تقاليد الحياة الحضرية وأساليب الحكم 
الأبوية القديمة إلا فيما ندر. وقد صَعِق ليون فوشيه (7عطعنه1 «ممل)ء 
على الرغم من نزعته الليبرالية المتشددة» لمرأى مانشستر في أربعينات 
م0 ا 1 
ره 10 و21856 ا بائنة الزواج في عائلة 
داوف إل ساو ل اليو حا ال ل ل 21 
كما شاركوهم الإيمان بال حرية الاقتصادية» ورفض الأنشطة غير 
الاقتصادية. ركنت سلالاات أصحاب 0 في يل 0 ا 1 
ال 0 ابنها الشاب ريك إِنْغْل بالعدول عن 
الالتحاق , بمعهد البوليتكنيك لأ: نهم كانوا يخشون من أن ذلك سيفضي به 
كرا 110 فلن حدر اللقسا ولم تستطع الأرستقراطية 
والمتحدرون منها إغراءهم واجتذاءهم ؟ ذلك أنهمء مثل القادة العسكريين 
في عهد نابليون» كانوا ترون أسسهو سي لتر ملف 


11 
من هناء كان الإنجاز الأكبر للثورتين الصناعية والفرنسية أنهما 
مهنا السدل أمام المواهب, أو على الأقل أمام ذوي الطاقة والدهائ 
والمجذين والجشعين على حد سواء. . على أن ذلك لم يشمل جميع المسارات 
ا مهنية» ولا المراتب العليا في السلم الاجتماعي» ربما باستثناء الولايات 





(13) :وعموط) .7015 2 ءاتعاعاعنا'| على عوانناظ ,تعطعستوط طمعوول لتقدصمع.] صمم1 

.ص ,1 .201 ,(1845 يستمسسه ات 

(14) برمقاياومة © دعاتاع071 .807156116 انعطيها نتوول ,عاأعومو7 أرعطمسم] موءل 
-1789 ركه امعد لم-ء[ارة 06 لقاءدءا 1هتتم لهم ينك كعالقتتفل كعنتواء0) .ءأعاوعع سوط عدي 


.69 .م ,(1954 رعك اع أننامجه 1 زع1لمت) أعمعامقطن دعناوعه[ عل ععم]16م ,14وز 


2356 








ف 


الأمريكية. غير أن الفرص كانت متاحة على نحو خارق للعادة» وكان 
القرن التاسع عشر بعيداً كل البعد عن النماذج التراتبية الساكنة التي 
كانت سائدة فى الماضى. وانهالت مشاعر الاستهزاء والتسفيه انذاك على 
مستشار مملكة هانوفر فون شيل (507618 01700 لأنه رفض استخدام محام 
فقير شاب في وظيفة حكومية لأن أباه يعمل في تجليد الكتب وكان 
عليه أن يمارسن. ضنعة 'والذه دوق سوان/2'": غير أناذلك المسشاق إنما 
كان يكرر المقولة الشائعة في المجتمع ما قبل الرأًشعاق عام 1750 بأن 
ابن المجلّد سيحذوء على الأغلب». حذو أبيه في صنعته. إلا أنه لم يعد 
مطالباً بذلك الآن بعد أن فتحت أمامه الآفاق فى أربعة مجالات هى: 
التجارة» والتعليم (الذي سيؤدي بدوره إلى تحقيق ثلاثة أهداف فر 
هي الخدمة في الحكومة» والسياسية,. والمهن الحرة)» والفئون» 
والحرب. وقد تقلصت أهمية المجال الأخير» (الذي كان شائعاً في الفترة 
الثورية والنابليونية في فرنسا)ء بعد أجيال من السلم. وربما كان هذا 
المجال قد فقد جاذبيته لهذا السبب. أما المجال الثالث» فقد استجد نظراً 
لتعاظم الطلب على الإمتاع والمؤانسة وإثارة المشاعر لدى عامة الناس 
أكثر من أي وقت مضى. وقد تجلى ذلك في ارتفاع المكانة الاجتماعية 
للمسرح الذي استطاع» فيما بعدء أن يفضي في بريطانيا الإدواردية إلى 
الظاهرة المزدوجة التي يقترن فيها الفارس أو النبيل بفتاة الكورس. وقد 
برزت». حتى في فترة ما بعد نابليون» ظاهرة متميزة هي "معبود 
الجماهير" فى الغناء (مثل جينى ليند (0مأآ لإضمه3)ء و"العندليب 
السويدي 1 في الرقص (مثل فاني إلسلر (معلدسا نإصسة1))» أو 





(15) يستعل1 كك نمذ ”بلع 9مصصمةة مطعاعمعتمق1 .0 علطعتطءوء 6 بتتمقصعمم0 
0010 ازوطاه 7[ مس اتمطاسصاع «مطععايعط2 /وصممعام:[ ع[ :1848 ,.0ه 
76811 عامعسيواه0فصوطع1 :تعتعتمعطة لمن لمماعتطهك ,غ/عاءه ‏ ,عقءةء8 
,(1914 بكتقصدءظ-عطعوع ابوعع مآ .ا :ع ادماعآ بمعطعصة 84 -معستصطمعءط8) 9 بعاعلص سا طعطول 

7 


357 































































































العازف الموسيقي الأثير لدى الناس (مثل باغانيني (نصنصهعة©) أو فرانز 
ليست (2دنآ قصهع©)). 


غير أن جالي التجارة والتعليم لم يكونا مفتوحين للجميع: ؛ بمن 
فيهم أولئنك الذين كانوا قد تحرروا من إسار العادة والتقاليد ببحيث 
أصبح بوسعهم الاعتقاد بأن ' أمثالنا* سيسلكون هذا ادم أو ذاك, 
ويعملون في مجتمع فرديء» أو أنهم سيقبلون فكرة 'تحسين أوضاعنا". 
وكان على من يريدون سلوك هذا السبيل أن يدفعوا كر إذ كان من 
الصعب عليهم أن يحققوا النجاح إلا إذا توفرت لهم "بعض" الموارد 
الأولية مهما كان مستواها متدنياً. وكانت ضريبة الدخول هذه أعلى ‏ من 
دون شك بالنسبة لمن يرغبون في متابعة التحصيل العلمي مقارنة بمن 
يعتزمون ممارسة التجارة. ويعود ذلك إلى أن التعليم الابتدائي» حتى في 
البلدان التي عرفت نظام التعليم العام» كان مهملاً بصورة كبيرة» بل 
إنه» في حال وجوده؛ كان» لأسباب سياسية» لا يتجاوز الحد الأدنى 
فون اعرذ القراءة والكتابة» والحسابء والطاعة الأخلاقية. وتتجل 
المفارقة في أن سبل التعليم كانت للوهلة الأولى» تبدو أكثر جاذبية من 
المجال التجاري. 


ولا شك في أن ذلك يعود إلى أن التعليم كان يتطلب ثورة أقل 
بكثير من عادات الناس وأسلوب حياتهم. فقد كان للتعليم» حتى في 
تحال الكهنوت» مكانة عالية عظيمة التقدير من الوجهة الاجتماعية فى 
المجتمع التقليدي؛ وكان ظهور الكاهن أو القس أو الحاخام 0 
لاعتزاز العائلة وافتخارها بهذا الشرف الذي يطمح إليه الفقراءء 
ويسعون إلى تحقيقه مهما بلغت جسامة التضحيات. وقد يتحول 
الإعجاب الاجتماعي» حالا تنفتح هذه المسارات المهنية» إلى المتقف 
العَلّماني» أو إلى الموظف الحكوميء أو المدرس أو في حالات استثنائية 
إلى المحامي والطبيب. وعلاوة على ذلك» فإن التعليم» خلافاً للتجارة» 
لم يكن في ظاهره يحمل دلالات غير مرغوب فيها من الوجهة 


2358 








الاجتماعية. فليس من عادة المتعلم أن ينقض على أمثاله مثلما يفعل 
التاجر أو رب العمل الأناني الصفيق. بل إنه يميل في أغلب الأحيان» 
وها اذا كان مدرّساً» إلى مساعدة أقرانه وانتشالهم من ظلمات 
الجهل الذي جلب لهم البؤس. وكان تحفيز التعطش العام للعلم أسهل 
بكثير من شحذ الهمم لتحقيق النجاح الاقتصادي الفردي» واكتساب 
المعارف أيسر بكثير من تعلم أساليب جمع المال الغريبة. وبوسع 
الجماعات التي تكاد تقتصر على صغار الفلاحين» وصغار التجار» 
والبروليتارياء كما هي الحال في ويلزء أن تنمي لدى أبنائها الرغبة فى 
أن سيا تلوف أن تاوس با لاتوكياء لمعاف لذ كاف القراء 
والتجارة في آنٍ معا: 


على الرغم من ذلك كله. فإن التعليمء بمعنى من المعاني» كان 
يمثل تنافساً فردياً؛ لأن شعار "المسار المهني مفتوح أمام المواهب' 
يعني» بصورة فعالة» غلبة الجدارة على نبل المحتد وقوة الواسطة كما 
هي الخال في محال الأعمال التجارية؛ لأنه بخضع للمنافسة من خلال 
الامتحانات. وقد أوجدت الثورة الفرنسية» كالعادة» التعبير المنطقي 
لهذه المسألة باستتحداث النسق التراتبي للمسابقات التي يضار من -خلالها 
إلى اختيار صفوة المفكرين الذين يديرون ويوجهون شؤون الشعب 
الفرنسي من جملة الفائزين بالبعثات الدراسية في البلاد. وكان التحصيل 
العلمي والمسابقة التنافسية هما النموذج المثالي في مدرسة المفكرين 
البورجوازيين البريطانيين الأكثر وعياء والفلاسفة الراديكاليين من أتباع 
بنثام الذين تمكنواء قبل نباية فترتنا هذه» من فرض هذا النموذج في 
صيغته البالغة النقاء على أعلى المستويات في وزارة الداخلية وفي الخدمة 
المدنية الهندية» على الرغم من المقاومة المرة التي أبدتها الأرستقراطية. 
وأصبح الاختيار القائم على الجدارة» كما تقرره الامتحانات أو 
المسابقات التربوية الأخرى» هو النموذج المقبول عموماً في قطاعات 
الخدمة العامة الأوروبية كافة» باستثناء المتقادم البالي منها (مثل وزارقي 


259 
































































































































الخارجية فى بريطانيا والفاتيكان). أو البلدان الأكثر ديمقراطية (م؛ 
في بر والماتي : كثر ديمقراطي 


الولايات المتحدة الأمريكية) التي تفضل الانتخاب على الامتحان معياراً 


لصلاحية المرء لشغل الوظائف العامة؛ ذلك أن اجتياز الامتحان» شأنه 
شأن الأشكال الأخرى للمنافسة الفردية» كان ممارسة ليبرالية» لا وسيلة 
لتحقيق الديمقراطية أو المساواة. 


كانت الحصيلة الاجتماعية الرئيسية لفتح باب التعليم أمام المواهب 
تتسم بالتناقض. فهي لم تسفر عن خلق 'مجتمع مفتوح " للمنافسة 
الاقتصادية الحرة» بل "مجتمع مغلق' من البيروقراطية؛ غير أن هذين 
المجتمعين كاناء مع اختلاف الوسائل» من المؤسسات المميزة لعصر 
البورجوازية ‏ الليبرالية. فقد كانت القوة الدافعة للخدمة المدنية العليا فى 
القرن التاسع عشر هي نفسها التي كانت سائدة في المقام الأول» أيام 
التنوير في القرن الثامن عشر : ماسونية و' جوزيفيّة" في أواسط أوروبا 
وشرقهاء ونابليونية في فرنساء وليبرالية ومعادية لرجال الكنيسة في 
البلدان اللاتينية الأخرى» وبنثاميّة في بريطانيا. ٠‏ وصحيح أن المنافسة 
كانت تعجول إلى ترقية تلائية خالا يحتل المرء ء مكانة في الخدمة على 
أساس الحدارة» عل على الرغم من أن سرعة الترقية ومداها يعتمدان» 
نظرياًء على جدارة الموظف» إلا إذا فرضت نزعة المساواة المؤسسية هذه 
الترقية على أساس الأقدمية وحدها. وكان من نتائج ذلك أن 
البيروقراطية بدت» للوهلة الأولى» مغايرة للمفهوم المثالي للمجتمع 
الليبرالي. ٠‏ ومع ذلك؛. فإن ما كان جم الخدمات العامة هو الإدراك بأن 
الاختبار كان ميثيا عل الحدارة» وبآن الأجواة السائدة كانت توحي 
بالنزاهة وانعدام الفسادء والكفاءة العملية» والتعليم» وغياب الأصول 
الأرستقراطية. بل إن الإصرار المتشدد على الترقية التلقائية (التي بلغت 
أقصى درجاتها في مؤسسة الطبقة المتوسطة المتجسدة في البحرية 
البريطانية)» قد آأدي غنل الأقل إلى القضاء على ما درجت عليه 
الأرستقراطية أو الملكية من ممارسة المحسوبية والمحاباة. وفى المجتمعات 
التي كانت تعاني التخلف الاقتصادي» وفرت الخدمة العامة وسيلة بديلة 


3060 





لنمو الطبقة الوسطى الناهضة©". ولم يكن من قبيل المصادفة» إذن» أن 
8 في المئة من جميع النواب في برلمان فرانكفورت عام 1848 كانوا من 
موظفي الخدمة 00 والمسؤولين الآخرين (مقابل 12 في المئة فحسب 

من أصحاب "لمهن الحرة"» واثنين ونصف في المئة من رجال 
الأعمال)7©. 


من هناء كان من حسن حظ العازمين على سلوك المسار المهني أن 
فترة ما بعد نابليون شهدت في كل مكان توسعاً مشهوداً في أجهزة 
الحكومات وأنشطتهاء » مع أن هذا التوسع لم يكن يستوعب الأعداد 
المتعاظمة للمواطنين المتعلمين. ففي الفترة بين العامين 1830 و1850» 
ارتفع الإنفاق العام على الفرد بمعدل خمسة وعشرين في المئة في 
إسبانياء وأربعين في المئة في فرنساء وأربعة وأربعين في المئة في 
روسياء» وحمسين في المئة في بلجيكاء وسبعين في المئة في النمساء 
وخمسة وسبعين في المئة في الولايات المتحدة» وأكثر من تسعين في المئة 
في هولندا لوم يحافظ الإنفاق الحكومي على الفرد على استقراره أو 
ينخفض إلا فى بريطانيا والمستعمرات البريطانية واسكندنافياء وقليل من 
البلدان المتخلفة خلال تلك الفترة التي تعتبر العهد الذهبي للتحرر 
الاماوة )098 ولا يعو ذلك انقظ إل الجتيلك الأكر للضرانبة 
وهو القوات المسلحة التي حافظت بعد الحروب النابليونية على ضخامة 
حجمها السابق» على الرغم من غياب أية حروب دولية أساسية ؛ فمن 

بين الدول الكبرى» احتفظت بريطانيا وفرنسا عام 1851 بجيوش أصغر 





(16) يبدو أن جميع الموظفين في روايات بلزاك يتحدرون من عائلات صغار التجار أو 
يكونون على صلة بها. 

217 واجاععماجطه”7[ معطكتنه جامسصعط عهل عوماءءلعءةاطة اه عءاى باعكلتطعة اقمع 

.مم ,([1952] يقصتمعمآ مه معاكن!1 تصتاء8) 1848/1849 «رماساودع؟1 معاعكايه7 «عل ترز 

404-05. 

(218 لزه لا بجت[ بدملممآ) عمتاعقلماى زه مم21 7736 ,للمطاسكة .© اعمطعتاة 

.259 .م ,(1892 رقصهك لصج عع 18016160 .0 


3601 








































































































بكثير ما كان لهما في ذروة نفوذ نابليون عام 1810. وكانت لدى دول 
أخرى » مثل روسياء ودول ألمانية وإيطالية مختلفة» بالإضافة إلى إسبانياء 
جيوش أكبر من ذلك في واقع الأمر. ويعود ارتفاع الإنفاق العام على 
الفرد كذلك إلى اتساع المهمات التي كانت تقوم بها الدولة» واستحداث 
مهمات جديدة لها. وثمة خطأ أساسي (لا يشارك فيه أنصار الرأسمالية 
من " الراديكاليين الفلسفيين البتثاميين") فى الاعتقاد بأن الليبرالية معادية 
للبيروقراطية؛ لأنها كانت في واقع الأمرء عدوة للبيروقراطية العاجزة 
التي تفتقر إلى الكفاءق وللضرائب المفرطة» وللتدخل من جانب القطاع 
العام في قضايا كان ينبغي تركها مبادرات القطاع الخاص الاقتصادية» 
والشعار الليبرالي المبتذل» الرامي إلى اختزال دور الدولة فى مهمات 
هامشية أشبه بالحراسة الليلية» إنما يحجب حقيقة ماثلة هى أن الدولة: 
إذا ما جردت من مهماتها وتدخلاتها غير الناجحة؛ ستغدو أكثر سطوة 
وطموحاً ما كانت عليه في الماضي. وعلى سبيل المثال» فإنها كانت عام 
8 دولة معززة بقوات شرطة حديئة محلية فى أغلب الأحيان. وكان 
ذلك هو الحال في فرنسا اعتباراً من العام 1798» وفي إيرلندا منذ العام 
3؛ وبريطانيا منذ 21829 وفي إسبانيا (الحرس المدني) منذ 1844. أما 
في خارج بريطانياء فكانت في العادة دولة ذات نظام تعليمي عام 
وكانت». خارج بريطانيا والولايات المتحدة» دولة أقامت» أو أوشكت 
أن تقيم خدمة السكة الحديدية العامة» وكانت. في كل البلدان» دولة 
ذات نظام عام للخدمة البريدية يلبي الاحتياجات المتعاظمة للاتصالات 
وللقطاع الخاص. ومع تزايد السكان» أرغمت الدولة على توسيع نظامها 
القضائي» وأدى اتساع المدن وتزايد المشكلات الاجتماعية في المراكز 
الحضرية إلى تطوير إدارة البلديات. وسواء أكانت مهمات الحكومة قديمة 
أم جديدة» فإنها ألقيت بصورة مطردة على عاتق جهاز خدمة مدنية 
وطني واحد يعمل فيه مسؤولون محترفون متفرغون. وكانت سلطة 
مركزية هي التي تتولى نقل هؤلاء وترقيتهم بحرّية في أرجاء البلاد. ومع 
أن خدمة كفؤة من هذا النوع ربما اختصرت عدد الموظفين المسؤولين 


362 





وخفضت من كلفة العمل الإداري عن طريق القضاء على الفساد والعمل 

بعض الوقتء» فإنها خلقت آله حكومية بالغة الجبروت. وربما كانت 
الهوهابت الأساسية التي تولتها الدولة الليبرالية» مثل تقدير الضرائب 
وجبايتها بكفاءة من جانب جهاز من الموظفين الذين يتقاضون راتباأ 
منتظماًء أو المحافظة على قوات من الشرطة الوطنية النظامية في المناطق 
الريفية» أبعد بكفير عا يمكن أنةاتتصيون أوالخلم. به الظية الحكم الطلق 
قبل الثورة. وعلى هذا النحوء ؛ كان حال الضرائب التي غدت تجمع 
الآنء بالفعل» وفق نظام ضريبي متدرج”' يستطيع أبناء الدولة 
الليبرالية أن يتحملوه. وفي العام 8؛ كان الإنفاق الحكومي في 
بريطانيا الليبرالية أربعة أضعاف مثيله في روسيا الأوتوقراطية. 


ولم تكن هذه المناصب البيروقراطية القليلة تعدل شارة الضابط 
العسكرية التي قيل إن الجندي في جيش نابليون كان يحملها في حقيبته 
على أمل أن يضعها ذات يوم على كتفيه قبل أن يحمل عصا الماريشالية في 
المستقيل: فمن أصل ما يقدر بمئة وثلاثين ألف موظف مدني في فرنسا 
عام 1839. كانت الأغلبية العظمى تتألف من سعاة البريد 
والمدرسين» وجباة الضرائب والمسؤولين القضائيين الأقل رتبة وغيرهم؛ 
بل إن الأربعمئة والخمسين في وزارة الخارجية كانوا يتألفون أساساً من 
الكتبة. وقد استخدم هؤلاء لاعتبارات إنسانية» وكانواء كما يظهر في 


آثار الروائيين ديكنز وغوغولء في وضع لا يحسدون عليه؛ ولا 


يتمتعون بأية امتيازات إلا الخدمة في القطاع الحكوميء مع أنهم كانوا 
يعانون شظف العيش مدى العمر. أما الموظفون الذين يمكن» بحكم 
مسارهم الوظيفي. إدراجهم في عداد الطبقة الوسطى» فقد كانوا قلة 


(19) فرض ذلك مؤقتاً فى بريطانيا خلال الحروب التابليونية» وبصورة دائمة اعتباراً 

من سنة 1842. ولم تسلك أية دولة ذات شأن هذا النهج قبل عام 1848. 
(20) 0ه11توره 17 جرة عه "لمع با بم زرك [01 بأعده 17 116 ,متقطك ععتظ رعالة117 
.15-16 .هم ,(1931 يمفللتمهد81 علعمل بوعلط) 


363 















































































































































قليلة. ولم يكن بوسع أحدهم. إذا تحل بالنزاهة في عمله. أن يطمع من 
الناحية المالية إلى غير العيش الكريم. كما أن "الطبقة الإدارية" في 
الخدمة المدنية البريطانية برمتها ‏ وهي التي ابتكرها المصلحون في أواسط 
القرن الحابي عسو لكيه المعادل للطبقات الوسطى في البناء 
البيروقراطي - فإن عدد أفرادها جميعاً لم يكن يربو على ثلاثة آلاف 
وحمسمئة شخص. 


وعلى الرغم من التواضع في أحوال صغار الموظفين أو ذوي 
الياقات البيض. فإن أوضاعهم كانت أفضل بكثير من أوضاع الفقراء 
الكادحين. فلم يكن الموظف من الفئة الأولى يمارس أي عمل يدوي». 
وكانت الأيدي النظيفة والياقة البيضاء تضعهء. ولو بصورة رمزية» فى 
مضافة الأخناء«وقانيت قبط بوب فى الوقك تيه «هالة ميفك ري 
بوصفه من العاملين في القطاع الحكومي العام وكان الرجال والنساء 
يصطفون أمامه انتظاراً لدورهم من أجل استلام الوثائق التي تسجل 
تفاصيل حياتهم ومعيشتهم» ويطمئنهم أو يبعدهم بحركة من يدهع 
ويبلغهم ما يتعين عليهم أن يعملوه أو لا يعملوه . وفي البلدان الأكثر 
تخلفاً (وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية الديمقراطية)» فإنه قد 
يساعد أبناء أعمامه وإخوته في الحصول على وظيفة أو عمل» وينبغى» 
في بلدان كثيرة أقل تخلفاء أن تقدم له الرشاوى. وبالنسبة لأعداد لا 
حصر لها من عائلات الفلاحين والعمال الكادحين الذين لا سبيل 
أمامهم للتقدم الاجتماعي» فإن البيروقراطية الصغيرة» والتعليم» 
وسلك الكهنوت تظل» من الوجهة النظرية على الأقلء قريبة المنال» 
وقمماً شاهقة يحلم أبناؤهم بالصعود إليها. 


لم تكن المهن الحرة ة في متناولهم إلا بالكاد؛ فقد كان المرء يقضي 
سنوات طويلة من الدراسة أو يتمتع بموهبة خارقة وبالفرصة اللازمة 
ليصبح طبيباً أو محامياًء أو أستاذاً (وكان اللقب الأخير يطلق في 
أوروبا على مدير المدرسة الثانوية ومدرس الجامعة كليهما)ء "أو أي 


204 


7 


شخص متعلم يتعاطى أعمالاً منوعةً *7'©. وكان في بريطانيا عام 1851 
نحو 16 ألف محام (بالإضافة إلى القضاة)» ونحو ألف وسبعمئة طالب 
قوق فقط©© 1 وما يقارب 17 ألف طبيب وجراح» وثلاثة آلاف 
وخرسيكة طالك طجةأو عريفن»,وآقل من ثلانة الأف.مهتدين 
معماري» ونحو ألف وثلاثمئة "محرر وكاتب" (وم تكن كلمة 
اجووتاليينيك/ خبرتاليت”* صحافى قد دخلت حيز الاستعمال 
الس بعد). وكان القانون والطب أعظم مهنتين تقليديتين. أما الثالثة» 
وهي سلك الكهنوت» فلع تكن تقد ماهو متوقع من لرمن؟ لأنها 
ربما كانت تتسع بصورة أبطأ من تزايد السكان (باستثناء قساوسة 
الطوائف البروتستانتية). بل إن جوانب من هذه المهنة كانت في حالة 
تقلص لا توسع بسبب مناهضة الحكومات لرجال الكنيسة (إذ إن 
جوزيف الثانٍ أغلق 359 كنيسة وديراً)» وبذل الإسبان قصارى جهدهم 
لحظر نشاطها كلياً خلال الفترات التي تصاعدت فيها الروح التحررية 
لديهم. 


إلا أن مجالاً واحداً ظل مفتوحاً أمامهم» هو التدريس في المدارس 
الابتدائية على أيدي الناس العاديين ورجال الدين. فقد استمر التزايد 
تمنورة لا نستهان عا في أوساط من يتعاطون التدريس» الذين كانواء 
بالدرجة الأول» من أبناء الفلاحين» والصناع» والعائلات المتواضعة في 
البلدان الغربية. ففي العام 185[1» كان نحو ستة وسبعين ألفا من الرجال 
والنساء في بريطانيا يطلقون على أنفسهم لقب مدير/ مديرة مدرسة أو 
مدرس عام» بالإضافة إلى ما يقرب من 20 ألفاً من مربيات الأطفال» 





(21) ,كعامل1ا اودر وسماعدظ جز رتم17 عنامتجناء 1 185 سنه 81 لوه« له كلاكارع 
لصة ععولء نهآ © نصملممآ) ممحكة .11 نزط علة/ة رومع ]1 لدء015 عط دمع لعع داهم 
57 .م ,([1854] ,0 


(22) كانت أعداد المحامين ونسبتهم في القارة الأوروبية أعلى من ذلك في أغلب 
الأحيان. 


365 


ااا سس سسسب سس سس سجيييي يجيي ا ا101/110599908000000)/| 11/11 اما 



















































































































































































وذلك هو الملاذ الأخير الشهير للفتيات المعدمات اللواتي لم تكن لديين 
القدرة أو الرغبة في كسب الرزق في مجالات أخرى غير محترمة. 
وعلاوة على ذلك» فإن احتراف التدريس لم يكن واسعاً فحسب» بل 
متزايد الاتساع. وصحيح أنه كان زهيد الأجرء غير أن المعلم في 
مدرسة ابتدائية كان يتمتع. بحق. بمنزلة عالية خارج البلدان التي 
يتكالب فيها الناس على جمع المال مثل بريطانيا والولايات المتحدة. وإذا 
بحث المرء عن شخص مثلي في ذلك العصر الذي ساد فيه الاعتقاد 
بضرورة القضاء على الجهل» فإن هذا النموذج كان يتمثل في الرجال أو 
النساء الذين اعتبروا أن رسالتهم في الحياة هي أن يمنحوا الأطفال 
فرضاً لم تكن متاحة لأهلهم» وأن يفتحوا أمامهم أبواب العالمء 
ويعلموهم الحقائق ومبادئ الأخلاق. 


كان العمل التجاري. بطبيعة الحال» هو المجال المهنى الأكثر 
انفتاحاً أمام المواهب» والفرص متاحة بصورة واسعة في اقتصاد يتسع 
باطراد وسرعة. وكان صغر حجم المشروعات الاقتصادية» وانتشار 
ممارسة المقاولات الفرعية من الباطن يسهل اغتنام تملك الأرض. بيد أن 
الظروف المادية» وكذلك الأوضاع الاجتماعية والثقافية» لم تكن مواتية 
للفقراء. فقد كان تطور الاقتصاد الصناعي يعتمد» في المقام الأول» على 
إنتاج طبقة من العمال المأجورين بأسرع مما يولّد أرباب العمل وذوي 
المهن الحرةء» وذلك ما يغفل عنه الناجحون. ومقابل كل رجل يرتفع إلى 
شريحة أعلى في طبقات التجاريين» يبيبط بالضرورة عدد أكبر عل 
درجات السلم الاجتماعي. ومن ناحية ثانية» كان الاستقلال الاقتصادي 
يتطلب مواصفات فنية» وتوجهات نفسية» أو موارد مالية (مهما كانت 
متواضعة) لم تكن في حوزة أكثر الرجال والنساء. وقد يحالف النجاح 
المحظوظين الذين كانوا يمتلكونهاء ومنهمء عل سبيل المثال» أعضاء 
الأقليات والطوائف الدينية الذين يعرف علماء الاجتماع تماماً توجهاتهم 
نحو تلك الأنشطة. وأغلب عمال السخرة في إيفانوفو؛ ‏ وهى 
'مانشستر الروسية' ‏ الذين تحولوا إلى منتجين في صناعة الأنسجة» 


366 





كانوا ينتسبون إلى طائفة *قذائب الوينين؟ 37..غير أن.من غير الوافعئ 


أن نتوقع ممن لم يكونوا يمتلكون تلك المنافع - ومن أغلبية الفلاحين 
الروس على سبيل المثال ‏ أن يفعلوا الشيء نفسهء أو أن يفكروا في 


11 


كانت تلك الأقليات» المحظور عليها والمحرومة من البروز حتى 
ذلك الحين» هي الأكثر حماسةً وترحاباً بين السكان بانفتاح المسارات 
المهنية أمام المواهب مهما كان نوعها. ولا يعود ذلك إلى أنها لم تكن نبيلة 
المحتد والمولد قحسي بل 'لآنيا كانت تعناي التمبيق والعفرقة الجماعية 
على الصعيد الرسمي. ونم يكن يضاهي حماسة البروتستانتيين الذين 
اندفعوا للمشاركة في الحياة العامة خلال الثورة وبعدها إلا تفجر 
المواهب وانطلاقها في أوساط اليهود الغربيين. فقبل تحرير اليهود الذي 
مهدت له الحركة العقلانية في القرن الثامن عشر وأنجزته الثورة 
الفرنسية» كان أمامهم سبيلان فحسب لإعلاء شأنهم في المجتمع: فإما 
التجارة والمال» أو تفسير الناموس المقدس. وقد أسهمت كلا الطريقين 
في حصرهم وتضييق الآفاق حولهم في جماعات الغيتّو المعزولة التي 
خطاعت تقلة قليلة عه “وذ البلاظ" :أي الاترياء الاحخرين الأفادات 
النسبي منها. وكانوأ - حتى في بريطانيا وهولندا ‏ يحاذرون التمادي في 
دخول دائرة الضوء والشهرة الخطرة غير المرغوب فيها. ولم يكن 
ظهورهم هذا غير مرغوب فيه في أوساط الكفار المتوحشين السكارى 
الذين لم يرحبوا على العموم بتحرير اليهود فحسبء بل إن قروناً من 
الانضغاط الاجتماعي قد قَوْفَعَتِ الغيتو على نفسه» وحظرت على 





)223 عصول عتوكسع. دع علاعأماكندلها عتمتمععقتمط عسلخل ععصودكتدل 12 ,لمتصرمط .16 
7100671 مرزوروترال 16قعهد هأ عل جناه ال ””رعاعغلة 517 يدل قتكتممد عمغتصعدم دآ 


.(1959) [1 .701 بعلمغد عمعتعياه 


3607 


اس سس لآ ْلففف؟ف؟تبب ا خا 








































































































































































































ساكنيه الخروج على ما يعتبر صراطاً قويماً بوصفه كفراً وخيانة. وقد 
حلت اللعنة على رواد تحرير البهود في القرن الثامن عشر فى ألمانيا 
والنمساء مثل موزيس مندلسون (هداهةواع4ص»]1 01055 (1786-1729) 
واعتبروا آبقين وملحدين. 


ظل الجانب الأكبر من اليهودء الذين كانوا يقيمون فى الغيتوات 
التسارعة النمو في الأجزاء الشرقية من مملكة بولندا وليتوانيا القديمة» 
يعيشون حياتهم المنطوية المريبة وسط الفلاحين العدائيين» ووزعوا 
ولاءهم بين الحاخامات العقلاء العلماء الذين سلكوا النهج التقليدي في 
ليتوانيا من جهة. والكاسيديين الغارقين في حمأة الفقر والوجد الصوفي 
من جهة أخرى. ولا غرو إذن في أن يكون ثمة بهودي واحد بين 
الثوريين الغاليقيين الذين اعتقلتهم السلطات النمساوية عام 91834©. 
غير أن اليهود في الجماعات الصغيرة في الغرب اغتنموا هذه الفرص 
الجديدة وانقضوا عليها بالنواجذ حتى لو كان الثمن الذي تعين عليهم 
أن يدفعوه هو أن يخضعوا لعمّاد رمزيّ» مثلما كان الأمر فى البلدان 
شبه المتحررة؛ عند السعي إلى منصب رسمي في جميع الحالات. أما 
رجال امال فلم يكونوا بحاجة إلى ذلك. إن آل روتشيلد» وهم ملواة 
اليهودية العالمية» لم يكونوا أثرياء فحسب» فذلك ما حققوه في وقت 
سابق مع أن التغيرات السياسية والعسكرية في تلك الفترة هي التي 
فتحت المجال للتمويل الدولي على نحو غير مسبوق. فقد أصبح بوسعهم 
الآن أن يُظهروا معالم الثراء الذي ينعمون بهء ويحتلوا منزلة اجتماعية 
تتفق وثراءهم» بل أن يسعوا للحصول على ألقاب النبلاء الع يندا 
الأمراء الأوروبيون إسباغها عليهم بالفعل عام 1816 (وأصبحوا بارونات 
بالوراثة في عهد أسرة الهابسبيرغ عام 1823). 


كان تفتح المواهب اليهودية في جالاات الفنون» والعلوم. 





)224 4 /136 13 ملاع أوامطهعنامط 8521:6117 لله العا ,لمعا 


368 





والمسارات المهنية العلمانية أكثر إثارة من تنامي الثروات لديهم. وقد 
يكون ذلك متواضعاً إذا ما نظرنا إليه بمقاييس القرن العشرين» مع أنناء 
بحلول العام 1848» شهدنا مرحلة النضج لأعظم عقل بهودي في القرن 
التاسع عشرء هو كارل ماركس (1883-1818)» وأنجح سياسي بهودي» 
هو بنجامين ديزرائيل (ناء115:8 صنسدزدء8) (1881-1804). ول يكن ثمة 
علماء يهود بارزون» على الرغم من أن قلة قليلة من العلماء الرياضيين 
(عءطرعنز366) (1864-1791) ومندلسون ‏ بارثولدي -صطهوواعلمء/3) 
(و4!مطامد8 (1847-1809) من الموسيقيين» لكن الشاعر هاينريش هايني 
(عمء1] طعصصنع21) (1856-1797) كان أكثر ألمعية منهما. ول يكن هناك 
رسامون ذوو أهمية أو مؤلفون موسيقيون كبار من اليهود سوى الممثلة 
النترسية الوتحيدة والمشهورة زاقيل (1831-:و2)1858غين أن إنعاض 
العبقرية ليس معياراً لتحرير شعب ماء بل إن المقياس الأفضل هو 
الوفرة المفاجئة لإسهام اليهود الأقل بروزاً في الثقافة والحياة العامة في 
أوروبا الغربية» ولا سيما في فرنساء وفي الدول الألمانية على نحو 
امن مات اه ا 0 ] 
لمصلحة اليهود المهاجرين من المناطق الخلفية. 

لقد منحت الثورة المزدوجة اليهود أعلى درجة من المساواة بلغوها 
' الاندماج" فين المجتمع الحديدء» فكانت توجهاتهم» بالتالي» ليبرالية 
بصورة كاسحة» لأسباب واضحة. إلا أن أوضاع اليهود ظلت قلقة غير 
مستقرة» ؛ على الرغم من أن السياسيين الغوغائيين لم يستغلوا بصورة 
جدية موجة العداء للسامية الشائعة في أوساط الجماهير المستغْلة التي 
كان بوسعها أن تضع اليهود و" البورجوازيين' ' في معسكر وا 0 


(25) اكتسبت جماعة قاطعى الطرق تشيندرهائيس (يوهانيس بوككر 308265- 


369 


ا 


0 بل إن بعض اليهود الشباب (في فرنساء والمانياء لا في أي مكان آخر) 
[ وجدوا أنفسهم يحلمون بمجتمع أكثر كمالاً؛ إذ كان ثمة عنصر بهودي 
1 في السان سيمونية الفرنسية (أوليند رودريغيس (وعدعفكهم2 عفمنا0)» 
أ ١‏ والأخوان بيرير (2676116)» وليون هاليفى (1121609 «ه6.آ)» ودايشتال 
ا (ل#طنطهة8))» وإلى حد أقل» في الشيوعية الألمانية (موزيس هيس 
! 0 (11655 2)840565» والشاعر هايني معت وبالطبع ماركس الذي ل يبك 
00 أي اهتمام على الإطلاق بأصوله وصلاته اليهودية). 


ش 1 أو ضاع اليهود جعلتهم مهيأين على نحو استثنائي للاندماج في 
المجتمع البورجوازي. فقد كانوا أقلية» وكانواء في أغلبيتهم الساحقة» 
حضريين إلى حد منحهم المناعة تجاه الأمراض التي تلازم التحضرء وقد 
00 لاحظ خبراء الإحصاء انخفاض معدلات الوفيات والأمراض بينهم في 
0 المدن» وكانت أغلبيتهم العظمى من المتعلمين أو تمن يحسنون القراءة 
1 والكتابة وخارج ميدان الزراعة. وكان جانب كبير جدا منهم يعملون في 
ا التجارة أو المجال المهني ٠‏ وقد دفعهم وضعهم المتميز إلى التعامل مع 
١‏ الأوضاع والأفكار الجديدة ليتلمسواء على الأقل» مواطن الخطر التي 
0 تنطوي عليهاء في الوقت الذي يشق فيه على أغلب الجماهير في العالم 
١‏ أن تتكيف مع هذا المجتمع الجديد. 

ظ ويعود جانب من ذلك إلى أن درع التقاليد الصلبة كانت تحول دون 
ا فهم الناس لما كان متوقعاً منهم أن يفعلوه في هذا المجتمعء كات ف 
[ ذلك سآن الشبات اخزائريين الذيخ أرستلر اعام 1848 إلى باريس لتلقي 
العلم» فأصيبو | بالصدمة عندما اكتشفوا أنهم دعوا إلى العاصمة الملكية 
لكل شيء باستثناء إقامة صلات اجتماعية مع الملك والنبلاء» وذلك ما 






















































































































































































١‏ نعاءاععن8 1777 - 1803) شعبية كبيرة بسبب تركيزها على الضحايا اليهود. كما أن التململ 
الصناعي في براغ في الأربعينات من القرن التاسع عشر قد اتسم بطابع معادٍ لليهود. السجل 
الإدار ي لدائر 5 البوليس» فيينا (علاعغض5أهطاععنا0مم لالطأعنةكدع صن له كمه /؟ بمصمعة؟) (-كق4ع 1 
56). 


20 | 





















































كانوا يعتقدون أنه حق لهم في بلادهم. وعلاوة على ذلك» فإن المجتمع 
الجديد لم يسهل عملية التكيّف. . وقد تمكن الذين قبلوا بالنعم الواضحة 
في حضارة الطبقة الوسطى وأخلاقها أن يتمتعوا بالمزايا الإيجابية فيها 
بحرية. . أما من رفضوا ذلك أو كانوا غير قادرين عليه» فلم يؤْبه لهم. 
وكان ثمة أمر أكثر أهمية من جرد التحيز السياسي في الإصرار على حق 
الانتخاب الذي منحته الحكومة الليبرالية المعتدلة عام 0 لذوي 
الأملاك فحسب. فالرجل الذي لم يكن قد تملّك بعد لم يكن رجلاً كاملا 
بعدء ولا يمكن على هذا الأساس أن يكون مواطناً صالحاً كاملاً. وقد 
برزت المواقف المتطرفة في هذا التوجه عندما واجهت الطبقة الوسطى 
الأوروبية الوثنيين غير المؤمنين وحاولت استمالتهم عن طريق مبشرين 
أجلاف إلى حقائق انيف والععارة وازكذاء السراويل (مق دوك أن 
يوضع خط واضح يفصل الواحدة عن الأخرى)؛ أو عندما فرض 
عليهم حقائق التشريع الليبرالي. فإذا ما ارتضوا ذلك» كانت الليبرالية 
(في أوساط الثوريين الفرنسيين في جميع الأحوال) على استعداد لمنحهم 
المواطنة الكاملة بجميع ما تنطوي عليه من حقوق؛ أو في أوساط 
الإنجليزء الأمل بأن يصبحوا ذات يوم من الجنتلمانات الإنجليز 
صالحين. وتجى ذلك في أوضح صوره في القرار الذي استصدره نابليون 
الثالث من مجلس الشيوخ» بعد عدة سئوات من الفترة التي نعالجهاء 
ولكنه يحمل الروح نفسها: "يجوزء عند الطلب» أن يتمتع المرء بحقوق 
المواطن الفرنسي على أن يخضع»ء » في هذه الحالة؛ ا ا 
وال . ويعني ذلك في واقع الآمن أن كفل امرع أن يمحل هه 
الإسلام. وأا بقل يذلل شانه شأن الأغلبية الساحقة ‏ فإنه سيظل 
فق البحانا لانن الواطنين: 





(26) ...ءاوتصمامه «مننماعطعة! مل اه «رواتمعترمام 06 ومصء 21 بالسها تناطتتة 
تملعوطم بععقلط .«مصم1 سدوعله80) 11110 كلامآ نهم عذوتبه؟ امتائلة 76 ,016ع1 لط 


59 .م ,ب(1938 بلإععزو لتعنعم نل عمتعطا] 


371 


121212121212120 1 ذ 0001840404000 







































































































































































كان احتقار "المتمدنين" الشديد ل 'البرابرة" (وكذلك لأغلبية 
0 اء الكادجن داخل البو يرتكز على 0 الصبان 
0 إنما يكشفو كردم اح د للذكاع وللقوة أو الطاقة الأخلاقية 
التي ستول عليه, المة به عرد ام أو ا : ا الحالات: 
سات سان و اه ولا 
يعود ذلك فقط إلى أن الفقر الذي اكتنف الطبقة الوسطى وجردها من 
الاحترام كان من الهول بحيث أن أثرياء البلد تحاشوا مشاهدته. وتركوا 
جوانبه المرعبة لتؤثر كل التآثير على الزوار الأجانب (كما تفعل قباحات 
الأزمة الهندية الآن). وإنما يعود هذا الأمر كذلك إلى أن الفقراء. مثل 
البرابرة في العالم الخارجي» لم يكونوا مداراً للحديث» أو أنهم ليسوا في 
مصاف البشر العاديين. وإذا كان مصيرهم أن تحولوا إلى عمال صناعيين» 
فإنهم كانوا مجرد كتلة ينبغي ضبطها وقولبتها رغماً عنها. وستتعاون على 
ذلك الدولة ونظام الانضباط الوحشي في المصانع. (واللافت أن الرأي 
العام في أوساط الطبقة الوسطى آنذاك لم يكن يجد تنافراً أو تعارضاً بين 
مبادئ المساواة أمام القانون» وقوانين ن العمل الحافلة بالتمييز والتفرقة 
المقصودة التي كانت» كما هي في ' قانون السيد والخادم ' ' الصادر عام 





227 كانه ”1 4 كعكلاء ععالملك كعدحمك اه كعكيءارمطها «عددم0 بععتلة عط وتتاه.] 

تدحط*10ناونبده”ل غء ععنط'ل كممتادمتاتكك رعاعة1ى )1لا نلك ؤقاتمدم ع افتضع رم ها أتعويعم 

“7٠01. 111‏ ,(ة193 بصماط نوموط) 

يناقش الجزء الثاني استخدام مصطلح "البرابرة* من جانب أصدقاء الكادحين الفقراء 
وأعدائهم على السواء في أربعينات القرن التاسع عشر. 

)228 4ه تنه 267:00 ,لع رعاللنة5 صطوة نمز ”كسومعك مه معامد ال“ بممصند .جر 

220 عع تلقل تاقلطم ط) 1677 82016 إن مضه[ جا دترمككك لترع ملآ بوطمة و1 


.(1954 بأممطواملا 


32 





3» تعاقب العمال بالسجن عند الإخلال بشروط العقد بينما لا 
تعاقب رب العمل إلا بغرامة زهيدة أو لا تطاله على الإطلاق ق)280. وكان 
ينبغي الإبقاء على العمال في حالة التضور جوعاً على الدوام ا 
ذلك لن يعملوا بسبب افتقارهم إلى جميع الدوافع "الإنسانية ". وقد نقل 
فيليرميه عن أرباب العمل في أواخر الثلاثينات من القرن الثامن عشر 
قولهم: "إن مصلحة العامل نفسه تقتضي تنغيص حياته والإبقاء عليه 
دائماً تحت وطأة الحاجةء لئلا يقدم لأولاده القدوة السيئة. وسيكون الفقر 
هو الضمانة الوحيدة لحسن سلوكه"”©. ومع ذلك» كان عدد الفقراء 
أكثر بكثير من اللازم. وعلى الرغم من ذلك» فقد كان مُؤْملاً أن تشغيل 
قانون مالتوس سوف يتولى القضاء ء على عدد كافٍ منهم جوعاً بحيث يبقى 
أكبر عدد منهم على قيد الحياة» إلا إذا قام الفقراءء بالطبع» من تلقاء 
أنفسهم بوضع الضوابط العقلانية على التكاثر السكاني بالامتناع عن 
الإفراط في الإنجاب. 


كان ذلك الموقف قريباً كل القرب من الاعتراف الرسمي 

باللامساواة» التي وصفها هنري بودريار (نهاالسه8 مدعاط) 0 
محاضرته الافتتاحية في الكوليج ولاس عام 3» بأنها واحدة من 
ثلاثة أعمدة يقوم عليها المجتمع البشري» أما العمودان الآخران فهما 
الملكية والإرث”©. وبذلك» أعيدت هيكلة المجتمع التراتين خل. أسين 
من المساواة الشكلية. ولم يفقد المجتمع على هذا الأساس إلا الخصائص 
التي جعلته محتملاً في الأيام الخوالي» وهي الاعتقاد الاجتماعي العام 
بأن على جميع الناس واجباتٍ وحقوقاًء وأن الفضيلة لا يمكن أن تثمن 
بالمال» وأن للطبقة الدنياء على الرغم من تدينهاء حقاً في أن تعيش 
حياتها المتواضعة في المنزلة التي قررها لها الله. 





(29) وسامز دمم ةق 6اتبواسه | عل ,ادم بل ءأواعود ء :ماكز بلتمعمول عنرعاط 
.8 .م ,(1960 بأمنووط توتعوط) 
(30) انظر : المصدر نفسهء» ص 249. 


313 


ا سس _اللصص؟ص؟فك؟ف|ً|ً/ سسسب ييييييييييجيجبي 2414| | ,| ///)| |1 /|| || |1 || 11م 










































































































































































الفصل الماوي عشر 
الكاد حون الفقراء 


جك شتكل واحد من المنتجين داخل مصنعه مثل أصحاب 
المزارع الكولونيالية في المستعمرات وسط عبيدهم» واحداً مقابل 
مئة. ويبدو دمار ليون بالنسبة لهم أشبه بعصيان مسلح في سان 
دومينغو. . .. إن البرابرة الذين يهددون مجتمعنا ليسوا في بلاد 
القفقاس ولا في سهوب التتر؛ إنهم يعيشون في ضواحي مدننا 
الصناعية. وينبغي على الطبقة الوسطى أن تتعرف بوضوح إلى 

ليكلا اوضع وعليها آذ قد موتنياة. 
سان مارك جيراردان (منلمه 0 عندآلطا-أصلة5) فى جريدة 
موطف دعل أودصلام2 8 كانون الأول/ 50-6 1 1. 


لكي تتمكنوا من الحكمء عليكم أن تمتلكوا 

المعاطف والأشرطة المتقاطعة التي ننسجها لكمء ٠‏ (أعِذ) 
ل 

ونحنء الفقراءً الْدْقِعِينَء يدفنوننا بلا غطاءء 

إنناء نحن المدْقِعين 

عُراة تماماً (أَعِدْ) 

ولكن عندما يأتي حكمناء 


وينتهي حكمكم» 


315 


ااا ا 000000000000000557999292523 :777077 110100100110110 


























































































































































































































سننسج حيئئذٍ كفن العالم القديم 
وها نحن نسمع من الآن دوي الثورة. 
انثا تحن الل صن 
لن نسير بعدئدٍ عراةً تماماً. 
أغنية نسّاءٍ جي الحرير في ليون 


1 


الي عد ا الذين وجدوا أنفسهم على 
شي المجتمع البورجوازي». من دون أن يكون هناك ما يحميهم في 

1 التي لا يمكن الوصول إليها في المجتمع التقليدي. وكنان 
بوسعهم أن يكافحوا ليصبحوا بورجوازيين» وكان بوسعهم أن يرتموا 
أرضاًء مثلما كان بوسعهم أن يثوروا. 

لم يكن السبيل الأول» كما رأيناء صعباً من الناحية الفنية فحسب 
أمام من كانوا يفتقرون إلى الحد الأدنى من رسوم القبول المتمثلة في 
الملكية أو التعليم؛ بل إنه كان كريياً بغيضاً إلى النفس. وفي نظر الناس 
الذين نشأوا في مجتمعات تقليدية» بدا أن استحداث نظام فردي نفعي 
جديد من السلوك الاجتماعي شعاره 87 ولف لسن وليذهب 
المتخلفون للشيطان". لا يقل سوءاً عن غيره. وعلى حد قول أحد 
نساجي الكتان اليائسين من مشْغْلي المغازل في سيليسيا ممن تمردوا عبثاً 
على مصيرهم عام 21844 فإن "الرجال في أيامنا هذه قد ابتكروا 
وسائل عتازة يستخديها الواحد نتهم لإضيعات الآخر وتشريقن سبل 
المعيشة في وجهه. ولكن وأسفاه! . .. فليس ثمة من يتذكر بعد اليوم 
الوصية السابقة التي تقول: لا تسرق. كما أن أحداً لا يتفكر في تعليق 





(1) قول النسشاج هوف (4ة1])., المولود عام 1807. مقتبس فى: 0062ه ج416 
تالز أعنانقلط عت تمه بوتوعارءع؟ جز «رمإزعط فر - اعاتاعط عل [املظ ءال «وطع0] ,اععص انه 


.16 .م ,(1844 ,[.طم .م] بمتلعظ) معلإعطيوطم 


316 








0000 


لوثر (7عطاددآ) عليها حين يقول: علينا أن نحب الله ونخشاه لئلا نمد 
أيدينا إلى مُلك جارنا أو أمواله» أو نستولي عليها بالغش في التجارة أو 
ببيع سلعة زائفة» وأن عليناء على العكس من ذلكء» أن نعينه على حماية 
مصدر رزقه وزيادة ما يملك". وكان ذلك الرجل يتحدث باسم جميع 
الذين طوّحت بهم قوة جهنمية إلى هوّة سحيقة. وهم لم يطالبوا بالكثير 
("لقد درج الأغنياء على معاملة الفقراء بالحسنى» وكانت حياة الفقراء 
بسيطة. ذلك أن الفئات الدنيا في تلك الأيام لم تكن» كما هي الحال 
اليوم؛ تحتاج للقليل للظهور به أمام الناس مثل الملايسس ووجوه الإنفاق 
الأخرى"'). ولكن يبدو اعم سيحرمون الان هذه المكانة المتواضعة في 


من هناء كانت مقاومتهم ضد أكثر ما طرح في المجتمع 
البورجوازي من مقترحات تتسم بالعقلانية واللاإنسانية في أن معا. فقد 
استحدث سادة الأرياف نظام سبينهاملاند» وتشبث به العمال» على 
الرغم من أن الحجج الاقتصادية ضده كانت قاطعة. وكانت المعونات 
الخيرية المسيحية عديمة الجدوى في رد غائلة الفقرء كما يتجلى في تفاقم 
الفقر فى الدويلات البابوية. غير أنها كانت أثيرة لدى الأثرياء التقليديين 
الذين تبنوها ضمانة للوقاية من مساوئ المساواة في الحقوق (التي 
سينا "كان "الذين الوا بأن الطيسة عل حلفت الئاس يحقرق 
متساويةة:.وأن التنايز الاجتماعى يتبغي أن يقوم على النفع الجماعي'2). 
كما أن تلك الأعمال الخيرية كانت مفضلة بالقدر نفسه لدى الفقراء 
التقليديين الذين كانوا يعتقدون اعتقاداً جازماً أن 'حقاً" في فتات 
موائد الأغنياء. وقد انقسم الرأي في بريطانيا بين أنصار الطبقة الوسطى 
أصحات “المعيات الصديقة " الذين رأوا في الأعمال الخيرية المسيحية 





(2) تصتسمن تاععل وخصدتاع مدعء له 6أنعطنا فلاو" رتأمناوسة عأعطء 841 [١‏ .رآ 
تلمروسر ع مستنوط ,تمتطتصعطك مللمهمرخ نصد ”,(1790) علتسك ع علمدساهد عصتلعه 'لاعم 


.17 .م ,(1958 رغ أكدت© :ممدلتقة) 1848 أن 1789 لهل تلمأعاءاعاككه 


377 





































































































































































































شكلاً من أشكال المساعدة الذاتية من جهةء والفقراء الذين كانوا 
ينظرون إلى هذه الأنشطة باعتبارها في المقام الأول. 'جمعيات" مرفهة 
اللهو وتناول الطعام والشراب» مما يخالف الغاية المبتغاة من النشاط 
الخيري. 


وعزز من هذه المقاومة المعارضة التي أبدتها حتى البورجوازية 
لحوانب المنافسة الفردية الحرة الصافية ال 00 ف 
الواقع. ولم يكن ثمة من هو أكثر وفاءً للنزعة الفردية من المزارع أو النتج 
الأمريكي المثابر» ولا دستور أكثر معارضة من الدستور الامريكي 
للتدخل في الحريات» ولا سيما التشريع الفيدرالي حول عمالة 
الأطفال» أو هذا ما يعتقده محاموهم حتى القرن الذي نعالجه في هذا 
الكتاب. غير أن أحداً 0 يكن أكثر التزاماً منهم بالحماية " الصناعية " 
لنشاطهم التجاري كما رأينا. وكانت المعدات والآلات الجديدة إحدى 
الفوائد الرئيسية المتوخاة من المشروع التجاري الخاص والمنافسة الحرة. 
ولم يكن الكادحون اللوديون هم وحدهم الذين بادروا إلى تحطيم هذه 
المعدات» بل إن صغار التجار والمزارعين في مناطقهم قد تعاطفوا 
معهمء لأمم رأوا أن المخترعين يدمرون سبل المعيشة بالنسبة للعمال 
البدويين. والواقع أن المزارعين تركوا معداتهم في الخارج أحياناً ليدمرها 
المشاغبون» وكان على الحكومة عام 1830 أن ترسل تعميماً شديد العبارة 
ينص على أن "الآلات تتمتع بحماية القانون» شأنها شأن الممتلكات 
الأخرى بجميع أصنافها"”©. وما عزز هذه القناعات في أوساط الفقراء 
هو الإحساس بالتردد والشك الذي انتاب المبادرين الاقتصاديين الجددء 
خارج حصون الثقة البو رجوازية ‏ الليبرالية» عندما أقدموا على تفكيك 
النظام الاجتماعي الأخلاقي. 


)23 701.1 ,لاتعده 2 ابه أموط ”روجع علدع:8 عستطعهك/ا عط“ ,متحوطوطه1] مصطم[ عنمجر 
.1952 لإتمنططع]) 


315 





وبطبيعة الحال» كان ثمة كادحون بذلوا قصارى جهدهم للانضمام 
إلى الطبقة الوسطى أوء على الأقل» أن يسلكوا سبل الاقتصاد في 
الأمفاق :+ والماضدة الدافة» والتطرور الذاق,,وقجن أمقلة مديفة فل 
رجال كان صامويل سمايلز مثلهم الأعلى في الأدبيات التعليمية 
والأخلاقية عن الطبقة الوسطى من حيث النزعة الراديكالية» والحركات 
الداعية إلى الاعتدال وضبط النفسء والمساعي الاحتجاجية. ولا شك 
في أن مثل هذه الشخصيات كانت تستهوي الشباب» وربما تشجعهم 
وتحفز فيهم روح الطموع ونجد مثالاً حياً على ذلك في معهد رويتون 
للمعتدلين» الذي أسس عام 1843» (وكان وقفاً على الأولاد من أبناء 
عمال القطن غالبا عمن تعهدوا الامتناع عن الخمر والقمار» وكانوا عل 
خلق قويم). ففي غضون عشرين سنة» تخرج فيه خحمسة من كبار 
المشرفين على المغازل» وكاهن واحدء ومديران لمصائع النسيج في 
روسياء " وكثيروت آخرون تولوا مناصب إدارية أو إشرافية» أو أصبحوا 
من كبار الميكانيكيين» أو مديري المدارس المؤهلين» أو أنهم أصبحوا من 
أصحاب المتاجر المحترمين"©. ولا شك في أن أمثال هذه الظواهر لم 
تكن شائعة خارج العالم الاكلوسكبون: حرف كانت سبل الخروج من 
الطبقة العاملة (باستثناء الهجرة) ضيقة للغاية» كما أنها لم تكن عريضة 
إلى درجة كبيرة فى بريطانيا. كما أن النفوذ الأخلاقى والثقافى الراديكالي 
للطقة الوسطى حلف آثارا أقل بل الماك امير" ا 

ومن الواضح» من جهة أخرىء أن كثيرين آخرين تردّت روحهم 
المعنوية إلى الحضيض بعد أن عايشوا كارثة اجتماعية لم يفهموهاء وعانوا 
العوز. والاستغلال» وأرغموا على العيش كالبهائم في أزقة تجمع بين 
القذارة والكآبة» أو في جمعات دائمة التوسع من القرى الصناعية 
الصغيرة. وبعد أن حرموا من المؤسسات وموجهات السلوك التقليدية»؛ 


(4) إننيى مدين باستخدام هذا المرجع للسيد آ. جنكن (سكادع1 .ه)ء انظر : 776 
(1881) 01:7 ]1 ء الاكاعطل 


379 





























رق الكثيرون على الإملاق والعيش الماقع الذي كانت العائلات 
تضطرء تحت وطأته. إلى رهن بطانياتها حتى يوم استلام الأ لفكي 
واتتنيه ااعتول "أسرع طريقة للهرب من مانشستر " (أو من لِيِلَ أو 
بوريناج). وانتشر إدمان الكحول الجماعي» الذي يكاد يكون ملازماً 
لعمليات التصنيع والتحضير المتهورة المنفلتة» وأصبح الإغراق في الخمر 
وباء اكتسح أوروبا من أقصاها إلى أقصاها© وربما كان المعاصرون 
الكثر الذين شجبوا انتشار إدمان الكحولء والدعارة» وأشكال التهتك 
الجنسي الأخرى» يجنحون إلى المبالغة. غير أن الطفرة المفاجئة المنظمة 
للتعركاة الداعية إلى الاعتدال في أوساط الطبقتين الوسطى والعاملة 
كلتيهما في إنجلتراء وإيرلنداء واألمانيا في الأربعينات من القرن التاسع 
عشرء تبين أن *موم انحطاط الروح المعنوية لم تكن مسألة نظرية» ولا 
قضية قاصرة على طبقة واحدة. وصحيح أن انتشارها كان قصير الأمد. 
إلا أن معاداة الشّكر ظلت حتى نهاية ذلك القرن قضية يشترك فيها 
أرباب العمل المستنيرون والحركات العمالية على حد سواء©. 


بيد أن معاصري تلك المرحلة الذين نددوا بتدهور الروح المعنوية 
في أوساط الفقراء فى المراكز الحضرية والصناعية لم يبالغوا في الأمر 
بطبيعة الحال؛ ذلك أن جميع العناصر قد تضافرت لتعظيم هذه الظاهرة. 
فقد تنامت البلدات والمراكز الصناعية بسرعة ؛ ودونما تخطيط أو إشراف» 





(5) في العام 5 كانت قيمة 0 في المئة من الرهون في محللات المسترهنين في 
ليفربول خمسة شلنات أو أقل» و27 في المئة شلنين وستة بنسات أو أقل. 

(6) نهذ ””,ينغرعلمسطعطول 5 111161 معاورظ طرز أوعمومفصطه5 عزط» 

2 مله أه] ل متصمت .كل ه70 .58ككآ ,ترعايه عدا عوداسسلمه 1ك عل طعبطءء "رةس لوق 

.أطعناككلصبا1 .انث ,(1898-1901 وتعطعم1؟ .0 نقمعل) .اكبدخ .طعدعع متا طعتاعممن 

| 7) لا ينطبق ذلك على معاداة الجعة والنبيذ وأنواع الخمر الأخرى التي كانت تمثل 

جانباً من غذاء الرجال اليومي المعتاد. وقد انحصر ذلك إلى حد بعيك في طائفة التروتستاتت 


الأنغلوسكسونية. 


2300 








كما أن الخدمات الأساسية لحياة المديئة أخفقت إخفاقاً ذريعاً فى تلبية 
عظلياه] » متها ؛ إضاةة الشوارع؛ ولاه اوت رياني اليف 
العامة» بالاقيافة إن حاكن العلفة العايلة + وكان من النعاتم 
الواضحة لهذا التردي في المناطق الحضرية عودة الأوبئة الجماعية المعدية 
المنتقلة (عن طريق الماء بصورة خاصة)» وفي مقدمتها الكوليرا التي 
أعادت غزو أوروبا اعتباراً من العام 1 لست القا ريد 
مارسيليا حتى سان بطرسبرغ عام 32 ثم مرة أخرى في وقت 
لاحق. ولنأخذ مثالا واحداً على ذلك: إن التيفوس في غلاسغو "لم 
يلفت الأنظار بصورته الوبائية إلا عام 7"1818. ثم تزايد بعد ذلك. 
وانتشر في المدينة وباءان رئيسيان هما التيفوس والكوليرا في الثلاثينات 
من القرن الثامن عشرء وثلاثة هي التيفوس والكوليرا والحمى الراجعة 
فى الأربعينات» واثنان فى نصف العقد الأول من الخمسينات» إلى أن 
استدرك التحسن الحضري جيلاً كاملاً من الإهمال. وقد تعاظمت الآثار 
الفظيعة لهذا الإهمال» لأن الطبقتين الوسطى والحاكمة لم تشعرا به. 
وكان التطوير الحضري في تلك الفترة عملية ضخمة من الفصل 
والقل:#ة وفحت الطيقة الكائضة افيد إل هو سيحتة عمق من 
البؤس خارج مراكز الحكومة والنشاط الاقتصادي والمناطق السكنية 
الممتازة الجديدة الخاصة بالبورجوازية. وقد برز في تلك الفترة التقسيم 
شبه الشامل لأوروبا بين الطرف الغربي "الراقي" والطرف الشرقي 
"الفقير" فيما يتصل بالمدن الكبرى*". ولم تنشأ في هذه التجمعات 


(8) وتموط 8 وعدي ممع 7م20 ووو أه وعكله 1080 كعدده/0 ,تعتلةلاغط0) ؤ5آنامطل 

نط نامريه 0 أ عولط ”ل كسمتدكتلتكك رعاءةاى 1766[ يل 16اتمدد ءعتصعجم ع[ المموتتع 
.(1958 ردماط نقاعةط) 

(9) 4 «سرمومدها© خط «متله معتستد 4 المع عتاطيرع ,العوقيآ1 معتظ كحعصسول 

> الث زط 11 باأعسوس1 م8 كمصول زه كعوسط 117 علا إن عنام[ أمت«مد لل 
.3 .طم ,([1903] ,ءومطعاعة]8 .ل :لامعمهات) وتعمسطتفطت 


(10) "تركت الظروف التي ترغم العمال على الابتعاد عن مركز باريس آثاراً منكرة في - 


351 



















































































العمالية أية مؤسسات اجتماعية باستثناء الحانات وربما الكدابية إلا 
بيادرة من العمال أنفسهم. وبعد العام 1848 فقط. عندما تفشّت الأوبئة 
التي انطلقت من الأحياء الفقيرة تقضى على الأغنياء أيضاًء والجماهير 
الباتيينة الس 'نشيانت قيهن عيدة القسات نبي #الشاكيدة بالشزرة 
الالجتماعية “ذا عملية إغادة الأعماز والفحسين النطئية فى اللنامتق 
02 ' 

ولم يكن تعاطي الخمور العلامة الوحيدة على انحطاط الروح 
المعنوية. فقد ارتبط الوأدء والدعارة» والانتحار» والاختلال العقلٍ مبذا 
الزلزال اللاجتماعي الاقتصادي. وذلك ما ونه في تلك الأيام العمل 
الرائد الذي نسميه اليوم الطب الاجتماعي'» كما تزايدت معدذلات 
الحريمة» والعنف المتعاظم الذي 0 يكن له هدف في الغالب إلا إثبات 
النفس ضد القوى التي تهدد باجتياح السلبيين في المجتمع. ويشير انتشار 
الطوائف والعبادات الرؤيوية والتصوفية الأخرى خلال تلك الف :020 


- سلوكهم وأخلاقهم عموماً كما أوضحنا. لقد كانوا فيما مضى يعيشون في الطبقات العليا 


من المباني التي يشغل الطبقات السفلى منها رجال الأعمال وأفراد الطبقات التي تعيش في 
بحبوحة نسبية. ونشأ نوع من التضامن ب بين المستأجرين في العمارة الواحدة. وكان الجيران 
يساعدون بعضهم بعضاً في شؤون 90 وفي حالات المرضء أو البطالة» كان العمال 
يلقون قدراً كبيراً من العون داخل المنزل. كما تنامى من جهة أخرى» شعور بالاحترام 
الإنساني في نفوس أبناء الطبقة العاملة ما جعل عاداتهم اليومية أكثر انتظاماً". وقد اقتبسنا 
عبارات الرضى هذه من التقرير الذي أعدته غرفة ره وقيادة الشرطة. إلا أن الجدّة التي 
ينطوي عليها التمييز بين الجماعتين بارزة واضحة كل الوضوح . انظر : ,.1010 2300 
233-34 .زم 
(11) إنناء في معرفتنا للأحوال في تلك الفترة وما طرأ عليها من تحسن فيما بعدى 
مدينون بالكثير لقائمة طويلة من الأطباء تقف في مفارقة صارخة مع الآراء البورجوازية التي 
اتسمت بالتصلب وعدم الاكتراث. وينبغي الإقرار» أكثر بكثير ما هو الجال الآنء بفضل 
فللرميه والمساهمين الآخرين في حوليات الصحة العامة (علان اطلام عسفنوبوة 0 دعادمدما) التي 
أسسها عام 1829 وكذلك كايء وثاكراه» وسيمون» وغازكل وفار في بريطانياء ولعدد 
آخر في ألمانيا. 
(12) انظر الفصل الثاني عشر من هذا الكتاب. 


352 











إلى عجز مماثل في التعامل مع الزلازل المجتمعية التي أخذت تفتت حياة 


الناس. وقد أدى شيوع وباء الكوليراء على سبيل المثالء إلى انتعاش 
ديني في مرسيليا الكاثوليكية» وويلز البروتستانتية. 

كانت جميع هذه الأشكال من تشويه الستلواك الاجتماعي تشتر كََ 
فيما بينها في صفة واحدة» تميّز كذلك حركة المساعدة الذاتية؛ لقد 
كانت كلها محاولات للهرب من مصير الكادحين الفقراء أو قبول الفقر 
والذل أو تناسيهما في أحسن الحالات. وقد أشاح المؤمنون بالحياة 
الأخرى» والسكارى» وقطاع الطرق» والمجانين» والمتشردون وصغار 
التجار الطموحون بوجوههم عن الوضع الجماعي» وفقدواء باستثناء 
الفئة الأخيرة» الرغبة في العمل الجماعي. وفي تاريخ الفترة التي 
نعالجهاء أدى هذا العزوف الشديد دوراً أكبر بكثير نما بفعرمن قن 
العادة. ول يكن من قبيل المصادفة أن الأكثر عزوفاً في هذا المجال كانوا 

هم الأقل ميارة وعلماء وسظيما ا وبالفاق الأقل أملا في أوسباط 
0 فى تلك الفترة وما بعدها؛ ففي الانتخابات التي جرت في مدينة 
فال الجر ومني غم 8 كان عدد المشاركين في الاقتراع 81 في المئة 
من الصناع الكبار المستقلين» و71 في المئة من عمال البناء» والنجارين» 
والبناثين المهرة الاخرين» بينما لم يصوّت غير 46 في المئة من عمال 
المصانع والسكة الحديدية» والشغيلة» والعاملين في المنازل» إلخ...”*" . 


11 


كان التمرد هو البديل الوحيد للهرب أو الهزيمة. ويصدق ذلك 
على أوضاع الكادحين الفقراءء ولا سيما البروليتاريا الصناعية التي 





(13) «عوماعاايع8 «عل مدجماعل عع عسباعاءتسضوط سه عودمساعاساظ ,ذمتعل! اعصظط 
28طع 1 ,معالقطعومع1/155ا رعل متمعلدلم عطعتكتقطعةك ,عاله8 مة ‏ «عاقط هنمآ 
:مقاعع8) 1 )216 ,1ك .80 بمععدسالصقططم .عدمملك1 عطءكتره ]1ك ا-عطعءوتعما1هاتطط 

.3 .م ,(1958 بعقاءءلا-عتسعلوعام 


303 








أصبحت ققثل نواةً لهم. . وساد الاعتقاد بأن التمرد لم يكن ممكناً فحسب» 
بل إنه غدا إلزامياً. وكان محتما في النصف الأول من القرن التاسع عشر 
ظهور الحركات العمالية والاشتراكية» بل حركات التململ الاجتماعى 
الثوري. وكانت ثورة العام 1848 هي النتيجة المباشرة لذلك. : 


لم يكن بوسع أي مراقب عاقل أن ينكر أن أوضاع الكادحين 
الفقراء كانت مروّعة بين العامين 1815 و1848 وأن هذه الحركات قد 
تزايدت كثيراً بحلول العام 1848. كما افترض الكثيرون على نطاق واسع 
أن هذه الأوضاع كانت تتردى على نحو مطرد بالفعل. وفي بريطانياء 
ارتكزت على هذا الاعتقاد نظرية مالتوس القائلة بأن تكاثر السكان 
سوف يتخطى الزيادة في موارد العيش. وعززت ذلك الاعتقاد حججٌ 
الاقتصاديين الويكارةبين: وكان أصحاب النظرة الوردية في مستقبل 
الطبقة العاملة أقل عدداً من يتخذون الموقف المتشائم. “وي ثلاثينات 
القرن التاسع عشرء كان الإفقار المتصاعد في ألمانيا موضوعاً محدداً للا لا 
يقل عن أربعين مطبوعة منشورة» وكان ثمة تساؤل عما إذا كانت 
الشكوى من العوز ونقص الغذاء أمراً له ما يبرره في المقالات الأكاديمية 
التي تقدم لنيل الجوائز (ورأى عشرة من المتسابقين أن لهذه الشكوى ما 
يبررهاء بينما أعطى الستة الباقون رأياً محالفاً)”*' وكان انتشار مثل هذه 
الآراع بحد ذاتهء دليلاً فيما بعد على شيوع البؤس الشامل الذي 
ضرب أطنابه في أوساط الفقراء. 

ولا شك في أن مستوى الفقر كان أسوأ من ذلك في الأرياف. 
ولاسيحاقي أرشاط الحجال:الأحروية اللين لا ييجاكرن الارضي 
وعمال الخدمات البيتية الريفيين» وكذلكء. بالطبع» الفلاحين الذين لا 
أرض لهم أو كانوا يعيشون في أرض قاحلة. وكانت المواسم السيئة» 


(14) ورعل 71127 عاقءع عل «ع عهومط "عله عاعنرزعده 6 عن ,علقم وعب؟1 معومنال 
701 :11 109 .مم ر8 .آمب ,(1960-1972 رقهلء آ-عتصعلهعلى نصتاءعظا) .كاه 38 ,عمستام مما 
.؟] 264 .مم ,9 


354 





22030 


كما هي الحال في الأعوام 1789. 21795 21817 1832. 01847 تحمل 
معها المجاعة الفعلية» حتى لو لم يكن ذلك متلازماً مع كوارث أخرى 
مثل منافسة صناعات الكتان الصغيرة. فبعد دمار المحصول في لومباردي 
عام 3 كان الكثيرون يقيمون أَوَدَهم على القش والسيواء الطبيعي» 
ويصنعون خبزهم من أوراق النباتات البقولية والتوت ل 
سوء المحصولء في بلد هادئ مثل سويسراء قد أسفر عام 1817 عن 
زيادة عدد الوفيات على علد المواليد'". ويبدو الجوع الذي اجتاح 
أوروبا باهتاً إذا ما قورن بالمجاعة الرهيبة التي ابتليت بها إيرلند””') 
ولكنه كان جوعاً حقيقياً على أية حال. وقد انقطع ثلث السكان شرقي 
بروسيا ووسطها عن أكل الخبز (1847)» واعتمدوا كلياً على البطاطا/8". 
وحدثت تطورات مماثلة فى القرى الإنتاجية المتقشفة» المحترمة» المعوزة 
فى آرت حال الآلانه التى كان لجال والسام لصوت فيها عل 
جذوع الأشجار والأرائك الخشبية. ولم تكن العائلة تمتلك أكثر من عدد 
قليل من الستائر والأغطية الكتانية» وتشرب في أوانٍ طينية أو تنكية 
لافتقارها إلى الأكواب الزجاجية. وكانت العائلات فى تلك القرى قد 
اعدائك بعلان: المياضاك عل ذاه ونين النظاطا ولعي #اللقيلة 
حق أنه كان عل عمال الأغائة. أن يعلموها كيففت تتناول المؤونة التى 
قدموها لها من البازلاء والثريد”"". وقد تضافر التيفوس والجوع على 


(15) صذ صمتووءرمء1 ندع عطا لصة كعتداطوطمآع عط ,طنمخ1 صطمل .خآ 
.م ,(1941) 13 .أه؟ بنومماىة7] عم ه14 زه أمدسييمل *”,18 1814-18 بقتاعوة 17ل ةطصرمآ 
(16) 18 عل امعمع تنام عا أء وعرا؟ معل عترم و5عط ,ممهدمعلطعن84 .0 .11 
أم امعان كفبورنه© !ل :فصقل ”,1782-1881 عمتعظ عل دماصفق ع1 صقل «متندلنممط 
.(1883) عسةأوبس 0*1 
(17) انظر الفصل الثامن»ء ص 314-311 من هذا الكتاب. 
(18) 1 واءقتطجزم1. *بمعتاءوععصطمآ معل مم9 عتطعآ غناك“ بمممصتعلمخ .ل .]1 
]1 374 .مح ,(1892) 4 .1 ,3 لممظ ,ع[ااكتاماكى مسن عتدبمدمعلةأسهدمنقاه 8 
(19) مجن عتمتعب مسد نمه بوووط رمج عطعما ععل عوسوناعءأسخوظ عقط ,تععطاءد 1106011 
.3 لطة 27-28 .مم ,(1909 بتععطء5 .1 :م .م) رع |1477 19 


355 


























إهلاك المناطق الريفية في الفلاندز وسيلسياء حيث خاض ناسجو الكتان 
معركتهم الخاسرة ضد الصناعة الحديثة. 


وفي الواقع أن البؤس» والبؤس المتعاظم على رأي الكثيرين» 
الى لفك اكثر «الآنعبافصعله كو ازيف كلبة كبرق دل ما هافن 
إبرلتداء. غنو ابوس الملان:والمباط الصنتاعية التي كان الغقراء يتصورون 
فيهنا جوعاء ولك بدرحة أقن من السلبية والكسعن ولا شك فى أن 
أوضاع الفقراء العامة في المدن قد تدهورت» مع أن مسألة انخفاض 
مداخيلهم ما زالت موضع نظر لدى المؤرخين. ومن الصعب معالحة هذه 
القضية بصورة حاسمة» على الرغم من أنه يمكن استبعاد أي تحسين 
ملموس إطلاقاً قبل العام 1848 (أو ربما 1844 في بريطانيا)» والفجوة 
بين الأغتاء والفقزاء غدت: أكثر اتساعا ويرؤؤا: وتعود ويه الضعوية 
في ذلك إلى التفاوت بين إقليم وآخرء والاختلاف بين نوع وآخر من 
العمال» وفترة اقتصادية وأخرىء» بالإضافة إلى العجز فى البيانات 
الإحصائية. وفي الوقت نفسه الذئ كادت فيه البازوتة ووتشيلد تتزين 
بما يعادل مليوناً ونصف المليون من الفرنكات في حفلة الرقص المقنعة 
التي أقامها دوق أورليان (1842) فإننا نشهد فى روكديل» على حد 
577 جون برايت (8851 صطهل)» ' نحو ألفي أمرأة وفتاة يزحفن في 
الشوارع» في مشهد مهيب مثير جليل» وهن ينشدن الترانيم»ء وكن 
يتضورن جوعا. حتى إن الواحدة منهن كانت قادرة على التهام رغيف 
كامل وازدراده» بِنَهُمِ لا يوصف. حتى ولو كان ملطخاً بالطين"20©. 


ربما كان بعض التدهور العام قد انتشر في مساحات واسعة في 


أوروبا. فالعجز عن مواكبة التوسع الطائش العشوائي لم يقتصر على 
المراكز الحضرية والخدمات الاجتماعية فحسبء بل إن الأجور الالية 


(20) تتامقصمط) 1838-1846 ,عناعمع1 معط ررم -نقوة 716 ,1100010 ممصضمكر 
(٠. 7‏ ,([1958] يستحمت] لمة معلا 


2356 








(الحقيقية) كانت تميل إلى الانخفاض بعد العام 5. كما أن التأخر 
أصاب إنتاج المواد الغذائية ونقلها في المدن الكبيرة إلى أن بدأ عصر 
البكة الحديد 20 وكآن هذا التسلفه ؤاحدا من أسبات التشاؤم الذي 
أبداه المالتوسيون فى تلك الفترة. وبالإضافة إلى هذا التخلف.» فإن مجرد 
فول النابس نين العذاك لاسا ول المربغلة ينا فول الميناعيا :إن 
الشراء اللنديت: نامل ل لبوق الل قفي الراك كفي والاعية» 
كان سيفضي إلى قوق علي أسوأ مثلما أن ظروف الحياة والعمل 
في الأوساط الحضرية كانت ستؤدي إلى أوضاع صحية سيئة. وقد ركز 
خبراء الإحصاء الفرنسيون والبريطانيون على الاختلاف الصارخ في مجالي 
الصحة واللياقة البدنية بين السكان فى المناطق الصناعية والزراعية» 
(وكذلك بين الطبقات العلياء والوسطىئة والعاملة). ففى الأربعينات 
من القزة العام عسي قاق متطلال العم امتراقة قل الو اذش متطقية 
ويلتشير وروتلاند (وهما من المناطق الفقيرة»)» ضعفي ما كان عليه في 
ماتشبتر أو ليفريول: وغل الرغي من ذلك» فإننا إذا أخذنا حالة واجدة 
على سبيل المثالء وجدنا أن "المرض الذي يصيب الجلاخين قلما غرف 
في صناعة أدوات المطابخ في شيفيلدء إلى أن بدأ استخدام الطاقة 
البخارية في تلك الصناعة في أواخر القرن الماضي ". ولكن في العام 
2» كان المرض ينهش صدور 50 فى المئة ممن كانوا في الثلاثينات 
من العمر و39 في المتة تمن كانوا في الأزيعينات» ومتة فت الثة من 


(21) وبالمقابل» ساء الوضع الغذائي في باريس تدريجياً خلال القرن التاسع عشرء 
وبخاصة فى الخمسينات والستينات منف انظر: 3 [.20] ,16 [.01] ركمله 4ل رعممتلتطط .1 
,67 .م ,(1961) 
لبيانات حسابية مماثلة عن لندن» انظر : 004 هلصماة طحنمظ ع1“ مسسدطوطه؟ مطل عترظ 
.(1957 أكتاعللة) 1 .مط ,10 .01 ,ممعم برمماكقلع عنمسمءظ ع7 ”,1790-1850 ,عساااءآ 
يبدو أن إجمالي استهلاك الفرد للحم في فرنسا قد ظل على حاله دون تغيير تقريباً بين 
عامي 2 و1840 . .م ,1 .له؟ ,(1880) 1878 عتسوط عمفتعبر ل لمدمةتمسصعتج و0 ج00 ) 
(432. 


357 

































































جميع عمال التجليخ والشحذ ممن تجاوزوا ١د‏ 0 


وعلاوة على ذلك» أدى التغيّر إلى إزاحة شرائح واسعة من العمال 
أو نقلهم؛ لمصلحتهم أحياناًء ولأوضاع تلحق بهم الضرر في أغلب 
الأحيان. وظلت ججماهير غفيرة من السكان بعيدة عن الاندماج في 
الصناعات أو المدن الجديدة كطبقة فرعية لالت التي الخورين لي 
يكن لها حؤل ولا طؤل. بل إن جماهير غفيرة أخرى دُفعت إلى دوامة 
البطالة المنتظمة بفعل أزمات لم يجر بالكاد الاعتراف أو الإقرار بهباء حتى 
باعتبارها ظاهرة عابرة أو متكررة. وقد طرد ثلثا عمال كر 
بولتون (1842) وروبيه (1847) نهائياً من عملهم بفعل حالة الاخبيار 
00 وربما كان 20 في المئة من نوتنغهام» وثلث بيزلي بالفعل فى 
حالة من العوز والإملاق”7. وستنهار حركة مثل الحركة الميثاقية شيعاً 
فشيئاً تحت وطأة ضعفها السياسي. وشيئاً فشيئاً كذلك. سيعيدها الجوع 
إلى الحياة؟ لأنه العبء الثقيل الذي كانت تكن تحته الملايين من الكادحين 
الفقراء. 


وعلاوة على هذه العواصف العامة» انفجرت كوارث خاصة فوق 
رؤوس فئات معينة من الكادحين الفقراء. إن المرحلة الأولية من الثورة 
الصناعية» كما رأيناء لم تدفع العمال جميعاً إلى المصانع الْممَكُئّئَة. وعلى 


(22) أمممعء انآ أ ومتءنتنآ) أماءةزلء اك دا «بتمطمة إه «وبمركةط 4 بلعهااهط برعصلاك 
.62-63 .هم ,([1960] رموعءط لإأتووع ملآ 

(23) عنسممجمءة '| عل 61 فل هأ عل اه عكتءن هل[ عه دأاععودكل بعوكنهءطمآ أمعصدمتر 

عل ممتاأنناملُخغء ها عل عناوغطامناطتط 1846-1851 ,عأءغاى ماللا يله لتعناتدد ينه مكتمع مذ 
1101 الولإستناة-عطء80 هل) عدقدامءطم[ .8 عل ممتاأععيتل 12 دنهد معلياة ,19 .6 :1848 
17 .ص ,(1956 بأوعناه'1 عل علم تمع 


(24) «رم0-تاصل م1 ترط #علتتمصصاء عع السرم لمعتاكقنهاى م[ إن "ممع" 116 


,([1842] جه دعاعمطكت :5001م ط) 1842 لع «ماط ...«ملنمط ع 4أع8ظ عمس /به© مم1 


.5 .م 


2358 








العكس من ذلكء فإنهاء في قطاعات الإنتاج الضخمة الممكننة» 
ضاعفت من أعداد الصناع الفنيين ما قبل الصناعيين من فئات محددة من 
الخمال المهرة » وف حشودحاتنذة من العاملين من المنازل, وقد أدت 
إلى تحسن أحوالهم في أغلب الأحيان» خصوصاً عند نقص العمال 
خلال سكن اخروت الظويلة» وفئ الشوييات: والعلاتيتات مق القن 
التاسع عشر» أخذت المسيرة الحديدية اللاشخصية لكل من الآلة 
والسوق بالتخلي عنهم. وقد أدى ذلك» في أفضل حالاته؛ إلى تحويل 
الرجال المستقلين إلى عالة وتابعين» والأشخاص إلى "أيدٍ عاملة". كما 
أسفرء في أكثر حالاته قسوة» عن إنتاج هذه الحشود التي لا طبقة لها 
من المعوزين المجوّعين الذين كان بينهم نساجو المغازل اليدوية» وحباكو 
الإطارات إلخ. » ممن كانت أوضاعهم كفيلة بصعق أكثر الاقتصاديين 
صلابة. ولم يكن هؤلاء من الدهماء الجهلة غير المهرة. لقد كانوا زهرة 
القوى العاملة التي تضم جماعات مثل: النساجين في نوريتشل 
ودنفرملين الذين تحطموا وتبعثروا في ثلاثينات القرن» والنجارين 
عانق اللأقاف فى له الذيى وقعوا ف ١‏ قيزاك العاميلن امه تدند وشيال 
الماؤمة القازين 'الذين: أببيخوا مرارا وكرازا بين البر وهار ياء و السيفاد 
المهرة الذين فقدوا استقلالهم. لقد كان هؤلاء هم الأكثر مهارة» 
وتعلّماً» واعتماداً على النفس بين الكادحين””". ولم يكونوا عارفين بما 
يجري لهم. وكان طبيعياً أن يسعوا لمعرفة ذلك» بل كان طبيعياً أكثر من 
ذلك أن يعلنوا الاحتجاح'76. 


(25) كان 15 فقط من أصل 195 نساجاً بالغاً في غلوسسترشير عام 1840 لا يعرفون 
القراءة والكتابة. أما المشاغبون الذين اعتقلوا في مناطق التصنيع في لانكشير» وتششير» 
وستافوردشير عام 1842» فكان 13 في المئة منهم يحسنون القراءة والكتابة» و32 في المئة منهم 
ته أمكين: انظر: مصمتروماءا؟؟ بإتمط سز ورعلدع1 01255 عسصعاءه 777“ رطااء/178 .1 معطم ]1 

.]1 333 .مم ,(1950) ,لكآ .701 ,سعامعال أوءة«ماعقط [عذاعمط ع1 **,لمداعمط 

(26) "إن نحو ثلث السكان العاملين بيننا. .. يتألفون من النساجين والعمال ممن لا 

تبلغ مداخيلهم مستوى كافياً لإعالة أسرهم والحفاظ عليها دون مساعدة كبيرة. إن هذه- 


3069 






















































































1 


من الناحية المادية» كان عمال المصانع الجديدة (البروليتاريا) أحسن 
علا عا تو ماك ومو حدية خرف كانت أوضاعهم مقيدة بشروط؛ 
ذلك أنهم كانوا يخضعون للرقابة المتشددة أو لانضباط أكثر تشدداً يفرضه 
رب العمل أو المشرف اللذان لم يكن لديهم تقريباً أية حجة قانونية 
ضدهم. كما أنهم لم يكونوا يتمتعون بالحماية العامة في بواكيرها الأولى. 
وعليهم أن يعملوا الساعات أو نوبات العمل التي يقررها المستخدمء 
ويتقبلوا ما يفرضه من عقوبات أو غرامات لتعزيز نفوذه أو زيادة 
أرباحه. وكان عليهم في المناطق والصناعات المنعزلة أن يبتاعوا حاجياتهم 
من متاجرهء وأن يتقاضوا أجورهم سلعاً لا نقداً (لتتاح لرب العمل 
عديم الضمير أن يضاعف أرباحه)» أو أن يقيموا في المساكن التي 
يزودهم بها. ولا شك في أن ابن القرية قد لا يجد في مثل هذه الحياة 
قدراً من التبعية أو الفقر أقل ما كان يعانيه مع أبويه» وربما كان لطغيان 
رب العمل ما يقابله. جزئياً على الأقل» في ما يقدمه من حماية وتعليم 
وخدمات اجتماعية فى الصناعات القارية ذات التقاليد الأبوية القوية. 
أن متتو لمكن اضر رن العندع يدا سافان فحيمن كاده ذا 
المعنى» شكلاً من أشكال العبودية» لم يكن يقدم عليه إلا أشد الناس 
عَوَرْاَء ولم يكن يقبل به حتى النساء والأطفال الذين كان أصحاب 
المصانع يفضلون استخدامهم باستمرار. وفي الثلاثينات وجانب من 
الأربعينات» بدأت حتى الأوضاع المادية لبروليتاريا المصانع بالتردّي. 
ومهما كان الوضع الحقيقي للكادحين الفقراء. فلا شكء. على 
الإطلاق. في أن كل عاقل فيهم» أي كل من رفض أن تكون المحنة 
هي حظ الفقراء وقدرهم والعنصر الأبدي في تصميم الكونء إنما كان 


الشريحة من المجتمع» التي يعيش أفرادها معيشة شريفة محترمة» هي التي تتكبد أقسى أنواع 


المشقة جراء انخفاض الأجور وتزايد الصعوبات هذه الأيام. وإنني أتوجه إلى هذه الطبقة من 
زملائى الفقراء بالدعوة والتوصية لإقامة نظام التعاونيات ". انظر : ##لااععط 1151 رتععل8 .1 
.([1830 ,.طام .م تسمتلمظ]) «مننهعم0-م0 بره 


210 








يعتقد أن العامل يتعرض للاستغلال وللإعواز من جانب الأغنياء. وكان 
هؤلاء يزدادون ثراء فيما يزداد الفقراء فقرا. وكان الفقراء هم الذين 
يعانون» لأن الأثرياء هم الذين يربحون. وكانت الآليات ا في 
المجتمع البورجوازي» في أسسها العميقة» قاسية ظالمة غير إنسانية. 
وعلى حد تعبير صحيفة لانكشير كووبريتور» ف 'لا ثروة بدون عمل 
وعمالء» والعامل هو مصدر الثروة بأكملها. من الذي أنتج هذه 
الأغذية؟ إنه العامل الفقير شبه الجائع. من الذي بنى هذه البيوت 
والمتتودغنات«والقضور'الى يشكتيا الأغماء الذين لا يذلون أي جهد 
ولا ينتجون شيئاً؟ إنه العامل. من الذي يغزل وينسج كل هذا القطن 
والصوف ويصنع كل هذه الثياب؟ إنه عامل الغزل والنسيج". 'إلا أن 
العام :7 هما تقول المسعندة "يبظ قفي ] تايا اهما بيظل بع لا 
بعملوة اماف رمتعلكوة الفزوة القرظة :7 أن العام التعيين فى 
الريف (الذي ما زالت شكواه تتردد حتى اليوم في الأناشيد الإنجيلية 
الزنجية) فيجهر بالشكوى بصورة أكثر وضوحاًء وربما أكثر عمقاً: 

إذا كانت الحياة شيعا يمكن شراؤه بالمال: 

فإن الأثرياء هم وحدهم الذين سيعيشون بينما يموت الفقراء 

11 

استجابت الحركة العمالية لنداء الفقراء. وينبغي أن لا نخلط بين 
هذه الاستجابة والانتفاضات الجماعية ضد مظاهر الشقاء التى لا تحتمل 
عبر التاريخ المدوّنء أو حتى بممارسة الإضراب أو أشكال النضال 


228) 


(27) عمتطومعصمآ مذ ممتاوءعم0-0© تزاعدظ [ه نوومامعل1]“ رممدك84 لمتمسصل8 تعطام 

تزاء 5001 انها تمنواسق ع تدوع مجه عترأكمع مط ع[1 إن كترمةاعودريه 1 *“رععتطوعطنت لمه 
.0 .م ,(1958) 130/111 .آم 

(28) يدل محتوى هذا الكتاب على درجة عالية من الوعى الطبقى : ,كتهةة!اة11 1650م 

6 لط باططاء ار وترمكععزام”1 ١نم‏ ترمدكط جه 11فل![ :ئ716ه 17 0 1/6 زه كعمد ]/ام7 .0 
.105 .م ,(1923 مطاعه بتكاعدا دآ :[.ح .م]) وممطعنوططواء77 دءدممط 1 تعممنا 


391 































































































الأخرى التي أصبحت من خصائص العمال منذئذ. فلهذه الظواهر 
انع يعود إلى ما قبل الثورة الصناعية. والجديد في الحركة العمالية في 
أوائل القرن التاسع عشر هو الوعي الطبقي والطموح الطبقي. فلم يعد 
" الفقراء" هم الذين يواجهون "الأغنياء" . بل إن " طبقة" محددة هي 
الطبقة الكادحة» العاملة» البروليتارية» هى التى تواجه طبقة أخرى 
تشم أريات: العمل 6" أن الراستمالي.وقن مسحت الدورة الفرئيية دده 
الطبقة الثقة بالنفس» بينما شحنتها الثورة الصناعية بروح التعبئة 
والحشد. إن الحياة الكريمة لا يمكن تحقيقها بمجرد القيام في مناسبات 
معينة بحركة احتجاج لا تؤول آخر الأمر إلا إلى إعادة التوازن 
والاستقرار إلى المجتمع بعد حالة من الاضطراب. إن تحقيق تلك الحياة 
يستوجب اليقظة الدائمة والتنظيم» والنشاط من جانب "الحركة"؛ أي 
من جانب نقابة العمال» والجمعية التعاونية أو المتبادلة» ومؤسسة الطبقة 
العاملة» والصحيفة. أو الإثارة والإهاجة. غير أن عنصري الجدة 
والسرعة في التغير الاجتماعي الذي اكتنف العمال قد شجعاهم على 
التفكير في مجتمع ينتابه التغير التام» انطلاقاً من تجربتهم ومن آرائهم 
همء مقابل ها يؤمن يه الطغاة الذين يتحكمون في مصيرهم. ولسكوه 
هذا المجتمع تعاونياً لا تنافسياً» جماعياً لا فردياً. إنه سيكون "اشتراكياً". 
ولن يجسد الحلم الأبدي بمجتمع حر كان يدور في خلدهم على 
الدوام» ولكنهم قلما فكروا بالثورة الاجتماعية إلا في مناسبات نادرة. 
إن هذا المجتمع المخشود سيكون بديلا عمليا دائما للنظام الحالي. 


بهذا المعنى» لم يكن وعي الطبقة العاملة قد تبلور بعد في سنة 
9ه أو حتى خلال الثورة الفرنسية» بل إنه لم يكن كذلك خارج 
بريطانيا وفرنسا حتى في سنة 1848. غير أنه ظهر في هذين البلدين 
اللذين جِسّدا الثورة المزدوجة بين العامين 1815 و1848. وبصورة 
خاصة عام 0 تقريباً. ولم يبرز اصطلاح "الطبقة العاملة" المحدّد 
د من اصطلاح "الطبقات العاملة' الأقل قيّراً) في الكتابات المتصلة 


بالشؤون العمالية إلا بعد واترلو بقليل» وربما قبل ذلك. كما تكرر 


202 








استخدام هذا العيطلع في الكتارات المماثلة في فرنسا بعد العام 
0 وفي العام 1818» بدأت المحاولات في بريطانيا لجمع العمال 
معاً في "نقابات" عامة؛ أي لاختراق العزلة المحلية والفئوية التي تمثلها 
ماعات محددة من العمال» مقابل محاولاات التجمع على النطاق 
الوطني» بل مساعي جمع الطبقة العاملة في وحدة تضامنية شاملة. 
وجرت متابعة هذه المساعي على نحو حثيث محموم بين العامين 1829 
و1834. وكان شعار "النقابة العامة" يوحي ب "الإضراب العام". و 

جرى تطوير ذلك» مفهوماً ومخططأ تكتيكياء للطبقة العاملة في تلك 
الفترة» ولا سيما في بيان وليام بنبو (10ه0طمء8 حصقن187111) المسمى " العيد 
الوطني» ومؤتمر الطبقات المنتجة" (1832)» ونوقش بصورة جدية في 
أوساط مقافي باعبباز» تهنا .في تلك الأثناء» كانت المناقشات 
الفكرية في كل من بريطانيا وفرنسا قد أسفرت في العشرينات من القرن 
التاسع عشر عن ولادة تعبير " الااشتراكية " تفهوماً وسعيطلية. ٠‏ وتبلنى 
العمال هذا المفهوم» على نطاق ضيق في فرنسا (وفي نقابات باريس عام 
2©» وعلى نطاق أوسع بكثير في بريطانياء حيث سارع العمال إلى 
مساندة روبرت أوين ودفعه إلى مكان الصدارة لقيادة الحركة الجماهيرية 
الحريقنة على الرغم من أنه لم يكن مؤهلاً ولا صالحاً لها على الإطلاق. 
وباختصارء فإن الوعي الطبقي البروليتاري والتطلعات الاجتماعية كانت 
قد تبلورت في أوائل الثلاثيتات. ومن شبه المؤكد أنها كانت أكثر ضعفاً 





(29) لإاتنخصع طامععاع م8 لإلتدظ مومه آه عع قناوصمآ عط“ ,كوعك8 وحذى 
وماك الامطمطة 1١‏ تبرمدكظ ,.وله بعالتحة5 صطول لمهة كوعقض8 ممة نمز ”رلسماعمط 
5ه إن سملن اتعارع م7100 عط بعدونوعطمآ أمعصع8 :(1960 بصهلاتطعدالا :دمقده]) 
هل“ باتع ه6001 15 :168-169 صم ,111 .آه/ رعاءءاى عمال[ بسن ععسن«1 به دعأساعمى د5ه 1م116 
ممت تنصذ ”,1830-1848 ععموط د عوممك عل عممعوقصمء 2[ اء عغتتكيده مؤممعط 
,(1949-1950 ,لماكت اث :ممهلتالا) .7015 4 ,11122010 مز أل ءرمهه وز اوناك ,مخله22ناا 
ممنم«ل أو«مدع) 01 كأط #41161 بعاهم© لعوبه]8] هداع تاهآ عع 1م060 لصح ,28 .م ,3 .آم 

61 .م ,(1953 بدو[اتسعوكة :صملدمآ) 


203 
























































































































































وأقل فاعلية من وعى الطبقة الوسطى الذي اكتسبه أرباب العمل أو 
حاولوا إظهاره في الوقت نفسه. غير أن حضورهم كان واضحاً على أية 
حال. 


لقد ارتبط الوعي البروليتاري» وتعززء بما يمكن تسميته الوعي 
اليعقوبي. وهو منظومة من المطامح. والخبرات» ومناهج العمل. 
والتوجهات الأخلاقية التي زرعتها الثورة الفرنسية (وقبلها الأمريكية) 
في عقول الفقراء الواثقين في أنفسهم. ومثلما أن "الحركة العمالية' 
كانتت التنين العنين عد أوضاع الطبقة العاملة الحديدة وأيديولوجيتهاء 
فإن "الكومنولث التعاوني"' كان هو التعبير عن الحركة الديمقراطية 
بالنسبة للناس العاديين سواء أكانوا من البروليتاريا أم كانوا غير ذلك» 
وهم الذين دفعتهم الثورة الفرنسية إلى مسرح التاريخ » بوصفهم لاعبين 
ولم تكن لديهم الجرأة على الظهور فيما مضى في هذه الأماكن المخصصة 
للوجهاء. أصبحوا اليوم يتنزهون رافعي الرؤوسء جنبا إلى جنب مع 
الأغنباء 300١‏ لقد كانوا يطالبون بأن يعاملوا باحترام وعل قدم المساواة. 
مع الإقرار بما لهم من مكانة. وكانوا يعلمون أنهم قادرون على تحقيق 
ذلك لآن ذلك ما فعلوه بين العامين 1793 و1794. ولم يكن هؤلاء 
المواطنون كلهم من العمال» غير أنهم كانوا يضمون العمال الواعين 
كافة. 


كان الوعي البروليتاري والوعي اليعقوبي يكمل أحدهما الآخر. فقد 
أعطت خبرة الطبقة العاملة للكادحين الفقراء المؤسسة الرئيسية للدفاع 
الذاني اليومي» وهي النقابة العمالية وجمعية التعاون المتبادل» والأسلحة 
الرئيسية المستخدمة للنضال الجماعي. وهي التضامن والإضراب (اللذان 





(30) ععتةنطنا تمموم) 1ل كه '| تله فانعاكة هم كمانوانه-كوى ععا ,امطهك أرعطام 


.060 بص ,(1958 بللنع«ينهاء 


304 








انا يتظويان عل تصصيري السدظيم والانضباط)”7©. ومع أن الحركة 
العمالية لم تكن تعاني ما كانت تعانيه في أوروبا من ضعف وزعزعة 
وتجرتة» فإن مجال عملها كان محدوداً للغاية. وقد برزت في بريطانيا بين 
العامين 1829 و1834» ثم في ظل الميشاقيين بضورة عزاكيةة اولاش 
لاستخدام نموذج نقابي أو تعاونيٍ تبادل لا للحصول على أجور أعلى 
لفئات محددة من العمال» بل لدحر المجتمع القائم برمته وإقامة جتمع 
جديد. وقد منيت هذه المحاولات بالفشل» وأدى هذا الفشل إلى إلحاق 
الشللء مدة نصف قرنء بحركة بروليتارية اشتراكية مبكرة ناضجة 
بصورة مشهودة. كما فشلت المحاولات الرامية إلى تحويل النقابات 
العمالية إلى نقابات وطنية للمنتجين التعاونيين (كما حدث لنقابة عمال 
البناء التي تحولت إلى "برلمان" للبناتين» و"نقابة للبنائين" بين العامين 
1 و1834). واحفققة بالمثل.ء وبطرق أخرىء المحاولاات التي 
استهدفت إقامة جمعية تعاونية منتجة وطنية و"نظام منصف لتبادل 
العمال". وكان صعباً التعامل مع الاتحاد العام للنقابات الشامل 
الضعيف الذي كانت النقابات المحلية الفرعية تفوقه قوةٌ؛ ويعود ذلك 
إلى عيوب ذاتية في الاتحاد العام لا إلى المسائل المتصلة بضعف الانضباط 
والتنظيم والخبرة لدى القيادة. وقد أثبت الإضراب العام عدم جدواه في 
ظل الميثاقيين» إلا في العام 2 عندما استطاع إثارة أعمال الشغب 
لذن انتشرت تلقائياً في أوساط الجياع. 


وعلى العكس من ذلك» فإن أساليب الإهاجة السياسية الني كان 
ينتهجها اليعاقبة والراديكاليون عمؤماء لا الطبقة العاملة تحديداً» أثبتت 
قدراً عالياً من الفعالية والمرونة؛ وتجلى ذلك فى الحملات السياسية عن 
طريق الصحف والكراريس» والاجتماعات العامة والتظاهرات» 





(31) يمثل الإضراب حصيلة منطقية تلقائية لوجود الطبقة العاملة» حتى أن له في 
اللغات الأوروبية أسماء محلية متميزة (مغلاً: مانام أقهطة2 ,متعمهك5 بقعاعدآآ بأو 0), 


بيئما تستخدم للمؤسسات الأخرى أسماء مستعارة فى أغلب الأحيان. 


205 














































































































وأعمال الشغب والانتفاضات عند الضرورة. وصحيح أن مثل هذه 
الحمللات منيت بالفشل عندما بالغت في طموحاتتهاء أو أفزعت 
الطبقات الحاكمة. إلا أن العقد الثاني الهستيري من القرن التاسع عشرء 
اتسم بميل واضح لاستدعاء القوات المسلحة للتصدي لأية تظاهرة ذات 
خطر (مثلما حدث في سُبافيلدز في لندن عام 1816» أو ' بيترلو" في 
مانشستر عام 1819 عندما قتل عشرة من المتنظاهرين وأصيب عدة 
مئات). وفي الفترة الممتدة بين العامين 8 و1848 لم تفلح ملايين 
التواقيع على العرائض في جعل "ميثاق الشعب'" أقرب منالاً. وعلى 
الرغم من ذلك» فإن شن الحملات السياسية في جبهات ضيقة كان 
فعالا حقا. ولم يكن ممكنا بغير ذلك إعلان تحرير إعتاق الكاثوليك عام 
9 ولا 'قانون الإصلاح' عام 1832 كما لم يكن ممكناً بالتأكيد 
إصدار التشريعات الخاصة - القليلة الفاعلية - بالرقابة على أو ضاع المصانع 
وساعات العمل فيها. وهكذاء رأينا الطبقة العاملة السيئة التنظيم تحاول 
التعويض عن ضعفها بأساليب الإهاجة التي تتسم بها الراديكالية 
السياسية: وكانت 'إهاجة المصانع ' في الثلاثينات من القرن التاسع عشر 
تعويضا عن ضعف النقابات المحليةء مثلما كانت حملة الاحتجاج 
الجماعية ضد نفي "شهداء تولبودل"*” محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه 
من حطام "النقابات العامة ' عند اخبيارها بعد العام 1834. 


بيد أن التقاليد اليعقوبية استمدت» بدورهاء قوة واستمراراً 
وعنفواناً غير مسبوق من روح التماسك والتضامن والولاء التي امتاز بها 
البروليتاريون الجدد. فإن ما جمعهم لم يكن مجرد كونهم فقراء في مكان 
واحدء بل إن جوهر حياتهم يتمثل في أنهم يعملون معاً بأعداد 
ضخمةق ويتعاونون في العمل» ويعتمدون بعضهم على بعض. وكان 
التضامن الصلب هو سلاحهم الوحيد لأنهم لم يكونوا قادرين من دونه 
على إظهار المصدر الوحيد الحاسم لقوتهم. وهو أخهم جماعة متضامنة لا 





(32) انظر الفصل السادس». ص 364-235 من هذا الكتاب. 


23526 








يمكن الاسعكنء عمهاء واصبحة) رونا زلف عبار *ل”تفضوا 
الاضراب"» أو كلمات بهذا المعنى» هي الوصية الأولى في ميثاقهم 
الأخلاقي» وغدا من يفسد الإضراب (الذي يلصق به النعت المشحون 
أخلاقياً وهو "الأسود" ٠»‏ الذي يقارب "الساق السوداء" وهو المرض 
المعدي الذي يصيب صغار الماشية) هو بهوذا الذي يخون أهله. وما إن 
بدأوا يكتسبون بواكير الوعي السياسي» حتى تجاوزت تظاهراتهم صفة 
التزواك” الف تنتاب "الغوغاء" الساخطين في هذه المناسبة أو تلك ثم 
ينكفئون على أعقابهم وأصبحكة أقرب' إلى جيك عرمرم مقعم بباتلياة. 
من هناء رات لدلة بز وليتارية قوية مسنظرة في مديقة مدل كرفلن يخال 
أصبح الصراع بين الطبقتين الوسطى والعاملة القضية الأساسية في 
النشاط السياسي المحلي (في أوائل الأربعينات من القرن الثامن عشر). 
وفي نهاية العام 1847» كان ثمانية من الميثاقيين أعضاء في مجلس 
المدينة» ولم يتغير الوضع بعد انهيار الميثاقية على الصعيد الوطني عام 
8 في تلك المدينة التي هلك فيها ما يتراوح بين عشرة ة آلاف واثني 
عشر ألفاً في ثورة باريس تلك السنة. وبحلول العام 1849» كان 
النادوة قتلون تحو نمف التاعت الى علس لين 

وتحت تقاليد الطبقة العاملة واليعاقبة» كانت ثمة تقاليد أقدم عهداً 
يقتدي بها الطرفان» ألا وهي أعمال الشغبء أو الاحتجاجات العلنية 
التي تقوم بها جمهرة اليائسين بين وقت وآخر. وللفعل المباشر» وأعمال 
الشغب» وتدمير الآلات والمتاجر ومنازل الأغنياء تاريخ عريق. وكانت 
كلهاء على العموم» تعبيراً صارخاً عن الجوع» أو عن مشاعر رجال 
وصل بهم السخط حدوده القصوى. ويتجلى ذلك في موجات تدمير 
الآلات التي اجتاحت الصناعات اليدوية المتعثرة التى كانت مهددة 
بدخول الآلات (مثل صناعات النسيج البريطانية عام 1811-1810» ومرة 
أخرى عام 1826» وصناعات النسيج في القارة الأوروبية في أواسط 





)03 48-49 .صم بأهاء 51 جة «نتمطمط زه مم8 4 بلمقتامط 


307 















































































































































القلاثينات والأريمينات من ذلك القرن). وفي بعض الأحيان» كما 
كانت الحال في إنجلتراء كانت أعمال الشغب 0 
أشكال الضغط الجماعي تمارسه فئكات منظمة من العمال الذين لا 
يضمرون العداء للآللات» مثل عمال المناجمء وحماعات من العمال 
المهرة في صناعات النسيج والأدوات المنزلية الحادة الذين جمعوا بين 
الاعتدال والإرهاب انعم في مواجهتهم لزملائهم من غير 0 
للنقابات. وربما كانت أعمال الشغب هذه تعبيراً عن الاستياء من البطالة 
أو من الجوع. ٠‏ وفي حالاات نضح الثورة. يمكن أن 0 هذه الأفعال 
المباشرة من جانب رجال ونساء غير ناضجين سياسياً قوةٌ حاسمة» ولا 
نيما إذا حدثك في عفدن اكترئ أو أمكنة حبناسة من الركهة السياسية: 
وف الحافين 1830 و1848 ألقت هذه الأحداث بثقلها الشديد فوق 
طيخ التعبير عن السخط مما حوّل معه الاحتجاجات الهادئة إلى 
انتفاضات. 


17 


من ثم لم تكن الحركات العمالية آنذاك حركات "بروليتارية 
بمعنى الكلمة. ا 
وبرامجهاء أي أنها لم تكن تضم عمال المصانع والمعامل» أو حتتى حركة 
تفتصر عضويتها على العمال المأجورين. بل إنها كانت جبهة مشتركة 
تضم جميع القوى والنزعات التي تمثئل الكادحين الفقراء (في المراكز 
الحضرية أساسأ). وكانت هذه الجبهة المشتركة قائمة منذ وقت طويل» 
غير أن زعاماتها وتطلعاتهباء حتى أيام الثورة الفرنسيةء كانت تتحدر من 
أوساط الطبقة الوسطى الليبرالية والراديكالية. فاليعاقبة, لا 
اللامتسرولون (ناهيك عن الطامين من البروليتاريين غير الناضجين)» 
هم الذين أضفوا طابع الوحدة على التقاليد الباريسية الشعبية. وكانت 
عناصر الجذة فى في الوضع الذي تلا العام 5 تتمثل في أن الجبهة 
المشتركة راحت تتصدى للطبقة الوسطى الليبرالية وللملوك 


208 





والأرستقراطيين على حد سواءء وأن ما وحد صفوفها كان برنامج 
البروليتاريا وأيديولوجيتهاء على الرغم من أن الطبقة العاملة في المصانع 
والمعامل لم تكن قد تبلورت بعد» وكانت» بمجملهاء أقل نضجاً من 
الشرائح الأخرى من الكادحين الفقراء من الوجهة السياسية. وقد نزع 
الفقراء والأغنياء على السواء إلى دمج "الجماهير الحضرية التي تحتل 
منزلة أدنى من الفئات الوسطى في المجتمع “0 من الناحية السياسية 
فى "البروليتاريا" أو " الطبقة العاملة". وكان المتخوفون من "الإحساس 
العام المتزايد حدةٌ بأن ثمة تناقضاً داخلياً في الأوضاع الراهنة» وأن هذا 
الوضع لن يستمر "© يميلون إلى الاشتراكية بوصفها البديل والتقييم 
النقدي الوحيد المقبول فكريا لتلك الحالة. 


وأظهرت قيادة الحركة التديدة خالة عائلةفاليناضن الأكثر نشاطا 
واندفاعاً نضالياً ووعياً سياسياً لم تكن من البروليتاريا الصناعية الجديدة» 
بل من الصنّاع المهرة» والحرفيين الفنيين المستقلين» والعمال المحليين على 
نطاق ضيق» وآخرين كانوا يعيشون ويعملون مثلما عاشوا وعملوا قبل 
الثورة الصناعية» ولكن تحت ضغوط أكثر حدة. وكان عمال الطباعة» 
وصائعو القبعات والخياطون وأمثالهم هم أوائل النقابيين في جميع 
الأحوال تقريباً. وكانت نواة قيادة الميثاقيين في مدينة مثل ليدز تضم» 
كما هو معهودء نجاراً تحول إلى نساج بنولٍ يدوي» وبضعة من عمال 
الطباعة المياومين» وبائعاً للكتب» ومشّاطاً للصوف. وكان أغلب الرجال 
الذين اعتنقوا مبادئ المستر أوين التعاونية من هؤلاء الصناعء 





(34) من ,رموكينه 7ط 0لا لسماطعانه( دن فسماى علاط عوط بتلصسكاة عملمعط1 
همه ,4 .م ,(1847 رطام م.م[ تسمتئع8) عوماءمامعر] ومن عنوارة اك سد اماع كناثامط «عترزعى 
,7019 بكستتكطلهاتصم عل رمربرل ممزعطرار عل عمط «م +العأناعده 6 216 بتكأكم[2 ناكا 

.169 .م 

(35) «عع 10 لم50 سه ونتستلوعمى ععطةة دعو سععامه! ,سممصمعلعاظ انمكا 

7 .م .نآ بلاقم ودعن؟1 سه ,([1847 .طم .م نعتدماما]) 


209 



















































































































































































والميكانيكيين» والعمال اليدوبين. وكان أوائل الشيوعيين من الطبقة 
العاملة الالمانية من عمال المياومة الجوالين» والحرفيين؛ والخياطين» 
والنجارين» وعمال الطباعة. وكان الرجال الذين وقفوا فى وجه 
البورجوازية في باريس عام 1848 يعيشون في حي الصتاع الفنيين 
القديم في فوبورغ سان أنطوان» ولم يكونواء (مثلما كان المشاركون 
في كومونة العام [2)187» من البروليتاريين في لانفيل. ومثلما أسفر 
تقدم الصناعة عن تدمير قلاع وعي الطبقة العاملة هذه. فإنه أدى أيضاً 
إلى تقويض قوة هذه الحركات العمالية الأولى. فبين العامين 1820 و1850 
على سبيل المثال» أوجدت الحركة البريطانية شبكة كثيفة من المؤسسات 
لتمارس فيها الطبقة العاملة التعلم الذاتي والتربية السياسية. ومن 
" معاهد الميكانيكيين " , 'وقاعات العلوم" التي بشر بها أوين» ومراكز 
أخرى. وبحلول العام 21850 كان في بريطانيا سبعمئة من هذه المعاهد 
(بالإضافة إلى المراكز ذات الطابع السياسي). منها مئة وواحد وخحمسون 
في مقاطعة يوركشيرء وأربعمئة غرفة للأخبيا ©6©, ولكنها كانت تعاني 
الانحطاط التدريجي. حتى إن أكثرها كان قد اندثر أو اعتراه الخمول. 


كان ثمة استثناء واحد. ففى بريطانيا وحدهاء كان 
البروليتاريون قد بدأوا تنظيم قياداتهم بل إنتاجهاء ومنها: جون 
دوهري ((206519 صطهل) غرّال القطن الإيرلندي من أتباع أوين. 
وعامل المناجم تومي هيبورن (70ناامع1]1 لاقتدطه1) ومارتن جود 
(0ل سنامملا3) . ولم يكن الصناع الفنيون المهرة والعمال المحليون 
المغبونون يشكلون كتائب اليثاقيين فحسب. بل إن عمال المصانع 
كانوا في مقدمة المحاربين» أو حتى الزعماء بينهم أحياناً. أما خارج 
بريطانياء فكان عمال المصانع والمناجم أقرب إلى فئة المستضعفين 
منهم إلى جماعات الوكلاء. ول يُتح لهؤلاء أن يتولوا أمورهم 





(36) عرتطي/سممن] أكتته ©«لتأممعصصل 0 ومانةاأاوترل “كانه م11 1116 ,عامعهانز1 اعطوا3 
111 .م ,(1957 رؤدعء ازمر حزما يعامعطعمة31 “لاقع اعصة7/1) 851ل عرمإعط 


0400 





بأنفسهم ويصبحوا مسؤولين عن مصيرهم إلا في أواخر القرن. 

كانت الحركة العمالية منظمة للدفاع عن النفس» وللاحتجاج» 
وللثورة. إلا أنها كانت بالنسبة للكادحين الفقراء أكثر من أداة من أدوات 
النضال؛ لقد كانت أسلوب حياة. فالبورجوازيون الليبراليون لم يقدموا 
لهم شيئًا؛ فقد انتزعهم التاريخ من الحياة التقليدية التي وعدهم 
المحافظون عبثاً باستعادتها أو الحفاظ عليها. ولم يكن لكليهما صلة بالحياة 
التي راحوا ينجرّون إليها على نحو متزايد. غير أن الحركة كان لها مثل 
هذا الارتباط بالحياة التقليدية أوء بالأحرى» بأسلوب الحياة الذي 
اختاروه لأنفسهمء بخصائصهم الجماعية الكلية» النضالية» المثالية» 
المنعزلة. وذلك ما كانت تنطوي عليه الحركة التي كان النضال هو 
جوهرها الفعلي. ومقابل ذلك» فإن الحركة أسبغت على أسلوب الحياة 
هذا طابع التحاسك والاحساس بالهدذف: وقد افترضت الأسطورة 
الليبرالية أن النقابات لم تكن تضم غير العمال العاجزين يثيرهم 
مشاغبون لا ضمير لهم؛ إلا أن العاجزين كانواء في واقع الأمرء» هم 
الأقل إقبالاً على النقابات» وكان العمال الأكثر ذكاء وكفاءة هم الأكثر 
صلابة في مساندتهم للنقابات. 

ربما كانت الصناعات المحلية القديمة هى الأمثلة الأكثر تقدما 
وتطوراً على "عوالم العمل" هذه خلال تلك الفترة. ومن هذه الأمثلة 
جماعات العاملين في صناعة الحرير في ليون» وهم النساجون العصاة 
الذين ثاروا عام 21831 ومرة أخرى عام 1834» وكانوا حسب تعبير 
ميشيليه (اءاءطء3801) "قد أدركوا أن هذا العالم لم يكن يناسبهمء فخلقوا 
بديلاً له في الأزقة الرطبة المعتمة» وفي فردوس أخلاقي من الأحلام 
واذؤى »كانت تب غنافنات أخرئ مغل تهاجي الكفان 
الاسكوتلانديين المشبعين بالروح الجمهورية والطهرانية اليعقوبية 
وهرطقات سويدنبيرغ» ومكتبة تريدزمان» وبنوك التوفير» ومعهد 


072 .8 .م ,(1959) 0076761 .701 رعنتنا"ماكعة[ ملاعل 


401 





































































































الميكانيك. ونادي المكتبة العلمية» وأكاديمية الرسم. والاجتماعات 
الكيشيرنة؟ وروابط الاعتدال» ومدارس الأطفال» وجمعية بائعى 
الزهورء والمجلة الأدبية دلبل ين © 1#) 
(0050716167)» والنزعة الميثاقية بالطبع. وكان الوعى الطبقى» والروح 
الكفاحية» وكراهية القامعين وازدراؤهم من خصائص هذه الحياة» شأنها 
شأن الأنوال والمغازل التي يستخدمها عمال النسيج. ولم يكونوا مدينين 
للأغنياء بشيء إلا أجورهم. وكان كل ما لهم في هذه الحياة هو ما 
صنعوه. جماعياء بأيديهم. 


بيد أن عملية إعادة التنظيم الصامتة لم تقتصر على العمال القدامى. 
فقد انعكست على *النقابة' التي كانت. في أكثر الأحيان» تتمركز فى 
أوساط رعية الكنيسة الميتودية الأول في مناجم نورثُبرلاند ودّرهم. كما 
أنها ظهرت في المناطق التي انتشرت فيها جمعيات العمال التبادلية 
الصديقة بكثافة فى المناطق الصناعية الخديدة: ولاشيها لاي 30 
والأهم من هذا وذاك أنها عبرت عن نفسها بآلاف من الرجال والنساء 
والأطفال الذين اكتظت بهم الشوارع الموحلة عندما زحفوا من بلدات 
لانكشير الصناعية الصغيرة» وهم يحملون المشاعل في تظاهرات 
الميثاقيين» بالسرعة نفسها التي انتشرت فيها وتنامت متاجر روكديل 
التعاونية في أواخر الأربعينات من القرن التايخ عر 





(38) قارن ذلك بما ورد فى رواية توماس ل. بيكوك: *قالت السيدة: أنت فيلسوف» 
وعاشق للحرية. وأنت مؤلف المقالة المسماة "الغاز الفلسفي'" ؛ أو "مشروع للتنوير الشامل 
للعقل العشن ي " » فى : ,للتقطكلهه11 :نه لمم]) مطل ع موزلا اءمعوءط عنام.] مومط 

1818. 

(39) في العام 1821؛ نشطت في لانكشير أعلى نسبة من أعضاء جمعيات الصناقة 
مقارنة مع العدد الإجمالي للسكان (17 في المئة)؛ وفي العام 21845 انتشر ما يقرب من نصف 
مراكز "الزملاء الغريبين" فى لانكشير ويوركشير . انظر : تعطادع1آ] صطاول إرمعك] مرماوم 
تعادء أعطة1 «عادعطعءم1/1) 1815-1875 :اهارت دا كمناءاع 50 «رالمعترر 116 وعلووو 

220 23 .م ,(1961 ,معط وانوي امنا 


0102 





7غ 


عن الزغم من :ذلك كله فإننا إذا استرجعنا تاريخ تلك الفترة» 
نجد تناقضاً صارحاً وافحا بيخ 'قوة الكادحين الفقراء التي كان الأغنياء 
يتخوفون منها ومن "شبح الشيوعية" الذي كان يملؤهم فزعاً من 
0 0 الام 0 

كة " 0 والعنصر ال الذي أوجد التلاحم حتى في 
ا -2)1848 ل 00 أكثر من حفنئة من الشعارات التقليدة 
الراديكالية. وعدد قليل من الخطباء والصحافيين الذين أصبحوا توا 
للفقراء» مثل فيرغوس أوكونور (1855-1794)» وعدد قليل آخر من 
الصحف مثل 5107 «س» 7761 . ويتذكر قدامى الناضلين متهم أن قدرهم 
المشترك كان يتمثل في الوقوف في وجه الأثرياء والكبار: "كان لدينا 
كلب أسمه رودي. و اي هه لأن خاطراً غريباً 
كان يدور في خلدها عن أن الأدميرال رودي» الذي أنعم عليه بلقب 
" فارس " » كان معادياً للشعب. وكانت البسنلة ة العجوز حريصه ة كذلك 
على أن توضح لي أن كوبيت وكوبدن كانا شخصين مختلفين؛ » وأن 
كوبيت كان بطلاًء فيما لم يكن كوبدن غير داعية من الطبقة الوسملى. 
ومن الصور التي ما زلت أتذكرها منذ زمن بعيدء كانت صورة جود 
فروست قم ه01 اوفرع إلى جانب لوحة من شغل الوبرة» 
ورسوم أخرى منسوخة» على مقربة من تمثال صغير لجورج واشنطن 
ا ل إلى أما 0 
فوق سي وتحته رسم للمستر فروست يده 


)40 زعيم تمرد "الميثاقيين " الفاشل في نيوبورت عام 9 . 


003 




























































































































































































عريضة للقاضي باسم المنبوذين المهلهلين التعساء. . . .. وكان أكثرَ 
الزائرين تردداً علينا إسكافيٌ كسيح. . .. يزورنا صباح كل أحد بشكل 
منتظم انتظام الساعة» ومعه نسخة من صحيفة 5107 71 مما زالت 
فيها رطوبة المطبعة» ليستمع إلى أحد أفراد أسرتنا وهو يقرأ له وللجميع 
'رسالة فيرغوس ". وكان ضرورياً تجفيف الصحيفة أمام النارء ثم قصّها 
بعنايةٍ وأناةٍ لئلا يتلف سطر واحد من هذا النص شبه المقدس. وبعد 
ذلك كان لاري يدخن غليونه القصير ببدوء» ويغذوه بجمر الموقد 
أحيانء ثم يعتدل في جلسته ليستمع بخشوع المؤمن المتعبد إلى الرسالة 
0 قث 
الواردة في مقالة فيرغوس العظيم : 


لم يكن ثمة إلا الضئيل من روح القيادة» والقليل من التنسيقء 
والمحاولة الأكثر طموحا لتحويل الحركة بين العامين 1834 و1835 إلى 
حركة منتظمة. وهي "الاتحاد العام للنقايات " , ابارت بسرعة وبصورة 
بائسة. وفي بريطانيا والقارة الأوروبية على السواءء كنا نشهد. فى 
أحسن الحالات» التضامن العفوي في أوساط مجتمع العمال المحليين» 
وبين الرجال الذين ماتواء كعمال الحرير في ليون» مثلما عاشوا تحت 
مظلة الشقاء. وكان ما يجمع هذه الحركة ويلمٌ شملها هو الجوع. 
والبؤسء» والكراهية» والأمل. أما ما ألحق بها الهزيمة» في بريطانيا 
الميثاقية كما في القارة الأوروبية التي التهبت فيها الثورة عام 21848 فهو 
أن الفقراة كانوا وتسورون حوضاً» وأنهم بلغوا من ضخامة العدد وعمق 
اليأس حداً دفعهم إلى الثورة. غير أنهم كانوا يفتقرون إلى التنظيم 
والنضج اللازمين لتحويل تمرذهم إلى ما هو أكثر من خطر عابر على 
النظام الاجتماعي. وبحلول العام 8 كان على حركة الكادحين 
الفقراء أن تطور البديل الممائل للحركة اليعقوبية التى أنشأتها الطبقة 
الوسطى الثورية بين العامين 1789 و1794. ش 





410( :0 0همط) .7015 2 ,سصوالق امزعوو 4 ]0 كامنتعلة ,كمسملم ملظ ممستلا 
.163-35 .مم ,1 .آمب (1903 ,.0©) لطة «مومتطععن كر 


404 


الفصل الثاني عشر 


الأيديولوجيا: الدين 


"أعطني شعباً يسيطر الإيمان والأمل والإحسانء على عواطفه 
الشبافله وسم ف التقري فين ري هله «النها عير كان 
للحجء أما وطنه الأم فهو الحياة الأخرى؛ شعباً تعلم أن ينظر 
بإعجاب وإكبار إلى ما في البطولة المسيحية من صفات الفقر 
والآلام؛ شعباً يحب ويعبد في يسوع المسيح الابن البكر لجميع 
المستضعفين» ويرى فى صليبه أداة الخلاص الشامل. أقول لك: 
أعطني شعباً تشكل في هذا القالب» وسيؤول الأمر إلى هزيمة 
الاشتراكية بسهولة فحسبء» بل إن مجرد التفكير فيها سيكون 
مستعحيل . 0 

من ججلة #عذاه:1ه© 1114 ”" (المواطنة الكاثوليكية). 


"ولكن عندما بدأ نابليون تقدمهء اعتقد (الفلاحون المولوكيون 
الْمِرْطِقون) أنه كان هو الأسد الذي سيهبط إلى وادي مبوشافاط 





40 عاء ممكتلقنه5 11“ بعمةط لو2 هآ لصة ,122 .م ,آآ .آهل بمعنام له لالاملن هل 
ب222)]0نمآ ممت نمز ”بوع1ام 1د مان ملاع مأقمصة مصسترم هملاعم علمهه5 عدمزاوعتان 


.144 .م ,(1949-1950 ردت .حر :ممهلتالة) .015 4 ,مانمععسا 016 أل ع:رماره 1( التاق 


105 





























































































































































































































الذي تبقهم ترانيمهم الدينية أنه سيطيح القيصر الدجال ومُحل 
مكانه القيصر الأبيض الحقيقي. وبناء عليه» جهز المولوكيون في 
إقليم تامبو وفدأً منهم وهيأوه ليتوجه إلى نابليون» ويمثلوا أمامه 
بثيابه البيض» ويستقبلوه بالترحاب". 


هاكسثاوزن. دراسات عن... وو سن 


1 


ما يظنه الناس عن العالم أمرٌ والمصطلحات التي يستخدمونها في 
تفكيرهم هذا أمرٌ آخر. ففي أغلب مراحل التاريخ. ومختلف أرجاء العالم 
(ربما نستثني الصين في المقام الأول)» استخدم أكثر الناسء, ما عدا 
حفنة من المتعلمين والمتحررين» مصطلحات من الدين التقليدي لفهم 
العالم. بل إن الأمر بلغ حداً أصبحت معه كلمة '"مسيحي " في بعض 
البلدان مرادفة لكلمة “فلاح و حتى "إنسان". ولم يعد الأمر كذلك 
في أجزاء من أوروبا في إحدى المراحل قبل العام 8»؛ ماعدا 
الأطراف الواقعة خارج المنطقة التي لم يُصبها التحول بفعل الثورتين 
الصناعية والفرنسية. وقد تحول الدين من شيء أشبه بالسماء التي لا 
يستطيع المرء الهرب منهاء وتحتوي على كل ما هو فوق هذه الأرضء 
إلى مظلة من السحاب» ومَلْمَح عظيم محدود متغير من ملامح الوجود 
البشري. وكان ذلك هو التغير الأعمق بين التغيرات الأيديولوجية» على 
الرغم من أن آثاره العملية كانت أكثر غموضاً وتداعياً ئما كان مفترضاً 
من قبل. وكانت تلك الآثار؛ على أية حال غير مسبوقة على الإطلاق. 


والأمر الذي لم يكن مسبوقاً هوف بالطبعء عَلْمنة الجماهير. لقد 





(2) عذله "عطق 51411 رع تباطمعططخدمعرد بتقطاءرة1] 2 و اانا تصفوط أقاعام 
1لا سداق مجع ةادا عأل عملترملعطكرا سر تعطعلى/ام!![ عهل ,عل قاع 2 «درعورورل 


8 .ص ,1 .201 ,(1847-1852 متتطة1] اع ام مصهخ!) .كأ 3 ,يل تماووعر 


406 





كان مألوفاً في أوساط النبلاء المتحررين أن يظهروا نوعاً من العزوف 
الناعم عن الدين» مع الحخرص الشديد» في الوقت نفسه» على أداء 
المهات الطقنية (اليطر هوا القدوة اللببتة للفعات الأدنى مودية)77, أما 

النساءء» فقد كُنَّ» كعادة بنات جنسهن» أكثر تُقَىَ وربما بكثير. وكان 
الرجال المؤدبون المتعلمون يؤمنون» من الوجهة الفنية» بكائن علويّ» 
على الرغم من أنه في نظرهم» يقصر اهتمامه على الكيئونة فحسب» 
ولا يتدخل في الأنشطة الإنسانية» أو يطالب الناس بأية عبادات غير 
الإقرار اللطيف بوجوده. إلا أن مودي هن لحيل التقليدي كان يمتاز 
بالازدراء» وبالعداء ذف فى أكثر الأحيان. ولم تكن أراؤهم لتختلف إذا 
نيوا الحادهم على الملا. ويقال إن العالم الرياضي العظيم لابلاس 
(ععهقامة]) أجاب نابليون» الذي بتنالله عن موقع الله في منظومة القبة 
السماوية التي تصورهاء بقوله: "يا سيديء لا حاجة لي إلى هذا 
الافتراض". وكان الإلحاد الصريح أهرا تتاكر تسيا غين أن الس 
كانت أكثر ندرة في أوساط العلماء والكتاب وعِأية القوم المستنيرين 
الذين حددوا المسارات الفكرية في أواخر القرن الثامن عشر. وإذا كان 
ثمة من ديانة مزدهرة في أوساط النخب في أواخر القرن الثامن عشرء 
فإنها كانت ديانة الماسونيين الأحرار: عقلانية» مستئيرة» معادية 


للكهنوت. 


يعود تجرد الذكور الواسع من المسيحية في أوساط الطبقات المتأدبة 
المتعلمة إلى أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشرء وكانت 
آثاره العامة مذهلة نافعة» وقد تجلى ذلك. في أوضح صورهء في 
انقضاء عهد المحاكمات بتهمة السحر والشعوذة الذي ابتليت به أورويا 
الغربية والوسطى قروناً عدة» مثلما انقضى قبله عهد المحاكمات بتهمة 





(3) “لقد غدا الوثنى الكبير شقيقاً لناء في رباط الأخوة المقدس"» وهذه هي الصورة 
التو رسمها [الشاعر الإسباني] أنطونيو ماكادو للسيد الأندلسي النبيل. انظر: متدماهةم 
152-14 .مم بعماء احرسم عوتوعمط ,ملقطاعة لا 


407 

































































































































































الهرطقة والأحكام بالإعدام إحراقاً بقرارات من محاكم التفتيش. غير أن 
ذلك لم يؤثر كثيراً أو قليلاً على الطبقات الدنياء ولا على الطبقات 
الوسطى. فقد ظل الفلاحون بمنأى عن تأثير أية لغة أيديولوجية لا 
تتحدث إليهم بألسنة العذراء. والقديسين. والكتاب المقدس» ناهيك 
عن قدامى الآلهة والأرواح الذين تستّروا وراء أقنعة مسيحية في الظاهر. 
وكان الفكر غير الديني يمد جذوره في أوساط الصّناع الذين كانوا 
سينجرفون في وقت سابق إلى الهرطقة. وأخذ الإسكافيون» وهم الأكثر 
مثابرة بين مثقفي الطبقة العاملة ‏ وقد خرج من بينهم أولياء مثل يعقوب 
بوممه ‏ يبدون الشك في أية قوة إلهية. وكانواء في فيينا في جميع 
الأحوال هم الجماعة الحرفية الوحيدة التي تعاطفت مع اليعاقبة؛ إذ قيل 
لهم إن هؤلاء لم يكونوا يؤمنون بالله. غير أن هذه التحركات لم تكن غير 
تمؤجات طفيفة. فقد ظلت الجماهير العريضة من العمال غير المهرة 
وشتى فئات الفقراء في المدن متشبثة بإيمانها العميق أو بالشعوذة. 


ولم يكن العداء المعلن للدين مقبولاً حتى في أوساط الطبقة 
الوسطىء على الرغم من أن أيديولوجية عقلانية تقدمية مستنيرة مغايرة 
للتقاليد كانت مناسبة تمامأ لهذه الأوساط. فقد كان ذلك العداء يرتبط 
في نفوسهم بالأرستقراطية وانعدام الأخلاق» وهو ما ينتسب بدوره إلى 
مجتمع نبلاء. بل إن أوائل "المفكرين الأحرار " في أواسط القرن التاسع 
عشر كان لهم من اسمهم نصيب ؟ فمسرحية دون جوان (بعلال «م2) 
للكاتب موليير (©800118) لا تقتصر على إظهار ما كان منتشراً بينهم من 
لاد وحرية جنسية فحسبء بل على فزع البورجوازيين ونفورهم منها. 
وكانت ثمة أسباب وجيهة لهذا التناقض (الواضح بصورة خاصة في 
القرن السابع عشر) في النظر إلى أكثر المثقفين المفكرين جرأة» الذين 
مهدوا لانتشار أيديولوجية الطبقة الوسطى في وقت لاحقء مثل بيكون 
(«معد8) وهويز (وء11060)» باعتبارهم. بصفتهم الفردية» من أبناء 
المجتمع القديم الفاسد. وقد كانت جحافل الطبقة الوسطى الزاحفة 
تحتاج في معاركها إلى الانضباط والتنظيم اللذين يتوفران في منظومة 


0408 





أخلاقية محددة الهدف و الاتجاه. وكانت اللاأدرية والإلحادء نظرياًء 
موائمين تماماً لهذا الاتجاه. مثلما كانت المسيحية غير ضرورية له. وقد 
عمل 'فلاسفة" القرن الثامن عشر جاهدين من دون كلل لإظهار أن 
الأخلاق "الطبيعية" (التى وجدوا تجلياتها بين المتوحشين النبلاء)؛ 
والمعايير الشخصية الرفيعة للمفكرين الأحرار كانت أفضل من المسيحية. 
إلا أن الفوائد المجرّبة للنوع القديم من الدين» والمخاطر الكبرى التي 
ينطوي عليها التخلٍ عن مباركة علوية للأخلاق» كانت عظيمة في واقع 
الممارسة. وم يقتصر ذلك على الكادحين الفقراء الذين كانواء على 
العموم» يتصفون بالجهل والغباء بحيث لا يمكنهم التخلٍ عن شعوذة 
مقبولة اجتماعياً بل على الطبقة الوسطى نفسها. 


حفلت الأجيال التى أعقبت الثورة في فرنسا بالعديد من 
المحاوللات لتطوير منظومة أخلاقية وجعرا ني غير مسيحية ولكنها 
تعادل المسيحية؛ وذلك بتبنى عقيدة "عبادة الكائن الأسمى" التي 
طرحها روسو (كما فعل 0-07 عام 1794)» أو بالدعوة إلى عقائد 
شبه دينية قائمة على أسس عقلانية غير مسيحية» ولكنها تمارس شعائر 
العبادة وطقوسها (مثلما فعل السان سيمونيون» وكذلك أوغست كونت 
(216ده©) فى دعوته إلى 'دين الإنسانية"). وفي آخر المطاف» تخلى 
دولا مهيا عن متبا ميوت للحفاظ على المظاهر الخارجية للعبادات الدينية 
القديمة» ولكنهم واصلوا المساعي لتأسيس منظومة أخلاقية لعامة الناس 
(تقوم على مفاهيم أخلاقية مثل "التضامن")» وفوق ذلكء» على نظير 
يقابل. شلك الكهدوت في نظر العامة» وهو فئة المعلمين. إن المدرس 
الفرنسى» الفقيرء الغيور على مصلحة الآخرين» الذي يلقن تلاميذه في 
كل قرية الأخلاق الرومانية الداعية إلى الثورة والجمهورية» وهو المناوئ 
الرسمي لكاهن القرية» م يحقق انتصاره الحقيقي إلا مع مجيء الجمهورية 
الثالثة» التي حلت أيضاً المشكلات السياسية المتصلة بإرساء الاستقرار 
البورجوازي على أساس الثورة الاجتماعية في جميع الأحوال مدة سبعين 
عاماً. غير أن هذا المدرس كان موجوداًء ضمناء في قانون كوندورسيه 


009 






































































































































































































































عام 1792 الذي ينص على أن 'الأشخاص الذين يتولون التدريس في 
الصفوف الابتدائية سِيُسَمِوْنٌ 'مؤسسين" 2 ونجد في ذلك أصداء لدعوة 
كل من شيشرون (016610) وسالوست (150ا52) اللترية تحدثا عن إقامة 
' مجتمع الرخاء المشترك " (صسمعامغنيك 6 ). وكذلك إقامة 
١‏ أخلاقيات مجتمعات الر فاه المشترك " (وعروممم )0 
رمحا الفسمت البوررجوازية في ابديولوجيتها بين قلة من لكيه 
الأحرار الذين تتعاظم صراحتهمء وأغلبية من الأتقياء البروتستانت 
واليهود والكاثوليك. ومع ذلك» فإن الحقيقة التاريخية الماثلة للعيان هي 
أن قطاع المفكرين الأحرار كان؛ بما لا يقاسء» هو الأكثر ديناميّة 
وفعالية. وعلى الرغم من أن الدين كان. بالمقاييس الكمية؛ عظيم 
الحبروت» وقد ازدادى كما سنرىء قوة. إلا أنى باستخدام فيه 
بيولوجي» لم يكن مهيمناً بل منحسراًء وما زال على هذه الحال حتى 
اليوم في العالم الذي أصابه التحول بفعل الثورة المزدوجة. ولا شك في 
أن الأغلبية العظمى من مواطني الولايات المتحدة الجديدة كانوا آنذاك؛ 
شك اوتباحيه عن الوك امروسوانك عن الا علبي ين ان دور 
هوري ما زال؛ على الرغم من جميع المحاولات الرامية إلى تغييره: لا 
أدرياً في طابعه. وليس هناك من شك على الإطلاق في أن المتدينين 
البروتستانت في الطبقات الوسطى في بريطانيا في تلك الأيام كانوا 
يفوقون الأقلية من اللاأدريين الراديكاليين عدداء وبصورة متزايدة. إلا 
أن بنثام أفلح في صياغة المؤسسات الفعلية في ذلك العهد لديهم أكثر مما 
فعل ويلبرفورس. 
كان الدليل الأوضح على هذا الانتصار الحاسم الذي حققته 


الأديولوها العلماتة على الدينية يتمثل في النتائج التي تمخضت عنه. 
نف الفووتين الاأمريكية والفرنسية» عُلْمِنَتٍِ التحولات السياسية 





(4) كسمم نل8 تإقامة©]) 2 بأكنامك تنو ومحمع] 1 هط ,تنه انا( ومع روع) 


.3-4 .مم ,([1957] ,[تتاعة يحل 


410 





والاجتماعية الكبرى. وكانت قضايا الثورتين الهولندية والإنجليزية في 
القرنين السادس عشر والسابع عشر ما تزال مطروحة للنقاش باللغة 
التقليدية للمسيحية الرشيدة» أو المنشقة» أو الهرطقية. وللمرة الأول في 
التاريخ الأوروبي» غدت المسيحية لا ضرورة لها. وقد غلب الطابع غير 
المسيحي على اللغة» والرموزء والملابس عام 1789» هذا إذا اسيفننا 
المحاولات الشعبية القليلة لوضع هالة فوق رؤوس قديسين وشهداءء 
من الأبطال اللامتسرولين الموتى» كما كان الأمر مع آخرين فيما مضى. 
كانت العلمنة» » في واقع الأمرء رومانية. وفى الوقت نفسهء فإن العلمنة 
في تلك الثورة قد أظهرت الهيمنة السياسية المشهودة للطبقة الوسطى 
الليبرالية. التي فرضت أشكالها الأيديولوجية المحددة على حركة 
ماهيرية أكثر اتساعاً. وإذا كانت الثورة الفرنسية قد استمدت اننا 
بسيطاً من قياداتها الفكرية من الجماهير التي صنعتهاء » فلا يعقل أن 
أيديولوجيتها لم تُبْدِ دلائل على نزعتها العللية انق ما ل 


من هناء فإن انتصار البورجوازية أشبع الثورة الفرنسية بالروح 
اللاأدرية وبأيديولوجية الأخلاق العَلمانية المتحدرة من عصر التنوير في 
القرن الثامن عدن وجيف ان سمط لحات تلك الكورة أصكدت هي 
اللغة العامة التي استخدمتها الحركات الثورية الاجتماعية اللاحقة 
جميعهاء فإنها نقلت إليها هذه النزعة العلمانية أيضاً. وكانت أيديولوجية 
الطبقة العاملة الجديدة» وجميع الحركات الاشتراكية في القرن التاسع 
عشر علمانية منذ بداياتها الأولى» ما عدا استثناءات قليلة لا أهمية لهاء 
خصوصاً بين المثقفين من أمثال السان سيمونيين» وفي أوساط قلة من 
زعماء الجماعات الدينية المسيحية ‏ الشيوعية مثل الخياط وايتلنغ 
(هسناان15) (1871-1808). وقد اشتهر توماس بين» الذي عبرت أفكاره 





(5) الواقع أن الأغاني الشعبية وحدها هي التي كانت أحياناً تنلمح إلى مصطلحات 
كاثوليكيةء مثل 1:8 8؟ [ " سيكون كل شيء على ما يرام" » الأغنية الثورية الأشيع والأشهر 
خلال الثورة الفرنسية]. 


411 




































































































































































عن التطلعات الراديكالية - الديمقراطية لصغار الصناع الفنيين والحرفيين 
المعوزين» لأنه يوضح في كتابه عصر العقل (507مء2 /0 وول +11) 
(1794)» بلغة شعبية» أن الكتاب المقدس ليس كلمة الله» مثلما اشتهر 
بسبب كتابه الآخر حقوق الإنسان (:1147 /9 8161:05) (1791). وقد تبنى 
دعاة التغيير في العشرينات من القرن التاسع عشر آراء روبرت أوين لا 
لتحليله للرأسمالية» بل لكفره بها. وبعد سقوط الأوينية بزمن طويل» 
قامت ججلة م0ءزءعك5 [ه 15له1] بتوزيع التشرات الدعائية للعقلانية في 
المدن. وكان ثمة اشتراكيون متدينون» وعدد كبير من الرجال الذين 
كانواء على تدينهم. اشتراكيين. بيد أن الأيديولوجيا المهيمنة في 
الحركات العمالية والاشتراكية الحديثة» إذا أعلنتهاء إنما كانت تقوم على 
العقلانية التي كانت سائدة في القرن الثامن عشر. 


ومن المدهش أن الأغلبية العظمى من الجماهير ظلت» كما رأينا 
على تدينهاء وأن الكتاب المقدس ظل هو الوثيقة التي تلهب المشاعر على 
الرغم من أن الراية الثورية الطبيعية التي رفعتها الجماهير في مجتمع 
مسيحي تقليدي كانت راية التمرد (الهرطقة الاجتماعية» وبداية الألفية 
وها إل ذلك). غير أن العلمانية السائدة في أوساط الحركات العمالية 
والاشتراكية الجديدة كانت تقوم على حقيقة جوهرية مستجدة بالقدر 
نفسى ألا وهي العزوف الذي ساد البروليتاريا الجديدة عن الدين. 
ويبدوء بالمقاييس الحديثة» أن الطبقات العاملة والجماهير الحضرية التى 
برزت خلال الثورة الصناعية كانت. من دون شكء متأثرة بالدين إلى 
حد بعيد» ولكنهاء بمقاييس النصف الأول من القرن التاسع عشرء لم 
عادر وو كين يي تعزز موقف الابتعاد والجهل واللامبالاة الذي 
أظهرته تجاه الدين المنظم. ويتفق على ذلك المراقبون من شتى الميول 
السياسية. وذلك ما أظهره الإحصاء العام الديني عام 1851» وأثار الفزع 
في صفوف المعاصرين له. ويُعزى قدر كبير من هذا العزوف إلى 
الإخفاق الذر يع الذي منيت به محاولات الكنائس التقليدية القائمة آنذاك 
في التعامل مع التجمعات الكبرى ‏ مثل المدن الكبيرة والمستوطنات 


412 





الصناعية الجديدة ‏ ومع الطبقات الاجتماعية ‏ البروليتاريا - التي كانت 
غريبة عن إجراءات الكنيسة وتجربتها. ففي العام 21851 لم يكن ثمة 
أمكنة لإقامة الكنائس إلا فى 38 فى المئة من المناطق المأهولة في 
يفيلة ‏ زقزاةافى المنة فى الغربول و«الشسعرة و29 فيرالمقة في 
بيرمينغهام. وم تكن المشكلات: التي يواجهها كامن الرعية في قرية 
زراغية فساغد عل عدا الناس "في دلدة:صناعية أن نحن مقع في مرك 
حضري. 
لقد أعملت الكنائس القائمة» إذن» هذه الجماعات والطبقات» 
وتركتها (خصوصاً في البلدان الكاثوليكية واللوثرية) كلياً للعقيدة 
والعلمانية التي اعتنقتها الحركات العمالية الجديدة التي استطاعت 
استمالتها في أواخر القرن التاسع عشر (وذلك مالم تستطعه إلى حد 
بعيد بحلول العام 1848» لأنهالم تعرض حافراً ريا اراح ىه 
الحركات من دائرة الكفر). وكانت الطوائف الاحتجاجية أكثر لتجحاخاء 
وفي جميع الأحوال» في بلدان مثل بريطانيا كانت فيها النزعة الطائمية 
ظاهرة دينية سياسية راسخة. غير أؤاثمة دلياا عل أن الطوائف حققت 
القدر الأعظم من النجاح عندما كانت البيئة الاجتماعية التي كانت 
تعمل فيها أقرب إلى الأجواء التقليدية للمجتمعات المحلية في البلدات 
والفرق السفي ومع عمال تراد وعماك التاجد» والصيادين: 
وعلاوة على ذلك» فإن الطوائف لم تكن أبداً أكثر من أقليات تعيش 
وسط طبقات العمال الصناعيين. ولا شك فى أن الطبقة العاملة. 
بوصفها جماعة» لم تتأثر بالدين المنظم مثلما تأثرت به أية تجمعات سابقة 
من الفقراء على امتداد التاريخ البشري. من هناء كان الاتجاه العام بين 
العامين 1789 و1848» يركز على التشدد في العلمنة. وقد وجد العلم 
نفسه مخالفاً للنصوص الدينية عندما اقتحم ميدان دراسة تطور الحياة 
البشرية©. وطبقت أساليب البحث التاريخي بكثافة لا سابق لها على 


(6) انظر الفصل الخامس عشر من هذا الكتاب. 


413 

































































































































































الكتاب المقدس» ولا سيما منذ ثلاثينات القرن التاسع عشر. وعلى يد 
الدارسين المتخصصين في توبنغن» تحول النص الوحيد الذي أوحى به 
الرب» أو كتبه؛ إلى مجموعة من الوثائق التاريخية في مختلف الميادين, 
بكل ما يحتمله التوثيق الإنساني من عيوب. وأنكر لاكمان (لممتسصطعة.]) 
في كتابه العهد الجديد (706/10هاثو10 #ررسره31) أن تكون الأناجيل 
شهادة عيان» وأعرب عن شكه في أن يسوع المسيح كان يعتزم إقامة 
دين خلايك: كما أن كتاب ديقيد شتراوس (5]5810155 1089101) المثير للجدل 
حياة يسوع (#لاوعل /0 ©/11) (1835) انتزع العنصر الخارق للطبيعة من 
سيرة موضوع البحث. وما أن أطل العام 1848 حتى كانت أوروبا 
المتعلمة مهيأة للصدمة التى أحدثها تشارلز داروين» وعززت هذا الاتجاه 
الهجمات المباشرة التي كانت الأنظمة السياسية العديدة المختلفة تشنها 
على الامتيازات القانونية والتملية التي تتمتع بها الكنائس القائمة وكهنتها 
والقائمون الكخروة عل طقوسها كما قوي هذا التيار جراء ميل 
الحكومات أو الأجهزة العلمانية الأخرى إلى أن تتولى هي نفسها الأنشطة 
التي كانت تقوم ميا المؤسيسنات الديئنة أساتا. ويصدق ذلك في البلدان 
الكاثوليكية» على خدمات الرفاه الاجتماعي والتعليم 2 المقام الأول. 
وفي الفترة بين العامين 1789 و1848ء ألغيت أديار الرهبنة» وبيعت 
0 يماطق قد من تتازول: إل مكار وا أن خارج أوروباء فقد 

شن الغزاة البيض هجماتهم بالطبع على ديانة رعاياهم أو ضحاياهم؛ 
كما فعل حكام الهند البريطانيون الذين حظروا حرق النساء الأرامل 
(السوق) او القضاء على عصابات القتل الطقوسي في الثلاثينات. وقد 
فعلوا ذلك باعتبارهم أبطالة يمثلون الاستنارة ضد الشعوذة. أو لأ أنهم م 
يدركوا الآثار التي ستخلفها إجراءاتهم على ضحاياهم. 


11 


إذا أخذنا بالاعتبار الجانب العددي الكمي فحسب»ء فإننا سنعتبر 
ذلك دليلاً على أن مع الأديان مستوسم نطاقها مع تزايد السكان» إلا 


414 





إذا كانت فى حالة ضمور أو تقلص. غير أن الفترة التي نعالجها شهدت 
بكي هلين إلى التوسع. هما: الإسلام والدوو انض 1" لشي 
ويتجلى هذا التوسع بصورة أكثر بروزاً مقابل الإخفاق الذي منيت به 
محاولات التوسع التي قامت بها طوائف أخرى مسيحية» مثل 
الكاثوليكية والبروتستانتية العامة» على الرغم من التزايد الكبير في 
أنشطة الحملات التبشيرية خارج أوروباء تساندها القوة العسكريةء 
والسياسية» والاقتصادية للتغلغل الأوروبي. والواقع أن العقود الثورية 
والنابليونية قد شهدت بواكير الأنشطة التبشيرية البروتستانتية المنظمة» 
من جانب الأنغلوسكسونيين على الأغلب. وفي أعقاب الجمعية التبشيرية 
المعمدانية (1792)» وجنعية لندن التبشيرية لجميع الطوائف (1795): 
وجمعية الكتاب المقدس البريطانية والأجنبية (1804)» جاء مجلس 
المفوضين الأمريكى للبعثات الأجنبية (1810)» و"المعمدانيون 
الأمريكيون" (1814): والويؤليون (1818-1813): وجمعية الكتاب 
المقدس الأمريكية (1816)» وكنيسة اسكوتلندا (1824)» و"المشيخيون 
المتحدون" (1835)» والكنيسة الميثودية الأسقفية (1819)» وغيرها. 
وانتعشنتك»: فين وقت تسق + أنقطة البوو يتعانق فى" القانة الاوروبية 
بحل قل شار لنت ريادية اميق بران] تفيخية اللشيرية الوولندية 1017920 
وجمعيات باسل التبشيرية. فنشطت جمعيات برلين والراين في عشرينات 
القرن» وجمعيات السويد» وليبزغ وبريمان في الثلاثينات» والنرويج 
عام 2 أما الكاثوليكية في روماء التي كانت بعثاتها التبشيرية خاملة 
مهملة» فلم تنتعش إلا في مرحلة لاحقة. ويعود انتشار الكتب المقدسة 
والتجارة وانتصارهما على الوثنيين إلى الأصول الدينية» والاجتماعية 
والاقتصادية لكل كن أووونا وأمريكاء وما غلينا هنا إل أن تلاحظ أن 
نتائجها لم تكن ملموسة بحلول العام 01848 إلا في بعض جزر المحيط 
الهادي مثل هاواي. وقد حققت الكاثوليكية موطئ قدم في عدة مواقع 
على ساحل سيراليون (حيث جلبت الاهتمام حملات الإهاجة المناوئة 
للاسترقاق في تسعينات القرن الثامن عشر)» وفي ليبيريا التي أسست 


415 






























































































































































باعتبارها دولة للعبيد الأمريكيين المحررين في عشرينات القرن التاسع 
عشر. وبدأت البعثات التبشيرية الأجنبية (لا الكنيسة المحلية الإنجليزية 
ولا الكنيسة الإصلاحية الهولندية) بتنصير أعداد كبيرة من الأفارقة فى 
الأطراف المحيطة بمواقع الاستيطان الأوروبي. ولكن عندما أبحر المبشر 
امستكشف الشهير ديفيد ليفنغستون متجهاً إلى أفريقيا عام 1840, لى يكن 
سكان القارة الأصليون قد تعرفوا إلى المسيحية بأية صورة من الصور. 


ومقابل ذلك» كان الإسلام يواصل توسعه الصامت» المندفع شيئاً 
فشيئاً في طريق لآ عودة عنه من دون أن تسانده جهود تبشيرية منظمة 
1 إرغام الناس على التحول إلى الإسلام. وقد اتسع الإسلام شرقاً 
ليغطي إندونيسيا يا والشمال الغربي من الصين ف وغرنا مق الميوفات إن 
السنغال. وكذلك. إلى حد قليل جد من شواطئ المحيط الهندي إلى 
اليابسة. وعندما تبدل المجتمعات أساساً جوهرياً في حياتها مثل الدين» 
فلا بد من أن تواجه مشكلات رئيسية جديدة. لقد أسهم التجار 
المسلمون» الذين تقاسموا احتكار التجارة مع العالم الخارجي وحققوا 
المكاسب معه في داخل أفريقيا في اجتذاب الشعوب الجديدة إلى 
الإسلام. . وعززت قوة الجذب هذه تجارة الرقيق التى حطمت الحياة 
الجماعية؛ لأن الإسلام وسيلة بالغة القوة لإعادة دمج المي 
الالعن ا . وفي الوقت نفسهء استهوى الدين الإسلامي المجتمعات 
شدئية الإقطاعية والعسكرية في السودان» كما أن روح الاستقلال» 
والكفاح» والتفوق الكامنة فيه قد جعلت منه قوة نافعة لمعارضة الرق 
ومناوأة الاستعباد. وكان الزنوج المسلمون عبيداً سيئين؛ فأبناء الحوسا 
(والسودانيون الآخرون) الذين استوردوا إلى باهيا (في البرازيل) ثاروا 
تسع مرات بين العام 1807 والتمرد الكبير عام 1835 إلى أن تم بالفعل 
القضاء على أكثرهم أو إعادتهم إلى أفريقيا. ونداتلم تجار ارق أن 
(0) «مفلمععقكت :0ده0:1) معتل انه 11 ا ماعط بسقطعمتسها" وعمعمة صطول 

ش 8.0 ,(1959 يفقم 


416 





يتحاشوا الاستيراد من تلك المناطق التى فتبحت أبواما للتجارة منذ عهد 
 .‏ 682 8 


عريتف 


وقيمنا كان عفدي المتاوفة كاتر ا لدف مسلعى أفريقيا قط السيضن 
لعل ضآلة ندم آنذاك). فقد كانء ا التقاليد» رد في رك 
بعيك أشواطا من ن التقدم في مواجهة انا داعت المحلية والهندوسية الآيلة 
لاتوت ف اجراار البهارات والتوابل» ب مح م أداة ة أكثر فاعلية في 
الي 5 ذأ أن 9 ذ 000 نفسهء دور ر القوة الشعبية الرادعة 
للأمراء الذين كانوا يدينون ل . ومع تحول هؤلاء الأمراء إلى 
تابعين أو عملاء للهولنديين» ويتحركون في مجالات غاية في الضيق» 
كان الإسلام يرمي يجذوره العميقة في أوساط السكان. وبالمقايل» أدرك 
أن يطلقوا التمرد الشعبي العام من عقاله» كما حدث في حرب جزيرة 
جاوه التى خاضها أمير ديوغجاكارتا (1830-1825). وقد اضطر هؤلاء 
أكثر من مرة» إلى انتهاج سياسة التحالف الوثيق أو الحكم غير المباشر 
مع الحكام المحليين. وفي تلك الأثناءء أدى نمو التجارة وحركة الشحن 
إلى خلق روابط وثيقة بين مسلمي جنوب شرق آسيا من جهة. ومكة 
من جهة أخرى» ثما أسهم في زيادة عدد الحجاج» ووضع الإسلام 
الإندونيسي في المسار الصحيح» وحتى إلى فتح أبوابه أمام المؤتمرات 


(8) موعطه عل صفننة؟ة ,7117100 وناعبتة أء أت 169705 5 لااأين) كط رومتطقظا تناطام 
,10105 0لممامز وعالقتتمدكل8 .1 [معتسفممءة وعتطليت عل ملدمغ إعل] دتومامكهة عل 
له معنن[ رمم وععه؟ عل وتتقدماع بمععناءمصسفطك عل ممتامعمعظ عل فامقوم مفاوتما 


)6 277 .مم ,([1943] بمعتصسفممع»ة ممكابت عل ملمه1 :معلة81) ودلا 


(9) م مرلها5 مه ,ارم اكه 1 ما نراءاء50 امأدع مك1 بمستعطاة18 علترعلععط مالكلا 
.204 .م ,(1956 بعروع10آ مه .لا :عدعة1آ عط1]) عوممطن) أمنعوى 


417 




















































































































الجهادية والإحيائية للحركة الوهابية في الجزيرة العربية. 


وفي إطار الوسلامء يمكن اعتبار حركات الإصلاح والإحياء» 
التي أعطت الدين كثيراً من القدرة على التغلغل» بوصفها انعكاساً لآثار 
التوسع الأوروبي والأزمة في المجتمعات المسلمة القديمة (وفى 
الإمبراطوريتين التركية والفارسية في المقام الأول)» وكذلك الأزمة 
المتفاقمة في الإمبراطورية الصينية. وقد نشأ الوهابيون الطهرانيون فى 
الجحزيرة العربية في أواسط القرن الثامن عشر. وبحلول العام 1814, 
كانوا قد استولوا على الجزيرة العربية» وهيأوا أنفسهم لغزو سورياء إلا 
أنهم عدلوا عن ذلك عندما وقفت ضدهم قوة مشتركة من مصر التي 
أن تعاليمهم تحركت شرقا حتى دخلت فارسء وأفغانستان» والهند. 
وقد ألهمت الوهابية جزائرياً ورعاً هو سِيّْدي محمد بن علي السنوسي» 
إنشاء حركة مشابهة انتشرت,. منذ أربعينات القرن التاسع عشرء من 
طرابلس إلى الصحراء. كما أسس عبد القادر في الجزائر» وشامل فى 
القفقاس» حركتين دينيتين سياسيتين لمقاومة الفرنسيين والروس على 
التوالي”'"» ومهدا لنشوء نزعة قومية إسلامية لا #هدف إلى العودة إلى 
حركة تزعمها على محمد هى حركة "باب" الابتداعية الثورية الأكثر 
تشتديذا عن البوعة النوسة, وقد ل اليفوهةه اطركة دين امون اشرق 
بالعودة إلى بعض الممارسات في الزرادشتية الفارسية القديمة» وإلى نزع 


بلغ هوض الإسلام وتوسعه آنذاك شأناً يدفعنا إلى أن نصف تلك 
الفترة الممتدة بين العامين 1789 و1848 من ناحية التاريخ الديني» 


)210 انظر الفصل السابع من هذا الكتاب. 


48 








بمرحلة الإحياء الإسلامي على مستوى العالم. فلم تقم غيرها حركة 
جماهيرية مماثلة في أية ديانة غير مسيحية» مع أن نهاية تلك الفترة تضعنا 
على أعتاب التمرد الصيني الكبير في تايبنغ»؛ الذي كان يتسم بهذه 
الخصائص نفسها. وقد انطلقت حركات إصلاح دينية ثانوية في الهند 
البريطانية» ولا سيما حركة براهمو ساماج بزعامة رام موهان روي 
(نإ1<0 صقطه/7 تصدع1) (1833-1772). وفى الولايات المتحدة» كانت 
القبائل الهندية تقوم بخركات مقاومة نبوقية ذيثية - اججماعية ند 
البيض» ومنها الحركة التي دفعت إلى الحرب أضخم تجمع معروف 
تارعيا ليدوة اللتهول قت اذة تيكرتسيةني التصفه الأول من+ذلك 
القرن» وديانة هاندسوم ليك (1799) التي كانت تستهدف الحفاظ على 
أسلوب الحياة لقبائل إيروكوا وحمايته من الاختلال جراء الاحتكاك 
بمجتمع الأمريكيين البيض. ويسجّل لتوماس جيفرسون 285هط1) 
(ده5ه]]»1» الرجل الذي لا مثيل له في استنارته» أنه منح بركاته 
وموافقته الرسمية لهذا النبي الذي تبنى بعض الخصائص المسيحية» بل 
الكعروكية دين .قمر أن الكماك الباقدر جين اتمكيارة الو العفانية 
المتقدمة والشعوب الأرواحية كان من الندرة بحيث لم يبرز خلاله الكثير 
من تلك الحركات النبوئية والألفية التي أصبحت أمرأ شائعا في القرن 


وتميوات الحركة التوسعية للبروتستانتية عن نظيرتها الإسلامية بأعها 
كادت تقتضر عل بلدان اللتضارة الرأسمالية المتقدمة: ولا يمكن أن 
يقاس مداها ونطاقها لأن حركات من هذا النوع (مثل الوَّرّعية الألمانية 
والإنجيلية الإنجليزية) ظلت تدور فى إطار الكنائس المنتشرة في البلاد 
آنذاك. ومع دلقي العا بين ووقله شك. ففي العام 21851 
كان نحو نصف المصأين البروتستانت في إنجلترا وويلز يؤدون خدماتهم 
الدينية في كنائس غير الكنيسة الرئيسية الرسمية في الدولة. وكان انتصار 
الطوائف المشهود هذا من نتائج التطورات الدينية عموماً منذ العام 
0»؛ أوء بعبارة أدق» منذ السنوات الأخيرة من الحروب النابليونية. 


419 



































































































































تج هداع امي الاعية فى «الكنييذة الشوديةا لوزي لبق لكر 1 
تتجاوز 59 ألف شخص عام 9. وقد ارتفع هذا العدد عشرة أضعاف 
في تلك الكنيسة وفروعها المختلفة عام 011850 وفي الولايات 
المتحدة» حدثت عملية مماثلة من التحول الجماعى ضاعفت من أعداد 
العمدانين)والمقوفيين »وال حد أقل» الشيحيين» وذلك عل جات 
الكنائس التي كان لها مكان الصدارة في الماضي. وبحلول العام 1850 
كان نحو ثلاثة أرباع جميع الكنائس في الولايات المتحدة ة تنتمي إلى 
إحدى تلك الطوائف الثلاث*'. وكان الاختلال الذي أصاب الكنائس 
القائمة» وانشقاق الطوائف وصعودهاء من خصائص التاريخ الديني 
لتلك الفترة في اسكوتلندا (مثل الاختلال الكبير عام 1843): وفي 
هولنداء والترويج وبلدان أخرى. 


وتعود القيود الحغرافية والاجتماعية التي حدت من توسع 
البروتستانتية المتشددة إلى أسباب واضحة. فلم تكن البلدان الكاثوليكية 
وتقاليدها تفسح المجال للطوائف الدينية للبروز العلني. ففي تلك 
الدول. كان الانفصال عن الكنيسة القائمة أو الديانة السائدة يتم عن 
طنريق التحور الجمتاعي من الدين (خصوصاً بين لحار لا 
الانقشاف 23 ١‏ وبالمقابل» فإن عداء البروتستانت لسلك الكهنوت في 
البلدان الآنغلوسكسونية كان في أغلب الأحيان هو النظير التام للعداء 
الملحد للكهنوت في بلدان القارة الأوروبية). وكان يمكن أن تتجسد 
نرغة الاعياه الديى. فى هيفة 'وادة من العبادات الماطفية» أو واجد 


(11) ,كواه ةا سه لمماصدط عن وتراوره7! عمتئناء1 ١851ل‏ ستمات8 1م076 زه معدم 
له عع18001160 .© :مملده.1) صمدك8ة .11 برط 8420 ممع اماع01 عطا صمل لمعم لطم 
.([1854] ,ه66 
(12) انظر : *“ممنهتاع“ فى : كعفاعفلهاى زه «رممدمةاءةط 116 بالمطتسكة .© اعمط تلز 
1392 ركه50 لصة ععل16 :10 .0 علعمل بوعلخ بموممده.]) 
(0) إن الطوائف والانشقاقات التي انضمت إلى البروتستانتية والتي لم تتواتر كثيراً 

آنذاك كانت وظلت قليلة العدد. 


040 








من القديسين صانعى الإطار المقبول للديانة الكاثوليكية. وقد ظهر في 
هن الشعرة واد أو اتنان من العدييية الفروفين عن قطان وراتمه 
ومنهم كوريه دار (1859-1786) في فرنسا. وكانت المسيحية الأرثوذكسية 
في أوروبا الشرقية أكثر عرضة للتجزئة الطاتفية. وأدى الخلل المتزايد في 
المجتمع المتخلف في روسيا منذ أواخر القرن السابع عشر إلى بروز 
العديد من الطوائف» وكان عدد منهاء ولا سيما السكوبتسيين 
الخصيان» والدوخوبور الأوكرانيين» والمولوكيين» من نتائج أواخر 
القرن الثامن عشر والفترة النابليونية» بينما يعود " قدامى المؤمنين" إلى 
القرن السابع عشر. إلا أن الطبقات التي استهوتها هذه النزعات الطائفية 
كانت» على العمومء تضم صغار الحرفيين» والتجارء والمزارعين 
التجاريين» والفئات الأخرى التي مهدت لظهور البورجوازية» أو 
الفلاحين الثوريين الواعين. إلا أنها لم تكن من حيث العدد قادرة على 
إطلاق حركة طائفية عريضة واسعة النطاق. 


بيد أن الوضع كان مختلفاً في البلدان البروتستانتية. لقد كانت آثار 
المجتمع التجاري القائم على النزعة الفردية في أقوى حالاته (وفي 
بريطانيا والولايات المتحدة في جميع الحالات)» بينما كانت التقاليد 
الطائفية راسخة كل الرسوخ. وقد زاد من جاذبيتها واستهوائتها في نظر 
المبادرين التجاريين وصغار رجال الأعمال الصاعدين طابعها الحصري» 
وإصرارها على الاتصال المباشر بين الإنسان والله. بالإضافة إلى تقشفها 
الأخلاقي. وكانت دراساتها اللاهوتية المتزمتة الهزيلة عن الجحيم ويوم 
الدينونة» وعن الخخلاص الشخصي الصارم جذابة في أعين الرجال 
الذين عانوا شظف العيش في ظروف قاسية» ومنهم سكان التخومء 
والبحارة» وصغار المزارعين» وعمال المناجم» والحرفيون الذين يعانون 
الاستغلال. وكان بوسع الطائفة أن تتحول بسهولة إلى جماعة من المؤمنين 
تسودهم الديمقراطية والمساواة» ولا تتحكم فيهم المراتبية الاجتماعية أو 
الدينية» وعلى هذا الأساس» استهوت الناس العاديين. وأسهم عداؤها 
للطقوس المفصلة والشعائر المعقدة والمبادئ المككررة في تشجيع هوة التنبؤ 


421 
















































































































































































والوعظ. وقد أفضى استمرار الإيمان التقليدي بالعصر الألفى السعيد إلى 
تعبيو بلذاتى عن التموه الامتحافى,. وأخيرا :فإن ازقياط البو متعالقة 
بتجربة السو لدي العاطفية الغامرة قد أفسح المجال لنزعة " إحيائية " 
دينية جماعية ذات طابع هستيري مشحون. ووجد الرجال والنساء في ذلك 
متنفساً للضغوط التي فرضها عليهم مجتمع لا يوفر لهم منفذاً للعواطف 
الجماعية» بل إنه وبر و اك التي كانت شائعة في الماضي. ولقد 
أستهحت "اللاحيائية " أكتر هق ائ عامل آخر في تنمية النزعة الطائفية ؛ 
ومن هنا فإن مدرسة الخلاص الشخصي اللاعقلانية المشحونة بالعاطفة 
التي أنشأها جون ويزْلي (1703-/179) وأتباعه المينوديون هي التي أعطت 
زخماً لحركات النهوض والتوسع والانشقاق البروتستانتي في بريطانيا في 
جميع الأحوال. ولهذا السبب» حافظت الطوائف والتيارات الجديدة» أول 
الأمر» عل طابعها غين النباسى أو حت .الشديد اللحافظة (كما كانت 
الحال لدى أتباع ويزْلي). ذلك أن هؤلاء أشاحوا بأبصارهم عن شرور 
العالم الخارجي» وعادوا إلى أنفسهم سعياً إلى الخلاص الشخصي أو إلى 
حياة الجماعة المكتفية ذاتياًء ثما كان يعلي ) أغلب الأحيان» أنهم يرفضون 
أية إمكانية لإجراء تعديلات جماعية على ترتيباتهم الدنيوية. وقد سُخرت 
طاقاتهم "السياسية' على العموم لخدمة الحملات الأخلاقية والاجتماعية 
كتلك التى ضاعفت أعداد البعثات التبشيرية الأجنبية» أو نشطت لمكافحة 
تجار الرقيق أو الدغرة إلى الالقعدالد. وقذ :قر الطاتفيرن الراةيكاليون 
النشطون سياسياً خلال فترة الثورتين الأمريكية والفرنسية من الجماعات 
الأقدم الأكثر جفافاً والطهرانية الوقورة المنشقة التي عاشت في ركودها 
منذ القرن السابع عشرء بل إنها كانت تتحول إلى ديانة وحدانية فكريا 
هزد م عا ص لاسر كر وكان من 

كين اللسنشيرة الاب ليون والوسدرق و الكو وان 
المتوديرة الحتدد بين هؤلاء الطانفيين مناوكين للشور ةم وقد عَزِيَتْ إلى 
نفوذهم المتزايدء خطأء مناعة بريطانيا تجاه الثورة في الفترة التي يعالجحها 
هذا الكتاب. 


002 





غير أن الطابع الاجتماعي للطوائف الجديدة قد عوض عن عزوفها 
اللاهوتي تجاه هذا العالم. فقد انتشرت بسرعة فائقة بين من كانوا في 
المنزلة الوسطى بين الأغنياء الأقوياء من جهة» وجماهير المجتمع التقليدي 
من جهة أخرى؛ أي بين من كانوا على وشك الصعود إلى الطبقة 
الوسطى» ومن كانوا يوشكون على الهبوط إلى مصاف البروليتارياء 
وجمهرة الناس العاديين الصغار المستقلين غير المميِّزين بين هؤلاء 
وأولئك. وكان التوجه السياسي الأساسي لهؤلاء جميعا يدفعهم في اتجاه 
راديكالي يعقوبي أو جفرسونيء أو على الأقل» إلى ليبرالية الطبقة 
الوسيطى.:ومن سنا كانت المدوينة ‏ اللاانتتالية " فى مريظاتياء 
والكنائس البروتستانتية المنتشرة فى الولايات المتحدة تميل إلى اتخاذ 
مواقف سياسية يسارية» على الرغم من أن النزعة المحافظة لمؤسس 
الميثودية البريطانية تركت بصماتها على نشاط هذه الطائفة حتى زوالها 
على مدى نصف قرن من تعاقب الزعامات والأزمات الداخلية التى 
انتهت عام 1848. ا 


استمر الرفض الأصلي لنظام العالم القائم في أوساط الفقراء 
المعدمين أو المهتزين فحسب. ولكن كان ثمة رفض بدائي ثوري في 
أغلب الأحيان» على هيئة تنبؤات ألفية بنهاية العالم. ومهدت لذلك 
المحن التي أعقبت المرحلة النابليونية على نحو ما ورد في 'سفر الرؤيا 
النبوتية "» وقد تكهن بها وحذر أتباع إيرفنغ في بريطانيا من وقوعها في 
العامين 1835 و1838» وفي الولايات المتحدة تنبأ بحدوثها وليام ميللر 
(3011162 مسذنالة97)» مؤسس طائفة الأدفنتست السبتية فى العامين 1843 
و1844 عندما بلغ عدد أتباعه نحو 50 ألفاً. وعدد الواعظين في طائفته 
ثلاثة الاف قس. وفي المجالاات التي وقعت فيها المزارع الصغيرة 
المستقرة والمتاجر البسيطة تحت التأثير المباشر لنمو اقتصاد رأسمالي 
ديكات ب كبا كات نكال في للنطف العلا من ولاية تويور كه أكانت 
اللخماسة والإيمان بالعصير الألفي التتعيد يالكي القوةة :وكانت أبرق 
نتائجهما طائفة قديسي الأيام الأخيرة (المورمون)» التي أسسها المتنبئ 


0403 

































































































































































جوزيف سميث (55:108 طم1056) بعد أن تلقى الوحى بها فى بالميرا فى 
ل ل لون د وانتهى - بج الات فى ميف رك ولا اننا 


كانث هذه هي اللسافات القى'امبحقها الوسثيريا القواعة 
واسعيويا استواعات الحا اللمامدزية + شواء القيست تين وطاة 
الحياة الشاقة الكالحة عليها ("وعندما تنعدم التسلية» تحل مكانها 
تجمعات الإحياء الديني" على حد ما تقوله إحدى السيدات عن البنات 
العاملات في مصانع إييسكس 21 أو لأن اللقاءات الدينية الجماعية 
تخلق نوعاً من التضامن والترابط العابر بين شتات من الناس. وكانت 
الإحيائية» بمفهومها الحديث. من نتائج التخوم الأمريكية. فقد بدأت 
' اليقظة الكبرى' سنة 1800 في جبال الأبالاشيا على شكل "مخيمات ' 
تضم جموعاً عظيمة من الناس. وكان منها المعسكر الذي أقيم عام 1801 
في كين ريدج في و لثيه كساكي» وجمع ماي يتراوح بين عشرة آلاف 
وعشرين ألناً من الناس يشرف عليهم أربعون واعظاء ونلاترا نويه 

من الهستيريا العربيدة الصاخبة لا يمكن وصفها؛ فقد أصيب الرجال 
والنساء بالخبل» ورقصوا حتى تهالكوا من الإعياء»ء وغشيت النشوة 
ألوفا متهي ' وتحدثوا بألسنة* أو راحوا ينبحون كالكلاب. وشجع 
التنائى بين الناس» والبيئة الطبيعية أو الاجتماعية القاسية» أو هذه 
العوامل كلهاء على انتشار هذه النزعة الإحيائية التى حملها الواعظون 
المسافرون معهم إلى أوروبا. وأفضى ذلك إلى القطيعة بين الديمقراطية 
البروليتارية من جهة. والويزليين (الذين 0 على تسميتهم بالميثوديين 
البدائيين) من جهة أخرى عام 1848. وقد انتشر هؤلاء» بصورة خاصة. 


(14) إه ممع ه عااء8 :1ط «ر7ماعه1ط زه عنارعة ود ,لطاع مم11 و1 
لختط!' بععددظظ جز ,أممعاكلهظ نه لالقاة علاتى دك لانتساسنه © .علق بن عأءره ”11 'واروم7 جرم سيور 


,([1862 ..طام .مه ممصم ط]) وعلامدط .1 .8 نز عمماعءط 2 طلغت لععنقامظ طعنادم ,ممقتلى 
1 


424 








5-55 


لامشل 


في أوساط عمال المناجم البريطانيين في نورثكنتري» وصغار المزارعين في 
التلال» والصيادين فى بحر الشمالء والعمال الزراعيين» والعمال 
المحليين الذين تتهددهم البطالة في الميدلاندز. وكانت نوبات الهستيريا 
الدينية هذه تحدث بصورة دورية فى غضون تلك الفترة. فقد حدثت فى 
جنوي وباتر قن الشدرات الراقعي ةبيج كل من العاميق 18091807 
والعامين 1828 و1830 والعامين 1839 و1842. والعامين 1849 
وو20185'". وتدل تلك التجمعات على التزايد الكبير فى القوة العددية 
دلف الطل اشم لا سكن دهده الدررات جيهها إل سمه واد وكين 
فقد تزامن بعضها مع فترات من التوتر والتململ الحاد (ويشمل ذلك هذه 
الوقائع كلها إلا واحدة. وقد تزامنت جميعها مع الفترات التي شهدت 
توسعاً هاتلاً فى نشاط الكنيسة الويزلية خلال الفترة التى تعالجها هذه 
الدراسة). إلا أن بعضها حدث أحياناً بعد الخروج السريع من دائرة الركود 
الاقتصادي» كما استثارتهاء في أحيان أخرى» كوارث اجتماعية مثل وباء 
الكوليرا؛ وذلك ما ولّد ظواهر دينية مائلة في بلدان مسيحية أخرى. 


111 


من الناحية الذينبة البحنة» إذنء كانت العلمنة المتزايدة؛ (وفي 
أوروبا) عدم الاكتراث بالدين يقفان وجهاً لوجه مع وكات التجياء 
الدينى بأكثر أشكالها حدة من حيث التفكير اللاعقلاني» والتصلب» 
والاندفاع العاطفي المشبوب. وإذا كان توم بين يقف على أحد طرفي 
ذلك الطيفء؛ فإن الأدفنتستي وليام ميللر يقف على الطرف الآخر. 
وقاتنع الفلبقة االاضة اكاك ملعن الصركة الى كلها المنلسوفت 
الألماني فيورباخ (1872-1804) تواجه شبان "حركة أوكسفورد" المعادين 
للفكر الذين كانوا يدافعون عن الدقة الحرفية فى سير حياة أوائل 


(15) .ط تم .ح) عمله!17 مز بوقوبمم/و«مع دمل اماوءامعط زه بررماكطظ رقعع ]1 مفصمط1 


-(1861 ب[.طم 


د02 















































































































































وتمئلت العودة إلى هذه النزعة الدينية النضالية الحرفية المتقادمة فى 
للانة أ وعكف :ناد كا لت بلقي اجام ري بصو عاط وبليلة 0 
مع الأجواء اللاإنسانية العميقة المتعاظمة القتامة التي سادت مجتمع الطبقة 
الوسطى الليبرالية؛ وعلى حد تعبير ماركس (الذي استعمل 0 
الاصطلاح مثلما استخدمه غيره)ء فإن العودة إلى هذا النوع من النزوع 
الدينن كانت بمثابة “القلب في عالم لا قلب له والروح في أوضاع لا 
روح فيهاة :د وكات نمناية الأفيون النلين 190 والاكر مه ذللقه 
ا حار لاك تلق السب حر لبد لا وا ل ا 
بيئة تفتقر إلى مثل هذه الهيئات. كما أنبا كانت فى أوساط الناس غير 
الناضجين من الوجهة السياسية تعبيراً بدائياً عن سخطهم و 
تطلعاتهم. وكانت نزعتها الحرفية» العاطفية وجنوحها إلى الشعوذة بمثابة 
احتجاج على مجتمع سيطرت عليه بأكمله الحسابات العقلانية» وعل 
الطبقات العليا التي شوهت الدين وجعالته غل صورتا: 


وبالنسبة لأبناء الطبقات الوسطى التي ولدت من هذه الجماهير» 
فإن يت ا أن الكو 0 أخلاقياً قوياً. ومبرراً لام 
وكراهية. ومحركاً يدفعهم إلى لتوسع. , وَإذا 0 طائفين فقد حررهم 


حققرها عنواناً أخلاقياً أعط قا نحط المنليعة الذاتية ١‏ العقلانية) 


وأضفى الشرعية على قسوتهم تجاه المقموعين» وتضافر مع التجارة 
لإدخال الهمج إلى عالم الحضارة والأعمال التجارية إلى دائرة المبيعات. 


كيضا أذ الدين ترقز الاسمقوان لان با كتير لكي 
)216 (1956 مقاعادا نسمتاع8) معلرع!!1 .كامعط «اعفباءة1 دبعل امك بصوكة جوع 
7 بط بآ .آم 


126 





وللأرستقراطية» بل لكل أولئك الذين احتلوا قمة الهرم الاجتماعي. 
وقد تعلموا من الثورة الفرنسية أن الكنيسة هي العماد الآقوى للعرش. 
وقدنهك السقها + لاتير تاهو الانطانك لفدريون"(الزمحان 
والتيروليين» والروس وحملوا السلاح للدفاع عن كنيستهم وحكامهم 
وحمايتهم من الأجانب والكفار والثوريين. وقد باركهم» وأحيانا 
تصدرهم كهنتهم في ذلك. وكان بوسع الأتقياء الأميين أن 0 تحباة 
الفقر التي كتبها لهم الله في ظل حكام أنعمت عليهم بهم العنا 
الإلهية» وأن يواصلوا معيشتهم الأخلاقية البسيطة المنظمة التي 0 
المناعة ضد عواقب التفكير المدمرة. وبالنسبة للحكومات المحافظة بعد 
العام 1815 (وكانت جميع الحكومات على هذه الشاكلة)؛ كان تشجيع 
العواطف الدينية والكنائس جزءاً لا يمكن الاستغناء عنه من سياساتهاء 
شأنها شأن تنظيم مكاتب الشرطة والرقابة. ذلك أن الكاهن» والشرطي» 
والرقيب» كانوا هم الأركان التي استندت إليها الرجعية في تصديرها 
للثورة. 


كان من دواعي الرضى لدى الحكومات القائمة آنذاك أن التيار 
اليعقوبي كان بهدد العروش» بينما كانت الكنيسة تحافظ عليها وتحميها. 
وعلى الرغم من ذلك» فإن التحالف بين مذبح الكنيسة والعرش كان» 
في نظر جماعة من المثقفين والعقائديين الرومنطيقيين» ؛ له أهمية بالغة أكثر 

عمقاً؛ ذلك أنه حافظ على مجتمع قديم عضوي حيّ من التأكل الناجم 
عن التفكير العقلٍ والليبرالية. ووجد الواحد منهم في هذا التحالف 
تعبيراً أكثر إقناعاً ما طرحه العقلانيون عن مأزقه المأساوي. أما في فرنسا 
ويريطانيا» فلم يكن لهذه القبريرات لتيحالف الخركن والكنيسة أهعمية 
ننناسنةذات :شنان: ولم يكن ثمة أهمية كذلك للبحث الرومنطيقي عن 
قيرح ككفي هأباوي (كان التعكسق ! الأعير أقنية لأغوان النفس 
البشرية هو الدانماركى سورين كي ركغارد (لتقمعءائونكآ معره5). 
3 وقد عاش في بلد صغيرء ولم يلفت انتباه معاصريه» وم 
تتحقق له الشهرة إلا بعد وفاته). أما في الدويلات الألمانية وروسياء 


4/7 



























































































































































وهي المعقل الرئيسي للرجعية الملكية» فقد كان للمتقين الرومنطيقيين 
الرجعيين بعض الدور في النشاط السياسي و صنيم موطين في 
الدولة» أو كتاب لمسوّدات البيانات أو واضعين للبرامج أو مستشارين 
خاصين في الأوقات التي جاب ها الاوك سلن عل لسار الإسكندر 
الأول في روسياء وفريدريك وليام الرابع في بروسيا). وعلى 0 م 
يكن فريدريك غينتز وآدم موللر (تاع!اعدك8ة ستحلمة) وأمثالهم غير 

موظفين لا يؤبه لرأم عفيه و يكن اقانية الدين التروسط (الدس عاد 
ا ا ا 
وجود الشرطة والرقباء الذين يعتمد عليهم ملوكهم كل الاعتماد. و 
تكن قوة التحالف المقدس بين روسيا والنمسا وبروسياء الذي جعل همة 
إعادة تنظيم أوروبا بعد العام 5 ترتكز على مظاهر هذه التسمية 
الشترقية الصوفية» يبن بعلن قرار بسي ينهي صل كل سركة قريب 
مسلحة في روسيا وبروسيا والنمسا. وبالإضافة إلى ذلك. كانت 
الحكومات المحافظة بالفعل تميل إلى الشك في جميع امثقفين والمنظرين 
العقائديين» و حي الرجمين سيم ؟ لأن القبول بمبدأ استبدال الطاعة 
بالتفكير كان يعني» في واقع. الأمر أن النهاية كانت على الأبواب. وقد 
كتب فريدريك غينتز (سكرتير ميترنيخ) عام 1819 إلى آدم مُوللر يقول: 


" سأواصل الدفاع عن هذا الاقتراح. ولكي لا يساء استخدام 
الصحافة» فلن تتم طباعة أي شيء على الإطلاق. .. طوال السنوات 
القادمة. ذلك أمر قاطع. وإذا ما جرى تطبيق هذا المبدأ والالتزام التام 
المحكمة العلياء فإننا سنكون خلال فترة قصيرة على الطريق إلى الله 
و00 


2007 سه عع 8011 طاعضماع11 سمخ نمز ”,1819 ععأطمنء0 7 ,810116 م نمم" 
2000 هالا علاه 0 فوع[ تتعتأءكامج أعدعوس :8 ,تامع اعسلعترط سد هدئار 
.([1857 ب18أ00) .© .[ بأتمع اند 5]) 1800-1829 ,«رءاإقاق عزوق 


0108 








وإذا كان للدعاة الأيديولوجيين الناهضين للتحرر أهمية سياسية 
ضئيلة» فإن هروبهم من رعب الليبرالية إلى ماض عضوي كامل الخصائص 
كان له أثر ديني ملموس. أفلم تكن البروتستانتية نفسها هي التي مهدت 
لنشوء النزعة الفردية» والعقلانية» والليبرالية؟ وإذا كان بوسع مجتمع ديني 
حقيقي أن يعالج أمراض القرن التاسع عشرء فإن المجتمع القادر على ذلك 
هو المجتمع المسيحي الحقيقي بالفعل في لقوق الوسط الاك ا 
وقد عبر غينتز» كالعادة» عن جاذبية الكاثوليكية بوضوح لا يليق بهذا 
ا موضوع : "إن البروتستانتية هي المصدر الأول» الحقيقي» الوحيد لجميع 
الشرور العظيمة التي نئن تحت وطأتها اليوم. ولو انحصر نفوذها في 
التفكير فتعسين» لكثا قادرين يل مرغمين عل الشاهل معها لأن تزعة 
الحجاج أصيلة في أعماق الطبيعة البشرية. أما إذا وافقت الحكومات على 
القبول بالبروتستانتية» بوصفها شكلاً مصرحاً به من أشكال الدين» 
وتعبيراً عن المسيحية» وواحدةً من الحقوق الإنسانية. . .. وإذا منحتها 
الحكومات مكاناً في الدولة إلى جانب الكنيسة الحقيقية» بل على أنقاضهاء 
فإن ذلك سيعني انهيار النظام الديني والأخلاقي والسياسي في العالم. . .. 
إن الثورة الفرنسية» بل الثورة الأسوأ التي توشك أن تندلع من ألمانياء إنما 
داهمتنا من ذلك المصدر "0190, 


هكذا تخلصت جماعات من الشباب المندفعين من قيود التفكير 
المرعبة وألقوا بأنفسهم في أحضان روما البابوية» وتبنوا العزوبة. 
وتعذيب النفس بالتنسكء» وبالانشغال بكتابات آباء الدين» أو بمجرد 
الإغراق في التمتع بالعيش والتنعم الرضي بالطقوس الكنسية الجذابة من 
الناحية الجمالية. وجاؤواء كما هو متوقع» من البلدان البروتستانتية على 


(218 مقابل ذلكء» فإن النزعة فى روسياء حيث كان المجتمع المستجوع الحقيقي في ظل 
الكنيسة الأرثوذكسية مزدهراًء لم تكن تمثل عودة إلى طهارة الماضي ونقائه» بل انسحاباً إلى 
الأعماق السحيقة للتصوف الذي تنطوي عليه الأرثوذكسية في تلك المرحلة. 


(19) *”1819 اترحية 19 ,ه3111 ما عنومعن"*» فى : المصدر نفسه. 


409 































































































































































































الأغلب» وقَدِم الرومنطيقيون الألمان من بروسيا عموماً. وكانت "حركة 
أوكسفورد " في الثلاثينات من القرن التاسع عشر الظاهرة الأكثر قرباً 
من اهتمامات القارئ الأنغلوسكسوني. وعلى الرغم من طابعها 
البريطاني» فإن قلة من الشباب الغلاة المتحمسين الذين كانوا يعبرون عن 
روح هذه الجامعة المغمورة المغرقة في الرجعية قد انضموا إلى كنيسة 
روماء وأصبحواء بصورة خاصة» من أنصار رجل الدين الموهوب ج. 
ه. نيومان (مقدهل2 .11 .1) (1890-1801). الباقون منهم صيغة 
المفياطه برصههم ' طقوسيين ' ' داخل الكنيسة الأنغليكانية التي زعموا 
أنهبا هي الكنيسة الكاثوليكية الحقة. وقد أثار هؤلاء الفزع في نفوس 
رجال الكنيسة» هارا وكتاد ا عندما زينوا أنفسهم برداء الكهنوت» 
واستخدموا البخور وما إلى ذلك من الأمور البغيضة التى كانت وقفاً 
عل الكيية الكائتولبك. ركان" الحرقون اده مكلو نالسرا دض 
الكاثوليك النبلاء تقليدياً ولدى العائلات الوجيهة التي كانت تعتبر 
الدين 8 عائلياً» ولدى جماهير العمال المهاجرين الإيرلنديين الذين 
كانواء بصورة متزايدة» يشكلون أغلبية الرعية في الكنيسة الكاثوليكية 
البريطانية. ولم يستقبل حماس هذه الجماعة اميل بالتقدير قي الفاميكان 
لدى المؤولين الحريصين الواقعين في سلك الكهنوت. غير أن انتسابهم 
إلى العائلات الراقية» والاعتقاد بأن اعتناق الطبقات العليا للكاثوليكية 
قد يقنع الطبقات الدنيا بالتحول» جعلهم موضع ترحاب؛ لأن الكنيسة 
رأت في ذلك دليلاً يبعث عل الاطمتنان إلى قدرعها على التجدد والغلية: 


غير أن طلائع الليبرالية كانوا يعملون عملهم حتى في إطار الدين 
المنظمء وعل ا في فروعه الكاثوليكية». والبروتستانتية» واليهودية. 
وفيما تخص الكنيسة الكاثوليكية» كانت فرنسا هي الميدان الرئيسي 
لنشاطهم» وكان الزعيم الأبرز بينهم هو هيوغز ‏ فيليسيتيه روربير دو 
لامينيه (وتفممعسمآ عل اوطه6-1)عماء1-وم نع 111) (1854-1782) الذي 
تحول. بصورة متتابعة» من محافظ رومنطيقي» إلى ثوري يمجد الشعب»ء 
كا قرئهامن الاشتواكية. وق :أشدت كدان لافييه كتمادة مؤي 


0430 





000 


0010710 7 انو ط) ضجة في أوساط الحكومات التي لم تكن تتوقع 
أزاقيعها الطسة من اخلق يلحم الكالوليكية التي كانه تمجيرها 
حصتها الخحصينء كما كان الكتاب موضع إدانة في روما. غير أن 
الكاثوليكية الليبرالية عاشت في فرنسا التي كانت على الدوام تحتفي 
بالتيارات التي تختلف بعض الاختلاف عما تعتقده روما. في إيطاليا 
كذلك اجتذب التيار الثوري القوي في الثلاثينات والأربعينات من ذلك 
القرن عدداً من المفكرين الكاثوليك إلى دوامته. وكان منهم روزميني 
(نصتنوه8)» وكذلك جيويري (تتتءعطه61) (1852-1801) الذي دعا إلى 
إقامة إيطاليا ليبرالية تحت المظلة البابوية. وعلى الرغم من ذلك» كان 
الجسم الكتسي معادياً للنزعة الليبرالية بصورة عنيفة متزايدة. 

وكان طبيعياً أن تكون مواقف الأقليات والطوائف البروتستانتية 
قريبةً جداً من الليبرالية» وفي السياسة في جميع الأحوال. وكان الحهام 
ال مرء إلى طائفة الهوغنو البروتستانتية في فرنسا يعني أنه سيكون ليبراليا 
معتدلاً على الأقل (وكان غيزوء رئيس وزراء لويس فيليب» واحداً 
منهم). وكانت كنائس الدولة البروتستانتية» ومنها الأنغليكانية 
واللوثرية» محافظة من الوجهة السياسية. غير أن أيديولوجياتها كانت 
تبدي مقاومة أقل تجاه تأكل دراسات الكتاب المقدس والاستقصاءات 
العقلانية. أما اليهود فكانواء بالطبع» معرضين للتيار الليبرالي بكامل 
قوته. فقد كانوا يدينون له بتحررهم السياسي والاجتماعي» وكان 
الاندماج الثقافي هو الغاية الفصوى لليهود المتحررين» وتخل الأكثر 
تطرفاً بين المتحضرين منهم عن دينهم القديم» وآثروا عليه الامتثال 
المسبيحي أو المذهب اللاأدري» مثلما فعل والد كارل ماركس أو الشاعر 
هاينريش هايني (الذي اكتشف أن اليهود لا يَعْدُون كونهم بادا في 
خراتر الخارجي على الأقل؛ ا اميم عر لمان إلى 


أما حياة الغيتو ره والليرةة فلم يطرأ يا 8 
تغيّر إلا في البلدات الصغيرة. 


431 


















































































































































(الفصل الثالت عشر 


الأيديولوجيا: العلمانية 


"(السيد بنثام) يحوّل الأداة الخشبية المنزلية إلى مخرطة» ويتوهم أن 
بوسعه أن يحول الناس بالطريقة نفسها. إنه ليس شغوفا بالشعرء 
وليس بوسعه أن يستخلص عبرة ما من شكسبير (6ع45ء50ع 26821 
وهو يستخدم البخار لتدفئة بيته وإنارته. إنه واحد ممن يفضلون 
الاصطناعي على الطبيعي في أكثر الأمورء ويعتقدون بجبروت 
العقل. وهو يزدري ما يشاهده في الهواء الطلق» والحقول والأشجار 

الخضرء ويصرء دائماًء على إرجاع كل شيء إلى (المنفعة) " . 
وليام هازليت (822110 ./[ا), روح العصر 0/176 111م5 17:6) 
.(1825) (موم 


'إن الشيوعيين يكرهون أن يتستروا على مواقفهم وأهدافهم. وهم 
يصرحون علناً بأن أهدافهم لا يمكن أن تتحقق إلا عندما 
يطيحون:» بالقوة» بالأوضاع القائمة. فلترتعد الطبقات الحاكمة 
خوفاً من ثورة شيوعية. فليس للبروليتاريا ما تخسره إلا أغلالهاء 

وأمامها العالم لتكسبه. يا عمال العالم» اتحدوا! '. 
كارل ماركس وفريدريك إنغلزء البيان الشيوعى 07 0711/65/0 1/4) 
.(1848) (ماموط اكتسسسصدمن) ع[ا 


013 





































































































































































































من الوجهة الكمية» كانت الفترة الواقعة بين العامين 1789 و1848 
حافلة بالمعلومات والدراسات المتصلة بالأيديولوجيا الدينية. أما من 
حيث النوعية» فإن الأيديولوجيا العلمانية تحتل مكان الصدارة. فقد 
استخدم جميع المفكرين المهمين في تلك الفترة» عدا بعض الاستثناءات» 
اللغة العلمانية. ومسنافش بعانا كين من تفكيرهم - وما كان الناس 
العافيتون يعتيروله أمرا عمروقا مثه - في وقت لاحقء في الفصلين 
اللذين يدوران حول العلوم والآداب» وقد ناقشنا بعضه في وقت 
سابق. وسنركز هنا عل الموضوعة الأساسية التي برزت في أعققاب 
الثورة المزدوجة» اتوطيد الم والسبيل الذي سيسلكه. 
والوجهة ة التي ينبغي أن يتخذها. . وقد انقسم الرأي حول هذه القضية 
الأساسية بين من تقبلوا وجهة .سير العالم كما هو ومن لم يتقبلوا. وبعبارة 
أخرى: بين من يؤمئون بالتقدم من جهة» والآخرين من جهة أخرى. 
لقد كانت هناك» بمعنى من المعاني» نظرة شاملة واحدة ذات أهمية. 
وعدد آخر من وجهات النظر التي كانتء» على الرغم من جدارتهاء مجرد 
تقييمات نقدية سلبية في جوهرها للنظرة المحورية. وتدور هذه النظرة» 
معيلياء حول مسأل *اللنوير " المبلون الاتسان لذ ساد الفرن 
العام عمره » وكان دعاته يؤمنون إيماناً راسخاً بأن التاريخ البشري 
يمثل حالة من التسامي» لا حالة من الهبوط غير المتعرج الذي ينتهي إلى 
التسطح. وكانوا محقين في ذلك؛ لقد لاحظوا أن معرفة الإنسان العلمية 
وسيطرته على الطبيعة تتزايدان بصورة مطردة يوماً بعد يوم. كما اعتقدوا 
أن المجتمع البشري والإنسان الفرد يمكن أن يبلغا درجة الكمال عن 
طريق إعمال العقل» وأن مسيرة التاريخ ستفضي إلى هذا المصير الكامل. 
وحول هذه النقاط تلاقت آراء الليبراليين البورجوازيين والاشتراكيين. 


حتى العام 1789» كانت الصيغة الأقوى. الأكثر تقدماً 
لأيديولوجية التقدم هذه هي ما طرحته الليبرالية البورجوازية 


434 





الكلاسيكية. والواقع أن الدعائم الراسخة لنظامها الأساسي كانت قد 
أرسيت في القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى حد قد يجعل الحديث 
بريطانيا وفرنسا. 


كانت هذه الأيديولوجيا صارمة في عقلانيتها وعلّمانيتها؛ أي أنها 
كانت مقتنعة بأن بوسع الكو أن ينهموا كل في وعلرا كل اللفضللات 
بإعمال العقل» وأن الجنوح إلى السلوك غير العقلاني والمؤسسات غير 
العقلانية «التي تتضمن النرعة التقليدية والدين كافة إلا ما كان عقلانياً 
منهما) من شأنه أن يؤدي إلى الوهام مذلا سن الاستعنارة: واتجهت» 
فلسفياً» إلى المادية والتجريبية كما يليق بأيديولوجية تستمد قوتها 
وأساليب عملها من العلم»ء وفي هذه الحالة» من الرياضيات والفيزياء 
اللتين طورتبهما الثورة العلمية في القرن السابع عشرء وكانت افتراضاتها 
العامة عن العالم تتميز بشيوع الروح الفردية التي ترجع إلى استبطان أفراد 
الطبقة الوسطى أو إلى مراقبة سلوكهم أكثر مما تعود إلى أية مبادئ مسبقة 
من النوع الذي تزعم أنها ارتكزت عليه» وقد تمئلت في نوع من علم 
النفس» على الرغم من أن مصطلح ' سيكولوجي" لم يكن قيد التداول 
عام 41789 ونبج هذا العلم» الذي كان يسمى 'المدرسة الترابطية" ‏ 
منهج علم الميكانيكا الذي كان قد تطور في القرن السابع عشر 
باختصارء كان العالم البشري بالنسبة لليبرالية الكلاسيكية يتألف 
من ذرَاتِ فردية مكتفية ذاتياً» تساورها مشاعر ودوافع أصيلة» ويسعى 


كل منها إلى تعظيم ما يرضيهء واختصار ما يسوؤه» ويتساوى الفيد نئي 
ذلك مع الآخرين”" . وهو» (بطبيعة الحال)» لا يعرف دود لأهوائه 


(1) دعا توماس هوبز (وعططمط قتقصمط1) العظيم بقوة» ولأغراض عملية» إلى 
المساواة التامة بين جميع الأفراد في مختلف المجالات» باستثناء “ العلوم '. 


0135 





































































































































































































ولا يتمتع بحق التدخل فيها. وبعبارة أخرى» فإن لكل إنسان (بطبيعة 
الحال). الحق في الحياة» والحرية» والسعي للسعادة» على حد قول 
إعلان الاستقلال الأمريكي» على الرغم من أن أكثر المفكرين الليبراليين 
تعقلاً تحاشوا إيرادها باعتبارها "حقوقاً طبيعية". وخلال هذا المسعى 
لتحقيق المصلحة الذاتية» وجد كل واحد من الأفراد في فوضى 
المتنافسين المتساوين هذه أن من النافع » بل من الضروري» أن يقيموا 
علاقات مبا افع أفراد آخرين. وهذا المر كيه هق :العرقيياف النافعة ‏ التي 
وجدت تعبيراً صريحاً عنها في المصطلح التجاري المسمى "العقد' ‏ هو 
الذي كوّن المجتمع والجماعات الاجتماعية والسياسية. وقد تضمنت هذه 
الترتيبات والروابط بعض التقييد لحرية الإنسان الطبيعية اللا محدودة لفعل 
ما يشاء» وكان من مهمات النشاط السياسي أن يخفض هذا التدخل إلى 
حدوده الدنيا عملياً. وباستثناء الجماعات غير القابلة للاختزال مثل 
علاقات الوالدين بالأبناء» فإن "الإنسان" فى الليبرالية الكلاسيكية 
(ورهاة الأدومهق "زوشبيوة قوزز رن كان حيوانا اعتماف أ أنه 
يتعايش معاً في جماعات كثيرة العذد. وبالتالي» كانت الأهداف 
الاجتماعية هي الحصيلة الحسابية المجموع الأهداف الفردية» وكانت 
السعادة (وهي الكلمة التي عانى من حاولوا تعريفها أكثر ما عاناه من 
حاولوا تحقيقها) هي هدف الفرد الأسمى؛ وهدف المجتمع ‏ » ببساطة» 
هو أن تتحقق السعادة الكبرى للعدد الأكبر من الناس. وفي واقع 
الأمرء كانت "النفعية" البحتة التي اختزلت جميع العلاقات الإنسانية» 
بصراحة» إلى العناصر الأساسية التي أوضحناهاء تقتصر على فلاسفة 
غير لبقين مثل العظيم توماس هوبز في القرن السابع عشرء أو على 
أبطال:الطيقة الووتطى الوائقين» ممل هدوسة انقرف والترقاء 
البريطانيين المرتبطين بأسماء جيريمي بنثام (1832-1748)» وجيمس مل 
(1836-1773)؛ وعلاوة على هؤلاء. علماء الاقتصاد السياسى 
الكلاسيكي. ويعود ذلك إلى أن أيديولوجية تعتبر كل ما يخرج عن نطاق 
المنفعة المحسوبة بصورة عقلانية *هراء في هراء" (حسب تعبير بنثام)» 


4136 








02000000 


م لس ا 0 ا ها 
الوسطي الذي تحاول أن تنامينه وتعليه'2 وكان ممكناًء على هذا 
الأساس» أن تقدم الصلحة العقلانية تبريراً كافياً مزيد من التدخل في : 
"الحرية الطبيعية " التي يتمتع بها الفرد ليفعل ما يشاء ويحتفظ بما يكسب 
أكثر بكثير من الحدود المقبولة (وقد أوضح توماس هوبزء الذي عكف 
النفعيون البريطانيون الغيورون على جمع أعماله ونشرهاء أن هذه الحرية 
تحول دون فرض أية شروط مسبقة على سلطة الدولة. كما أن البنثاميين 
أنفسهم بدأوا يعلون من شأن البيروقراطية في إدارة الدولة عندما أحسوا 
بأنها ستضمن أقصى درجة من السعادة لأكبر عدد من الناس مثلما 
ستفعل سياسة "دعه يعمل» دعه يمر"). من هناء فإن من كانوا يسعون 
إن حماية الملكية الفردية» والمبادرة» والحرية الفردية» كاذو غالبا ما 
يؤثرون أن يسبغوا عليها مباركة ميتافيزيقية باعتبارها "حقاً طبيعياً". لا 
بإطلاق صفة "النفعية". المعرّضة للاستهداف. عليها. وعلاوة على 
ذلك» لسقي عط مفهومي الأخلاق والواجب باختزالهما 
الإحساس بنظام الأشياء الأبدي الراسخ في نفوس الفقراء الجاهلين 
الذين يعتمد عليهم الاستقرار الاجتماعي. 


وكثل هذه الأسباب» فإن النفعية لم تستطع أبداً احتكار أيديولوجية 
الطبقة الوسطى الليبرالية. فهي قدمت المعاول القوية الكافية لتدمير 





(2) علينا أن لا نفترض أن "المصالح الخاصة"' كانت تعني» بالضروزة»: نوعاً من 
الأنانية المعادية للمجتمع. فقد رأى النفعيون ذوو النزعة الإنسانية والاجتماعية أن عناصر 
الاكتفاء التي يسعى الفرد إلى الحصول عليها وتعظيمها تتضمن, أو يجب مع التربية الصحيحة 
أن تتضمنء العنصر الخيري؛ أي الرغبة في مساعدة البشر الآخرين. ولم يكن ينظر إلى هذا 
البعد بوصفه واجباً أخلاقياً أو جانباً من جوانب الوجود الاجتماعي» بل اعتبر أمرأ تستلزمه 
سعادة الفرد. ويقول دو هولباخ (اعة1101) في كتابه نظام الطبيعة (106هد | عك تمغاودرى) 
(الجزء الأولء ص 268): "المصلحة ليست أكثر من الأمر الذي يعتبره كل منا من ضرورات 
بتعادته. 


4137 


















































































































































المؤسسات التقليدية التي لم تستطع الإجابة عن الأسئلة الظافرة من 
نوع: هل هذا الأمر عقلاني؟ هل هو نافع؟ هل سيحقق السعادة 
القصوى لأكبر عدد من البشر؟ إلا أنها لم تكن من القوة بحيث تتمكن 
من إشعال ثورة أو اتقائها. وهكذا ظل جون لوك (عءاءم.آ صطهل)» 
الوافق فلستياء: ل تورمانن سوير لكين هدو ود لتك بالاقي. 
المدافع عن الليبرالية المبتذلة؛ لأنهء على الأقل» وضع الحرية الفردية 
خارج نطاق التدخل والهموم؛ لأنه اعتبرها هي الأكثر أهمية من جميع 
' الحقوق الطبيعية". ووجد الثوريون الفرنسيون أن الأفضل لهم أن 
يؤكدوا على المطالبة بارع الاقتصادي الحر (لكل مواطن الحرية في 
استخدام جهده ه وطاقته ورأسماله بالطريقة التي يراها صالحة نافعة 
له... وله أن يشاء ما يشاءء وكيفما يشاء)” + وأن يعتبروه شكلاً 
من أشكال الحق الطبيعي العام في الحرية (إن ممارسة كل شخص 
لوقه سين لا سدر الها د سين اامينا .اللي 
الأحرين انرصو بالخقوق و 


وبالتالي» فإن الليبرالية الكلاسيكية» تخلت في ديا الياسي؛ 

عن الجرأة والعنفوان اللذين جعلا منها قوة ثورية مؤثرة. غير أنها كانت 
أقل وما فو اكوريا الاقتصادي؛ ويعود ذلك فى جانب منهء إلى أن 
لق الطقةالوسقلى بانتضان: ال أسمالية كانت أكين كتين من كقنها شوق 
البورجوازية السياسي على الحكم المطلق أو على الدهماء الجهلة» إضافة 
إل أن" الافاضنات الكلاسيكة عن الطلبيعة البشرية كاله الاساة 
الطبيعية كانت» دونما شك» ا وأوضاع السوق الخاصة أكثر بكثير 
ما تتواءم أوضاع التشعرية عموامنا: من هناء فإن الاقتصاد السياسي 
الكلاسيكي؛ بمساهمة من توماس هوبزء يمثل صرح الأيديولوجيا 


)23 .429 .7 ,[11/آ عمدما ,1787-1860 عل دم تملعص امهم ومسء 4 
كانت تلك هي مسوّدة الفقرة الرابعة من إعلان حقوق الإنسان والمواطن . 
(4) إعلان حقوق الإنسان والمواطن 21798 الفقرة 4. 


018 








الليبرالية الأكثر نفوذاً من الوجهة الفكرية» وقد شهد عصره الذهبي قبل 
المرحلة التي يعالجها هذا الكتاب بقليل؛ ذلك أنه بدأ بنشر كتاب آدم 
سميث (1790-1723) ثروة الأمم («م«منةهلة /ه «الهه11) عام 21776 وبلغ 
أَوْجَهُ بنشر كتاب ديفيد ريكاردو (1823-1792) مبادئ الاقتصاد السياسي 
(نرسبمسمء] لوعتنتامط زه ععاصم21) عام 7» غير أن هذا التصترح 
الفكري بدأ بالانبيار أو التحول عام 1830. وعلى الرغم من ذلك» فإن 
نسخة مبتذلة منه بقيت تستهوي المزيد من الأتباع والأنصار في أوساط 
رجال الأعمال في تلك الفترة. 


بالأناقة والنرعة التطميية: رك أن اشر تاقورف أسانناً: 5 من أفراد 
يتمتعون بالسيادة» وبكيان نفسى يسعى إلى تحقيق المصلحة الذاتية في 
بيئة ينافس فيها الواحد الآخر. غير أنه يمكننا أن نبين أن هذه الأنشطة» 
عندما يسمح لها بالانطلاق من عقالها دونما ضابط أو رابط» فإنها لن 
تكتفي بخلق نظام اجتماعي "طبيعي " (يتميز عن النظم المصطنعة التي 
فرضتها المصالح الذاتية يه أو النزعة الظلامية» أو التطفل 
الجاهل). بل ستؤدي يفنا إلى نمو "ثروة ؛ الأمم' ' بأسرع وقت ممكن؛ 
أي أنها ستجسد الرخاء والرفاه» ومن ثم السعادة لجميع الناس. 
والأساس الذي عو عابرامة النظام الطبيعي هو التقسيم الاجتماعي 
الحن» ويمكن الي . 5 علمياً ا م 0 
يؤجرود 06 لاسا عد البرهلة: علمياًء عل أن 
من مصلحة كل من بريطانيا وجمايكا كلتيهما أن تقوم الواحدة بصنع 
البضائع بيئما تكتفي الأخرى بإنتاج السكر الخام ؛ ذلك أن ثروة ة الأمم 
إنما تنامت من خلال المشروعات الخاصة القائمة على التملك وتراكم 
رأس المال. ويمكن البرهنة أيضاً على أن آية وسيلة أخرى لتأمين الثروة 
لا بد من أن تصيبها بالتعثرء والإبطاء» إن لم يكن الخمود. وعلاوة على 
ذلك» فإن المجتمع غير المتكافي من الوجهة الاقتصاديةء الذي نجم على 


0139 


















































































































































نحو لا مناص منه عن أنشطة الطبيعة البشرية» لم يكن ينسجم والمساواة 
الطبيعية بين الناس ولا يتفق وروح العدالة. ومن شأن هذه الثروة أن 
تؤمن حتى لأفقر الفقراء حياة أفضل مما كانوا يحلمون به. كما أنها كانت 
تقوم على أكثر العلاقات تكافؤاً ومساواة» وهي تبادل الأشياء بما 
يعادلها فى السوق. وعلى حد تعبير أحد الدارسين المحدثين: 'م يكن 
فيه أجد يعقعد عل عرد قلا الاير لآن ارك تيل كل ما صل 
من شخص آخرء بشىء يعادله. يضاف إلى ذلك أن النشاط الحر للقوى 
الطبيعية سيدمر جميع المواة قع التي لم تكن تقوم على الإسهام في خدمة 
المصلحة 5 

وعلى هذا الأساسء كان التقدم يعتبر أمراً "طبيعياً". مثل 
الرأسمالية. والمطلوب هو إزالة العراقيل التي : وضعت في الماضي ليتحقق 
التقدم ويواصل مسيرته إلى الأمام لا محالة. وكان واضحاً أن تقدم 
الإنتاج كان يواكبه تقدم مماثل في الآداب والعلوم والمدنيّة كلها بصورة 
عامة. وعلينا آن لا نفترض أن من اتخذوا هذه المواقف كانوا يدافعون 
بصورة خاصة عن المصالح الذاتية لرجال الأعمال. فقد كانوا يعتقدون 
أن -طريق الشرية إل امهيا كان هم كلدك الرأسمالية» وكان بوسعهم 
أن يجدوا مبررات تاريخية في تلك الفترة لاعتقادهم هذا. 

إن موطن القوة في وجهة النظر الضحلة تلك (التي تحاكي في 
ضحالتها مواقف المعلم بانغلوس في رواية فولتير: كانديد) لم يكن 
يكمن فقط في ما كان يُعتقد أنه قدرتها الفائقة على إثبات نظرياتها 
الاقتصادية بالاستدلال العقلي ع » بل في التقدم الجلي الذي حققته كل من 
الرأسمالية والمدنية في القرن الثامن عشر. وقد بدأ العطب يصيب وجهة 
النظر هذه. لا لمجرد أن ريكاردو اكتشف في هذا النظام تناقضات غفل 
عنها آدم سميثء بل لأن النتائج الاقتصادية والاجتماعية الفعلية 
للرأسمالية لم تكن على مستوى التوقعات. 





(5) .155 ,([1948 .ام طانم .م]) تطعله11 عتدرم دمع زه «رممزعزع 4 ,1أمج عتمع 


0440 


١ 





لقد كان الاقتصاد السياسي في النصف الأول من القرن التاسع 
عشر علماً "قاتماً". لا علماً وردياً. وكان يمكن» بطبيعة الحال» 
الاعتقاد بأن بؤس الفقراء الذين كتب عليهم أن يظلوا على الدوام على 
شفا المجاعة مثلما رأى مالتوس في مقالة عن السكان 00 برهمدوظ) 
(و«مةنهابتووط عام 21798 أو كانوا من ضحايا استقدام الآلات إلى 
المصانع كماد ا كا ” “. كان هو السبب في القدر الأعظم من 
السعادة للعدد الأكبر م الناس. غير أن هذه المستويات والأعداد كانت 
أقل بكثير ما كان مؤملاً. إلا أن مثل هذه الحقائق» وكذلك الصعوبات 
الواضحة التي كان يواجهها التوسع الرأسمالي في الفترة بين العام 1810 
والأربعينات من ذلك القرن» وقد أسهمت في تضاؤل التفاؤل» 
وحقرت غل الامتتفياة القدق» :ولا سما فى بدراسة:* التوزيع* #قابل 
الإنتاج» وهو ما كان الشاغل الرئيسي للجيل المعاصر لادم سميث 


إن اقتصاد ديفيد ريكاردو السياسيء» وهو من الروائع في 
الاستدلال المنطقي الصارم» استحدث,. من ثمٌّ». عناصر معتبرة في 
السجال حول التناغم الطبيعي الذي شغل به من سبقوه من 
الاقتصاديين. بل إنه أكدء أكثر بكثير ما فعله آدم سميث؛» على عدد من 
العوامل التي يتوقع أن توقف عجلة التقدم الاقتصادي عندما ركز على 
المكونات التي تحرك هذه العجلة؛ مثل ميل معدلات الربح إلى التناقص. 
والأهم من ذلك» أنه طرح نظرية العمل العامة حول القيمة» وهي التي 
م يكن ينقصها إلا لمسة واحدة لتتحول إلى حجة قوية ضد الرأسمالية. 
وعلى الرغم من ذلك» فإن قدرته الفنية الفائقة» مفكراء ومساندته 
الخارة للأهداف العملية التي نادى بها رجال الأعمال البريطانيون» مثل 
التجارة الحرة والعداء ضد الملآك» ساعدت على احتلال الاقتصاد 





(6) "إن الرأي الذي يحمله أفراد الطبقة العاملة» بأن استخدام الآلات كثيراً ما يعرقل 
مصالحهم.ء لا يقوم على التحيز أو الخطأء بل إنه ينسجم والمبادئ الصحيحة للاقتصاد 
الننياسى '. انظن: .م ردءامع ةم 


441 


































































































































































































السياسي الكلاسيكي موقعاً أكثر تميزاً مما كان عليه فى الأيديولوجيا 
الأبورابة وقافة ظلات: الممطلعين من الطقة الوميطن دما بدا ا عرد 
النابليونية مسلحين» لأغراض عملية» بمزيج من النفعية البنثامية 
والاقتصاد. الريكاردي.. وقد آدت إنجازات.شميث وريكاردو الضحمة: 
بمساندة من أساطين الصناعة والتجارة البريطانيين» إلى تحويل الاقتصاد 
السياسي إلى علم بريطاني أساساًء وتقليص أدوار الاقتصاديين 
الفرنسيين (الذين شاركوا في ريادة هذا المجال في القرن الثامن عشر) 
ووضعها في مرتبة تمهيدية أو مساندة. وحولوا الاقتصاديين غير 
الكلاسيكيين إلى جماعة متنائرة من القناصة. وعلاوة على ذلك» فقد 
جعلوا من الاقتصاد السنياسي رمزاً جوهرياً لتقدم اللعرالية وأبيشف 
البراريل كزين حول هذا المبحث احتله أحد مُريدي آدم سميث» هو 
ج. ب. ساي ((58 .8 .)2 والنفعي الفوضوي وليام غودوين 

(متوحل © م1171 . وم تكد الأرجنتين تحفق الاستقلال» حتى بدأ 
في جامعة بيونس آبريس الجديدة تدريس الاقتصاد السياسي عام 1823 
اعتماداً على أعمال ريكاردو وجيمس ! التي كانت قد ترجمت قبيل 
ذلك. ولكن كوبا سبقت غيرها عندما أسست أول كرسي للتدريس 
الجامعي حول هذا الموضوع عام 1818. ومع أن السلوك الاقتصادي 
الفعلٍ للجماعات الحاكمة في أمريكا اللاتينية قد أثار الفزع في أوساط 
التمويل والاقتصاد في أوروباء فإن ذلك ١‏ يغير مسارهم قيدل شعرة 

عن النهج الاقتصادي الذي اتبعوه. 


وفي السياسة, لم تكن الأيديولوجيا الليبرالية» كما رأيناء تتسم 
بالتماسك أو الانسجام. فقد ظلتء من الناحية النظرية» موزعة بين 
المدرسة النفعية من جهة» وتنويعات معدلة على المذاهب القديمة التي 
تدور حول محاور القانون الطبيعي والحق الطبيعي» مع غلبة التيار الثاني 
من جهة أخرى. . كما ظلت تتنازع برامجها العملية الاتجاهات التي تترواح 

بين الإيمان بالحكومة الشعبية؛ أ حكم الأغلبية الذي كان يدعمه 
النطق ا(وبدي أن ما كلل الثورات بالنجاح لم يكن حجة الطبقة 


002 








الوسطى. بل حشد الجماهير”' من جهة» والإيمان الأكثر شيوعاً بحكم 
تعولاه نخب الملاك؛ أي بين النزعتين الراديكالية والمحافظة حسب 
الاصطلاح البريطاني» لأنه إذا كانت الحكومات تتمتع بدعم الناس» وإذا 
كانت الأغلبية هي التي تتولى الحكم بالفعل (أي عندما تتم التضحية 
لمصلحتها بمصالح الأقلية» وذلك» حتمي من الوجهة المنطقية)» فهل 
سيكون ممكناً الاتكال على الأغلبية الفعلية» وهي 'الطبقات الأفقر 
والأكثر عدداً" © في حماية الحرية» والقيام بما يمليه العقل» وهوء كما 


ومهذا الصددء كان السبب الأساسي للفزع قبل الثورة الفرنسية هو 
الجهل والشعوذة الشائعان في أوساط الكادحين الفقراء الذين كانواء في 
كلب الأخان: أناستطيعة نى أرشي اليف والملك .و انها الكودة 
نفسها خطراً إضافياً عو البرتامج 'اليساري المعادي للرأسمالية» وذلك بها 
تملى ضمناً (أو علانية كما يرى البعض) في بعض جوانب دكتاتورية 
اليعاقبة. وكان المحافظون المعتدلون في الخارج قد تلمسوا هذا الخطر 
بصورة مبكرة؛ فقد تراجع إدموند بيرك (عاعن8 لصسصة8). الذي 
الاقتصادية” » فتبنى الإيمان غير العقلاني بفضائل التقاليدء 


(7) كان من نتائج سقوط الباستيل أن كوندورسيه (0عع001هه2) (1743 - 1794)» 
الذي تعتبر أفكاره خميرة للتوجهات البورجوازية المستنيرة» تحول عن اعتقاده بحق التصويت 
المحدود إلى الإيمان بالديمقراطية» مع ضرورة توفر ضمانات قوية لحماية الأفراد والجماعات. 

(8) روسن مل ومرطبع 0 باع 0001© أقاتمية0 عل كمامعتلط عملمتصة - صوول 
ام لالم اناونه 17 عنأو و7 إن معلا بتعصلوط .2 .1 سه ,412 .م ,[17111 .01م ,(1804) 
امأععمة! ‏ لممأععمصط) ‏ 1760-1800 ,هع اعسم اسه ممم /ه ‏ مرره1ئ 171‏ لمع ةاةامعر 

:13-20 .مم بععمء لم6 1776 :1 .أو ,(1959 رووععط لإالوع الملا 
يرى بالمر (7©مناةط)» بصورة غير مقنعةء أن الليبرالية كانت آنذاك ذات طابع 
"ديمقراطى " أكثر وضوحا مما تبدو عليه الآن. 

9 براءاع 50 أونره علطا إن كانم ةاعموعنبه17 ”رععامما8 لصنتسلظ بممدومعطمعة84 .8 .60 

01 ,2 ماع56 روعلزع5 مجه بل عأوبره؟ 16مأع0د ها عل دع«تمسةلط - ملعمهن0 /0 
.19-6 .مم ,(1959) 111آ 


003 

















































































































































































































والاستمرارية» والتقدم العضوي البطيء» الذي أصبح منذئذٍ الإطار 
النظري للنزعة المحافظة. ولقد عدل الليبراليون العمليون في القارة 
الأوروبية عن الديمقراطية السياسية إلى ملكية دستورية تقوم على حق 
الانتخاب للملآك؛ أو باختصاره إلى حكم مطلق يضمن لهم 
مما يم وبعد العامين 1793 و1794. لم يكن ثمة من يشارك جيمس 

مل الرأي في الوثوق بالقدرة الذاتية على الاحتفاظ بمساندة 0 
الفقراء على الدوام» حتى في جمهورية ديمقراطية» غير جماعة من 
الساخطين المتطرفين» أو من البورجوازيين الواثقين في أنفسهم كل الثقة. 


روفي أعقات الفغرة القامليونية» اتيبية مظاع السفهز 
الاجتماعي. والحركات الثورية» والأيديولوجيات الاشتراكية في تفاقم 
هذا المأزق» وزادته ثورة ة عام 0آظظ1 حدةٌ. وبدا أن الليبرالية والديمقراطية 
قد تحولتا إلى خصمين لا إلى حليفين» وأصبح شعار الثورة الفرنسية 
العلاني اللتمل قن الترية والمشاواة والإخاء. 'تعبيرا عم القناقس ل 
التآلف. وتبدى ذلك بطبيعة الحال في أجلى صوره فى موطن الثورة 
نفسهء في فرنسا. إن أليكسيس دو توكفيل (1859-1805)» الذي كرس 
ذكاءه الحاد المشهود لتحليل النزعات الأصلية فى الديمقراطية الأمريكية 
(1835): قم اف" القورة بالفرسمية قما اعد قد رافظ هل نقسة بين الثقاد 
اللييراليين المعتدلين في تلك المرحلةء بل إن أفكاره برهنت عن تجانسها 
مع موقف الليبراليين المعتدلين في العالم الغربي منذ العام 1945. وربما 
يعود ذلك بالطبع إلى مقولته: "منذ القرن الثامن عشرء نبع نهران» 
كأتهما من نبع واحد: يثقل الأول منهما النامن إلى المؤسسات الحرة؛ 
والآخر إلى السلطة المطلقة"”'“. وفي بريطانيا أيضاء نلمس مفارقة جلية 
بين الثقة البالغة التي أولاها جيمس مِلْ للديمقراطية التي تتزعمها 
البورجوازية من جهةء والقلق الذي أعرب عنه ابنه جون ستيوارت مِلْ 


(10) غقط عامم8 بعك[ عالاددم1 116 :71كلسستعدءل/[ أمعذازامط ,صمصلهة1 آ .د 


32 .م ر(1960 تعوعةءط علارملا سول؟) و11 


444 





00700 


(1873-1806) بشأن حماية حقوق الأقليات قبالة الأغلبيات؛ وذلك هو 


الأمر الذي شغل ذلك المفكر السخي المهموم في كتابه حول الحرية «0) 
(مضمءط] (1859). 


11 


فيما كانت الأيديولوجيا الليبرالية تفقد عنفوانها الأصلي الواثق ‏ ! 
حد جعل بعض الليبراليين يشككون بحتمية التقدم أو حتى بضرورته - 
بدأت أيديولوجية جديدة» هي الاشتراكية» بالأسس التي قامت عليها 
وهي : إعادة العقل والعلم والتقدم. وما كان يميّز الاشتراكيين في تلك 
اتروع كعاد ا لقت العام الدي تخودو ادك امقر والذي يظهر 
مرة بعد أخرى في أدبيات التاريخ خ المسجل» هو القبول من دون تحفظ 
بالثورة الصناعية التى مهدت لاحتمال بروز الاشتراكية الحديثة. وكان 
التقوتف كلوذ دو سان سيعون 80182517607 هل الرزفع شن أن أفكاره 
تحتل منزلة أكثر غموضاً» الداعية الطليعي الأول ل " الصناعتية' 
و" الصتاغييخ * اوهو الذى تحت عذين الغلطلحين بالفرقسية): وأطبح 
تلاميذه اشتراكيين» وخبراء فنيين مغامرين» وممولين وصناعيين» أو كليهما 
على التوالي. وهكذا احتلت السان سيمونية مكانة غريبة في تاريخ كل من 
تطون الرأسهالة وتعاداة الر امعتالة عل عدسواء. وكان رودرت ارين 
(1858-1771) في بريطانيا رائداً ناجحاً كل النجاح في صناعة القطن» 
واستمد ثقته بإمكانية قيام مجتمع أفضل لا من إيمانه الراسخ باحتمال تحقق 
الكمال الإنساني فحسبء بل أيضاً من الشواهد القائمة آنذاك على خلق 
مجتمع الوفرة المحتمل جراء الثورة الصناعية. . وكان فريدريك إنغلز من 
المشاركين في تصنيع القطن» » وإن كان ذلك على مضض. وم يكن أحد من 
الاشتراكيين الجدد راغباً في إرجاع ساعة التطور الاجتماعي إلى الوراء؛ مع 
أن كثيراً من أتباعهم كانوا يريدون ذلك. بل إن شارل فورييه 
(1837-1772)» وهو الأقل حماسةً تجاه النزعة الصناعتية بين الأباء المئؤسسين 
للاة شتراكية» كان يرى أن الحل يكمن بعد الثورة الصناعية لا قبلها. 


445 



































































































































إضافةً إلى ذلك» فإن حجج الليبرالية الكلاسيكية كانت 
ستستخدم» وقد استخدمت بالفعل» ضد المجتمع الرأسمالي الذي 
أشيمتة ف يتات لقن كانت التكادة» صل جد عير شان د خوست» 
لكر د الى رزوي "جوري اسان من اسيل أن احص 1 
السعادة العظمى للعدد الأكبر من الناس لم تكن ستتحقق للكادحين 
الفقراء. ولم يكن صعباً وضع خط فاصل بين السعي للسعادة من جهةء 
وافتراضات الفردية الأنانية من جهة أخرى. وذلك ما فعله وليام 
غودوين» وروبرت أوين» وتوماس هودغسكن (صلاوعل1]110 قمصدمط1). 
والمعجبون الآخرون ببنثام. ويرى أوين أن "الهدف الأولي الضروري 
للحياة كلها هو السعادة. غير أنه لا يمكن أن تتحقق السعادة بصورة 
فردية؛ ومن العبث أن نتوقع سعادة معزولة. وإذا لى يكن منها نصيب 
للجميع» فلن تتمتع بها القلة على الإطلاق "2120, 


وبعبارة أدق» كان ممكناً أن يقف الاقتصاد السياسى الكلاسيكى» 
بصيغته الريكاردية» ضد الرأسمالية؛ وذلك ما دفع اقتصاديي الطبقة 
الوسطى بعد العام 1830 إلى أن ينظروا إلى ريكاردو بفزع» بل أن 
يعتبروهء هو والأمريكي كاري (8:©9©) (1879-1793): مصدراً من 
المصادر التي يستلهمها المشاغبون والمخربون في المجتمع. فإذا كان 
يعيش منتجو العمل على حافة هؤة البؤس؟ ويكمن السبب» كما أوضح 
ريكاردو مع أنه لم يكن راغبا في استخلاص النتائج من نظريته» في 


(11) تقرير عن الإجراءات الخاصة بتنفيذ المرسوم الصادر في السنة الثانية في الثامن من 
شهر فنتوز [الشهر السادس في التقويم الجمهوري]. انظر : حاصتة5 دمغ.آ-ءطامغصف-5نناهآ1 
عطنا ععلكة ,1 نمه تأتامللمم عل علتاة '! .كاه 2 ,اك تسوك عل دماة امم كمع 0 بأكباد 
:1آ .أها ,(1908 بعاأعنوفوط .8 :حتتوط) ترقلاءلا ووامقطه نهم ععامم دعل ه .لمغاصز 
4 .« ,زلل ضه «ممتصع)-1793 قعص دعسل كاا عق نه كا مومع 


(212 .4 .ص ,لكآ .ام بكأسه 1[ أممماية سعلة عن إن عامم8 116 ,[معه9 6معطمج]] 


446 








5 000 


أن الرأسماليين استحوذواء على هيئة فائدة» على الفائض الذي أنتجه 
العامل» بالإضافة إلى ما يتلقاه من أجر (وم يكن لتملك مالكي الأرض 
جانياً من هذا الفائض آثار مهمة على هذا الوضع). لقد كان 
الرأسماليون» في واقع الأمنء. ستغلون العمال. وستتو جب الآمن الآن 
التخلص من الرأسماليين والقضاء على الاستغلال. وسرعان ما برزت 
جماعة من "اقتصاديي العمل" الريكارديين في بريطانياء وعكفت على 
تحليل الدروس المستفادة وتبيانها. 


وإذا كانت الرأسمالية قد حققت» بالفعل» ما كان متوقعاً منها في 
أيام الاقتصاد السياسي المتفائلة» فإن أوجه النقد هذه لم تكن لتجد 
صدى لها. وخلافاً للا يُفترض في كثير من الأحيان» فإن "الثورات 
المدويّة" لا تندلع في أوساط الفقراء إلا اماً. إلا أن ظروفاً 28 غاية 
الصعوبة استجدّت جراء تضافر الكساد» وتناقص الأجور النقدية» 
والبطالة الناجمة عن الاستخدام المكثف للتقانة» وتعاظم الشكوك في 
مستقبل التوسع الاقتصادي”3". وقد تبلورت هذه الظواهر كلها خلال 
المرحلة التكوينية للاشتراكية؛ أ في الفترة الواقعة بين نشر روبرت 
أوية كتابه: نظرة جديدة للمجتمع (2"4)1814-1813»: وإعلان البيان 
الشيوعي (1848). ولذلك أصبح بوسع النقاد أن يركزوا اهتمامهم على 
عيوب النشاط الاقتصادي» وعلى "تناقضاته الداخلية"» بدلا من 
الحديث عن افتقاره إلى العدل والإنصاف. وراحت الأبصار التي زادها 
انور عيدة كلمن التقلياكا الدورية الأمزيلة, أو "الآرمياك «التن 


(13) إن كلمة "الاشتراكية" نفسها من الألفاظ التى تُحتت في العشرينات من القرن 
التاسع عشر. 

(14) عن ره عاماعسءط ع[ مم دبرمسدظ ,0 :نراعةعمى ره سا1 ع8 رصع 0 أرعام ]1 
رمءأاعهرط مز مامعستر2 عا كه متتمعتاومق عذ[ا جه ,عاعه 0 اتمتسطط ع1[ زه «تمقله تمل[ 


علتقصمةآ 1ه تومه عط 102 عمعوءط 01 مهاوه[ 5ؤأوة[112 1115 كه عم0 لاط 20مع56 لإوووظ 
.(1813 ,[.طم .مإ تمملصدهمط) 


0417 









































































































































تنطوي عليها الرأسمالية (وذلك ما أوضحته أعمال سيسموندي 
(41ههدؤ51)» وويد (7/206)» وإنغلز). وقد فات أنصار الرأسمالية أن 
يستبينوا ما فيها من تناقضاتء بل إن "قانوناً" يرتبط باسم ج. ب. 
ساي (1832-1767) أنكر احتمال وجودها أصلاً. وقد أدرك هؤلاء أن 
توزيع الدخل القومي الذي يفتقر بصورة متزايدة إلى الإنصاف في تلك 
الفترة (حيث يزداد الأثرياء ثراءً والفقراء فقرأ) لم يكن من قبيل 
المصادفة» بل كان واحدأ من نتائج تشغيل هذا النظام. ومجمل القول 

بم انكطاعوا ان يهو أن الرأسمالية لم تكن تنطوي على الظلم 
فحسبء بل إنها كانت كذلك تعمل بصورة سيئة وتؤدي» من ثم إل 
توليد نتائج عكسية مخالفة لما تكهن به مناصروها. 


كان الاشتراكيون الجدد» حتى ذلك الحين. يقتصرون على تبيان 
وجهة نظرهم بعرض الحجج التي استخدمتها الليبرالية الفرنسية - 
البريطانية الكلاسيكية بما يتجاوز حدود ما يقبل به الليبراليون 
البورجوازيون. كما أن المجتمع الجديد الذي دعوا إلى إقامته لم يكن 
يمختلف عن النموذج التقليدي الذي تصوره الليبراليون الإنسانيون. لقد 
كان المجتمع المثالي الذي طمح إلى إقامته الليبراليون والاشتراكيون على 
السواء عالما يتمتع الجميع فيه بالسعادة» ويحقق فيه الفرد بحرية كامل 
طاقاته المضمرة» وتسوده الحرية» ويغيب عنه الحكم الذي يقوم على 
الإرغام. ولم يكن مختلف أعضاء العائلة الأيديولوجية المتحررة من 
المدرسة الإنسانية وعصر التنويرهء ولا الليبراليون» والاشتراكيون» 
والشيوعيون» يختلفون عن الفوضوية اللطيفة التي كانت بمثابة مجتمع 
طوباوي لهم جميعاًء بل إن ما كانوا يمتازون به هو الوسائل الواجب 
استخدامها لتحقيق ذلك. وعند هذا الحد.» شقت الاشتراكية لنفسها 
طريقاً مختلفاً عن التقاليد الليبرالية الكلاسيكية. 


لقد رفضت الاشتراكية» بادئ ذي بدء» بصورة جذرية» التصور 


الليبرالي للمجتمع بوصفه مجرد تجمع أو ترابط بين ذراته المفردة» تمثل 


1448 








المصالح الذاتية والمنافسة القوة الدافعة فيه. وعلى هذا الآساس.» يعود 
الاشتراكيون إلى المبدأ الأعرق في تقاليد الأيديولوجيات البشرية» وهو 
أن الإسيان 8ن تشاع و عه أن الكات متيدون فعا وسسناد 
بعضهم بعضاًء والمجتمع لبدن التقاضا فدرورزياء موسفاء :من حق 
الإنسان الطبيعى غير المحدود فى أن يفعل ما يشاء»ء بل هو حاضن 
حياته» وسعادته» وفرديته. وقد فوجئوا بفكرة آدم سميث القائلة إن 
تبادل الأشياء فى السوق سيجلب العدالة الاجتماعية» ورأوا أن هذا 
الرآي :اما أن يكرت غير متهوم أن غير أخلاقي: وقد شاركهي هذا الرأاي 
أغلب الناس العاديين» حتى ولو لم يكونوا قادرين على التعبير عنه. كما 
أن عدداً كبيراً من نقاد الرأسمالية وقفوا ضد هذا الانجاه الذي يجرد 
المجتمع البورجوازي من الإنسانية (ويعبر مصطلح " الاستلاب " الذي 
استخدمه الهيغليّون وماركس الشاب. عن المفهوم القديم للمجتمع 
بوصفه "سكن" الإنسان» لا بحرد موضع تتلاقى فيه أنشطة أفراد لا 
رابطة بينهم). وأنحى هؤلاء النقاد باللوم على كامل مسيرة المدنية» 
والنزعة العقلانية» والعلم» والتقانة. أما الاشتراكيون الجدد» فإنهمء 
خلافا للثوريين القدامى مثل الشاعر وليام بليك» وجان جاك روسوء 
حرصوا على تحاشي ذلك. إلا أنهم لم يكتفوا بتبني النموذج التقليدي 
للمجتمع بوصفه سكن الإنسان» بل جمعهم الاعتقاد القديم بأن الناس 
عاشوا في وثئام قبل ظهور مجتمع الطبقات والملكية؛ وذلك هو المفهوم 
الذي غبر غنه روسو بالإعلاء من شأن الإنسان البذائى» والكتاب 
الراديكاليون الأقل تقدماً بترويج أسطورة الناس الذين كانوا يعيشون 
إخواناً وأحراراً إلى أن تعرضوا للغزو من جانب حكام غرباء» مثلما 
حدث للسكسونيين على يد النورمانديين» والغاليين على يد التيوتونيين. 
وفي ذلك يقول فورييه: "على العبقرية أن تعيد اكتشاف السبل المفضية 
إلى هذه السعادة البدائية» وتكيّفها مع أوضاع الصناعة الحديثة"29©. 








)215 7 .حم رعمعو[ط عتتسمددمط 116 :تكتسمتددعكلا أمء 1 1أأمم ,مطل 11" 


449 







































































































































































ولقد امتدت الشيوعية البدائية عبر القرون والمحيطات لتقدم نموذجاً 
لشيوعية المستقبل. 


من جهة أخرى» تبنت الاشتراكية حجة لم تشدد تقاليد الليبرالية 
الكلاسيكية التأكيد عليهاء هذا إذا كانت تأبه لها أساساء ألا وهى البعد 
وأوائل الاشتراكيين الحديثين» طبيعية عقلانية» مغايرة للمجتمع 
اللاعقلاني امصطنع الذي فرضه الجهل والطغيان آنذاك على العام. 
والآنء وبعد أن بين تقدم التنوير للناس ماهية العقلانية» ل يبق إلا 
اكتساح العراقيل التي منعت المنطق السليم من المضي قدماً إلى الأمام. 
والواقع أن الاشتراكيين *الطوباويين" (ومنهم السان سيمونيون» 
وأوين» وفورييه» وغيرهم)» كانوا مقتنعين اقتناعاً راسخاً بأنهم ما إن 
يعلنوا الحقيقة حتى يسارع الناس المتعلمون الحصيفون إلى تبنيهاء وأنهم 
قصروا جهودهم ومساعيهم لتحقيق الاشتراكية أول الأمر على النشاط 
الدعائي الترويجي الموجهء في المقام الأول» إلى الطبقات ذات النفوذ. 
وكان العمال الذين سينتفعون. ولا شكء. أكثر من غيرهم» غارقين في 
الجهل والتخلف مع الأسف. ومن ثم انصبت جهودهم على إقامة 
التعاونية الواقعة في أراضي أمريكا الواسعة الخالية التي لم تكن تعاني من 
تقاليد التخلف التاريخي التي تعوق التقدم البشري. وكانت مستعمرة 
أوين» المسماة 'الانسجام الجديد" في ولاية إنديانا. وانتشرت في 
الولايات المتحدة أربع وثلاثون من "كتائب" فوريبه» سواء منها المولود 
غلياً أم المستوردة وأعداد كبيرة أشرى من المتتعمزات الت أقيميت 
بوحي من المسيحي الشيوعي كابيه وآخرين. أما السان سيمونيون» الذين 
لم يكونوا ميالين إلى إجراء التجارب الجماعية» فقد واصلوا البحث عن 
طاغية مستنير لتنفيذ مقترحاتهم» وظنوا ذات مرة أنهم وجدوه في 
شخصية بعيدة المنال هي محمد علي: والي مصر. 


450 





كان ثمة عنصر تطوري تاريخي في هذه الدعوة الكلاسيكية 
العقلانية لإقامة المجتمع الصالح؛ لزن أ لل للتقدم لا بد من 
أن تنطوي على بعد تطوريء وربما على تطور حتمي خلال مراحل من 
الشجت الشارضى: واظل الأمر كذلك إلى أن مول كار مسار كسن 
(1883-1818) مركز الثقل فى الدعوة الاشتراكية من كونها مسعى عقلانياً 
فوقو ادال عونا بامشايه جعي كارف وبزلك ميلك 
الاشتراكية على أكثر الأسلحة الفكرية سطوة» وما زالت المساجلات 
قائمة حتى الآن دفاعاً عنه. وقد استقصى ماركس ته هذه من خليط 
من تقاليد الأيديولوجيا الفرنسية ‏ البريطانية والألمانية (الاقتصاد السياسي 
الاتخليزئء والاشعراكية الفرئسية» والفلسفة الآذانية): وبالتينية 
لماركس» كان من المحتم على المجتمع البشري أن يقسم الشيوعية البدائية 
إلى طبقات» ثم تطور بصورة حتمية أيضا إلى سلسلة متتابعة من 
المجتمعات الطبقية التي كانت» على الرغم مما انطوى عليه كل منها من 
أوجه الظلمء "تقلمية ' في زمانهاء وشهلة كل ميا " التناقضات 
الداخلية" التي أعاقت» في وقت ماء تحقيق المزيد من التقدم 5-0 
القوى التي ستَجَيّها وتحل مكانهاء وكانك الرأسمالية آخر تلك 
المجتمعات. لكن ماركس» 0 من أن يهباجمهاء افد حل بلاغته 
المدوية في الإشادة بها وإكبار منجزاتها التاريخية. غير أن بوسع الاقتصاد 
السياسى أن يبين أن فى الرأسمالية تناقضات داخلية تجعلها فى مرحلة 
ما لا محالة عقبة تقف في وجه التقدمء وتدخلها في أزمة مستعصية لا 
تستطيع الخروج منها. وعلاوة على ذلك» فإن الرأسمالية (كما يوضح لنا 
الاقتصاد السياسي)» قد أفرزت من سيحفرون قبرهاء وهم البروليتاريا 
الذين لا بد من أن تتزايد أعدادهم ويتعاظم سخطهم, بينما سيجعلها 
تركّز القوة الاقتصادية فى أيدي قلة من الناس أكثر تعرضاً للسقوط. إلا 
أنه يمكن أيضاً إثبات أن النظام الاجتماعي الذي يتفق ومصالح الطبقة 
العاملة هو الاشتراكية أو الشيوعية. ومثلما انتصرت الرأسمالية 
وسادت. لا لأنها أكثر عقلانية من الإقطاع فحسب» بل بسبب القوة 


431 




















































































































الاجتماعية للبورجوازية» فسوف تسود الاشتراكية لا محالة بسبب 
انتصار العمال. ومن الحمق الاعتقاد بأنها كانت ستكون الموج المثالي 
الأيدي لو خمقها الناحن وكانوا عل قددز كان من الذكاء 'أيام لريسن 
السادس عشر. فقد كانت الاشتراكية وليدة الرأسمالية» ولم يكن 
تشكيلها مكنا بطريقة ملائمة قبل أن يصيب التحول المجتمع الذي خلق 
الشروط اللازمة لقيامها. ولكن النصر كان مؤكد] لها قور توفن هذه 
الشروط» 'لأن البشر يرسمون لأنفسهم المهمات التي يستطيعون أداءها 


06 


11 

بالمقارنة مع أيديولوجيات التقدم المتماسكة نسبياًء فإن تلك التي 
تقف موقف المقاومة في وجه التقدم قد لا تستحق أن توصف بأنها نظام 
فكري. فهي لم تكنء» في الواقع. أكثر من مجموعة من التوجهات التي 
تفتقر إلى منهجية فكرية مشتركة» وتعتمد على إدراكها الحاد لمواطن 
الضعف في المجتمع البورجوازي» وعلى اعتقادها الجازم أن آفاق الحياة 
أوسع ما تسمح به الليبرالية. من هناء فإنها لا تستحق إلا قليلا من 

الاهتمام. 


يستند نقد مناهضي الليبرالية» في أساسه. إلى اعتقادهم بأنها 
دمرت النظام الاجتماعي أو مفهوم الجماعة التي كان البشرء حتى ذلك 
الحين؛ يعتبرونها جوهر الحياة» واستبدلتها بفوضى لا تطاق يتناحر فيها 
الناس جميعا فيما بينهم (" كل إنسان ومصلحته؛ وليذهب المتخلفون إلى 
الجحيم ")2 فيما جردت السوق من طابعها الإنساني. وعند هذه النقطة 
تلاقت آراء المحافظين والثوريين المناهضين للتقدم. وحتى الاشتراكيين. 


ع 


وتجلى لقاء المواقف هذا بأوضح صوره لدى الرومنطيقيين7". وأطلّ 


)26 .011071177 [1110أوط 0 عبهن !0 1776 10 عمه/ء "2 تنوكلا نوكا 
217 انظر الفصل الرابع عشر من هذا الكتاب. 


0452 











عليه خليط من النعوت الغريبة مثل "ديمقراطية المحافظين" » 
و"الاشتراكية الإقطاعية". وكان المحافظون ميالين إلى اعتبار كل نظام 
تهدده الثورة المزدوجة.» أو أية حالة معينة من الماضي» مثل إقطاع 
القرون الوسطىء» هو النموذج المثال» أو القريب من المثال للنظام 
الاجتماعي المنشود؛ لأن مطامح الأثرياء الاجتماعية تظل أكثر تواضعا 
من تطلعات الفقراء. كما أكد هؤلاءء بالطبع» على عنصر "النظام" في 
الأنساق السياسية؛ لأنه هو وحده الذي يحمى من يحتلون المراتب العليا 
فق الهرة الاجداعي كنك من يشفلون الراتب الدثياء أما التوريون» 
فكانواء كما رأيناء يتوقون إلى عهود ذهبية بعيدة ماضية كان الناس 
ينعمون فيها بالخيرء لأن المجتمعات الراهنة لا تلبى احتياجات الفقراء. 
كذلك شدد الثوريون عل ما كان يسود المجتمعات الماضية من روح 
التعاون المتبادل والشعور بالتضامن الجماعى أكثر ما ركزوا على عنصر 
" النظام " فيها. ْ 


وعلى الرغم من ذلك, اتفق الطرفان على أن النظام القديم كان» 
في عدة مجالات مهمة» أحسن حالاً من الأوضاع الجديدة. ففي ذلك 
النظام» قسم الله الأرزاق والمراتب» أعاليها وأسافلهاء بين الناس» 
وذلك ما سر المحافظين. غير أنه فرض على علية القوم مهمات يؤدونها 
(وإن كانت خفيفة سيئة الأداء)» والناس بشر غير متساوين» إلا أنهم 
ليسوا سلعة تثمّن بأسعار السوق. وفوق هذا وذلكء فإنهم كانوا 
يعيشون معأء فى شبكة متلاحمة من العلاقات الشخصية والاجتماعية» 
ويسترشدون في ذلك بمنظومة من العادات» والمؤسسات الاجتماعية» 
والالتزامات. ولا ريب في أن غينتز» سكرتير ميترنيخ» والصحافي 
الغوغائي الراديكالي البريطاني كوبيت (1835-1762) كانا يحلمان بنموذج 
مثالي قروسطي مختلف. إلا أنهما هاجماء بالحدة نفسها "الإصلاح ' 
الذي أدى» في نظرهماء إلى استحداث المبادئ البورجوازية في المجتمع. 
بل إن فريدريك إنغلزء وهو أعمق المؤمنين بالتقدم»؛ رسم صورة توحي 
الرضى والطمأنينة لمجتمع القرن الثامن عشر القديم الذي أشاعت الثورة 


053 






































































































































الصناعية الاضطراب فيه. 


وحيث إن المفكرين المعادين للتقدم لم تكن لديهم نظرية متماسكة 
عن التطورء فقد كان صعباً عليهم أن يقرروا أين وقع "الخطأ". وكان 
المنهم الأثير لديهم هو "العقل"» أوء بتعبير أكثر دقة» عقلانية القرن 
الثامن عشرء التي حاولت بأسلوبها الأحمق الفظ أن تعبث بقضايا 
تستعصي على الفهم الإنساني والتنظيم البشري. فلا يمكن تنظيم 
العيعات البشوزية كه لو كانت الاك ملةة وعلم عد كول ادمودك 
بيرك: "علينا أن نضرب عرض الحائطء إلى الأبدء بالإنسيكلوبيديا 
«التى وضعها الفيزيوقراطيون)» وجماعة الاقتصاديين برمتهاء وأن نعود 
إل القواقه والتادعة العديمة الكى كان عن ذلف التره علي 
العظمة للأمراء» والسعادة للأمه"9'). وقد استُجمعت ضد العقلانية 
المنظمة حشود الغرائز» والتقاليد. والإيمان الديني. و"الطبيعة 
النقدريةة : والعفل " التمليم" ل الزيف» مي الدرعة الفكرية 
للمفكرين. غير أن "التاريخ" الظافر كان هو الغالب في هذه المواجهة. 


وعلى الرغم من أنه لم يكن لدى المفكرين المحافظين إحساس 
بالتقدم التاريخي» إلا أنهم كانوا يدركون إدراكاً عميقاً أن ثمة فرقاً بين 
المجتمعات التي تكونت واستقرت بصورة طبيعية تدريجية بفعل التاريخ 
وتلك التي أسست فجأة "بالمكر والحيلة". وإذ لم يكن بوسعهم أن 
يفسروا كيف فُصّلت ثياب التاريخ» بل إنهم أنكروا ذلك أصلاًء فإنهم 
استطاعوا أن يفسرواء بصورة تدعو إلى الإعجاب» كيف أصبحت هذه 
الثياب» بعد ارتدائها فترة طويلة» أكثر مواءمة وأدعى للارتياح. وانصبٌث 
الجانب الجدي من الجهد الفكري للأيديولوجية المناوئة للتقدم على تحليل 
التاريخ وإعادة تأهيل الماضي» وعلى استقصاء الاستمرارية لا الثورة. ولم 
يكن شارحوها ومؤيدوها البارزون المهاجرين الفرنسيين الغريبي الأطوار 


(218 .(791 أعتبل 1) امنممة عل رع ةأوم ع0 ء[1 10 «16غا0[ 


454 





ا مثل دو بونال (18401753) أو جوزيف دو ميستر عل طام05[) 
(عتاكنة21 (1821-1753)» اللذين حاولا إحياء ماض ميت» بحجج 
عقلانية أقرب إلى الحنونء» حتى ولو كانوا يستهدفون التأكيد على فضائل 
اللاعقلانية» ولكنهم كانوا مفكرين من نوع إدموند بيرك في إنجلتراء 
والحقوقيين الألمان من أنصار 'المدرسة التاريخية" الذين شَُرْعَنوا النظامَ 
القديم القائم على أساس الاستمرارية التاريخية. 


17 


بقي علينا أن نستعرض مجموعة من الأيديولوجيات التي اتخذت 
فتوافقا قريا ومطا د بين الموقفين : التقدمي والمناهض للتقدم. أوء بالمنطق 
الاجتماعي» بين و والبروليتاريا الصناعيتين من جهة» 
وجماهير الأرستقراطية والطبقات الميركنتيلية والإقطاع من جهة أخرى. 
وكان أبرز من رفع رايتها "الرجال الصغار" الراديكاليون في أوروبا 
الغربية والولايات المتحدة» والطبقات الوسطى المتواضعة في المناطق 
الوسطى والجنوبية في أوروباء التي كانت تحس بالارتياح» ولكن لا 
بالرضي التام جراء وجودها في إطار مجتمع أرستقراطي أو ملكي. ولم 
يكن كل منهما مستعداً لمواصلة مسيرة التقدم إلى نباياتها المنطقية» سواء 
أكانت ليبرالية أم اشتراكية؛ إذ كان الأول يعتقد أن هذه النهايات ستدفع 
صغار الصناعء وأصحاب المتاجرء والمزارعين ورجال الأعمال مرغمين 
ليتحولوا إما إلى رأسماليين أو عمال. وأما الفئة الثانية» فكانت فى غاية 
الضعف» وبعد تجربة دكتاتورية اليعاقبة» في غاية الفزع والخوف من 
تحدي سلطة أمرائها الذين كانت مستّخدمة لديهم في كثير من الأحيان. 
ومن هقاء “فإن مواقف هاتين المجموعكين كانت» فى الوقت تسن 
85 بين العناصر الليبرالية (والاشتراكية» ضمناً) في حالة الفئة الأولى» 
المعادية لليبرالية» والتقدمية» والمناهضة للتقدم. وعلاوة على ذلك» 
أتاحت لهم هذه التعقيدات والتناقضات الجوهرية الفرصة ليسبروا أغوارا 
في طبيعة المجتمع أعمق مما فعل التقدميون ومعارضو التقدم على حدٍ 


055 

















































































































سواء. وهكذا وجدوا أنفسهم في غمرة الجدلية. 


كان أهم المفكرين (بل العباقرة المتبصرين) بين المجموعة الأولى من 
صغار البورجوازيين قد توفي عام 1789؛ إنه جان جاك روسو. لقد 
وجد نفسه واقفاً فى منتصف المسافة بين الفردية المحضة» والاعتقاد بأن 
الإنسان لا يكون إنساناً إلا في نطاق الجماعة؛ أي بين النموذج المثالي 
لدولة عقلانية» والشك في 'الشعور"» وبين الإقرار بحتمية التقدم» 
واليقين بأنه دمر حالة الانسجام التي عاشها الإنسان البدائي ' الطبيعي". 
وقد عبر عن المأزق الشخصى الذي كان يعانيه» وتعانيه معه الطبقات 
التي لم تقبل اليقين الليبرالي الذي يمثله أصحاب المصانع» ولا اليقين 
الاشتراكي الذي اعتنقه الاشتراكيون. إن مواقف هذا الرجل السيئ 
الطبع» العُصابيء ولكن العظيم مع الأسف. لن تكون موضع اهتمام 
تفصيل من جانبنا؟ لأنه لم تقم مدرسة فكرية روسووية محددة» أو مه 
سياسي» ما عدا روبسبيير واليعاقبة في السنة الثانية للثورة الفرنسية. 
وكال تفرذ السكرنى دري شقانت دسصوضا كن أنافنا وف أويحاظ 
الزوقتطيقين» عن أندخل يكن يذل مقا أو ناما ماه بل يدان عل 
توجه وموقف عاطفي. وكان نفوذه عظيماً كذلك بين عامة الناس 
وصغار البورجوازيين الراديكاليين» ولكنه لم يكن طاغياً إلا في أوساط 
اللهووسين من أمثال مازيني وشاكلته من المتطرفين القوميين. وبصورة 
عامة اندمج أثره في التعديلات الأكثر وقارا على عقلانية القرن الثامن 
قشر مكل :ما :استحدثة كواماين حيفرسون (18261743) وتوعافن بين 
(1809-1737). 


لقد أساءت تيارات أكاديمية في الآونة الأخيرة فهم روسو بصورة 
بالغة. وقد سخر أصحاب هذه المدرسة من المناهج الفكرية التي وضعته 
في صف واحد مع فولتير والموسوعيين بوصفه واحداً من رواد التنوير 
والثورة لأنه كان من نقّادهم. غير أن من تأثروا به آنذاك اعتبروه جزءا 
من حركة التنوير» وأعادوا طباعة أعماله في دور نشر صغيرة في مطلع 


056 








القرن التاسع عشر مثلما فعلوا تلقائياً مع أعمال فولتير ودولباخ وآخرين. 
وقد هاحمه النقاد الليبراليون المحدثون باعتبار أنه من دعاة "الاستبدادية " 
اليساريين. إلا أنه في واقع الأمر م يخلف أية آثار إطلاقاً على التقاليد 
الرئيسية للشيوعية والماركسية الحديئة”*'". وخلال تلك الفترة وبعدهاء 
كان أتباعه هم صغار البورجوازيين يين الراديكاليين من اليعاقبة والجفرسونيين 
ومازيني وأمثاله؛ أي المؤمنين بالديمقراطية» والقومية» وبضرورة قيام 
دولة توزع فيها الملكية بإنصاف» وتشيع فيها بعض أنشطة الرفاه 
الاجتماعي. . وفي الفترة التي تعالحها هذه الدراسة» كان يعتبر هن دعاة 
#الساواة" واطخرية فد الاستيداد والامعحلال (؟ولد الاننتان حراء غير 
أنه» في كل مكانء مكبّل بالأصفاد")» والديمقراطية ضد حكم القلةء 
ومن الداعمين ل "الإنسان الطبيعي" البسيط الذي لم تفسده تعقيدات 
الأثرياء والمتعلمين» ول "الشعور" ضد الحسابات الباردة. 

وكانت المجموعة الثانية» التى يمكن أن نسميها جماعة الفلسفة 
الألمانية» بعيدة كل البعد عن التعقيد. وعلاوة على ذلك» فإن أعضاءها 
لم تكن لديهم القدرة على الانقلاب على مجتمعهم ولا الموارد الاقتصادية 
اللازمة لإحداث ثورة صناعية. فمالواء من ثم. إلى بناء عمارات معقدة 
مفصلة من أنساق التفكير العامة. وكان ثمة قلة من الليبراليين 
الكلاسيكيين في ألمانيا»ء ومن أبرزهم فلهلم هامبولدت 2ه تناعط!91/1) 
(101هطصيط1 (1835-1767), شقيق العالم العظيم. وشاع في أوساط 
مثقفي الطبقة الوسطى والطبقة العليا اعتقاد بحتمية التقدمء وبفوائد 
التقدم العلمي والاقتصادي» مع الإيمان بفضائل إدارة أبوية بيروقراطية 
مستنيرة» وإحساس بالمسؤولية لدى الطبقات العليا. وكان ذلك هو 
الموقف الأنسب والأكثر شيوعاً في طبقة تضم العديد من موظفي 


(19) خلال المراسلات التي جرت بين ماركس وإنغلز (وامعه8) على مدى أربعين 
عام لم يرد ذكر جان جاك روسو غير ثلاث مرات» وبصورة سلبية أكثر الأحيان. غير أنهما 
أعربا عن التقدير لنهجه الجدلي الذي استبق به جدلية هيغل (116861). 


0137 





ا 
الحكومة وأساتذة الجامعات المستخدمين لدى الدولة. ويتضح مثل هذا 
ا الموقف في أن غوته العظيم نفسه كان وزيراً ومستشاراً في دويلة 
1 0100 . وكانت مطالب الطبقة الوسطى - التي كانت تصاغ غالباً 
باعتبارها نتيجة حتمية لنزوع تاريخي ‏ تطرح دولة مستنيرة لتلبيتها. وتمثل إ 
/ هذه المطالب مطامح الليبرالية الألمانية المعتدلة في أحسن حالاتها. وم 
١‏ يخفف من حدة هذا الموقف قيام الدول الألمانية» دائماً وفي أفضل 
0 الحالات» بمبادرات نشطة فعالة في تنظيم التقدم في ميادين الاقتصاد 


والتعليم» كما أن سبئئاسة '"دعه يعمل . دعه يمر' ' لم تكن بصورة خاصة 
مفيدة لرجال الأعمال الألمان. 

































































/ وعلى الرغم من ذلك» وحتى لو تفهمنا الموقف العملي الذي اتخذه 
3 مفكرو الطبقة الوسطى الألمان (مع أخذ الخصائص المميزة لموقعهم 
1 التاريخي بالاعتبار)ء بالمقارنة مع نظراتهم في البلدان الأخرى» فليس 
0 من المؤكد أننا نستطيع هذه الطريقة أن نفسر البرود الواضح الذي يبديه 
/ الجانب الأكبر من الفكر الألماني إزاء الليبرالية ا في أصفى 
/ حالاتها. فقد أعرب أكثر المفكرين الألمان عن امتعاضهم البالغ من 

الاتجاهات الليبرالية المألوفة» كما تتمثل في الفلسفات 0 
التجريبية والمادية» وفي نظريات نيوتن (05غ«6ل8)» والتحليل الديكارتي. 
/ وغير ذلك. واستهوتهم. من ثمّء النزعات الصوفية والرمزية 
ا والتعميمات العريضة عن الكليات العضوية. وربما كانت هذه النزعة 
الفكرية الحرمانية ردة فعل قومية على الثقافة الفرنسية التي كانت هي 
٠:‏ المهيمنة في مطلع القرن الثامن عشر. ومن المحتمل أن يُعزى ذلك أيضاً 
إلى استمرار المناخ الفكري الذي ساد العهد السابق» وكانت ألمانيا كيم 
فيه بالهيمنة الاقتصادية» والثقافية» والسياسية إلى حد ما؛ ذلك أن 
انتهاء الفترة الواقعة بين عهد "الإصلاح ' وأواخر القرن الثامن عشر قد 












































/ )20 اع الأول تاعاماعط نعل جا عطلاءعه© اذل ع«إععه تمدع ,ممقصمعاء8 رعاءط مسمطهل 

















ا .(4-1-1824) وبرعام.[ ومدزعى 


0538 ١ 





حافظ على التقاليد الثقافية الألمانية العتيقة من دون تغيير» مثلما حافظ 
على مظهر البلدات الألمانية على ما كان عليه في القرن السادس عشر. 
وفي جميع الأحوال» كل امتاخ الفكري الألماني الأساسيء سواء في 
بجحالات الفلسفة» أو العلم» أو الفن» مختلفاً اختلافاً بيّناً عن التقاليد 
الرئيسية التي سادت في أوروبا الغربية في القرن الثامن عفد نينا 
كانت الكلاسيكية تقترب من نهايتهاء كان الفكر الألماني يفيد منها بعض 
الإفادة. وفي ذلك تفسير للنفوذ الثقافي المتزايد للفكر الألماني في القرن 
التاسع عشر. 


يتمثل التعبير الأبلغ عن هذا التراث الفكري في الفلسفة 
الكلاسيكية الألمانية» وهي المنظومة الفكرية التي أرسيت دعائمها بين 
اتنانن موجلار دعو الأماتة بن اكيب الألن الكلاسيكي الذي 
كان وتق العلة ما (وعلينا أن لاتنسى أن القناغر غرقة كا غانا 
اسن ليها ' عظيم الشأنء وأن الشاعر شيللر لم يكن أستاذاً 
للتاريخ فحسب”7». بل كان مؤلفاً مرموقاً للبحوث الفلسفية). ويمثل 
إيمانويل كانت (1804-1724)., وغيورغ فلهلم فريدريك هيغل 
(1831-1770) القمتين الشامحتين في الفلسفة الألمانية. وبعد العام 21830 
أصيبت بالتفكك نفسه الذي انتاب الاقتصاد السياسي الكلاسيكي» كما 
رأينا (وهو درة الفكر العقلاني في القرن الثامن 2 ركان "الميكليون 
الشباب"» ثم الماركسية بعد ذلك» هم نتاج هذه الفلسفة. 


وجدير بنا أن نتذكر أن الفلسفة الالمانية الكلاسيكية ظاهرة 


(21) لا يصدق ذلك على النمسا التي مرت بتاريخ مختلف جداً. فمن النصائص المهمة 
للفكر النمساوي أنه لم يكن فيه ما يستحق الذكرء على الرغم من أن الفنون (ولا سيما 
الموسيقى» والعمارة» والمسرح) وبعض العلوم التطبيقية. شهدت أزهى عصورها في 
الإمبراطورية النمساوية. 

(22) تحتوي المسرحيات التاريخية التي وضعها شيللرء ماعدا ثلاثية فالنشتين» على 
الكثير من الأخطاء الشعرية التي لا تخطر في البال. 


039 




































































































































































بورجوازية في أعماقها. وقد هلل رموزها البارزون (مثل كالت» 
وهيغل» وفيخته» وشيللنغ) للثورة الفرنسية» بل إنهم ظلوا على ولائهم 
لها وقتأ غير قليل» وظل هيغل يمجد نابليون ويعلي من شأنه حتى 
معركة يينا (1806). وكانت فلسفة عصر التنوير هي الإطار لفكر كانت 
الذي كان يحمل كل خصائص الفكر في القرن الثامن عشرء كما أنها 
كانت منطلقاً لفلسفة هيغل. وقد تشربت آراء الفيلسوفين كليهماء 
بصورة عميقة» بأفكار التقدم» وكان أعظم إنجازات كانت الأولى هو 
الفرضية التي طرحها عن أصل النظام الشمسي وتطورهء بينما كان 
المحور الرئيسي لفلسفة هيغل» برمتهاء هو التطور (أوء بالمعنى 
الاجتماعي. التاريخانية) والتقدم التاريخي. وعلى الرغم من أن هيغل 
كان منذ البداية» يكره الجناح اليساري المتطرف في الثورة الفرنسية» 
وقد حول بعد ذلك إلى محافظ متطرف تماماء فإنه لم يشك لحظة واحدة 
في الضرورة التاريخية لهذه الثورة بوصفها الأساس الذي قام عليه 
المجتمع البورجوازي. وعلاوة على ذلك. وخلافاً لأكثر الفلاسفة 
الأكاديميين اللاحقين» فإن كانّت» وفيخته» وخصوصاً هيغلء» قطعوا 
شوطاً في دراسة الاقتصاد (إذ درس فيخته على يد الفيزيوقراطيين» 
وكات وحيها ,عل اللويطات 0 وقية ملو إل الحماء اكات 
وهيغل الشاب كانا سيقتنعان بآراء آدم سميث7©. 


هذا المنحى البورجوازي في الفلسفة الألمانية يتجلى بوضوح. في 
إحدى صورهء في كانت الذي ظل طوال حياته إلى جانب اليسار 
الليبرالي. وتضمنت آخر مؤلفاته (1795) نداءً نبيلاً لإقامة اسلام عالمي 
شامل في إطار اتحاد للجمهوريات يشجب الحرب في جميع, أرجاء 0 
غير أن كاثت. في جانب آخر منه» يبدو أكثر غموضاً وإبهاماً من 
هيغل ؛ ذلك أن كانثت. الذي اعتكف كأستاذ جامعي متقشف في رلك 


(23) عاناعاء لوز[ 1 (اععالاةإءاعء8 ءال معلا .أمعء لآ ععامز 26 روعقعاسا ووعرقون 


.أعمع 8 05] 5 ,1] .ووع- اعوط بتصهكع] 0] 409 .ح رعتممومعز 0 وده 


400 








لا 0 النائية» ا 
ين مر لطع " الإدارة كك ا م رو ا 
0 . بيد أنه رسي سر كوو ا 
لفهوم ' العمل " 00 0 التوهرى للعياة 00 كم يقول 
في محاضراته بين العامين 1805 و21806» '" يصنع الإنسان الأدوات لأنه 
كائن عاقل» وفي ذلك أول تعبير عن "الإدارة' 0 . ميقل 
يتلمس هناء بصوره ة تدر نجيةء الأدوات نفسها التي ركز عليها 
الاقتصاديون الليبراليون الكلاسيكيون» ويشير) بصورة عريضة» إلى 


على الرغم من ذلك» كانت الفلسفة الألمانية منذ بداياتها تختلف 

عن الليبرالية الكلاسيكية في عدة نواح رئيسية. ع د الاختللاف 
لدى كانت أكثر مما هو لدى هيغل. لقَدٌ كانت» في المقام الأول» فلسفة 
مثالية بصورة مقصودة» ترفض النزعات المادية والتجريبية التقليدية. ومن 
ناحية أخرى» وعلى الرغم من أن الوحدة الأساسية في فلسفة كات هي 
الفرد - حتى في حالة الضمير الفردي فإن نقطة الانطلاق لدى هيغل 
هي الجماعة (أي المجتمع) التي كان يعتقد أنها قد بدأت تتشظّى تحت 
وطأة التطور التاريخي. بل إن الحدلية/ الديالكتيكية لدى هيغل» أي 
نظرية التقدم (أياً كان مجاله)» عبر صيرورة لا نباية لها لحل المتناقضات» 





(24) وهكذا يبين لوكاش (5عةاناءآ) أن مفارقة سميث (58501]8) الواضحةء حول "اليد 
الخفية " ' التي تنتج محصلة نافعة للمجتمع من النزعة الأنانية الفردية» قد تحولت لدى كانت 
0هة1) إلى مجرد تجريد لفكرة "النزعة الاجتماعية المجردة من الروح الاجتماعية". انظر: 
المصدر نفسهء ص 409. 


(25) انظر أيضاً: المصدر نفسهء ص 412-411. 


461 



































































































































قد استمذت بواعثها الأولى من هذا الإدراك العميق للتناقض بين الفرد 
والجماعة. يضاف إلى ذلك» أن مواقف المفكرين الألمان من الهامش 
المحيط بمسيرة التقدم الليبرالي - البورجواري» وربما لعجزهم التام عن 
المشاركة فيهاء قد جعلتهم أكثر إدراكاً لحدودها وتناقضاتها. وقد كان 
ذلك كمما من دون ساك ولكن السؤال هو: ألم تؤد هذه المسيرة إلى 
خسائر فادحةء مثلما أدت إلى مكاسب عظيمة؟ ألا ينبغي بعد ذلك أن 
يليها ما بها ويلغيها؟ 


إننا نرى أن الفلسفة الكلاسيكية» ولا سيما الهيغلية, 6 تسين): عن 
تتحق شين الاستهراتة جنباً إلى جنب مع وجهة نظر روسو الحافلة 
بالمازق تجاه العالىء مع أن الفلاسفة» خلافاً للا فعله هوى بذلوا قصارى 
احيدهم الدرصوا ميات ني أنساق مفردة شاملة متماسكة فكرياً 
(وبالمناسبة» كان لروسو تأثير عاطفي بالغ على إيمانويل كانت الذي قيل 
عنه إنه لم ينقطع عن التريض بالمشي بعد ظهر كل يوم إلا مرتين: الأولى 
عند سماعه بسقوط الباستيل» والثانية لعدة أيامء بعد قراءته كتاب إميل 
(عانسرط)). أما من حيث الممارسة الفعلية» فقد واجه الثوريون 
الفلسفيون المحبطون مشكلة 'المصالحة " مع الواقع» التي اتخذت لدى 
جنال سك ل د ال ل السمات المثالية عليهاء 
وذلك بعد أن ظلء» بعد سنوات من التمردء يقلب الفكر فى أ 
بروسيا حتى ما بعد سقوط نابليون» ومثل غوته» لم يأبه بحروب 
التحرير. ومن الوجهة النظرية. كان الطابع الانتقالي العابر للمجتمع 
المحكوم عليه؛ تاريخياء مرسوماً قائماً في فكر الفيلسوفين» فلم تكن 
ثمة حقيقة مطلقة. وكان تطور السيرورة التاريخية نفسه يشق مجراه عبر 
جدلية التناقضات. غير أن هذا التوجس كان مدعاة للتوجس وفق المنطق 
الجدلي نفسه. وذلك ما استنتجه "الهيغليون الشباب" على الأقل فى 
العلاتينات من لمر العام غشير» بعد أذ النزموا تقاليد الفليقة 
الكلاسيكية الألمانية وتجاوزوا الحدود التي توقف عندها معلمهم العظيم 


462 





هيغل الذي كان حريصاً كل الحرص على اختتام التاريخ البشري ب 
" الفكرة المطلقة". وكان هؤلاء يوشكون بعد عام 1830 على العودة إلى 
سلوك طريق الثورة الذي كان العظام من الجيل السابق قد تخلوا عنه 
(كما فعل غوته)» أو لم يسلكوه ه على الإطلاق. غير أن قضية الثورة بين 
العامين 1830 و1848 لم تعد سيطرة الطبقة الوسطى على السلطة والحكم. 
كما أن المثقفين الثوريين الذين ظهروا في غمرة التفكك الذي أصاب 
الفلسفة الكلاسيكية الألمانية لم يكونوا جيرونديين أو ثوريين فلسفيين» 
بل كانوا كارل ماركس وأمثاله. 


لقد ختيدت هذه الفدرة فخ الكووة الادوجة» فى آن مغاء التضار 
التشكيل الأكثر شمولاً وتفصيلاً لأيديولوجيتي الطبقة الوسطى الليبرالية 
والبورجوازية الصغيرة الراديكالية» وانبيارهماء في الوقت نفسهء تحت 
أن الذول. والتيعات ال كاف هده الترسياى تفنها نيعي إن 
إقامتهاء: أو تأمل فى قنامها عل الأقل: وكانت ستة :61830 التي شهدت 
انبعاث الحركة الثورية الأوروبية الأساسية بعد مرحلة التمول التي 
عقيف يحرف زفرلوه عن ايف جداية الأزئة الى ويا مان 
الغيازان ثم تجاوزاهاء ولكن المدى الذي تحركا فيه آنذاك كان في غاية 
الضيق؟ إذ لم يبرز بعده اقتصادي ليبرالي كلاسيكي بحجم سميث أو 
مكانة ويكاردو اوم يكن جيمس ستيوارت مِلْ من هذا الحيل الحديد 
اللاحق؛ لأنه أصبح منذ أربعينات القرن هو الممثل للفلاسفة 
والاقتصاديين الليبراليين البريطانيين) ؛ ولم يبرز فيلسوف ألماني كلاسيكي 
يضاهي كانت وهيغل مكانة وهيبةً. وكان الحيرونديون واليعاقبة مجرد 
أقزام في فرنسا في العامين 1830 و1848 إذا ما قورنوا بأسلافهم في 
الفترة بين العامين 9 و1794. ولا يمكن» بالمنطق نفسهء أن نقارن 
مازيني وأضرابّه في أواسط القرن التاسع عشر بجان جاك روسو في 
القرن الثامن عشر. بيد أن الإرث العظيمء وهو العباز الأساصي 
للنهوض الفكري منذ عصر النهضة,» لم يمت» بل إنه انثنى وتحول إلى 


0103 


نكنم ني الذقان الحاكيل روكذ جاركير» نشاف وقايه النكررة: 
وريث الاقتصاديين والفلاسفة الكلاسيكيين. غير أن المجتمع الذي كان 
يأمل في أن يكون مبشراً بقيامه مسهماً في صنعه. كان يختلف اختلافاً 
بين عن المجتمع الذي عاش فيه أسلافه. 


464 








الفصل الرابع عشر 
الاداب والفنون 


ثمة شغف وولوع وتذوق على الدوام لما هو شائع حولنا: شغف 
بعربة البريد ‏ تذوق لتمثيل دور هاملت  )11210160(‏ تذوق 
للمحاضرات الفلسفية ‏ تذوق للمدهش - تذوق للبسيط ‏ تذوق 
للإشراق ‏ تذوق للعتمة ‏ تذوق للطلاوة ‏ تذوق للتجهم - تذوق 
للصوص - تذوق للأشباح - تذوق للشيطان ‏ شغف بالراقصات 
الفرنسيات والمغنين الإيطاليين» والبهلوانات والماسي الألمانية - 
شغف:بالاستمتاع بالريف :في تشرين الثاني / نوفمبر وقضاء الشتاء 
حتى الصيف القائظ في لندن ‏ تذوق لصنع الأحذية ‏ تذوق 
للتجوال بين مشاهد الطبيعة الرائعة - تذوق وشغف بالذوق نفسه - 
أو بكتابة مقالة عن الذوق والتذوق". 
السيدة بينموني المحترمة» في رواية توماس لوف بيكوك .1 .1) 
١‏ .(1816) استمع«ةاء74 ركاءمعوعط 
'إذا أخذنا بالاعتبار ثروة البلاد» أدركنا ضآلة عدد العمارات 
العريقة فيها... وشح استغلال رأس لمال في المتاحف» 
واللوحات, والجواهرء والروائع» والرسوم., والمسارح. أو 
المجالات الأخرى غير الإنتاجية! إن هذه هي الأسس التي تقوم 


0065 






















































































عليها عظمة البلدان. إلا أن زوارنا الأجانب» بل بعض كتابنا 

المواظبين» يستشهدون بهذه النواحي دليلاً على انحطاطنا". 
س. لينغ (818.] .5): ملاحظات مسافر حول الأوضاع 
الاجتماعية والسياسية في فرنساء وبروسياء وسويسراء وإيطالياء 
ومناطق أخرى فى أوروباء 21842 . 


1 


عندما يحاول المرء ء أن يستعرض تطور الآداب في فترة الثورة 
المزدوجة هذهء فإن أولرننا كيرتفية عسي هو ماااطرا عليه من ازدهاذ 
خارق للعادة. ولا ريب في أن نصف القرن الذي عاش فيه بيتهوفن 
وشوبارت (]1عطناطان5)» وه الشيخ الناضج» وديكنز الشابء 
ودستويفسكي (لاكأة2)120510169 وفيردي رنلمة/ا)» وفاغنر (7عمعة/2)178 
وموتزارت في أواخر سنواته» وغويا (ه6)» كله أو أكثره» وبوشكين 
(متكطلطكد©). وبلزاك» ناهيك عن كوكية من الأعلام الذين تعلو قاماتهم 
العملاقة بصرف النظر عمن يكون برفقتهم» ا ا 
لا تضاهيه حقبة زمنية بالطول نفسه في أية مرحلة أخرى من تاريخ 
العالم. . ويعود قدر كبير من هذا السجل الحافل إلى انتعاش الآداب 
وتوسعها على نحو أصبحت معه تستهوي جمهوراً متعلماً في جميع 
البلدان الأوروبية التي ازدهرت ا 


وندلا مق ان عمقو لوقاف ريا عن !1 سحا قل بحسن 
تنا أن نوض ضح اتساع نطاق هذا الانبعاث الثقافي نسيل أغواره العميقة 





(1) زه عنماى لمع لوط مدن أ4أع50 عا يبه ,معأاءنه م1 م إه عماهلة ,عتما أعناسدةه 

110 اانا ,عررم اا [و عامط "ع0 سه ,لها ,لنمانهماتسى بمتكمبمط بمعجوجر 

.28 ,(1854 ,وتفطتعدم.آ لضه 00 ,8101800 قمع مما زمملممة) بويومم6 

(2) لن نستعرض في هذا الفصل فئون الحضارات غير الأوروبية إلا بقدر ما أحدثته 
الثورة المزدوجة فيها من تأثيرات؛ وذلك مالم يحدث على الإطلاق خلال تلك الفترة. 


466 











بأن نأخذ قطاعاً عَرَضيَاً من الإبداعات في تلك الأيام. ففي الفترة 
الواقعة بين العامين 1798 و1801» كان بوسع المواطن الذي يروم عنصر 
الجدة 2 الآداب عمواما أن يقرأ بالإنجليزية الأهازيج الغنائية أمء#«ربزرة) 
(5لهه11ه8 التي وضعها الشاعران ووردزورث وكوليريدج» واعيالة 
عديدة أخرى» بالألمانية» لغوتهء وشيللرء وجان بول (انتوط صوءل) 
ونوفاليس (8/078115)» بينما يستمع في الوقت نفسه إلى معزوفتي 
"الْلق" و"فصول" لهايدن» والسيمفونية الأولى» والرباعيات الوترية 
الأول لبيتيوفن. وفي تلك الأيامء أنجز الرسام ج . ل. دافيد ..0.1) 
(128:10 " صورة مدام ريكامييه"» والرسام غويا "صورة عائلة الملك 
تشارلز الرابع". وبين العامين 1824 و1826» كان بوسع القارئ أو 
القارعة أذ بطالعنا عدودروانات عدي بالإتجا يمن تالت والغر 
سكوت (5601 98721161). وقصائد ليوباردي ورواية أليساندرو مانزوني 
(تدمعصه8) الخطيبة (أوممك5 1:م:7م,2) بالإيطالية» وقصائد فكتور هوغو 
(1180 «ماء9/1) وألفريد دو فيني بالفرنسية. وبوسع المرء»ء إذا كان في 
المكان المناسب» أن يقرأ ا الأولى من يوجين أوينغن ©2:#1) 
(1ع076 بالروسية لبوشكين» والحكايات النورسكية التي كانت قد 
صدرت قبل ذلك م وكانت قد ظهرت فى تلك السنوات 
السيمفونية الكورالية (زمطمهر9 00021) لبيتهوفن» وأوبرا 'الموت 
والصميّة " (صعلندلة عط مه طنةء12) لشوبارت» وباكورة أعمال 
نوناك وأوبرا "أوبيرون" (ده:»ء6©) لفيبر (:ه766) » ولوحات 
الرسامينّ دولاكروا («زه1(6126:0) ' مذبحة في شيوس ' 81355316 16) 
(و0ن© قهء» وكونستابل (عاطفاقده0)) “عاو الفش" 11390 156) 
(دنهة17. وبعد عشر سنوات  1834(‏ 1836)» ظهرت في الساحة الأدبية 
مسرحية غوغول (00801) '"المفتش العام , لمعم ممع وقه1) » 
ومسرحية بوشكين "الملكة البستوني". كما صدرت» في فرنساء رواية 
لءةاله الأب غوريو (007100 ع«ةط)ء وأعمال 50 (اع055 )ل 
وهوغوء وثيوفيل غوتييه 6ه عانطممع1). وفيني» ولامارتين 


067 

























































































©12أتقتصقآ). وألكس تدر دوماس (285نا1 علممعرواة) الأب. 
وصدرت فى ألمانيا أعمال لبوخنر (#عصطءة8)ء وغرانٌ (عططةن )ل 
رهاس 6 فى القنمنا مولفات للشاعرة قراف خريلبارون رومظهم 02 
وشاع دووف زفي التاانها لل متكا باك عاتن لل سارك 011 
(مء5تعلصة. وكتاب ميكييفيتش 2 706 في بولنداء والطبقات 
الأولى من الملحمة البطولية كاليفالا في فئلنداء وأعمال بر 
(81701972108) ووردزورث الشعرية في بريطانيا. ٠‏ وفي بجال 0 
ظهرت أوبرات بلليني (تمتلاع8) ودونيزيتي (نااء2نده2) في إيطالياء 
وألحان شويان (صاممط©) في بولنداء وغلينكا (ماصنات) في روسياء 
ورسم كونستابل (©ا6ه]قه00) لوحاته في بريطانياء وكاسبار ديفيد 
فريدريتش (00ل1 12210 مدم005©) في ألمانيا. وقبل هذه الفترة أو 
بعدها ببضع سنواتء كان ديكنز ينشر روايته أوراق بيكويك 
(ك"تعدرمم نم ءنط)ء وكار لايل الثورة الفرنسية (7م1اامنه؟! بإعدء 1 
وغوته فاوست (5كه» )1‏ الجزء الثاني. كما نشرت أشعار مهمة أخرى 
في الأدبين الفلمنكي والهنغاري. وكذلك مطبوعات لكبار الكتاب في 
الآداب البولندية والروسية. وظهرت في اموسيقى كذلك '"رقصات 
جماعة داود" لشومان (5012111211)» و " قداس الموتى" لبرليوز 
(7م1امع8) . 


تظهر لنا هذه العينات العَرّضية أمرين: الأول هو مدى التنوع 
الوا سع المذهل في المنجزات الفنية بين الشعوب» وذلك شيء جديد. 
ففي م الأول من القرن الثامن عشر» برز الأدب والموسيقى 
الروسيان باعتبارهما قوة عالمية» مثلما فعل» بطريقة أكثر تواضعاً بكثير» 
أدب الولايات المتحدة على أيدي فينيمور كوبر (1851-1787)» وإدغار 
ألان بو (ع20 تتدالث ندع 180) (2)1849-1809, وهيرمان ملفيل 22«مع11]) 
(©11تاء234 (1891-1819). كذلك كان شأن الأدب والموسيقى في بولنداء 
وهنغارياء وعلى الأقل في مجالات طبع الأغاني الشعبية والخرافات» 
والملاحم في الشمالء والبلقان. وعلاوة على ذلك» كانت المنجزات 


4058 








فورية لا تضاهى فى تلك الثقافات الحديثة التي يلم أغلب أهلها بالقراءة 
والكتابة. وعلى سبيل المثال» يظل بوشكين (1837-1799) شاعر روسيا 


الأكبرء وميكييفيتش (18551798) أعظم شعراء بولنداء وبتويفي 
(اءم]ء5) (1849-1823) شاعر هنغاريا الوطنى. 


وتتمثل الحقيقة الأخرى في التوسع الاستثنائي لبعض الفنون 
والأنواع الأدبية. ويتضح ذلك» بأجل صوره» في الأدب» ولا سيما 
أدب الرواية. ورنما :يكن في التاريخ نضفه فرن تنهد ما شهدته تلك 
الفترة من حيث أعداد الرواتيين العظام الذين عاشوا فيها: ستاندال 
وسلدزاك في فرنساء وجين ين أوسكن وديكنز وثاكري ((لإ622كاعمط1) 
والأخوات برونتي 1850/9 لىإ لخر وغوغول ودستويفسكي 
الشاب وتورغنيف (110:86060) في روسيا (وقد ظهرت بواكير كتابات 
تولوستوي (1015]01) في التميسنانك من القرن التاسع عشر). وربما 
نقف أكثر انبهاراً إزاء الحركة الموسيقية. والإرث الموسيقي الكلاسيكي 
الذي يعيش معنا حتى الآن ينبع أساساً من إبداع الموسيقيين في تلك 
الفترة» ومنهم موتزارت وهايدن» مع أنهما ينتميان إلى مرحلة أبكر» 
وبيتهوفن وشوبارت» ومندلسون» وشومان» وشوبان» وليشْت. وكانت 
الفترة "الكلاسيكية" للموسيقى الآلاتية من الإنجازات الألمانية 
والنمساوية في المقام الأول. غير أن الرعا آخرء هو الأوبراء ازدهر 
وونهمنا كان أكثر. تكاخ] من الأنواع الأخرى» وقد نبغ فيه روسيني 
(تصودهخ1)» ودونيزيتي» وبلليني» وفيردي الشاب في إيطالياء وفيبر» 
وفاغنر الشاب (إضافة إلى اثنتين من أوبرات موتزارت الأخيرة) في 
ألمانياء وغلينكا في روسياء وعدة موا ين آخرين أقل أهمية في فرنسا. 
غير أن الفنون البصرية لم تشهد تقدماً تماثلاء باستثناء الرسم بصورة 
جزئية. إذ إن إسبانيا أنجبت في فرانشسكو غويا إِيْ لوسيينتي 'ا2لا0©) 
(10162169.آ وهو واحد من اك الفنانين فيها وربما من ألمع الرسامين 
في كل زمان. وقد يقال إن فن الرسم البريطاني (مع ج. م. . و. تيرئر) 
(عمعس1 .24.7787 .3) (1851-1775)» وجون كونستابل (1837-1776)) قد 


469 















































بلغ ذروة إنجازاته وأصالته أكثر ما فعل في القرن الثامن عشرء وأنه 
عرف بالتأكيد على الصعيد العالمي قبل ذلك الوقت وبعده. كما يمكن أن 
يقال إن فن الرسم الفرنسي (مع ج . ل. دافيد (1825-1748) وج. ل. 
غيريكو (النادعة663) (1824-1791) وج. د. إنغر (وعبعم]1 .2 .[) 
(1867-1780) وفا. - |. دولاكروا «اممعداء2 .8 .2) (1863-1790) 
وأو نوريه دومييه (1(2110161 1100016]) (1879-1808) وغوستاف كوربيه 
الشاب (اء1ه0© عكماون6) (1877-1819)) حافظ على تألقه المعهود عبر 
الفارييح في تلك الفترة . ومن جهة أخرى» وصل الرسم الإيطالي 0 
نهاية أمحاده التي شهدها على مدى عدة قرون. وكان مستوى الرسم 
الألماني أقل بكثير إذا ما قورن بالنبوغ في مجالي الموسيقى والأدب في 
ألمانياء حتى ذ في القرن السادس عشر. أما النحت» » فلم يبلغ المستوى 
ا مرموق الذي وصل إليه في القرن الثامن عشر. وكذلك كان الفن 
المعماري على الروكم من بعض الإنجازات الملموسة في اننا ووو تكنا: 
ولا ريب في أن أعظم الإنجازات المعمارية في تلك الفترة كان من صنع 
المهندسين. 


ما زالت الأسباب مبهمة في ازدهار الفنون وذبولها في أية مرحلة 
زمنية. . غير أننا قد نجد جواباً شافياً عن الفترة ة الممتدة بين العامين 1789 
و1848 في الآثار التي خلفتها الثورة المزدوجة بالدرجة الأول. وإذا جاز 
لنا استتخدام عبارة واحدة مضللة لاختصا ر العلاقة بين الفنان من جهة. 
والمجتمع من جهة أخرىء» قلنا إن الثورة الفرنسية هي التي ألهمته 
النموذج الذي طرحته. والثورة الصناعية بما انطوت عليه من جوانب 
مرعبة» والمجتمع البورجوازي الذي نجم عن هاتين الثورتين؛ آنه 
أدخل تعديلاً جذرياً عل وجود الفنان وأنماط الوبداع لديه. 


لا شك في أن فناني تلك الفترة استوحوا الكثير من الشؤون العامة 
مباشرة أو شاركوا فيها. املد ومع وراد أوهرا دعائية هي ' الناي 


010 








الواضحة» وأهدى بيتهوفن سمفونية إيرويكا (البطولية» إلى نابليون 
بوصفه وريث الثورة الفرنسية» كما كان غوته» على الأقل» رجل دولة 
وموظفاً حكومياً نشطأً. وكتب ديكنز روايات باجم فيها المساوئ 
الاجتماعية» وحكم على دستويفسكي بالإعدام عام 1849 لنشاطه 
الثوري» وتعرض فاغنر وغويا للنفي السياسي» وعوقب بوشكين 
لانخراطه في حركة الديسمبريين. كما أن رواية بلزاك الكوميديا 
الإنسانية («ركء:007 8:10) برمتها تمثل واحداً من المعالم البارزة لنمو 
الواعى"الاجسماغن. .كان قنائر تلك القترة عل قد كبين:من "الالتزام": 
أما أولئك الذين شغلوا أنفسهم بتزيين القصور والمخادع الفخمة 
وزخرفتهاء أو تزويد اللوردات الإنجليز الزائرين بالتحف القديمة» فقد 
اندثرت منتجاتهم الفنية. فمن منا يتذكرء على سبيل المثال لا الحصرء أن 
فراغونار (8:0ممع1+28) عاش بعد الثورة الفرنسية سبع عشرة سنة؟ بل 
إن الفنون الأقل تسيّساً. مثل الموسيقى» كانت لها ارتباطات سياسية. 
وربما كانت تلك الفترة هن الوجيذة في التاديخ الت ارمع 3ب 
الأويزات» أو افيت انذاكء أكه بالبياناك السناسة+ كانت من 
اا 


كانت اماه بن لمق العامة وله وه بصورة عادر 
والوحدة» 5 عن لز أن اتبعات الثقافات الوطنية المكتوبة 8 


(3) بالإضافة إلى "الناي السحري" 016[ أأعة/8) يمكننا أن نذكر أعمال الأويرا 
المبكرة لفيردي (41:ه/؟) التى قوبلت بالتقدير بوصفها تعبيراً عن القومية الإيطالية» وأوبرا أوبرز 
(:عاتدث) ' خرساء من بورتيتشى " (81:ه5 ع0 3/413616)» التى أسهمت فى إشعال الثورة 
البلجيكية عام 0 وأوبرا غلينكا (8لهناق) "حياة لقيصر" (ةآ عط +0 غانآ ه)ء 
وأوبرات " وطنية " مختلفة مثل " هونديادي لازلو "(ذاهقفآ :0نؤزهن11) الهنغارية (1844). وما 
زالت هذه الأعمال تحافظ على أهميتها ومكانتها الثقافية المحلية للبلدان المعنية لارتباطها ببواكير 
اليقظة القومية فيها 


4( انظر الفصل السابع من هذا الكتاب. 


011 


ولادتها في ألمانياء وروسياء وبولنداء وهنغارياء والبلدان الاسكندينافية 
برها ته ادم بل كان أول تعبير عن تأكيد التفوق الثقافي للغة 
المحكية المحلية أو التي يتحدث ها أهل البلاد الأصليونء في مواجهة 
الثقافة الأرستقراطية الوافدة ة عليهم بلغة أجنبية. . ومن الطبيعي أن تجد 
هذه النزعة القومية التعبير الثقافي الأفضل عنها في الأدب وفي 
الاي ا ا «وناك بوسع فين الكومن 
في مجالي اللغة والأغاني الشعبية 0 ومن المفهوم بالمقدار نفسهء أن 
الفنون التي تعتمد على تكليفات من الطبقات الحاكمة» والبلاط» 
00 00 ا وال ات 0 0 
0 ان مدم أن هذه ه الثقافات الوطنية 
الجديدة كانت مقصورة على قلة من المتعلمين وعلى الطبقتين الوسطى 
والعليا. وما عدا الأوبرا الإيطالية» وأشكال الفن التصويري التى يمكن 
استنساخهاء وقلة قليلة من القصائد والأغاني. فإن المنجزات الفنية 
الكبرى لم تكن في متناول الأميين أ و الفقراء في تلك الفترة» ولم يكن 
أغلت:ميكان أوووناء بالتأكيد. يعرفون عنها شيئاً إلى أن حولتها 
الحركات الجماهيرية والوطنية والسياسية إلى رموز جماعية. وكان الأدب» 
بطبيعة الخال هو الأكثر شيوعاًء ولا سيما في أوساط الطبقة الوسطى 





(5) أدى غياب نسبة كافية من الناس المتعلمين والواعين سياسياً في أكثر أرجاء أوروبا 
إلى الحد من استغلال الفنون المخترعة حديثاً والقليلة الكلفة إعادة إنتاجها مثل الليثوغراف 
(الطبع بطريقة الطباعة الحجرية). إلا أن الإنجازات المشهودة للفنانين الثوريين العظام عبر هذه 
الوسائط وغيرها مثل: "كوارث الحرب" و"كابريكوس" للفنان غويا (2)60:4 
والإيضاحات الرؤيوية للشاعر وليام بليك (ع18121 سنهزاا1/1ا)2 والليثوغرامات والرسوم 
الكاريكاتيرية الصحافية للفئان دومييه؛ توضح لنا جميعها جاذبية هذه الأساليب الدعائية 


القوية» وقدرتها على أستهواء الناس. 


012 








الصاعدة التى وفرت سوقاً رائجة - خصوصاً بين النساء المتعطالات عن 
العمل للروايات والحكايات الشعرية الطويلة. وقد تمتع المؤلفون 
الناجحون بقدر غير مسبوق من الرفاه؟؛ فقد قبض بايرون ألفين وستمئة 
جنيه إسترليني ثمناً للأناشيد الثلاثة الأول من "تشيلد هارولد'. 
وأصيح مرتادو المسرحء وهوء من الناحية الاجتماعية» محدود النطاق» 
يُعَدّونَ بالآلاف. وكان حظ الموسيقى الآلاتية أقل قليلاً من ذلك خارج 
البلدان البورجوازية» مثل إنجلترا وفرنساء والمناطق العطشى إلى الثقافة 
مثل الأمريكتين» حيث كانت قد أنشأت ورسخت تقاليد إقامة الحفلات 
الموسيقية الكبيرة العامة (من هناء كان الموسيقيون والعازفون الأوروبيون 
يتطلعون إلى الأسواق الإنجليزية المغرية» على الرغم من أنها لم تكن تميز 
الحيد من الرديء). وفي مناطق أخرى» كانت أفضل المجاللات هى 
الخدمة في البلاد» أو الارتباط مع فرقة موسيقية ينفق عليها أحد النبلاء 
المحليين الصغار للقيام بعروض خاصة أو حفلات للهواة. أما الرسمء 
فكان يقتصرء بطبيعة الحال» على ابتياع المشترين الأفراد للوحات التي 
كانت غالبا ما تختفي عن الأنظار بعد عرضها في معرض عام وتنتهي 
لدى المشترين أو الوسطاءء مع أن هذه 0 كانت واسعة الانتشار. 
وق فحت اللقانسية والمعارمن' القسة ال انشنيها أو فحت أيوابها 
للجمهور في ذلك الوقت (مثل اللوفُز والمتحف 0 الإريظاق اللين 
أسسا عام 1826)» على عرض لوحات الماضي لا الحاضر. ومن جهة 
أخرى» كانت فنون الحفرء والطباعة» والطباعة الحجرية واسعة 
الانتشار؛ لأنها كانت قليلة الكلفة» مستخدمة على نطاق واسع في 
الصحف. وواصلت العمارة نشاطهاء بالطبع» على أساس التكليف من 
جانب الأفراد أو القطاع العام (باستثناء جانب معين من المباني للمتاجرة 
والمنازل" الخاضة): 


11 
إلا أن الفنون» حتى في أقلية صغيرة في المجتمع» قد تكون 


013 



































صدى لرعود الزلازل التي تجتاح البشرية برمتها؛ وذلك ما فعله الأدب 
والفن في تلك المرحلة. وكانت "الرومنطيقية' ' هي النتيجة. وليس ثمة 
ما هو أصعب من تعريفهاء بوصفها أسلونا ومدرسة» ومرحلة في 
تطور الآداب»: حتى ولو لجأنا إلى التحليل الشكلي» أو قارنا بينها وبين 
الكلاسيكية التي رفعت راية الثورة ضدها. وليبس بوسع الرومنطيقيين 
أنفسهم مساعدتنا في ذلك؛ لأنهم كانوا يتحاشون المنطق العقلانن فى 
قرس :1ك لزاه مد تو وح ال د 0 
فكتور هوغوء فإن الرومنطيقية " تفعل ما تفعله الطبيعة, وتمتزج 
بمخلوقات الطبيعة» فيما تتجنب في الوقت نفسه الخلط بينهما: الظل 
والضوع. والعادي والسامي. وبعبارة أخرى» اسيل والروحء الحيوان 
والروحي "© وبالنسبة لشارل نودييه 7عنكها3 ووانهط©). فإنها "الملجاً 
الأخير للقلب البشريء الذي أرهقته المشاعر العادية. وذلك هو ما 
يسمى "الرومنطيقي " بين الأنواع الأدبية؛ إنها الشعر الغريب» المناسب 
تاماً للحالة الأخلاقية للحي ولحاجات الأجيال المحبطة ١‏ التي ترفع 
صوتها مطالبة بالإثارة الحسية بأي ثمن. .."0. ويرى نوفاليس أن 
الرومنطيقية كانت تعنى 'إعطاء معنى سام لما هو عادي». وإبقاء نظرة , 
حدود لها على ماهو محدود "80 أما هيعل» فيعتقد أن "جوهر الفن 
الرومنطيقي يكمن في أن الموضوع الفني حرّء وعياني ملموسء وأن 
الفكرة الروحية هي جوهره الفعلي» »ء وذلك ما يظهر للبصيرة الباطنية, لا 
ال إن مثل هذه التعريفات لا تشكل إضاءة للموقف. وذلك 





)26 مم ,لكلعة .1ه/ بكم لةاصصم وم س0 ,معسظآ رماءزلا 
(7) ,دوع ومتلتلا عله الاع11) مدع انهم 11:6 ,معز .13 لعوبووكر 
.58 .م ,([1957] 

(8) .زم ,111 .امو ,(1923 يطاعتعلعا0ة دععنظا تممعة) معااماءى كالمدم/ة ,كتله ولح 
45-46 

(9) .7015 4 ,ابل عمز" إن برإمهدمانطط 116 ,اموع11 طعضلعهم1 ماعطلتكا عجرمعنى 
106 .مم ,1 .آمب ,(1920 رقضهة حصة أاع8 .© تمملمم.]) 


414 











رع ؛ أن اه يؤثرود ا ا الواضحة إل 


وعل 3 من ذلك» فإن أحداً لا ينكر وجود الرومنطيقية أو 
قدرتنا على الإحساس بهاء حتى ولو كان هذا المفهوم يراوغٌ المحلل 
الذي يحار في تبيان أصوله ومنابعه ونتائجه التي سرعان ما تمحي حالما 
5 الا رين تحديد بداياتهء وتتحول 50 إلى تعميمات هلامية. 
وبالمعنى الضيق» برزت الرومنطيقية» باعتبارها حركة نضالية واعية 
لنفسهاء في بريطانيا وفرنسا وألمانيا في مطلع القرن التاسع عشر (أي 
في نهاية العقد الأول بعد الثورة الفرنسية)» وفي مناطق أوسع في 
أوروبا وأمريكا الشمالية بعد معركة واترلو. وقد سبقتها قبل الثورة. 
وفي فرنسا والمانيا كذلك» المرحلة التي سميت "ما قبل الرومنطيقية ' 
التي يمثلها جان كاك مشر :ويل عق تتعراة" العاضفة والفهدة 
الأللان الشباب. وربما بلغت هذه الحركة أوجها في أوروبا خلال الحقبة 
الثورية بين العامين 1830 و1848. وبالمعنى الواسع» تسيطر الرومنطيقية 
على عدد من الفنون الإبداعية في أوروبا منذ الثورة الفرنسية وما بعدها. 
وبهذا المعنى» فإن العناصر الرومنطيقية في موسيقى بيتهوفن» ولوحات 
غوياء وشعر غوتهء وروايات بلزاك» تمثل الجوانب الجوهرية في 
عظمتهمة حلاف لا هو المخال» عل سجيل الفال» لندق عايدن أو 
موتزارت» وفراغونار ورينولدز (0105هلا126)» وماتياس كلاوديوس 
(5نلتدها) كقنط 2 أو كوديرلوس دو 0 عل 5ه1رعلمط0) 
(5ه1361 (الذين امتدت السنوات الآخيرة من حياتهم إلى تلك الفترة)» 
لسر وار أو يصف نفسه» بأنه 


"رومنطيقي"”". وبمعنى أخر أكثر اتساعاً فإن الموقف من الفن 





(10) بما أن "الرومنطيقية" كانت بمثابة شعار وبيان لفئات الفنانين المغلولة» فإننا قد 
نكون عرضة للزلل إذا لم نحدد دلالاتها فى سياقها التاريخي وحصرناها فيهم فحسبء أو إذا 
استثنينا الفئات اللأخرى التى كانت تقف منها موقف المعارضة. 


015 

















والفنانين الذين يتسمون بالرومنطيقية يظل هو الموقف النموذجي مجتمع 
الطبقة الوسطى في القرن التاسع عشرء وما زال يحافظ على الكثير من 
عناصره حتى الآن. 


ومع أن الرومنطيقية لا تعني في جميع الأحوال مفهوماً محدداً. فإن 
ثمة معنى واضحاً كل الوضوح لما كانت تقف منه موقف المعارضة» أله 
وهو مفهوم الوسطية. فقد كان توججها متطرفاً. بصرف النظر عن 
متطرفاًء مثل الشاعر شيللي (61160ط5)» أو يمينياً متطرفاً. مثل 
شاتوبريان (لقتطناهء021) ونوفاليس» أو متقلباً بين اليسار واليمين» 
مثل ووردزورث» وكولريدج» والعديد من أنصار الثورة الفرنسية 
المحبطين» أو متقلباً بين الولاء للنظام الملكي والولاء لليسار المتطرف 
مثل فكتور هوغو. ولكنهم. في الأحوال كافة» لم يقفوا موقف 
المعتدلين» أو الليبرزاليق المحافظين» أ العقلانيين الوسطيين» وهو 
الموقف الذي كان الحصن الحصين للمدرسة ' الكلاسيكية ". وعلى حد 
قول ووردزورث» المحافظ القديم: "إنكن لا اخن أي احترام 
للمحافظين» غير أن لديّ نزعةٌ ميثاقيةٌ قوير*09, وعلينا أن لا نبالغ 
بالقول إن هذه النزعة تمثل عقيدة معادية للبورجوازية؛ لأن الروح 
الثورية العارمة التي كانت تعتمل فى أوساط الطبقة الفتية المتحفزة 
للاجتياح كانت تستهوي الرومنطيقيين كذلك. وأصبح نابليون واحداً من 
أبطالهم الأسطوريين» مثل الشيطان» وشكسبيرء واليهودي التائه 
والعصاة الآخرين الذين تجاوزوا التخوم المعتادة للحياة. وكان العنصر 
الشيطاني الذي أثقل نفوسهم هو التراكم الرأسمالي» والجشع المستمر إلى 
تحقيق 'المزيد" من الربح غير المحدود الذي يتجاوز حدود الحساب أو 





(11) صدالتدهعهال8ة عط يمنا ا«ع81) [ا«مسكلجم اط «عنمط 16 ,مطامظ .© طأنلط 
ممه 46-47 -28 276 .م ,(1933 رؤوعر2 لإاتورعلازولآ ع(" :808 ,عم لع ط صمت بإموومره© 
.197-99 


016 


| اناالا 


القصد العقلاني» والحاجة» وحتى متطلبات الرفاهية المفرطة. وقد جسّد 
أبطالهم النموذجيون» مثل فاوست ودون جوانء هذا الجشع الذي لا 
يقنع» مثلما جسّده التجار المغامرون في روايات بلزاك. ومع ذلك» ظل 
العنصر الرومنطيقي يحتل المرتبة الثانية» حتى في مرحلة الثورة 
البورجوازية. وقدم روسو بعض المستلزمات للثورة الفرنسية» إلا أنها 
هيمنت في الفترة ة التي تجاوزت فيها هذه الثورة حدود الليبرالية 
البورجوازية أيام روبسبيير. غير أنباء حتى في» تلك الآونة» كانت 
ذات إهاب روماني» عقلاني» ونيوكلاسيكي. وكان دافيد فيها هو 
الرسام) .والتقل به الكائن الأمبعى "0 0 


وفي هذه الحالة» لا يمكن اعتبار الرومنطيقية» ببساطة» حركة 
مناوثة للبورجوائية: بل إن كيرا مق الشهارات الثى ازتفعت في مرحلة 
ياخيل الروسط هي ندلوق الحعؤة التحائقة للقووة: لفرزاسية كانت لعميدا 
للطبقة الوسطى وتقريظاً لموقفها الصادق» البسيط» وربما المتهافت» 
مقابل المجتمع المتعالي الحافل بالفساد. وساد الاعتقاد بأن اعتمادها 
التلقائي على الطبيعة سيمكنها من اكتساح مخادعات البلاط وسلك 
الكهنوت. وعلى الرغم من ذلك. فإن انتصار البورجوازية في الثورتين 
الفرنسية والبورجوازية سرعان ما حول الرومنطيقية بصورة غريزية 
مؤكدة إلى عدو لدود لها. 


ولا شك في أن نفور الرومنطيقية الشديد. المرتبك والعميق من 
المجتمع البورجوازي كان مبعثه المصالح الذاتية لجماعتين كانتا تمثلان قوة 
الاقتحام فيهاء هما فئة الشباب الذين رعرع وضعهم الاحنتماعي ؛ وفئة 
الفنانين الحرفيين. وم يشهد الفنانون في أي وقت عصراً ذهبياً كالذي 
ى الرومنطيقيون؛ فقد نظم الأهازيج الغنائية (1798) شاعران شابان 

فى العشرينات» وذاعت شهرة بايرون» بين عشية وضحاهاء وهو في 
الرابعة والعشرين؛ وهي السن التي كان فيها شيللي مشهوراً أيضاًء 
وقارب فيها أجل كيتس (30) على الانتهاء. وقد بدأ هوغو حياته 


417 



















































































الشعرية عندما كان في العشرين» وألفرد دو موسّيه في الرابعة 
والعشرين. 06 شوبارت قصيدة " الملك " وهو في الثامنة عشرة. 

وتوفي وهو في الحادية والثلاثين من العمر. ورسم دولاكروا لوحة 
'مذبحة تشيوس ' عندما بلغ خمسة وعشرين عاماًء ونشر بتويفي ديوانه 
قصائد (2067:5) في الحادية والعشرين. وكان أغلب الرومنطيقيين قد 
حققوا الشهرة وأنتجوا روائعهم قبل بلوغهم الثلاثين. وكانت مرحلة 
الشبات » ولا سيما في أوساط امثقفين والطلبة» ؛ هي موطنهم ونقطة 
انطلاقهم الطبيعية. وفي تلك الأيام أصبح الحي اللاتيني في باريس» 
ور الأدل فد الغرون اوعدي لا مجرد مكان قريب من السوربون 
صارخة بين عالم يفتح نظريا ذراعيه للمواهب. وبين الممارسة الفعلية» 
جراء الظلم الشامل الذي احتكره البيروقراطيون الأجلاف والمتحذلقون 
البطينون. 


كانت تحاصرهم ظلال السجن» ٠‏ والزواج» والمهنة المحترمة» 
والانجراف مع التيار المادي. وكما يقول المسجل هيربراند في رواية !. 
06 هوفمان (7لمفصتحط]]ه1] 1.4 .5) الإناء الذهبى «عمءام0) 
0 كانت طيور الليل التي تمثل أسلافهم القدامى تنذرهم (وهي 
ا ل د بمصيرهم المحتوم وبمستقبل الشاعر 
الشاب السلمتوين فل تيد ووو لاوط وكان بايرون من صفاء الذهن 
بحيث تنب بأن الموت المبكر وحده هو الذي سينقذه من شيخوخة 
' محترمة". وقد أثبت أ. . و. شليغل (عععاطء5 .7717 .م) لعي 
وليس ثمة ما يشير بالطبع إلى أن تمرد الشباب ضد من يكبرونهم سناً 
كان ظاهرة عالمية شاملة. . فقد كان تعبيراً عن مجتمع خلقته الثورة 
المزدوجة. إلا أن الشكل التاريخي المحدد لهذا الاستلاب قد ترك بالتأكيد 
آثاره المميزة على جانب كبير من الرومنطيقية. 


وعلى هذا النحو كان» إلى حد كبير» اغتراب الفنان الذي رد على 


48 





ذلك بالنبوغ في مجاله» ويمثل النبوغ واحداً من أبرز ابتكارات العهد 
الرومنطيقي. وقد يكون الفنان نابغة أو هرفوي إلا أن عليه أن لا 
يتضرف غل هذا التخوء ولا سيما عنذما تكون وظيفته الاجتماعية 
واضحةء وعلاقته مع الجمهور مباشرة» وعندما تكون الإجابات عما 
يثار من أسئلة مستمدة من التقاليد والقيم الأخلاقية والعقل أو أية 
منظومة من المعايير المتواضع عليها. والقلة التي ترقبت أنماط القرن 
التاسع قسن “من أمثال مايكل أنجلو (ماءعمداعطء341)». وكارافاتشيو 
(مأععهلونه0)) أو سلفاتور روزا (1050] #مغهعله5). تظل قائمة ظاهرة 
للعيان بين الصناع والفنانين الحرفيين المهنيين من أمثال يوهان سبستيان 
باخ (طعد8 ممأادوطء5 مطهق)ء وهانلل (إعلصة]).ء وهايدنء 
وموتزارتء وهم يماثلون فراغونار وغينزبورو (80لا0550:0ل00) في 
المرحلة ما قبل الثورية. وعندما تستمر المؤسسات الاجتماعية القديمة 
وأمثالها بعد الثورة المزدوجة» فإن الفنان يظل بعيداً عن النبوغ» مع أنه 
قد يكون مغروراً تماماً. وقد واصل المعماريون والمهندسون العاملون في 
مشروعات محددة إنتاج نارات و صر بعل بو انه ل 
مفهومة. والحدير بالملاحظة أن الأغلبية العظمى من البنايات النموذجية» 
وأكثرها شهرة» تقريباًء خلال تلك الفترة بين العامين 1790 و1848 قد 
بنيت غل الطراز النيوكلاسيكى» مغل كنيسة المادلين (المجدلية)؛ 
والبطت اليويظاقع بو كامرافة أسانع ازرالة افق يفاد رسيو ): 
وناش في لندن» وشينكل في بزليوقء. أو آنا كاتنت :وظيفية الغرض» 
مثل الجسور الرائعة» والقنوات» ومباني السكة الحديدية» والمصانع» 
والحدائق. وكانت كلهاء من الوجهة الفنية» ذات جمال مشهود في تلك 
الأيام. ا 

غير أن المعماريين والمهندسين في تلك الفترة كانواء بالإضافة إلى 
أساليبهم» يتصرفون بوصفهم مهنيين محترفين» لا بوصفهم عباقرة. ومن 
ناحية ثانية» فإن الموسيقيين والكتاب في ميادين الفن الشعبية الحقيقية» 
مثل الأوبرا في إيطالياء (وعلى مستوى أرقى) الرواية في إنجلتراء 


479 



















































































































































































إقبال ار عل أصسالي. ٠‏ لا مقدار الدحي لاله 0 
أوبرا فاشلة تجارياً. ا ا 
غير مسلسلة من دون أن يتوقع لها الرواج ويأمل من ورائها بعض 
الريع. وذلك ما نرا حتى فى أيامنا هذى عندما يتعرض النص 
الأصلي الذي يضعه كاتب الأوبرا الموسيقية للتغيير والتنقيح ليتواءم 
ومتطلبات الجمهور والسوق (وقد نجد في ذلك تفسيراً للسبب الذي 
جعل الأوبرا الإيطالية في ذلك الوقت تفتقر إلى العنصر الرومنطيقى» 
على الرغم من ولعها بالدم والرعد» والأوضاع " المشحونة "). 


تكمن المشكلة الحقيقية في أن الفنان كان مقطوع الصلة بوظيفة 
معترف بهاء أو براع يساند فن أو جمهور يقبل عليه. وقد ترك الفنان 
وحدهء. وأصبح ما تجود به قريحته سلعة في سوق عمياء قد تصادف 
الرواج أو الكسادء أو أنه بالمقابل». شعي العضولضل العم من 
نظام للرعاية يؤمن له» بصورة ة عامة. دخلا اقتصادياً. إلا أن هذا الظهير 
لم يعد موجوداًء مع أن الثورة الفرنسية أعادت للفنان الموهوب كرامته 
الإنسانية. م الفنان» إذن» واقفا وحيداً من دون سندء يصيح في 
عت اللي ويساوره الشك في أن نداءه سيلاقي الصدى المطلوب. 
وكان طبيعياً أن يجعل الفنان من نفسه عبقرياً يبدع ما يعتمل في نفسهء 
بصرف النظر عما في العالم من حوله. ودونما اعتبار للجمهور الذي 
كان سيقبل بالفنان» وفق شروطه. أو لا يقبل به على الإطلاق. لقد 
كان في أحسن الحالات» يطمع في أن يكون» مثل ستاندال» مفهوماً 
لدى قلة قليلة من الناس» أو لدى أجيال قادمة غير محددة. وما عدا 
ذلكء فإنه» في أسوأ الحالات» سيكتبء مثل غْرايّء مسرحياتٍ غير 
قابلة تلتمكيل» أو حتن مكل غوته الذي كتب فاوست ‏ الجزء الثاني. 
في ظروف مشابهة» أو أنه مثل برليوزء سيضع المؤلفات الموسيقية 
لتعزفها أوزكشعرات صحمة بصورة غير زافعية: أو أنه سيصاب 


00 





بالجنون» شأنه شأن هويلدرلن» وغْرايٌّ» ودو نرفال» وآخرين عديدين. 
والواقع أن العباقرة الذين أسيء فهمهم قد أجزل لهم العطاء أمراء 
ل 0 ببذخ بالغ» أو بورجوازيون 
أغنياء حريصون على الإغراق في المتع المترفة الراقية في الحياة. إن فرانز 
ليت (1886-1811) لم يعانٍ الجوع أو الحاجة في عِليته الرومنطيقية 
العررقة ولم ينجح إلا القليلون في تحقيق أحلام العظمة كما حققها 
ريتشارد فاغنر. غير أن الأمراء فى الفترة الممتدة بين ثورتي 1789 1 
كانوا في أغلب ال اناه كيو ان لل الف لي الود لال يي 

أن البورجوازيين عكفوا على تكديس الأموال لا على إنفاقها. وتعرض 
النوابغ» بالتالي» لسوء الفهم والفقر على حد سواء. وكان أغلبهم 


ثوريين. 


كان من نتائج تعرض الشباب و" النابغين" لسوء الفهم هذا أن بدأ 
الرومنطيقيون يحسون بالنفور من الجهلة» وينقضون على البورجوازيين» 
ويصيبونهم بالصدمة» وينغمسون في عالم الغواني (00206-نم<1) 
والتشرد (عصغطه8) (وقد استمد هذان المصطلحان دلالتهما الحالية من 
تلك الفترة الرومنطيقية)» واستلطاف الجنون والأمور التي تحرّمها 
المؤسسات والهيئات المحترمة. لكن ذلك لم يكن غير واحد من المكونات 
الصغيرة للرومنطيقية. وموسوعة ماريو براز (232 348:10) عن التطرف 
الشبقي لاع صل الها سق "العداي لاوس 11777 إلا بقن 
ما تعتبر المناقشة عن العام والأشباح نقداً لمسرحية هاملت. ووراء 
الامتعاض المجرّأ الذي أبداه الرومنطيقيون الفنانون الشباب (وأحياناً 





(12) يمثل ملك إسبانيا السيئ الذكر فرديناند (156010220)» الذي استمر في رعايته 
للفنان الثوري غويا على الرغم من جميع الاستفزازات السياسية والفنية» حالة استثنائية في هذا 
المجال. 

(13) نإط سقتلةغ[ عا صم لعتمافصدء1' ,ترسمع4 عمسم +1 ,خوط معدلا 

.(1933 0م1411 .8 بووعاط رالوس حنملآ 0:10 :ممقدم.آ) مه5ل021آ دناعسظة 


481 










































































الشاناضة لآن تلك كانت الداتيية الأول الك كير هوه الفباناتك 


الأوروبيات بهذا الحجم)» كان ثمة استياء أعمق وأشمل من المجتمع 
الذئ أفرزته التورة لدو 


لم يكن التحليل الاجتماعي الدقيق من مواطن القوة ند 
الرومنطيقيين على الإطلاق» بل إنهمء على العكس من ذلك» كانوا 
يتشككون في سلامة التفكير الآلي المادي الواثئق في القرن الثامن عشر 
(ويمثله نيوتن» الذي كان يثير الغيظ لدى كل من وليام بليك وغوته). 
وكانوا يعتبرون هذا التفكير المادي إحدى الأدوات التى استخدمت لبناء 
المجتمع البورجوازي. ومن ثمء لم يكن متوقعاً منهم أن يقدموا نقداً 
دير فودكرا فى لانت "فلياية لبيعية "0 منا ميا ميداظ ١‏ فيني ف 1 
وقد برز مثل هذا النقد في إطار "رومنطيقي " عريضء وأسهم» بين 
حملة منجزات أخرى» في فلسفة هيغل”'". كما ظهر نقد مشابه فى 
أوساط أؤائل الاشتراكبين الوتوبين فى فرتساء غل عبعة ومضات 
رؤيوية غريبة هي أشبه ما تكون بالجنون. وتتمثل الآثار الباقية من هذه 
التقييمات الرومنطيقية في مفهوم "الاستلاب/ الاغتراب " الإنساني» 


(14) تذكر سن تنك النسساء:ة مدام دو ستايل (اقة]5 عل 78/106)» وجورج 
صاند (00ه5 ع660:8©)» والرسامات مدام فيجيه لوبرون (هناءم! عذعذل/ا 6د31)ء وأنجليكا 
كوفمان (تقصكبينة كا معتاععصة) في فرنسا؛ وبيتينا فون أرنم (ستدعة مه مستماء8)» وأنيت 
فون دروست ‏ هويلشوف (1ه0طواعن]5)6-1ه1<2 هه“ عاأعصص4) فى ألمانيا. وكانت ظاهرة 
النساء الروائيات شائعة في أوساط الطبقة الوسطى في إنجلتراء حيث جرى الإقرار بهذا 
النوع الأدبي بوصفه وسيلة "محترمة' للكسب من جاتب البئات اللواتي نشأن نشأة حسنة في 
بيوت أهلهن. وتقع في هذه الفئق» كلياً أم جزئياء فاني بيرني 810186 لإضهصه1)» والسيدة 
رادكليف (120011116). وجين أوستن (ع]ؤنالك 806[)» والسيدة غاسكيل اماق 0)» 
والأخوات برونتي (8:0018)؛؟ ويصدق ذلك أيضاً على الشاعرة إليزابيث باريت 
براو تنغ (183107701118 أأعمموظ طاعطمعناظ) . 

(15) انظر ص 464-459 من هذا الكتاب. 


052 








ليه 


الذي أدى دوراً مهماً في تفكير ماركس الشاب» الذي ترعرع في كنف 
التقاليد الفكرية الالمانية (أي الرومنطيقية في المقام الأول)» ولم يصبح 
"ماركسياً' إلا بعد أن جمع بين النقد الاشتراكي الفرنسي» ونظرية 
الاقتصاد السياسي الإنجليزية (غير الرومنطيقية على الإطلاق). وكان 
الاقتصاد السياسي هو الذي شكل نواة فكره الناضج. 


11 


ليس من الحكمة على الإطلاق أن نتجاهل أهواء القلب التي لا 
يعرفها العقل على الإطلاق. لقد تُبلٌ الشعراء -خارج الإطار المرجحي 
الذي وضعه علماء الاقتصاد والفيزياء» بيد أن بصيرتهم لم تكن أكثر 
عمقاً فحسبء بل أكثر صفاءً ووضوحاً أحياناً. إذ م ثَرَ إلا قله من 
الكامن ما رآه وليام بليك في تسعينات القرن الثامن عشر من زلزال 
اجتماعي أحدثته الآلات والمصانع قبيل ذلك» على على الرغم هن أنه ١‏ 
يشاهد في لندن في تلك المرحلة غير عدد قليل من المحطات البخارية 
والأتونات التى يحرق فيها طوب البناء. إن أفضل معال جاتنا حول مشكلة 
الوسف المشري متيدة مم التتخاءاك قليلة» مق :فاخ الكثاب ذوي 
الخيال الواسع الذين أثبتت ملاحظاتهم ‏ التي تبدو في ظاهرها غير 
واقعية ‏ أنها مؤشر يمكن الركون إليه لتبين مستوى التطور الحضري 
لباريس©"2". ولتعريفنا على إنجلترا كما كانت عام 1848» فإننا قد نجد 
في كارلايل دليلاً أكثر إرباكاً» ولكنه أكثر عمقاء ما قدمه الخبير 
الإحصائي الجامع الكابر اج ر. ماكولوك (طءه1انا0ه]2 .1 .1). وإذا كان 
حون شسوارت مل أفضل من غيره من الفلاسفة النفعيين» فذلك لأن 
تيس لاجد نه إزرانا اقجة ادس اجيم : الألماني 


(16) عتروم 0 تعدبهععانهل دعددمك اه كعدبهامطه1ا كعددمن ,تعتل تغط كتنام] 
خنحط* ل نامزيلة ”0 أ اعتطثل كدمتادكتلتكق رءلعةزى 1106 نل 7102116 ممغتمعمم ه16 االملمعجر 


.(1958 رصماط بوأعوط) 


053 














































































































غوته والرومنطيقي كوليريدج. ولهذاء فإن التقييم الرومنطيقي للعالمء 


على ضعفه» جدير بالاعتبار. 


كان ما يعتمل في نفوس النقاد الرومنطيقيين هو التوق إلى الوحدة 
المفقودة بين الإنسان والطبيعة. لقد كان العالم البورجوازي مُجافياً 
للمجتمعء على نحو أكثر عمقاً واستهدافاً. فقد قطع. بطريقة شرسة. 
الوشائج المتعددة العناصر التي كانت تربط الإنسان ب "أسياده 
الطبيعيين " » وبالتالي» قطعت الصلات بين الإنسان والإنسان» ما عدا 
المصلحة الذاتية العارية» وجلافة "الدفعة النقدية". لقد أغرقت الحماسة 
السماوية المهيبة» والعاطفة الدينية المشبوبة» ونخوة الشهامة» والعواطف 
العفوية» في صقيع الحسابات الأنانية. لقد حولت البورجوازية القيمة 
الإنسانية واستبدلتها بما يعادلها حسب أسعار السلع والعملات» 
واستعاضت عن الحريات الأصلية التى لا خصر لها بحرية واحدة 
وخيدة عتدبية العداي: :«عدرية العيفا زط رذنت نا يفوله #الينان 
التيوعي "غير أن هذا الصوف اشنا كان نطق كذلك يلما 
الروحتطيفيق. ؤرما قانتصال التورجوازية قدا جلي القراء لعفن 
الناس» والتعاسة لأعداد هائلة من البشر» وترك نفوسهمء في جميع 
الأحوال» عارية موحشة. لقد تركهم كائناتٍ مشردةً ضائعة غريبة 
ا" . لقد قطعت هوة ثورية سحيقة صلتهم بالتاريخ الإنساني» 
حتى من أوضح الردود على الاستلاب. وهو القدرة على اتخاذ قرار عدم 
الهجرة من مواطنهم القديمة. وكان شعراء الرومنطيقية الألمان يعتقدون 
أكثر من غيرهم أن الخلاص إنما يكمن في حياة العمل البسيط 
المتواضعة ‏ التي عرفت فى مرحلة ما قبل الرأسمالية فى البلدات 
الصغيرة الوادعة المتنائرة بين المروج الحالمة - وهي الحياة التي وصفها 
هؤلاء الشعراء كما لم يصفها أحد من قبل. غير أن الشباب منهم 
اضطروا إلى مغادرة مواطن إقامتهم ليواصلوا مساعيهم الرامية إلى تحقيق 
ما لا يتحقق من الأحلام» أو أن بهيموا على غير هدىء» يملؤهم الحنين 
إلى العودة إلى ديارهم» ويرددون أغاني شوبارت أو قصائد آيخندورف. 


054 








كانت ألحان الضياع حُداءهم» والوطان رفيقهم. بل إن نوفاليس عرّف 
الفالحقة نو نظ لفاكت ورا 0 

لقد تضافرت الينابيع الثلاثة التالية لإرواء الظمأ إلى الانسجام 
المفقود بين الإنسان والعالم: القرون الوسطى» والإنسان البدائي (أو ما 
يعادله ممنّلاً بالرغبة في كل ما هو مجلوب ودخيل وغريب» أو بالعودة 
إلى روح 'العشّرّة"2)» والثورة الفرنسية. 


واجتذب الينبوع الأول الرومنطيقية الرجعية أساساً. فالمجتمع 
المنظم الذي كان في عصر الإقطاع» ونتاج العصور العضوي البطيء 
الملون بشعارات النبالة والنسب والآببة» يكتنفه الغموض المبهم الذي 
تتلفع به الغابات المليئة بالخرافات» ويستظل بالسماوات المسيحية التي لا 
شك فيها ولا ريب. كان هذا هو الفردوس المفقود بالنسبة للمحافظين 
المناوئين للمجتمع البورجوازي. وقد أرهف من شعور هؤلاء بالتقوى 
والولاء. مستوى الأمية العالي فى أوساط الطبقات الدنيا من جماهير 
الثورة الفرنسية. وطرأت على أحلام الماضي هذه تعديلات محلية جعلت 
إدموند بيرك فى كتابه تأملات فى الثورة الفرنسية 172 7ه 5:م1اءء1*/1) 
(0/1/11012 11 س6 (1790) يعتبرها دعا مثالياً حاول أن يُفْحمٌ به 
الفلتزاقة الدع اتفجيوا تسن التاسعيل “بيد أن 'وسدت التعس 
الكلاسيكى عنها فى ألمانياء التى حققت في تلك الفترة نوعاً من 
الاحتكار لهذا الحلم القروسطيء ربما لأن مفهوم "الطمأنينة' والدعة 
وراحة البال» المرتبط بقلاع الراين وتضاعيف 'الغابة السوداء" كان» 
على ما يبدوء أكثر مدعاةً للإعجاب والتمجيد من القسوة والقذارة 
الشائعتين في البلدان القروسطية الحقيقية”*'". ومهما كان الأمرء فإن 


217 .مآ .701 ماهم 21 ,طعدآ] ملمدعت]1 


(18) يقول غوتييه (167)نا68) الذي كانء كغيره من الرومنطيقيين الفرنسيين» يحب 
ألمانيا حتى العشق: "آه يا هرمانء آه يا دوروثي! الطمأنينة! ()نععاطهناامناصرع) ألا يتناهى 
إلى الأسماع من بعيد صوت الحوذي الذي يقترب بعربة المسافرين والبريد؟ ". انظر: 16776- 


155 

































































الرويج العروييفلة كانت العنصر الأقوى في الرومنطيقية الألمانية» كما 
أنها كانت تُشِعٌ من ألمانيا على خارجهاء سواء اتخذت شكل الأوبرا أو 
الباليه (مثل عه . فينير "تبرايشوة”' ' (#أعساءداء1) و" غيزيل "' 
المدنت)). أو :اتفكانات الخرافية (76/65 «1) (للأخويْن ياكوب 
وفيلهلم عْرِيُم (متستق))» أو تمثلت في إنتاج كتاب ألهمتهم النزعة 
النظرية التاريخية» أو الروح الجرمانية» مثل كولريدج أو كارلايل. إلا أن 
إحياء الروح القروسطية المعمارية القوطية في شكلها العام كان هو 
الشعار الذي رفعه المحافظونء» ولا سيما المتدينون المعادون للبورجوازية 
في كل مكان. وقد أشاد شاتوبريان بالنزعة المعمارية القوطية فى كتابه 
عق ية المسيحية (00118011ةاكاادك بدك 016 6) (1802) ضد الثور ىٍّ كما 
وقف إلى جانبها أنصار الكنيسة الإنجليزية في مواجهتهم للعقلانيين 
واللتمردين بمن حافظت الطرز المعمارية التي تميزت بها مبانيهم على 
الام الكلاسيكي. وكان المهندس المعماري بوغين (منهلا) و" حركة 
أوكسفورد " الشمولية المغرقة شِ الرجعية قوطيين حتى العظم. ٠‏ وفي تلك 
الأتناءة :ومن أقاضئ امتكودلهةا البائية اللقعة «العياب» الخافلة 
بالأحلام العتيقة» كتلك التي عبرت عنها قصائد أوسيان المبتكرة» قام 
والعرسكوت المخافظ فى زواياتة العارضية بإمداة أورؤيا يجرغاث 
إضافية من الصور المستوحاة من القرون الوسطى: وم يأبه الناس بأن 
أفضل رواياته كانت تتناول فترات متأخرة نسبياً عن تلك المرحلة. 


ومع غلبة هذه الروح القروسطية المحافظة» التي سعت الحكومات 
الرجعية بعد العام 1815 إلى ترجمتها إلى تبريرات متهافتة للحكم 
املف 2190 »لم تكن القروسطية اليسارية ذات شأن. فقد تمثئلت في 
إنجلترا أساساً في تيار كان يميل» داخل الحركة الشعبية الراديكالية» إلى 


ه] :كعةط) أنه تطسعان[0) كللاصعل عكتمعس ل عننائه10/ة| ها كول عتتعتام جهنل فتاهل 


.9 .م ,([1939 ,.طم 
(19) انظر ص 428-427 من هذا الكتاب. 


06 





إ 
0 
0 





اعتبار الفترة التي سبقت "الإصلاح" هي العهد الذهبي للعمال» 
والإصلاح نفسه الخطوة الكبرى الأولى نحو الرأسمالية. أما في فرنساء 
فكانت هذه الروح أهم من ذلك بكثير؛ لأنها لم تركز هناك على التراتبية 
الإقطاعية» ولا على سلك الكهنوت الكاثوليكى» بل على "الشعب"؛ 
السعب" اخلاق الأبدي المقنطرم بالمعاناة:.وركر الشحب الفرسي عل 
هويته ورسالته على الدوام. وكان الشاعر المؤرخ جول ميشيليه أعظم 
هؤلاء الديمقراطيين الثوريين القروسطيين» مثلما كانت رواية فكتور 
هوغعو أحدب نوتردام (عسوط ععرملق زه عاعمططع سه 8) هي الأكثر شهرة 
بين ثمار هذا الانشغال بروح الشعب. 

وقد وجدت القروسطية» ولا سيما فى انشغالها بالتقاليد الدينية 
والغيبية» حليفاً وفياً لها في التيارات الرامية إلى العودة إلى المنابع العريقة 
العميقة للطقوس الباطنية الغامضة والحكمة اللاعقلانية فى الشرق» 
المنجلية في مذاهب قبلاي خان والبراهمية. وصحيح أن مكتشف اللغة 
السنسكريتية» السير وليام جونزء كان من المحافظين الراديكاليين 
المتطرفين الذين هللوا للثورتين الأمريكية والفرنسية» شأنهم شأن كل 
المحترمين والمستنيرين آنذاك» إلا أن أغلبية الهواة المولعين بالشرق» 
والشعراء الذين أغرموا بنظم ما يشبه الشعر الفارسي» كانوا ينتمون إلى 
المعسكر المناوئ لليعقوبية» وهو الجانب الذي نشأت فى أحضانه أكثر 
المدارس الاستشراقية الحديثة. ولم يكن مستغرباً أن تتجه أنظارهم إلى 
الهند البراهمية بوصفها محجّهم الروحيء لا إلى الإمبراطورية الصينية 
العقلانية غير المتدينة التي أثارت مخيلة الناس المستنيرين في القرن الثامن 


17 
إن لحلم الانسجام المفقود لدى الإنسان البدائي تاريخاأ أقدم وأكثر 
تعقيداً. لقد كان هذا الحلمء بصورة غالبة» توويا فن حوره سواء فى 
حنينه إلى عصر ذهبي للشيوعية القديمة أو المساواة "عندما كان آدمٌ يتولى 


لك 





































































































الحراثة» وحوءٌ العَزْل". وذلك قبل أن يستعبد الغزاة النورمانديون 
الأنغلوسكسونين الأحرارء أو تتغلب مفاسد المجتمع الحديث على براءة 
الإنسان "الوحشي النبيل". ومن ثمء كانت الرومنطيقية البدائية أكثر 
جاذبية للمتمردين اليسازيين» إلا إذا كانت محرد ملاذ ييربون إليه من 
المجتمع البورجوازي (وقد تجلت مثل هذه النزعة الغرائبية لدى غوتييه» 
وكذلك لدى: ميريمية الذئ 'اكتشت الوعتكى النبيل كنشهد سباح فى 
إذا حولت الاستمرارية التاريخية الإنسانَ البدائي إلى نموذج ورمز للروح 
المحافظة. وكانت هذه هي الحالة التي غلبت على مفهوم 'القوم". أو 
الجماعة. وكانت روح 'القوم" هدم في نظر الرومنطيقيين على 
التي لم يدنسها الفسادء وكانت فيها اللغةء والأغاني» والحكايات 
والتقاليد طيئ المنابع الحقيقية لحياة الشعب الروحية. وكانت العودة إلى 
والموسيقيين في شمال ألانيا أن يندمجوا ويصبحوا جزءاً لا يتجزأ من 
تراث الأغاني الشعبية والحكايات الشعبية. وارتبطت بالرومنطيقية ارتباطاً 
وقيقا حر ك1 نشطة لجمع الأغاني الشعبية» ونشر الملاحم الشعبية 
القديمة» ووضع القواميس والمعاجم للغة المحكية الحية» وأصبح 
مصطلح "الفولكلور" من مبتكرات تلك المرحلة. وكان من جملة المعالم 
البارزة لهذه الجهود كتاب والتر سكوت أغان من حدود اسكوتلندا 
(80107 باكتاامء5 عا [ه ترعاء 1ك« ةلة) (1846). وكتاب آرنيم وبرينتانو 
قرن الولد السحرى (7102علس:17 دءمه:ت]1 2+5) (1806). والحكايات 
الخرافية للأخويّن غريم (1812)» وكتاب مور (0810056) أغان إيرلندية 
(دعلكماء 11 (كة1) (1834-1807). ومؤلف دوبروفسكي تاريخ اللغة 
البو هيمية (©81148 411[ 80/711071 17 [0 :21:10) (1818)» وقاموس 
اللغة الصربية (1818)» والأغاني الصربية الشعبية (1833-1823) اللذان 


058 





أعدهما قُوَكُ كاراجيك 18:10 1ا/9)» وكتاب قصة فريثيوفس 
(مع معنم ز//ة1) الذي ألفه إيساياس تيغنر (168067) في السويد 
(2)1825 ون لت إلياس لونروت معصهة.]) كاليفالا (ماه«ءاه1) في 
فئلندا (1835)» وكتاب الأخوين غريم عن الأساطير الألمانية ه61 )) 
(«رومامطاركة (1835). وكتاب الحكايات الخرافية النرويجية «هنعوءسره/2) 
(6/ه1 80116 (1871-1842) من إعداد أسبيورنسون وموي «دهكمة زطده) 
(ع110 لطهة. 


إن مفهوم " القوم/ الشعب" قد يكون ففهوما تورياء معوزهنا 
في أوساط ل توشك على اكتشاف هويتها الوطنية أو 
إعادة تأكتدهاء ولا سيما نين الناس'الذيخ لا يتسبون إلى الطبقة العاملة 
أو إلى أصول أرستقراطية. وبالنسبة لهؤلاء يكون أول قاموس أو كتاب 
لقواعد النحو أو الأغاني الشعبية حدثاً عظيم الأهمية من الوجهة 
السياسية» وشيئاً أشبه بأول إعلان للاستقلال. وبالنسبة للناس العاديين 
الذين يتحلون بالفضائل البسيطة» ٠‏ بما فيها القناعة والجهل والورع» فإن 
الحكمة العميقة الكافية في ثقتهم بالبابا» أو الملك» أو القيصرء أو 
لمشاعر التبجيل لكل ما هو بدائي بينهم» “يمك مخ:ناحية أخرئ أن 
تحمل دلالات محافظة. فهي ترمز إلى الاتحاد بين البراءة والأسطورة 
والغعالينا القديية» الى كادت البوركرازية تدول تتميرها تيور 
يومية©. وقد كان الرأسماليون» والعقلانيون» هم الأعداء الذين وقف 
الملكء والوجهاءء وحتى الفلاحون» صفاأ واحدا في وجههم. 

كان البدائيون حاضرين في كل قرية. لكن حضورهم كان مفهوماً 
أكثر ثوريةٌ في العصور الذهبية الماضية التي شاعت فيها الشيوعية البدائية 


(20) يظل تفسير الشعبية الجديدة التي اكتسبتها الرقصات المستمدة من الفولكلور خلال 
تلك الفترة مسألة تتعلق بالذوق. ومن هذه الرقصات التي تجري في الردهات الواسعة: 
الفالس» والمازوركاء والشوتيششي. ولا بد أنها كانت رومنطيقية الطابع بالتأكيد. 


1539 

















































































































الموهومة في الداخل» والمتوحش النبيل الحر في الخارج؛ كما كانت 
الكالويالنسية للووود ال وما بين روسو الذي أعلى من شأن الإنسان 
الاجتماعي الحر وبين الاشتراكيين» كان المجتمع البدائي نوعاً من أنواع 
اليوتوبيا المثالية. وتتردد أصداء هذه التقاليد الفكرية لدى ماركسء» الذي 
حول هذا المفهوم وعدله على مستويات أعللى. في تقسيمه الثلاثي 
للتاريخ: من مجتمع شيوعي بدائي, إلى مجتمع طبقيء إلى شيوعي. وم 
يكن النموذج البدائي المثالي رومنطيقياً بحد ذاته. والواقع أن عدداً من 
دعاته وأنصاره كانوا من لوا ار 
الرعيل الأول في الحملة ا إلى الصحارى الكبرى في الجزيرة 
العربية وشمال أفريقياء وإلى المحاربين والغواني في رسوم دولاكروا 
وفرومانتان (مناهعصدممء©). وانتقلوا مع الشاعر بايرون إلى عالم البحر 
الأبييض المتوسط. ومع الروائي ليرلونثوف (21097مممرع1) إلى القفقاس». 
حيث كان الإنسان الطبيعي » تمثلاً بالقوزاق. يحارب الإنسان الطبيعي 
الآخر برجال القبائل في أصقاع زاخرة بالهُوى السحيقة والشلالات» 
و ويا تاهيتي الاجتماعية البريئة الحافلة بالشهوة الغرامية. غير 
أنها حملتهم كذلك إلى أمريكاء حيث كان الإنسان البدائي يخوض معركة 
يائسة خاسرة» نما جعله قريباً كل القرب من قلوب الرومتطيقيين 
ومزاجهم. وتمثل القصائد التي نظمها الشاعر النمساوي الهنغاري ليناو 
(1.60810) عن أوضاع الهنود الحمر صرخة احتجاج على طردهم؛ ؛ ولولم 
يكن "موهيكان" آخر الزعماء في قبيلته» لا نحوّل إلى رمز عميق الدلالة 

في الثقافة الأوروبية. وقد لعب المتوحش النبيل في الرومنطيقية 
الأمريكية دوراً أبلغ أهمية وأعمق وقعاً مما هو في الرومنطيقية 
الأوروبية» ويتجلى ذلك في أروع صوره في رواية هيرمان ملفيل موبي 
ديك 210 برذ800) (1851). إلا أن شخصيته استحوذت على خيال 
العالم القديم في سلسلة روايات فينيمور كوبر (67م00© عدمصستمة) 
الجراب الجلدي (100[61119ىء[1مء.2) ؟ وذلك ما 0 تستطع أن تقعلة 
شخصية انشيز في كتايات شاتوبزيان. 


400 








كانت القرون الوسطىء, والروح الفولكلورية» وشخصية المتوحش 
النبيل هي النماذج المثالية الوافدة من الماضي. ولم يكن يشير إلى المتعقيل 
على نحو لا لبس فيه إلى الثورة» "ربيع الشعوب' نيد أن الأكثر مقالة 
0 بين اليوتوبيين كانوا يرتاحون إلى استحضار الشواهد من أوضاع سابقة 
للدلالة على مستقبل لا سابقة له. ولم يكن ذلك بالآمر اليسير» إلا بعد أن 
أظهر جيل ثانٍ من الرومنطيقيين كوكبة من الشباب الذين كانت الثورة 
الفرنسية ونابليون بالنسبة لهم وقائع تاريخية ملموسة., لا مجرد فصل مؤْلم 
من سيرة ذاتية. فقد كان عام 1789 موضع ترحاب وإجلال من جانب 
جميع الفنانين والمثقفين في أوروبا. وعلى الرغم من أن بعضهم حافظوا عل 
ولائهم للثورة حتى خلال الحرب. والفساد البورجوازي» وعهد 
الإمبراطورية» إلا أنهم م يكونوا قادرين على التعبير بسهولة عن أحلامهم. 
وحتى في بريطانياء حيث كان الجيل الأول من الرومنطيقيين من أمثال 
بليك» ووردزورث» وكوليريدج» وسوذيء وكامبل» وهازليت من 
البعاقنة بنصوزة كاملة) ققد سيطرت غل هؤلاء حيبة الآمل والترعة 
المحافظة الجديدة بحلول العام 1805. بل إن مصطلح " الرومنطيقية " قد 
ابتكر فى فرنسا وألمانيا بحلول أواخر التسعينات من القرن الثامن عشرء 
بوصفه شعاراً مناوئاً للثورة من قبل المحافظين المعادين للبورجوازية (الذين 
كانوا في أغلب الأحيان من اليساريين المحبطين)» ويفسر ذلك أسباب 
استثناء عدد كبير من المفكرين والفنانين الذين يعتبرون رومنطيقيين تماما 
بالمقاييس الحديثة فى تلك البلدان من هذا التصنيف تقليدياً. غير أن 
السنوات الأخيرة من الحروب النابليونية شهدت ظهور أجيال جديدة من 
الشباب الذين ألهبت حماستهم شعلة الحرية التي رفعتها الثورة» وتغاضوا 
عما أغرقت فيه من مفاسد؛ بل إن نابليون» حتى بعد نفيه وتضاؤل 
التعاطف مع شخصيته » بقي في نفوسهم رمزاً أسطورياً للحرية والتحرير. 
وفيما كانت أوروبا تغرق» سنة بعد سنة» في غياهب الرجعية والرقابة 
والاعدال وض المكفياة»الرزرمة الد انحر بالقة؟ والسداضة والمعسةة 
كاتك ضيورة انور التدتيةعيواد لدان ونانها: 


491 





















































































































































ومن هناء فقد انحسرت لدى الجيل الثاني من الرومنطيقيين 
البريطانيين الذي يضم بايرون (2.)1824-1788 ورفيق الطريق غير 
المسيّس جون كيتس (1821-1795)» وفي مقدمتهم جميعاً بيرسي بيش 
شيللي (1822-1792). وهو أول من جمع بين الرومنطيقية والثورية 
النشطة؛ ‏ خيبات الثورة الفرنسية» التي ظلت طرية في نفوس أكثر 
أسلافهم. مقابل ما كانوا يشهدونه من جوانب الرعب في عملية 
التحول إلى الرأسمالية في بلادهم. أما في القارة الأوروبية» فد كان 
التقاء الفن الرومنطيقي بالثورة أمراً متوقعا منذ عشرينات القرن الثامن 
عشرء بيد أنه لم يتحقق إلا خلال الثورة الفرنسية عام 1830 وبعدها. 
ويصدق ذلك على ما يمكن تسميته الرؤية الرومنطيقية للثورة» 
والأسلوب الرومنطيقي في ممارسة الثورة» الذي نتلمس التعبير المألوف 
عنه في لوحة دولاكروا "الحرية وراء المتاريس" (1831). ففي هذه 
اللوحة» نشاهد كله من الشبان المتجهمين الملتحين. بطاقيا: تهم» والعمال 
الذين يرتدون قمصاناً قصيرة الأكمام» بارا بعادي من لاحي ص 
الْيسَل القسر يكم رون #بعالك و رف 8 يط - بهم الأعلام الثلاثية اللون 
والقلنسوات الصغيرة» وهم يعلنون ثورة 21793 لا ثورة 1789 المعتدلة» 


بل ثورة الميرنة الثانية المشهودة» ويقيمون متاريسها في كل مدينة في 
القارة الأوروبية. 


صحيح أن الثوري الرومنطيقي لم يكن أمراً جديداً تماماً. فقد كان 
أسلافه وسابقوه أعضاء في الجماعات الثورية السرية الماسونية» ومنها 
الكاربوناري والرابطة الهيلينية» الذين استوحوا أفكارهم مباشرةٌ من 
قدامى اليعاقبة الأحياء أو من البابوفستيين مثل جماعة بوناروي. وكان 
هؤلاء هم الذين تصدروا الكفاح خلال مرحلة الإصلاحء وكانوا من 
الشباب الذين يتدفقون حيوية. ويترددون على حفللات ا 
والعيرابة ديات الخد وهم يرتدون زيٌّ الحراس أو الفرسان في 
لقاءات مع الدوقات» أو في اجتماعات راقية طقوسية الطابع هدف 
القيام بانقلاب عسكري أو يتزعمون النضال نيابة عن شعب مكافح» 


002 








على الطراز البايروني في واقع الأمر. ولم يقتصر الأمر على تأثر هذا 
الأسلوب الثوري مباشرة بطرائق التفكير في القرن الثامن عشرء وريما 
بصورة أكثر حصراً ممن سبقهم من الناحية الاجتماعية. . فقد كان أتباع 
هذا التيار يفتقرون إلى عنصر جوهري من عناصر الرؤية الرومنطيقية 
الثورية التي تجلت بين العامين 30ظ1 و21848 ألا وهو المتاريس» 
والجماهير» والبروليتاريا الحديدة المستميتة ؛ وهو العنصر الذي أضافته 
إلى مخحزون الصور الرومنطيقية لوحة دومييه "مذبحة في شارع 
ترانسنونان" (2)1834 التي تظهر فيها جثة عامل مجهول فتيل. 


كانت النتائج الأكثر إدهاشاً لهذا اللقاء بين الرومنطيقية وتصور 
ثورة فرنسية جديدة على مستوى أرقى هي النصر الكابيح الذي حققه 
الفن السياسي بين العامين 0 و1548. وقل أن نجد في أي وقت فترة 
كان فيها الفنانون الأقل أَدةَ أكثر انحيازاً بصورة كلية» بل إنهم» في 
أغلب الأحيانء كانوا يعتبرون خدمة النشاط السياسي واجبهم 
الأساسي. ويقول فكتور هوغو في مقدمته لمسرحية هرناني 7ه ©11)» 
وهى أشبه ما تكون ببيان ثوري: "إن الرومنطيقية هي الليبرالية في 
الأدى015. أما ألفرد دو موسيه (1857-1810) الذي كرس موهبته 
الطبيعية للتعبير عن أعذافت ذاتية' لذ غافة» شأنه فى .ذلك شآن الموسيقار 
كيان (1849-1810)» والشاعر النمساوي الهنغاري الباطني ليناو 
(2)1850-1802 فيرى أن "الكتّاب ينزعون في مقدما: مهم إلى الحديث عن 
المستقبل» وعن التقدم الاجتماعي والإنسانية والمدنية 00 وقد أصبح 
عدة فنانين شخصيات سياسية في البلدان التي كانت تكافح من أجل 
تحقيق التحرر الوطني وفي غيرهاء حيث تحولوا إلى أنبياء ورموز وطنية. 
وكان بينهم المؤلفان الموسيقيان شوبان» وفرانز ليسْتْ» وحتى الموسيقي 





)221 2 .م ,لكا .001 رعماغام رم 011 ,111150 
(22) .وله 11 ,أعدساط عل لع راك عل ومافارصمء كع ه00 باأعدمتكلة عل العام 
2 .5 1 .له ,([1876-18847 بامعطق]ط .هآ تكامةط]) 


003 































































































































































































الشاب فيردي» وميكييفيتش (الذي اتخل لنفسه دوراً تنبؤياً)» وبتويفي 
ومانزوني من بين شعراء بولنداء وهنغارياء وإيطاليا على التوالي. وقد 
ميل الفنان دومييه رساماً للكاريكاتير السياسي أساساً. وكان الشاعر 
أؤْغْلاند (لصقلطن)» والأحوان عُرِيمْ سياسيين ليبراليين» والنابغة 
البركانٍ غيورغ بوخنر (1837-1810) ثورياً نشطأً »؛ مثلما كان الشاعر 
هاينريش هايني (1856-1797)» الذي كان صديقاً شخصياً 0 
ماركس» ناطقاً غامضاً ولكنه قوي بلسان اليسار المتطرف2©, 

الأدب والصحافة» ولا سيما في فرنسا وألمانيا وإيطاليا. 0 
عصر آخر أن يكون أمثال لامينيه وجول ميشيليه في فرنساء وكارلايل 
ورسكن (هنكادنا18) في بريطانياء شعراء أو روائيين يتخذون موقفاً من 
القضايا العامة, إلا أنهم في هذا العصر كانوا دعاة وأنبياء وفلاسفة أو 
تورحين تشوت نظرهم إل العا رؤيا شاغرية:.وفي هته الناحيةة فإن 
الصور الشعرية اللاهبة تلون أفكار ماركس الشاب على نحو غير معهود 
في غيره من الفلاسفة أو المفكرين الاقتصاديين. وقد وصل الأمر حداً 
جعل تينيسون (1601(502) وأصدقاءه في كامبريدج يضعون أنفسهم في 
صف الفيلق الدولي الذي ذهب لنصرة اللببوانيين ضد رجال الدين في 
أسيانيا. 


وقد كرست النظريات الحمالية التي برزت وسادت في تلك الكترة 
الوحدة سين الغن والالتزام الاجتماعي. بل إن السان سيمونين 
الفرنسيين» من جهةء والمثقفين الروس اللامعين الثوريين في أريعِينَات 





(23) علينا أن نلاحظ أن هذه كانت إحدى الفترات النادرة التي لم يقتصر فيها الشعراء 
على التعاطف مع اليسار المتطرف» بل كتبوا قصائد جميلة صالحة لاستثارة الناس. ويجدر التنويه 
في هذا السياق بمجموعة من الشعراء الاشتراكيين الألمان اللامعين في أربعينات القرن التاسع 
عشر مثل: هيرفيغ » وفيرث» وفرايليغراث» وبالطبع» هايني (©1165): مع أن قصيدة شيللي 
(لإعااعط8) أقنعة الفوضى (تراء 7ه إن عننوده/3) (1820) التي كتيتب في معرض الرد على 
بيتولوء كانت هي الأقوى أثراً. 


104 





اعرن قاع عر بو جم كدي كرا سرادت ال ا 
عدة مثل ' الواقعية الاشتراكية ©240١‏ كان ها الا اللاي ل يكدب 5 
على نبله. النجاح» يستمد عناصره ومكوناته من الفضيلة اليعقوبية 
الصارمة» ومن الإيمان الرومنطيقي بقوة الروح التي جعلت شيللٍ يسبغ 
على الشعراء لقب "مشرّعي العالم غير المعترف بهم / . ولم يعد بوسع 
شعا ر "الفن للفن " 2 لواحن لتروه ا الك من جانب المحافظين 
والهواة في المقام الأول» أن ينافس شعار الفن للإنسانية» أو للشعب» 
اواللبوولياريا: دس كا 0 الكتفية ذانيا لقدية 
روي بانبعاث الإنسان الحديد. ويتضح هذا التغير في التوجهات 
السياسية والجمالية في أجل صوره لدى بودلير (156ة[82006) وفلوبير 
بامعطيلة!) . ونتجد حتي! تسينة أذ لذلك فى رواية فلوبير التربية 
العاطفية :110110 اواسءمناس؟) . غير أن الفنون واصلت انشغالها 
والتزامها الاجتماعي في بلدان مثل روسياء» التي لم تعانٍ إحباطات عام 
8 لأنبها لم تحدث فيها ثورة آنذاك. 


37و 


كانت الرومنطيقية أسلوباً في الفن وفي الحياة طبع بطابعه المميز 
فترة الثورة المزدوجة هذهء غير أنها لم تكن الأسلوب الوحيد. فحيث إنها 
م تكن هي السائدة في ثقافات كل من الأرستقراطية والطبقة الوسطى؛ 
ناهيك عن الفقراء الكادحين» فإن أهميتها من الوجهة الكمّية كانت قليلة 
في تلك الأيام. وكانت الفنون التي تعتمد على الرعاية أو الدعم 
الجماهيري من جانب الطبقات القادرة مالياًء مثل الموسيقى » هي التي 





(24) تكتتوط) رمدم ك-اتتهكى ك0 رمه 4 '| عل أونءمد 10/6 عل باتعطتط1” عاتسعنوته3/1 
.([.0 .ص بطم ص[ 


005 




















































































































خافتة ل ورا أما ا ل الفقراء» 
فلم تكن محل اهتمام من جانب الفنانين الرومنطيقيين» » على الرغم من 
أن تسلية الفقراء وإمتاعهم من خلال الصحف والمجلات الزهيدة 
ا والسيركات, :والعرومن واتدارض الف | ا 0 
وبالتالي كان الفنانين المشاركين في هذه اكور ا ا قد 007 من 
رصيدهم الشعبي ومخزونهم من العواطف والمواقف المثيرة ة والمهارات التي 
ال الجمهور إل الجديد» 0 ول الات 
العبارات التي يتفوه بها القتلة وقطاع الطرق» وما إلى ذلك من الحاللات 
التي برع الرومنطيقيون في تصويرها أو التعبير عنها. 


وظلت أضول الآساليب) الأساشية المميوة للجياة الأرسراطة 
وللفن راسخة الجذور في القرن الثامن عشرء مع أنها تعرضت للابتذال 
د32 بعية ل دمت بي الي دين وا اجن ايام 
وقد مورس هذا الابتذال بصورة خاصة على الملابس والأثاث من طراز 
"أمير" ' في عهد نابليون». وهو تصميم في غاية القبح والصلف. ومن 
طراز ريجنسي البريطاني. ويتضح ذلك عند مقارنة الزيّ الرسمي الذي 
كان شائعاً في القرن الثامن عشر بنظيره ه في مرحلة ما بعد نابليون؛ 
وذلك هو الشكل الفني الذي يعبر عن ميل الضباط الفطري ومزاج 
المصممين في الوقت نفسه. . وقد جعل التفوق البريطاني المشهود في هذا 
الميدان من النبلاء الإنجليز رديه يحتذى في التعبير عن الثقافة 
الأرستقراطية العالمية أو عدمها؛ ذلك أن اهتمامات الرجل 'الغندور". 
الحليق» الرائقء المتألق» الشديد التأنق في ملبسه ومظهره ه وذوقه» ينبغي 
أن تنحصر في الخيول والكلاب والعربات والمسابقات والصيد والتبذير 
والانغماس في الملذات التي تليق بالوجهاءء مع التركيز على نفسه فى 
المقام الأول. وقد ألهب هذا التأنق المغالي خيال ا الذين كانت 


0016 





"الغندرة"» بهذا المعنى» قريبة من قلوبهم» ولكن مفهوم التأنق هذا 
استهوىء بالدرجة الأولى» الفتيات من منزلة اجتماعية متواضعة» 
فتداعبهن (كما يقول غوتييه)» الأحلام الوردية: 


"كان السير إدوارد هو الرجل الإنجليزي الأمثل الأروع الذي 
يدغدغ أحلامهاء الرجل الإنجليزي الحليق المنتعش» المتورد» المتأنق» 
اللامع الذي يواجه أشعة الفتجر وقد'لف حول عتقه لقاعاً فاتناً أبيض » 
الإنجليزي الذي يرتدي معطفاً واقياً من المطر. ألا يمثل هذا الرجل قمة 
التحضر والمدنية؟ . .. وحدثت نفسها قائلة : سيكون لدي آنية فضية 
للمائدة» وكذلك آنية خزفية صينية نفيسة من ويدجوود. وستغطي 
السجاجيد جميع أرجاء الله بوس اضرق الراقق عل الصهوة لاحد 
مكاني إلى جانب زوجي في عربتنا التي تقودها أربعة خيول عبر حديقة 
ماهد نار قد وببكلعي عر لان متدكلة النة عن العدي الالح فى شق 
الريفي» وونما لعث معهاكذلك عدة سن الأطفال الشمز المتوردى 
الوجنات. وسيكون مننظر الأطفال عبيجا عتدما جلسؤن عن المقعد 
الأمامي للمركبة ذات العجلات الأربع» وإلى جانبهم كلب صغير أصيل 

000 

من نوع كينغ تشارلز 

ربما كان هذا التصور مُلهماً بحد ذاته. ولكنه لم يعد رومنطيقياً» 
لاهوء ولا صور أصحاب الجلالة الملوك» أو أصحاب الجلالة 
الأباطرة» وهم يشاهدون الأوبرا أو يشاركون في حفل راقص» 
يحوطهم كوكبة من الرجال والنساء الحميلات المرصعات بالجواهر» 
والنبلاء من ذوي المحتد الكريم فحسب. 


كما أن ثقافة الطبقتين الوسطى والدنيا الوسطى لم تعد رومنطيقية 


(25) بصم سطمءامط© كتنتعل عكتمعسصه ل عله 1116| ها كعضعل كام عدا ,ولتتاول 


55-6 .0م 


007 






















































































































































































الترف والفخامة المزيفة التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر 
يتجليان إلا في أوساط أصحاب البنوك الكبار والمضاربين» وطلائع 
اليل الأول من الصناعيين أصحاب الملايين» الذين لم يستثمرواء وم 
يكونوا بحاجة إلى استثمار قدر كبير من أرباحهم في أعمالهم التجارية ؛ 
ل ا ل ا 0 
والأرستقراطيات القديمة تفرض هيمنتها الكاملة على 'المجتمع ". 

كان أفراد عائلة ب وهمء بحد ذاتهمء في مرتبة 0 
تشزترة فالا 0ه *وذلك ما ل رفهله التووجوازيون العافيوق. ققد 
كان التيار البيوريتاني الطهراني» وأصول الورع الأنغليكانني والكاثوليكي 
على السواءء تدعو إلى الاعتدال» والاقتصاد في الإنفاق» والتقشف 
المريح» والرضى عن النفس» أخلاقياً. في كل من بريطانيا والولايات 
المتحدة وألانياء والجماعات البروتستانتية في فرنسا. وقد فرضت التقاليد 
الأخلاقية التنويرية والماسونية التي سادت في القرن الثامن عشر حدود 
الضبط نفسها على غير المتدينين وحتى على المناوتين للدين. وكانت حياة 
الطبقة الوسطى حياةً تجري فيها السيطرة على العواطف وتتحدد مجالاتها 
بقيود شديدة صارمة. وكان القطاع العريض من الطبقة الوسطى في 
القارة الأوروبية لا يعمل في القطاع الخاص» بل كان من موظفين في 
الحكومة أو مدرسينء أو أساتذة جامعيين» أو قساوسة أحياناً. وكانواء 
بالتالي» يفتقرون إلى المجالات التي يمكن فيها تراكم رأس المال. وكذلك 
كان حال صغار البورجوازيين في المقاطعات, الذين كانوا يعلمون أن 
الثروة التي قد جمعوها في البلدات الصغيرة هى أقصى ما يمكن أن 
يحققوه . وهي ليست ذات شأن في جميع الأحوال» خصوصاً إذا ما 
قيست بمعايير الثروة والسلطة البارزتين في ذلك العصر. وواقع الأمر 


2260 071016 ك6 17107167 5 10ج كل "اماعط ,عدو عمو .1/1 


1ه ,(1855-1860 بامنوسم :مقوط) .كام 4 ,كع لاع تاكمها كمتتبعلصة1م ,كلاننا"رققء رعمى ررتمط 


-252 .مم ,1307 


408 








أن حياة الطبقة الوسطى كانت منافية للرومنطيقية» وكانت نظرة القرن 
الثامن عشر هي التي تتحكم في أنماطها وأساليبها. 


يتبدى ذلك بوضوح تام في بيت عائلة من الطبقة الوسطى» ٠‏ لأنهء 
المركز الذي تدور حوله ثقافة الطبقة الوسطى. إن هيئة المنزل أو الشارع 
البورجوازي في مرحلة ما بعد نابليون مستمدة على نحو مباشر من 
تفاليد النصفك الأول مره القرة الثامن سس الكلاسيكية أو الروكوكية 
(أي فن العمارة والتزيين ن المفرط في الزخرفة والتعقيد). واستمرت 
أساليب العمارة الحورجية المأخرة في بريطانيا حتى الأربعينات من 
ل . وفي أماكن أخرى» حدث في وقت لاحق انقطاع 

فى الهندسة المعمارية (والسبب الرئيسي في ذلك هو الاكتشاف المتأخر - 
الكارئي من الناحية الفنية - لعصر النهضة الأوروبية). وكان الديكود 
الداخلي للمنزل الألماني» المسمى باسم القنمة مدرسابرنة نوكا من 
الأساليب الكلاسيكية المحلية التي أضيفت إليها لمسة حميمة حالمة توحي 
لاخر الرو علا ةة انا لزتجلة السابقة عل الرومتط فى" اراخر 
القرن الثامن عشر. ولكن هذا التصميم اختصر أبعاد المساحة الداخلية 
بحيث تناسب مزاج البورجوازي المتواضع وهو يعزف مقطوعته الرباعية 
الوترية الفضلة بعد ظهر يوم الأحد في غرفة الجلوس. وقد أنتج 
ودرمايو كذلك والحذا تمن أل تفناميم الأناف النزق عل الإطادى. 
ويتميز هذا التصميم بالستائر البيضاء المنسدلة على جدران رمادية فاتحة 
تعلو أرضية عارية» عليها مقاعد صلبة وأنيقة ومكتب وبيانو وخزائن 
معدنية ومزهريات مليئة بالورد. لكن الأسلوب العام ظل كلاسيكياً في 
جوهره. وخير ما يمثل هذا الأسلوب منزل الشاعر غوته في فايمار. 
وهنذًا انول أو تاحقهةه هو الذى صيكن ابد يطلات الزو اياك التي 
ألفتها جين أوستن (1817-1775)» أو الذي استخدمته طائفة 'اكلابهاء ' 
المعمدانية لأداء طقوسها وأنشطتهاء أو العائلات البو رجوازية المتعلمة في 
بوسطن» أو فى المقاطعات الفرنسيةء قراء مجلة 06415 و40 0000 


0409 





































































































































































































وربما تغلغلت الرومنطيقية في ثقافة الطبقة الوسطى عبر تعاظم 
أحلام اليقظة في أوساط الإناث في العائلات البورجوازية. وريما كان 
من أهم الأهداف الاجتماعية النئ كن يسن إليها إثبات قدرة رب 
العاتلة على إبقائهن فى حالة الضجر المرفّه هذه؛ وأن الرق الذي درجن 
عل اسسمراته هو الصين القاق لين. .وكانت:النتات البورجؤائيات» ف 
جميع الأحوال؛ يظهرن في الإهاب نفسه: الوجه البيضاوي الهش» 
وعقصة الشعر الناعم» والزهرة اللطيفة في الشال أو القلنسوة المربوطة 
نحت الذقن؛ وتلك كلها من مستلزمات الرَّىْ الأنيق فى أربعينات ذلك 
الغووف وكتان ذلك الاعابة لكان حضائض الفديات غير 
البورجوازيات. والجواري والحوريات اللواي أخرجهن رسامون معادون 
للرومنطيقية مثل إنغر (1867-1780) من الدائرة الرومنطيقية ليضعوهن 
في سياق بورجوازي. وذلك بعيد كل البعد عن اللبؤة المتربصة الظاهرة 
في .لوخنة غؤيا:*دوقة:أليا** أؤ الففيات التوتائيات الجديدات 
المتحررات» بأثوابين القطنية الرقيقة» اللواي أطلقتهن الثورة الفرنسية 
ونشرتهن في الصالونات» أو السيدات والغانيات الرابطات الجأش فى 
العقد القاريمن العرلة الفاسع عشن» نكل للدي لقن أن عانييت 
ويلسون. اللواتي كن بعيدات عن الرومنطيقية بُعدَهن عن البورجوازية. 


وقد تعزف الصبايا البورجوازيات مقطوعات موسيقية رومنطيقية 
حنونة من ألحان شوبان أو شومان (1856-1810). وربما كانت أريكة 
بيدرماير تشجع على الاسترخاء والاستماع إلى لحن غنائي رومنطيقي من 
أعمال احخندوارف (15:هلمعطعنظ) (1857-1788) أو إدوارد موريكي 
(©216:11 0:هد8) (21875-1804. التي تحولت فيها العاطفة إلى 4 مر 
الؤطان أو التوق السلبي. ويمكن لرجل الأعمال النشطء في أثناء 
6 رحلات العمل. أن يعبر أحد المسالك الحبلية» ويستمتع 'بأبدع 
مشهد رومنطيقي أشاهده في حياتي " » ثم يستريح في البيت» ويرسم 
'قلعة أودولفو " 3 يفعل مافعله جون كراغ (01288) صطه1) في 
ليفربول الذي كان "من أصحاب الذوق الفني الراقي ' ' مثلما كان سباكاً 


200 








شد 


للمعادن؛ "فاستخدم قضبان الحديد المسبوك في تصاميم العمارات 
القوطية"7©. غير أن الثقافة البورجوازية لم تكن رومنطيقية على 
العموم؛ ذلك أن تمجيد التقدم التقني كان يعني بالضرورة العزوف عن 
ا ميول الرومنطيقية المعتادة» وفي مراكز التقدم الصناعي على الأقل. فإن 
رجلا مثل جيمس نازميث» محترع المطرقة البخارية (1890-1808)» كان 

من البرابرة الأجلاف بالمقارنة مع الرسام اليعقوبي (الذي يعتبر بمثابة 
الآن الرسم الشاهد سيد فى مدل تقوانقنا الاين في وضط 
ثقافي وفني» وكان يعشق المشاهد المثيرة والآثار القديمة كما يليق برجل 
اسكوتلندي وا سع العلم. غير أنه اختار الهندسة الميكانيكية» وكان في 
شبابه يرافق والده فى مشواره اليومي» فلا يستوقفه ويثير إعجابه من 
المشاهد إلا مصنع الحديد في ديفون. فبالنسبة له ولمواطني أدثبره 
المؤدبين الذين ترعرع بينهم في القرن التاسع عشرء كانت الأشياء سامية 
راقية ولكنها غير عقلانية. وكان “في مدينة روين كاتدرائية رائعة. 
وكنيسة سانت أوين باهرة الجمال» وكذلك كانت أطلال العمارات 
القوطية المتنائرة في تلك المدينة الجميلة المثيرة للاهتمام". وعلى الرغم 
من روعة هذه المشاهدء فإنه لم يملك إلا أن يسجل في مذكراته عن 
جولاته خلال الإجازات أن جمالها إنما كان نتيجة للإهمال. إن جمالها 
باهر خلاب. غير أن الخطأ الجسيم في العمارة الحديثة في رأيه هو أنها 
"جعلت الهدف في المرتبة الثانية من اهتماماتها. .لم أستطع أن أبتعد 
مارج نيزا افيه بن جا اناد . . غير أن ما أثار اهتمامي أكثر من 
أي شيء آخر في الكاتدرائية هو منظر المصباحين البرونزيين المعلقين 
فوق القاعدة. وذلك ماأوحى لغاليليو فكرة الختراع البندول 
مس نط عط) ١‏ 250 ولم يكن هؤلاء الرجال برابرة ولا جهلة؛ لكن 





(27) لعنلا ,نرر[مه 11010 من ,«معتتع 171 ,تلانرتوتوول8 كول ,طالتممولة وعصول 
.7 .م ,([1897 ,.طم م :م .م]) وعاتصك أعبتصدد 69 


(28) انظر : المصدر نفسه» ص 2243 246 و251. 


501 


























































































































عالمهم كان أقرب بكثير إلى عالم فولتير أو جوسيا ويدجوود منه إلى عام 
رسكن. ولا شك في أن صانع الأدوات الشهين هنري مودزلي (11601) 
(003121ة2ء خلال زيارته لبرلين» ؛ كان في رفقة أصدقائه هامبولدت 
زعيم العلماء الليبراليين» والمهندس المعماري النيوكلاسيكي شينغل 
(اععاصتطء8) بحس با رتياح أكثر بكثير مما كان سيشعر به لو أنه التقى 
الفيلسوف العظيم » ولكن الضبابيء هيغل. 

وعل أية حالء كانت الآداب موا تأي في الدرجة الثانية بعد 
العلم. وكان بوسع مدير المصنع أو المهندس البريطاني أو الأمريكي 
المتعلم أن يظهر التقدير للآداب» غير أن جهوده الثقافية الحقيقية كانت 
ستكرس لنشر وتقدم المعرفة ‏ معرفته» ومن خلال هيئات من نوع 
الجمعية البريطانية لتقدم العارم. أومة اذل الناس مثل جمعية نشر 
المعارف المفيدة» ومؤسسات أخرى. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى 
أذ:واحذة من التعاتي الأساسية لدركة التنوير في القرن الثامن عشرء 
وهي الموسوعة/ الإنسيكلوبيديا شهدت ازدهاراً غير مسبوق». وظلت 
تحتفظ بروح الليبرالية السياسية النشطة (كما يرى معجم ماير الألماني 
الصادر في عشرينات القرن). وقد كسب بايرون الكثير من المال من 
اشعانء؟ غير أن الناشر كونستايل دفع لدوغالد ستيوارت ل1معا2) 
(اتمبوة)؟ ألف جليه عام 2 ليكتب تصديراً لكتاب تقدم الفلسفة 
ليقدم الملحق إلى الموسوعة البريطانية (0عتهاف ملع دم ماع20 
وحتى عندما كانت البورجوازية رومنطيقية المزاج» فإن أحلامها كانت 
تتمحور حول التقانة: فقد طرد سان سيمون مجموعة من الشباب لأن 
مخططي قناة السويس » ومصممي شبكة السكة الحديدية العملاقة التي 
كانت سترئظ أرضاء الحدورة مها كفن فسعت ترس البتريل 





(229) ا «تعاعاومق - 1815 مز وإوووع الستأعاط عا إن «ررمائزل] ك4 ,باوكا مزاع 


هلهم آ) حععترظ ممخ نز موناءنل20زم1 1 بعاممء طامتاعمظ عط زه 1م115 ىم ,كزعور 


509 2 ,1 .آهل ,(1987 رمعاعةطنعصروط عاعم عرولا بووهح 


502 








الشيطاني إلى أكثر جما يحققه آل روتشيلد العقلانيون الهادئون من أرباح» 
كانوا يدركون أن عليهم أن يجمعوا أكثر نما يستطيعون من مال مع 
استثمار أقل القليل في أتقطة للفبارية العامة بالقانسن المحافهل 77 . 
لقد كانت العلوم والتقانة هي ربّات الوحي والإلهام للبورجوازية» وقد 
تحالفت هذه كلها للاحتفال بيوم النصر العظيم وهو يوم انطلاق 
القطارات فوق السكة الحديدية من البوابات النيوكلاسيكية العظيمة 
(التي دمرت مع الأسف) في يوستن. 


371 


في تلك الأثناء» وخارج دائرة المتعلمين» ظلت ثقافة عامة الناس 
على ما كانت عليه. ففي المناطق غير الحضرية وغير الصناعية من العالم» 
لم يطرأ عليها تغيّر يذكر. ففي أربعينات القرن الثامن عشر ظلت» دونما 
تعديل» وكما كانت عليه عام 9ه أكثر الأغاني والمظاهر الاحتفالية 
والأزياء والفنون التزيينية بجميع تصاميمها وألوانهاء وطراز الملابس 
وأنماطها. غير أن الصناعة بدأت بتدمير هذه التقاليد الثقافية في المراكز 
الصناعية وفي المدن الآخذة بالاتساع. فلم يك قد رز الناضن: العامليق 
فى بلدة مجاضة أق يعويوا كما لو كائوا'قن اقوس لعن تركوهاء كما أن 
ارك الثقافي بأكمله أخذ يتهاوى بالضرورة مع اهيار الإطار 
الاجتماعي الذي كان يحفظ له التماسك والتكامل. ولم يعد بوسع المرء 
الذي تخلى عن الحراثة أن يغني أغنية تتصل بموسم الحصاد؛ وإذا فعل 
ذلك» فلن تكون أغنية فولكلورية شعبية» بل دندنة من نوع مختلف. 
وقد لازمت مشاعر الحنين والوُطان قلوب المهاجرين إلى المدينة الذين 
حافظوا على التقاليد والأغانٍ في غربتهم تلك». بل إن الاغتراب زاد من 





(30) مم تسوه مآ نولل كلامم عموصوط اع عباوصحط عللئعة/1“ ,معلصةآ .5 005010آ 
3 .701 ,متسل عمم بعاصم له 17100021716 مووز 0 ميسع؟ *”رعاعةزو 22176 تل عن أعصمصم 


.05 .م ,(1956) 


203 


تمسكهم بهاء لأنها كانت لهم مصدراً للعزاء والسلوى يخفف من آلام 
الاقتلاع التي يعانونها. لكن الثورة المزدوجة ولّدت تمحوّلاً جذرياء 
تار أدقء دمرت شرائح ومجالات من الحياة خارج المدن والمصانع» 
خصوصا في أجزاء من إيرلندا وبريطانياء إلى حد تعذر معه العيش وفق 
أساليب الحياة القديمة. 


غير أن هذا التحول الاجتماعي؛ حتى في المناطق الصناعية» لم 
يكن قبل عشرينات ذلك القرن قد وصل إلى حد التدمير الكامل للثقافة 
بمجملها؛ ويصدق ذلك بصورة خاصة على الحرفيين والمصنعين 
والمتتجين في أوروبا الغربية الذين كانوا قد أمضوا عدة قرون في تطوير 
أنماط ثقافية شبه صناعية. وفي الأرياف». كان عمال المناجم والنسيج 
يعبرون عن آمالهم وعن احتجاجهم على حد سواء بالأغاني الشعبية 
التقليدية. وأدت الثورة الصناعية إلى ازدياد أعدادهم مثلما شحذت من 
خبراتهم ومعاناتهم. ولم يكن المصنع يحتاج إلى أغانٍ شعبية» إلا أن أنشطة 
منوعة ذات صلة بالنمو الاقتصادي كانت تستلزم ذلك» وأسهمت 
بالتالي في تطويرها وفق الأساليب القديمة. وتنتسب الأغنية العي كان 
الللاحون ينشدونها وهم يديرون دولاب رفع الأثقال والمراسي إلى العصر 
الذهبي للفولكلور ' الصناعي" في النصف الأول من القرن التاسع 
عشر. وتدخل في هذا الباب أهازيج صيادي الحيتان في غرينلنداء 
وأنشودة 'صاحب المنجم "» وأغنية ' زوجة بائع الرصيف". " والنواح 
على عامل النسيج "”'. وفي البلدات ما قبل الصناعة» تبلورت في 
أوساط جماعات الحرفيين والعمال المحليين ثقافة متعلمة مكثفة كانت فيها 
النزعة الطائفية البروتستانتية تلتقي أو تزاحم اليعقوبية الراديكالية كحافز 
على التعلّم الذاتي تحت تأثير كل من جون كالفين (081910© صطهل)ء وتوم 
نتن وووبوك أوينه والشرف المكنيات» والكنانس: وللنامن وللداتق 


2010 101 ,كوهالوظعء]اه1 لمتسناما «معه© جه ماننيساى 116 ,عله ,الم 6ععهلا موبوع 


.8 81 ,”عصنئط الوطعاعها8 عط لصة 8 81 ,”نم12 روعتلان8 ,بروج“ :13 


204 








والزوايا بين جماعات الحرفيين المكافحين الذين يعتمدون على أنفسهم» 
وبينهم عدد من الصناع المبتكرين ممن عكفوا على زراعة الزهور المضخمة 
الحجم واقتناء الحمام والكلاب. ولم تشتهر نوريتش في إنجلترا بميولها 
الالحادية واكميورن» تعسنياه ل بها اهام عضانير الكباري 37 
غير أن تكيف الأغاني الفولكلورية القديمة مع الحياة ا 
يستطع» (إلا في الولايات المتحدة)» مقاومة التأثيرات التي جلبها عصر 
القاطرات والحديدء كما أن جماعات الصناع المهرة القدامى» مثل عمال 
غزل الكتان في دنفرملاين» لم يتمكنوا من الوقوف في وجه المصانع 
والآلات». وتحولواء هم وما عايشوه من تراث شعبي, إلى حطام بعد 
العام 1840. ١‏ 


وعلى الرغم من ذلك كلهء فإن الثقافة القديمة لم تُسَتَبْدَل بغيرها 
حتى ذلك الخين؛ قفي بريطانياء على سبيل المثال» لم تبرز الأتماط 
الخديدة للتعياة الضداعية الكاهلة بنضورة كلية إلا في السبعينات 
والثمانينات من القرن التاسع عشر. من هناء فإن الفترة اعد يو وم 
وسائل الحياة التقليدية القديمة حتى ذلك الحين كانت» في أكثر من 
وجهء المرحلة الأكثر قتامة وكآبة فى حقبة هي» بحد ذاتهاء الأكثر قتامة 
وكاب السيية الكادسن النقواس ون فيه الخرع افا لدت الكيرف 
كذلك لم تستحدث» في تلك الفترة أنماطاً لثقافة شعبية تكون» 
بالقدر وه تجارية الطابع» خلافاً للثقافات التي طورتها جماعات صغيرة 
بر دااع لها 


(32) كتب فرانسيس هورثنر (110,568 وأعصهع1) عام 9 : "ما زالت ثمة بيوت 
قديمة مزروعة في أعماق البلدة» ولكل منها حديقة. وريما كانت في البلدة محلات 3 
الزهور. فهناء على سبيل المثال» شباك. طويل مشرقء كان عامل الغزل يعمل وراءه على 
نوله اليدوي» ويطل من خلاله على مساكب الورد في بيته جامعاً بذلك بين العمل والمتعة. . 
غير أن المت قند حل بحل كه اندي عبوز : والخومت عدون الطاوب خ زفق 
انظر رم مامارط 116 **روطء7ص[]ط تتعطا لصه كأده1ط الدع طامععاعم تا“ رعماوة1 .0 

- )23-6-1949(. 


5305 


ا 


وصحيح أن المدينة الكبيرة» خصوصاً إذا كانت المدينة الكبيرة هي 
العاصمة» كانت تضم مؤسسات مهمة تفي بالاحتياجات الثقافية 
للفقراءء أو بالالحرق “ضغار الفقراء" ٠‏ وتفى» فى الوقت نفسه: 
كعهدها دائماًء باحتياجات الأرستقراطيين. إلا أن هذه المؤسسات كانت 
بمجملها من تطورات القرن الثامن عشر الذي تتعرض إسهاماته في 
بلورة الفنون الشعبية إلى الإغفال في أكثر الأحيان. فقد شملت منجزات 
القرن الثامن عشر نشأة مسرح الضواحي الشعبي في فييناء ومسرح 
اللهجة الشعبية في المدن الإيطالية» والأوبرا الشعبية (تمييزاً لها عن أوبرا 
التاقط)ك و الكوميدنا الفنية» وعروض المسرح الصامت المتنقل» ومسرح 
الهواء الطلق. ومباريات الملاكمة» ومهرجانات سباق الخيل» أو النسخة 
الشعبية من مصارعة الثيران الإسبانية”””©» وكذلك الصحف المصورة» 
وكتيبات القصص الشعبية التى ظهرت فى وقت سابق. وكانت الأشكال 
الجديدة التقيقية للتسلية والترويح في المراكز الحضرية من النتائج الجانبية 
لحانات الشراب التي غدت بصورة متزايدة موثل الكادحين الفقراء 
الاين عن العزاه والسلوة: في وجه التفكك الاجتماعي الذي حاق 
نيه واللاة اللتعيرى الاحين للمارسة العادات بوالاسفالاك اعفاد 
التي تداعت إلى إقامتها روابط العمال المياومين» ونقابات العمال» 
و “عبات الصداتة" :الطفوسيةة كما أن اندانات هن الى شهنت ولادة 
"قاعات الموسيقى" و"قاعات الرقص" ؛ بيد آنا 1 تكن قد ظهرت 
بشكل كامل حتى في بريطانياء بحلول العام 1848» على الرغم من أن 





كان النساجون في بيزلي بصورة خاصة من عشاق الزهور المغرمين. وكانوا يرون أن ما 
يستحق أن يزرع منها ثمانية أنواع فقط. وكان صانعو الأربطة والمخرّمات في نوتنغهام 
يزرعون الورد الذي لم يكن مثل النطمي الوردي ‏ من الزهور الأثيرة حتى ذلك الوقت 
لدى الطبقة العاملة. 

(33) كانت مصارعة الثيران في الأصل نوعاً من ألعاب الفروسية» وكان المصارع 
يتصدى للمقارعة الثور وهو على صهوة جواده. أما المصارعة الراجلة فإن ابتكارها يُعْرَّى إلى 
نجار في روندا في القرن الثامن عشر. 


5306 











موقا كابى قد يورت فى العات اي . وتعود الأشكال الجديدة 
الأخرى للترويح الحضري في المدن الكبيرة ة إلى المعارض والأسواق 
والهرجاناتالموسمية التى يها جهرة من المظرييق والمتكلين واللاعبين: 
وكات ليتله العاوسن مراعبيك كابحة فى اتن الكيرف بحت في 
الأيعنا سم ذلك القرن» كاتف هه( التكيعات الريضية. بغناصها 
المختلفة ين مسازج وعروشن فيه وباعة تر لين وقالين وصبيان 
يجرون عرباتهم الصغيرة في بعض الشوارع الكبرى» مصدر إلهام 
الا رن ع 0 » مثلما كانت مصدراً لإقناع عامة 
الناس والترويح عنهم. 


عو اسه اذوه بعده الذوق العف كن الجند القليل تتمييا 

من المنتجات والسلع» وأساليب تزيينها وعرضها بعد أن تقوم الصناعة 
بإنتاجها وطرحها في السوق للفقراء بصورة خاصة» ومنها: الجرار التي 
تباع وتهبدى تذكاراً بقانون الإصلاحء والحسر الحديدي الضخم فوق نهر 
"وير" » والسفن العملاقة الثلاث التي عيبرت الأطلسي» والمطبوعات 
الك كانت تحمل المواقف الثورية» والروح الوطنية» وأخبار كبرى 
الجرائم» بالإضافة إلى قطع الآثاث والملابس التي يستطيع الفقراء 
الحضريون ابتياعها. إلا أن المدينة» ولا سيما المدينة الصناعية» بقيت على 
العموم مكاناً كئيباً؛ إذ إن المتع والتسهيلات الجذابة فيهاء مثل 
الفضاءات المفتوحة» والعطلات والأعياد» أخذت تتلاشى بالتدرج تحت 
وطأة اكتظاظ العمران» وتصاعد الأدخنة التي سمّمت جميع مظاهر 


الحياة الطبيعية وأعطبتهاء والإرغام على العمل المستمر الذي صاحبه 


(34) ,[(1934 ,17111 معموط لإتماتمعمسقتاية) ككعضدع/صصط نرم ععالتسرمت أعءل56ى] 
09571 

في عام 1852 كانت الموسيقى الترفيهية تقدم في 26 حانة و21 مقصفاً للجعة في 
هناتشسجز.(من أصل 81 حانة و1298 مقصفاً للجعة في المقاطعة بأكملها). انظر : صطامل 
:00012]) نرم ول'رمرة عا ما مممع رمه جز ماعهط انه كمتاكطلهاى رعمايد8 أأممرر 1 
.0 .ص ,(1852 ,ولإعاععم 


5307 

















١‏ تزمت الطبقة الوسطى وإصرارها على المطالبة بالامتناع عن العمل أيام 

١ السبث والأحد. وقد مهدت الإضاءة بالغاز» والعروض التجارية في‎ ١ 
ٍ أ الشوارع الرئيسية هنا وهناك. لظهور الأضواء الملونة في الليل في المدن‎ 
الحديثة. إلا أن مكونات ادن الكبيرة الحديثة» وأستاليب الحياة الحضرية‎ ١ 

| الشعبية ة الحديثة لم تبدأ بالظهور إلا في النصف الثاني من القرن التاسع 

ا عشر. أما النصف الأول من ذلك القرن. فقد شاع فيه التدمير أوء في 

أفضل الحالات» أوقف عند حله. 


































































































ا 5308 












































الفصل الماس عشر 
العلوم 


'علينا ألا ننسى أن العلوم والفلسفة سبقتنا إلى محاربة الطغاة» 
وكانت الثورة من ثمار هذه الجهود التي بذلتها. ومن واجبنا 
اليوم » بوصفنا أحراراً تمتنين» أن نؤصّلها بينناء وأن نفخر بها 
ونحافظ عليها إلى الأبد؛ ذلك أن العلوم والفلسفة ستكون الدرع 
الواقية للحرية التي نلناها". 

عطاوق “الو 
"إن تساؤلات العلمء كما يلاحظ غوتهء غالباً ما تكون تساؤلات 
عن مسارات حياة الإنسان» فاكتشاف واحد قد يجلب للمرء 
الشهرة» ويكون منطلقاً يبدأ منه " كمواطن" طريقه إلى حظوظ 
أحسن فى الحياة. . .. وما إن تلاحظ ظاهرة جديدة حتى تغدو 
اكتشافاً وكلٌّ اكتشافٍ ملك. وما عليك إلا أن تمس ملكية امرئ 
ماء حتى تستثار مشاعره على الفور". 


محادثة مع إيكرمان» 1 كانون الأول/ ديسمبرء 1823. 





)10( 4 .م ,(1839 أكمعتط) اتن07) ,5010013 .5 


509 












































































































































































































































1 


إن خلق الموازاة بين الآداب والعلوم فيه بعض المخاطرة 5 عل 
الدوام ؛ لآن العلاقة بين كل منهما من جهةء 0 
فيه من جهة أخرى تختلف في كلتا الحالتين. غير أن العلوم عكست 
بطريقتها الخاصة» آثار الثورة المزدوجة؛ لأنها طرحت أمامهاء ا 
احتمالات جديدة» وواجهتها بمشكلات جديدة» وأتاحت لها فرصاً 
جديدة» كما أنها أسهمت إسهاماً كبيراً في إرساء أنماط فكرية جديدة. 
يه يعني ذلك أن من الممكن تحليل تطور العلوم بين العامين 1789 
و1848 على أساس الحركات التي كان يحفل بها المجتمع حولها. إن 
لأغلب الأنشطة البشرية منطقها الداخلي الخاص الذي يحدد. على 
الأقلء جانباً من مسار حركتها. لقد اكتشف كوكب نبتون عام 21846 
لا لأن عوامل خارج علم الفلك شجعت على اكتشافه. بل لأن الجداول 
التي وصفها بوفار عام 1821 أوضحت أن مدار الكوكب أورانوس» 
الذي كان قد اكتشف عام 1781.» يُظهر انحرافات غير متوقعة عن 
الحسابات؟ لأن هذه الانحرافات قد تزايدت بحلول أواخر الثلاثينات 

من القرن التاسع عشرء وعُزيت وقتها إلى اضطرابات يحدثها واحد من 
أجسام سماوية أخرى مجهولة» ولأن مختلف علماء الفلك عكفوا منذئذٍ 
على استقصاء موقع هذا الجسم. وعلى الرغم من ذلك. فإن أغلب 
المؤمنين الغيورين بصفاء ء العلم البحت الذي لا تشوبه شائبة يدركون كل 
الإدراك أن الفكر العلمي قد يتأثر على الأقل بعوامل خارجة عن نطاق 
العلم المحدد؛ لآن العلماء» وحتى الرياضيين التجريديين منهم. إنما 
يعيشون في عالم وافر الاتساع. . ولا يسلك التقدم العلمي مساراً مستقيماً 
بسيطاً تمثل كل مرحلة فيه حلاً لمشكلات كانت قائمة فيه من قبل؛ 
ضنمينا أو علانية» وتطرح بدورها مشكلات جديدة. كما أن العلم 
يمضي» في العادة. قدماً عن طريق اكتشاف مشكلات جديدة» 
وأساليب جديدة لدراسة تلك الماضية» وطرق جديدة لمعالجة المشكلات 
القديمة أو حلهاء أو اكتشاف مجالات جديدة تماماً للاستقصاءء أو 


310 








أدوات نظرية أو عملية جديدة للتقصي. وثمة محال فسيح هنا تسهم فيه 
العوامل الخارجية في حفز الفكر أو تشكيله. ركو له ركون الك مهما 
و ل ايه : كانت في واقع الأمر تتقدم في 
خط مستقيم كما هي الحال في الفلك الذي ظل» في جوهره. يتحرك 
في إطار نيوتن. إلا أن تلك الفترة» كما سنرى» كانت تمثل منعطفات 
جذرية جديدة في بعض ميادين الفكر (مثل الرياضيات)» وصحوة 
علوم كانت خاملة حتى ذلك الحين (مثل الكيمياء»؛ أو خلق علوم 
خادودة افونا (مثل الحيولوجيا)» أو في حقن أفكار ثورية جديدة في 
علوم أخرى (مثل العلوم الاجتماعية والبيولوجية). 


والواقع أن المتطلبات المباشرة التي فرضتها الحكومات أو الصناعة 
على العلماء كانت» بين - جميع القوى الخارجية التي تشكل التطور 
العلمي» هي الأقل أهمية. 00 الثورة الفرنسية» وعينت المهندس 
والخبير في علم الهندسة لازار كارنو مشرفاً على المجهود الحربي 
اليعقوبي» والرياضي عالم الفيزياء مونج (عع28ه31) ا للبحرية عام 
2 ,» وفريقاً من علماء الرياضيات والكيمياء لإدارة الإنتاج 
الحربي» شيا عن لك لبان اا ع1 لافوازييه مسؤولا 
عن إعداد تقديرات الدخل القومي. وربما كانت تلك هي المرة الأول 
في التاريخ الحديثء بل في التاريخ عموماًء التي يتولى فيها علماء 
مدربون من هذا النوع مناصب حكومية رفيعة. غير أن ذلك كان أكثر 
أهمية للحكومة مما كان للعلوم. ففي بريطانياء كانت الصناعات الأساسية 
في تلك الفترة تتركز في الأنسجة القطنية والمناجم والحديد والسكة 
الحديدية والشحن البحري. وكانت المهارات التي أحدثت ثورة في تلك 
الصناعات من نتاج الخبراء التجريبيين العمليين» » بل المغرقين في 
التجريب العملي. وكان بطل ثورة السكة الحديدية البريطانية جورج 
ستيفنسون رجلا أَمَياً من الوجهة العلمية؛ إلا أنه كان قادراً على أن 
يتلمس الطريقة التي تعمل مها الآلات؟ أي بعبارة أخرى» ضَانغا 
حرفياً بالغ البراعة» لا خبيراً تقنياً. ولم تثمر المحاولات التي قام بها 


511 






























































































































































































































































علماء مثل باباج لتطوير السكة الحديدية» أو مهندسون علماء مثل 
برونيل» لإقامة هذه الصناعة على أسس عقلانية» لا على أسس تجريبية 


ببحتة. 


من جهة أخرى. أفادت العلوم فائدة عظيمة من التشجيع الكبير 
الذي لقيه التعليم العلمي والتقني» والتشجيع المعتدل الذي لقيته 
البحوث خلال تلك الفترة. ويبدو تأثير الثورة المزدوجة هنا واضحاً 
قاماً. فقد أجرت الثورة الفرنسية تحولاً في التعليم العلمي والتقني في 
تلك البلاد» خصوصاً بعد إنشاء معهد "إيكول بوليتكنيك" (1795) 
0 مدرسة لتدريب الفنيين في شتى المجالات» والنواة الأولى لمعهد 
"عتناعلمؤصنة علقصدمم عامعظ " (2)1794 وهو الصرح الراسخ خ الدعائم 
الذي كان ركنا من أركان لطاع العام غلم الثانوي والدراسات 
العليا الذي سعى إليه نابليون. كما أنها أحيت الأكاديمية الملكية المترهلة 
(1795)» وأقامت في المتحف الوطني للعلوم الطبيعية (1794) أول مركز 
حقيقي للبحث خارج العلوم الطبيعية. وكان التفوق العالمي الذي تمتعت 
به العلوم الفرنسية في تلك الفترة من ثمار هذه المؤسسات الرئيسية» 
وفي مقدمتها 'البوليتكنيك' ٠‏ الذي ظل حتى ما بعد نابليون مركزاً 
زاخراً بالنزعات اليعقوبية والليبرالية» ومهداً فريداً ترعرع فيه كبار علماء 
الرياضيات والفيزياء النظرية. وقد أنشعئت على غرار البوليتكنيك 
مؤسسات مماثلة في براغ» وفييناء وستوكهولم؛ وسان بطرسبرغ. 
وكوبنهاغن. وفي عدة أماكن في ألمانيا وبلجيكاء وفي زيوريخ 
وماساتشوستس» ولكن لا في إنجلترا. كما أن صدمة الثورة الفرنسية 
أخرجت بروسيا من زيف ناميا التعليمي المتحجر. وأصبحت جامعة 
برلين الجديدة التي أنشئت (1810-1806) بوصفها ركناً من أركان الإحياء 
البوويسى»: تنوذجا الأكدز اشامعاك الألانة اللي خلس بدورها» قد 
تحدديها الوسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم. ومرة أخرى» لم 
تحدث مثل هذه الإصلاحات في بريطانياء حيث لم تقع ثورة سياسية» 
ولم تنتصر هذه الثورة. غير أن ثروتها الطائلة حققت نتائج مماثلة؛ لأنها 


512 





مهدت لقيام مختبرات خاصة كتلك التي أنشأها هنري كافنديش 171مء1]) 
(035760015 وجيمس جول (016ا10 3265[)» وساندتها في ذلك 
الضغوط العامة التى مارسها أبناء الطبقة الوسطى الأذكياء» لتطوير 
التعليم العلمي والتقني. وفي العام 21799 أنشأ الكونت رمفورد 
(014010تنا1 غستده©)ء المغامر المستنير الجوّال» المعهد الملكي الذي 
اكتسب شهرته في نظر الناس العاديين لما كان يلقيه من محاضرات 
عامة» إلا أن أهميته الحقيقية تكمن في أنه أفسح يجالاً فريداً للعلوم 
التجريبية ولعلماء مثل همفري ديفى (ل/1(1 /إ#طاطدصن1]) ومايكل 
فاراداي ا وكات سذا الحيكد در ع زا 
لختبرات البحوث. وتمكنت الهيئات المشجعة للعلوم. مثل الجمعية 
القمرية في بيرمينغهام. والجمعية الأدبية الفلسفية في مانشستر»ء من 
استقطاب دعم الصناعيين في المقاطعات. وكان مؤسس النظرية الذرية 
جون دالتون (0هغ!28 هطهك) من أعضاء جمعية مانشستر. كما أسس 
الراديكاليون البتثاميون فى لندن معهد لندن الميكانيكى ‏ وهو الآن كلية 
بيركبيك - باعتباره 1 لفنيين (والأحرى أنهم وو إدارته وحؤلوا 
مَسارَهُ)» وذلك ما فعلوه أيضاً فى جامعة لندن بديلا للخمول الذي 
هيمن على أوكسفورد وكامبريدج». والجمعية البريطانية للارتقاء بالعلوم 
(1831) عوضا عن بلادة الجمعية الملكية البالية. ولم تكن هذه المراكز 
مؤسسات معنية بدعم المساعي الرامية لاكتساب المعرفة بحد ذاتهاء 
وربما كان ذلك هو سبب التباطؤ في ظهور مؤسسات معينة للبحوث. 
ولم تنشأء حتى في أمانياء مختبرات جامعية للبحث الكيميائي (مثل 
مختبر ليبيغ في غيسن) حتى العام 1825. (وغني عن القول إنها تأثرت 
بالتجربة الفرنسية). وقد أنشئت مؤسسات لتدريب الفنيين» كما في 
فرنسا وبريطانياء وتدريب المدرسين» في فرنسا وألمانياء أو لتنمية ا 
الخدمة العامة في أوساط الشباب. 


تزايدت فى عصر الثورةء إذنء أعداد العلماء والدارسين» 
وتعاظم الإنتاج العلمي. وإضافة إلى ذلك» شهد ذلك العصر اتساع 


5313 






























































النطاق الجغرافي للعلم من ناحيتين: فمن ناحية» فتحت العمليات 
التجارية وحملات الاستكشاف افاقا جديدة في العالم للدراسة العلمية» 
وحفزت على النظر فيها. وقد أسهم في هذا الإنتاج العلمي واحد من 
أعظم العقول عليه فى تلك المدرة ء هو ألكسندر هامبولدت 
(1859-1769)» بوصفه رحَالة لا يكلّ ولا يملّء ومراقباًء ومنظراً في 
مجالات الجغرافياء والتاريخ الطبيعي. وعلى الرغم من التوليفة التي جمع 
فيها جميع روافد المعرفة» فإن المجلة التي أصدرها كوزموس 0 
(1859-1845) كانت من الشمول بحيث ألغت الفواصل المعرفية بين 
فروع المعرفة المختلفة. 


ار ا ا ا 
حتى ذلك الوقت قد أسهمت فيه» ولو بقدر , بسيط. ويمكن أن نورد 
قائمة من كبار العلماء في العام 1750 ل الام لا تحتوي إلا 
على قلة قليلة من غير الفرنسيين والبريطانيين والألمان والإيطاليين 
والسويسريين. إلا أن أقصر قائمة لكبار العلماء الرياضيين خلال النصف 
الأول من القرن التاسع عشر تضم هينريخ آبل (اءطة عانته»1؟) من 
النرويج» وجانوس بولياي (نهنزاوظ وممد1) من هنغارياء ونيكولاي 
لوباتشيفسكى (51/اعط20طه.آ 10181زل!) من مدينة قازان الناثية. ويبدو أن 
العلم يعبر» هنا أيضاًء عن بزوغ الثقافات الوطنية خارج حدود أورويا 
الغزية» وذلك» يد :ذائن :من الكماز المشتهودة لعصير النورة» وقل كل 
هذا العنصر الوطني في توسع العلومء بدورهء في تقهقر النزعة العالمية 
التي كانت من خصائص الجماعات العلمية الصغيرة في القرنين السابع 
عشر والثامن عشر. فقد انصرم وتولى» مع أنظمة الحكم القديمة. العهذ 
الذي كان فيه لعالم عالمي معروف مثل يولر 6اناظ) برنامح حافل من 
التنقل والترحال من بازل إلى سان بطرسبرغ» ثم إلى برلين» ليعود بعدها 
إل كائرين العظمئ وغد| العلماء مداكل يعيثيرة ونع كرون داشل 
دوائرهم اللغوية» وبي يتواصلون الواحد منهم مع زملاثه عبر المجللات 
م وهي أيضاً من الثمار المميزة لذلك العصرء ومنها دونلاءءعءم,رم 


3214 








براءعاع ه50 لمترم1 116 01 (2)1831 كعل عتسفامعن'! عل كنس" دعاصددمه) 
وععمعاعر (1837) ترزاءاء50 أمعناممومابوراط ممع ةسعدما ع[ زه كو العءعء0 ل 
(1838)»: أو المجلات الجديدة المتخصصة مثل المجلة التي كان يصدرها 
كريل ماعطلل عالسددعع دما مسن عداع ع1 "لا أه1تتاه ل (1838) أو بجلة 
--0 بأ عل اه عنصتل ع4 وعلمصدا (1797). 


1 

قبل أن نطلق الأحكام على طبيعة آثار الثورة المزدوجة على العلوم» 
يجدر بنا أن نقدم عرضاً موجزاً لما كانت عليه آنذاك. . فالعلوم 
'الفيزيائية. للستي لكل اعبرم أي 1 يعبارة و 
طراء عن الخ انس الاريك مسيعة ليلد الدارن مسد أو وضع قي 
الاكتشافات المحراة السابقة ولس وااو صر نها في تساف 0 
0 مباشرة 0 هو الكهرياءء أو بالأحرى 
لنسم لقن ) التيار الكهربائتي» و1799 حين صنع فولتا (17701]2) التطاذيف 
و1800 يوم اكتّشف التحليل الكهربائي» و1820 عندما اكتشف أو اسيك 
(0ل5:6:ء0) الرابطة بين الطاقتين الكهربائية والمغناطيسية» و1831 حين 
اكتشف فارادي العلاقة بين هذه القوى جميعهاء ووجد نفسه» مصادفة 
يرتاد سبيلاً جديداً إلى الفيزياء (بواسطة " حقول الطاقة" لا قوى الدفع 
والشد الآلية)» وكان بذلك يمهد الطريق إلى العصر الحديث. وكانت 
التوليفة النظرية الجديدة الأهم هي اكتشاف قوانين الدينامّية الحرارية» 

أي العلاقة بين الحرارة والطاقة. 


كانت الثورة التي حولت الفلك والفيزياء إلى علوم حديثة فد 
بدأت في القرن السابع عشر. أما الثورة التي ولّدت ' الكيمياء' 


5315 































































































فكانت في أوج ازدهارها عندما بدأت هذه الفترة؛ ذلك أن الكيمياء 

بين العلوم كافة» كانت هي الآكثر التصاقاً مباشراً بالممارسات 
الصتاغيق ولا سيما عمليات التبييض والصبغ في صناعة النسيج. 
وبالإضافة إلى ذلك». فإن اباء هذا العام كووا روعالا مدي 
يرتبطون مع رجال عمليين مثلهم فحسب (مثل دالتون في " جمعية 
مانشستر الأدبية والفلسفية" ' مع بريستلي في " الجمعية القمرية' ' في 
بيرمينغهام)» بل كانوا أحياناً سياسيين ثوريين» وإن كانوا من المعتدلين. 
وكان اثنان منهم من ضحايا الثورة الفرنسية: بريستلي» الذي اغتاله 
الغوغاء المحافظون؛ لتعاطفه الشديد مع الثورة» ولافوازييه الي الذي 
أعدم على المقصلة؛ لأنه لم يتعاطف معها بصورة كافية» أو بالأحرى 
لأنه لم يكن رجل أعمال كبيراً. 


كانت *الحيمياء*: شأنا قبآن الفيزيافة: علما فرنسيا في المقام 
الأول. فقد نشر مؤسسها الأول لافوازييه (1794-1743) مؤلفه الأساسي 
عن مبادئ علم الكيمياء (0/11:1 © ©716:117 0/6 776116) في السنة التي 
اندلعت فيها الثورة. كما كانت ثمة مبالغة» فرنسية بالدرجة الأول 
كذلك» مراحل التقدم التي قطعها علم الكيمياءء خصوصاً في تنظيم 
البحوث الكيميائية» في البلدان الأخرى» وحتى في تلك التي أصبحت 
في ما بعد هي المراكز الرئيسية للبحث الكيميائي» مثل ألمانيا. 
وانحصرت أشواط التقدم قبل العام 1789 في إسباغ بعض النظام الأولي 
على التجارب الإمبيريقية المتحابكة عن طريق تقديم تفسير واضح 
لعمليات كيماوية أساسية معينة مثل الاحتراق» أو بعض العناصر 
الابئاسية مثل الا وكسيهين: كا اننا اتتحددك فاسات: عن قش 
وتركاهاً للمزيد من البحث في هذا المجال. وكان المفهوم الخطير للنظرية 
الذرية (الذي طرحه دالتون بين العامين 1803 و1810) قد مهد الطريق 
لوضع المعادلة الكيميائية» وأفسح المجال لدراسة البنية الكيميائية» وتلت 
ذلك سلسلة طويلة من نتائج التجارب الجديدة. وأصبحت الكيمياء في 
القرن التاسع عشر هي الأكثر صرامة بين جميع العلوم. وغدتء, 


5316 








بالتالي» تجتذب جمهرة العلماء النايين» شأنها شأن كل مجالات البحث 
الدينامية. ومع ذلك» ظلت أجواء علم الكيمياء ومناهج البحث فيه. 
إلى حد بعيد» مثل ما كانت عليه فى القرن الثامن عشر. 


وكان من تداعيات الكيمياء فى تلك الفترة تحقيق كشف ثوري 
واحدء هو إمكانية تحليل الحياة باستخدام العلوم غير العضوية. ققد 
اكتشف لافوازييه أن التنفس شكل من أشكال احتراق الأوكسيجين. كما 
اكتشف ووهلر (/عاطءه10) (1828) أن أحد العناصر التى كان يُعتقد 
حتى ذلك الحين أنها توجد فقط في الأجسام الحية» وهي لجان 
(اليوريا)» يمكن توليفه فى المختبر» فَدشَن بذلك مجالا واسعا هو 
'"الكيمياء العضوية". غير أن المقاربئين الميكانيكية والكيميائية كلتيهما ل 
تمكنا علماء الأحياء (البيولوجيا) من تحقيق تقدم كبير» وذلك على الرغم 
من الشلل الخطير الذي أصاب العائق الأبرز في طريق التقدمء» وهو 
الاعتقاد بأن المادة الحية تخضع لقوانين طبيعية تختلف اختلافاً جوهرياً عن 
تلك التي تتحكم في المادة غير الحية» وقد تأسس في العلوم الحيوية 
آنذاك ما يشبه النظرية الذرية في علم الأحياء بعد اكتشاف شلايدن 
(معل1ء1طه5) وشو ان (ممةسحطء5) أن جميع الأجسام الحية تتكون من عدد 
لا حصر له من "الخلايا" (1839-1838). غير أن نضوج الفيزياء الحيوية 
والكيمياء الحيوية لم يتحقق إلا في وقت لاحق. 


وحدئت في "الرياضيات" ثورة أكثر عمقاًء مع أنها بحكم 
طبيعتها أقل وضوحاً مما حدث في الكيمياء. وخلافا لما حدث في 
الفيزياء التي ظلت في حدود مرجعيات القرن السابع عشرء والكيمياء 
التى انفتحت على مجالات واسعة عبر فجوة انفرجت فى القرن الثامن 
مشر مقلة الروافيات فى كذاك: الققرة شداناً غخلفاً كل التكتلاف: 
وتجاوزت بذلك العام الرياضي الذي يناه الإغريق» وقد سيطر حتى 
ذلك الحين على الحساب والهندسة المستوية» وكذلك عالم القرن السابع 
عشر الذي سيطر على مناهج التحليل. ولا يستطيع إلا الرياضيون تقدير 


5317 





عمق الابتكار الذي استحدث في العلوم جراء نظرية وظائف المتغيرات | 
المركبة (غوس (0)61055» وكوشي (الإتاعنته)ء وآبلء وجاكوبي 
((38606))» ونظرية المجموعات (كوشى وغالوا (وذه1ه6)) أو نظرية 
الكو الرجهة رعاملدون). ولعو يمفدوى عتن عامة العاف أن هجوا ' 
آثار الثورة التي استطاع بها الروسي لوباتشيفسكي (1829-1826) 
والهنغاري بولياي (1831) أن يطيحا أكثر الحقائق اليقينية الثابتة» وهى 
الوندسة الإقليدية: لقند كان الصرح الشافق والبنية الر اسح لمتطق 
إقليدس يقوم على فرضيات محددة» ومنها أن الخطين المتوازيين لا 
يلتقيان. وتلك من البديهيات التي تؤخذ على علاتها ولا يمكن البرهنة 
علنها ومن الأمور الندالة اللشيطة البوم جباء لللاشة منطفية فائلة تقوم 
0 على افتراضات أخرىء كما فعل لوباتشيفسكي وبولياي» كأن نقول إن 
ا الامتداد اللامتناهي لخط مثل (خ) قد يمر من النقطة (ن)؛ أوء كما 
١‏ يرى ريمان أن الامتداد اللامتناهي لخط مثل (خ) لن يمر من النقطة 
/ (ن)؛ ويصدق ذلك بصورة أكبر إذا استطعنا بناء سطوح مستوية حقيقية 
١‏ تنطبق عليها هذه القوانين (من هناء فإن ما يصح على الكرة الأرضية 
1 الكروية الشكل هو افتراضات ريمان لا إقليدس). غير أن الإقدام على 
١‏ طرح تلك الفرضيات في أوائل القرن التاسع عشر كان يمثل جرأة 
١‏ فكرية لا يعادلها إلا القول بأن الشمسء لا الأرض» هي مركز 













































































11 ١ 


ا لم يتنبه للثورة الرياضية إلا قلة من الاختصاصيين في مجالات بعيدة 
| كل البعد عن الحياة اليومية. بيد أن الثورة في "العلوم الاجتماعية" 
كانت حك ذاحة قانيده أكثر وقعاً على الناس العاديين لأنها أكثر مساسا 

57 وو 1ك وفوا د ول الرساك كبا كان تحقد اذك وعكان 





سلبياً على العموم. لقد كانت شخصيات العلماء والدارسين الهواة في 
روايات توماس لوف بيكوك تقابل بالتعاطف الناعم الرقيق أو بالسخرية 


531 






















































































الودودة. ولكن ذلك ١‏ يكن الحال بالنسبة لعلماء الاقتصاد والدعاة 
الأعضاء فى دار النشر " إاعأء50 غن16116ه1] سمعاة " . 


هبّت» بعبارة أدق» ثورتان» التقى مساراهما لتولد منهما الماركسية 
بوصفها التوليفة الأكثر شمولاً بين العلوم الاجتماعية: الثورة الأولى» 
التي واصلت الريادة المستنيرة التي بدأها عقلانيو القرنين السابع عشر 
والثامن عشرء وضعت ما يعادل القوانين الفيزيائية للتجمعات البشرية. 
وتمثل انتصارها الأول في بناء نظرية استدلالية منهجية للاقتصاد 
الساسي» وهي النظرية التي كانت قد قطعت أشواطاً من التقدم بحلول 
العام 9. أما الثانية» الوثيقة الصلة بالفترة التي نتناولهاء الأقرب إلى 
النزعة الرومنطيقية. فهي اكتشاف التطور الم 0 

كان الابتكار الجريء الذي أقدم عليه العقلانيون الكلاسيكيون 
يتمثل في تبيان أن معادلة شبيهة بمنطق القوانين : الحبرية يمكن تطبيقها 

على الوعي الإنساني وعلى حرية القرار. وكانت "قوانين الاقتصاد 
السياسي ' ' من هذا النوع. وقد أدت هذه القوانين التي لا علاقة لها بما 
يحب البشر أو بما يكرهون. كما هي الحال في قانون الجاذبية (الذي 
يمثل وجه الشبه) إلى ترسيخ يقين ال رأسماليين في أوائل القرن التاسع 
عشرء وزودت خصومهم الرومنطيقيين بنزعة غير عقلانية لا تقل عنها 
7 وكان الاقتصاديون على حق من حيث المبدأ» على الرغم من 

نهم بالغوا في التهويل بالطبيعة الشمولية للمقدمات التي بنوا 
ا وفي التركيز على قدرة "العوامل الأخرى'» 
والمحافظة على "تشابه الظروف". وكذلك أحياناً على قدراتهم الفكرية. 
فإذا تضاعف عدد السكان فى بلدة ماء دون أن ترافق ذلك زيادة فى 
عدد المساكن فيهاء فإن الإيجار ‏ مع نات الطووقة والعواملن الاحر > 
لا بد أن يرتفع حتماًء سواء رضي الناس بذلك أم لم يرضوا. وكانت 


(2) انظر ص 442-438 و451-450 من هذا الكتاب. 


539 
































































































































الافتراضات التى من هذا القبيل هى التى تعطى القوة لمنظومة التفكير 
الابعدلاق ال يينيها الاتصياة السبياسي او لا سبيا كن بريطانياء 
وكذلكء إلى درجة أقل من ذلك بكثير»ء للمراكز العلمية التي أسست 
في القرن الثامن عشر في فرنساء وإيطالياء وسويسرا. وفي الفترة 
الممتدة بين العامين 1776 و1830» شهدت هذه التيارات أبرز 
انتصاراتها'”'» وتعززت في أعقاب عرض منهجي لنظرية ديمغرافية 
يدف إل اتأسيين غلاقة ميكانيكيه كاد تكو سعمية » ويمكن قيابتها 
تجبابياً بيخ فستوياكة نمز السكالة من سدهة » وموارة العيش من جية 
أخرى. وم تكن دراسة توماس ر. مالتوس مقالة عن السكان 0 برمدوي) 
(«مناهاسومع 1798 أصيلة أو قاهرة الحجة كما يزعم أنصارها في غمرة 
حماسهم لأن أحداً اكتشف أن على الفقراء أن يبقوا فقراء»ء أو أن الكرم 
والصدقة سيجعلانهم أكثر فقراً. فأهمية هذه الدراسة 5 
جدارتها الفكرية» وهي متوسطة على العموم. بل في زعمها أنها سلكت 

منهج المعالجة العلمية عندما تناولت سلسلة من القرارات الفردية 
المزاجيةء من نوع الرغبات الجنسية» واعتبرتها ظاهرة اجتماعية. 


عمق علوي اللنااتن الررا مي عط «طالساين جحوا رتم1 
خلال هذه العو وجا اله الحليناة النوتهيون كان السدائة 
تساعدهم» دون شكء, أجواء اويا بيانة الراقية التي سادت التعليم 
الفرنسي. وعلى هذا الأساسء بيّن أدولف كيتيليه البلجيكي في كتابه 
المغلمي حول الإنسان (©7171زمرط'[ سذى) (2)1835 أن التوزيع الإحصائي 
للخصائص البشرية يخضع لقوانين رياضية معروفة تمكنه من أن يستدل» 
بثقة اعتبرت ماله منذ ذلك الحين» على إمكانية الدمج 0 العلوم 
الأجتواف والفيزياتية. وكان 000 الاحتمالاات (وهي المنطلق الذي 

تخذه كيتيليه (أعاء]0116) لدراسة العلوم اللاجتماعية) قد مهدوا لإمكانية 


(3) انظر ص 439-438 من هذا الكتاب. 


320 








4 


التعميم الإحصائي حول جموعات السكان البشرية» وهوما اعتمذه 
الأشخاص العمليون مثل شركات التأمين. غير أن كيتيليه ومن عاصره 
من الإحصائيين» والأنثروبولوجيين» والدارسين الاجتماعيين الناشئين» 
طبقوا هذه المنهجيات في جالاات أوسع من ذلك بكثير» ووضعوا 
الأسس لما يعتبر حتى الآن الأداة الرياضية الرئيسية لاستقصاء الظواهر 
الاجتماعية. 


كانت هذه التطورات في العلوم الاجتماعية» مثلها مثل ما حدث 
2 الكيمياء» ثورية؛ من حيث إنها انطلقت من مراحل التقدم التي 
تحققتء من الناحية النظرية» قبل ذلك. غير أن ما يحسب لمصلحة 
العلوم الاجتماعية هو إنجاز آخر أصيل جديد كلياً أخصبء» بدوره 
العلوم البيولوجية» وحتى الفيزيائية» هو علم طبقات الأرض. وتمثل 
ذلك في اكتشاف أن التاريخ هو سيرورة تطورية منطقية» لا محرد سردٍ 
5 لأحداث متتالية. وتتضح إلى حدٍ غني عن البيان صلة هذا 
الابتكارء من جهة» بالثورة المزدوجة. ومن جهة أخرى» كان التقييم 
النقدي للرأسمالية هو المنطلق الذي صدر عن أوغست كونت في 
استحداثه مبحثاً جديداً هو "علم الاجتماع' (وهو الذي أطلق عله هذا 
الاسم عام 0 تقريباً). وقد بدأ كونت» الذي يعتبر في العادة مؤسسا 
لهذا العلم» حياته المهنية سكرتيرا خاصا للاشتراكي اليوتوبي الرائد 
الكونت سان سيمون» واعتبر المنظر المعاصر الأكثر خطورة كارل 
ماركس نظريته هذه أداة لتغيير العالم. 

كان استحداث 'التاريخ" كمبحث أكاديمي هو الجانب الأقل 
أهمية في تأرخة العلوم الاجتماعية. وصحيح أن كتابة التاريخ شاعت» 
على نحو كاسح»ء في أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشرء 





(4) على الرغم من أن من المتعذر تصنيف آراء سان سيمون بسهولة. فإننا لن نخرج 
عما جرت عليه العادة باعتباره اشتراكياً طوباوياً. 


521 






























































وقلما نشهد مثل هذا العدد تمن حاولوا أن يفهموا معنى العالم الذي 
يعيشون فيه بالعكوف على كتابة تاريخ الماضيء مجلدا بعد مجلدء وللمرة 
الأولافي أكتر الأحيان “ومن الكراء المؤسسين لعلم التأريخ في بلدايم: 
كرامُزين في روسيا (2,)1824-1818 وغيّير في السويد (2)1836-1832 
وبالاكي في بوهيميا (1867-1836). وكان النزوع إلى فهم الحاضر عبر 
فهم الماضي قويا بصورة خاصة في فرنساء حيث غدت الثورة نفسها 
مرضزها لدراسات مكثفة متعاطفة من جانب تيير (5تعلط]) (21823 
23)©) ومينييه (اعمعز/1) (2)1824 وبوناروتي (1828). ولامارتين 
(1847)» والباحث العظيم جول ميشيليه (1853-1847). وكانت تلك 
المرحلة فترة بطولية لعلم التأريخ» غير أنه لم تبق ثمة أعمال ذات قيمة 
من أعمال غيزو». وأوغستين تييري (11611 0 م وميشيليه فى 
فرنساء ودين نيبور (اباطءذلح ©2ة2)) والسويسري سيموندي. وهالام 
(سدالة1)» ولينغارد (لمدعمنل)ء وكارلايُل في بريطانياء وحجمهرة 
الأساتذة الجامعيين الألمان. وتكمن أهمية الأغلبية من هذه المؤلّفات فى 
كونها وثائق تاريخية» أو أعمالاً أدبية» أو سجلا للنبوغ. ْ 

مكلت الأقان ]لا لهذه اليقظة التاريخية في أساليب التأريخ 
والتوثيق؛ ذلك أن استحضار آثار الماضيء المكتوبة أو غير المكتوبة» 
أصبح الشغل الشاغل للكثيرين. وربما كان الحافز على ذلك» جزئياًء 
هو حماية هذا الماضي في وجه هجمات الحاضر الشرسة» مع أن النزعة 
القومية قد تكون هي الدافع الأعمق؛ ذلك أن المؤرخ» ومؤلف 
المعاجمء وجامع الفولكلور والتراث الشعبي كانواء في تلك الشعوب 
الي ل تستيقظ بعدء هم الذين عززوا الوعي القومي. من هناء أنشأ 
الفرنسيون "معهد التوثيق " (وعامهطك 5عل وامء8) (2)1821 والإنجليز 
' مكتب السجلات العامة " (0606 0جمءه2 عناطنم) (1826). والألمان 
"'الشُصب التاريخى الجر ماني " (عهتوم]1115 عمتمقصمء0 ما معسبحده11) 
(1826)» بينما وضع المؤرخ الغزير الإنتاج ليوبولد فون رائكه 14دمهمم]) 
(#كلصقخا ده" (1886-1795) الأسس لكتابة التاريخ التي تعتمد على 


522 


5006 
10/1 








وجامعو التراث 00 بيه من ن القواميس الأساسية 0 


وتجلت في مجال القانون الآثار الفورية لدمج التاريخ في العلوم 
الاجتماعية» حيث أنشأ فريدريك كارل فون سافيني المدرسة التاريخية 
لفلسقة القشريم (1815) وطيث العا الخار طبه الى افرضية 
الأصوليين في الدراسات اللاهوتية. ولا سيما كتاب ديفيد ف. 
شتراوس حياة يسوع (موعل «وطع2) (1835). كما تجلت تلك الآثارء 
بصورة خاصة» فى علو خدية كل اده هو فقه اللغة» وقد برز 
أساساً في المانيا التي كانت المركز الأكثر صرامة في الترويج للمنهج 


التاريخي. ولم يكن من قبيل المصادفة أن يكون كارل ماركس ألمانياً. فقد 
كان الحافز الظاهري لنشأة فقه اللغة هو الغزو الأوروبي للبلدان غير 


الأوروبية. وكانت استقصاءات السير وليام جونز الرائدة في اللغة 
السنسكريتية (1786) من نتائج الحملة البريطانية على البنغال» وفك 
مغالق اللغة الهيروغليفية على يد شامبوليون (2هذاآهمتصة) (الذي نشر 
عمله الرئيسي هذا عام 1824) من نتائج حملة نابليون على مصرء كما 
كانت شروح راولينسون («مههنا»:ة) للكتابات المسمارية (البابلية 
والآشورية القديمة) (1835) عن أنشطة ضباط الحركة الكولونيالية 
البريطانية. غير أن فقه اللغة لم يقتصر في واقع الأمر على الاكتشاف» 
والوصفء والتصنيف فحسب. فقد أصبح., على النحو الذي وصفناه» 
يحتل المرتبة الثانية في العلوم الاجتماعية» على أيدي عدد من كبار 
الدارسين الألمانء مثل فرائْثْرٌ بُبْ (مصهظ عصه©) (2)1867-1791 
والأخوين رن . وبعبارة أخرى» فإنه كان العلم الثان في اكتشاف 
القوانين العامة القابلة للتطبيق في مجال ُلْبِ مثل التواصل البشري 


)5( انظر الفصل الرابع عشر من هذا الكتاب. 


323 










































































(وكان الأول هو الاقتصاد السياسى). إلا أن قواعد فقه اللغةء خلافاً 
لقوانين الاقتصاد السياسي». كانت في جوهرها تاريخية» بل تطورية©. 


كانت الأسس التي قام عليها فقه اللغة تتمثل في أن ثمة عدداً 
ضخما من اللعاتء ويعجل ذلك في أن كل واحدة من اللغات 
الأوروبية المكتوبة كانت» على مدى قرونث» مر في مراحل متتالية من 
التحولات. ولم تكن القضية تتعلق بمجرد إثبات تلك العلاقات 
وتصنيغها بالمقارنة بينهاء رافق الخمادة الحي كانت كر يقبورة والبيعه 
(في علم التشريح؛ مثلاء على يد كوفييه)» بل إنها كانت كذلك» في 
الأساس. تركز على تفسير تطور اا ل باصن مشترك 
لها جميعاً. وكان فقه اللغة العبايم الأول الذي يعتبر التطور من سماته 
الجوهرية. . ومن حسن الطالع أن الكتاب المقدس يلتزم الضمت: سينا 
حيال تاريخ اللغة» بينما كان هذا الأمر واضحاً كل الوضوح لدى 
البيولوجيين والجيولوجيين ‏ الذين تحملوا الكثير جراء وجهة النظر 
تلك عن بدايات تاريخ هذا الكوكب. من هناء كان احتمال انغماس 
فقهاء اللغة في مياه طوفان نوح أو تخبطهم عند عراقيل "سفر التكوين 
1" أقل مما تعرض له زملاق هم الأقل حظأ. . فقد كان من حسن حظهم 
ا ل 0 
#وكان أهل: الآرضن جيعا يتكلمون أولاً بلسان واحد ولغة والعدة". 
ولكن فقه اللغة كان محظوظاً أيضاً لأنهى بين العلوم الاجتماعية كافة» لم 
يكن يتعامل مباشرة مع البشرء الذين يرفضون أية مقولة مفادها أن 
لهم تنضع لأي أ غير شيارد الجرء ٠‏ بل يتعامل مع الكلمات التي 
لا ترفض مثل هذه الاعتبارات. وكان لفقهاء اللغة. بالتالي» حرية 
التعامل مع المشكلة التي كانت» حتى ذلك الحين» أساسية في العلوم 
الاجتماعية؛ ألا لا وهي أن يستخلصوا من القوانين العامة التي لا تراعي 


(6) من المفارقات أن محاولة تطبيق المنهجية الرياضية - الفيزيائية على علم اللغات ‏ وهي 
التي اعتبرت جانباً من ' نظرية التواصل " العامة لم تبدأ إلا في القرن العشرين. 


5324 





التغيرات» التنويعات الكثيرة المتقلبة في سلوك الأفراد. 


لم يحقق فقهاء اللغة في الواقع» تقلاماً ملموساً في تفسير التخير 
اللغوي» على على الرغم من أن بْبْ نفسه كان قد عرض نظرية عن أصول 
علم الصرف وعلم النحو. إلا أغبم وصفوا ما يشبه شجرة الأنساب 
للغات الهندو - أوروبية» واستخلصوا عدداً من التعميمات الاستدلالية 
حول معدلات التغير النسبية في مختلف العناصر اللغوية. وبعض 
التعميمات التاريخية ذات الطابع العام» مثل "قانون غيم" الذي بيّن أن 
' جميع ' اللغات التيوتونية/ الجرمانية قد مرت في انعطافات صوتية 
معينة » وأن قسماأً من اللهجات التيوتونية المحلية شهد» بعد قرون» 
منعطفات ممائلة. غير أنهم » على أية حال» كانوا متأكدين في دراساتميع 
الريادية يلكا من أن تطور الالحة ليجل حوره سيره الشايع رمني او ستول 
لتنويعات» بل يتوجب تفسيره بالرجوع إلى قوانين لغوية أشبه بالقوانين 
العلمية. 


17 

أما البيولوجيون والجيولوجيون» فكانوا أقل حظاً. لقد كان التاريخ 
هو القضية الأساسية بالسيبة لهم مع أن دراسة الأرض كانت أكثر 
ارتباطاً بالكيمياء (من خلال صناعة لناجم): وبعلم وظائف الأعضاء/ 
الفسيولوجيا (من خلال الاكتشاف المهم وهو العناصر الكيميائية في 
الأجسام الحية هي نفسها الموجودة في المادة غير العضوية في الطبيعة). 
غير أن المشكلات الواضحة للجيولوجي كانت تتصل بالتاريخ ؛ إذ كيف 
يمكن له على سبيل المثال» أن يفسر توزيع اليابسة والماء» والجبال» 

وفوق هذا وذاكء التوزيع البين في طبقات الأرض؟ 
إذا كانت المشكلة التاريخية لعلم طبقات الأرض هي تفسير تطور 
الأرضء فإن مشكلة علم الأحياء كانت تفسير نمو الأجسام الحية 
المفردة من بيضةء أو بذرة أو جرثومة» وتفسير تطور الأنواع» وكان 
كلاهما مرتبطاً بالدلائل المنظورة المحسومة للأحافير والمستحاثات التي لا 


23225 
























































يمكن انتقاء عينة منها إلا بالتنقيب في كل طبقة صخرية بعينها دون 
سواها. وقد اكتشف مهندس إنجليزي متخصص بتصريف اليا هو 
وليام سميث (طانه5 ستهنالة/18). في تسعينات القرن الثامن عشرء أنه 
يمكن بسهولة تحديد التواريخ الزمنية للتسلسل التاريخي للطبقات على 
أساس خصائص المستحاثات» فأنار بذلك السبيل أمام الجلمين كليهما 
من خلال العمليات الجارية على الأرض في الثورة الصناعية. 

كانت المشكلة انذاك من الوضوح بحيث إن نظريات التطور كانت 
مطروحة بالفعل ؛ ول سنا جا عرص كو عام الحيوانات» عالم الحيوان 
الاق لوي الاستعراضي في بعض الأحيان» الكونت دو بوفون 
(ممكنسظ عل عتسمع)ل في كتابه حقب الطبيعة (4! عل ومنتوممظ و10 
الامم) (1778). وفد اكتسيت هذه النظريات شهرة واسعة خلال 
العقد الذي حدثت فيه الثورة الفرنسية. وظهرت نظريات تطورية كاملة 
تقريباً عن الأرض وأنواع النباتات والحيوانات» وضعها في أدثبره 
حيحمين. اهكان (2مغانا] وعصرول) المعروف بالتكرار (نظرية الأرض 
(أامدتا 6[ إه «ز:مع:11)» 1795). وكذلك إيرازموس داروين تلتصرقة:8) 
(1281810 الغريب الأطوار الذي لع نجمه في الجمعية القمرية في 
بيرمينغهام: وقد نظم جانباً من نظرياته العلمية شعراً (زونوميا 
(7010م نم0 2). 1794). بل إن لابلاس وضع عام 6 نظرية تطورية 
عن النظام الشمسي. وكان قد سبقه إلى ذلك الفيلسوف إيمانويل كانت. 
كما أن بيار كاباني كان. فى الوقت نفسهء يطرح تصوره لقوى الإنسان 
العقلية بوصفها نتاجاً لتاريخه التطوري. وفي سنة 1809. عرض لامارك 


واءتمسم1) في فرنسا أول نظرية أساسية حديثة منهجية للتطور. تقوم 
عل وراثة الخصائص المكتسبة. 


لم يكة ب الاتجاح لأي من هذه النظريات» بل إنها ووجهت 
بمقاومة عنيقة من أولئكك ' المؤمنين إيماناً راسخاً بالوحي لاله 





68 كانه لهاع ]1 علا ا رباك م ,تروماوء0 نه عزوعدتت6 ,عتصك 01 مماكلسده© معمق - 


526 











مثل جلة رسع 2 دراءرء1ه:© المحافظة. فما الذي سيحدث إذن لطوفان 
نوح؟ وماذا عن خلق الأنواع مستقلة بعضها عن بعض» ناهيك عن 
الإنسان؟ والأهم من ذلك كلهء ما الذي سيحدث للاستقرار 
الاجتماعي؟ ولم تشغل الهموم الناجمة عن مثل هذه التأملات رجال 
الدين البسطاء والسياسيين الآكثر بساطة فحسبء. بل إن كوفييه 
العظيم» مؤسس الدزاساف الشهية لمم اناك والأحافي 
(وء/آددة/ 05506111615 و «مدى ووراءعروناء8) (1812) رفض نظرية التطور 
باسم العناية الربانية. وكان من الأفضل» في رأي هؤلاء» أن يتصور 
سلسلة من الكوارث في التاريخ الجيولوجي» تليها سلسلة من أعمال 
إعادة الخلق الربانية (إذ كان من المتعذر إنكار التغير الجيولوجي بمعزل 
تام عن التغير البيولوجي) بدلا من التلاعب بما ورد في الكتاب المقدس 
أو بما قال به أرسطو. والدكتور لورنس العاثر الحظء الذي رد على 
لامارك بطرح نظرية شبه داروينية عن التطور بفعل الانتقاء الطبيعي» 
أرغمته صيحات الاستنكار الغاضبة من جانب المحافظين على أن يسحب 
من التوزيع كتابه عن التاريخ الطبيعي للإنسان “زه بوره27151 أنه 3) 
0ه (1819). فقد جانب الصواب والحكمة لا في مناقشة تطور 
الإنسنات فحسبء بل فى إشارته إلى التحدث عما تعنيه أفكاره هذه 
اليم المعاصر له. وقد مكنته توبته واستغفاره من استعادة عمله» 
وضمان مستقبله الوظيفى» غير أنها أورثته ضميراً مثقلا حاول أن يريحه 
بعد ذلك بتملق صاحب المطبعة الراديكالي الشجاع الذي أفلح» مرة بعد 
مرة» في تهبريب نسخ من هذا العمل المثير للقلاقل إلى القراء. 


م تحقق نظريات التطور الناضجة أي اختراق في علم طبقات 
الأرض إلا في الثلاثينات من القرن التاسع عشرء أي عندما تحولت 





-7790 ,171ك 18111 بوع0 سأ برمتستم0 [ماعه0؟5 ونه ,ترومامء11 أن سستله!! لأعندمط7 عتؤاس ه50 زه 
رووع2 واأواع الملا ممصم :عو لتعطدصنوت) 8 .701 :5111015 لمع ه1115 لتو هآآ ,1650 
.16 .لط ,(1951 


5327 






































الأنشطة السياسية إلى اليسار عندما نشر لبيل (11©لا1) كتابه الشهير عاد 
علم طبقات الأرض («مرومامء© إه دءامتعسةءط) (2)1833-1830 منهيناً 
بذلك معارضة النبتونيين. وكانت حجة هؤلاء. المستقاة من الكتاب 
المقدس . هي أن جميع المعادن قل ترسبت من المحاليل المائية التي غمرت 
الأرض ذات يوم (سفر التكوين 2.1 07)., وشاركهم في ذلك 
الكارثيّون الذين تبنوا حجج كوفييه اليائسة. 

في ذلك العقد نفسه» تكهن بتطورات أخطر اثنان من العلماء هما 
شميرلينغ الذي كان يجري بحوثه في بلجيكاء وبوشيه دو بيرت 
(065اته2 عل معاءعنه8) الذي فضل لحسن حظه هواية علم الآثار عل 
منصبه مديراً للجمارك في آبيفيل. فقد اكتشفا بالفعل أحافير لإنسان ما 
قبل التاريخ. وهي التي كان وجودها يتعرض للإنكار الشديد”* » غير 
أن ترف العلمية المحافظة آثرت رفض هذه النتائج المفزعة باعتبار أنها 

تفتقر إلى الأدلة السليمة. وظل الأمر على هذه الحال إلى أن اكتشفت بقابا 
0 العظمي للإنسان النياندرتالي في ألمانيا عام 1856. 

وتعين الآن قبول الأمور التالية: (أ) أن الأسباب المؤثرة الآن قد 
حولت الأرضء على مر الزمان» من حالتها السابقة إلى ما هي عليه في 
الوقت الحاضر؛ (ب) أن هذا التحول قد استغرق زمناً طويلاً كل الطول 
لا يمكن قياسه بحسابات الكتاب المقدس؛ (ج) أن توالي الطبقات 
الجيولوجية يكشف عن تتابع في التطورية للحيوانات» مما يدل عل 
تطور بيولوجي. والجدير بالإشادة أن من أبدى الاهتمام الأكبر بقضية 
التطور هم عامة الناس الواديعاببية من أبناء الطبقات الوسطى البريطانية 
(باستثناء الدكتور أندرو أور (©2ل] نوع نلمم) المنفر الذي كرس أناشيده 
الدينية للإشادة بنظام المعامل). وقد تباطأ العلماء في قبول العلم. وذلك 





)23 لىينشر كتابهدعن الأحافير والمستحاثات اه دوب ةااع» كفاتننوةارار) 
(دعاعاط يا نلوفاسه إلا عام 6 . والواقع أن مستحاثات بشرية عديدة كانت تكتشف بين 
حين وآخرء غير أنها ظلت مهملة أو منسية في زوايا المتاحف في الأقاليم. 


228 








ليس بمستغرب إذا تذكرنا أن الجيولوجيا كانت العلم الوحيد الذي يليق 
بالدارسين أن يتعلموه في جامعتي أوكسفورد وكامبريدج في تلك الفترة 
(ربما لأن من الممكن ممارسة هذا العلم في الهواء الطلق» وحبذا لو 
كان ذلك فى "رحلات جيولوجية " عالية الكلفة). 


أما التطور البيولوجي». فقد تخلف. ولم تتكرر مناقشة هذا الموضوع 
المتفجر إلا بعد هزيمة ثورات العام 1848؛ فإن تشارلز داروين» حتى 
في تلك الأيام» تناول الأمر في غاية الحذر والإبهام. بل المكر. وتلااشى 
مؤقتاً حتى الاكتشاف الموازي للتطور. وهو علم الأجئة. وكان بعض 
أوائل الفلاسفة الطبيعيين التأمليين الألمان» مثل يوهان ميكيل صصقطه1) 
(1»611/! في هال (1833-1781)» قد اقترحوا أن الجنين في الكائنات 
الحضيوية ]نما كرو قل مره قطوو النوم الإلهاي بزمع أن كاتون 
"السيرة الخيئية* هذا حظى بمببائدة علماء مغل زاتكة الذي اكتشف أن 
أجنة العصافير تمر في مرحلة تكون فيها مشقوقة شقاً طولياً (1829): 
إلا أنه قوبل بالرفض من جانب فون باير النافض الرأي في كوينغزبرغ 
وسان بطرسبرغ؛ ذلك أن علم وظائف الأعضاء التجريبي صادف هوى 
في نفوس العاملين في مناطق السلاف والبلطيق””"» ولم ينتعش هذا 
المنهج الفكري إلا مع نشأة الداروينية. وكانت النظريات النظورية في 
تلك الأثناء قد حققت تقدماً مشهوداً في دراسة المجتمع. إلا أن علينا أن 
نتحاشى المبالغة في أهمية هذا التقدم. إن مرحلة الثورة المزدوجة تنتمي 
إلى فترة ما قبل تاريخ العلوم الاجتماعية كافة» باستثناء الاقتصاد 
السياسي» والعلوم اللغوية» وربما الإحصاءء بل إن إنجازاتها الهائلة 
المتمثلة في نظرية ماركس وإنغلز المتماسكة عن التطور لاماي م 
تكن آنذاك أكثر من تخمين ألمعي صيغ على هيئة صورة قلمية رائعة» أو 


(9) عمل راتكه (18ط]82) مدرساً في دوربات (تارتو) في إستونياء كما قام باندر 
بالتدريس في ريغاء وأسس عام الفيزيولوجيا التشيكي الكبير بوركويني أول مختبر للبحث 


5209 




































































منطلق للسرد التاريخي. ول تتدعم القواعد الراسخة للمنهج العلمي 
لدراسة المجتمع البشري إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. 


ويصدق ذلك على يجحالات الأنثروبولوجيا الاجتماعية أو 
الإثنوغرافيا الميدانية في المجتمعات ما قبل التاريخية» وعلى علم الاجتماع 
وعلم النفس. ومن الأهمية بمكان أن نلاحظ أن تدشين هذه المجالات في 
تلك الفترة» أو الادعاء بأن كلا منها وشكل علما قائم] بذاته وله 
خطنائعي الغير ةقد طرم لالهو الأول روآن تون معيو ارت ين كان 
أول من وضع علم النفس بحزم في تلك المرتبة عام 1843. ويعادل ذلك 
في الأهمية تأسيس الجمعيات الإثنولوجية الخاصة في فرنسا وإنجلترا 
(1839 و1843)» وتكائر البحوث الاجتماعية باستخدام الوسائل 
الإحصائية لجمعيات الإحصاء بين العامين 1830 و1848. وقد بقي 
البرنامج الذي وضعته الجمعية الإلرارعة الفرنسية حبرا على ورق على 
الرغم من أنه كان» من الوجهة التاريخية» عميق الدلالة. ف " التعليمات 
إلى الرحالة" التي أصدرتها الجمعية» تحث الباحثين على ' الكشف عن 
الذكريات التي اختزنتها الشعوب عن أصولها. .. والتحولات التي 
طرأت» جراء أسباب داخلية أو بسبب الغزوء على لغاتها وأنماط سلوكها 
في مجالات الفنون» والعلوم؛ والثروةء وصيغ الحكم والسلطة فيها"9". 
ولا تكمن أهمية العلوم الاجتماعية في تلك القترة يما توعلت [ليةن 
نتائج (مع أنها قد تراكمت لديها كمية معتبرة من المادة الوصفية) بقدر ما 
نتجلى في تميزها المادي الحازم المتمثل في تصميمها على تفسير الفوارق 
الإنسانية الاجتماعية على أساس المؤثرات البيئية» وفى التزامها العميق 
بمفهوم التطور. ومن هنا كان تعريف شافان عند ولادة هذا العلم عام 
7 للإثنولوجيا بأنها " تاريخ ارتقاء الشعوب إلى المدينة "117. 


)210 زعلهتغام ها عل عتلغمهلءتزعمه ,ععمعاعى وا عل عزميئز] ,.60 ,فممسجط ععتستتو 1 
.6 ...م ,([1957 ,لسمستالة0 :مسوط]) 5 


(11) بعاأعطعع العام «ماوعنلة | سد توكو ,وعصصه تمطح عدف لمم مملسمعه1م - 


5330 








ولا بد من أن نشير هناء بإيجازء إلى إحدى النتائج الجانبية 
المشبوهة للمرحلة الأولى من تطور العلوم الاجتماعية: نظريات العرق. 
فقد نوقشت مسألة وجود عدة أعراق (بل ألوان) للبشر في القرن الثامن 
عشرء عندما شغلت العقول التأملية بقضية نشأة الكون في حالة خلق 
واحدة مفردة أم على وجوه متعددة. ولم يكن من اليسير وضع خط 
فاصل بين مدرستى الأصل الأحادي والأصل التعددي. وقد ضمت 
المجموعة الأول المومنوق بالتطوو والساواةت بين التقتر» والدين ارتاحوا 
لاعتقادهم هذا لأن العلم على الأقل» لا يتعارض مع ما ورد في 
الكتاب المقدس. وكان من هؤلاء عالمان من المرحلة السابقة للداروينية 
هما بريتشارد (8:1688:0) ولورنس» وكذلك كوفييه. أما التيار الثاني فلم 
يكن يضمء في واقع الأمرء العلماء المخلصين فحسبء. بل يشمل 
العنصريين من جنوب العبيد الأمريكي. وأدت هذه المساجلات حول 
الأعراق إلى فورة في الأنثروبومترية المولعة بقياس الجسم البشري» التي 
تقوم أساساً على جمع الجماجم وتصنيفها وقياسها. ومما شجع على هذه 
الممارسة هواية غريبة برزت في ذلك الوقت هي فراسة الدمامٌ 
(الفرينولوجيا). التي تتوع عل قراية شكل الممجمة بوصفه مظهراً 
دالاً على الشخصية والملكات العقلية. وأسست الجمعيات الفِراسْدِماغية 
في بريطانيا وفرنسا (1823» 1832)» غير أن هذه الجمعيات سرعان ما 


انقرضت في المجال العلمي. 


وفي الوقت نفسهء تضافر خليط من النزعة القومية» والراديكالية» 
والتاريخ. والملاحظات الميدانية لاستحداث أمر آخر لا يقل خطورة عن 
التمييز العنصري» هو موضوع السمات القومية أو العرقية لمجتمع ما. 
وفي عشرينات القرن التاسع عشرء شرع الأخوان تييري» وهماا من 
المؤرخين الفرنسيين الثوريين الرواد» في دراسة الغزو النورماني» 


(1787 بتممعنة! .1 عل مآ تعمممكسمة) عااعصمم عممععى ميئل أعزمم ع[ ممه 


531 


















































وغزوات الغال» وهي التي ما زالت تتردد في العبارة الواردة في مستهل 
كتب القراءة فى فرنسا أجدادنا الغال (5زمإه0 وم[ وميه عجر وملناء 
وعلى العلب الزرق لسجائر العُلُواة (681010156). وقد أفضت مهما النزعة 
الراديكالية إلى الاعتقاد بأن الشعب الفرنسي يتحدر من أصول غاليّة 
وأن الأرستهر طبن ين تسبل القيرتوقين ارماك انين تدرا علبي 
وقد استخدمت هذه الحجة في ما بعد من جانب العنصريين من الطبقة 
العليا معل الكودت عويييو لخدم أعزام : الحافظ نه وان الاعففاد 
بيخصائص عرقية محددة دائمة ‏ وقد آمن العالم الطبيعي الإيرلندي 
إدواردز بوجودها لدى الكلتيين - ينسجم وسياق ذلك العصر. . فقد زعم 
كثيرون في تلك الأيام أهم اكتشفوا خصالاً فردية رومنطيقية خفية 
لشعوبهمء أو توهمواء إِذْ كانوا ثوريين» أن للأمة التي ينتمون إليها 
رسالة تؤديهاء وأغهمء في حالات غير ذلك» اكرام وه 
شعبهم من ثروة وقوة إلى " خصال التفوق الأصيلة' 00 يقرا إل 
إرجاع ظاهرتي الفقر والقمع إلى "مركب نقص أصيل " فيه). بيد أن من 
الضروري الإقرار بأن أسوأ استخدام للنظريات العرقية إنما بدأ بعد نهاية 
الفترة التى يعالحها هذا الكتاب. 


7غ 


قرو ندم لسن هذ القطووائق: القالضي اتوك لي رما ا مور 
خاصة. بينها وبين التغيرات التاريخية في الثورة المزدوجة؟ غني عن 
البيان أن الروابط واضحة كل الوضوح. فالإشكالات النظرية في المحرك 
البخاري دفعت العالم البارع سادي كارنو ()مصعة© 5241) عام 1824 إلى 
وضع النظريات الفيزيائية الأعمق في القرن التاسع عشر حول المحركات 
الحرارية» والاهتداء إلى قانوني الديناميّة الحرارية في (تأملات في قوة 
الخرارة المحرٌ 202 (1ق/ ناك ع لاوج © كلام 4[ "للاى منرم1عرء الت 11 ) ٠‏ مع 





(12) إن اكتشافه للقانون الأول لم ينشر على أية حال إلا في وقت لاحق. 


532 








أن ملاحظاته تلك لم تكن المقاربة الوحيدة لتلك المشكلات. كما تحقق 
تقدم عظيم في مجالات علم طيقات الأرض (الجيولوجيا)» وعلم 
الإحاثة (البيليونتولوجيا) الذي يبحث في أشكال الحياة في العصور 
الجيولوجية السالفة كما تمثلها المتحجرات الحيوانية والتبائية؛ بفضل 
عمليات حفر الأرض والمناجم التي كان يجريها المهندسون الصناعيون 
النشطون. ولم يكن مستغرباًء والحال هذه» أن تصبح بريطانيا بلد 
الجيولوجيا بامتيازء وأن يجري فيها مسح جيولوجي وطني عام 1836. 
وقد وفر مسح المعادن للكيميائيين عدداً لا يحصى من المركبات غير 
العضوية تمهيداً لتحليلهاء كما قدمت لهم الحوافز صناعات المناجم» 
والخزفء والتعدين» والنسيج» والصناعات الجديدة في يجالات الإنارة 
الغا والكتحاوبات» والررافة: وكمة شواعن لخرى البرهة عن أن 
التقدم العلمي في تلك المرحلة لا يمكن فصله عن الحوافز التي قدمتها 
الثورة الصناعية. كما أسهم في تحقيق التقدم العلمي الحماس الغامر من 
جانب البورجوازية والراديكالية والأرستقراطية البريطانية المحافظة على 
السواء لا لتطبيق نتائج البحوث فحسبء بل للتقدم خطواتٍ جريئة في 
عالم المعرفة» وهو المهد الذي تترعرع فيه العلوم وتزدهر. 


وبأخكل :إن النطؤيات العلمية للعورة الفرنسة تصجل في العذاةي 
المعلن والخفي ‏ الذي أظهره السياسيون المعتدلون والمحافظون على 
السواء تجاه العلم. فقد اعتبره هؤلاء من نتائج الانقلاب المادي العقلاني 
في القرن الثامن عشر. وقد أسفرت هزيمة نابليون عن موجة ظلاميّة 
معيقة لانتشار المعرفة والتقدم. وكان لامارتين المراوغ يرى | أن 
"الرياضيات هي أغلال الفكر. . .. وما إن أتنفس حتى تتهاوى'. 
استمر الصراع منذئلٍ بين جبهتين؛ ل 
الكل ربياف ااا تمر وقد تمكن هذا التيار في ساعات انتصاره 
الغليلة من أن ين 'أكثر الوؤسسات التي أتاخت فرض النشاط والعل 
للعلماء الفوتسيق. وكانت هناك من جهة أخرى» جبهة اليمين المعادي 


5233 


للعلم» الذي بذل قصارى جهده لتجويع العلماء'”''» وما زال يفعل 
ذلك: ولاعتى .ذلك أن التلماء فى فرنسنا أو فى أى يله آخن كانوا 
توووين؛ 'لقد كان يحضهم كدللهه. ومتهم الولك الدع ابقاريسيت غالنا 
الذي استحكم وراء المتاريس عام 1830. واضطهد بوصفه من 
المتمردين» ثم قتل عام 1832» وهو في الحادية والعشرين من العمرء 
في مبارزة أثارها المشاغبون السياسيون. وظل علماء الرياضيات على 
مدق الخال عرلة يسدون هن الأنعان لقره الى فيه عل عمسن ل 
الليلة التي كان يعتبرها الأخيرة في حياته فل الأرمن: وكأفهء 
آخرون رجعيين صريحين» مثل الحقوقي كوشي على الرغم من أن تقاليد 
الإيكول بوليتكنيك التى اعتنقهاء لأسباب واضحة» كانت معادية 
للملكة وريه كان املك العلماء يعتبرون أنفسهم على يسار الوسط في 
المرحلة ما بعد النابليونية. كما أرغم بعضهمء ولا سيما المؤرخون. 
وعلماء اللغة» وغيرهم من كانت لهم صلات واضحة مع الحركات 
الوطنية» على توّلي مناصب سياسية قيادية. وقد أصبح بالاكي الناطق 
الرئيسي باسم التشيكيين عام 21848 ووجد أساتذة الجامعات السبعة 
الذين وقعوا رسالة احتجاج عام 1837 في غوتنغن أنفسهم أبطالا 
واللنين “37 بو فاقيا براق كر اتكفورت مظلذن لي 1848 لاني رصق 
مجلساً من أسائذة الجامعات ومن موظفى- الحكومة غلى نخد سواء. :ومن 
ناحية أخرى. كان العلماء» وعلى رأسهم العلماء الطبيعيون» بالمقارنة 
مع الفنانين والفلاسفة» يظهرون قدراً يسيراً من الوعي السياسي, إلا 
إذا تطلب عملهم ذلك بالفعل. وخارج البلدان الكاثوليكية» على سبيل 
المنال» أظهروا قدرتهم على الجمع بين العلم والتدين المستكينء مما 


(13) .له بعاممط لمعاا لتمحاءظ نص **بطاعمعن5 لممم تملك قسة ععمعهة"" بعم لمعنو 
مععة /7ا 5دماداتتادمن) ,كمتاطنامعغ؟ل يام أ أل«طط1 مجلا زه ممرعاطممرط تععمه 1 و1 


1951 ,معو اقمع الملا مسماأععصلرط نماأءعموط) [.21 أه] سوق .0 


(14) كان الأخوان غريم (صندهة:0) من جملة هؤلاء. 


534 





يقد 





07 


أدهش الطلبة فى المرحلة ما بعد الداروينية. وتفسر هذه الاستدلاللات 
المباشرة جوانب من التطور العلمي بين العامين 1789 و1840» ولكنها لا 

تقسز الكمرة قفن الواضت أن الآثار المباشرة للأحداث التي جرت آنذاك 
كانت أكثر أهمية. وبوسع كل امرئ أن يلاحظ أن العالم قد تحوّل 0 
جذرياً في تلك المرحلة» على نحو لا مثيل له في التاريخ. ولا يسع 
المراقب المتبصر إلا أن يذهلء وببتزء ويتحفز عقلياً إزاء تلك التشنجات 
والتحولات. ولم يكن من المستغرب» والحال هذى أن تُستقبل بالقبول 
والترحاب أنماط التفكير المستمدة من التغيّر الاجتماعي السريع» 
والثورات العميقة» وحلول الابتكارات العقلانية الحذرية محل المؤسسات 
الاعتيادية والتقليدية. فهل يمكن ربط بزوع الثورة الظاهر هذا باستعداد 
الرياضيين الذين لا يُعنوْن بالحياة الواقعية حولهم لاختراق حواجز 
التفكير العملي؟ نحن لا نستطيع الإجابة عن هذا التساؤل» غير أننا 
ندرك أن تبني مناهج ثورية جديدة في فى التفكير يواجَهُ عادة بالمنع» لها 
بسبب استعصائهاء بل بسبب مخالفتها للافتراضات الضمنية حول ما هر 
أمر " طبيعي "' أو غير طبيعي. الع 0" الأرقام "غير العقّلانية " 
(مثل الرقم 2 ”ي) أو 'الخيالية* (مثل ' ” )ء تشير إلى طبيعة هذه 
الصعوية. ويسهل الآمر حالما نقرر أن هذه الأرقام لا تختلف عن غيرها 
ولا تزيد أو تقل عقلانية أو واقعية عنها. إلا أن الأمن قد تدرف عقوداً 
من التحول العميق قبل أن يرى المفكرون حاجة لاتخاذ مثل هذا القرار؛ 
بل إن المتغيرات الخيالية أو المركبة في الرياضيات» التي كانت تعامل 
بحذر وحيرة في القرن الثامن عشرء لم تنضج وتُستوعَبْ كلياً إلا بعد 
الثورة. 

وإذا ما وضعنا الرياضيات جانباء أدركنا أن أنماط التفكير الناجمة 
عن هذه التحولات المجتمعية كان من شأنها أن تغري العلماء بدخول 
يحالات تنطبق عليها هذه الأوضاع المثيلة؛ ومن ذلك استحداث مفاهيم 
دينامية تطورية بدلاً من تلك التي كانت حتى ذلك الحين مفاهيم ساكنة. 
وقد يحدث ذلك مباشرةٌ» أو عبر واحد من العلوم الأخرى. وعلى هذا 


5335 


الأساس» استحدث في العشرينات من القرن التاسع عشر مفهوم 
"الثورة الصناعية"» وهو من المفاهيم الجوهرية ا 
للاقتصاد الحديث» اقتداءً قرا بمفهوم "الثورة الفرنسية " “كهنا أن 
تشارلر داروين اشتق آلب " الانتقاء الطبيعي " من نموذج المنافسة 
الرأسمالية» الذي اقتبسه بدوره عن المفهوم الذي طرحه مالتوس عن 
"الصراع من أجل البقاء ". وريما كانت موجة النظريات الكارثيّة فى 
الجيولوجيا (1830-1790) مدينة أيضاً لما كان يلاحظه ذلك الجيل من 
وجوه التفجر والتشنج ١‏ لعنيف في | لمجتمع. 


على الرغم من ذلكء» فإننا نجانب الصواب إذا شددنا على أهمية 
هذه المؤثرات الخارجية خارج العلوم الاجتماعية المعروفة. إن عا الفكر 
يتمتع بالاستقلال إلى حد ماء وهو يتحرك على طول الموجة التاريخية 
نفسها التي تتحرك بها المؤثرات في الخارج» غير أنه ليس جرد أصداء 
لها. من هناء فإن النظريات الجيولوجية الكارثية» على سبيل المثال» 
مدينة بعض الشيء للبروتستانتية» ولا سيما التيار الكالفينستى منهاء 
الذقئ يقده مل قدرة الريه المعسفية الطلعة لق كانت هده النط زانع 
إلى حد بعيد» حكراً على البروتستانتية التي ميزت بهذه النظرة عن 
الكاثوليكية واللاأدرية. وإذا كانت تطورات مشابهة قد حدثت في ميادين 
العلم في أماكن أخرى» فإن ذلك لا يُعزى» بصورة مبسطة. لا يقابلها 

من التطورات السياسية والاقتصادية. 


غير أنه لا يمكن إنكار هذا الترابط. فالتيارات الفكرية العامة فى 
تلك الفترة كان لها ما يطابقها في ميادين العلم التخصصيةء وذلك ما 
يمكننا من إقامة نوع من الموازاة بين العلوم والآداب» أو بينها من جهة 
وبين التوجهات السياسية الاجتماعية من جهة أخرى. فقد كانتء من 
ثمء نزعة "كلاسيكية"2 و"رومنطيقية' أيضاً في العلوم التي كانت 
لهاء كما رأيناء مقارباث متميزةٌ للمجتمع البشري». وسيحمة ذلك 
التوجه. إن الموازنة بين عالى عصر التنوير والكلاسيكية (أوء 


5336 





0055 


بالمصطلحات الفكرية) العقلانية الميكانيكية النيوتونية من جهة» وأوساط 
الليبرالية البورجوازية» والرومنطيقية (أو» بالمصطلحات الفكرية» ما 
يسمى "الفلسفة الطبيعية") مع خصومهاء هي موانات القنسيط المخل 
الذي سيتقوض بعد العام 1830. . غير أن في هذه الموازنة بعض الصحة. 
فحتى الوقت الذي أدى فيه بزوغ نظريات مثل الاشتراكية الحديثة 
وترسيخ الفكر الثوري في الماضي العقلاني””'". كانت علوم مثل 
الفيزيات والكنجيء» والقلاكة اتسين حنياً إلى جنب مع البورجوازية 
الليبرالية الأنغلو ‏ فرنسية. وعلى سبيل المثال» فإن الثوريين من أبناء 
المدن كانوا في السنة الحادية عشرة بعد الثورة يستلهمون أفكار روسو لا 
فولتير» ويلقون ظلال الشك على لافوازييه (الذي أعدموه)» ولابلاس» 
لا بسبب صلاتهما مع نظام الحكم القديم فحسب» بل لأسياب شبيهة 
فلكم السن دفعت الشاعر وليام بليك إلى التنديد بنيوتن*". وبخلاف 
ذلك» كان "التاريخ م الطبيعي" مناسباً لمزاج المرحلة؛ لأنه يفسح المجال 
أمام عفوية الطبيعة ع الصافية التي لم يمسسها الفساد. وقد أسست 
الدكتاتورية اليعقوبية» التي حلت الأكاديمية الفرنسية » الى اطلتر اكرنيا 
للبحوث فى " حديقة النباتات " (وعاهدام وعل منل:12) التى يتدرب فيها 
غلماء النبات. وبالكل. شهدت ألانياء التي كانت :اللببزالية الكلاسيكية 
فيها ضعيفة الجانب'2» ظهور أيديولوجية علمية منافسة للكلاسيكية» 
وأصبحت هى الأكثر شعبية وشيوعاً. وكان هذا التيار الجديد هو 


ومن السهل الاتنفاضن من قدر “الفلسفة الطبيغية لأسا كانت 
ا 0 ذلك أنها 





(15) انظر الفصل الثالث عشر من هذا الكتاب. 

(16) لم تتعرض العلوم النيوتونية للشك في مجالات العمل التطبيقي الذي كانت قيمته 
الاقتصادية والعسكرية واضحة تماما. 

(17) انظر الفصل الثالث عشر من هذا الكتاب. 


5337 














كانت تأملية حدسية. لوطا سحت إرابنا سير عن راوع 0 أو الحياة» 
ببعض » كرا مق الأور ابد بتعلاو قباينيا: كيبا بدقة د سرت 
ديكاري. والواقع أنها كانت تمرداً صارخاً على المادية الآلية» وعلى 
ورا لجا عل المقل بعس . وقد أهدر غوته العظيمء في علياته» 
ا ل ل ل لم 
ا ل 
0 1 فهم العلماء هناك 00 الآلان تمن 0 (معامعك)ء 
المنقل بأعباء الصوفية الباطنية ا مبهمة. ٠»‏ على الخلاء البين الواذ ضح الكامل 
في مبادئ (داتره«21) نيوتن. فكيف يتأتى للمرء الك ايه 
يقوله لورنز أوكن (صمعع01 جعمعىمرا) : 


"إن أعمال الله أو حياته تتمَظهّر في تعبيرها الأبدي عن نفسهاء 
وتأملها الأندئ فى ذلها الوحدانية والثنائية» وهي تنقسم خارجياً 
وتحافظ على وحدانيتها في آنِ معاً. .. والاستقطابية التناقضية هي القوة 
الأولى في العالم. .. وقانون السببية هو قانون الاستقطاب. السببية فعلٌ 
التوليد. والنزوع الجنسي متجذّرٌ في أول حركة في العالم. . ٠‏ ومن ثم 
فإن في كل شيء سَيُرورتيْن: تفضي الأول إلى الفَرْدّئة والإحياء؛ 
والثانية إلى الشمول والتدمير "219. 


وتلك مقولاات بعيدة كل البعد عن الوضوح والجلاء! إن وقوف 
برتراند وَاضسل (لاعوونج1 مامت 1) عاض ١‏ عن فهم هيغل؛ الذي كان 
يدت يهثل هده اللغة المنهمة)» #“يظرح مثالا واضحا عل زد مفكر .هرد 





(18) م كاسء »يت جما :50161625 ع[1 [0 :1115107 4 ,مممقالط! لرعسصمتط معطمعنك 
.26 .م ,(1953 بلنحوط صدوع !1 لصة عولع د10 :هلمم آ) اطعيمة1 عق/نادم1 80 


538 








عقلانيّي القرن الثامن عشر على مثل هذه المعضلة الخطابية. . ومن جهة 
أخرىء فإن إقرار ماركس وإنغلز الصريح بأنهما مدينان للفلسفة 
ال من شأنه أن ينبهنا إلى أنها ليست مجرد لغو من نافلة القول» 
ل ل اكات هنا وقرلة فهي م تنتج جهداً علمياً فحسب» بل 
نتائج مثمرة يا فلم يكتف لورنز أو كو يتا سين " الجمعية الألمانية 
للفلسفة الطبيعية" (عصدااسستمومء اتع اعم !1ن 2ل عاءكاتء)» بل 
أوحى أيضاً بقيام " الجمعية البريطانية للتقدم العلمي" . وقد لعبت 
" الرومنطيقية ' ' دوراً مؤثراً في تطوير نظرية الخلايا في علم الأحياء. 
وأستهمت إشتهاماً كبيراً في علم البْئْية النباتية والحيوانية» وعلم الأجنّة 
وفقه اللغة» وكثير من العناصر التاريخية والتطورية في جميع العلوم. 
والواقع أن الرومنطيقية في ميدانها اللفضل» وهو علم الأحياءء قد 
0 الكلاسيكية الصارمة اللاحقة التي أضافها كلود 
برنارد (لمقمءء8 علسدات) (1878-1813)» وهو مؤسس علم وظائف 
الأعضاء الحديث. من جهة ثانية» فإن تأملات الفلاسفة الطبيعيين حول 
موضوعات غامضة مثل الكهرباء والمغناطيسية» قد عززت من التقدم 
الذي تحقق في العلوم الفيزيائية الكيميائية التي بقيت من معاقل 
الكلاسيكية المنيعة. وقد اكتشف هانز كريستيان أورستيد في كوبنهاغن 
العلاقة بين هذين المجالين عندما شرح الآثار المغناطيسية على التيار 
الكهربائي للعلم بالفعل» غير أنهما لم تندجا في منهجية واحدةء جتى 
في فكر ماركس الذي كان أكثر إدراكاً من غيره للأصول المتداخلة 
لتفكيره . وقد كانت المقاربة الرومنطيقية على العموم حافزاً لنشأة أفكار 
ومنطلقات جديدة إلى أن انسحبت» آخر الأمر» من ساحة العلم. غير 
أنه لا ينبغي تجاهلها في تلك الفترة. 


وإذا لى يكن من الممكن تجاهلها بوصفها حافزاً علمياً صرفاء فإن 





(19) وتضمن مؤلّفا إنغلز ضد دوهرينغ (عم ةزع :1117-12 ) وفيورباخ (إعوط«مرلع1) 
دفاعاً متحفظاً عن الفلسفة الطبيعية» كذلك عن كيبلر وضد نيوتن. 


5239 

















من المتعذر إهمالها من جانب مؤرخي الأفكار والآراء» الذين يعتبرون 
حتى الآراء السفيهة الزائفة حقائقٌ ومؤثراتٍ تاريخية. وليس بوسعنا أن 
نغفل حركة استهوت أو أثرت فى شخصيات فكرية وثقافية عملاقة» 
مكل ريه وعية ل وناركدى الشانت: ويمكننا أن نتفهم الاستياء 
العميق من النظرة الأنغلو ‏ فرنسية "الكلاسيكية ية" إلى العالم في القرن 
العامن اعشر. ققد عقت هده النقلرة ة إنجازات جبارة لا يمكن إنكارها 
في ميدان العلوم وفي المجتمع. غير أن ضيق هذه النظرة وتقييداتها 
كانت تتضح بصورة مطردة خلال فترة الثورتين الصناعية والفرنسية. إن 
إدراك هذه القيود» وتبينٌ الشروط التي يمكن وَفْقّها رسم صورة أفضل 
كاه العان» بالحدس لا بالتحليل» ٠»‏ لا يعني بناء هذا العالم بالفعل. كما 
أن رؤى العالم التطورية. المتداخلة» الحدلية التي طرحها الفلاسفة 
الطبيعيون» لا تقدم البراهين ولا المعادلات السليمة. إلا أنها عرضت 
مشكلات حقيقية» بل لمشكلات حقيقية حتى ذ في العلوم الفيزيائية 
نفسهاء ومهدت للتحولات والامتدادات التي طرأت على عالم العلوم . 
ووضعت الأسس للعالم العلمي الحديث الذي نعيش فيه. وقد عبرت» 
بطريقتها الخاصة» عن الآثار التي تركتها الثورة المزدوجة التي غيرت 
جميع الجوانب في الحياة البشرية. 


540 








الخاتمة: نحو العام 1848 


"إن الإعواز والبروليتاريا هما القرحة المتقيّحة التي ولدت في قلب 
الدول الللدسكةه ري اس سكن التسفتك سينا إن الأطاء 
الشيوعين يقترنعوق تدامير ببية الذولة القائمة وإعدامها كليا :....: 
والحقيقة المؤكدة هى أنه إذا أتيحت لهؤلاء فرصة التصرف. فإن 
ذلك نن,نققض إل قروة ساسية أجل إل كورة الجلشاعية :إلى 
حرب على الملكية» وإلى فوضى مطبقة. وهل سيمهد ذلك الطريق 
لنشأة دول قومية جديدة» وعلى أية أسس أخلاقية واجتماعية؟ 
ومن سيكشف النقاب عن المستقبل؟ وما الدور الذي ستقوم به 
روسيا؟ والمثل الروسي القديم يقول: “"سأجلس على الشاطى» 
وأنتظر الريح". 


دان 31د انبائت عالت اوسا 18171 





(1) عزل عطق «ءنوراى بعتناطصعططف-دء دستقطاءره1]1 لآ عتصفعط أذباعلكث 
اع ج171 10171711 بعطء ةلز وزل مول جملءطدما لس تعطعاعلاه"7 عمل ,علتشاكاك تعبط 


1156-7 بط[ ب[ .له ,(1847-52 بمطجآ] :عنتممصدآ]) .7015 3 ,كل دادسوية 1 


541 


































































































1 


كنا قد بدأنا هذا الكتاب باستعراض حالة العالم عام 1789. 
ولنختتم الآن بإلقاء نظرة عليه بعد نحو سين عاماء فى نباية نصف 
القرن الأكثر ثورية في تاريخ البشرية المسجل حتى ذلك الحين. 


لقد كان هذا العصر هو "عصر أفعل التفضيل ". فالملخصات 
الإحصائية العديدة الجديدة التى حاولت فى عصر الحسابات 
والإحصائيات هذا أن تسجل واقع الجوانب المختلفة في العالم المعروف 
اذاه" كانه خلصى مح إل أن كل كيبي يكو قياسها عاك 
أعظم (أو أقل) ما كانت عليه قبل ذلك. وكانت خريطة العالم المعروف 
الذي يترابط بشبكة من الاتصالات أوسع وأعظمَ مما كانت عليه من 
قبل» والتواصل بين أطراف العالم أكثر سرعةً وكفاءة في أكثر من 
ناحية» وكان عدد سكان العالم قد ارتفع آنذاك إلى مستوى لا سابق له 
عل الإطلاق » وتسباعفك عيدد امدق المحمية بسرعة غير مسبوقة 
ووصل الإنتاج الصناعي إلى مستوياتٍ فلكية؛ ففي الأربعينات من القرن 
التاسع عشرء استُخرج من باطن الأرض نحو 640 مليون طن من 
الفحم الحجري. ولم يتفوق على هذا المستوى إلا حجم التجارة الدولية 
التي تضاعفت أربع مرات منذ العام 1780. لتبلغ نحو 800 مليون جنيه 
إسترليني» وقيمة مالية أعلى من ذلك بكثير بالعملات الأقل صلابة 
00 


وبلغ تقدم العلم ذروة لم ي, يبلغها من قبل» واتسعت آفاق المعرفة 
اتساعا غير معهود. واطلع مواطنو العالم على ما يجري فيه من تطورات 


(2) نشر نحو خمسين ملخصاً رئيسياً من هذا النوع في الفترة بين العامين 1800 
و1848 . يضاف إلى ذلك الإحصاءات التي كانت تنشرها الحكومات (مثل تعداد السكان» 
والتحقيقات الرسمية» وما إلى ذلك)»؛ أو العديد من المجلات الجديدة في المجالات 
التخصصية أو الاقتصادية الحافلة بالجداول الإحصائية. 


5342 








عبر ما يربو على أربعة آلاف صحيفة» وتجاوز عدد الكتب الصادرة في 
كل من بريطانا وفركسا وألاتا واأولايات التبجدة أرنامنا من ننس 
خانات في السنة. كما تعاظم صعود الخط البيانٍ للاختراعات البشرية» 
سنة بعد أخرىء إلى درجة مذهلة» وكان مصباح أرغاند (1784-1782) 
فتارهك قل ذلك أن ككرت آؤلا قورع نسي عع سبالم الزييف 
والشمعة» عندما بدأت المختبرات الهائلة التي كانت تعرف بمصانع 
الحاك بداقة انناهيا عير كه شرم الأناسي الع ايقنت حت رمن 
لتضيء لكي والتتيكن بعدها في المدن الأوروبية م 
7+ ودبلن وان :1819 رعتي شيون الناعنة اعتارا ميد 
سنة 1841. وكانت الإنارة بالقوس الكهربائي معروفة آنئذء 2 
البروفسور وينستون (عدهؤوتدعط/7) يخطط وقتها في لندن ليربط إنجلترا 
بفرنسا عن طريق خط كهربائي بحري للبرق (التلغراف). وفي الوقت 
نفسهء كان ثمانية أضوت عونا من الناس يستخدمون السكة الحديدية 
في بريطانيا وحدها في السنة الواحدة (1845). كما كان الرجال والنساء 
يتحركون على مدى ثلاثة آلاف ميل عام 1846» وستة آلاف ميل بحلول 
العام 0 في بريطانياء وتسعة آلاف ميل في الولايات المتحدة» 
وكانت خدمات السفن البخارية تصل أوروبا بأمريكا وأوروبا بجزر 
الهند. 


ولا شك في أن هذه الانتصارات كان لها جانب قاتم» » مع أن من 
غير المستطاع تحديد ذلك الجانب في جداول إحصائية موجزة. فكيف لنا 
أن نصوّر كمياًء ما لا ينكره أحد اليوم» وهو أن الثورة الصناعية قد 
ل ا ل ل 
في الشوارع الخلفية المعتمة الموبوءة القذرة الغارقة بالضباب في 
00 وكيفا نصور اقتلاعها آلافاً مؤلفة من الرجال والنساء من 





(3) أدخل بولتون ووات هذه المصابيح عام 8 . وكانت مصانع القطن التي يملكها 
فيلبس ولي (166) في مانشستر تستخدم بصورة دائمة ألف مَضْرّم اعتباراً من العام 1805. 


5343 






































جذورهمء وحرمانهم» في عالم التعاسة الذين أصبحوا يعيشون فيهء» من 
القناعات التي تحدرت إليهم عبر العصور؟ وعلى الرغم من ذلك». فإننا 
سنغفر لدعاة التقدم في أربعينات ذاك الحد شي يع وديم بأن 
' التجارة ستمضي قدماً إلى الأمامء حاملة المدنيّة بيدء والسلام بأخرى» 
وستقود البشر إلى مستقبل أفضل وأكثر سعادة وحكمة"؛ وذلك هو 
موقف رئيس الوزراء البريطاني اللورد بالميرستون الذي أدلى بهذه العبارة 
الوردية سنة 21842 وهي أكثر السنين حلكةٌ ثم اختتمها بقوله: 
الى م قاف ا ا ولم يكن أحد لينكر وجود الفقر في أكثر 
صوره مدعاةً للفزع» ورأى كثيرون أنه يزداد اتساعاً وعمقاً. ومع ذلك 
كلهء هل كان بوسع أكثر المراقبين العقلانيين تشاؤماً أن يقول» اعتماداً 
على المعايير التي تقاض نا انتما رات السعافة والعلوم. إن الأحوال 
المادية كانت أسوأ مما كانت عليه في أي وقت مضىء أو مما كانت آنذاك 
فى البلدان غير الصناعية؟ الإجابة عن ذلك هى بالنفى. غير أن التهمة 
كانت قاسية» والدلائل قاطعة. فحالة الكادحين الفقراء لم تكن أفضل مما 
كانت عليه في الماضي المظلم» بل إنها كانت في بعض الأحيان أسوأ مما 
تعيه ذاكرة الأحياء في تلك الأيام. وقد حاول دعاة سس أن يردّوا هذه 
التهمة بدعوى أن السبب في ذلك لم يكن يكمن ة في عمليات المجتمع 
البورجوازي الجديدء بل في العراقيل التي كان الإقطاعء والنظام 
الملكي» والأرستقراطية يضعوءمها في طريق المشروع الاقتصادي الكامل 
الحرية. وخلافاً لذلك. كان الاشتراكيون الجدد يعتقدون أن السبب هو 
عمليات النظام الجديد نفسها. غير أن الجانبين اتفقا على أن هذه المتاعب 
كلها ليست أكثر من آلام النمو والبلوغ. وكان الطرف الأول يرى أنه 
سيتم التغلب على هذه الصعوبات في إطار الرأسمالية» بينما كان 





(4) صطهة لصة بوممع»7 وعنام 50150 للقصه8ظ نمز ”,1842 .طوط 16“ بلتدقمدك1 
:6020012 ل) «سامارعممط كه مسفاط [وع 0111 6 :كابهامماعءالآ ع[ا اسه معتل ,تعطع هلاه 
.2 .2 ,(1961 ,255 713105 .51 تعاده لا بعل :20 لمعنه ذل[ نمجدا1 


5244 








الطرف الثاني يخالفه الرأي. إلا أن الجانبين كانا مُحَقّين في اعتقادهما أن 
حياة البشر قد شهدت تحسناً مادياً يعادل التقدم الذي حققه الإنسان في 
السيطرة على قوى الطبيعة. 
عندما نتناول بالتحليل البنية الاجتماعية والسياسية للعام في 
أربعينات القرن التاسع عشرء فإننا نتخلى عن أفعل التفضيل الذي ورتينا 
على استخدامه حتى الآنء ونعدل عنه إلى معايير أكثر تواضعاً وتحفظاً. 
إن 0 سكان العالم آنذاك كانوا ما زالوا فلاحين.ء مع أن كم بتاعا 
مثل بريطانياء كانت فيها أقليات صغيرة هي التي تمارس الزراعة» 
كادف القطاعاته الشفيرية جرقيلة سل قياون بشتكان الأرياق كنا 
حدث للمرة الأول في تعداد السكان عام 1 . ولم يكن هناك غير 
أعداد قليلة شنا من العبيد؛ فقد ألغيت تجارة الرقيق رشتهيا عام 1815» 
' وفي المستعمرات البريطانية عام 34 وفي المستعمرات الإسبانية 
والفرنسية المحررة إِيّانَ الثورة الفرنسية أو بعدها. وفيما كانت جزر الهند 
الغربية آنذاك منطقة زراعية حرة قانونياً» باستثناء بعض الجزر غير 
القانونية» فقد واصلت تجارة الرقيق» عددياً» توسعها في اثنين من 
مواقعها الخضيتة الباقية»: هنا البرازيل وجدوب الولايات المتحذة:.وكان 
من حوافز ذلك التوسع تقدم الصناعة والتجارة اللتين كانتا تعارضان كل 
قيد على حركة السلع والناس. كما أن التحريم الرسمي جعل تجارة 
الرقيق أكثر جاذبية وربحاً. وكان سعر العامل الزراعي في جنوب 
الولايات المتحدة نحو 300 دولار عام 1795» وتصاعد إلى ما يتراوح 
بين 1200 و1800 دولار عام 201860: كما ارتفع عدد العبيد في 
الولايات المتحدة من سبعمئة ألف عام 1790 إلى مليونين ونصف المليون 
عام 0»؛ وثلاثة ملايين ومئتي ألف عام 1850. وكانوا حتى ذلك 
الحين لبون من أفريقياء ولكنهم يُرَبَونَ ويهيئون للبيع في مناطق 
(5) علبو لا بجع ]ك) نرمماءةل1 سمء ةعسلا [ه منلعمماعده 1 بحتصمكلة مملصوعظ لممطعكك]1 
.6 لصة 515 .م ,([1953] ,تعمعدك] 


243 








استملاك الرقيق» أي الولايات الحدودية في الولايات المتحدة» ويباعون 
للعمل في حزام القطن المتزايد الاتساع. - 

وإضافة إلى ذلك. نشطت تجارة أشباه العبيد القائمة على تصدير 
"العمال المتعاقدين" من الهند إلى جزر قصب السكر في المحيط الهندي 
وجزر الهند الغربية. 

وكان نظام السخرة» أو الاسترقاق القانونٍ للفلاحينء قد ألغي 
في مناطق واسعة من أوروباء مع أن ذلك لم يكن يعني شيئاً بالنسبة 
للواة قع الفعلي لفقراء الأرياف في مناطق فلاحة العزب التقليدية» مثل 
صقليً والأندلس: غير أن السخرة ة استمرت في مواقعها الرئيسية فى 
أوروباء مع أن أعداد المسخرين ظلتء» بعد مرحلة من التوسع الأول 
مستقرة في روسيا في حدود ما يتراوح بين عشرة ة ملايين وأحذدٌ عشر 
ليون مف الكو بعد العام 1811 أي أنها انخفضت نسبيً©. و 
ذلك». كان من الواض ضح أن السخرة الز راعية» خاو ار ارت 
كانت في حالة ل أخات فوائذها الاقتضادية 
بالتناقص التدريجي. وبعد أن تصاعدت حالات التمرد بين الفلاحين» 
ولا سيما منذ أربعينات ذلك القرن. ووينما كان أعشةه رد بين عمال 
السخرة هو الذي حدث في غاليقيا النمساوية عام 1846» وكان بمثابة 
تمهيد للانعتاق العام الذي جاءت به ثورة العام 1848. ولكن حتى في 
روسياء اندلعت حركات التمرد بين الفلاحين 148 مرة فى الفترة بين 
العامين 1826 و1834. ومئتين وست عشرة مرة بين 1835 و21844 
وثلائمئة وثمان وأربعين بين 1844 و1854» وبلغت ذروتها عند وقوع 





(6) أدى تمديد السخرة في عهد كاثرين الثانية» وبولس (1801-1762) إلى زيادة أعداد 
المسخرين الذكور من نحو ثلاثة ملايين وثمانمئة ألف إلى عشرة ملايين وأربعمئة ألف عام 
1 الظر :0 زتتتمترمعظا أعدمننهل! عط إن رماكةلر ,وعلمعطعطممهآ طعتكمسصة] ممم 
١‏ الاء]) مممصعط .30 .[آ 9ط لعتهفاكصةا ,ممتساممعر 917[ عطز م1 وتووير 

.273-74 .مم ,(1949 ,صدااتسعدك13 


546 





ٍ 
| 
1 
3 
: 
1 





4 أتقرداً في السنوات الأخيرة التي سبقت الانعتاق 0 261 


في الجانب الآخر 007 الاجتماعي» طرأ تغير أقل مما كان 
متوقعاً على أوضاع الأرستقراطيين مُلآك الأرضء إلا في البلدان التي 
حدثت فيها ثورات فلاحية مباشرة» مثل فرنسا. ولاشك في أن ثمة 
بلدانء مثل فرنسا والولايات المتحدة» لم تعد فيها طبقة ملاك الأرض تمثل 
الفئة الأكثر ثراء ذ باقع واوا ا مثل عائلة روتشيلد» قد 
اشستروا الإقطاعات والعرب لأن فيها إشارة وعلامة تمثل انضنامهم إلى 
توم لوقه اعدو ادس كابي ا اروم حتى في بريطانيا 
ف ال ل 


الأنسقة اله 110 ات 'الفرسان” 

الرومنطيقية» وجماعات أخرى لا صلة لها بتجارة الزنوج التي حققوا من 
وراءها الثروة» ولا بالمزارعين الطهرانيين المنتفخي الأوداج الذين كانت 
موائدهم حافلة بالذرة لحم الخنزير السمين. وكانت هذه اللمسة 
الأرستقراطية تخفي تحتها بعض جوانب التغيير؛ فقد كان دخلهم يعتمد 
بصورة متزايدة على الصناعة» وعلى تجارة السلع والأسهم والعقارات التي 
تخلت عنها الطبقة البورجوازية المحتقرة. 


وقد تزايدت مداخيل "الطبقة الوسطى" بطبيعة الحال» غير أن 
عدد أفراد هذه اعد 1 يك كيرا جداً. ففي العام 1 كان الدخل 
السنوي لنحو مئة ألف من دافعي الضرائب يقرب من مئة وخمسين جنيها 
إسترلينيا ؛ وقد يكون عددهم قد ازداد مع نهاية الفترة التى نعالجحها 
ليصل إلى 340 ألفً" من أرباب العائلات الكبيرة» ثما يرفع العدد 
الإجمالي إلى مليون ونصف المليون من إجمالي السكان» وعددهم نحو 21 


(7) انظر: المصدر نفسهء ص 370. 
(8) عسصكا 5 .1 تمملحمآ) بوسرعمة2 سن كعترمع جل :8211151 ,محصماد معامقطن طلمتومل 
.5 لطه 431 .م ,(1920 رحاوة لصة 


5211 












































مايوة تيه (70851. 5 ا 0 
يكن 0 أثرياء بدا وتقدر بعضص اي عدد من كانت 
مداخيلهم أكثر من خمسة آلاف جنيه في السنة بأربعة آلاف شخص.ء. 
ا د 0 
وفي تقديرنا أن نسبة * الطبقة الوسعلى ' اه ا ا 
في البلدان الأخرىء بل ربما كانت أقل من ذلك على العموم. 


وبطبيعة الحال. كانت الطبقة العاملة (بما فيها البروليتاريا الجديدة 
في المصانع. والمناجمء والسكة الحديدية) قد تنامت بصورة أسرع من 
غيرها بكثيرء إلا أنها في بريطانيا لم تكن تتجاوز مئات الآلاف ‏ لا 
الملايين فى احسن الحاللات. ولا يؤبه لهذا العدد بالمقارنة مع إجمالي 
سكان العالمء كما أن العمال لم يكونوا قوة منظمة إلا في بريطانيا وبؤر 
عمالية بسيطة في مناطق أخرى. غير أن النفوذ السياسي لهذه الطبقة 
كانء كما رأيناء عظيماًء ولا يتناسب مع حجمها أو إنجازاتها. 


للخال قد شهدت و ا ا ا ل 
المراقبين المتفائلين (أو المتشائمين) عام 0 ؛ ذلك أن الملكية ظلت هي 


نظام الحكم في الأغلبية العظمى من الدول. ما عدا القارة الأمريكيةء 





(9) هذه تقديرات اعتباطية. إلا أننا إذا افترضنا أن كل فرد تمن يمكن تصنيفهم في 
الطبقة الوسطى كان يحتفظ بخادم واحد عل لى الأقل» فإن عدد النساء العاملاات في "الخدمة 
المنزلية' عام |2185 وهو ستمئة وأربعة وسبعين ألفء سيعطينا ما هو أكثر بكثير من الحد 
الأقصى للأسر في "الطبقة الوسطى ". ومن الحد الأدنى من الطهاة وهو 50 ألفاً (وكانت 
أعداد الخادمات والمدبرات متماثلة تقريباً). 

(10) أورد هذا التخمين العالم الإحصائي البارز وليام فار عه دددذ1اة/18) في المجلة 
الإحصائية (لمااتمل امع نار زه 51) (1875). ص 102. 


5248 








بل إن إحدى الدول الكبرى هناك (وهى البرازيل) كانت إمبراطورية» 
كما أن دولة أخرى (هي المكسيك) جربت» على الأقل» التقاليد 
الإمبراطورية في عهد الجنرال إيتوربيد (أغسطين الأول) في الفترة ف 
2 إلى 1833. وصحيح أنه يمكن اعتبار عدة تمالك أوروبية» بما فيها 
فرنساء ملكيات دستورية فى ذلك الوقت» غير أن الأنظمة الملكية 
المطلقة كانت فى السبائدة فى جنع الأنحاء خارج نطاق هذا الحزام على 
امتداد السواخل الشرقية للمحيط الأطلسي. وصحيح كذلك أن دولا 
جديدة كانت قد نشأت يحلول أريعينات القرن» وكانت من ثمار الثورة 
مثل بلجيكاء وصربياء واليونان» وحفنة من الدول في أمريكا اللاتينية. 
ومع أن بلجيكا كانت قوة اقتصادية ذات شأن (لأنها كانت إلى حد بعيد 
قح له يمتفاناة جارعنا الفرنسية العبنئ)* “د ]لز أذ الدولة الخورية 
الأهم بينها كانت قائمة عام 1789» وهي الولايات المتحدة الأمريكية. 
وكانت تتمتع بميزتين هائلتين: : الأولى هي غياب أية دولة منافسة في 
الجوار قد تحاول أو تسعى إلى الحؤول دون توسعها عبر القارة الأمريكية 
باتجاه المحيط الهادي. وكانت فرنسا قد باعت للولايات المتحدة منطقة 
توازيها مساحةً في ما سمي آنذاك ' صفقة لويزيانا" عام 1803. والميزة 
الثانية هي معدل التوسع الاقتصادي الخارق للعادة. وقد شاركتها في 
الميزة الأولى البرازيل التى نجت» بعد انفصالها عن البرتغال» من 
التشرذم الذي ألحقه جيل من الحروب الثورية بالجانب الأكبر من أمريكا 
الإسبانية ؛ غير أن ثروتها من الموارد لم تكن قد استّغلت بعد. 


على الرغم من ذلك كله حدثت تغيرات كبيرة ة تعاظمت وتزايدت 
بصورة ظاهرة جراء ما اكتنفها من زخم منذ العام 1830 أو نحوه. فقد 
استحدتت ثورة 5ت 1830 دساتير ليبرالية معحدلة لعن تطلعات الطبقة 


الوسطى في الدول الرئيسية في أوروبا الغربية. ومع أن هذه الدساتير 


(11) صُدَّر نحو ثلث إنتاج بلجيكا من الفحم وقضبان الخديد:بأكملة تقريباً إل فرنسا. 


549 

















































































































كانت مناوثة للديمقراطيةء إلا أنها كانت» بالقدر نفسهء معادية 
للأرستقراطية. وكانت ثمة» دون شكء» تسويات وحلول وسط فرضها 
الخوف من ثورة جماهيرية تتجاوز التطلعات المعتدلة للطبقة الوسطى. فقد 
ظلت الطبقات المالكة تتمتع بتمثيلٍ عالٍ في الحكومة» كما في بريطانياء 
وقطاعاتٌ واسعةٌ من الطبقة الوسطى الجديدة» وخصوصاً الشرائح 
الصناعية الأكثر عنفواتاء تتمتع بتمثيل متدنٌ. ٠‏ وفي القضايا المهمة 00 
تمتع الصناعيون البريطانيون بحرية التصرف بعد العام 2» وكانت 
القدرة على إلغاء قانون الذرة ة تستحق الابتعاد عن مشروعات النفعيين 
ومقترحا: بم الحمهورية المتطرفة المعادية لرجال الكنيسة. ولا شك في أن 
لبترالية ل الوسطى الأوروبية (لا الديمقراطية الراديكالية) كانت فى 
صعود مطرد آنذاك» وكان خصومها ‏ وهم المحافظون في بريطانيا ‏ 
والمتكتلون حول الكنيسة الكاثوليكية في أماكن أخرى» يتخذون مواقع 
دفاعية» ويدركون ذلك كل الإدراك. 


وقد حققت الديمقراطية الراديكالية تقدماً كبيراً على الرغم من 
ذلك كله. فبعد خمسين سنة من التردد والعداء» أفلحت في فرض 
الديمقراطية» في الولايات المتحدةء ضغوط المزارعين وسكان التخوم 

قل الرسوى رسا كيين '(838 41851 فيه كاله الفراوة الأررو 
تستجمع قواها. وفي أواخر تلك الفترة التي نعالجها (1847). أعيدت 
الديمقراطية إلى سويسرا'بعن خرب أهلية بين الزاديكالين .والكاثو ليك. 
غيو اك قلةاتهذة ايعس مخ انراد اله ارسي #البيرالين المندانة 
كانوا يعتقدون حينئذٍ أن نظام الحكم ذاك؛ كما ينادي به الثوريون 
اليساونوة إساساء سكام مصالح صغار المنتجين الجسورين في السهول 
والمناطق الحبلية. كما أنهم كانوا يشكون في أن ذلك النظام سيكون 
إطاراً سياسياً صا حاً للرأسمالية أو مناسباً للدفاع عنها ضد هجمات من 
كانوا من دعاتها في الأربعينات من القرن التاسع عشر. وبالتالي» لم تكن 
نجه لوو اشاملة عرد مق وبالحملة على ما يبدو» إلا في السياسة 
الدولية وحدها. فقد كان عالم الأربعينات من القرن التاسع عشر خاضعاً 


5230 





بصورة كلية» سياسياً واقتصادياء لهيمنة قوى أوروبية» تساعدها قوة 
الولايات المتحدة المتزايدة. 


وقد أوضحت حرب الأفيون فى الفترة بين 1839 و1842 أن القوة 
غير الأوروبية الوحيدة الباقية» وهي الإمبراطورية الصينية» كانت 
عاجزة عن مواجهة العدوان العسكري والاقتصادي. وم تكن ياك 
على ما يبدوء قوة قادرة على الوقوف في وجه بضع سفن حربية أو 
كتائب عسكرية غربية تحمل معها التجارة والكتاب المقدس. وكان التفوق 
البريطاني من السطوة بحيث لم يكن بحاجة إلى إشراف سياسي ليفعل ما 
يريد. ولم تكن قد بقيت قوى استعمارية أخرىء إلا ما كانت تتكرم 
بريطانيا عليه بحرية العمل» كما لم يكن ثمة منافسة للبريطانيين. وكانت 
الإمبراطورية الفرنسية قد تقلصت إلى بضع جزر ومواقع تجارية؛ عل 
الرغم من أنها كانت تحاول إحياء نفوذها عبر البحر المتوسط في الجزائر. 
كما أن الهولنديين» الذين كانت تحدجهم أنظار البريطانيين من مركزهم 
التجاري الجديد في سنغافورة عندما استعادوا نفوذهم في إندونيسياء لم 
يعودوا قادرين على المنافسة. كما أعاد الإسبان سيطرتمهم على كوبا 
والفلبين» وجددوا مطالب غامضة لهم في أفريقياء فيما أملت. بحق»ء 
المستعمرات البرتغالية» وسيطرت التجارة البريطانية على الأرجنتين 
المستقلة» والبرازيل» وجنوب الولايات المتحدة. وكذلك المستعمرة 
الإسبانية في كوباء والمستعمرات البريطانية الأخرى في الهند. وكان 
اكب ازانت المرقطائنةامفضوو قو فى شجال "إلى لايات: لمعيه ديق 
في كل موقع طالته التنمية الاقتصادية. ولم يحدث في تاريخ العام على 
الإطلاق أن فرضت دولة ل ب ا 
أواسط القرن التاسع عشر ؛ ذلك أن الإمبراطوريات العظمى التي 
مارست مثل هذه الهيمنة في الماضي» ومنها الإمبراطوريات الصينية» 
والإسلامية» والرومانية» كانت تتحرك في إطار إقليمي. ولم يحدث منذ 
ذلك الحين أن نجحت قوة واحدة فى فرض هيمنة مماثلة» لا فى 
الماضي» ولا في الحاضر أو المستقبل المنظور؛ لأنه لم يكن بوسع أية 


52531 



















































































دولة أن تطلق على نفسهاء حصرياء لقب "مَشْغَل العالم". 

على أن بوادر انهيار بريطانيا كانت» آنذاك» واضحة للعيان. فحتى 
في الثلاثينات والأربعينات من ذلك القرن» تكهن المراقبون الحصيفون» 
ومني اكمس دو ركني 'وعاكسارززن) :بن الولايات اده 
وروسيا ستتمكنان» بما لهما من حجم وموارد ممكنة» من الانضمام في 
المستقبل إلى العملاقين التوأمين في العالم؛ وستقف ألمانيا (كما تنبأ 
فريدريك إنغلز عام 1844) منهما موقف المنافسة وعلى قدم المساواة في 
أوروبا. وا لمحا لان جود ة على العالم غير فرنساء مع 
أن ذلك لم يكن واضحاً إلى درجة تطمئن رجال الدولة البريطانيين 
وغيرهم أو تبدّئ من هواجسهم. 

باختصارء كان عام العقد الخامس من القرن التاسع عشر يعاني 
الخلل وانعدام التوازن. فقد كانت قوى التغيير الاقتصادي. والتقني» 
والاجتماعي التي انطلقت خلال نصف القرن المنصرم» حتى في نظر 
المراقبين السَّذْجء ظاهرة فريلة 3 سايق لها في التاريخ؛, ولا سبيل إلى 
مقاومتها. ومن جهة أخرىء كانت النتائج المؤسسية لهذه التغيرات 
متواضعة آنذاك. وه ين للحي على سبيل المثال» زوال نظامي 
الرق والسخرة قانونياء عاجلاً أم آجلاً (باستثناء لمحلفات هاتين 
الممارستين في مناطق نائية لم يَطْلّها الاقتصاد الحديد بعد)» مثلما كان 
من المحتم أن لا تبقى بريطانيا هي الدولة الصناعية الوحيدة. وكان من 
المحتم لا محالة أيضاً أن الأرستقراطية المالكة للأرض» والملكيات 
المطلقة» ستندحر في جميع البلدان التي كانت تتنامى فيها بورجوازية 
قويةء مهما كان نوع التسويات والمعادلات السياسية التي ديم التوصل 
إليها للحفاظ على المكانة» والنفوذ» والسلطة 0 وإضافةً إلى 
ذلك» كان من المحتم أن تُشحن الجماهير بالوعي السياسيء» وبالنشاط 
السياسي الدائم».ؤهذا هيو الإرث:الذي خلفته القؤرة الفرنسية» نما 
سيعني .أن تلك الجماهير ستسهم بدور رسمي في الأنشطة السياسية» إن 
عاجلاً أو آجلا. وإذا أخذنا بالاعتبار التسارع المشهود في التغير 


552 





الاجتماعي منذ العام 0+ وانتعاش الحركة الثورية الأممية» حم 
أناهن المتخيل إرجاء هذه التغيرات» مهما كانت طبيعتها المؤسسية!2' 

كان من شأن ذلك كله أن يُشْعِرَ الناس في أربعينات القرن التاسع 
عشر بالتغير الوشيك الآتي» غير أنه لم يكن كافيا لتفسير ما يشعر به 
الجميع في أنحاء أوروبا كافة» وهو الإدراك المتزايد بالثورة الاجتماعية 
الوشيكة الوقوع. والجدير بالملاحظة» أن هذا الإدراك لم يقتصر على 
الثوريين الذين كانوا يعبرون عنه بصورة مسهبة» ولا على الطبقات 
الحاكمة التى كانت تتوجس خيفةٌ من جماهير الفقراء في أوقات التغير 
الاجتماعي. فالفقراء أنفسهم هي الذيق كارا وتاركون ذلك كل 
الإدراك» بل إن الفتات المتعلمة كانت تعبر عنه. وفى هذا السياق» 
يكثن القتضل الأمريكئ في أمسترفام خلال مجاعة العام 1847 تقريراً 
عن مشاعر المهاجرين الآلمان أثناء عبورهم من هولنداء يقول فيه: 
"يعرب جميع المطلعين عن اعتقادهم أن الأزمة الراهنة التي تتجلى بعض 
مظاهرها فى الأحداث الحالية هي من العمق بحيث تمثل بداية الثورة 
العظيمة التي توشكء في اعتقادهم» أن تدمر الوضع القائم في هذه 
ار 

وتعود الأسباب إلى أن الأزمة القائمة في ما تبقى من المجتمع 
القديم تزامنت مع بروز أزمة جديدة. ومن السهل علينا الآن» عندما 
نستحضر فترة الأربعينات من ذلك القرن أن نعتقد أن الاشتراكيين الذين 





(12) ذلك لا يعني بالطبع أن جميع التغيرات المحددة التي اعتبرت حتمية آنذاك سوف 
تحدث بالضرورة؛ ومن هذه التغيرات على سبيل المثال: الانتصار الشامل للتجارة الحرة» 
والسلام» والمجالس التمثيلية ذات السيادة» أو انقراض الملكيات أو الكنيسة الرومانية 
الكاثوليكية. 

(13) إن «ومماعذاظ 4 :1607-1860 ,14176110 عناسه !ا 776 ,معومةآآ] ععآ منعمدلة 
تسطاعم نط لوده 2 طلتد 1801160 ,دعواى عاتملا عرلا كه اعدو [ااء35 واتستاصم 0 1/6 
ملآ ممه :(مأأعسساطاعددمة31) عق لاتطامتمفت) ممتاصلط لعنط؟ معوستعسعاطعة .3/1 

2 .م ,(1945 رووع: 


32533 
































تنبئوا بالأزمة النهائية الوشيكة للرأسمالية» طال الزمان أم قصرء إنما 
كانوا يحلمون ويخلطون بين الآمال والتوقعات المستقبلية. ذلك أن 
الأحداث اللاحقة لم تسفر عن اهيار الرأسمالية» بل أدت إلى انتعاشها 
وتوسعها السريع وانتصارهاء دون أن يعترض سبيلها أي عائق. ففي 
الثلاثينات والأربعينات» لم يكن واضحاً على الإطلاق أن الاقتصاد 
الجديد سيذلل ما يعترضه من صعوبات كانت» هي نفسهاء قوة دافعة 
إلى إنتاج كميات متزايدة من السلع بأساليب ووسائل أكثر ثوريةٌ وجذة. 
وكان منظرو هذه الفترة يتخوفون من "حالة السكون" التى تخمد فيها 
القوة الدافعة للاقتصاد للسير به قُدُماً إلى الأمام؛ وكانوا (خلافاً لمنظري 
القرن الثامن عشر) يعتقدون أن حالة السكون تلك آتية لا ريب فيهاء 
وأنها ليست مجرد افتراض نظري. وفي الثلاثينات» لم يكن مروجو 
التمويل الضخم والتصنيع الثقيل (أي السان سيمونيون) قد استقروا على 
رأي بعد حول ما إذا كانت الاشتراكية أو الرأسمالية هي السبيل الأمثل 
لانتصار المجتمع الصناعي. وفي الولايات المتحدة» فإن أمثال هوراس 
غريل (لاعاء016 عمعدره1؟)ء الذين غدوا المبشرين الخالدين بالتوسع 
الفردي (ورددوا هتافه المعروف: "انطلق غرباً أبها الشاب")» كانوا فى 
الأربعينات من دعاة الاشتراكية الطوباوية» وهم الذين أقامواء على غرار 
ما فعله فورييه» 'كتائب' التعاونيات الجماعية وهللوا لهاء لأنها كانت 
تنسجم آنذاك مع ما يُدعى الآن 'الأمْرّكة"». وكان رجال الأعمال 
مستميتين في مساعيهم التوسعية. وإذا ما استحضرنا تلك الايام, فإننا 
قد لا نفهم الأسباب التي دفعت رجل أعمال كويكرياً مثل جون 
برايت» وأصحاب مصانع القطن الناجحين في لانكشير» في غمرة 
التوسع الديناميّ الذي شهدته تلك الفترة» إلى استنزال الفوضى والجوع 
والشغب على بلادهم بإغلاق المصانع لإرغام العمال على القبول 
بشروطهم السياسية من أجل إلغاء التعرفة الجمركية2". غير أن 





(14) تصعقمهما) 1838-1846 16 طنصط 007-لنو4 ع1 ,1100 بممسصسرملد 
لا تاعاطقطك ,([1958] بمتسصحستا همه دعاام 


5254 











07 


الصناعيين المتبصرين ربما كانوا فى تلك السنة العصيبة (1841- 1842) 
تعتقدوة أن الأمر ان يوقي إلى الفني بواشيارة سياه جل :إل 
اختناق الصناعة بأكملهاء إلا إذا أزيلت» على الفورء العوائق التي 
تعرقل تقدمها نحو المزيد من التوسع. 


وبالنسبة لجماهير عامة الناس» كانت المشكلة أبسط من ذلك 
بكثير. لقد كانت الأوضاع في المدن الكبيرة والمقاطعات الصناعية في 
المناطق الغربية والوسطى في أوروبا تدفعهم» + كمنا رأيقاء إلى الشورة 
الاجتماعية» وكانت كراهيتهم للأثرياء والعظماء في ذلك العام الذي 
يعيشون فيه» وأحلامهم بعالم جديد أفضل» تمنحهمء في أوضاعهم 
ااقمتيع طني ابا انيه صحفا م العرون مل اكفاك : 
خصوصاً في بريطانيا وفرنساء د فك اسكصضوا 
القوة من قدرتهم على التنظيم أو تنسيق العمل الاجتماعي. كما علمتهم 
اليقظة العظمى في الثورة الفرنسية أن على الناس العاديين أن يرفضوا 
الاستكانة إلى الظلم والإجحاف: "كانت الشعوب تجهل كل شيء في 
الماضي. وكان الناس يرون في الملوك آلهةٌ على الأرض» وكانوا 000 
على أن يؤمنوا بأن كل ما يفعله هؤلاء هو الأمر الصواب. أما في فترة 
التغيّر الراهنة» فقد غدا التحكم في الناس ري 1 


كان ذلك هو "شبح الشيوعية' ' الذي خيّم على أوروبا وأفزعهاء 
وم يرهب الخوف من "البروليتاريا" أصحاتٌ المصانع في لانكشير أو 
شدال! ترنيا فعيي» يل ترطفي الدؤلة في الريق الأنان» والكسة 
فى روماء وأساتذةً الجامعات فى كل مكان. وكان لذلك ما يبرره؛ ذلك 





(15) عطا مغ كاسعلعءع امم ,ومطفك لمات 510 معااعآ نضل روعمم 101010 .1 
0 ,ررم اك 1 بعلن آق زه أمتسنه. ““ملإتتاصع0 طاسمععاعصتل! عط 1ه كمم تامع صععالهةا 


.44 .م ,(1957) 4 .20 ,29 


52535 





























أن الثورة التي اندلعت في الأشهر الأولى من العام 1848 لم تكن فقط 
ثورة اجتماعية جمعت وحشدت جميع الطبقات الاجتماعيةء بل كانت» 
بالمعنى الحرفي للكلمة» انتفاضة للكادحين الفقراء في المدن. ولا سيما 
العواصم» في المناطق الغربية والوسطى من أورويا. وكانت ثورتهم هذه 
هي وحدها القوة التي أطاحت النظامَ القديم في المنطقة الممتدة من 
باليرمو إلى حدود روسيا. وعندما هدأت العاصفة واستقر الغبار على 
أطلال هذا النظام» وقف العمالء» والعمال الاشتراكيون تحديداً في 
فرنساء على أنقاضه. ولم تنحصر مطالبهم في الحصول على الخبز 


والعمل. بل تجاوزت ذلك إلى الدعوة لإقامة دولة و مجتمع جديدين. 


وفيما كان الفقراء الكادحون يعلنون انتفاضتهم تلك. أسهم 
الوهن والبلى المستفحلان في النظام القديم في تفاقم الأزمات في عام 
الأثرياء وذوي النفوذ؛ ولم تكن هذه أموراً مهمة بحد ذاتها. فلو أنها 
حدثت في أزمنة أخرى» أو في أنظمة اجتماعية تسمح لمختلف الشرائح 
في الطبقات الحاكمة بتكييف منافساتها والتكيف معها بصورة سلمية» 
فإعا تكن أقدر غل إشعال الثورة من المناحرات التي كانت تنشب على 
الدوام في بلاط القيصر في روسيا بين مختلف الأجنحة في القرن الثامن 
عشر. ففي بريطانيا وبلجيكاء على سبيل المثال» دب الصراع بين 
الزراعيين والصناعيين» وبين مختلف الشرائح في الحانبين أيضاً. غير أنه 
كان من المفهوم تماماً أن التحولات التي طرآت بين العامين 1830 و1832 
قد حسمت قضية السلطة لمصلحة الصناعيين» وللصلحة تجميد الوضع 
السياسي القائم لتحاشي مخاطر الثورة مهما كان الثمن. من هناء فإن 
الصراع المرّ بين الصناعيين المطالبين بتحرير التجارة من جهةء والزراعيين 
الحمائيين من جهة أخرى» سيكلل بالنجاح (1846) في غمرة انشغال 
الميثاقيين بقانون القمح» دون أن يترتب على ذلك» ولو للحظة واحدةء 
ايفان وحدة الطبقات الحاكمة جميعها في تصديها لحق الاقتراع الانتخابي 
العام. كما أدى انتصار الليبراليين على الكاثوليك في انتخابات 1847 في 
بلجيكا إلى فصل الصناعيين عن الثوريين المحتملين» وإلى إجراء 


5336 





00 


000 





إصلاحات بثانية مندروسة بعنانة علق النظاء:الاشيخاي عام 1848 نما 
ضاعف عدد الناخين©2. وأدى ذلك كذلك إلى إزالة التذمر الشائع في 
أوساط شرائح مهمة من الطبقة المندنية فى الطبقة المتوسطة. ولم تحدث 
الثورة عام 8» على الرغم من أن المعاناة الفعلية في بلجيكا (أو 
الفلاندر) ريما كانت أسوأ مما كان شائعا في المناطق الأخرى في أوروبا 
الغريية + باسضباء :إبرلنداء 


على أن التصلب السياسي في أنظمة الحكم الأوروبية المطلقة» 
المتأهة لمقاومة أي تغيير ليبرالي أو وطني عام 1815» لم يترك حتى لقوى 
المعارضة المعتدلة خياراً غير القبول بالأمر الواقع» أو الثورة. ولم تكن 
هذه القوى مستعدة للثورة بنفسها إلا إذا اندلعت ثورة اجتماعية لا 
رجعة عنهاء ولا تخسر فيها شيئاً إلا مع خاسرين آخرين. وكان على 
أنظمة الحكم القائمة عام 5 أن تتداعى وتولي الآدبار» وكانت تلك 
الأنظمة تعرف ذلك» وكان إدراكها أن "التاريخ يقفف ضدها" قد 
استنزف قواها وشل قدرتمها على المقاومة» فتداعت عندما هبت عليها 
البوادر الخفيفة لرياح الثورة» الوافدة من الخارج في أغلب الأحيان» إلا 
أنها لم تكن لتتساقط لولا تلك الهبات الخفيفة. وفي الاتجاه المعاكس » 
كانت المناوشات الصغيرة تتعاظم وتحدث هزات سياسية كبيرة في تلك 
البلدان. ومن هذه المناوشات متاعبٌُ الحكام مع المجالس والمنتديات 
الشعبية في بروسيا وهنغارياء وانتخاب بابا "ليبرالي" عام 6 <أي 
شخص حريص على دفع الكرسي البابوي خطوة أو خطوتين باتجاه 
القرن التاسع عشر)» ونوبة السخط التي انتابت إحدى عشيقات الملك 
في بافارياء وما إلى ذلك. 


نظرياء كان على فرنسا في عهد لويس فيليب أن تتحلى بالمرونة 





(16) لم يكن عدد الناخيين آنذاك يزيد على ثمانين ألفاً من أصل أربعة ملايين. 


52537 





السياسية التي تمتعت بها بريطانياء وبلجيكاء والهولنديون 
والأامكندتافيون. غير أنهاء في واقع الممارسة الفعلية» لم تفعل ذلك. 
فعلى الرغم من أن الطبقة الحاكمة في فرنساء المؤلفة من أصحاب البنوك 
والممولين وواحد أو اثنين من الصناعيين. كانت قثل جانبا واحداً من 
مصالح الطبقة الوسطى» وكانت سياستها الاقتصادية» فوق ذلك» 
مدعاةٌ لاستياء العناصر الصناعية الدينامية ومختلف المصالح الخاصة. فإن 
ذكرى الثورة الفرنسية عام 9 كانت تقف حائلا دون الإصلاح ؛ 
ذلك أن المعارضة لم تكن تضم البورجوازيين الساخطين فحسب» بل 
شرائح الطبقة الوسطى المتدنية ذات النفوذ السياسي الحاسم. ولا سيما 
في باريس (التي صوّنت ضد الحكومة عام 1846 على الرغم من تقييد 
حق الانتخاب). وكان من شأن توسيع حق الانتخاب أن يعيد إلى سدة 
الحكم اليعاقبة المحتملين والراديكاليين. الذين سيتحولون إلى جمهوريين 
لولا الحظر الرسمي. وعلى هذا الأساسء. حاول المؤرخ غيزو» رئيس 
وزراء لويس فيليب (1848-1840). أن يترك توسيع قاعدة النظام الحاكم 
الاجتماعية للتنمية الاقتصادية. مما زاد. تلقائياء من أعداد المواطنين» 
المؤهلين بالتملك» لدخول الحلبة السياسية» فارتفع عدد الناخبين من 
6 ألفا عام 1831 إلى 241 ألفاً عام 1846. إلا أن ذلك لم يكن كافياً. 
فقد أدى الخوف من بجيء جمهورية يعقوبية إلى توتر متعاظم في الوضع 
السياسي الفرنسي. ففي أوضاع كتلك التي كانت قائمة في بريطانياء 
كان بوسع حملة انتخابية عامة وسلسلة من الخطب بعد حفلات العشاء» 
مثل ما فعلته المعارضة الفرنسية عام 1847. أن تكون حلا ناجحاً لا 
ضرر منه ولا ضرار. أما في فرنساء فقد كانت هذه الأوضاع من 
المقدمات. التمهيذية للثورة: 


ذلك أن هذه الأوضاعء شأنها شأن الأزمات الأخرى في سياسات 
الطبقة الحاكمة فى أوروباء تزامنت مع وقوع كارثة اجتماعية. هى 
الكساد العظيم الذي اكتسح القارة الأوروبية منذ أواسط الأربعينات فى 


5355 








القرن التاسع عشر. فقد انبارت المحاصيل» ولا سيما محصول البطاطاء 
وتضرّرت جوعاً شعوب بأكملهاء مثل شعب إيرلنداء وشعوب 
وكيا والفلاندر إلى حد أقل”1". وارتفعت أسعار المواد الغذائية؛ 
وككافييت البطالة جراء الكساد الصناعي» وحرمت ججماهير الفقراء 
الكادحين في المراكز الحضرية من دخلها المتواضع فيما تصاعدت كلفة 


ع 


المعيشة على نحو صاروخي. وتفاوت الوضع بين بلد وآخرء إلا أن من 
حسن حظ بعض الأنظمة الحاكمة أن الجماهير الأكثر بؤساء مثل 
الإيرلنديين والفلمنكيين» أو العمال في مصانع بعض المقاطعات» كانت 
هي الأكثر افتقاراً إلى النضحج السياسي» فانتقم عمال القطن في المقاطعة 
الشمالية في فرنسا من يأسهم بأن أخذوا بثأرهم من نظرائهم العمال 
البلجيكيين المهاجرين الذين تدفقوا على شمال فرنساء ولو لم يكونوا أقل 
منهم يأسأء بدلا من أن يثأروا لأنفسهم من الدكومة أو حتي من أربات 
العمل. بالإضافة إلى ذلك» فإن الازدهار المشهود الذي شهدته حركة 
العمران الصناعي وإقامة منشآت السكة الحديدية قد خففف من حلة 
السخط فى الدول الصناعية المتقدمة فى أواسط الأربعينات. وكانت 
السنوات الثلاث بين 1846 و1848 سنواتٍ سيئة» بَيْد أنها لم تكن أكثر 
سوا | مر العامين 1841 و1842» بل إنها كانت في واقع الأمر تشكل 
انخفاضاً حاداً تلاه بعد ذلك ارتفاع ملموس في مسار الازدهار 
الاقتصادي. ولكن إذا نظرنا إلى مناطق أوروبا الغربية والوسطى» فإ 
كارثة 1448-6 كانت عامة شاملة» وكانت الأجواء مشبعة بالاحتدام 
والتوتر في أوساط الجماهير» التي لم تكن حياتها بعيدة عن مستوى 
الكفاف. 

من هناء تزامن الزلزال الاقتصادي في أوروبا مع تأكل أنظمة 
الحكم القديمة: ثورة للفلاحين في غاليقيا عام 1846» وانتخاب بابا 





(17) انخفض عدد السكان في أقاليم الفلاندز الشهيرة بزراعة الكتان بمعدل خسة في 


المنة بين العامين 1846 و1848 . 


53539 


ليبرالي فى السئنة نفسهاء وحرب أهلية كان فيها النصر حليف 
الراديكاليين ضد الكاثوليك في سويسرا عاء 1 ودف 
الانتفاضات الدائمة المطالبة بالحكم الذاتي في باليرمو في صقلية في 
مطلع العام 8. ولم تكن هذه التطورات والأحداث قشاً تذروه 
الرياح» بل كانت الهدير الراعد الذي يسبق العاصفة» وكان الجميع 
يعرفون ذلك. ونادراً ما حدثت في التاريخ ثورة تنبأت بها كل هذه 
المؤشرات الشاملة. ولكن ليس بالضرورة في هذه الدولة أو تلك» أو 
في هذا التاريخ أو ذاك. كانت قارة كاملة تقف موقف الانتظار» وتنهياً 
لتنقل أنباء الثورة أولاً بأولء ومن مدينة إلى أخرى» عن طريق 
التلغراف الكهربائي الحديث الاختراع. وكان فكتور هوغو قد كتب 
يقول عام 1831 إنه سمع دوي الثورة يتصاعد من أعمق أعماق الأرض 
بعد أن انطلقت من فوهة المنجم في باريسء واندفعت تشق طريقها عبر 
السراديب البحرية التحتية لكل الممالك في أوروبا. وفي العام 21847 
كان الصوت عاليا قريبا. وفى 1848» حدث الانفجار. 


53060 








الخرائط 


1 أورويا عام 1789 

2 - أوروبا عام 1810 

3 - أوروبا عام 1840 

4 سكان العالم في المدن الكبرى: 1800 - 1850 
5 الثقافة الغربية 1815 - 1848: الأوبرا 

6 - دول أوروبيا عام 1836 

7 مَشْغْل العالم 

8 التصنيع في أوروبا 1250 

9 انتشار القانون الفرنسي 


561 








2 
اي 


7 





سخ 
4 





0 متسس بي ع كسم عمتسم يعيسعب بجها] ]| لجا 
هس جع إ////77 






حي -2 
1 ا 
لمر ميستمة 1 

١. 
ع‎ 
د‎ 
ع‎ 
/ 
2 
متعم م م‎ ١ 
| ٍِ 5 
2 
4 
رمسم‎ ٠ أ‎ 
35 : 5 
لدي‎ 


























م تمع وحج ص 2 33 


تنو لت ع 6 اا 
كارو وتسم ومورب :960 [ 20 
حسم كبر ينامو مس1 27/4 


11 لك عكر 














ار سملم بسع 


و7 
_ 








0 
0 : 2 

















ساح ست وه حي وتم كم كيم 
اي فقا 














00ظ12 
أدنبره ‏ ومدن يسكنها أكثر من 100,000 نسمة 
اسطنبول ‏ ومدن يسكنها أكثر من 500,000 نسمة 
لندن ‏ ومدن يسكنها آكثر من مليون نسمة 
12]0 5 : . 
مانشستر ‏ ومدن يسكنها أكثر من 100,000 نسمة سكات العالم ف المدن الكبرى 
نيويورك ‏ ومدن يسكنها أكثر من 500,000 نسمة 0 


ا ا ل ا 0 - 1850 


(سكان بأريس عام 1800 - 500,000 نسمة) 








الثقافة الغربية 1815 1848 : الأوبرا 


أماكن ولغات الأداء لثلاث أوبرات شعبية لروسيني: “تروص عل و1 أوداا/ا ها" :أوطللك ١20,2:‏ انر 
كورفو ‏ الأداء بالفرنسية والإيطالية - لندن ‏ الأداء أيضاً أو بصورة حصرية باللهجة امحلية س بازل ‏ الأداء بالألايا 


سانت بطرسبرغ « 0 ر السويد التروج 0 ْ 
«كريسيتنيا 0 


0 3 





8 ا 00 ودولستادت بروكسا" . 
اتير ”5 الجرمانية 25 + 





كروستادك 8 * هرمانستادت الما ع غراز 0 لوغانو “جنيف / 
بوخارست ابي ا 6 5 











0ا2نهعهم وانانصة"! وزة م وابجمام” 


سانت بطرسبرغ ‏ الأداء باللهجة الحلية وباللغة الألمانية. 








0 م 
01 1 مم 
086 0 | متعم ممم 
2 6 5 مص مه 
28 9 7 توتنمم 
اله 15 1 2 م 
0 011 7 د متم 
8 9 8 بطم ممم - حسم م متم 
0 011 - زم جمس 
9 ص26 لتم م سوام 
93 681 8 عو 
8 : نار 
: 8 م 
9 611 7 اله 
ام 2011 6 كصي | 
901 055 1 : 1 م 
ص يسم بت عم 
ف 9 ع 0 0 
5 5 6 صمي القت معن سمي 
61 611 6 
مم كس ملستسي سمس استتسمر تح 

سح سيت طشك و سا ال ا 

بو ج - ]جح “عتم : 





0 كي 4 مم | ونه جم مع | عزون 3 
“27 “ني م 2م ا ال ا 0 
ح نب 1 2 ع مجر مم 







لم 
مشغل العا 


3 
يق لقطن | 
ن الم 
م 
ف 
5 
ره 
١‏ 
درا 
صا بيطا 


1 
لما 
بين ١‏ 
0 
1 
6 


ِ 
8 
ظ 


للللبلليةا 
ملتلتلنكدك 


0 م6 
م - - عصوحة هه : ج 





















1ه لظ 1ه 31 لظ 155 150 51 38 الا اد 
للللليطم|ل|طللللا ل للم 
يض !]م ل!طل[طل للا 





60 
4 
0 


حر 12,000,000 


0 اأطنان السفن في المرافئ 


٠ لل‎ 


أو أقل مسن السكان في 


0 
كم 5 
1 
3 
1 
3 


3 


0000 أو آأى 


المدن مسن 





| 000 2252 ا 


مُه 


أصل 100,000 أو أكثر 


10-6/ من السكان في المدن من 


120 


المتحدة 


دا 


9 


نيع في أورويا 1850 


0 أو أكثر 


0 من السكان في المدن من أصل 





١ 


الد 





ع 


0 
0 ْ 
3 5 
35 3 
5 
1 








الثبت ال” ا 


الأرثوذكسية (5000<23)©) : إحدى الطوائف/ الكنائس الأساسية 
الثلاث في المسيحية وهي الأولى بينها من الوجهة التاريخية منذ أن سمح 
للمسيحيين بممارسة شعائرهم وعباداتهم في الإمبراطورية الرومانية 
البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية في القرن الرابع الميلادي. انتشرت في 
اليونان وروسيا وأوروبا الوسطى والشرق وبقاع أخرى. ولعدة قرون» 
وحتى ظهور البروتستانتية» ظلت الأرثوذكسية» أو الكنيسة الشرقية» 
هي المنافس الرئيسي 0 التابيه للكرسي البابوي في الفاتيكان 


الأرستقراطية (وعوىماكترة) : حكم الصفوة الاجتماعية. وتختلف 
التعريفات باختلاف السياق التاريخي. غير أن المفهومء. الذي يعود 
استخدامه الأول إلى أفلاطون في الجمهورية. أصبح يرتبط 5000 
يملاك الأرض الأثرياء المتنفذين ونفوذهم المتواردث في أنظمة الحكم 
الملكية فى أوروبا. وتضاءل نفوذ هذه الفئة في أعقاب الثورة الفرنسية 
واندحار الإقطاع وتزايد أهمية رأس المال الصناعي والتجاري. 

(*) جرت اماد في عيب اللظلية وضع «ثبت مصطلحات»»؛ إضافةً إلى هذا الثبت 
التعريفي. وقد تم إرجاء ذلك إلى كتابي عصر رأس المال وعصر الإمبراطورية الذين سيصدران 


عن المنظمة ومؤسسة ترجمان ويكتمل بهما ثالوث هوبزباوم (المترجم) . 


53215 


هه عدت 


الإقطاع (سكتله0س7) : النسق الاجتماعي الذي ساد أوروبا منل 
اهيار إمبراطورية شارلمان ونشوء الأنظمة الملكية المطلقة في القرون 
الوسطى. نشأء في ظل ظروف تاريخية أخرى» وبصورة مختلفة.» في 
مناطق أخرى من العالم. وفي السياق الأوروبي» كان "العرش ' يُقطع 
النبلاء “إقطاعياتٍ" أو 'عزباً" من الأراضي الزراعية أساساً بمن عليها 

من المزارعين والعمال المسخرينء وريما الأرقاء. ويمتلك هؤلاء 
ويشرفون على هذه الإقطاعيات مقابل تقديم خدماتهم السياسية 
والاجتماعية والعسكرية للملك. وأخذ هذا النسق الاقتصادي 
الاجتماعي بالتآكل مع بروز الصناعة وانتشار النشاط التجاري 


والرأسمالي في المراكز الحضرية في أوروبا. 


الإنكشارية (وعأتدوواسول) : مجموعة من الحنود المدربين تدريياً عالياً 
في عهد الإمبراطورية العثمانية. اشئقت تسميتهم من مصطلح تركي 
معناه "العسكر الجديد". تُظموا حرساً في أواخر القرن الرابع عشرء ثم 
تطوروا بحلول القرن الخامس عشر ليصيحوا من أقوى الوحدات 
العسكرية في العالم. وخدموا الحكام العثمانيين حتى عام 1826 عندما 
ثاروا على السلطان محمود الثاني في الاستانة (اسطنبول/ القسطنطينية) 


فقضى عليهم. 


ل ل سم ا به من 
صلاح وفضيلة وتزامة لخدمة المصلحة العامة في المقام الأول. إلا أن 
هذا المفقوم غذا مرادقاً لحكم الأقلية الساعية إلى تحقيق مصلحتها الذاتية 
سنا ا مما يناقض الأصول الديمقراطية. . واستخدم عالم الاجتماع الألمان 
روبرت ميتشلز (5ا#1عطء31 :وه 12) هذا الاصطلام 'ح في كتابه قانون 
الأوليغاركية الحخديدي درا مول0 ك[ه 0ط ه10 ) لوصف التي القيادية 


536 








لإدامة سلطتها والحفاظ على مصالحهاء وعلى نحو وراثي عائلي أحياناً. 


الباروك (©نوه:ة8): أسلوب متميز للمعمار والفئون التعبيرية 
والتصويرية» شاع في القرن السابع عشر بخاصة. يتسم عموماً بدقة 
الزخرفة وغرابتها أحياناً وباصطناع الأشكال المنحرفة أو الملتوية (في فن 
العمارة)» وبالتعقيد والصور التعبيرية الغامضة الغريبة (فى الأدب). بدأ 
في إيطاليا وانتشر في أوروباء ولعبت الكنيسة الكاثوليكية» وكذلك 
الحا نافتتة الأ رستقراطية) كور ا ميا فيه تتامف وادعك نا جد قن 
لكا تدر اقنات والتفتانما الديترة ايوق ا له عدن إقاءاك حينية وقدرة 
على التأثير. 

البرنان 00»«»اءه<): في التاريخ الفرنسي قبل ثورة 21789 هيئة 
قضائية وتشريعية كان الملك يعين أعضاءها من النبلاء والوجهاء والملاك 
لتقديم المشورة له في الشؤون السياسية للبلاد. وكانت ثمة هيئة شكلية 
من هذا النوع في باريس وبعض المدن الفرنسية الكبرى» غير أنها كانت 
من أوائل المؤسسات التي ألغتها الثورة الفرنسية. 

البروتستانتية (معنصوندء:ه2) : أحد المذاهب/ الكنائس الأساسية 
في المسيحية. نشأت وانتشرت في أوروبا وفي المغرب عموماً بعد حركة 
الإصلاح التي أعلنها القس مار لوثر (معطاس1 متاتة/1) (1483- 
6) فى ألمانيا وانشق فيها هو وأبرز تلاميذه كالفن (5ذكله©) وزوينغل 
)هد الككسينة الكانوليكية وكريئالنادوية فى الفاتيكان: 
نشميات: نذا الاسم سس إلى عريضة يباج 010163 فنا بعض 
المندوبين (1529) إلى المجلس التشريعي في ولاية سبيير ضد الإجراءات 
التي تستهدف اللوثريين. وتقوم البروتستانتية في جوهرها على أن مصدر 
الخلاص هو العناية الإلهية بصرف النظر عن طبيعة الأفعال والعبادات 
التي يقوم بها البشرء وعلى إلغاء الوسائط بين الناس والله بمن فيها من 
وجاك الدين والكيدوف والبووقراظية الكنسية, 

البروليتاريا #دنمماءاه2) : في المنظور الماركسي » طبقة العمال 


53,7 


رأس الملل ووسائل ا 0 0 
هو وعائلته» ببيع عمله وهو كل ما يملك. ويرى كارل ماركس أن 
اغبيار 5 ونمو ل ل 0 لا 
المراكر الصناعية النية : وقد أعرب مالان ف اعطاق اللشبوعي 
(1848) عن اعتقاده بآن لسن لدى الحمال (البزوليتارن) ما عسروثه إلا 
و وأنهم سيكسبون العام بأسره إذا أطاحوا | الطبقة الرأسمالية 
المستغلة. 


التنظيمات العثمانية #مستعدة'1) : حركة إصلاحية على النمط 
الأوروبي بدأها السلطان محمود الثاني فى الدولة العثمانية» بعد قضائه 
على الانكشارية» في النصف الأول من القرن الثامن عشرء وتابعها 
بعده ابنه عبد المجيد والسلاطين الآخرون. شملت بجالات إصلاح 
الجيش وأجهزة الدولة المركزيةء والتمهيد للحياة الدستورية وتطوير 
التعليم وتنظيم الاقتصاد والصحة والعمران والزراعة. كما اشتملت على 
إدخال البرق وخطوط السكك الحديدية وتحسين شبكة المواصلات. 
الجمعية القمّرية (اعك505 ممصسما) : منتدى للنقاش ضم جماعات 
من ألمع العلماء والمفكرين والمخترعين ورجال الصناعة في بريطانيا بين 
عامي 1765 و1813. اتخذت الجمعية من مدينة بيرمينغهام مقراً لهاء 
وعرفت بهذا الاسم عام 1775 لأن أعضاءها كانوا يفدون إلى المدينة 
للاجتماع في أواسط الشهدر القمريئ عددما يكو القمر درا كاملة 
لتيسير تنقلهم ليلآء حيث إن إنجلترا لم تكن آنذاك قد عرفت إنارة 
الشوارع بالزيت أو الغاز أو أية وسيلة أخرى. ولم يقتصر اهتمام 
''القمريين' على تشجيع العلوم» بل تعداه إلى تحفيز الابتكار وتطبيق 
الاختراعات والمكتشفات في ميادين التصنيع ‏ والمناجم» والمواصلاات 
والنقل. والتعليم والطب. 


515 








الي رونديون (5)وذلده»1©) : كتلة سياسية من الجمهوريين المعتدلين 
الذين كان لهم مكان الصدارة في الثورة الفرنسية» واكتسبوا هذا الاسم 
لأن أغلبهم كانوا من ممثلي مقاطعة الجيروند. كانت الجماعة تضم 
المحامين والصحفيين ار وتمثلٍ الطبقة الوسطى المتعلمين في 
المقاطعات الفرنسية. نادوا بشن الحرب الثورية ضد الآنظمة الملكية 
وإشاعة مبادئ الحرية والإخاء والمساواة في أوروبا. نشب النزاع بينهم 
ونين اليعاقبة بزعامة رويسبيير (©7ءزموءطه1) ودالتون (ههغ1ه12) ومارا 
(843:3)» ولقي أكثر الزعماء الجيرونديين مصرعهم بالإعدام على 
المقصلة بعد انتصار اليعاقبة خلال حكم الإرهاب عام 1793. 


حكم الإرهاب («مسع1 4ه معن 1) : انتخب مكسمليان رويسبيير 
في لجنة السلامة العامة يوم ور ابولتو 1993 وكان العضو الأكتر 
نفوذاً وسطوة. وشددت اللجنة خلال سنة واحدة أحكامها بالإعدام 
بالتعيئلة لهل هن كانوا يواضقوة يأنبى "أغدله العررة* فحسع مايل 
أصدقاء روبسبير وحلفائه اليعاقبة ومنهم سان جوست (اكنالحامله8)» 
ودانتون («مغاصة<!1). وإيبير (نء116). وديمولان (فمتاناهصروعمل) . 
وكان من مهماتها الرئيسية المحافظة على الأمن والنظام والدفاع عن 
الثورة ومواجهة الغزو الذي بدأته الملكيات الأوروبية ضد فرنسا. وفي 
التاسع من شهر ثيرميدورء في التقويم الذي اعتمدته الثورة الفرنسية 
27 قوز/ يوليو) 1794» هب المؤتمر الوطني للثورة ضد روبسبيير» 
فاعتقل» وحوكم وأعدم بالمقصلة صباح اليوم التالي. 


الديسمبريون (كاأاوةتطسةء»2): تمرد قام به جموعة من ضباط 
الحرس الإمبراطوري الروس في بطرسبرغ في 26 كانون الأول/ 
ديسمبر عام 5 للحيلولة دون تعيين نيكولا الأول خلفاً لوالده 
ألكسندر الأول» وللمطالية بدستور للبلاد. 5 قمع التمردء وأعدم عدد من 
مخططيه ومنفذيه» وعوقب آخرون بالنفي مدى 0 في سيبيريا. 


الديمقراطية (إعهعءمصء0)) : حكم الشعب لنفسه وبئنفسه. وفق 


5209 


العشرية الندى اساسا من الأصل اليوناني القديم لطا ٠‏ وفي 
العصور الحديثة» أصبح التعريف يعني مشاركة الشعب في الحكم 
وها وفي تدبير أمور الدولة إما بصورة مباشرة أو عن طرين عمثلين 
منتخبين في هيئات تشريعية أو مجالس أو مناصب تنفيذية» فى أجواء 
تتسم بالمساواة والنزاهة والشمولء ببدف إحقاق المواطنين السياسية 
والمدنية والإنسانية. 

الراديكالية (سكتلةء01ة8) : اتخاذ المواقف ووجهات النظر الجذرية 
والمتطرفة في الميادين الفكرية أو السياسية أو المذهبية» والدعوة إلى التغير 
والتجديد بصورة لا تتسم بالاعتدال أو اللين أو التساهل. 

العقلانية («وذاهههخ)82): حركة فكرية عنيت بالتأكيد على أن 
الوسيلة الفضلى لاكتشاف الحقيقة وتحقيق التطور الإنساني هي النظر 
والتحليل العلمي للواقع الفعلي» لا الأساليب الإيمانية ولا الطرق 
الغيبية. واعتمد العلماء الطبيعيون هذا النهج في جميع الحضارات 
القديمة» غير أنه أصبح المنهج الفكري المحوري في حركة التنوير 
الأوووضة منذ القرن السابع عشرء » والمنطلق الأساسي للحركات 
الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. بعيداً عن النزعات العاطفية 
والتقاليد الثقافية والشعبية الموروثة. 


الفيزيوقراطيون (06215ز1وتؤط2) : جماعة من علماء الاقتصاد 
الفرنسيين المتأثرين بحركة التنوير في النصف الثاني من القرن الثامن 
عشر. اعتمدت نظرياتهم على "حكم الطبيعة" (ومنه اشتق اسمهم). 
وعلى نظريات العالم البريطاني اسحق نيوتن والنموذج الميكانيكي الذي 
وصفه لحركة الأجسام. وحاولوا تطبيق القوانين الطبيعية على النشاط 
الإنتاجي والاقتصادي وتوزيع 5 اك في المجتمع » وبخاصة 
في القطاعين الزراعي والتجاري. 

قانون الذرة 18 همه©): صدر قانون الذرة/ الحبوب في بريطانيا 
عام 1815 للمحافظة على ارتفاع الأسعار وتحاشي الكساد في القطاع 


2330 








الزراعي في أعقاب الحروب النابليونية. وفرض هذا القانون» والقوانين 
والقواعد والتعليمات المتفرعة عنهء» خلال العقدين اللاحقين قيوداً على 
دير أذبوت إلا إذا كانت رخيضة السعر ملياء واستترادها إلا اف 
حالات شح المحاصيل في إنجلترا. واستهدف القانون تأمين إمدادات 
كافية من المصادر المحلية وعدم الاعتماد على الاستيراد. وقد عارضه 
اليكو #العدماك وذو الذضن الكان عنتوما:وتشات "وابطهة 
مناهضة قانون الذرة" فى مانشستر وجمعيات أخرى تطالب بإلغائه. 
وكان أصحاب المصانع هم الأكثر حدةً في انتقاد الحكومة على استمرار 
القانون إلى أن أفلح المعارضون في إقناع رئيس الوزراء المحافظ السير 
روبرت بيل في إلغائه عام 1848. 


القرون الوسطى/ القروسطية ع811001/ لدتعدنلء81/ لدععتلء31) 
(وعوه : تمثل هذه الحقبة الزمنية المراحل المتعددة التى تتوسط. في 
التاريخ العام بين الذنيات الكبرى والعفيتور الحديقة» :ون الشاريح 
الأوروبي بخاصة, بين الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس 
الميلادي» وقيام الدرق والأنلمة اللكية الورانية» ويد الخملةات 
الاستكشافية والاستعمارية الأوروبية في العالمين القديم والجديد» ومنها 
الحملات الصليبية على العالم الإسلامي. وشهدت هذه الفترة في مراحلها 
الآخيرة كذلك» توسع التجارة الأوروبية في الشرق» والإصلاح الديني 
وظهور البروتستانتية» وبروز النزعة الإنسانية في الفلسفة. 


القوطي ا عر ل وفي فنون بصو وات 

عشرال أراقل الاق ال لحتو ني قد ميا يعفلم الاشتكال 
العمرانية والأعمدة والأقواس الكبيرة ة الحجمء » كما في الكنائس 
والقصور الياذخة» وبضخامة أجسام البشر والحيوان والنباتات لصوو 

فى اللوحات الزيتية والتماثيل الحجرية والمعدنية» لإعطائها مزيداً من 
الهيبة وتأكيد قدرتها على التأثير. 


361 


اللامتسرولون (وع)غمانه-عصدة) : مصطلح فضفاضص أطلق للمرة 
الأول على جمهرة الفقراء الثوريين الغاضبين الذين تحركوا إِبّان الثورة 
الفرنسية وبعدها للدفاع عن مصالحهم. كانوا أول الأمر يحملون الحراب 
الطويلة ويرتدون بنطلونات الطبقة العاملة الرثة» لا سراويل الطبقة 
الوسطى والأرستقراطيين التي تصل حتى الركبتين. برزوا كقوة سياسية 
مؤثرة ناصرت اليعاقبة خلال الثورة» غير أن نفوذهم السياسي أخذ 
بالانكماش في الحركات الاجتماعية اللاحقة في فرنسنا وأووونا. 

الليبرالية («وذلة:»110): فلسفة أو حركة تستهدف تنمية الحرية 
الفردية فى شتى المجالات: السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وعل 
الرغم من التعديلات والتنويعات على هذا المنظور عبر التاريخ» فكراً 
وممارسةء فإن المفهوم حافظ على أربعة أبعاد رئيسية هي: الإيمان 
بالتغيير» والنزعة الإنسانية» والنهج العقلاني» والدعوة العَلمانية التي 
تنادي. من جملة أمور أخرى » إلى الفصل بين الدين والدولة. 

الماسونيون (الأحرار) (ودمعدسهء»1): منظمة إخائية عالمية سرية لا 
يعرف غير أعضائها إلا أقل القليل عن طبيعتها ومراميها وشعائرها 
ورموزهاء وحتى تسميتها التي تعني ' البنائين'. يعتقد أن بداياتها الأول 
كانت في انجلترا في العقود الأولى من القرن الثامن عشر» ثم انتشرت 
بسرعة في أوروبا وأميركا الشمالية وأرجاء العالم الأخرى. ويرى كثير 
من الدارسين أن رابطة أخلاقية تشد الماسونيين بعضهم إلى بعض أينما 
كانواء وأنهم يؤمنون بقوة علوية تسيّر الكون وتتحكم بمصائر البشرء 
ويلتزمونء في ما بينهم على الأقلء بمبادئ النزاهة والاستقامة 
ومساعدة الآخرين على تحقيق النجاح» ويتعرف أحدهم إلى الآخر عن 
طريق منظومة متعارف عليها من الرموز والشارات. ويعتقد أن بين 
الماسونيين أعداداً ضخمة من القيادات والرموز في أنحاء العالم في 
ميادين السياسة والاقتصاد والفكر. 


الموسوعة (الإنسيكلوبيدى) (©641م150010): أولى الموسوعات التى 


5202 


وضعت ونشرت في فرنسا. أطلق عليها أول الأمر اسم المعجم المنهجي 
للعلو م والفتون. والحرف 5مك ,عممعلعد دعل 6ساتمكته» عتته ه1011 ) 
(71611©5 وهل 61 2715 وصدر منها خمسة وثلاثون مجلداً بين عامي 1751- 
0. لعبت ووو تخالقين في تهيئة المناخ الفكري والسياسي في أوساط 
المتعلمين قبيل اندلاع الثورة الفرنسية. أسهم في وضعها جمهرة من 
المفكرين والفلاسفة والعلماء والأدباء والفنانين من بينهم: جان جاك 
روسو (نلنوء55نا10 5عناوع3[ صوء1)» فولتير (©1701121). بارون دولباخ» 
كوندياك» مونتسكيوء أن تورغوء ودوبئنتون. تناولت الموسوعة شتى 
الموضوعات,ء ودارت دراساتها حول العديد من المحاور مثل: 
الرياضيات» والفلسفةء والدين» والتاريخ الطبيعيء والسياسة. 
والاقتصادء والطبء والموسيقى والأدب والفيزياء. 


الميثاقيون (52:01505©): حركة عمالية مؤثرة قامت ونشطت في 
المطالبة بالإصلاح السياسي في بريطانيا في النصف الأول من القرن 
التاسع عشر. اشتق اسمها مما كان يسمى ' ميثاق الشعب " الذي أصدرته 
يوم تأسيسها رسمياء عام 1838 وطالبت فيه بالتصويت عن طريق 
صناديق الاقتراح» وحق الانتخاب لجميع الذكور» وإجراء انتخابات 
برلمانية كل سنة» والمساواة بين المقاطعات». وإلغاء شرط التملك لدخول 
البرلان» ودفع رواتب لأعضاء مجلس العموم. انتشرت الحركة وتعاظم 
نفوذها في أوساط الطبقة العاملة البريطانية» ولا سيما عمال المناجم» 
وكان من أبرز زعمائها وليام لوفيت» والخطيب المفوّه فيرغوس أوكونور. 
استغلت الحكومة تضارب المواقف وتصارع الزعامات في الحركة ووجهت 
لها ضرباتٍ موجعة أدت إلى انبيارها عام 1848. 


الميغودية (0150هط)»81): طائفة (أو كنيسة) مسيحية أسسها القس 
البريطاني جون ويزلي (عاوء/18 صطه1) (1793-1703)» وعدد من أتباعه 
وتلاميذه يوم كان مدرسا فيح جامعة أو كسفورد. وسميت الطائفة مبذا 
الاسم بالنظر إلى التزامهم "المنهجي " بأصول المسيحية وأساليب العبادة 


5303 























































































































فيهاء متأثرين في ذلك بدعوة الإصلاح التي رفعها مؤسس البروتستانتية 
مارتن لوثر. وتعتبر الميثودية أحد الأعمدة الرئيسية التى قامت عليها 
الكنيسة الإنجليزية (امتاعص8 ؤه اعتسطك) . ش 

النظام القديم (عصسلعة: معاعصة) : نظام الحكم الملكي الوراثي الذي 
كان قائمأ في فرنسا لعدة قرون حتى اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789. 
وكان يمثله الملك (لويس السادس عشر آنذاك) والطبقات الحاكمة التي 
كانت تضم النبلاء والإقطاعيين ورجال الكنيسة. وشاع استخدام هذا 
المصطلح استخداماً سلبياً منذ ذلك الوقت للدلالة على ما يسمى بالعربية 
"العهد البائد" . 

اليعاقبة (5هذطم33): إحدى الجماعات الطليعية فى الثورة 
الفرنسية. عرفوا بهذا الاسم لأنهم كانوا عند تأسيس حركتهم عام 1769 
يجتمعون في أحد الأديرة التابعة لليعاقبة الدومينيكان فى باريس. سموا 

ب *اخبلين" لآنتم كانوا ملهون عل مقاعد عالية فى الجمعية الرطنية 

يو بنفوذ لوي ف مده وفي لحنة السلامة العامة التي تولت زمام 
الأمور كلها خلال “حك الإرهاب ' (:1670 6ه دونع 8) الذي شهدء 
مخ ل عشرات الآلاف من الضحاياء إعدام الملك لويس السادس 
عشر ثم الملكة ماري أنطوانيت على المقصلة. وزعماء الجيرونديين 
المنافسين لليعاقية. وانتهى عهد اليعاقبة بعد أن جرّت المقصلة أعناق 
زعمائهم تباعاً. غير أن روح اليعاقبة الجمهورية الثورية المتطرفة كانت 
تتجلى في كثير من الحركات السياسية والاجتماعية اللاحقة في أوروباء 
وبخاصة ثورات الأعوام 1830. 1848 و1870. 


5204 





المراجع 


212000 


دمقهه.[] .ساق أمعم5 هن زه كتامد 81 .متسلظ سمتلات/اآ ,سملم 
.وآلن7 2 .1903 ,.0© لطة لامخصتطع انآ 


لسواسم جز «مانءطبلصهط "ع0 ععومط سه عوسدمكة .كامل44 ,عطاعط 
ماسوو © عثل عة؟ العطءواء2) .1909 ,ممندقآ .11 :تمععصاطن1 
)26012 اأعطوع ستاحمقع 82 المطعممءع 5122155155 


و[.حام مط :.م .م] .جرع اطع 11 [ه 1715107 أمنع50 4ه .0 .11 . لا رمع ها ناتك 
1961 


0 11 تأ 714/6 قال 0010 186 زه بررماوةع .لمو تلظ ,وعصتدظ 

از أله اعوط معطا سا موره 135 برأسمدظ داز كزه ععتقاهل7 ه لامر ردقه 81 

تعطوة8 .1 بتعطوذظ .11 تو«ملممآ .عطه/© عط زه كرعامم0) 176 آله 
.[1835] يطمعاعو[ .28 0مة 


[1830 .طم جطماآ80] .ممناهمعم 00-0 جره عع ط 1751ل ."1 متععلوظ 


هط ج72 بوع7!1 لطا «مسول 17 «منهطة 776 .0 طتتلفظ ,مطتوظ 


1121117 عط :عمط ,عع لةطسة0© الإمدمدده0) مفللتصسعدكل8 
.3 رووع21 


و مر عرلا ما معن نعل !1 دز عاعه "1 تج ك6 11ك ةلماك .1أع 1 صطل رعهانرد8 
2 ورؤلزء[ء56 :105001 .10010 


.015 2 .1814 ,أم1اط :وتنو5 .ركان ال ا"فمنط .عستماصكة ,ورع نال كتتدعظ 
وزونعه؟ لس وتدكتام50 «مطة عع سيددع1”01 .اتقك[ ,ممفصتعلعز8 


.7 ,[.حام .م] تع ماعط .تععوه]1 


5265 


0 تراس001) 6[ 0 هل عطا إه معط له«عدء © .صطو1 ,لإعاوع سمتالنه 
مللعتحافنصت .1 بوط لعتصصط تطتد8ظ .مم تل لمعه .اع ورور 
1/98 


عا ما لطتسقلط ع[ا وم لل 15514 11 ااتدكوء 0710 1070 .عمطهنع1 ,مساق 
لإللذاء الطنا «امأععصموط .1 .آلآ بومأععملط .«رممسء © لامع ع س7 
6 بيووععم 


7 علطا [0 كعددمط .قعه1اع؟1 ممصآ[ صممئتل"؟ قمه مماكد© بمهله8 
ترنداةاتللط زععسه 1 :تمع سلطا -م اعبار توبن77[ بررعلو 14 
المتقمعتعادء 17 لفلمممك نز لعاتقظ .سمننمسمتساعءج« ممعم لسن 
1111010 .11 بعاوملا ععلط بسملومآ زووععط مم1 :010 
-0110/1آ1 عمدء] لمممتاهم عام[ عه] امعحم وملمصظط عنوعصو2) .1916 
(1115]013 عه كن1تتمصمع8 01 ررمزو 


1 لاك 6اأم اودوع .م ناآ ,عمععو8 
11 .01/اع 


5 تارملا لاقل بطفللتصعة1/! مهما .كعنسى اعنام © .ومى ,جوع نرت 
.9 برووععط وامتارد 1 


لم0 .] .1115101 الامطمل اا وبرمكوط .(.قلة) عالاكةك مطم1 امو سس 
0 ,متتةالتصعة 13/1 


1790-4 11712211111 تأعده 17 عا مله ممه .لزع ]و0 ,مسسمر 
]0 ع15خظ] عط1) .1938 ,قتعطامءظ مه ععمعما؟ :مملصمآ بعلدملا وولح 
زعم هكتداط لمرعلوك3 


1011 7زترزواعناء ا عتدتمسمعخل عا فته معنن .اأعمصصمظ ممصملا بممععصسو 
11/47 زه كلع5 غانت عفمء [0 كاقعلتو06) :14 1800-19 عمم اخ إن 
رذوع] زوزع لاتصلآ ممأوعمهط :.[ .ل( بوماأععممم 


,707101165 :5 167 0112نرة أ 00070110115 00ج كه 1151017 ١/1.‏ ,عسعتاءعمة0 
بأ لطم تكلكة8 .كءللءا ادن كعتاتع0م1رم ,كلضا«ماره ,تيمم 
.05 4 .1855-1860 


,0071016 ,كعأماء تمن لت كملاء1«اكركمة كعتدو مسرم :117 .701 
1 كالاعل ,اءااتطمد7 اه «عتعممل عاتلمنن بعك © كتمعن ,كاطامجر 
01/15 1105 0لا باكلا عع 1067 


07167 تلت كعات 51 ع0 0/116 ا«تدكووسة 51 .عةءة0 0501© جعاذ ,ممدعاعة0 
كأ |11 تمككاممل اك ماومعدى اعلك علسه 18 «عزه م5 :1700-1965 


5356 


[1949] ,متعةا0 .>1 .17 .ل تلصتما .ع مقتتوماممنا 


0ه 1/110 مذ ورتطكرم11 كبمج ز[ه؟1 :1851 ه87 أمء6 /0 كلاكوعع 
متصح]8 1[ بزط علله/8 امومع 1 لم017 عط صم لعع10طه .رء/ه 1 
.[1854]] ,© لصة ععلع 101 .0 :صملدهم]آ 


دمل 1© دامر 1ع 1ر710 وه| «لدى أودك .عل صموعلة بتتعطقطت 
ركاعتلغم عل عستعطنآط :كتتةط .1798-1520 ,117106 1ت 1115 66ر7 
1 1949 


مم لماص درم أتوعيهة "| "د تمكح نووة©) نكمخ ععلسدععام ,وعمصه حهطات 
111 لفكتلل[ .ء[أعسصامد معرعانى عصخل أعزمرم ع| معنن رعأاعننا 
7 .,لاممعاط .1 عل 


إن 1789 امل استدمعاناحوه تلماعدر ء عدرسنزه .مللقصضث بتمتطبضعطة 
,1116© :ممدملتكلا .18546 


وروم ل ومكيه ععدول وموويك اه ومولدة روطه| ومعدحدحم !"© .كتنامآ بتعتلة عط 
58 بصواط تمقصوط بماعقاى ملالئا بل عتاتمهم ع«فتتمرع ترم 4[ 711م لدعم 
(تبحط اسه ”ل غء تعنتطال كسصمتلهك111ككت) 


1830-1834 بعتومامط ها اه عااعتره! مل .لعظاى ,تعلو دهم قلطت 

| ن معطغامق علاعنره1 هل أه قنع نل "تمده ه[ عل عمتسترعاتعن 

عل عدع مله و2 ] 4 نور 28 ع| بمقموط عل ععنوممامم عن 616/101 

عل لمتكتاعماله :ععتصمة مك بخواوع2) .81 عنقم هاأزدومع "!| 

قعانزعا باأعاصمط ععزاغ2 .1 عل ععمعنة ادم بتكأو مم قلط عل العام 

علةمفمغع 500616 بعمتهم 10م عناوغطاه أطت تمضوط .[عااع يوط م1[ عل 
4 بممغتلة ”ل اه عتمع سم حسص تل 


ه81 مهل زه نرده )115 عتددمدمع2 دلق .لأمتة1آ صطمل ميسقطمقات 
ب5آ7 3 .1926-1938 رووةع]ط ترازوتته كتصنا عط'1 :عمل صطسصهةة6 


0 لوس 1 أمأ"اتطما 6[ا [ه 1060 7856 .تقمصضهاط! ععنمء0 ممت 
أده كلملا 1358087 0) .3 ,0 © لمة طهك مهكاعة[ :جمع01258 
(95 :همدع 1 اطنط 


رطم .2 نط مط زه مسلط لمعتومامده © 4 .دعصتوا رعوءات 
.[1876 


سنا أده أن كام 11ل .0250هه11 كداعناه<آ[ ععدمع0 ,عام 
3 بتتةالتسعهةل/ا :مملدم.آ 


5337 


أععلء5 ,كطننعتء 40[ دهان وداعبه17 د81 .موماتظ .لا .ى مد 
بتطهالتصاعةا/! تمملدمآ .1789-7873 ,كامعتصيعور(] 





©1710 ازا دوع عو تردس 1 ©1[ا مده لتع تجاه 116 .عوع2] ,كستلام© 
2210) .1959 ,دوع]ط لإالواع حتهلآ 01010 ملم[ .1814-1981 
(وعع5 للتعصع0 زوعتميع5 11150511021 


171 06 0710ل آهل[ 0010 ع نتاأنك 1و 1716 .1101 ,مقصاه© 
بلطةنعطاعءط .ل تاحومط .لسمامع م سر مضه 0نه 180/1 ,تصستواء8 
1848 


59 كلهت 0 .أهاتيهن عل كدامعال عستماصم - صوول باع رملده© 
1804 .طم .لابح مز .امع عرملوم0 


11 .املا 


.1640-5 ,473117 الماككلة”1 ©1171 إن ك16اقاوط 11:6 .ى ممل:ه0© رعتدني 
رووع2 حو رع ج01 :01010 


بأكلتتعسللتتق عنتما عل أء علتوتده اط مومع .ل .وتمعصفعط بأععنام © 
2 .1958 بععصصطط عل 5ع تمازو ع كلصن وعووعطط توزموط .1906-1813 
17015 


0امععد امل تعنم أأعمل وثأهاة جة مرممم| اهل عأرماى .أعننيآ ,عمدط اأو©ر 
.8 ,[.طم .م] تسقلنال! .18/5 أه 1771م[ 


بلكتقستلله 0 تكاكه] .ععتعنند م[ عل ع«زماعةر .(.60) ععتتنلة1ا ,مممسوحر 
(5 زعلمداتغام 12 عل عنلغمماءلزعصمظ) .1957 


1848 .طم بط :.م مم] .عنوتاطنامة: عصة1 [[ ع[ أت 1848 .صحعة ,لإكابتوجر 
2700 .دوعا تقطن ,كدععاع1د1[ 
0 بتعطة00[1 ١١.١‏ تملدمآ .نره 10-1 متمد .عسلةط نصدزه] بخسدر 


1061لا 127016 0 1151077 عتسبمممء 1776 .اعلصتتط طامعصدم1 بأختدجر 
7 طن اعصلمط 8115 ©[] كه كنا[ عن سمل ,علبخ1 «اعقاة م8 موسر 
بلدحة8 .حآ :طملممآ .1837 مز متمماءةآ ببعع 0 /[0 ««متووععء م ع1 10 
(قعامع5 امتصع0 5”تعمطنص1) .[1916] ,رمك مه معمطنم1 بطعمع ك1 


.1904 بلتحة12 مموعسا :][.م .م] .ععول ممتسماءز] عا جز 71016 . 





بلتتاعة تتل كصمتتل18 :إكلته©] .كناعا111ثم1 5م16 .قمع 0601© بللو016ا2[ 


5568 





25 





(2 زأتنامك أتان ومصاء 1 ع.آ) .[1957] 


711 186 /ه0 ورجرع[طمرط تعوججو مجر مم84 .(لء) لدعلا لتمسصلظ ,عاعدظط 
.[لة أع] مس8 .© ع مة 1717 وتمغخداطا امه .كن ااطلتوع؟1 ايده[ 0ه 
1 بووعع اتوم كلملا ممأععموط :ماع م سور 


برماحاء[] عل دز مطاءعه) أثآ عطاععه وده رعاء2 تمصقطوكآ بلمتممصسمععاء18 
بودرعطع.] دومدراءك «نء 077ل 


11/71 8111 أمء 0 /0 6ن ببرم 011 776 .ققطعط1]: بممكتلاط 
أومم«ء 11[ 176 061 مسن أععأرهل1 مم0 أمممععطاط ع[ زه :115107 
6 11/115011 تمملممآ متنماءمدو4 *ورعع[ه8 1101م 


ماعط دا دكهان- عتما عا “زه دم ةنكم 716 .عاعتعلءءط ,واععمظط 
4 71 


كه بع«مماء/ع 1د ' | عبد ك0 .طامعءده10 لتقصمعآ دمغآ تعاعينةط] 
705 2 .1845 بلمتطنلة] 1 


عرسي لت «مناتلسه©) أترعده27 15[ :1844 از م16د6 1/0711 ده 

وع 80 10115م00) طعت طاعصععط عغطا جه لعتفاكصة1' .داععمده17] 

لهم[ ستتعممعطا4 «عاأوعطعصة81 عطا 1ه “عطصسعكة 5 زط 
8544 باتعاوعطعصه آلا 


لمع ماعط مف :1848 ,ه21 ابه /ه عستدعم0 776 .(.0ه) عمعنعءط رقاك]1 
:سآ .123:10 5[ لك نإط .لمتاصت مه طاخذللا .مةدمدتسترى 
1948 ,عأمع !ا سداام 


0 1 11710 ملعو ل 71006 216 صطعءه8 عدكلة لمه تتدعاو0 ,اعطعفاط 
.طم مض امعطعمقك/! .1818-1842 علس نامل معاساععسه لط دنه 
.[1924 


أواع هك 115 ,نرهوسااس ل امتاعاظ علا زه نرمه1ئة8 لق .صطوك ,حاعصة]1 
1 :مولمه[] .1820-1845 ,كم ةاماءمع1 تبه كادمقلهاع كل 
1 ,325 تع نمآ لله ع1 ,8100 


لطع تنووطم12 فطخ [لصمم] ماده .117 .117 .نآ تنطاتة رتعنزهد0 

-1790 ,16011011110 ب[5 271 ع[ إن ««ماامسشاعسا"[ فته طاسه © 176 

07 راان أوعناء م176 نجه ملمعتاكطنه اك ,أمء ك1 م4 :1550 

+ن معمقامتومم عط طكذ]كآ .نمءستمماءدء عتتدمممعط ‏ ه811 
.7015 2 .1953 رووع21 م لطع © :0400 علصقط طهتةكآ 


نه جنلسع0 عل «مالوعل بل كماتوغجة معتعقمة« لاعضلع1 ,رعامعء 0ه 


23209 


0111م عتاماكت "| 6 «أطعى «نامم ,عترعمان"! عل كتملووومررز 
«طعوع 1م00 عتحدمت عا عدم كعقتاطوط .(1813-1828) عتسءةمم“ريه 
015 1876-1877.3 بصواط .1 زوقصيوط كلو ومعخو0 


00ت ل ,لتمنرمن) عمعله 1 «منامعتمورعء لق .لعتاعند ,ممتلعزق 
مققع1”! لإألقاء حتم نا 0:00 عليه لا بوعل« .رماي 11 عنم استرسمرق م 
1948 


ا ان ترأااى 0 ,تزع مامء0 أعانه كأوعنع) .مماكلياه© كدعاممطك بعتممتالزهو 
5011 درن ,تله فام 11 لمسلهاة ,اطعنمط 1 عتإتاضعاء 5 إه عنمقامام ]1 
14 :عع لتتطاصسهة©6 .1790-1850 ,اننهاة:8 امه 0 جز بمتمام0 
(58 .701 جوع نل بنك لوع 150ل[ ةن لط) .1951 ,ووععط اتالوه دلومنآ 


الملمادتعن| عل اه تملاوعتممامه عل كمماءمامم تتتطاعخ بالنوعزو 
اللا كلناما مم عذدايك؟ مسمتائلن ع7 .متممع|ل ا ...عامتدمامه 
38 الإعناه اأعنععر بل ممتطعط1] بمضوط بمعقلط مم1 تيستمعلهن 


12000001111 الل كاعد[ ' | :011 لعن ماعن 2) عل .تعدا ون 3[ باأمطععله0 


كطه الل :متتو .17029 - 1789 ,علءممومر مل حوصول معرور] و[ مل 
.(عنا ل ماكلط صمناءت|!0©) .هاون 2 .1956 ,عمعتم ادمحم 


7.1. 


عع دايه 0 رمعل مام زموه 0 عل ه20 متعطاعع1 مرملمعط1 ,تناه 
ل لطاع ولا هنامن) .) .ل تستاععظ جاموع اباك .ارسمطل نوا“ اسادما 
.05 2 .1903 
[الضععالعائا عطا ها تراناتطهلم سوعءممسمبظ ع1 .للة) أمعطلى بمتحلكومنق 
اللاءتزه تنك مزك اط 6[ زه كعناناتطما! معطا إه عمتلساكى ص0 
5 بعاعفاظ بن لصه .ىك تسعلمما .وخر ورمع 2 -مترط ما وز ومان1ى 


9 رذكلهه80 5و4 :تلملسممآ .تمنابامسهم طعوممر مر ل 
((16© .مم مرخ بورن]) 


0 كملاعلءم3 الوه 1 716 .تعطلوء1!ط صطول معاطم مهماعط بمعلومن 
1111151 تعادعتاعصه ]ل :تعادعاعص هال[ .1815-1875 :لماو 
رووع2 


ا 1 0 عجان ناتك 1071لل عتتدقط ع[ إن ععدع اعد[ 1116 .لاقصو7 بعممينق 
رؤوعم2 نومع المن] نمه لآ تعملتطسةك©) .رمتاي وعجر 


م :1011ل [ودع غ1 «أعجه 1 عرلا وتتسيل «رمسرره 1 عر[ كن معدع مم1 116 سس 


53530 


نومع عنمتآ لموصمكط نععل7طسده0 1م1711 510171170 
.5 ورووع121 


ا وورسلء 16م 11ه77 د06 ع1نلة[ 111151 276 .(.لهع) هه" عصدع كاه لآ ,غ1ه0ه1 6 
-05/ :دعم ط1]أة 0 1790-0 ,سم اطع د انلعل 1وءسل 770 171 561115 
م 6طأة ]8235 عع ستااأة ©) .[1952] ,عقاعء 01-1 تمتطعومع] 

(22 .80 بالمطعمعدو لوطع تطعوع 0 


معلل رذ معو م12 01 سدق [ان © ععملط وزأمجعمة1 ,أمملنان 
.8 ,[عممهطآ لالتحا 1آ] :جه00دهم.]آ .كم1اءل 50 


.تزه أنال سه اططع 86 مضع أل سترزنها عأعكايء2 .عملمعط! باعتطقط 
.7 بلتعستسقطلطم! .11/7 نتمم اناك .تنكم 


وبررمزماءو 1ل - 1815 جز ءاومء] كفاع ع[ زه بمماكقظ 4 .عتاظ ,لالغلمط 
علولا عل :م00ممآ وعع 8 حمة نإ6 امتاعدلممام] .16515 ١ه‏ 
(1 .0 بعاممعط لاوتاعصط عط 0 نم1115 ه) .1987 رواعوطععموط عاتم 


لم0 .ل تل ده .عوط بت اه اأعكترء وك ةسسامه اك "عل بأعنااس 1101:0107 
-1898 ,نتعطء1”15 0 تفصع[ .كبدخ .طندععصنهآا طعتاعحصة0 .2 .[.له أه| 
19201 


ام  1607-1960-‏ ,717271110711 ماسو 776 .1.6 5نهء1131 بمعقصة1]1 
وناك لهانملا 1176 061 اهدر |5611 عمتاتم 0011 1176 07 1115107 
للختط'!” عع صزوع اعد ا تتتطاعم زط ل تمنوعده1 3 طتتر لعاتلظ 
11101 ممصم :(كاأءكتاطعودكة31) عم 7طصمن) .8 متتسوط 
.45 برووع12 


.111 ناآ تصوع8 أدنوسة بععناطصعطط شدمعكن قطتحة]] 

مزل مجم ولع طيس] سه بتعطءاى]|أه”! مهل ,ع0 اك تعجم] عذل عطقلا 

-1847 بصطة1]1 :761 حتطة 11 .كل سمادك؟1 تع ع سحاطء ةساط ارعلء 1ط 
.15 3 .1552 


3701 1. 


اا 116 زه تر[ممعه/1]ر2 لطاع لم1 ممساعطل11 عجمع©0 ,اععء]1 
وام7 4 .1920 رقطه5 لطع 1اءع8 .0 :مم0لمهمآ 


عن لا" و1 .1648-1873 ,امنقههن0 /5ه عل 77:6 .تاهآ عنتقا بممحوطوطه1] 
(دمتتمعنل 1ه تحماونط؟) .1975 ,اعمط ترمد 


وعطاصوط تعاعو لا ببجج1! .1875-1914 ,ع امم 0/7 عج4 776 سد 


591 


(صمتخهعن1 011 01 :13ئؤؤ111) .1987 ,ى1[ه80] 


914-1991[ ,مرستادرعن) رزاع رعسلل 5101 ©1176 لن10تزه اد إن 6و1 ٠‏ ده 
4 مقتباقدء عمتعلت؟ عرولا وعل8 بطامعوو1 اأعقطء 3841 :دملدم.1 


]0 أموععوةط) [1969] ركوء81 عتتمعهاءدآ :[ل1ره لا بسوعا] .8115 سيد 
(5ع1لع5 111510137 


ممع ط ممم 3/51 نلعلا .امد اتمامه© .غلب عع نمه مه . 
[19685] ,وعاومم8 





لايك تت0تهكاء كط0ن) مآ .رتم0 معام معز كه 6و10 136 00 سس 
صمالث لإزط صمئتلةا1 عط دده لعأماكصمةء1 :ماتامط وتموامم 
.0 رذوعع نت لز تعاعو لا بولا .امع مصة© 


7 ,تامع 1لا لصة لاعتمعلك 7لا تدملمما .سوميئز ورم سب 


57171 1ن 3111 0 115101[ عاتتملرمعطل نيه رع بامصسز مده «رصاعيم]1 ل سم 
,نهد معلل كمه لاعلمعلك؟ا :مملمم.]آ .1750 


كاده /ا نعلا .عإاط لالص اندعس ك1 4 تومس1 بساكم رمام سسسب 
0 ,و8001 امعط امو 


نهذ معلل له لاعتلمعلك /لآ تمملحم][ .عنعنر ممول 736 سسب 


-071ل) 7071 كاعه اعد 1880-1900 ,اصلمط و1 روطم سس 
بالطو ”اا مه ععمء عه[ :ملهومآ .عع مىي نريو مم1 
)3 الالتااصعن) طتمععاعسصللط .ممتله81 عطا مذ بوم ا115]) 


1001 017 هط 0 (ز7م1كطل1 عطا هنا عمتناك رعلا عتر روطم« سد 
[1964] بدمذامعزلط لصة للع لمع 117 





بالانرالة ,عسدمهةبعههط :1780 معسلى «سطلع«متنم[7 لبه عونم . 
حنمنا عع ل طسمن ملا 7م86 ز[لمسماعمط] عع ل اسمن .«وزاوعم 
(دعتتاعع[ 165لا عط1) .1990 رووعوط توازومع 





لماء30 إه كصصمط عتعاعىل مز كو اناك كاطع مسطرزورررط . 
:آعاأكعطعمة]/! .كو ا دعت 2011 مه 1911 عا د ماصع نو 1 
.9 رؤوع21 اولع كتطلآ تعاوعطعصة 1/1 


-معلاء 177 هلطم[ .كنرموكل تم رممسمعاسه0) عو مم ةارامب جم . 
.[1973] ردهوامعزلة مه ماع11 





53202 











717 .جعه3 سه مم[ااعطء1 ,عع ممتكتوه18 تءاورمءظ (زم جرملا . 
.8 بممغءن81 لاط لعنتاطتناواحة تووععط برعل8 صملا 





رو[800 «امعطتصةط تعلته لا" جرعالا .مطمط زه 7105م177 تكورع 117/071 . 
,1984 


1 لهأاك0 17 زه طاسره7) 776 .0 تتعطغله/]1 ,ممفص مط 

7 له دموععلمع 11 .0 .117 بط مقصء© عطا دسم لعتقاقصة ]1 

020085 1اطنا2 هفصوعه0 :.7آ .لم ,نعط وط6هدآ .تعمملمط .]1 
1958 


16067 عتأعىةاثأومدنا .طاعضمةع1] أمتوسخ ,معطعادومع 1211 705 ممقططلاه]] 


1 1720-5 ,كه 00172171 اتمأمممتلبروءى 7716 .طمعلةل كأهزصنم8 ,عله1] 
رو من لطه متقحطم قط :صماوه8 .دعددمان عام ملز عر[ كزه ءكةا[ 111 
.[1943] 


رووعط عستلذلا تعاده لا بول« .“بعممء!1 عتاوودمم1 176 .8 110310 ,معدا 
.[1957] 


كلامز كمد 0 6اتستوتلس '[ عل ,أتوجه جا نل علماعهد عاماعطط .عتتعاط ,لتمععول 
.0 ,23:0 نواطةظ 


5 10 أماامه0) ىة ا( زه متام ولق 176 .ممالتسمط لصماعا ,كلمعل 
7 ممصا على ذل :نملمه.آ بعاعه لا سعال 


٠‏ أأووم] تددن وممعاوعطعتسرمدمعاظ طعتععواعلم اعحوط ,لامسمعطك] 
-11ا .تامهم 120-70 .005 :[8ك[1/105] .1800-1917 ,تأعأمعاء 1 211-1616 
0 ىلا1 


لس اأمطس1 «عاععابعط /ورسمع1:م”1 و2 :1848 .(.0ه) ملظ ,رساعك] 
ستتقطوعط 8 .ع/ع871 ,عاطعةع8 ,عسيلا ,رارع ع 1ن 177171716 :1161/1211 
4 بلألصمء8-عطعوع أ عع مم[ .117 :م 21ماعطا بمعطعصتة لطا -معءد 
عع ملع 162 عأمعستاملكمعطع .1 :تعباعتمعطة4ة لصت لمماعتطء5) 

(9 بعاترعلستطتطول 


وررمل «رم اجرلا مازع طرش عل ععمط عل ع ابن تر[عدء 0 1216 .عم نال بكامص 2ع دكا 
كله؟ 38 .1960-1972 رعهقاءةء /ا-عتساعلدعلطة تستاعع8 .عتسمكفاهاأممكل 


701.8. 
7019 


5303 


© اتمتكدء وفك هآ عل أه عكنن ه| 06 كاءعوكل .أمعصمظ بعوستووطم1 
1546-1851 بعاعءغاى علالل[ ال لاعتالاد ننه مكتدعاسم عتسرمسوعن”] 
:51011-801- 150056 هآ .ع155ا10ط هآ .8 عل ووناءمئزل 12 كناهة 8001065 
صه نا ناه8 12 عل عدسوغطاهناطز183) .1956 بأدعنده؟1 عل علمممع .تمسر 

(19 .6 :1848 عل 


ل 1707106[ تلت 03 [30010 كو "1860 وم[ أت أيه لاع ترع تير 1/1 7.6 سس 
1 عالز 


1701. 111 


أمءةاتامط سه أماعه5 عطا ره ,«عااءسه1 4 زه عءاملق .اعناصود ,ع ستمر 

م0 كا ”!م01 فاته ,ترأهاط ,مضه ععااص رز ,متحووط رععممس]ز زه عقماى 

بتتقطاع 6ط[ تمعلمما .ساسع ارعوممط ع( وستسل ,عمم »نر 
4 ,812215 02[ 2120 دطعم 01 ,حمر 


أت كمتاعة0) .عااعكن2! اعطتا تومل .طمعل بعأأعقمو[] أنرعط صو[ 

1 طلقم نال كن || أتضال دعام 0) .عأدزوعع سمط عسصخئل سمتاساونة 

تغتللعة ل عل ععدلؤعط .14 1789-19 بحع 0 اسع دمرام-م[اتر1 مل عإتنوم 
54 رعك أه أقبامه ها .1 نمالتآ .أعومع ]مقط 


- 1830 ,.طام .حا نملسصصآط] .منلعممماءستة) أمساطهة©) .كتنوتزمملط برعمليم] 
.05 133 .[1849 


12115 ©/2لا©7 للك ملعل /اكعمائطا .ماعلل كتنامطة عانصسصظ بعزعاءدم1 
7 ,بعك اه ماأأعطع د 


عو :وللو كن 1 لل ١0/011011‏ ه| سلى وباك .وعع 001 رعرططعاء. 1[ 
154 بععصوءط عل دعتلهاأومة للمنا 


0111 اء دعأمناء©) .[1936] يمدعلك .1 :وتو .رون اومة81 _-ل-. 
(217 زعلة مقع عنزه1]115 


:ز15ة2] 210701601116110 ععمكلن | الى دمج مرع 20 .ل ممصعط بع 11 ه111 
.[1947] يناذا ععتة 1لط انآ 


7890-14 | بعأمتتمتتهد عفد | عل ععممكئنو[ة مل .جعانال ,تعتسعج 1 
دمناعع01)) .1939 ,دعاقمه اهم عاما وعلماءه5و كمونئل8 :وتوم 
(''وعمطغ اهم" 


:101001 .1793-1815 ,نزعطوال مرا زه مرمماكلط لمنعهى 4 .اعقطعتة ,مزوم.] 
0 رطتاتاتكمتا لخنة معلام .0 


5094 





1789-1889 :1777706 بره لت 7671لاى ‏ التعترعاتوأءددط ل .كتلامط يلتتقانآ 
.715 2 .1888-1894 بستامن لخ نوسوط 


ل .7 إن أفنضءط ف درا لعادمع سنك كدمقاءء 1/1 .قعصو1 اعبتصدد ,لامآ 

وم مننلء ده لتنه كمكسهن0) علا :07 نلءاإصرتبروط د عباوط جرءاكى م181 

للتمطعنا .2 ممصم[ اعأسساة «رعضمكة عا تنه عساودوهم 6[ /06 
7 ,501 


1 18562/11112611 مزل «موءنا .أعوء11 ععسرز 2 .ه01 ,كن قعانااآ 
ع [1مترمعلء 0 ته عإقاع/ءاه1دز1 


ى :ممقلتال! .مانمععسدا مد أل ع«منه مز الات .0طأاه ,مأأددجننا 
كأ7 4 .1949-1950 ,116 1ن 


.3 .7ع 


0 ترتررهترم م أمسمناولة عط زه تررماوةم طن اتمصمما] معاءط ,معلمعطعطمهزآ 
بصقصص]1] .7/1 مآ باط لعتماكمةه]' .تم امومع 1917 ع[[1 16 0أككاتك] 
.49 بصهااتصمعدلة تعاعولا عار 


ام بح تلم بم[ .مضه 17 ها سبي عدم ةله سرمت .[عل طامعومل ,ممادتقل/ا] 


1796[ 

باء 71 تسصتاعه ماس نا .واععسط امهل عملا امكل .اتهكا عتتقلة 
156 

رمل عثل بوع مر عد عوتبمزا وتسم[ عتتمدمعط اكخأماتمم م2 سس 


01ل زط لعتمامصة ا .معرامع عمد ممنا ]رلوم عاعةاكةاهاامك] 
متسوطوط110 .ل .8 نزط .لوصا عه طتلتعد امه ل0م1ئل8 بسمعطمة0 
064 ,لطسالا له عممع لمآ :مملدم] 


.17601101117 أمعناتاوط تزه عن 0711 11716 10 معن /ه 2 ع لم 


واج سرت) مولز «وععدعقن 5 116 زه ترتماعذط 4 الإقصصاط معطمعاد ,مممهالل 
بلسوط صووع! له عع لعلانده]1 تاملمدمآ .لطعه11 عتألأاسعنء 5 /06 
1053 


1700-1830 ,لمماعاظ دة الما عداسه 8 176 .عاءط ,مقتطتف لز 
59 بووعء2 لإاأوزء نتملا :عع 0 لطصتوت 


1838-6 ,علتعاعط طنط ره - ادم 776 .ققصصطحهك! ,81/100010 
.[958]] ,لمتكملا لصة معلاة ندملده.] 





ل«تمعء17 نه واع8 «ع/ءآ ماعن" زه ع نوصح الات ]ا ,تعطلء سحتع اا 


5225 


أنه آلقلز عللتى كلانساسبدهي قل اه عنملا 'كتوعء 7 عع نم1 إن 
2 طتل؟ ,لمع تقاصظط طعبححم ,دمناتلظ لعنط1 .ع«دعدكر مز ,لممءاعله87 
.[1862 ,.طم .مه تصملممط] .وععايوط .1 .8 نزم عموعمرم 


[ه6 34710775 .اعقمع/لآ تقطامآ كمعصعاكت ,عع طعصصة]]-طعتصمع مك1 
ع نع اع ا ععتررمر 


!11 .7ع 


[1823 بحام مات« مم[ .امعتمممعدم0 نرم «رمككير مل .دعصحوة بالنك3 
0101ل أت الوط زه ععاواع »2 .ا تمسحاك صطول ,النق3 


بمعذ/لا .علط مده ال[ عع ساطوط ه181 07 ١‏ معدلا .[كنائانا1] ,لإجعامعامتل8 
.9 ول1أمتع1ظ! عمتءلا :معطعصة ك3 


١‏ أه كاععدكا أملعهك .:تمطسصط مضه «متتمعفاهة اودر كتلاظ أمعط اللا بعرمه لد 
-1 لملا أاعم هن تلكو لا ملآ بمعقطط! .امعسرمماءممط عتسسرموممر 
(ونتو الم لأرو ثلا 01 عاأناتاقصا عط آه وعتلي5) .1951 ,ووعورط بزازة 


له لعانخلظ .1859-1862 ]0710ل اتنكتر[ 116 .لتتصعاط واراع1 ممع مم31 

لعائل8 لصة لعاععاء5 .كد طا! يعختط/لا .ى عتادع! برط .ل متم[ مه طاتن 

رووعع2 مدع لطء 3/1 أ0 لإاتساءاتطنا تمطعخ ممخ .دمغله1] علرك زط 
1959 


عط 01 لسددبامط]” طا6 .«عل00 لبدطعناز زه ء/زآ 116 .صطمة بنرع املح 
"لآ .1 :نسملصم[1 .280.1 طأ10!] .دمتائتلظ عصباملا عمه عقانممم 
00١‏ نالآ 


زات لحز .1151017 اهن 1161ل [9 منلاعمملء نم2 .مملصدح8 لممطعن؟؟ ,مك31 
.[1953] بقعم 1ه ارما 


الا[ بم0مطمآ .ععاكتاماى إه «رتعصممقاءزط 776 .© اممطعتكة مللمطامكح 
,5055 لتنه ععلع1 ه10 .© رمم 


خاطع0 لاعضسلعصط اسه طعصضصتع سملم بكنملده 111 مم عون 1ن ىر 
111011 01 لاما قلت أعتملءة1 تعجلء كتسج أعدرلءءس 1ه 
[1857 00118 .© .[ تأتوع انننا؟] .1800-1829 ,ره الل 


211111110111 1 710ه اك 27111[ “222 .عمل معط 1 بالسصدكة 


و[مطاط .م] تستامعظ .عساءماءرء"! برعل تسق ا؟ مس عطاعوزاتامط «وررزعى 
.15347 


526 











كتتة<] .اأعكسلة عل لء 77ل عل دماةاصددم ك0 .عل لعكاك ,أعددد ةا 
.5ه 11 .[1876-1884 بأطءط86 هآ 


1701.179. 


وأمسساعء (أء 111 عط “إه تنمقايامه ]1 16 +1848 .ستعامصرعظ8 انعا ,نتعتسولك 
[1944] رعوءاءعطسسن .© ندملصمآ 


.2/1 7ه510م0انتا ننه ,ععتتعاظ ‏ ,[اتر دوا( دول .وعصدل بطالإسعفاط 
[1897 ,طم .مه :.م ممع .معلتصك اعسصوك نزط لعاتل8 


-[جازوه2 ععل عوعول! عل عتنلتاءل اسك 0ه ج71نت[ء 1ك 11 .تاعتاطا ,ومتعلط 
.8 رعداى /ا-عتسعلوعله تمتاعظ .عللمظ دة "116 107/مط ع5 
-ماملتطط .عتتماعآ رمعا لقطءممعدو111 عل عتسعلمعلة عاءمتقطعة5) 

(1 ع1 ,51 .80 بمععمنللمقططق .عدممل]آ عطعكته)تا!آ-عطمماع 


لم17 أمنملة سل3 ء[ا إن عأمم8 776 .تع اما ,رمعو09] 


عرلا إو واوتعضةط ع[ا ««ه كترمدكظط ,07 :براعاعهى إن معطلا مهلم - ده 

عرلا إن وبمقلمء تاماك عذا فته ,اعاعن تملع تمت ع1[ زه ««مقله م1 

وانجاوة زه]/ا كتلآ 04 عم0 نز لجامعة5 تيووحظ .ععتاعو27 10 عاران مل 

[عطم ص] :ممقدمآ .علتقصقآ أه لإأصناه© عط ه] عموعط 01 دعمتاكبال 
18513 


إم مررماك ةط امعننتام« ا خدمننأومع !1 عتلون سعط زم عع4 .خآ .خآ ,تتعصلةط 
-تصتآ ومأوعصةط تممأءعصقط .1760-1800 ,م ةتعاصال 4تتن عمم اط 
.59 رووعع2 17721517 


.ععع اله 176 :1 .1ه17 


011/6 واباء زمارل ورم اسرر[ء[ء 0 دعل عااأعقطعده0 .لاعتتلعت1 ,معملبتوط 
5 411580118 بمرمم ‏ برعاق إتومء د10 تنه «اءانتاء 5 عع كدانمء12 
خطعتماعتة !1 «عععلمودع8 أتال! .ا بوسعوء 0 لاد كقط 5ر6 1[هلء11111/ 
عطعة لمن .طامتدعقمتآ ,.2 غطع معنملا معطعكزوقةاا معل كلاد 
015 1896-972.2 ,.مططه© لهة غلء/ا :م 21ماعنآ .اكتحة عأرعااء اط 


1701.2. 


بممتقطعاآه0آ18 :مه200مآ .ترعؤطة4ل ع1 .مآ مقصطتمط1' ,عاءمعوعءط 
.18515 


:[23115 بعلت 7 بوع1] .لمعه تاد مسرم عط .عع 10 ,لموعاط 


5207 


.[1944] ,د ممقامة8 


0م11 ] ماع [/ع 5ك ها انتمطما زه تورماعة8 4 .لإعصل1ك بلعتملامم 
[1959] بووععط تإالو ملآ أمومنع 1ر1 


لاط طدالة 1 عطا سوط لمعتفاخصة! .ترممعل عأادروسرم2] 116 .متسملة ,جومم 
11 ددعم لإالوع لمنلا 0م01 تمملممآ .دمكلتحقط كمباوصسم 
,1111100 


مفتدىك لا .ملمسر 111/70 ]© 611 كا ع1 كلا للةاألت) ك1 .تتاتااهةم ,ومصسمجر 
001 5ع100 عل ماتتددماق بمأعداهم صمطك عل ممتامعمرظ عل مامقدمي 
.[1943] 6010110 لكبالنكت عل ملده] تمعتوة]8 .ؤخزلا .له مورول 
1ن عل ملصه! اعل] وتعمامعهة عل قوعطه عل مفععوك) 
(015105مت1ا121500 وعلماصملا :1 زمعتسفممنهة 


16 ها تمامم0) :1790-1850 بعاروة7 مه ععممم .للمممجر .لوعجعم 
9611 ]] بلامصة .خا تسملمما .معنت باوزاووقر 


0 كمال[ نا تراتس م/م مدهلا اساجعرمعط إن حورم اوزاط .كفصمط1 بجوم 
6 [.طص7 .2 :م 


5[ بكامممعا إه عا ل «عاعمنا اعم معط ترلطل .مسومل ,صمل ممطءج] 
16 بعصت سممطتحصول تمعلمما .عموزعاء8 عط زه وصل] 


بآئنة عصة عل انها تسملده.ا] .عمل تروساته؟ ع1 .اعقطء لز ,مصمتططهج] 
.[1962] 


مه فعا/ل .تعطعهالة© صاول لصة نإصصعط©ط ععتلةق ,للمصمه! ,ممومتطمجر] 
:مآ .تكطلامتهعمدما "زه أاسطتاط لمك :0 116 تعمماسم متكا مار 
6 رقوع2 وامتاتمقلة .1ك ارملا وعلم بوت له سصمالتسمعملح 


[1948 .جام .حنم ممع .اطعمرة1 عننمممعظ] زه «رماوز8 4 .عتمسظ بلأمجر 


م ماحم سكن 01 1 110/1 1!؟! 7111ل تالو هلط عتاضاط .حصساظ وعصو1 بالأعوويج] 
.لأعددا1 سا8 حعتفل زه جعمتعة/1[ ملا زه عسينام”[ ‏ أم "رجور إن 
[1903] رءومطعاعمل! .ل :رمومه[0 .وتعصسلمك .>1 .ى برط لماتل8 


أكلال-لاتلل3 عل كما أواتنه كينع 0 .صوغ .آ-عصتم امصخ -وترامآ ,اكنال -أصتوه 
كا تكعوط الإقلاء/؟ دعا قط عدم ذعامم كعل اه .لمتامز عمن عوحم 


.1 بصمناناموعم ها عل عاناط1) .7015 2 .1908 بعااعنوموع 


/ 3 ذأل1م-1790 أأانات ) دء"لاء| أء كلامء 215 .1دوعج :0 :1 .1701 


208 








ل [[ يبن «رملابصدمط]- 1793 همهم مول كاتوة أه كا :مومه :11 .1701 


راطع نع دععد ]كا ماع27 لل ,تاعكتاهط5ع117316 7012 5311011115 
3 برتعطعقاط © نومع عع تحط عاأاعطقع 81 ,.2 .1815-1914 


[1958] رع أأعطعدط :زمضصوط] 6 اصع( عل عمء/6 2 عمط .تطقعل ,رأللة 581 


71 005 ك1 عن ل[ التمطمط ©[ا مانن برعو 222720 .(.لت) نطول رع1 5011 
54 11715211 0 عناء رآ تحاملطمآ .077 7 1207114 0 170710147 


-وم العام بررو روط وجورم ط ورا بعل وتسناعء سطس ع1 .10011كا تمعطاعت 
.1909 اتععطء5 .1 :[.م بم[ سيمل 19 171 1716 


بر ممإزوط ىف مراع[ ممل ط[ان7ة مأك «وطعنا .؟علمقععاذ ,اععصطعد 
4 ,1[.طم ص] تصنتادع8ا .سعلاء عطق ما اعااقلطة علل لها ترعادء/ عق 


معط عناوم مس72 دمل ععون[ 7/10 لس عءةى .لتقطعء0 ,الع]1للاعد 
تصتاتء8 .1848/1849 «رمقاامسدع ممطاعكتي 7 «عل د سرع ءامنا 
[1952] بعمتوعم.آ لمه معاانك] 


لمعتل .كتعدرامسل عتسمسمعر زه بررماعةع .كالخ معدل ,رعاعم سسطاعه 
بعل .لماعم سمتتتطعد لم80 طاعطمعناظا نزط أمتعكتتصمك8 صدمع] 
4 بووعط نتاتقت كتدنآ 01010 :11ه0 لآ 


بدلتن عجره تلاك 11ت © 097017 70511116 بل ءت0اكآل] عله أ عتكتلتوكظ .تتمعآ] ,عد 
[1921 بلقتت لط[ :متتوط] .دان 512 علاطلا اه ©1111 


بععسه 17[ و[ عل عنوأستمجمعة "ماعطلل . 00 
[[1789-1914) و7007 ومنب 7 درعط] :11 .1/01 


اط ./ر 1960-0) ودعومصف علاءد مدمسذاماتق !ل .متلتصاظ بتمععد 
48 ,لتم صاط 


1 نزم 1167م 117ل ممع تسر لتم طعدة1 1716 .معنا «عالوللا ,متقطد 
1 بطقللتصعةآ/ا :عانده لا بعلا .:71511107 17 


,لإلتكنك/ا :[.م ص .تمكترء [وعاى مومرمء 0 إن 1/6ة 776 .اعتاطةك ,وم11تنات 
155 


مع ةعس ' | عل 7ق[ 10 كعسته 6 1اأء ماده ومع نم07 دعا .أتعطاخ بلنمطمد 


:ولكة .012م00111 وه[ كمه 'ل كوساليت أه 616 رهط :7716ع76 
.58 بععصوءط عل و5عاتمازواعللطنا وعووعرط 


509 


010000011110121 


عتتتةتطئن[ تكتتوط .1ل اما ننه كتكلمم ومااو[يه-وريوى وهر . 
ورالتتع كمه 





بصماط .8 :مصوط] ©1015 1[ 0|111011« 6< ها اه عره ارط .أتعطاى باعرمه 
.015 8 .[1922-1927 بعك اء الستامم 


1701-1. 


كآنامط [0 17/160125 11670/11101141 116 .عتتفظ صسماح تعجتامه 
7 رووع؟ط لإأزوطء الولآ قتطصسسامنت) لمملا وعلط .تاوما 
(594 0 رقعععاء5 500121 عطا صا وعنلساك وتطمسام6) 


“!1 تطاهلممآ .نو معممعرط وتن 65 8711151 .5ع اسمقطن طهنوه1 ,مصسماك 
.0 ,ونه5 300 عمتك]1 .5 


ثعلا .عكمطاط ع ألصوجرم 1 م1 :07115771 كك 1 ألم 20111 ..آ .ل ,بممصلوم 
(تعالة/ا أقطا]' كعامم8) .1960 ,رموعومط لومم 


تانر ع[ اه لامع ةتوم كله 8/0 6ط .تاأعا دهملا بتمعع 8 ,116 
© 1 انم مامجرو ار كلام عله[ "| عل 16 107:1رمعءن ««م1لمي 51 مر[ :16[ن 0*1 
.8 بصوعلم . :دروم 716 ماارع همل دمل جم جره 0 


011[ 0 كن ره 01 1 | © لماعمى 6/16[ عل .عا تع دع نم8 بامعطنم] 
[. .2ض بنطمبم] تولموم 


© .1 106 177167104 11 تزه نم2 .عل كترعلخ ,ع1 تتعسوءه]1 
5 :م0100.] علاععكآ لاكمعا] نإ لعتماكصهآ] .عنوة ةدر بره 
.5ه 4 .1835-1840 ,نرع1© مه 


0018 زط 1130512160 بكانفاء 7[ مضه لتنماوات1 ما وترعصريية3 سد 
لعل تعرة]/1 .© .ل لاط 801160 بروبره81 .2 12 لمه ععمم و13 
رووع:2 لإأزويع اتمتلآ علملآ :مولز 


0/6 علهاث 116 [0 متنك كععقط كه «رمماكةك ك4 .كقستمط؟ ,ععامم1 
7 10 1793 نمثل رتجمقله اين 01 


1701.11 


0 أده 11 1١‏ 471[ك1 .تععصعم5 صطوة ,سمطعصتسمر 
.9 رووع:2 لام مم1 © 


00 .20 .71 .أهلاتقة ا[ 5 تل أوراء هناك نرم ساقم 1 1716 . تنص 11 بعاعور 
6 1171150 .8 


600 











7701 6 "ممع 0 .5عتموعة لسااعط10-عممكة ,امع 11 
5 71> 


سه عمتاممعسمة زه عماناتاكس1 "مع اممرلءء71 1776 .اعطة81 رعامععا1 
لإاتوطة كتطل] تعأوعطاعصةا/! :تعاكعطعمه ]لا .1851 عء«ملءط عقر/عه1ه0ا1 
.7 ورووع1]2 


11111129 م01 776 .05مصتصستك لصددآا عمعاءط لطة لأعتتلصة رءدلا] 
© 1[ تمملصمرآ العام عراز فته لعامعتاكء نط مله1ة:8 أمء07 /0 
.015 2 .1861 ,تتطامظ 


مل 0710 مك1 6 هع ىمع عر أه0هد هأ«ماكطط .عمطنةل ,وعكللا 5معم1لا 
كاه 4 .[1957-1959] رعلتء1 أهتمكتلظ نمدم اعععمدظ .مع م4 





1 صه© .م#ممكط عل معتسمؤدمءهء مأ«ماعقط عل أفنتتته لا 
رعل1ع1' لمم نل2 تممواءععج8 .ه011 تجلدل8 .ل عل مؤاعهءوطهام 
.[1959] 


ووو ممع ةل ربك علو ةأقامع ء1رمدمء2 .طحطلخم بممصعع مظع لتاعمع اما 
.5 3 .1834 متتأنتوط 


نامكلا ورور علج انع دع جنر 1 1ك عع كط ةمره«اظل .تساعطاة11 طلغ سسغطعة /الا 
17 نع تمع آ .لقع عمععدسنا إبنه عط تمععساالداده © عع ةلس قتاى ]01 ]ا 
.[.0 .مز باعوه7 .117 .0 


1839 إكاةء«اومعطء ل دعل «ء الماع 2 عوط :1-2 ,/غع 
كدي © وسنعاجه 17 سه ءللءتلة ع[ زه نرده )ك1 .صطول ,عل0ة/18 


16 0111© 776 .طصدآا نإعمآ عل قتلدال لصد .2 0عللة بطاده::5ول1/3آ 
لعطعصةك8 :عا وعطعم ج84 ] 1600-1780 رء 77رمع مط أه اكلا 0710 
0 100117615117 عط غأه ممملقء تاطناط) .1931 رووعء تزأأواعء كلملا تاعاو 

(711آ .مم بوعقع5 م1115 عتسمممعظ8 .اعاومعطعصة]8 


معبرو م1 جره ع«تمل معد ااتعتع وعدن '[ عل عرلهاكة8 .وعع :6601© ,الء/1ا 
21 بأه920اج :كلكوط .(18502-1920 ) 


4 ,7170715111071 171 مرا 5001 املع حدع لاا ,مستعطامء/171 
.56 ب66 0ك[ صهة؟ ١77.‏ :عدع دآ ع1" .عو مم0 لماءمى زه ر14ى 


ه مه هتعاس[ .عساسوه!1 جره مكتلده17 امعتقاعه:8 4 .عع 1مء© ,عاتط لا 


601 


0ه 015 0ط عضرو ودين تمل درط كع بتاع هبمل[ م 8001 إعدع 1 
بلالا .[ :المع ههاتن) .درعع تزع 11 1زومط منرمطر 


هللاا تكعسه1 «عصونا معطا [ه دودمع[ام1 .(لع) لعالاى ,مسمنتلات”8 
-7لة0 ط[وزء لا «عجرمنا ©[ا :ا «واتطلاء 4 عتمت |/ام1 جه ترمووير 
بطارهتكاعناآ :[.م .م] .هممم 


ةليل آنا من ا ل 2020 0 0 
.[1840 ,.طم 1 ناه طمط] .عمط رمن عللز ما عاطم معلع1]8 بوم ستعول 


عا تدم تل لعاععاء5 .وعان[ !ا عن 714أع 1ل 1 كلله 1 .انتطاعث ,عصناهم 2 
01 آأم0مطءك سملرن.[] قط 1 تمملممآ] .عءسايس ةمول زه كاأعصعم 
01 مأاسترمع]] ]0 وعتمو5) .[1932 ,ععمعك5 لمع تلوط لمة كو أطتمرمع8 

(14 .0ص بعمعمعاءك امعناتلهط لح عاتستمموع8 صر ماع ولا ععرونو 


710007204 عجره ' أأمرر اناده متنودم :00 عل .(.60) مأقدعجا بتتعطاومهة2 
معان اطنظ) .[1957] ب الاعممطامم] هالا .011126 :راوها © أوعهد 
(عطن تماد علطن عع ه تلساك .لاأعمتماء 8‏ © .0 


10م[ واعارممم وااعل مممتصيط استعتل ملالس مطع عام موسرم سسب 
بتلاعممه0) نقمع 85010 .(1789-1835) عععتبومامط نمام ولامم 
7 بلمططماة 


أن نامر 01 للكت :اناك ع1[ا عضن عارمءط 1[6 ,اماك .تصتةد بمقتقطن7 
0/01 637 1! جحت لمآ . امم ملل اب ع1 جز واجرع جرع لز وجرن عل[ 
.[1988] ,عع 100160 


ع م2 
[الكعطعنة .701 :...ء«”نكانه امول إه كأعددار 


اذ بدل]1 نع ] عط له ووونآ ترامدظ عط" .قمصة ,دممموجعم 
[للعلعنة .701 :كن ممع [ه أما سمل تراءه م0 *”.نمتاسامع ج12 
لإاآقلت7طعظ ,2 .20 


0) عتتطموعمةآ] عطا صا لمختصهن 02 تواتكتاعسلموعط عط“ .11 ,عسسماظ 
011 17116 '“الاكنااضعن) لطامععاأعمتلط عط عمصيك لإماويلم1 
آأتتمظ ,13 .701 :سعامع ]1 نوه 1ئ111 


5 11110606ظ1 “5160165 2116 كله عكتفجوطم؟ ممنتاويع تمسطات1]“ .© بطعمل8 
١01. 1, 947‏ :ماله ممرسرع ام أه عتترعلممم ع«تماوت 0 


-1815 ,118أونحث 1 لم1 مه مناه همكممء1”“ .عممععل سام 


6002 


.1943 ,5617 .701 ابرمماد اط سعلمك3 زه لعدستمل 116 ”.1845 


-1780 وعتغتآه طدتاع مط مز ؤوع م عنام أءكط00) 2/110016-01355*' .دحك ,دعم 811 
.56 لتتمك ,9 .201 تسعدهط وده اكوم ”.18546 


[0 امامل “.هتفع تتعصة-ممفصكتط ممتعقاطوط هط“ .ممعقظ .11 رمناققك 
.1959-1960 ,1 .701 :برمرم اس لاملا 


005 2 ,13ئلط[ 1ه أعومتطل ماف لدناتم1 عط1”“' .ك5 لكتمضعظ ,ملام 
70 تعع لاك مادا زه أمدسمل 71 *”.مملوعظا ممتفصدظ 01 'إلنلاد 
.0 ,19 


م7 ”.1780-1845 بلصفاء! ص ممتكتمانمه2 لصة لصمط" .11 .كا بلاعصدمت 
1949-0 ,3 .701 ,وعامع5 لم2 :سوامء غ1 تررماوقط 7110م درمع طم 


عل طعام اتوم نتملا ععل عدكلملقطه جمعسوعء2 علط“ ١ل[‏ بلمعتصمت 
وبر ننن77 عت[ مراع ةطاول *”.علطه ميان !1 معتقطعنا طعدسامسه1] 
آلآ .لآ؟ عاتاعفاناى سه عتسرمدرمع]ن/ 


أدء © عطا عمتستلل لصماءئ؟] مزوع 1821 طتوعجآ اممماوع] '* .11 .5 ,مدعكناه 0 
بعص ب14 .701 :معتاناكى ممننماسومم “.1851 جا 18546 جه" عمتصةط 
.0 ,1 


-1815 ,عناوتصطءعالااوم عامءة”! عل وعنغا8 وعط“ .عسمتاعلكة ,0تقسنددا 
5 .101 :1116 ممامعاسصم اه عارتعلمدم ء«تمتعتل مسعل ”.1548 
158 


م *”.عطرمعمس1 لفممتتهل! طكتاعم8ظ عطا 01 وعامستاوط '“ .كللالاطط ,عصوعد] 
7 أاتتلمظ :1956 أتتحرل :ساعامع 1 «زماعطط 00701116 


عتطمصوء متلق[ ص امتاصع ناآ طاناهك -طءول< عط“ .5 .1 ,رومععاعظ 
1 ,701 .701 :مسلط عتترمدمءظ /ه امامل **.أمعصتحرهاءعموعدا 


”.1830 مه عترغعلة "ا عل لمتمط أه [أعدناءء [اعاصا أخماط 1[ .181 بالتعساط 
4 ,1 .701 تعستن م تضرع انرق اه متبرعلل مدر 01510176 عناندع ع1 


مععاوء/الا طاعملط عطا مذ أععامدلة لممط“" .2تتلمقطنت للاإعلند يقامنات 

طامععاء سصتلا عط 6ه القط أسلط عطا ما (طععلة:ط مانا ) وععص ا كوعط 

أكتاعتلق ,2 .مم ,117 .001 «صعانء![ عتممممعط تمالد1 ”.تامع 
1258 


-1790 ,عستحنآ كه ك4متملصماك طحكلظ عط" .صسطول عتدظ ,تحدطاوطه]ط 


003 


أكناعتلث ,1 .00 ,10 .001 :معامع] ه1831 عأسرمورمعير 1:6 .1850 
.1257 





1 .001 تالنععوءط لبه اكوم *.ورععلوعم8 عمتطعه 11 ع5 . 
19ق0اطع1 


59 


عكلا118 طماطقه طنا كسفل علأته1 هك“ .اعطة ,عتاوعماء :كز 
[6 .01ك| :برع مامممس«طتسه 'ل عامءة '[ عل ع[اعنعوعدم 


100042 


مم8 لماتصمن) مضه مامعصصيوط 05 ععسصملد8 طاكتامظ“ .11 أمرعطلم بطماص] 
.أول روعزرع؟ 200 ال 1ع ك1 11151017 ع1تترمدرمع 116 “.1816-1913 04 
7ع 


5104 ص بإلينك5 ىم :1800 ععمكر أمووط" .وء رهط ,بترحووةوآ 
.هه] ,21 .01ل :برتماعطط عتممسمعظ زه امامل *”.أمعصحماعجعجر 
1961 لأعتة]2< ,[2 


كللاترعلك عكنمع انهل ع للهلن ةا ها عمل عتتكلامعد ”ل .عسعاط بملنتول 
[1939 ,.محام .م] تمتموط .سم أمطبسوءنوة0 


-عمنطخ]1 عطخا لله 1 وعاتاكنكص! عالتاعع1” عط“ أرعطين1] بتاعوكز 
[0 /14لتول “.2ه تلمعتلهصساكسلصآ مز زنك مانام تمس © ى :لمدزا 
.9 تلع طامرععع دآ ,19 .701 :تررماى 1 عتترمجمعر 


12 ت:ع1اء امم عناعصةط أء عنوصوط عالئع“ .5 1ه[ ,وعلمم1 
نأماعتل عمسععر ”.عاءنزو ع:7521 حل عن وممصم ممأنامبوة م 
6 ,701.3 :عدرل 0مترعامم أء عتررعلممر 


الناء| طط 120511216 عدما نم1190 هآ“ .زله نأء] معط بصستصطع1 
161 ,3-4 .5هط ,11 .1م00 نتعتمم1ىر الى 


10288أه0ع1 طعمعوط عط آه أعوصصط1 عط .لتممهع8 ,وتوع1 
1 .701 :رماع ةلط عا«مكا] زه ام سمل :”نوع امي 


أمنرما ع[ 1ه 5 ”.اانا متسل“ .8 .0 بمهكعطامعة131 
ك4 عاعنره: 501616 ها عل كو«أاممفاة ‏ - معفمو /زه ترزءاعمى 
.1959 ,آلآآ .201 ,2 باعة5 روعقع؟ .310 :وومجم0 


اعد اخوععلممط تعل مماقتطصيدءة-مرعط1! ناد تمهنجهتليووو0" .0 ب1رمك3 


6 0 ,3 .101 :1110كللماعمد اعل معزرماى وامتضعر ”.ما سعصميع هدنع 
.1960 


604 


عأمآ عطا مذ لإمأمنكصآ لطة ععمعءك“ .ممخصتطه1 .8 200 .8 .للق ردهددن834 
لم2 :معادء؟1 «ورم)ئ181 عتتممسمعظ 7176 *“الإكتطمعن) طأمععااواط 
.1960 تتعطدوءءء<آ] ,2111 .701 روعلاعم 


.848 :عسااع2 عأءكاساعط] عنءلر 


عع ةطاول *”.(عتاءدعع قنطمآ معل مه عقطعا مض“ .ل .1 بماسمتستعلح 
2 بك .3,1 لصفظ علااعتتماك امسن عنتمم ممع/ة[عدم ه71 17[ 


لالتوط عط مز لإأتعممع لضة دعمطامعمآ1 طعكةاتصي* .>1 .2 ,ملعتي 0 
20 :موتدهع !1 تورمائ 1 عتسرممع 1 776 ””.لتباصعن) طلأمععاعصالط 
9 أوتاعنلةث ,211 .701 روعتعك 


عأوكناع مع ملاع مأكتتلصآ عزوتمععقتامط عصرثل ععصوددتدل8 هآ“ .خ1 رلمتصرمط 
006 هط عل سناءالببظ ”.عاءغزة 2176 دحل عُنأتمطم عتغتصععم 12 مصهل 
1959 ,11 .701 رعلمة5 عمعنوددهل :عمعلممر ء«قماكةط 0 


”.ولصمآ طعه© عطا مز ممتاناام 1 امتأمتسلصآ عط1" .2105130ل روتلاط 
.160 ,2 .701 :111510110 


م سملووعرمء1 أدعع0ن عطا مه دعتباطوطقط عط1]”“ .مطمك .1 بطتفكل 
715107[ مرعوهمكط! زه أمسسول .1814-1818 بمتاعدة !١1ل‏ موطصمآ 
1 ,13 .01 


علمقسصعالة علمممتاهه عع1”1 أء 15ه200ط عتتلدء 1201 دعا“ .موعل بممفمعات 


,11 .701 تعسلهتمممعانتم له عتترعل7200 ءأماكتج :0 دوممنناع *”. 1848 ومء 
1248 


مه لده© أو ععخ عغطا مزع 85)2 لعلممآ طمتاع مط عط1““ .510جآ ,عسرمه 
001.11 :مرمه87151 عتتمسمعظ زه امدسامة 716 ”.1530-1880 نمم[ 
1 ,10.1 


لباه ]1 مممعاتلدظ عطا م1 وأامعلعءعا ممق" .05 اكماك لعأاع.[آ ,51201132005 
:1715107 دعل م184 زه أواستول *”.لإتنادعن) طتمععأاعصتلظ عط ؤه كصمل 
.7 ,4 .20 ,29 .1701 


و6 وع1 طقل 715]65تتامتططم أء وعأكتلمهه50 5ءع106 وعطآ'“ .ا رعستتعاه 17 
4 ,11 .701 :0110176 كماو 0) *".وعاغرعهة 


ممتصماء1؟ ازاتدتا صذ وسعلهع 1 و5مه01 عمكاءه/1* .1 أرءط80 ,طاماء ثلا 
.50 ,آ1كك5آ .701 :ساسع 1 أمء1«ماكقظ اكتاومط 776 *”.لسماعمصط 


6005 


20 لسة طغ9] عط دز لمملمط حدم تمتتمنع تحمط“ .1 ,أعاء نونج 
.1952-3 ,6 .801 تدع تساي «رمناوارممط ”.وم نامع 

011/1 

04 1510111165[ كممتعاعد كعل أمامتتمص عات وتوم ملل ين عنوماوط ور[ 


,[عتته انما .حمل لآ .جامقوط] توموعة /3ا عبجرمم 


1-701[ انرا عا ترط أمعاتنامممن معاانتصوجرم© لمعتاكزله اك ع1[ إه "ممم م1 
01 ]1 84 ,لمملا ...ممما دز امل ,ععسع هنم" مرا[ 
.[1842] رجه" وع مط 


21102 

لعمالاذ أسعلادة:م سل عمداغط .ععنممهطن| مناه وتسصانءا وتات بفلدك 
غاانافة! بطتسهعاء8 دعومل أملوك غاتس تصن ,عمغط]) .عطاعوع عملم 
(1960 ,مون وعم تمانو وعل أك اأزوعل عل 


606 


المرا اجع المساندة 


غ12001ك 


011 27 11 .ع1 7م11 0 «ورهم 187151 لمعهى 4 .11 .1717 ,عم ما لمم 
(1'0220110197” لصة نتقله1' نزعه[امصطءء1) .[1961] ,مقاط 


بم لل "ماوع !| مس8 علا عونا معببون 1 .لتعلماظ عاعتعلعء1 ,عامى 
1 رووع]2 لإاأوتع كنملآ ه1121 :عم 10 اهن .1814-1530 


لمآ بعلده لا بج !اط . 814-1532[ ,مومع ؟! انه 1160011011 . 
(عم نا مزعقه]78 1ه عدنكا ع1) .1934 ,وتعطامء8 لصه معممط 





وها ب:لممعمط .117 .11 بز لعاتم طمن .ماعط عتترماك1 [0 كه1ةلم 
:م .م] .لإعاتصاك .خعكلة .[ لصه عكاهه00 معاوعا .18 ترط لعاأنعععوط 
[1943 ,طم 


.[1950 بطم .متم مم[ .الككك 51011[ كملقل 


لصةآ] :معمعتط0 .تعتصلةط .1 .11 زط لعاتل8 .ماق لمملا زه كمال 
(وعامع5 لإامأولط اله لاء]8 لصم؟) .[1957 ,لزالدااء كط 


امعتطمهومء© ره 815107 4 .لتقضمعطآ مممصضملط صطول ,تععلوظ 
© .© تتاعلصمآ .معلا .180 وعلا .رمقلن امعط 0710 برع« من 1215 
(وعلمع5 لموعنتطموعع مع نعلا 5م11212) .[1937] ,.0ن لطة ممضمط 


[اسععاعسةلاز عطا ١‏ ر7اك17 ته ععدعاءى .0«مصطوع©ط صطول ملممرعظ 
.[1953] بلدحة2 لطتة ععل00116ظ]1 نطاه لامآ .تزجع 


.[1954] ,ركاغة 177 :000مآ :1871510 377 5016116 عمد 


تكلتة2 .عممءيضط :| 06 71107161476 11510176[ 116 #ككشناوكط .1121 بطاعماظ 


607 


(9 ,دعلقصصة دعل وتعتطه0) .1954 بستاه© .م 


طاذ .كضماءآسابة انه عأتساط زه ترتمممقاعل« عونمم .(.0ع) عترظ رسدماط 
.954 رؤووع7 5متايةل/8 .اك نعاعه لا بع ل[ بدا اتسعد]/ة :مملد0.] .20 
91015 


7 .تاعطونا دووتود أغخمططةخ لطهة طعاحكهم ]1 اعمطع 38 ,11لا بمعلجن8 
جماعسن) 011لا بوعل .1750 معتراد عمرم سكا “زه مرمه1ئ113 عتدرمدمع ]1 
[1937]] مالإلمدمددهن) عاهه80 موء تعس نتمم 


بكطق عمط :[.6 مم اتتعتررعنام مام كه عع4 16 .(.60) ومى ,حعم مع 
(ز8 .01" بلسماعمط ]0 تزتماميط]) .1959 ,ممع 


أذ العملا بعلظ8 بمملاتصعدال18 بمملممة عمنلسى اعنناسمة ددا 
.9 ,رؤوه21 5 71/121011 


7/011 بلاع | .1789-1799 ,انمانتأممع !1 زه مأمعء2 4 .عون ,مامه 
متعلهو1١ط‏ أه عدلخا عط'1) .1934 ,وتعطاوءظ لصه عم عمط :مملمم[آ 
(ع تنا 


[مأكقط اععاعد ل .(.كلع) متحلهه0 أمعطلم4 لمه متوبجاعك سطمك ,توعاصممق8 
:[0:1010))] .1715-1815 ,كوعو 0 ممم سمط نس عمم بخ جره “رملا 
6 رووع2 هلمع :ه01 


الت [اآطر تتعالة نه :1757-1827 ,ععلما8 عمنخ]171! .طامعول ,ناو ومضمعظ 
.180015 متتاعمع2 تعرعدع1 7/1100 بطاره حول ممصعة 11 .150 .عع .لعن ا 
(317 ى بعاهمهظ8 صدعناءط) .[1954] 

1799-4 ,اقناةاعم1[ أعدء 1 عا سه مهس . لإء0111 © ,ماتاتحظ 
01 ع5لكآ عط1]) .1938 ,ومعطامع8 ممه معمعدآ1] تممكمم.آ بعرملا بوعلر 
(عم تنظ متنرعل110 


071 115 17110 ز7أنه !ل انه زكوه ع0« إن مءل10 1716 .ااعصعد8ظ مطل ,لإمبظ 
.1920 ,.0ن) لطه طنهالاتمعدل/] :تمملتحمرآ .طاصره 6 70و 


.6 ص[ .1815-1846 مدعلممر متلم1['ااعل مترواى .© ,مع واعلمة© 
.8 ,لاأعسماساء]1 


.70210101 0116آغلةأ0طة" هلاه ©0210 ستنتوادء والو«ج :2 .01لا 


.11 1ط [0 مألمعمماع توعد '[[وودوه0) 


608 


101 كلكا .آلا :كته .1815-1871 ,كتمعاجه زر ءاء10//1 .عناعاط ,متسطلفقطت 
137 


كلانه 171 زه نوماكةط عتدممسمعع 776 .11 ولتتهن) ,صلأمصرة 
(537 4 روعله820 مستدعناء2) .[1962] ,و8001 متتاعمءط نع01د15الة3ا1 


.[1944 ,.حام ...م عم[ .لأومامعغ! عتزاه 0 7116 .طأعصمع كا عامهات 


7707 أكأأماء50 زه برمماكة8 4 .1101310 5واع001آ] عع:1مء0 رعاه 0 
.015 5 .1953-1960 ,.0ن) لطة تطتفمللتصعدكل8 :مملمدهم.آ] 


789-1585350[ ,كع مسبسء 0[ 176 :71علاه0 1 اكالماع50 :1 .1701 


ادع |[ من ترعواع.ط ,كأعع اط اأعتلء1[ مت عنقا[ نما .عاكناوتدث ,تمده 
.5 2 .1954-1962 رعماءء /اعتتقطكتتة :ستتعظ8 


17701. 1: 1818-4 


-1640 ,نرال اتمتدوكيط ع1[ زم عع ةاتامط 116 .عل ممععاخ مه0©010 ,قله 0 
.5 رووء21 201011اع0131) :071010 .1945 


نجاط لتتة تممستمقطن :ممما .جمعيى زه ترمماكةى 776 .8081 ,تترععدا 
.015 2 .1949-1950 


-كلقصع خآ هآ زوع [اعسبصظ .1530 ع0 1م1ا01 ه18 ما .ادء 110 ,متانتمحدعءد[ا 
(©5651 عدة6 .556هم عنأهل8) .1950 ,عنلانا دل ععصدد 


م [0 011710 ج801 أمواعهى .لواسقصمخآ 1ةتطتكلةن زم طدعلى ,نووء10 
20 بطعصقع8 ممتلم1 :لاعه ما بوعل" ببجماحمم8] .ةله ماهر 
تإقطصطه8 01 119وتع تكتطالآ) .[1948] روكوعء2 لإالورع كلملا 

(2 .00 زوعتترعك5 نوع50010160 


001010 رآ .72تكة أله 11ممن) 0 21ءترروره[<ء10 187 :17 5111015 .54211110 ,مدا 
.[1946] بقطه5 لطة عع011160] .0 


خمتهن) .أمبروط «7رعلمل7 0 «علينم1 176 انتعطانع1؟ لتتصعط ,1اءل0ج1آ1 
1 برؤوع]ط (اأواء تنآ عط" :عع 1210ط 


عل ععداة :8 .ع 011 77101/16111111 11أه 81510176 .8001210 ,كتتة100116 
.5 2 .1936-1939 ,متام لهل :ملهوط .ع روطع (زع1ن نا[ 


تنا وغ آمك '([ .1848 ع0 01122072065 186011411015 دعل .5ع1اوء13 ,10102 
وعوو 2 :2215 .أواأعمصمه1 .1 ع0 165همم و5عل أء أننزن5 قلط 


6009 


وعل غااناعة] 12 عل كممتادعتاطنط) .1957 ,ععسموءط عل دع" لماوع كلمنا 
(6 .عهه] بعلغة .2 .امم مصعلن0 عل غازوع لتلصنةا عل وعطاعا 


4 ,أ100 مسرن اطاط ع1 .تمقطوعط 11لا عممةى لطهة .© .ل لمم تتتستيمج[ 
بعطةن) .[ تمملصما .اء1دا باحتاع دزا زه دءةساصءن) عم[ إن م81:10 
,139 


5111 011« ,روععلام! اتعطاءكتلقال دعل مال مومع ااء 117 .0 :تاك ,للمتنطنادآ 
1م17 تعداء101015 تطتافعظ .1 بممرمععوه 0 ردج حقط ‏ تتعع مهنا 
.65 10 .[1925-1930] 


.]1 لصنه 111آلا :.وامم/ا 


[1957] بالتاعة نبلل كصهائتل8 :[إخمةط] .ع ان درط ل .وعع 0601 ,رللوء تناد[ 
(2 جأكنامت آلان ومصع1] ع1) 


أانه0 776 .(.قلة) نتصده !!!18/1 لممصوعد”ا .1 لصه نزع الس .11 ,ملعمو كل 
بلك ل :[ع 1و لا بجع ا] .545-1852 | ,نرمماعقلط طعن"ل ا وعتأساى رعمقومم] 
7 رووعء2 رزوت نتلمنا ع1رملا 


7 .7 اناو 7ا بج ال[ لل[ تددم غ1 ع[ « عأكسكةق .لع لذ ,ستعامماط 
[1947] ,لامدم صمت لطنة مماترمامر 


نأ ودع غ1 أمترمتددوع ه20 151 776 .متطمكاوعآ طأعطدعنتاظ ,سمتاعاممعوزط 
:02 ”طممهن) .1761-1537 ,أاه7لتتم8 عأعء قل[ ودرمة!ة1 ١٠1ئ1درم1ا‏ 
لدع ه1115 لمدنكية1]]) .1959 رذمدللطا رووءط لإأزواء ا1منآ 00ة2ة1]1 

((38 .مط بعطممعع مدمكلة 


طدااتصمعدل/ط! عط!' علههو لا جعلكا] .وععمعءكى لمواعهى معطا كه منلعممان م81 
19351 ,ةم 00 


-1959 يلعتاصلرظ عمعمععماط عاره ا عاك .امم ارملا [ه منأاءمماء م1 
.5 15 .[1968 


اما امتتماعاط نآ دكهان وتاع1 ده[ 117 زه 00707110 .اعسضلعت 1 ,واععمظ 
1844 


بععصطةءط عل دعتلهةأاواء كلطنا كعدوعء8 :كلجة8 .01716 01112771707 111700116 
153 


5[ ه58 .1815-1871 ,10115 60+01" 1© 011015 "لتموادوع 2 :1آ .1701 
3 .26ع1021آ صوعل أهء أعدع0 رع اونارا ,دمعد[ 


0610 








© علا "زع1 ع"نزع1 ,071071110116« 2ك و5601 ع6[ .ع0 02010[ ,كمواكط 
ا :كاقتوط .قتدة10011[ 10هنا1800 عدم .]غ82 .عارته 60111671201 5م53 
(©50121 أء عتانتمتمدمءة ععتمأكتط ”0 عناوغطاه 1اط81) .1948 ,ملآ 


بلامصعكة .8 :لومملصطمط] .توماعطط نجع :ل إه كمالك 47 .لآ .ل رعقهةط 
.[1958] 


التععاعمةلز ع[ از متطاضعع ل أنه رتم811 الإاعامماك لاتصعط رمصعع] 
.60 رووع؟ لملصعتته[ن) :[.فمظط] 10ه0:10 .مصاوع 


عل عت عتتمدد ل عل انتطفل نتن "2آاتالة0 712(11(عطايتن أ[ عل .ع نكهاء0 ,لإأوه"1] 
-قطاه 1 اطتظ) .1908 رعك كك تواغمعه0) .ا :حاموط . [1830-1834 ) اعااثلاز 
غاغ001 12 عل ومن تمكتتة د5ع1 كناهد .انام عمتعلمم ععاماقتط "0 عتدن 

([11 عقه] ,2 .ا زعمنعلمم ععتتماقتط ل 


1711707 2ه كته 28715107 4م مادو .1 اعمطعتلة ,امم تمضماط 
.له 1953.2 ,مقالتمعدل8ة العملا عار 


.2 .701 
1944 يوأدةنامتما :قصوط .ء«تصسره عأنراى عل .عتتتعاط ,اعأامدعمة ]1 


زم هأأ76 ونه عجره 210:16ه2ة تممه ء أأدعهد ءء10 .اهن باع امعص مط 
.59 متتصوكظ :ممملتتا/! .(1515-1547) 500 [أعل قاء1ر 


هحو[اأرسره' | أ مكتلع انه طر 10/111071 عمط .لمهم ,أعاعناط 
-0تاقطاعاما كممتاهماءع دعل عتتأماولط) .([1954] رع أأعطعفط :مضصوط 
(4 .ا بوعلهم 


4 (ععتاعهط سه نوتامط أمتده[/00) .متقطمعل<5 صطمل ,الهاتم ل[ 
بجع 1ط .مونلمد1 كلوممامعطاءل! ننه متساظ /[0 ترأكنتاى ع«قاه ممم 
[1956] رووع]2 لإااوتزع تملا عملا بوعل8 عملا 


عوط ء[1 زه كأمستك .صطه[ خلهون 


- 1789 ,1تمزاعه أهء 00017176 ,170711غ ]007116-60 هط .1201165 رأمطاعع 000 
1 ,بععصوعط عل و5ع1071511311طنا وعووع21 :215ةط .1504 


مملتقط7 ده ا بون1<! .انم كه مار 7776 .قصقط أقصعط بطعتتط ممه 
.0 ,111511615 


6 101ألاط2071171) :ج0110 2011 ناك 166706 4ط .غطع ]1 ,002310 
.[1946] ,كأعتلقطط عل عتتته قطنا :حلمههة8 .1ك ةأماع50 كل كه ترقع071 دعل 


611 


-18500 ,4ن زه عابتدرعم 0 ©[ا متهت 17206 81115 .اعقطع 8 رعععطمعع 01 
.[1951 رووع2 لإألوقء الملا عطآ1: :عع 110طممدت] .1542 


عطعناحاللتطء5 تعطاعواع جم :تعطعست]/! .كمانمالء !1 «ععدة ماوق «عووه07 
7 مرهمامء17 


7 اا أمء 81:10 16 11106 ار 


[لمعءعاع ملل 116 دز عأممءط اعتاعومط 186 [0 ماك .عناظ ,لإ لم1[ 
6267117 


لممفاعصظ :معلمصمآ .ابل ره مروبم)ئىة8 أموتعمى 716 .10م0مهة ,أزعون1ه1]1 
.65 1951.2 رابوط .>1 عمد ععلت1أناهخ]1 


701.2. 


-ت 711[ 60110111 انل :11تعاكترى أماسعدادمن) 776 ."1 عناطا ,#معطعوعاءع1] 

له لمع م0 :ك0 .لممدع تتعاوء 1717 للمنة1آ نز لمعتتلظ .رمقاماء تر 

01 خطملخقء اط نط) .1922 ,له ائك/ة .1 علعولا وعلط بومملمصم.آ بووععرط 

'01 011915105[ رععدعء 0021ل أممتعام] .ه10 أمعمصاملمظ ععوعصصعه0 عطا 
(01غ11156 له ذعلدتمممعظط 


-1750 ,عممسلاط أوأناع 11 مجه ه871 .0160 سمنلل/1لا ,ممومعلمع1] 
[ دع أد اتلد[ ع[1 ده ععدع ل رط طاكةاة :8 «ة دوعساي ,1870 
[1954] ,دوع لإأأواء كلملا :001م ]ع ترآ .عءمم سا ««رعادوه/[1 ار 


 )0001 1712211: )0©77171011[‏ ©1776 0711 101ل / ومع 1/1و 776 .ده 
61 ] ركقهةن) .1 :[000تمط] .1500-1914 ,فأكساتاا ,ع ه11 


اع ةارع سكل ننه اتسععاعم ةل[ ١ع‏ ملاعو اتاء ك4 .ااعدكدد]آ تمع ,عاعمعطء 111 
ر5ع[800 طتناعطء :لعرعوء8/11001 ,رطانه كل 2مصمصسه1آ] .كءتمسادءن0 
(215 بأمتخة 1ه 1115017 سمعتاءط عط1) .[1958] 


عط1 اده /ا 18 .كانتؤمعس[ عاعماظ 776 .أمعط0] اأعمماآ 511 ,دعسنو ل 
.[1938] رووءءظ 0121آ 


1 [10اكأ11 ©1171 ونه 1ل .2210ه0جآ كأاعصةصءط ,تع لمعم متك[ 
[1947] ,ماع ستضهن) .ل8 :مملصدم.[آ 





لطة علع امع 510 :[.م .| .102اقله1 عقنم مع معط ع[ا «ة منرم . 
.8 ,رتاموعاع دل 


612 


ا 


0 كتطع 07 دأ د ترأمنتاى 4 سكام ده ه7371 زه م122 176 .وقصفط رصسطمكا 
44 ,لإتتوم ج00 حنهااتسعدا/!آ 2011 بجع1] .مسيم رواعهظ 


مالل ةع دعع دا رهطء 171 ع عجعج |4 .طعت؟ماتتمطلتلطا كاده1 ,تعطءئ 1لا 

60 ع8طتطاعلستظط معصك أغتال! .اتععلعء/7 ع0 ثلا دوع 1أماء14711 دعل 

[1954] ,قستصعءمآط 0قة معاتظ امتاععظ .لاقم 279عا ممع تنال 
7015 2 .(عطتع تطعا تطعك5 عطعسءه:8115) 


[1942 .مام .م :م م.م[ .1نم1لهكة 0 تترعادء 17 ١‏ عأكسكة .11 .2 رقصمآ 


بن7ه1871510 أآمم17 كه وألءمماءترعسط ل .ممع هنا ,تععصمط 
ععته 4ق تراامعتعمامدمعن) ,تجعلمل7 له أممعقلء14 ,امءق :47 
.[1948] ,.هن) متكتلا ممغطعسهط :تمماومظ8 .80 بعك[ 


:.2 .م .لجع ططلهد أل ء مامعطة] أل أدمتعتاء” قلاع لم40 . /ا راتهمتعامماآ 
.[1960 .طم 


ام «عع4 نر 7ه مز انتاونع غ1 ه ج نراتصهمةاىة 07 .أأمء5 طاأعصمع كا ,عناعنناماهآ 

أأءتاسء م1 فتنه ‏ اندععاءدةل 7‏ 176 أ نرأقاجه1اكة طن 07 1115107 

5 .1959-1963 ,ع1151000]أ0م5 مه عتاظ :طم20مآط .كعتساوءعن 
170 


.1830 «عطتررعنده77 ك[0 1107ناأومء1 عا وده كعتاثاوط عامط .1 .خآ رعتاوعآ 
حتصلا) .1956 رووءعط عمملطاث بدهل0همآ 1ه إاأواع امنا :مملممآ 
(3 :و5101 لوعتقمغأوتط هلامآ 01 أأومع 


:013 مآ اترءعط 17 «تمعلملة إه ععتعع تدرط 7176 .0تقططع8 ,وااعل 
61 رؤووء81 017151137ل1آ 071010 


.1793-1815 ,نزطهول7 86[ كإه بر«ه8151 أونع50 4 تتتطامكة أعقطاء811 ,حاوع .]1 
.(1960] ممتحطنا لصطه سعلا4 :دملدم.آ 


تعط1 :مه0لمم.آ .«معاممه 71 إه ادوهط© 776 الاتتصطع اأمدظ ,أممط [اع100آ1 
[1933] رلعاتسنا تعطةط1 مه 


سقطمعم00) .ععنءةء5 /ه ماعط أمنء0ى ع[ هت كترودكط .(.له) .5 ,لإع انآ 
,[.0ص .ص] تمعع 


6 أأعءد كلاج و0 016 1(ءده © .702 051231 120لالطلظ ,تمقسامم1آ 


2 .تمقامع[ا تطه/-«ععاعنتع معطلا" عل تتاعءط تلاج كا[ ءالج اعادعلات 
.29 ,تمع متام5 .ل تستامعظ .اكلم 


613 


19551 ب.طط .2 :م مطإ .اأع2 عتاعد مله مطاعءه) ا لإعندة 09 روعق ناآ 


لاه تتقططاءت) عطا حسوعا لعتماكمه]' .اع«ملظ أمع 1881:1601 776 سس 
.[1962] رووع:2 طتاتع/1 تممكدم.آ .العطع ]3/1 تإعلصماك لصهة طفمممدا] 


عا زه ترءمصلاى أمعءتعمامنء50 ه رتسكقادع 11 اتمعمه لاطا :17 وى سد 

0111915 أعتته رأعانه0 ,نرماكاه 7 عامج ,أمطالسعاك عمعامظ إه معسناةمن1] 

.لوعقة 101 لإا6 ماع50 زعموظ طتتل زط لعنله[كمم1 
.0 ,.00) .طم 1111993 :م لصم[] 


:2 .كل] .0710110[7ع1 أمادمقله ل[ اتماوويظ ع[ زه بررميعقع .© ,معامعطعطمةزآ 
.[1947 ,طم م 


181171 لم07 /0 كاررعاكترى عتاع/صمه8 776 طأعصصع ]1 ,عتجمععاعد 1 
ملظ 30 عمعا تعدا إن ععاماك امنا 1176 تنه ,«زونم ددم ,معدت 1 
.5 ..00) ننه تنهالتتدعدكل/اة :ضملنه. ا امظ امه بجع 


جل .نر ادع 8117| ع1[ إن نطاب تأودعغ1 ألا اكنياد1 116 .الوط بتتامخاصة ك8 
[1906 بطم .تحر 


- نانك امعط زه لأمره انا سولز 116 .لتوصلظ عاموءط باعناسم ك3 
6 رذوع]8 أضوت اننا ل تماكتمط :عمل تتطصسهة0 





إه مكلا ع[ا تبره أعوعطآ د«متاناممع] أنه «مدوع[ .أرعطعع1] ,عمبص ولح 
رؤوع21 لإأأواع اكلطلآ 01010 ععاعه لا بجع!! هلامآ .رممء11 لماع ه0ى 
.[1940] 


كك ع انط كع1نمام دع| حتمل ععوطواعده :| عل 15101 .اماقة© ,متأمد لل 
أء 5علد0010)) .1948 رععصوعءط عل وعتنم ادمع كلمن وعووععط املتبوط 
-010© 2هتامامعصيهءه0 عل علمصه مم عتما ممتاعماامه بوععتمم 
561 .1 .65 1أمصاة أع وعنمه 001 4 روعلقتمه1اه0ه دعبا :.رنه .1 .عاأقتد 

(4 زوعلمتصماهك وعلباظ 


[ أساامهن .211كا بتنه 1 


-ع 101 .1501-1900 ,خامقلمع طن تتمعمم سا زه كاأعددل .10م ,م1120 
.9 ,األأء55ة0) :2هلطه.آ تاعوه0 .2 .© نزم 10م 


,18525 ,11011ناا1!2<0 اتمأدس1 ادر 776 .0 و1[مأهمصكة ,تتامجدك8 
-271!/1 1ك أمانه اترعتترمه[ءدء 12 ,كتراعة 07 115 ,اتتعدرء 740 7151 ط1ررععء12 
الإعاع8621 .اعطممع ا .3 أجعط1]0 نط 10169010 32 115؟ا .ععممع 

7 رووع22 1ه 1 تله 1ه لاوم المل1] 


614 


1 0 50117663 أمأاع0ك 7176 .لتقطاعنظ .82 ,عطساعتام 
.[1929] الاقمددهن) لصهة ألم .8 عالعه0لا وعال 


1780-10 ,ملاظ 137 ء"الااعألة 5 0110 201711119 .11112 الإطام دولل 
01 111560197 توعتاء عط1) .[1960] روكاه80 متنهمءط :ع مستاله8 
(220 مار 


:0 001[ .عانتتطعنط 0 «ر«ماكقط لم50 776 .1 متحتلااا ,وعد 0 
.[1958] ,ابوط لحتهج ععلع 1 ]ناهظ]1 


7076 بررماد ه11 ناته وأكل .2تلقطكه81 متملوكة !1 ,تمعللتصوط 
[1953] ممتككمتآا لصةه معلاخ تصهلمهم.] 


بتأعده 1 186 فته «رنقنو1اضلم إه النن) 7156 .أوطله1 10مضقط تععايوط 
معدعتطن) 05 لإاألوترء حلصلا عط :.1لآ ,معمعتطن) .دعاعممسمةاساممع]1 
.7 ورووع2 


خاعطط00) تناملممرآا .ترتتمددء 0 عله 74 زه [اصرم © 716 ./ا0خ]1 بلمعموط 
01 /1مأول18 عطا ما دعتلناك بتمعوعءط لله أقو) .1946 ,ووععط 
(2 .37 به خوج لكات 


مطا6] .ء"نتاعء1قطء 4 تتقعج مب زه 011/1116 :4ل .كتته[معلال! ,تتعمووعط 
.[1960] ,وع1ه800 متسعمء2 :عم ستالوظ .[.80 عع الطتال 


هع[ |01 جه مرم1ىةط 35 ,نرمم ع0 ««رع3400 .طتتطاد اعمزمه]آ بممحصتط 
154 بتفللتمعدكل8ط عازه لا بنجلا .«رمقع 


.1900 ,مأأتعحمطم.آ .11 ندع لاععتنم8 .عننوتعواء8 ع 8151016 .تتمعاط رعممعصاط 
.77015 


1701. 5. 6. 
701. 6. 2 


-قطة 1" .مأآدك؟1 زه ه851 /ه 81 .طاعتاعد | هتلط لتنمطلنلة ,بماوكم عامط 
52 طن 10281 منعام1 املا علط .7/151 .5 .دآ نزط لم1د1 
.5 2 .[1933] 


.7011 
[1945 .طم .2ت« ص .715/077110171071ه 17 أمء 07 ©7177 .11قكا ,الإسقامط 


بحام .0 .م م.م[ .1815-1848 71101411165 دعل [قءمظ:ط .اناغ مالأعتممط 
.[1960 


6015 





بطتامن) :متتةهط .1515-1548 رء«تمتنعتءاجمهم عتن 14020 هنل . 
015015 ملاءعء5 .256 .20 ,مناه لتممصحة دمنتاء»0011) .1949 
(10101165ممم66 وععمعاهة أء 


ع0 63آ11211ذاء كلطنا جدعدوع81 :اكد .عاع 516 111ل[ل[ ع[ .لتطمصلظ بمتاععمم 
.5 1952.2 رععموط 


.1500-15 ,نراموط أنه ماهم[ .1[1107:7 ملعه'م 6 .عات ,طعتللع]1 
كن؟ القتطءءد تطدراع امع الا إعالأعطتعظ) .[1955] ,تعساعاك .1 بمعلوطوع 11/1 
.(39 .لظ زعخطاء تطعدعع كأ أقطءد 11لا لصب -له5021 


1700 عل عأم مهمد «دمقاوأناومم ها عل 017«6)ىة8 .غ1 اععمةكاة بلنتقطمتك ]1 
[1949] ,معناوعقطعاده ا[ حتهمدهحجآ :إكتمةط] .19468 


1011 7 17007101711 0 :815107 ك4 .عتر8 ,للمس 


01 021) .ترم ةاامجعغ1 [أعسء 1١‏ ع[طا اا أوضره7ت) 116 .1 ."] عع نمه ,علبجز 
9 رووع21 دنه لطع ع0 


10071 عكلهع1ته 1[ 5001016 ها عل مقلمدم ه10 مل .عم متلتطط ,عممعودك 
.05 2 .1945-1946 رععصوء ع0 د5ع211]لواء لالتلا وعووع2 امأبوط 


عل «زاعغل عا اء كالاتعتم دعل أه دوعنك1 كل 0|110« ]1[ 1.6 :2 .701 
[(1715-1788) تداع" ممعاعرره'[ 


ا لزه ععتنع زر[ أم1ع 50 نجه نررمادو ةط 7171 .تمتقطتول! ع1 تاعلعظ] ,لتمسملوك 
1949 رذوع2 إالوزع كلطلا :[.عصظ] عع 70 تطدصهن) .امام 


© كله لانم رع الأاكمن) عل دلت[ عدبنه ءن0امع726 عاته 1 مل .وعع 1م00 ,ع1اءععه 
015 2 .1906 قتع 1" هآ لطةع05هآ .هآ :حققةط .#10عأككه '0 05 هما 


رأف مأسقط ,أمعقاء 1707 4 (دعاءعدرن) دو «تكلا8 .ىم طامع05[ ,أعاءم ص تتطعم 
اكه 7" بعلا .ووعءع8,0 أاكالمااومن) ©7[] زه كأددرا هل لمع ةاكةتهاى له 
05 2 .1939 ,لاوم صزهن) علمهظ 213-11111 ه11 :مملدم[ا 


:811 .112110710 0870710 0[ع06508م أء0 ماي 4 .0 طللصصظ ,تمععرمك 
.[1961] ,28ع21] 


1780-0 ,011 1امعنتلط 0 «اماكقط ©1176 1871 كاي .مقاكظ ,مممطاك 
0 باتقط1715آ 210 ععده رآ :مهلمم.[آ 


1 .نزوه(70عء 1 زه «ج1715107 4 .(.كلع) [.21 أع] دع تقطن ,تععضلك 


616 


705 5 .1954-1958 رووععط مملمعتهات 
1958 .1750-1850 وأا م1 [10اك 110 776 :4 .1701 


1 .11151011 7/0 جز بور .العامة 117110 ,لالد 
7 ,رووعع2 لإأأواع تلصتا امأععصرط 


تحموط] .عكقمع 1ط امآ وسطة 0 وا 06 ع«تماكة :0 كاءعة5 .أأعطلخة ,لنامطمد 
.[1962 روع[ق1اهءه5 5م110ل8 





.[1960 رهام .0 :م بم[ .11 سه[ لت كتعاك تدم كع1اماله-كاتا5 وصطل . 


-10516111 كلع وز 171510 كسد امناومع! عتدعلهل8 عه .عصنة1ا باتو ططامد 

ووبوطء | كترم لء كامة 77[ تعد كتومه لاع اتصوده 0 دعل عتنااء1ى7ه 12 عأعكلان 

1 تمعطعستا! .مجه 0 "باج كط تععانذريته ع5 امم 
.7015 3 .1928 ,101[طتصتسط لطة #عاعصتادطا 


1701.3 


م10 أمتموط! بعمتم مغر «متااوسة» ها اه ءوض "ا .عطاك ,إعدمد 
.5ام7 8 .1885-1904 رعك أء اتتتاهلل 


.1 .701 
بور لءمماء تكاس ورمع /دعرء 15101 منرمء/دواء5016 


بطم 2 نص بص] 1453 معساى دبروعااه8 716 .0105ها5 دعااعا ,ومممتكمات 
.[1953 


م 12" :01010 هنل[ نجه كمه 1ةانانا كلوط 186 .عتدظ ,وعكاماد 
.9 رووعع2 


:1 .1061110070 271115 سه «مدأمعدمتنه71 كام .طعتظ ,وكنتهناد 
[1951] ,معتتطاع 1 


2 ,وأكددا1 /06 171 ونرمءاممع27 طاعتده ماعلل تتمعع 87 رعاعه 1 
1942 برووء؟ تتأذوتء كتملآ 01010 :مادمعه1' بعلده لا وعلط 


.6 0 دوع روهط ع[ا تنه ماناو 1 طعدء 1 176 .1 رصماه 1 


1809-1918 ,مروء 1001147 عتطوطه2 7176 .عله ونع مسطول صملخ ,123101 
.1712067 1151710-11 0ه 17718016 1001 7اكلتم ©1716 07 1115107 © 
.[1949] يضمغلتنسصدآ .11 :صملمهمآ 


617 


كه اتتعدرراةرانار 4714 ©1356 .الف ضةن .1 .© مه 8024 ,ممومصسمط]" 
4 ,.00) لتة تهفللتصسعدجل/17 بمملدمآ مثلم[ دز عابر بإعتر ةبر 


:5 . [789-1794 [) 0711710176 1اننامدة" 16فازطتددءى مطل .عولط بلمتقط 1 
[1936] رعك أه ماتكزوم8 


اعم 116 م أامدم 2 © ركع ممه 1 أومءك 116 .تعطكظ ,مممع1 

رعو 27 ع1 16 18500 ارم كعاه ناا سه اتداعاجا جز اتمتعوع/ممرط 

لدأت50 1128595000 عط1) .[1957] يمسممعصعط تمملمم.آ .رمم 
(1165ع5 11151011 


له 11 1115101 انلن 1 تعدضل زه 41145 .(.0ع) كعصتحة مهلخ ,برمامن 
[1957 .طم 


.© اأمةتتء'| أء 1011اننأ0 18 سا .كتدامآ بنولللا 


بكأك1 17 تطمعهل ممع 0 1][] أرعدول تمر .أقصعظ1 ,ممسععصدم8 

#الاادطه 11 ع[ا ارا امتصا م0 عتاطياط سن تعتاوط امع تصورم و0 

للدم آ] .ماوعا إعمعمز عطز إن لمتمعط مرا جز ووم استوروج 

20 زدم م5 لمعتصم كن لجولح0) .1959 رووعط رازو كتمتآ ارم0 
(.51 


1/1 بال ععطود5 اقمع 1 2[ :مضروط 11لا ل عا .قعباوعة[ دعم رمه 0 ,1لزء/1ا 
1934 


اداع .7350-1950 | تاتكطء 0111 ارعلءه اط زه «رممنوخط 4 .ممععس باملاةء/ةا 
.05 8 .1955 رومع لإأتوي كلملا علولا بمع نه 1[ 


ةلطع [ادعءاواط عامط 16 :1 .آمل 


4 ,10/1 ك1 1701 انرا 0ك اتمتاعع مم1 .اوملع جمع ا الآ ,مزع طعا 
.ع تعناع 112 عط1 .80 .عا .20 .ععنيمل لماعمى [ه وى 
.59 يبعناعن1]1 


:0 .لظ باتع أعممطك] 5/1061 انك انك [ك 11ج .عع ف أكناظ عترظ روططمن 1811 
44 ,]طم .مر 


عو 2 176 0خ 1760 ,1771163 0011 ل[ 11 ععابه 1 .مل01 © بلطم 31 
1411111 مسطوك :مملمرم.] 


[ا درا بربمقاع عامط ورين 1 ع1 .ذه قط لتقطعنه 10معمآ] بخطع مل 
حلطهن) .عساعدء8 أكراط ع[ زه سا5 ه :1816-30 ,كوصم "م عار 


615 


مذ وع1ل س5 عع0 طون ) .5 رووة:2 ازأأوء 9تلطنآ :[.عمق] عع0ط 
((1115]01 عتحدمصمعظ 


و رمم 


”” ووو افده 12 مه مداع 1وم12© ذه كممتاعع الع“ .اعصلعصط بلفاسة 
1١ 7‏ أج 817/171 


بآ طعوج") عطا مذ هناونع ]1 امتادنلم] عط1" .لة1[ومتةل روغصط 
0 ,11 .701 :1115101 


وم نازع 601/61 


948[ عل برمتتناوسة» نا عل متم ماصع نل عنتنا«ماكق[ كن هنتف لأ كماع 4 
.948 بععصسطآ عل 1121165واع اتنا وعووع1 زوأقوط 


سرج "11ر0 ).00011011110116 عرزو 1ك زر :ل وأوتدم ام ترما ععده مغ إارمه 06 1ن جل 

2100 ممعي إن عجره رمم أمدم امن عاسة أكره - عارمل1ا 

2[ ع0 «نعاعم؟ عصتصدوء ممتادكتلهتاكسلم آنآ .ى .كدم7اب18 0011 

نل 16ل مامه علسضط .8 .1700 وتنامعل عنانتلطمدمءة ععمددسامنه 

-121012104جم00) .286 معلزمط ندل مق ذا كتنامعل عمتتقخدمك لصدعع 
.1960 بممغند710 :1133 هآ بكتوط .كدم1ا 


619 


فنا 


الفهرس 


5 
آبل» هينريخ : 514: 518 
أركرايت» ر.: 77 
آرنيم» بتينا فون: 488 
آمخندورف. ج. فون: 484. 

500 

إدواردزء» و.: 532 
الأرثوذكسية : 302» 421 
الأرستقراطية: 235 259 2134 


140 141 145 222» 
6 344 356 359غ» 
3060 2408 2427 2,495 


552 2550 2544 3 

الاستمرارية التاريخية: 2455 
458 

الاسكندر الأكبر: 161 

الإاسكندر الأول: 206» 2208 
028 

الإسلام: 23 25 28» 129» 


621 


5 371 415 418 
الاشتراكية: 5 2.40 2129» 


2275 2251 2247 241 
»430 2405 399 03 
450 2448 2447 5 


554 537 3 

الإصلاح الزراعي: 5 - 2247 
6 293 

إعلان حقوق الإنسان والمواطن 
(1789): 135» 140 

إعلان تحرير إعتاق الكائوليك 
(1829): 396 

إعلان مونرو (1823): 211 

الأفغاني» حمال الدين: 25 

الاقتصاد السياسي : 1 2350 
8 441 2442 446 
[ككى 2459 2483 519 
0م 2.524 529 

الاقتصاد الصناعي: 81 286 


037 105 115 117ء 
2 312. 366 

إلسلرء فاني: 257 

الإمبراطورية العثمانية: 23 
6 28. 240 205. 212 _ 
4 271 

الأمة الفرنسية: 2.136 0137 
46 165 

الأممية: 237. 253 

انتفاضة الأقنان فى غاليقيا 
(1846): 208 245 

أندرسونء هانز: 468 

إنغر»ء ج. د.: 470. 500 

إنغل» فريدريك: 356 

إنغلر. فريدريك: 79. 2250 
اكفق 2343 2433 45 
8 2453 529 539 
552 

الأويرا: 469. 472. 480. 506 

أورء أندرو: 528 

أورستيد»ء هانز كريستيان: 2515 
539 

وشحم جع 7د رق 
9 499 

أوكن» لورنز: 2,538 539 

أوكونل» دانيال: 268 

أوكوكور» فبرعوس 368:1 


602 


أوهلاند» ل. : 494 
اوهيغنز. برناردو: 220. 221 


أوينء» روبسرت: 3 2227 
0 2393 2399 400 


450 447 _ 445 2 


5204 
إيبير» ج. ر.: 142. 154. 155 
إيتوربيد» أ.: 221 
إيرفنغ : 423 
إيفائز. أوليفر: 325 


5-5 ب - 

باباج» تشارلز: 351. 512 

بابوف. غراكوس: 51. 2.132 
6 2229 242 

باخ » يوهان سبستيان: 479 

باسكر فيل » اج2.: 67 

بالاكى. ف.: [26. 2.522 534 

لالوو الفيكونت: 2.205 
6 544 

بايرونء اللورد: 2272 473, 
7 2478 2490 492 
502 

يبه فرانتر: 2523 525 


بتويمي » سس .: 469 2478 494 


برازء ماريو: 481 

براوننغ» روبرت: 468 

برايت» جون: 2386 554 

برليوزء ه. : 468» 480 

برنارد» كلود: 539 

برنال» ج. د.: 33 

برنتيس» أرشيبال: 350 

البروتستانتية: 415. 419. 
0 2422 2429 4430 
4 536 

البروليتاريا الصناعية: 2232 
3 2399 455 

برونيل إيزامبار كنغدوم: 352 

برلتشازد» حء اس 531 

بريستلء توماس: 353: 516 

يان جوزيف: 267 277 
8 353 

بريسو» ج. ب.: 149 

برينتانوء س.: 488 

برييا - سافارين» أ.: 347 

بستالوتزي » اج ه.: 168 

البطالة: 2100 447, 559 

بلاك جورج (ملك صربيا): 
271 

بلاتكى». أوغست: 241 

البلانكية : 1 242. 250 

بلزاك» أونوريه دو: 78» 2128 


6023 


2466 2348 6 
477 2475 469 471 

بللينى» ف.: 468. 469 

- أنتون: 11 

بليكء. وليام: 2168 2449 
2 483 2.491 537 


47 


ينبو وليام : 203 

بنشام) جبريمى: 311-138 
0 436. 446 

بوء إدغار ألان: 468 

بوخنر» غيورغ: 2,468 494 

بودريار» هئري: 373 

بودلير» شارل: 495 

لبورجوازية: 39) 135» 140» 


141 2143 4176 2251 
077 2288 2.303 2353 
0 2378 2400 2410 
1ك 421 438 4فق 
2 455 463 2476 
7 484 486 2489 
[49. 2.500 502 503». 
3 537 

بورن» لودفيغ : 219 

بوشكين. أ. س. : 2466 2467 


9 471 
بوغين» أ.: 486 
بوفار» أ.: 510 


بوفون» الكونت دو: 526 

بوفيلييه» أتطوان: 347 

بول» جان: 467 

بولتون» ماثيو: 67» 353 

بولياي» جانوس: 514». 518 

بوليفار» سيمون: 220. 2221 
5 311 

بومييه. [.: 317 

بوناروقء فيليبو: 229. 2237 
241 242 2و4 522 

بوتالد» ل. دو: 2188 455 

بو*مه.ء يعقوب: 408 

بيتهوفن ) لودفيغ : 7 2168 
6 467 2469 2471 
015 

بيدرماير : 499. 500 

بيرانجيه» ب. ج. دو: 244 

بيررس 6 + بوشيه دو: 528 

بيرتوليه» س. ‏ ل. : 334 

بيرك. إدموند: 443 454 
5 485 


بيرنز » روبرت: 168 


البيروقراطية: 2360 2362 
4 437 


بيرير (الإخوة): 328. 370 


فيكتو اه تكوفاتن لوقه فون 
58 


624 


بيكون». فرنسيس : 408 
بيل » السير روبرت: 349 


بين» توماس: 85 2169 


5- 411 2425 456 
504 
بسلز ء إدوارد: 3130 


بيوس التاسع (البابا) : 236 


نات 
تاليران : 5 2346 347 
تايلور,» جون إدوارد: 23130 


لتبعية الاقتصادية: 2.91 341 

التجارة البريطانية: 2122 2176 
7 551 

التجارة الحرة: 2176 337 441 

تجارة الرقيق: دك 2,75 89. 
7 2218 2416 2422 
545 

تل» وليام: 303 


تلفورد» توماس : 283 168 


التنمية الاقتصادية: 84. 2109 
2 198 2278 2284 
4 0335 558 

التنمية الصناعية: 66. 2105 
8 2278 332. 333 

160 


كفي الكسين دو: 278 


تورغنيف» 


3 +هفش 542 
تولستوي» الكونت ل. ن.: 469 
تورغو: 82» 130 
تيرئر» ج. م. و.: 469 
تيغنر» إيساياس: 489 
تيكومسيه (القائد الهندي): 419 
تيلل» تشارلز: 11 
ماو «اللورد): 306 
تينيسونء ألفرد: 494 
تنمرن دنع أ :522 
قوق + أوطسين 7 5311599 


5 
ثاكري» وليام ميكبيس: 469 
الثقافة الأرستقراطية: 472» 496 
ثقافة الطبقة الوسطى: 2499 
500 
الثقافة الفرنسية: 345, 458 
ثورات 1830: 207» 2212 


02 231 232» 2242 
8 444 2.492 549 
ثورات 1848: 271 2.205 218. 

2244 2241 2233 4 
2259 2255 248 7 
2303 2277 276 8 
546 2495 481 4 

5256 


625 


ثورة 1 : 2.2231 273 
الثورة الإسيانية: 0 6.221 


27 
الثورة الأمريكية (1776): 237 
013 128 4134 394 


0 2422 487 
الثورة البلشفية (1917): 127» 


3245 
الثورة الصناعية: 13» 14» 221 
اق 54) 77 283 86 
8 90 92 2.95 98 
2 106 108. 111 
5 123 4126 142 
4 309. 318. 2,326 
8 2356 388 392 
9 2406 2.412 445 
3 2.457 (47. 504 
6 533 0.536 2540 

543 
الثورة الفرنسية (1789): 214 
21 24 227 2.31 240 
0 67 70 - 272 274 
81 82. 122. 125 2129 
4 135 141. 2,145 
7 148. 2.170 177 
3 2185 187 2189 
8 2220 223 2225 


45 2248 2259 2272 
7 290 2295 2296 
311 325 333 2335 
8 2356 2359 367 
2 394 406 410 
1 2422 22429 443 
4 2.456 2460 470 
471 475 477 480 
اقك 485 2487 491 
2 500. 511 2,512 
6» 526 6533 2536 
0 545 552 555 

5358 


جاكسونء أندرو: 221» 550 

جاكوبي» س. ج. ج.: 518 

جماعة الديسميريين: 229 

الجماعة الساليستية: 173 

جمعية أبناء العم الصالحون: 229 

الجمعية الإثنولوجية الفرنسية: 
530 

الجمعية الأدبية الفلسفية 
(مانشستر): 513». 516 

الجمعية الألمانية للفلسفة 
الطبيعية: 539 

الجمعية البريطانية للتقدم 
العلمي: 2513 539 


626 


الجمعية التأسيسية (فرنسا): 
3 335 

الجمعية التبشيرية الهولندية: 415 

الجمعية الديمقراطية البولندية في 
هولندا: 246 ْ 

جمعية ريبونمن: 243 

جمعية صناعيى الراينلاند: 251 

جمعية فيلكي هيتايريا: 273 

التممعة تسرب اومتها 
7 168 2513 2.516 526 

جمعية الكتاب المقدس الأمريكية : 
415 

جمعية الكتاب المقدس البريطانية 
والأجنبية: 415 

جمعية لندن التبشيرية لجميع 
الطواتف: 415 

الجمعية الملكية: 513 

جمعية وايتبويز : 243 

جودء مارتن: 400 

جوزيف الثانى (ملك النمسا): 
1 060-395 365 

جول. جيمس: 513 

جونزء وليام: 487. 523 

جيراردان» إميل: 347 

جيراردان» سان مارك : 375 

الحجيرونديون: 147 149, 
اكلء 152 


0 


456 9 


جيوبرق» ف.: 431 


5ه م 
الحرب الأنغلو ‏ أمريكية (1812 
1814): 176 
الحرب الأهلية في سويسرا 
(1847): 253 7 


حرب القرم  1854(‏ 1856): 
204 


حركة أوكسفورد: 425. 2430 
486 

حركة براهمو ساماج (الهند 
البريطانية): 419 

الحركة العمالية: 153» 2,391 
2 394. 2395 401 

الحرية الفردية: 67» 268 2437 
1438 

حزب التوري (بريطانيا): 222 

حرتب العاملين (الدولايات 
المتحدة): 238 

حزب ويغ (بريطانيا): 2168 
2 269 


ل اشاس 


دا غاما» فاسكو: 75 


دار» كوريه: 421 


627 


ذاووتم ابر فتن 5166-3 

دازويى» تعبار ل .529414 
1 536 

داغورء ل. - ج. - م.: 334 

دافوء ل. ‏ ن.: 180 

دافيد ج. ل.: 467 2470 
41/77 

داكن» دوغلاس: 33 

دالاميير : 66 

ذالتون» جوة 516518 

دانتون» اج 9 153. 155 


دستور الإصلاح ([179): 60 
225 


الدستور اليعقوبي (1793): 225 

دستويفسكى.» ف. ن.: 2466 
9 471 

دوبر وفسكي » اج 08 

دوبون دونيمور» بيار صامويل : 
52 

دولاكروء ف. ‏ إ.: 2467 
8 2.490 492 

دولياخ انه - 457 

دوماسء الكسندر: 468 

دومورييز» ل. ‏ ف.: 147 

دومييهء أونوريه: 470. 493, 
494 


دون فوايوء عثمان: 23 
دونيزيتي» ج.: 2468 469 
دوهرتي». جون: 400 

ديدرو» دنيس : 66 

ديزرائيل» بنجامين: 369 
اودر ير الا ل 


111 

ديفى. همفري: 513 

51 تشارلز: 353» 2363 
6 2468 2469 [47. 
00 

الديمقراطية: 2144 148. 2154 
06م 2235 2251 2424 
4 2.457 550 

الديمقراطية الجاكسونية: 2143 
3 238 

الديمقراطية السياسية: 2246 
144 

ديمولان» كميل: 171 


ل زر ام-0 
رابطة اسكندنافيا الفتاة: 255 
رابطة أمانيا الفتاة: 2237 2255 


258 
رابطة أورويا الفتاة: 2237 
3 257 
رابطة إيرلندا الفتاة: 258 


6028 


رابطة إيطاليا الفتاة: 237» 2255 
258 

رابطة بولندا الفتاة: 237» 258 

رابطة تركيا الفتاة: 26» 258 

رابطة التشيك الفتاة: 258 

رابطة الخارجين على القانون 
(ألمانيا) : 250 

الرابطة الديمقراطية لتوحيد جميع 
البلدان: 253 

رابطة سويسرا الفتاة: 258 

رابطة فرنسا الفتاة: 258 

رابطة المعارضين لقانون الذرة: 
3 249. 350 

راتكه: 529 

الراديكالية: 126. 142.» 2147 
5 2252 531 533 

الراديكالية السياسية: 228. 396 

راسل» برتراند: 538 

الرأسمالية: 35)» 237 61. 65 
5 99. 2.100 117 2232 
2 438. 440 _ 443 445 
448 [ك4 2452 487 
2 521. 544 554 

رالف. ب.: 33 

رانكه» ليوبولد فون: 522 

وار يدون ع السصي م له 


223 


الرجعية: 1 2.146 2157 
27 229 2231 2278 
3- 2.428 2.430 491 
رسكن» جون: 494: 502 
وقيرةة الكريف معام قاة 
روبسبيير» ماكسيميليان: 238 


[ك 146 ٠.149‏ 2151 
3 2157 160» 171غ» 
6 2335 2409 2,456 

177 


روتشيلد» ماير أمشيل: 196 

روتشيلد» ناثان: 196 

رودريغيس» أوليند: 370 

روزاء سلفاتور: 479 

روزمينى» أ.: 430 

وشو ناجل هو 
161 162» 171.» 2409 
9ق 2456 2462 2463 
5 477. 2490 537 

روسيني» ج.: 469. 480 

الرومنطيقية : 237 474 2478 
481 483 485 2488 
0 - 2493 2.495 2499 
0 519 537: 539 

روي» رام موهان: 2128 419 

رويترء فريتز: 191 

ريغاس» ك.: 273 


69 


ريكاردو» ديفيد: 2308 439 
2 2.446 463 
ريمان» ج. ف. ب.: 518 
ريموند» فرديناند: 239 
رينولدز. السير ج.: 015 
وت 
زيشيني (الكونت): 260 


3000 

سافيني» فريدريك كارل فون: 
523 

سان أندريهء جانبون: 150 

سان ا جومنف» ل 2 لبادى: 
8 2.43 2125 4149 153» 
4 2156 0165 2226 
2 446 

سان سيمون الكونت كلود دو: 
241 445., 502 521 

السان سيمونية: 2370 2445 
450 

سان مارتن» اج ج.: 0) 
221 

ساي» ج. ب.: 442. 448 

ستاندال» ه .: 2346 469, 
460 

ستالين» جوزيف: 16 

ستورج» جوزيف: 243 


511 2 


ستيوارت». دوغالد: 502 


سكوت» والمر: 7 24856 


838 547 
سكوكبولء ثيدا: 11 
سمايلزء صامويل: 2350 2352 
29 


سميث» آدم: 082 439 443, 
9 2460 463 

سميث» جوزيف: 424 

نتهيث » وليام : 526 

السنوسي» سيدي محمد بن 
عل : 418 

المجوسةة 3 270 

سوذي» ر.: 168. 491 

سويرء أليكسيس: 347 

سيد لنتسكي » ج.: 276 


سيسموندي » س . عع م 
8 522 


سييز (الأب): 137 


دش - 
تناكوت ريام فراصميوا وتسيدد: 
6 486 490 
شارل العاشر (ملك فرنسا): 
2346 


630 


شافان» ألكسندر أندريه سيزار: 
530 

شامل (زعيم القوقاز): 2270 
418 

شامبوليون» ج. ف.: 523 

شتراوس» ديفيد: 414. 523 

شليغل» أوغست فلهلم: 478 

شكسبير» وليام: 433. 476 


شلايدن, م.: 517 
شميرلينغ » أ. دو: 528 


شوان» تيودور: 517 

شوبارت. ف. : 466. 2467 
9 2478 484 

شوبان» فريدريك: 467 2468 
9 493. 500 


شومان. ر.: 2468 2.469 500 
شيللر» ف.: 168» 467 
شيللنغ' ف.: 168. 460 


اببالنا عو ا ا 1 41 
7 2492 495 


شولدل: 2ك 5021 
الشيوعية: 216 40. 279 2129 
32 255 2.370 2450 


آذك 457 487 489 555 


ص - 
الصناعة البريطانية: 89؛ 291 


313 09 

صناعة القطن: 88 90؛ 92 
7 101.» 105. 109ء 120 

اط 

طائفة الأدفنتست السبتية: 423 

طائفة قدامى المؤمنين: 367» 
421 

طائفة قديسي الأيام الأخيرة 
(المورمون): 423 

طائفة كلابهام: 499 

طائفة الهوغنو البروتستانتية: 
431 

الطبقة العاملة: 2.142 144, 
03 2232 2353 392 
5 2396 2399 2400 
3 548 

الطهرانية: 2422 489 


دع- 

عبد القادر الجزائري (الأمير): 
5 418 

عبد الناصر» حمال: 25 

عبده» محمد: 25 

عرابي» أحمد: 25 

عصر التنوير: 411» 460. 536 

العصيان الهندي (1857): 2220 
309 


6231 


العقلانية: 2.412 2.429 2450 
4 537 

العلمانية: 410. 412» 2413 
3 434 

العلمنة: 411)» 413» 425 

على باشا: 272 

عل عق 415 


غاريبالدي» اج 4 2261 


غالفاني» أ.: 515 

غالواء إيفاريست: 2.518 534 

غاندي (لمهاتما): 269 

غاليليه» غاليليو: 501 

غرانيّء س. د.: 468» 2480 
481 

غرامشى. أنطونيو: 11 

وار رف ف. فون: 468 

غريل» هوراس: 554 

خريم (الأخوين): 2486 2488 
9 2494 523 525 

غلينكاء م.: 2468 469 

غوبيئو» اج افق 532 

غوته: 48. 161. 331. 2458 
9 2462 2463 466 - 
07 2468 471 2475 


2.509 .484 .482 0 
58 

غوتييه» ثيوفيل: 2467 2488 
457 


غودوين» وليام: 442. 446 

غوديه» م 149 

غوس. ك. ف.: 518 

غوغولء ن. ف. : 51. 363. 
7 469 

غوياء فرنسيسكو غوياإي 
لوسيينتى: 2466 2467 
9 471 2475 500 

غيريكوء تيودور: 470 

غيزو» ف.: 2235 2431 2.522 
58 

غينتز»ء فريدريك: 203. 2.428 
9 453 

غينزبورو» ن.: 479 

غيير» إ. ج.: 522 

دف ب 

فاراداي» مايكل: 2513 515 

فاغنرء ريتشارد: 466 2469 
1 481 

فراغونارء جان أونوريه: 2471 
5 479 

فرانسيس. جون: 114 


6032 


فراتكليق ابتجاين: 67 
فرومانتان» !.: 490 
فريدريتش» كاسبار ديفيد: 468 
فريدريك الأكبر (ملك بروسيا): 


9 187 
فريدريك وليام الرابع (ملك 
بروسيا): 428 
الفلسفة الألمانية: 451. 459 _ 
463 


الفلسفة الطبيعية: 537)» 539 

فلوبير»ء غوستاف: 495 

فورييهء شارل: 2241 كه4 
449 450. 554 

فوشيهء ليون: 354 

فولتاء الكونت أ.: 515 

فولتيرء فرانسوا_ ماري أروبي 
دو: 286 2440 2456 2457 
2 537 

فويسلٍ (فوسيلي). ج. ه.: 
1658 

فيبر» ماكس : 467. 469. 486 

فيختهء يوهان غوتلب: 2168 
000 

فيرجين » س. ج.: 188 

فيردي» اج 6 2469 494 

فيرنيوء» ا. ف.: 149 

فيشرء إرنست: 33 





فيكتوريا (الملكة): 204 

فيلاند» س. م.: 168 

فيليرميه» لوي رينيه: 79» 
373 

فينى» ألفريد دو: 2166 467 

فيورباخ » ل. أ.: 425 


3 


د ق - 

قانون الإصلاح (1832): 222»؛ 
0 396 

قانون الإغلاق: 291 

قانون التسريح (إسبانيا): 297 

قانون السيد والخادم (1823): 
372 

قانون الفقر (1834) (بريطانيا): 
17 2291 315 

قوانين الذرة: 104» 117» 550 

القومية: 2.126 137. 2206 


7 259 - 261)» 2265 
266 2270 272 - 279» 
7 522 531 
ا 
كابان» بيار: 526 
كابفيغ » م 2303 


كابيه » 5 41 450 


كاثرين الكبرى : 57 
الكاثوليكية: 415» 421: 429 


6033 


536 1 

كاراجيك» فوك : 489 

كارافاتشيو» م. دا: 479 

الكازيوتارية + 3259 2242:1337 
7 2250 2273 492 

كارلايلء ت.: 278 2468 
3 2486 2494 522 

كارت لأزانة 511 

كارنوء ن. ل. سادي: 532 

كاريم» م. أ. : 347 

كاستلري : 3 205. 211 

كافنديكن» عترئ 2 :513 

كالفين.» جون: 3504 

الكالفينية: 260 536 

كانهه :إنماتتييل 7 2139 168+ 
9 2463 526 

كاميلء ت.: 491 

كانينغ » جورج: 205: 211 

كدلرة اج 538 

كراغ» جون: 500 

كرافزين خم 5224 

الكساد الاقتصادي: 231 

الكساد الزراعى: 304 

الكساد الصناعى: 139 234: 
وق 559 2 

الكلاسيكية : 459, 474: 2476 
6 537 539 





كلاوديوس» ماتياس: 475 

كلوستوك. ف. ج.: 168 

الكنيسة الأرثوذكسية: 2272 
302 

الكنيسة الأنغليكانية: 6430 431 

لكنيسة الكاثوليكية: 185» 430 

كوبدن» ريتشارد: 2318 2339 
35١ 341‏ 

كوبر» فيئيمور: 468. 490 

كوبيت. وليام: 196 2228 
053 

كوتون» ج-: 56] 

كوربيه» غوستاف: 470 

كورداي». شارلوت: 149 

كوسوث» لويس : 246» 268 

كوقي > أل 534-518 

وعم ج. ل. س. : 2524 
7 4528 531 

كوك. جيمس : 44 

كولء هنري: 352 

كولوكترون»ء ت. : 189» 274 

كوليريدجء س.ات. : 2168 
3 2467 484., 486 491 

كومونة باريس (1871): 150. 
156 

كونتء» أوغست: 29» 2409 
521 


634 


كوندورسيه» ماركيز دو: 409 
كونستابل» جون: 467 2468 
9 502 
كونغزبيرغر» ه- . ج.: 33 
كيتس » جون: 2477 492 
كيتيليه» أدولف: 2.520 521 
كي ركغارد» سورين: 427 
كيزناي + 82 
5-0 
لإبلاسء ب. ‏ س. : 2.407 
6 537 
لابلاش» ل.: 
لاردنر» ديوينسيوس : 197 
لافاترء ج. ك.: 168 
لافاييت» ماركيز دو: 216 
لافوازييه: 82: 511. 2516 


2348 


7 537 
كودير لوس دو. : 475 


لاكمان. ك. س.: 414 

لاعارتين+ الفونس "دو ١‏ 461 
2 533 

لامارك 507526 


اللامتسرولون: 2 2143 
8 2149 2153 154 


لامينيه» هيوغز ‏ فيليسيتيه روبير 


دو: 430. 494 

لانكستر» جوزيف: 83 

روا سك تكن لذ 15141 
00018 

لوبلان» ن.: 334 

لوثر» مارتن: 377 

لورنسء» السير وليام : 7 
531 

لوك.ء جون: 438 

لوتووك + لبان :489 

تريبي تنام صقت (مدناك 
فرنسا): 215 

لويس السادس عشر (ملك 
فرنسا): 130. 2.139 2145 
452 

لويس الثامن عشر (ملك 
فرنسا): 207 

لويس فيليب (ملك فرنسا): 
4 557 

الليبرالية: 135» 139. 2222 
21 2232 2236 2273 
7 2.299 2.301 305غ. 
7 309. 315 360 
2 2371 2427 429 
1 434 2436 2438 
2 - 2446 2.448 2450 
2 455 458. 461 


537 2.502 .477 3 

ليرمونتوفء م.: 490 

ليزإلي» ر. ف.: 33 

ليستء» فرائز: 258. 469. 
481 493 

ليست» فريدريك: 340 

ليسيبس. فرديناند دي : 278 

ليفنغستون» ديفيد: 416 

ليناوء ن.: 2490 493 

ليند» جينى : 357 

لينغ » ار 466 

لينغارد» ج.: 522 

لينين» فلاديمير: 161 

ليوباردي» ج.: 467 

ليوبولد الأول (ملك بلجيكا): 
204 


لييل» س.: 528 
ب 8 لكت 

المادية: 2425 435» 538 

ماراء ج. ب.: 142: 149 

ماركس. كارل: 12» 21» 
7 250 2 252» 2319 
9 6370 2426 2.431 
3 449 451 2.461 
3 2464 2483 2490 
4 521 523 529غ» 
9 540 


الماركسية: 13. 457., 2459 
59 

مازينى» جوزيف: 237»: 2238 
046 2253 20255 2258 
6 2.457 463 

ماكادم» لودن: 83 

ماكورميك» سايروس: 286 

ماكولوك. ج. ر.: 103» 2351 
483 

مالتوسء. توماس ر.: 2.308 
05 2351 0373 384 
441 520 536 

مانزوني» أليساندرو: 467,. 494 

مايربير»ء جول: 369 


مايكل أنجلو : 479 

المتحف الوطني للعلوم الطبيعية 
(فرنسا): 512 

المجتمع الأرستقراطي: 2344 
0 547 


المجتمع البورجوازي: 21 36غ» 


9 2.284 2.291 2348 
0 377. 2391 449 
2 460 2.461 470 
7 2482 485 488 
المجتمع الرأسمالي: 78. 446 
المجتمع الريفي: 52. 60. 307 
المجتمع الزراعي: 311» 312 


636 


محمد علي باشا (والي مصر): 
4 40. 214. 2278 279 
0 418. 450 
محمود الثاني (الإمبراطور 
التركى) : 25 213 
الدع 9 2.155 2345 
9 407. 2.409 411 
6 429 
معاهدة تيلسيت (1807): 181 
معركة آسبيرن - إيسنغ (1809): 
181 
معركة آيلو (1807): 181 
معركة أوسترليتز (1805): 181 
معركة زيورخ (1799): 180 
معركة الطرف الأغر (1805): 
181 
معركة فاغرام (1809): 181 
معركة فريدلاند (1807): 181 
معركة واترلو (1815): 183 
معحركة يمنا وأومرستقيييت 
(1806): 181. 187 

ملء جون ستيوارت: 2349 
4 2.463 2.483 530 
مل» جيمس : 83. 228: 2308 
9 2.436 442 444 

ملفيل» هيرمان: 2468 490 
الملكية الدستورية: 2136 157» 


3 +جب4 

الملكية الفردية: 142. 288 

اللّكية المطلقة: 69 270 273 
0 - 132 226. 2255 
276 

مندلسونء موزيس: 368. 469 

مندلسون ‏ بارثولدى» ف.: 
369 ْ 

مؤنات ات عن 346 

موتزارت: 135. 2466 2469 
0 2475 479 

المؤتمر الإنجليزي 
(1818): 340 

المؤتمر الوطني (فرنسا): 147» 
151 

مودزلي» هنري: 502 

458 

موراء ج.: 180 

مورتينوفيكسء إغناطيوس: 
10 

موريكىء إدوارد: 500 

578 ألفرد دو: 467,. 2478 
413 

موللر» آدم: 428 

موليير» جان - بابتيست: 408 

مونج» ج.: 1 

ميترنيخ (الأمير): 206. 216» 


امرك 


مور» المح م 


60237 


9 2226 428. 453 
الميثاقية: 2240 249. 396, 
7 403 
ميرابو الكونت ج.- 
دو: 138 
158 


ميريمية) نبا.: 


ميستر » جوزيف دو: 4535 


ميشيليهء جول: 401. 2.487 
44 522 

ميكيل » يوهان: 529 

ميكييفيتش. أ.: 259. 2468 
9 494 

ميللر» وليام: 2423 425 

ميتشةقواء أت م.: 522 

دن 

نابليون بونابرت: 47. 135» 
5 6150 158 2163 
6 167)» 173» 178 - 
13 185» 186 188غ» 
9 191. 192» 2200 
4 206 221 2229 
6 297 2302 344 
0 2407 460. 471 
6 491. 512. 533 

نابليون الثالث: 1 


وديف حيسي 501531771 


نرفال» اج دو: 481 

نستروي» يوهان: 239. 468 

نظام سبينهاملاند (1795) 
(بريطانيا) : 116» 2315 377 

النمو الاقتصادى: 2.66 81» 
6 96 114 143 152 
4 318. 2.325 336 

النمو السكانى: 2.320 2321 
323 ْ 

النمو الصناعى: 87: 200 

نودييه» شارل : 114 

نوفاليسء. ف. فون: 467. 
4 2.476 485 

في (الماريشال): 159. 180 


لوي ا 1 
نيكولا الأول: 206» 254 


نيوتن» اسحق: 2458 2482 

آاث» 515» 537. 538 
نيومان. ج. ه.: 430 
نييبس » نيسفور : 334 

د هاب 

هاريسون: 77 
هارينغ» هارو: 255 
هازليت» وليام: 2433 491 
فاسكل».فرانسيدن: 33 
هاكسثاوزن. 406., 2.541 552 


6238 


هالام. ه . ف.: 522 

هاليفىء ليون: 370 

كات للك الكسشدر فون: 
3 457. 502 514 

هاملتون. السير و. ر.: 518 

هاندسوم ليك: 419 

هايدن. ج.: 58 467. 2469 
5 479 

هاينى» هاينريش: 369» 2370 
ات4 468 4و4 

هَتْنْء جيمس : 526 

هنت. أوريتور: 228 

هوبزء توماس: 408. 436 
038 

هودغسكن » توماس : 446 

هوسى» أوبيد: 286 


هوغعوق فكتور: 7 +474 
١-6‏ 2477 2487 493 


32060 
هوفرء أندرياس : 174» 302 
هوفمان» إ. ت. أ.: 478 
هويلدرلن» ف.: 168 481 
هيبورد» تومى: 400 
هيردر: 168 ١‏ 
هيس » موزيس : 370 
هيغل» غيورغ فلهلم فردريش: 


474 2463 459 38 





2 502. 538. 540 
هيل» :رولاند: -323 
الهيمنة الاقتصادية: 458 
الهيمنة الثقافية: 458 
الهيمنة السياسية: 458 
الهيلينية : 231» 2.2274 492 


دو- 

وات.» جيمس: 67) 277 283 
4 353 

الوعى الطبقى: 392., 2.393 
402 ا 

ولنغتون (الدوق): 347 

وليام الأول (ملك هولندا): 
232 

الوهابية: 223 270. 418 


ووردزورث» وليام : 38 2467 
38 476 2488 491 


ووهلر» ف.: 517 
ويتستون» السير س.: 543 
ويتنى » إيل : 102 


ويد ج.: 448 

ويدجوودء جوسيا: 2.66 67». 
3 502 

ويزلي» جون: 422 

ويلسؤاة» هازييت 50043491 


ويلكنسونء جون: 168 


اي - 
اليعاقبة: 141. 2143 148 
4 157 158 2163 
2 -174. 194. 456 
اليعقوبية: 169 173» 2206 
6 220. 2.226 2228 
241 404 2.427 487 


504 
اليهودية : 6.430 431 
ولو 5140 


000007 
يونغء أرثر : 77 117 


يونغ »ع 2 م 353 











عصرالثكورة 


أدت الثورة الفرنسية والثورة هه إلى تحول 
3 العالم بين عامي 1/69 و1548. هده «الثورة المزدوجة» 

07 68م التي خلقت العالم الحديث كما نعرفه لخصها إريك 
1111101 1810م موازياو اكاك لان مك امظار 
8 -- 1789 


صارمة على موضوعية المؤرخ. 
لقد تيع اريك هويزياوم: بوضوح تحليلي رائع هذا 
التحؤل الذي امه «الثورة المزدوجة» في كل 
دواحي الشكاء ف ره ف لكان الخرن 
والدبلوماسية: في الكناطق الصناعية الجديدة: وعلى 
الأرض؛ وسّط طبقات الفلاحين والبورجوازية 
والأرستقراطية؛ في أساليب الحكم والثورة: في العلوم 
والملشفة رانك دن فل لكر سر 

عضر القورة 0 شه 2 كنار المنطفة: 
عصر رأس المال وعصر الإميراطورية: حرصاً على 
مد القارئ العربي ب «ثلاثية هوبّزْباؤم» الشهيرة التي 
© أصول المعرفة العلمية - 112 اس 

مجال المؤلفات التاريخية: خلال القرن العشرين. 

ثقنافة علمية معاصرة 


ا الام 6 85 20 1ع 





2 إريك هويزياوم: ولد فى الإسكندرية عام 1917 
6 قاسم © إريك هويزياوم: ولد في رية عام 
2 وتابع دراسته في فيينا وبرلين و ولعدن وكامبريدج. . عصو 
زنب علوم إنسانية واجتماعية في الأكاديمية البريطانية والأكاديمية الأمريكية تلفتون 
© تقنيات وعلوم 3 ١‏ يقية والعلىم . كان أستاذاً في جامعة بيربك وجامعة لندن ثم 
في المدرسة الجديدة للبحوت الاجتماعية في نيويورك. 

© اداب وفئون من مؤلفاته التي تٌرجمت إلى لغات عديدة: 
© لسانيات ومعاجم ,جات “[0 496 ©1711 ,[هاةجره © /[0 496 1116 


[0 ©4926 17 ,17165 اترل 0 6و4 7176 
4710 110151777 ,80010115 ,011011 ةأمجاع ]1 
111106 ,1قه 1/1[ 501171718هط ,1171717 
.-017 4ط ك0 11707105 تند ,كاعجاعر] 
ل فايز الصيّاغ: عالم اجتماع من الأردن: زميل 
زائر في مركز الدراسات الاستراتيجية الجامعة 
ا عمل كاك لعدة سئوات» في جامعة تورنتو 
الكندية. له مؤلفات ومترجمات بالعربية والإنجليزية 
في المجالات الاجتماعية والتثئموية والثقافية. 
































2 
هم 
م 
المنظمة العربية للترجمة الكسن 1 ار 0-0766 ا 1581 
اسه || 
56 !| 


7